الأثر في تفسير الطبري : حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) يعني: أتباعهم، ومن أشبههم من الظلمة.
الأثر في تفسير الطبري : حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) يعني: أتباعهم، ومن أشبههم من الظلمة.
هل محمد بن سعد هو أبو جعفر العوفي؟ و اسمه : محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة، العوفي .
و ماذا عن باقي الإسناد؟ و ما حكم هذا الأثر؟
- قد روى هذا الخبر مرفوعاً –كما أخرجه الثعلبي في الكشف والبيان(8|141), ولكن سنده ضعيفٌ لجهالة الحسين بن محمد الحديثي – كما في تحقيق الصاعدي لهذا الجزء من الكتاب ص23 (ووقع في المطبوع محمد بن الحسن المدني)!!, وبأنّ المحفوظ فيه الوقف - كما قال إبن حجر
- وروى موقوفاً عن إبن عباس وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنهم -*** فأمّا أثر إبن عباس بالسند المذكور في نص السؤال - فإسناده تالفٌ – لأجل هذه السلسة, قال الشيخ محمد الأمين في تخريج أسانيد التفسير في مدونته:(( طريق عطية العوفي عن إبن عباس. وعطية بن سعيد بن جنادة الكوفي هذا:(شيعيٌ ضعيفٌ مدلسٌ)، قال ابن حبان:( لا يحل الإحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجّب), وأشهر إسناد لهذا الطريق هو طريق محمد بن سعد العوفي (لينُ الحديثِ)، قال: ثني أبي (سعد بن محمد بن الحسن، جهميٌ ضعيفٌ)، قال: ثني عمي (هو الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، ضعيفٌ)، قال: ثني أبي (متفقٌ على ضعفه)، عن أبيه (شيعيٌ ضعيفٌ مدلّس)....عن إبن عباس, قال البيهقي في "معرفة السنن والآثار": «هو إسنادٌ ضعيفٌ». وقد أكثر الطبري كثيراً من هذا الطريق حتى بلغ 1560 موضعاً. وهو مُسَلسَلٌ بالضعفاء. وقيل (والله أعلم) أن هذا الطريق فيه نحو ربع ما يُروى عن ابن عباس في باب التفسير (والربع الثاني هو صحيفة الوالبي)) إنتهى.
قلت: وقد دافع الدكتور العوني عن عطية العوفي (تاريخ الشيوخ الثقات 2|526) وبأنّه ليس بمدلسٍ, فلينظر.
- وفي المرفق رقم (1) تحقيقٌ لهذه السلسة مستخلصٌ من رسالة (أسانيد نُسخ التفسير والأسانيد المتكررة في التفسير - جمعاً ودراسةً), وفي المرفق (2) تحقيقٌ لهذه السلسة من تحقيق الدكتور سعد الحميّد (لسنن سعيد بن منصور).
- وعليه فإنّ هذا الاثر ضعيفٌ جداً بهذا السند, ولكن للخبر شواهدٌ, أتى عليها الدكتور الحميّد في تحقيق (سنن سعيد بن منصور) وهى عندك في المرفق (3).- ولكن لعل هذا الأثر الموقوف يتقوى بالتالي:1) في أحد هذه الشواهد صحيفة علي بن أبي طلحة عن إبن عباس, وهى فيها خلافٌ بين أهل العلم من حيث تصحيحها وتضعيفها, فمن يرى صحة هذه الطريق يصحح هذا الأثر (كما فعل الدكتور حكمت في موسوعة الصحيح المسبور(4|197)), ومن لايرى صحتها يُضعّف مثل هذا ( كما فعل الدكتور الحميّد) – وللمزيد من التقصّي حول هذه الصحيفة يُرجى النظر في رسالة (صحيفة علي بن أبي طلحة عن إبن عباس رضى الله عنهما في التفسير جمعاً ودراسةً) للعاني, أو (تفسير إبن عباس – المسمى صحيفة علي بن أبي طلحة) للرجّال, أو في المرفق رقم (4) وهو مستخلصٌ من(التقرير في أسانيد التفسير) للطريفي, والمرفق رقم (5) وهو مستفادٌ من (أسانيد نُسخ التفسير).
2) رواية سعيد بن منصور ليس فيها إلا علّة الإنقطاع, فقد تتقوى برواية علي بن أبي طلحة (عند من يرى إنقطاعها) عن أبي عباس رضى الله عنهما, لإختلاف المخرج.
*** وأمّا أثر عمر بن الخطاب رضى الله عنه: فقد أخرجه أحمد بن منيع في مسنده (كما في المطالب العالية) وصححه إبن حجر, وقال البوصيري في إتحاف المهرة:(رجاله ثقاتٌ), وفي رواية أبوأحمد الزبيري عن سفيان ضعفٌ, كما ذكر هذا المزي في تهذيب الكمال, والذهبي في سير أعلام النبلاء(9|530) عن الإمام أحمد, وكذا فإّن سماك إبن حرب قد إضطرب فيه (ولعل هذا من إختلاطه), فقد رواه من مسند عمر بن الخطاب كما هنا, وعند الطبري (19|519) , والحاكم(3662 - علوش) وصححه ووافقه الذهبي على شرط مسلم, وجعله من مسند النعمان بن بشير كما عند عبدالرزاق في تفسيره(2|148), ولعل المحفوظ بأنّه من مسند عمر, لأنّ الراوي عنه عند الطبري في تفسيره هو الثوري.
قلت: وطريق الحاكم فيها أحمد بن مهران اليزدي, وقد ذكره إبن حبان في ثقاته ( 8 / 48 و 52 ), وروى عنه جمعٌ(كما في تاريخ الإسلام 6|695)(وفات هذا على العلاّمة مقبل في رجال مستدرك الحاكم, والمصنعي في مصباح الأريب),والذي قال عنه أبونُعيم في تاريخ أصبهان(1|128):(كان لايخرج من بيته إلا للصلاة), وترجم له إبن حجر في اللسان (1 /316 ), فتصح بماقبلها, وقد حسّن هذا الأثر لغيره الدكتور الشهري في تحقيق جزء من المطالب العالية(15|147).هذا ماتيسّر جمعه.........والله أعلم
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الكبير و العلم الوفير , و لكن رواية عطية العوفي عن ابن عباس و هي : (أتباعهم ومن أشبههم من الظلمة) , بها لفظ زائد عن روايتي ابن عباس و هو (أتباعهم) و هذا اللفظ غير موجود في رواية المسيب بن رافع عن ابن عباس و لفظها (و أشباههم) , و كذلك غير موجود في رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس و لفظها (نظراءهم) .
وكذلك غير موجود في رواية عمر بن الخطاب ولفظها (ضرباءهم) .
أي أن تفسيرها بالأتباع لا يوجد مايشهد له و بالتالي فهو ضعيف جدا .
وهذه اللفظة هي التي كانت تعنيني حينما سألت عن هذا الأثر .
ما صحة هذه الأسانيد عن أبي العالية في تفسير نفس الآية في تفسير الطبري
حدثنا محمد بن المثني، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن داود، قال: سألت أبا العالية، عن قول الله: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله) قال: الذين ظلموا وأشياعهم.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثني عبد الأعلى، قال: ثنا داود، عن أبي العالية، أنه قال في هذه الآية، (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال: وأشياعهم.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا داود، عن أبي العالية مثله.
هذا ما توصلت إليه في دراسة هذه الأسانيد .
تراجم رجال الأسانيد الثلاثة :
1- محمد بن المثنى : محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزى ، أبو موسى البصرى الحافظ ، المعروف بالزمن ( مشهور بكنيته و باسمه ) .
رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت .
2- ابن أبي عدي : محمد بن إبراهيم بن أبى عدى قيل : اسمه إبراهيم ، السلمى مولاهم ، أبو عمرو البصرى ، و يقال له القسملى ( و قد ينسب لجده ) .
رتبته عند ابن حجر : ثقة .
3- داود : داود بن أبى هند : دينار بن عذافر ، و يقال : طهمان القشيرى مولاهم ، أبو بكر ، و يقال أبو محمد ، البصرى ( أصله من خراسان ) .
رتبته عند ابن حجر : ثقة متقن ، كان يهم بأخرة .
4- عبد الأعلى : عبد الأعلى بن عبد الأعلى بن محمد و قيل ابن شراحيل ، القرشى البصرى السامى ، أبو محمد ، و لقبه أبو همام .
رتبته عند ابن حجر : ثقة .
5- ابن علية : إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدى مولاهم أبو بشر البصرى ، المعروف بابن علية ( أخو ربعى ، و والد إبراهيم و حماد و محمد ) .
رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ .
6- يعقوب بن إبراهيم : يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح العبدى القيسى مولاهم ، أبو يوسف الدورقى ، مولى عبد القيس ( أخو أحمد بن إبراهيم ) .
رتبته عند ابن حجر : ثقة ، و كان من الحفاظ .
وبهذا تكون الأسانيد الثلاثة صحيحة , و الله أعلم .
و أرجو من الإخوة المراجعة و تصحيح الأخطاء إن وجدت .
نعم هي صحيحة على شرط الصحيح , وهي في الحقيقة ترجع الى اسناد واحد عن التابعي الكبير أبي العالية الرياحي
رواه عنه داود بن ابي هند ورواه عن داود ثلاثة من تلاميذه الثقات
ابن ابي عدي وعبد الأعلى والراوي عن هذين هو محمد بن المثنى
أما الراوي الثالث وهو اسماعيل بن علية فقد رواه عنه يعقوب بن ابراهيم
ويمكن جمع هاته الأسانيد الثلاثة في اسناد واحد فيقال
حدثنا محمد بن المثني، قال: ثنا ابن أبي عدي وعبد الأعلى قالا حدثنا داود .ح -وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية ثنا داود، عن أبي العالية، أنه قال في هذه الآية، (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال: وأشياعهم.
بارك الله فيكم ،ذكرتم في الباب عن عمر بن الخطاب نحوه هل يثبت عنه؟!
للفائدة:
http://majles.alukah.net/t28936/
الأخ الذي ذكر الاسناد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن ابن عباس رضي الله عنهما لم يميز أحدهما عن الآخر من حيث اختلاف اللفظ وان كان معناهما متقارب , فالأزواج المقصود بها هنا الأشباه والنظراء والضرباء فيحشر الشيء مع نظيره ومثيله وشبيهه ومن هو على شاكلته
وعمر رضي الله عنه فسر آية التكوير (واذا النفوس زوجت ) بهاته الآية , لكن الأولى أعم من الثانية الخاصة بالظلمة
والأثر ذكره البخاري معلقا فقال
( وَقَالَ عُمَرُ: {النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}: " يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } ))
وفي بعض طرق هذا الأثر الموصولة أن عمرا زاد في تفسير أزواجهم فقال (ضرباءهم)
والاسناد عنه صحيح رواه عنه النعمان بن بشير , وفي سماك بعض الكلام, وصححه الحافظ
قال الحافظ في الفتح
((وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْحَاكِمُ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْية وبن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ وَإِسْرَائِيلَ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَشَرِيكٍ كُلِّهِمْ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ فِي قَوْله وَإِذا النُّفُوس زوجت هُوَ الرَّجُلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالرَّجُلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ قَرَأَ احشروا الَّذين ظلمُوا وأزواجهم وَهَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ صَحِيحٌ)) انتهى
ويضاف الى من رواه عن سفيان الامام الطبري في تفسيره
وكذا لم يذكر الحافظ أبادواد فقد أخرجه عن حماد كذلك في الزهد
أما أثر ابن عباس فتقويه رواية سفيان في تفسيره
سفيان عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رافع عن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ احْشُرُوا الَّذِينَ ظلموا وأزواجهم قال أشباههم))
وهذا اسناد جيد , سعيد بن مسروق ثقة وكذا المسيب ان ثبت سماعه من ابن عباس وعلى كل خال فهذا لا يضر لأن الأثر روي من طرق عن ابن عباس وعن تلاميذه مجاهد وسعيد يقوي بعضها بعضا
ليس لأجل هذا السبب فحسب بل لأن من رواه عن سماك عن عمر عددهم أربعة كما سبق في كلام الحافظ العسقلاني وهمالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة البحر الزخار
وكذا فإّن سماك إبن حرب قد إضطرب فيه (ولعل هذا من إختلاطه), فقد رواه من مسند عمر بن الخطاب كما هنا, وعند الطبري (19|519) ,والحاكم(3662 - علوش) وصححه ووافقه الذهبي على شرط مسلم, وجعله من مسند النعمان بن بشير كما عند عبدالرزاق في تفسيره(2|148), ولعل المحفوظ بأنّه من مسند عمر, لأنّ الراوي عنه عند الطبري في تفسيره هو الثوري.
سفيان وحماد وشريك واسرائيل كلهم عن سماك عن النعمان عن عمر
فلا تصح نسبة الاضراب الى سماك , وأيضا خالف أولائك الأربعة الوليد بن ابي ثور فرواه عن سماك مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام و الوليد ضعيف منكر الحديث فلا يقبل منه هذا
أما الاضطراب ان صح فيمكن أن ينسب الى اسرائيل فهو الذي اختلف عليه
فقد رواه عنه عبد الرزاق عن سماك ولم يجاوز به النعمان
وخالفه عبيد الله بن موسى عند الحاكم فبلغ به عمر كما قال الجماعة
وعبيد الله هذا ثقة و هو أثبت من عبد الرزاق في سماك فتترجح روايته لا سيما أنه وافق بها ثلاثة من الثقات
واذا ترجحت هاته الرواية الزائدة ارتفع الاضطراب
لا يمكن الجزم بالانقطاع وان صرح بعض الأئمة أنه لم يسمع الا من صحابيين كابن معين , وقيل أنه لم يسمع من ابن مسعود , وعلى كل حال فهو معاصر لابن عباس , ومن نفى السماع فانما يقصد الأحاديث المرفوعة أما هذا فهو مجرد رواية في التفسير قد تابعه عليها غيره كابن ابي طلحة وان قيل أنه لم يسمع من ابن عباس فقد سمع التفسير من مجاهد ومن كبار أصحابه
قال ابن كثير في تفسيره (يَعْنِي بِأَزْوَاجِهِمْ أَشْبَاهَهُمْ وَأَمْثَالَهُمْ . وَكَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وسعيدبْنُ جُبَيْر، وعِكْرِمة وَمُجَاهِدٌ، والسُّدِّي، وَأَبُو صَالِحٍ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَغَيْرُهُمْ ))انتهىكذلك أين رواية مجاهد و سعيد التي تقوي هذه الرواية؟؟
أما رواية سعيد فقد رواها ابن الجعد في مسنده
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، وَخَلَفٌ قَالَا: أنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ، {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } قَالَ: وَأَشْبَاهَهُمْ ، زَادَ خَلَفٌ قِيلَ لِشَرِيكٍ: شَرْبَةُ الْخَمْرِ مَعَ شَرْبَةِ الْخَمْرِ وَالزُّنَاةِ مَعَ الزُّنَاةِ قَالَ: نَعَمْ
وعلي هو ابن الجعد ثقة ثبت
وخلف هو ابن هشام المقرئ ثقة أما شريك فهو صدوق
وسالم هم الأفطس ثقة وشيخه هو سعيد بن جبير .
أما رواية مجاهد فهي في تفسيره المنسوب اليه
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِهِ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} فَسَكَتُوا، فَقَالَ عُمَرُ: «وَلَكِنِّي أَعْرِفُهُ، هُوَ الرَّجُلُ يُزَوِّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالرَّجُلُ يُزَوِّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، ثُمَّ قَالَ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } .
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " يَقُولُ: يُزَوِّجُ الْأَمْثَالَ الْأَشْبَاهُ مِنَ النَّاسِ يَجْمَعُ بَيْنَهُمْ "))
المقطوع لا يتقوى بالموقوف , فرواية ابن عباس الموقوفة من قوله لا تتقوى بروايتي مجاهد و سعيد المقطوعتين .
و لكن يمكن -كما ذكر الأخ الفاضل البحر الزخار - أن تتقوى رواية المسيب بن رافع عن ابن عباس برواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
سبحان الله وبحمده ؟؟
## الموقوف يطلق على كلام الصحابي وليس كلام التابعي
ومن ذا الدي حكم على رواية المسيب عن ابن عباس أنها مقطوعة ؟
وافرض جدلا أنها انقطعت , فعندنا رواياتان مرسلتان عن ابن عباس , أفلا تتقوى احداهما بالأخرى ؟
لا سيما اذا كان هذا التفسير منقولا عن كبار تلاميذه مجاهد وسعيد وعكرمة , ومن نفى سماع ابن أبي طلحة لتفسير ابن عباس لا يكون على قوله الا انه سمعه من أحد تلاميذه وقد عرفت كلامهم في الآية
والبخاري قد احتج بهاته الصحيفة في التفسير في عدة مواضع من كتابه , والرجل قد قبل الأئمة تفسيره أفترده أنت بهاته الاحتمالات الواهيات ؟
وافرض أنه ضعيف , فحسبك من ذلك كلام عمر رضي الله عنه فانه يغنيك ويكفيك , والآية قد فسرها السلف واتفقوا على هذا المعنى فلا اشكال فيها ولا تحتاج الى كل هذه التخريجات
لم أقل أن رواية ابن عباس تتقوى برواية تلاميذه , بل تتقوى بمجموع الطرق الى ابن عباس اضافة الى ما روي عن تلاميذه مما يوافق قوله وهذا كلامي في المشاركة رقم (12) أعيد كتابته
فقد رويت من طرق عنه وعن تلاميذه الكبار سعيد وعكرمة ومجاهد بمثل قوله مما يدل على أن هذا الكلام عنه له أصل صحيحأما أثر ابن عباسفتقويه رواية سفيان في تفسيره
سفيان عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رافع عن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ احْشُرُوا الَّذِينَ ظلموا وأزواجهمقال أشباههم))
وهذا اسناد جيد , سعيد بن مسروق ثقة وكذا المسيبان ثبت سماعه من ابن عباسوعلى كل حالفهذا لا يضر لأن الأثر روي من طرق عن ابن عباس وعن تلاميذه مجاهد وسعيد يقوي بعضها بعضا
والأثر ثبت عن عمر رضي الله عنه وهذا يكفي ويفي بالغرض , وشيخ الاسلام جزم بأنه قول عمر وقول ابن عباس ايضا كما في الفتاوى (7-62)
(قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَنُظَرَاؤُهُمْ . وَهَذَا ثَابِتٌ عَنْ عُمَرَ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْهُ مَرْفُوعًا. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَشْبَاهُهُمْ . ) انتهى
أما ابن القيم فقد اكتفى بذكر تفسير عمر في عدة مواضع من كتبه متبوعا بقول الامام أحمد
حيث قال في بائع الفوائد (قَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَزوَاجهم أشباههم ونظراؤهموَقَالَهُ الإِمَام أَحْمد أَيْضا)
وفي الزاد (قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَبَعْدَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: «أَزْوَاجُهُمْ أَشْبَاهُهُمْ وَنُظَرَاؤُهُمْ »)