
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
بعد كل هذا الكلام و النقاش اتضح لي ان الخلاف معك مبني على فهم كلام السلف في الجهمية
و هل تكفيرهم لهم كان على العموم ام بالتعيين
فانا ازعم الثاني
انت كنت تزعم الاول وهذا كلامك 
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
فمن حكم على الجهمية بالكفر عموما . إنما حكم عليهم لأجل قولهم . و لا يلزم من ذلك عنده تكفير أعيانهم
وقد رددت عليك وهذا هو الرد [هذا الكلام فيه نظر فلا فرق بين التعيين والعموم الا فى المسائل الخفيه -قال الشيخ عبد الله والشيخ إبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف والشيخ سليمان بن سحمان عليهم رحمة الله : ( وأما قوله : نقول بأن القول كفر ولا نحكم بكفر القائل ، فإطلاق هذا جهل صرف ....... -- وفى جميع المواضيع التى شاركت فيها حتى منذ سنوات اقرر كفر الجهمية بأعيانهم فمن اين لك اننا لا نكفر الجهمية بأعيانهم --يقول الشيخ سليمان بن سحمان-إن جمهور العلماء الذين كفروا الجهمية هم الحجة في كل زمان ومكان وهم ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين قام بهم الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وأدلتهم الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة فهم القدوة وبهم الأسوة ولا عبرة بمن خالفهم أو سكت وإن كانوا لا يحصون عددا ومن خالفهم فقوله شاذ لا يلتفت إليه ولا يعول عليه-----------------------اما ما التبس عليك فى كلامنا كان على المقلد الجاهل وظننته فى عموم الجهمية فاليك التفصيل من كتاب كشف الاوهام حتى تزول الاوهام باننا لا نكفر عموم الجهمية بالتعيين---يقول الشيخ سليمان بن سحمان والمقصود أن هذا الجاهل الغبي زعم أن لأهل العلم في الجهمية قولين طائفة تكفرهم وهم الجمهور وطائفة لا يكفرونهم فأجمل الغبي ولم يفصل والخلاف إنما هو في القسم الثاني من جهالهم المقلدين المتمكنين من الهدى والعلم المعرضين عن طلبه وقد قطع النزاع وأزال الإشكال ولم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه له وإرادته له وهؤلاء العاجزون عن بلوغ الحق ضربان
فالضرب الأول من قلد أشياخ الضلال الذين سلكوا على طريقة الجهمية وقفوا آثارهم فقلدهم هؤلاء وأحسنوا بهم الظن لأجل ديانتهم في الناس ولم يجدوا سوى أقوالهم فقنعوا بها ورضوا بها ولو يقدرون على الهدى وسلوك الصراط المستقيم الذي كان عليه أصحاب رسول الله وتابعوهم لم يرتضوا بسواه ولم يستبدلوا به أقوال من صدف عن الحق ونكب عنه وقال بالبهتان فهؤلاء معذورون إن لم يظلموا ويكفروا بالجهل والعدوان
والضرب الثاني من طلب الحق وبحث وصنف وقصده التوصل إلى معرفة الحق لكن طلبه للحق ليس هو من بابه بل سلك طرقا تفضي به إلى غير الحق ودرك اليقين وحقائق الإيمان فلم يتبين له الحق من الباطل بل اشتبهت عليه الأمور وموارد الطرق التي تورده إلى الصراط المستقيم وإلى ما كان عليه السلف الصالح فوقف متحيرا لا يدري أين طريق الحق الذي ينجيه من طريق الباطل الذي يرديه مع حسن قصده وعدم شكه في الله ودينه وكتابه ورسوله ولقائه فهذا الضرب بين الذنب والأجرين أو أحدهما أو مغفرة الله وهذا بخلاف العاجز المعرض الذي لم يرفع رأسا بدين الإسلام بل هو راض بما هو عليه لا يؤثر غيره ولا تطلب نفسه سواه ولا طلب الحق ولا أحبه ولا أراده وهؤلاء الأقسام كلهم مجتمعون في البدعة وإن اختلفت أحكامهم
ونزيد هذا المقام إيضاحا وبيانا بما ذكره شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى في الجيوش الإسلامية لئلا يتوهم من لا معرفة لديه بمدارك الأحكام ولا تمييز له بما عليه أئمة الإسلام أن هذا الكلام إنما هو في عموم الكفار ممن أشرك بالله في عبادته وعدل به سواه في توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية وأما الجهمية نفات الذات والصفات فليس هذا الكلام فيهم لأن العلماء قد اختلفوا في تكفيرهم فلهم فيهم قولان كما قد توهمه هذا الغبي وأضرابه
فقال رحمه الله
قال شيخنا يعني شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه الناس في الهدى الذي بعث الله به رسوله أربعة أقسام قد اشتملت عليهم هذه الآيات من أول السورة فذكر القسم الأول الذي قبلوا الهدى باطنا وظاهرا وهم نوعان ثم قال
..............................
القسم الثاني من رده باطنا وظاهرا وكفر به ولم يرفع به رأسا وهؤلاء أيضا نوعان
أحدهما عرفه وتيقن صحته وأنه حق ولكن حمله الحسد والكبر وحب الرئاسة والملك والتقدم بين قومه على جحده ودفعه بعد البصيرة واليقين
النوع الثاني أتباع هؤلاء الذين يقولون هؤلاء ساداتنا وكبراؤنا وهم أعلم منا بما يقبلونه وما يردونه ولنا أسوة بهم ولا نرغب بأنفسنا عن أنفسهم ولو كان حقا كانوا هم أهله وأولى بقبوله وهؤلاء بمنزلة الدواب والأنعام يساقون حيث يسوقهم راعيهم وهم الذين قال الله فيهم عز و جل إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب الآية وقال تعالى يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكباراءنا فأضلونا السبيلا الآية وقال تعالى فيهم وإذا يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار الآية وقال فيهم هذا
..............................
فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج إلى قوله فبئس القرار
إلى أن قال رحمه الله تعالى القسم الثالث الذين قبلوا ما جاء به الرسول وآمنوا به ظاهرا وجحدوه وكفروا به باطنا وهم المنافقون الذين ضرب الله لهم هذان المثلان بمستوقد النار وبالصيب وهم أيضا نوعان
أحدهما من أبصر ثم عمي وعلم ثم جهل وأقر ثم أنكر وآمن ثم كفر فهؤلاء رؤوس أهل النفاق وساداتهم وأئمتهم ومثلهم مثل من استوقد نارا ثم حصل بعدها على الظلمة
والنوع الثاني ضعفاء البصائر الذين أعشى بصائرهم ضوء البرق فكاد أن يخطفها لضعفها وقوته وأصم آذانهم صوت الرعد فهم يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق فلا يقربون من سماع القرآن والإيمان بل يهربون منه ويكون حالهم من يسمع الرعد الشديد فمن شدة خوفه منه يجعل أصابعه في أذنيه وهذه
..............................
حال كثير من خفافيش البصائر في كثير من نصوص الوحي إذا وردت عليه مخالفة لما تلقاه عن أسلافه وذوي مذهبه ومن يحسن به الظن ورآها مخالفة لما عنده عنهم هرب من النصوص وكره من يسمعه إياها ولو أمكنه لسد أذنيه عند سماعها ويقول دعنا من هذه ولو قدر لعاقب من يتلوها وحفظها وينشرها ويعلمها فإذا ظهر له منها ما يوافق ما عنده مشى فيها وانطلق فإذا جاءت بخلاف ما عنده أظلمت عليه فقام حائرا لا يدري أين يذهب ثم يعزم له التقليد وحسن الظن برؤسائه وسادته على اتباع ما قالوه دونها ويقول مسكين الحال هم أخبر بها مني وأعرف فيالله العجب أوليس أهلها والذابون عنها والمنتصرون لها والمعظمون لها والمخالفون لأجلها آراء الرجال المقدمون لها على ما خالفها أعرف بها أيضا منك وممن اتبعته فلم كان من خالفها وعزلها عن اليقين وزعم أن الهدى والعلم لا يستفاد منها وأنها أدلة لفظية لا تفيد شيئا من اليقين ولا يجوز أن يحتج بها على مسألة واحدة من مسائل التوحيد والصفات ويسميها الظواهر النقلية ويسمي ما خالفها القواطع العقلية فلم كان هؤلاء أحق بها وأهلها وكان أنصارها والذابون عنها والحافظون لها هم أعداؤها ومحاربوها
..............................
ولكن هذه سنة الله في أهل الباطل أنهم يعادون الحق وأهله وينسبونهم إلى معاداته ومحاربته كالرافضة الذين عادوا أصحاب رسول الله بل وأهل بيته ونسبوا أتباعه وأهل سنته إلى معاداته ومعادات أهل بيته وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون
والمقصود أن هؤلاء المنافقين صنفان
أئمة وسادة يدعون إلى النار وقد مردوا على النفاق وأتباع لهم بمنزلة الأنعام والبهائم فأولئك زنادقة مستبصرون وهؤلاء زنادقة مقلدون فهؤلاء أصناف بني آدم في العلم والإيمان ولا يجاوز هذه السنة اللهم إلا من أظهر الكفر وأبطن الإيمان كحال المستضعف بين الكفار الذي تبين له الإسلام ولم يمكنه المجاهرة بخلاف قومه ولم يزل هذا الضرب في الناس على عهد رسول الله وهؤلاء عكس المنافقين من كل وجه وعلى هذا فالناس إما مؤمن ظاهرا وباطنا وإما كافر ظاهرا وباطنا أو مؤمن ظاهرا كافرا باطنا أو كافر ظاهرا مؤمنا باطنا والأقسام الأربعة قد اشتمل عليها الوجود وقد بين القرآن أحكامها
..............................
فالأقسام الثلاثة الأول ظاهرة وقد اشتملت عليها أول سورة البقرة
وأما القسم الرابع ففي قوله تعالى فلولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم ولا يتمكنون من إظهاره
ثم ذكر رحمه الله من هؤلاء مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه والنجاشي الذي صلى عليه النبي
والمقصود أن هؤلاء الأتباع المقلدين للجهمية إما أن يكونوا زنادقة مقلدين لزنادقة مستبصرين وإما أن يكونوا من القسم الثالث من النوع الذين يردون كثيرا من نصوص الوحي إذا وردت عليهم مخالفة لما تلقوه عن أسلافهم وذوي مذهبهم ومن يحسنون به الظن ويزعمون أن أدلة الكتاب والسنة لا يستفاد منها الهدى والعلم وأنها أدلة لفظية لا تفيد شيئا من اليقين ويسمونها الظواهر النقلية وما خالفها القواطع العقلية كما هو معروف مشهور عن أتباع هؤلاء الجهمية المقلدين لهم فهم لا يخرجون عن هذين القسمين كما تقدم بيانه آنفا فإذا تبين لك أن هؤلاء الجهمية زنادقة مستبصرين وأن أتباعهم المقلدين لهم إما أن يكونوا زنادقة مقلدين
..............................
لهؤلاء الزنادقة المستبصرين وإما أن يكونوا من النوع الثاني من القسم الثالث
وقد بين شيخ الإسلام أن القسم الثاني نوعين
النوع الأول ممن رده ظاهرا وباطنا وكفر به ولم يرفع به رأسا سادات وكبراء وأهل رئاسة وتقدم
والنوع الثاني أتباع هؤلاء وأن القسم الثالث نوعان أيضا رؤس أهل النفاق وساداتهم وأئمتهم وأتباع مقلدون لهم وهؤلاء ممن آمن ظاهرا وكفر باطنا
فإذا عرفت هذا تبين لك خطأ من زعم أن لأهل العلم فيهم قولين خصوصا في الجهمية النفات معطلة الأسماء والصفات والمعلوم أن العلماء لم يختلفوا في تكفير الجهمية وأنهم ضلالة زنادقة بل قد ذكر من صنف في السنة تكفيرهم عن عامة أهل العلم والأثر وكما هو مذكور في جواب الشيخ عبد اللطيف رحمه الله و ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد في الكلام على أول باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات وكما ذكره الشيخ عبد الرحمن بن حسن أيضا في جوابه على شبهة الجهمي ابن كمال المذكور في مجموعة التوحيد وكما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه الكافية الشافية بقوله
ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان ------ وقد ذكرنا أن الخلاف في نوع من جهال المقلدين لهم لا في جميعهم وهؤلاء الجهال ليسوا بالجهمية الصرف الذين أجمع العلماء على كفرهم بل هم أناس من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم من طوائف أهل البدع والأهواء الذين أحسنوا الظن بمن قلدوه مع تمكنهم من الهدى والعلم ومعرفة الحق فأعرضوا عنه وأحسنوا الظن بمن قلدوه ممن نزع من أئمتهم إلى مذهب الجهمية وأما الجهمية الصرف فلا خلاف فيهم
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل