الموضوع: سؤال في تقوية حديث مجهول العين

السلام عليكم..
قرأت أنّ حديث مجهول العين قابل للتقوية بالشّواهد والمتابعات، ولكن ماذا لو تتابعت عدّة طبقات(في الإسناد) برواة من هذا الصّنف؟
كما هو الحال في هذا الطريق الذي أورده الإمامة الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة"(5/ 515):
"2494 - " أظهروا النكاح، وأخفوا الخطبة ".
ضعيف
رواه الديلمي (1/1/27) عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب: حدثنا عثمان بن خرزاذ
: حدثنا هارون بن عمر بن زياد الدمشقي - سنة عشرين ومائة -: حدثنا محمد بن
خالد عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن أم
سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
سكت عليه الحافظ في " مختصره "، وسنده ضعيف، أم علقمة، واسمها مرجانة؛
مجهولة الحال، ومن دون الدراوردي فيه من لم أعرفه".
ففي هذه الحالة هل من الممكن تقوية هذا الطّريق مع اشتماله على تتابع عدد من مجهولي العين(أعني: من دون الدّارودي)؟
أم أنّ ذلك يعدّ من الضّعف الشّديد الذي لا يقبل التّقوية؟
وشكراً..

بارك الله فيك , هؤلاء الرواة فيهم الثقات وفيهم من هو مستور فيمكن أن يستشهد بهاته الرواية
فالراوي الأول عبد الرحمن بن حمدان قال عنه الذهبي في التاريخ
(الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، القُدْوَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَانَ بنِ المَرْزُبَانِ الهَمَذَانِيُّ، الجَلاَّبُ ، الجزَّارُ، أَحدُ أَركَانِ السُّنَّةِ بِهَمَذَانَ.
.......
وَعَنْهُ: صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ الأَنْمَاطي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَالقَاضِي عَبْد الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَهْضَم، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ فَارس، وَآخَرُوْنَ.
فَال شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِي: كَانَ صَدُوْقاً قُدْوَة، لَهُ أَتْبَاع.


قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: سَمَاع القُدَمَاء مِنْهُ أَصحُّ.)) انتهى

وشيخه عثمان كذلك ثقة
وقال الذهبي (6-779) في التاريخ (عُثْمَانَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خرزاذ،........
وَعَنْهُ: النسائي وَقَالَ: ثقة، وَأَبُو حاتم الرَّازِيّ وَهُوَ أكبر منه، وابن جَوْصا، وَأَبُو عَوَانَة، وَخَيْثَمَة، وهشام بن محمد الكِنْدِيّ، وطائفة. ودخل عَلَيْهِ الطَّبَرَانيّ وَهُوَ مريض فأجاز لَهُ.
قَالَ محمد بن مَحْمَويه الأهوازي: هُوَ أحفظ من رأيت.
وَقَالَ أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون.) انتهى
وشيخه هارون أيضا ذكره الذهبي في التاريخ ساكتا عنه
(452 - هارون بن عُمَر المخزومي الدِّمشقيُّ. عَنْ: سُوَيْد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، وآخرون.
وكان فقيهًا من كبار أهل الرأي، نزل بغداد مدة.)) انتهى
فقد روى عنه جماعة فليس مجهول العين .

أما شيخه محمد بن خالد الراوي عن الداروردي فأظنه بن خلاد وليس خالد , وهو ثقة معروف


والجزء الأول من الحديث له شواهد أحسن من هذه الرواية , فعند الترمذي
قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ، وَاجْعَلُوهُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَسَنٌ فِي هَذَا البَابِ، وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيُّ يُضَعَّفُ فِي الحَدِيثِ،))
وضعفه البيهقي لأجل عيسى بن ميمون وكذلك الألباني لكن الجزء الأول قال أن له شاهد من حديث عبد الله بن الزبير
لكن الترمذي روى قبله حديثا حسنا يشهد له فقال
(عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الجُمَحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَصْلُ مَا بَيْنَ الحَرَامِ وَالحَلاَلِ، الدُّفُّ وَالصَّوْتُ.
وَفِي البَاب عَنْ عَائِشَةَ، وَجَابِرٍ، وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ.
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ.))
واعلان النكاح سنة مستحبة , وورد النهي عن اخفائه عن عمر وغيره
وعلى كل حال لا يمكن اطلاق قاعدة عامة تخضع لها كل الأسانيد , فكل اسناد له معاملته الخاصة لكن اذا كثر المجهولون في الاسناد دل هذا على أنه واه ولو كان متنه حسنا لاشتهر وتناقله الحفاظ ولما أغفلوه
والله أعلم
تنبيه

حدثنا هارون بن عمر بن زياد الدمشقي - سنة عشرين ومائة

الصحيح مائتين وليس مائة