بسم الله الرحمن الرحيم

مقتطفات من جواب عن معنى سؤال ذي شقين من موقع الإسلام سؤال وجواب islamQA
وسأتناول هنا عرض أحد شقي معنى السؤال وإجابته لأنه هو الذي يعنيني هنا وأسلط عليه الضوء :

معنى السؤال:

هل يستدل على الحق بكثرة العدد ؟

الإجابة:

وجود أتباع كثيرين لأحد الجماعات أو الفرق أو الطوائف ليس دليلاً على أنهم على حق ، فالنصارى أكثر عدداً من المسلمين ، وأهل البدع

والضلال أكثر من أهل السنة في بعض البلاد ، فهل يعني ذلك أنهم على الحق!! .

قال أبو شامة المقدسي رحمه الله تعالى : " حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعة ، وإن كان المتمسك بالحق قليلاً

والمخالف كثيراً ؛ لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، ولا نظر إلى كثرة أهل

الباطل بعدهم ". انتهى "الباعث على إنكار البدع والحوادث" صـ 22.

ومن سنن الله في خلقه : أن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل ،

قال تعالى : ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ). [يوسف : 103]

وقال : ( إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ) [هود : 17]

وقال: ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ).
[/U]


قال الشيخ السعدي : " ودلت هذه الآية ، على أنه لا يستدل على الحق بكثرة أهله ، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق ،

بل الواقع بخلاف ذلك ، فإن أهل الحق هم الأقلون عدداً ، الأعظمون عند الله قدراً وأجراً ، بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل ،

بالطرق الموصلة إليه ". انتهى "تفسير السعدي" (1 / 270).

قال الفُضيل بن عِياض رحمه الله : " الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ، وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ". انتهى

وينظر: "الأذكار" للنووي صـ221، "الاعتصام "للشاطبى (1 / 83).

https://islamqa.info/ar/147341

وأتذكر هنا قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود:

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك" (رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:1/122- رقم160، وصحح سنده الشيخ الألباني كما في تعليقه على مشكاة المصابيح: 1/61، ورواه الترمذي في سننه:4/467).