تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ما صحة حديث "اللهم أنعشني "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي ما صحة حديث "اللهم أنعشني "

    عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سَمِعْتُهُ حِينَ يَنْصَرِفُ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَذُنُوبِي كُلَّهَا ، اللَّهُمَّ انْعَشْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الأَعْمَالِ وَالأَخْلاقِ ، إِنَّهُ لا يَهْدِي لِصَالِحِهَا ، وَلاَ يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ" أخرجه الطبراني وابن السني وغيرهما
    ما صحة هذا الحديث ؟!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,108

    افتراضي

    الحديث أخرجه:
    1) الطبراني في الكبير (3875) والأوسط(4442), والصغير(602 – الزيدي) بنفس السند, وهذا السند فيه (حمزة بن عون المسعودي) - ذكره إبن حبان في ثقاته(8|210), ولم يذكر فيه جرحاً ولاتعديلاً, وذكره الخطيب في تاريخ بغداد (14|244) ولم يذكرا عنه شيئاً – ولكن تُوبع عليه من أبي إسماعيل الترمذي (كما عند الدينوري في المجالسة وجواهر العلم 1447), وقاضي المارستان في المشيخة الكبرى(630), وفي (مجموعٌ فيه مصنفّات أبي جعفر بن البختري رقم 174), وتُوبع عليه من محمد بن سنان القزاز عند الحاكم برقم(5942 - العلمية) ولفظه (أنعمني وأحيني) بدلاً من (أنعشني وأجبرني), والقزاز هذا كذبه أبوداود – كما قال الوادعي في حاشية المستدرك(6013), وعليه فقول عامر ياسين في تحقيق الأذكار للنووي (ص170):( ..بسندٍ لينٍ), لايخفى مافيه.
    وتُوبع عليه عند البزار(كشف 7997) من محمد بن الليث, ولكن أصبح من مسند إبن عمر, ولم يذكر جملة (انعشني وأجبرني), ولعله وهمٌ من الرواة او النُساخ, وأبوالصباح محمد بن الليث الهدادي, ذكره إبن حبان في الثقات وقال: يخطي ويخالف(لسان الميزان 7339).
    وعموماً, فإنّ في السند عمر بن مسكين, قال عنه البخاري في تاريخه الكبير(روى عنه عبد الرحمن المحاربي، يروي عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، في الجنازة, لا يتُابع عليه), ونقل هذا الكلام إبن عدي في الكامل(1236) وكأنه يستدرك عليه – كما قال العوني - بقوله:( ويروي عمر بن مسكين عن نافع، عن إبن عمر في غسل الجمعة وغير ذلك من الأحاديث معروفة وقد حدث عنه جبارة بغير حديث), ), ونقل كلام البخاري العقيلي في ضعفائه(سرساوي – ترجمة 1192), وقال صاحب رسالة (الأحاديث التي قال فيها الإمام البخاري لا يُتابع عليها ص299): (لم أقف على الحديث الذي أشار له البخاري), قلت: قال العوني:(وحديثه في الجنازة, هو في الدعاء للطبراني 1160)(تخريج المشيخة الكبرى رقم 630), وقال الذهبي في ديوان الضعفاء وكذا في المغني(4544): (في حديثه نُكرة),وذكره إبن أبي حاتم في الجرح والتعديل(6|136), وإبن حبان في ثقاته(9845), ولم يذكرا فيه جرحاً ولاتعديلاً, وقال إبن معين في تاريخه (رواية الدوري -2811): (ليس به بأسٌ), وذكره إبن قطلوبغا في (الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة( 7|316) ولذا فإنّ قول أبي يحى زكريا غلام الباكستاني في الإخبار بما لم يصح من أحاديث الأذكار(ص52), وقول أبي عبدالله المصنعي في مصباح الأريب (رقم 19640):( بأنه مجهول الحال)- لايسلم لهما – فقد وثقّه إبن مُعين كما مر.
    وقال الهيتمي في المجمع (17366- عطا):(رواه الطبراني, ورجاله وثقّوا)!!وقال (16975- عطا):(رواه الطبراني في الصغير والأوسط وسنده جيدٌ), فتعقبّه مشهور آل سلمان في تحقيق المجالسة(رقم 1447) بقوله:(قلت: أين أصحاب نافع عن مثل هذا, حتى يتفرّد به رجلٌ ليس بمعروفٍ إلا بتفردّاتٍ جُلها ليس لها متابعاتٌ, إلا أن تكون مرويةً من وجوهٍ أخرياتِ أصحُ إسناداً ولفظاً مما قاله؟! ولذا سُلك في تراجم الضعفاء وتتابع العلماء على ذكره ضمنهم وفيهم, والله الهادي)
    - ومحمد بن الصلت التوزي صدوقٌ يهم (وأنظر ترجمته في تهذيب الكمال 25|400), وقول إبن حجر في نتائج الأفكار(2|304): (وهو ثقة) – لايخفى مافيه.
    - وعليه فصارت علّة هذه الرواية: هى ضعف عمر هذا, وتفردّه.
    2) أخرجه إبن السني في عمل اليوم والليلة (117) ومن طريقه الرافعي في التدوين (3|253), والشجري في أماليه (1191) من طريق أبي المهلب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا به.
    وأخرجه الطبراني الطبراني في الكبير(7811, 7893), ومن طريقه ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/302), وقال ابن حجر:( هذا حديثٌ غريبٌ، وأبو عبد الرحيم الذي في روايتنا – واسمه: خالد بن يزيد الحراني - متفقٌ على توثيقه.
    وعبيد الله بن زحر الذي في روايته اتفق الأكثر على تضعيفه وشيخهما علي بن يزيد متفقٌ على تضعيفه ومدار هذا الحديث عليه, والله أعلم)
    وسنده ضعيفٌ جداً,فيه: هذه السلسة ضعيفةٌ غايةٌ, قال إبن حبان في المجروحين(2|63) في ترجمة عبيد الله بن زحر:(...منكر الحديث جداّ, يروي الموضوعات عن الأثبات وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم فلا يحل الإحتجاج بهذه الصحيفة بل التنكّب عن رواية عبيد الله بن زحر على الأحوال أولى ...)
    وقد وهم مشهور آل سلمان في تحقيق المجالسة(1447) بقوله:(وللحديث شاهدٌ, ولكنه ضعيفٌ, أخرجه إبن السني في عمل اليوم والليلة(116) عن أبي أمامة, وفيه على بن زيد بن جُدعان..إلخ)
    لأنّ هذا خطأ قد وقع في المطبوع من الكتاب, نبّه عليه عيون – رحمه الله, والهلالي, وياسين في تحقيق أذكار النووي(ص190).
    - وعليه فهذه الرواية لاتصلح كشاهد لسابقتها, لضعفها الشديد.
    .....يتبع......

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,108

    Post

    3) وأخرجه الطبراني في الكبير(7982), وليس فيه (أنعشني وأجبرني), وقال الهيتمي في المجمع(16982 – عطا):( ورجاله رجال الصحيح, غير الزبير بن خريق, وهو ثقةٌ).
    قلت: وليس الأمر كما قال, فإنّ الزبير هذا فيه ضعفٌ - وهو قليل الحديث - كما قال إبن ماكولا في الإكمال(3|137), وأخرج له أبوداود حديثاً واحدً في التيمم, وذكر مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال(1644), وتابعه إبن حجر في التهذيب(1|624 – الرسالة): بأنّ أباداود قال عقب إخراجه لهذا الحديث: ليس بالقوي, وتعقبهما بشار عواد بقوله:( لم أجده في المطبوع، فلعله في رواية أخرى، أو هو من الوهم، والله أعلم)(تهذيب الكمال 9|304), وتعقبا محققا الإكمال لمغلطاي (3|42) بشاراً بما لاطائل منه!!

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,108

    افتراضي

    وقال الذهبي في المهذب(1|236) تحت هذا الحديث:(والزبير ليس ممن يُحتج به), وذكره إبن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2637) ولم يذكر فيه جرحاً ولاتعديلاً, وذكره إبن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (1|292), ونقل كلام الدارقطني الآنف الذكر, ووضعه الذهبي في ديوان الضعفاء(450), وقال عنه في الكاشف(1619), وفي الميزان (2710 – الرسالة):(.. وثقه ابن حبان, وقال الدارقطني: ليس بالقوى), وقال في المغني في الضعفاء(1|237) : ( صدوق, قال الدارقطني ليس بالقوي, ذكره إبن حبان في الثقات), وقال إبن حجر في التقريب(2005 – شاغف):(ليّنُ الحديثِ).
    - وعروة بن دينار (أو عزرة) أو(عذرة – كما في تهذيب مستمر الأوهام ص218 ولعله خطأٌ) – فيه جهالةٌ - ذكره البخاري في تاريخه(3|1369), وإبن أبي حاتم في الجرح والتعديل(2637|3)و(7|2 2) والدارقطني في المؤتلف والمختلف(ص1686), وإبن ماكولا في الإكمال(6|201), والعسكري في تصحيفات المحدثّين(ص971), ولم يتعرضّوا له بجرحٍ ولاتعديلٍ, وذكره إبن حبان فيه الثقات(7|299) - ولم يتميّز له كنهه - فقد قال:( عزرة بن دينار يروي عن الزبير بن خريق عن أبي أمامة روى عنه جعفر بن برقان ما أحلفه ((صوابه: مأخلقهُ – كما ضبطه أبوغدة في تحقيق اللسان, وشادي نعمان في تحقيق الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة)) أن لا يكون بعزرة الأعور الذي روى عنه البصريون, لأن ّأحاديث عزرة الأعور مستقيمة وما روى جعفر بن برقان عن عزرة هذا لا تشبه أحاديث عزرة الأعور كأنهما إثنان والله أعلم)
    قلت: وعزرة الأعور: هو ثقةٌ, وله ترجمةٌ في تهذيب الكمال(3920), ولم يذكروا أنه يروي عن الزبير هذا, ولم يذكروا أن جعفر بن برقان يروي عنه, فتعيّن بأنّ (عزرة) هذا, مجهولٌ, وليس هو الثقة الذي شكّ فيه إبن حبان.
    ولذا قال د. الفريح في الأحاديث الواردة في الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام – جمعاً ودراسةً(حديث رقم22): (..وعروة بن دينار لم أجد له ترجمة), وعامر ياسين في تحقيق الأذكار(ص170): (عروة أو عزرة – فيه جهالةٌ), وذكره المصنعي في مصباح الأريب (17670) ولم يذكر عنه شيئاً, وقد ذكر في مقدمة الكتاب بأنّ الراوي الذي لم يرو عنه إلا واحدٌ, وسكت عنه الأئمة, يتركه كما هو بدون حكم.
    - وجعفر بن برقان صدوقٌ, يهم في حديث الزهري, كما في التقريب(940).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,108

    افتراضي

    - وقد حسنّ الحديث العلاّمة الألباني في صحيح الجامع(1266), والعوني في تحقيق المشيخة الكبرى (رقم631), والهلالي في عجالة الراغب(رقم116), وفي نيل الأوطار (رقم189), وعامر ياسين في تحقيق الأذكار للنووي(ص170), وضعفّه الفريح في الأحاديث الواردة في الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام – جمعاً ودراسة ً(حديث رقم22), ومشهور آل سلمان في تخريج المجالسة(1447), وأبي يحى زكريا الباكستاني في الإخبار(ص52), وعيون في تحقيق أذكار اليوم والليلة لإبن السني(رقم116), وجرار في الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء(1590)و(2097) .

    وخلاصة القول: فإنّ هذا الحديث للضعف ماهو؟ ولاأراه يصلح للتحسين بشواهده, لأنّ الأول: علتّه التفرّد , والثاني: ضعيفٌ جداً, والثالث: فيه ضعفٌ وجهالةٌ.

    وأصل الدعاء في صحيح مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه أنّه قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا قام إلى الصلاة، قال:( وجهت وجهي ......... فأغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت......الحديث) وليس فيه ذكر الأعمال, وأخشى أن يكون هذا هو المحفوظ مقيّداً بإستفتاح الصلاة, وليس بعد الفراغ منها, ولعل هذا كله وهم ٌوزياداتٌ من مثل هؤلاء الرواة.
    والله تعالى أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •