تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    Lightbulb صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
    اللهم لا إله إلا أنت . . إيك نعبد وإياك نستعين ،
    اهدنا الصراط المستقيم . . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    آمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    ..................

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    قمة الصادقين


    قال ربنا جل في علاه :

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا # لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ

    وقال تعالى :

    إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا # وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا # رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا # لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا

    وقال تعالى :

    كهيعص # ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا # إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا # قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا إلى قوله : يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا # وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا # وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا # وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ، ثم قال تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا # فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا # قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا # قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا إلى قوله : فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا # قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا # وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا # وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا # وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا # ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ إلى قوله : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا # إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا # يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا إلى قوله : فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا # وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ، ثم قال تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا # وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا # وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ، ثم قال تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا # وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ، ثم قال تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا # وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا . قال تبارك وتعالى : أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا .

    وقال تعالى :

    إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ # ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

    وقال تبارك وتعالى :

    وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ # وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    قمة التائهين


    قال تبارك وتعالى في قصة آدم عليه السلام وسجود الملائكة له :

    إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ # قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ # قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ # قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ # وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . وقال تعالى في موضع آخر : # إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ # وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ # لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ

    وقال تعالى :

    وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ # وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ # فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ # وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ # وَأَتْبَعْنَاهُ مْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ

    وقال تعالى :

    وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ # وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ # مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ # فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ # وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ # قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ # تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ # إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ # وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ،

    إلى قوله تعالى : كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ # إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ إلى قوله : قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ إلى قوله : قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ إلى قوله : ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ # إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ # وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ،

    ثم قال تعالى : كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ # إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ إلى قوله : أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ # وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ # وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ # فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إلى قوله : قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ # إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ # وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ # فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُ مْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ # وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

    ثم قال تعالى : كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ # إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ إلى قوله : أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ # فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ # وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ # وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ # فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إلى قوله : قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ # مَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ # قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ # وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ # فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ # فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ # وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ،

    ثم قال تعالى : كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ # إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ إلى قوله : أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ # وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ # قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ # قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ # رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ # فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ # إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ # ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ # وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ # إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ # وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ،

    ثم قال تعالى : كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ # إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ إلى قوله : أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ # وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ # وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ # وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ # قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ # وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ # فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ # قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ # فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ # إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ # وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ،

    قال تبارك وتعالى : كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ # لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ # فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ # فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ # أَفَبِعَذَابِنَ ا يَسْتَعْجِلُونَ # أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ # ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ # مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ # وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ

    وقال تبارك وتعالى :

    وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ # فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ # وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ إلى قوله : وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ إلى قوله : وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ # أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ إلى قوله : وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ # فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ # وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ # وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ . قال تبارك وتعالى : فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

    وقال تعالى :

    كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ # وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ # وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ


    وقال تبارك وتعالى :

    الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَا تُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ # وَعَدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَا تِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ # كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا ْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُ م بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ # أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَ اتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

    وقال تعالى : بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا # الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا # وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا # الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً # إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً # مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً # يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا # إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا # إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا

    وقال تبارك وتعالى :

    وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ # فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

    وقال تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا # فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُم ْ تَدْمِيرًا # وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا # وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا # وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا # وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا # وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا # إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا # أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا # أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا

    وقال تبارك وتعالى :

    أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ # وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ # وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

    قال ربنا تبارك وتعالى :

    وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا # وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُو ا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا # وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    من التائهين : أصحاب الحلول والاتحاد


    قال شيخ الإسلام في رسالته إلى الشيخ نصر المنبجي (مطبوع ضمن "مجموعة الرسائل والمسائل") :

    وقد بلغني أن بعض الناس ذكر عند خدمتكم الكلام في مذهب الاتحادية وكنت قد كتبت إلى خدمتكم كتاباً اقتضى الحال من غير قصد أن أشرت فيه إشارة لطيفة إلى حال هؤلاء ولم يكن القصد به والله واحداً بعينه وإنما الشيخ هو مجمع المؤمنين فعلينا أن نعينه في الدين والدنيا بما هو اللائق به وأما هؤلاء الاتحادية فقد أرسل إلى الداعي من طلب كشف حقيقة أمرهم وقد كتبت في ذلك كتاباً ربما يرسل إلى الشيخ وقد كتب سيدنا الشيخ عماد الدين في ذلك رسائل والله تعالى يعلم وكفى به عليماً لولا أني أرى دفع ضرر هؤلاء عن أهل طريق الله تعالى السالكين إليه من أعظم الواجبات - وهو شبيه بدفع التتار عن المؤمنين - لم يكن للمؤمنين بالله ورسوله حاجة إلى أن تكشف أسرار الطريق وتهتك أستارها ولكن الشيخ أحسن الله تعالى إليه يعلم أن المقصود الدعوة النبوية بل المقصود بخلق الخلق وإنزال الكتب وإرسال الرسل أن يكون الدين كله لله هو دعوة الخلائق إلى خالقهم بما قال تعالى‏:‏ ‏"‏ إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ‏"‏ وقال سبحانه‏:‏ ‏"‏ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ‏"‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏"‏ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ‏"‏ وهؤلاء موهوا على السالكين التوحيد الذي أنزل الله تعالى به الكتب وبعث به الرسل بالاتحاد الذي سموه توحيداً وحقيقته تعطيل الصانع وجحود الخالق وإنما كنت قديماً ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه لما رأيت في كتبه من الفوائد مثل كلامه في كثير من الفتوحات والكنة والمحكم المربوط والدرة الفاخرة ومطالع النجوم ونحو ذلك ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده ولم نطالع الفصوص ونحوه وكنا نجتمع مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق فلما تبين الأمر عرفنا نحن ما يجب علينا فلما قدم من المشرق مشايخ معتبرون وسألوا عن حقيقة الطريقة الإسلامية والدين الإسلامي وحقيقة حال هؤلاء وجب البيان وكذلك كتب إلينا من أطراف الشام رجال سالكون أهل صدق وطلب أن أذكر النكت الجامعة لحقيقة مقصودهم والشيخ أيده الله تعالى بنور قلبه وذكاء نفسه وحق قصده من نصحه للإسلام وأهله ولإخوانه السالكين يفعل في ذلك ما يرجو به رضوان الله سبحانه ومغفرته في الدنيا والآخرة‏.‏

    هؤلاء الذين تكلموا في هذا الأمر لم يعرف لهم خبر من حين ظهرت دولة التتار وإلا فكان الاتحاد القديم هو الاتحاد المعين وذلك أن القسمة رباعية فإن كل واحد من الاتحاد والحلول إما معين في شخص وإما مطلق أما الاتحاد والحلول المعين كقول النصارى والغالية في الأئمة من الرافضة وفي المشايخ من جهال الفقراء والصوفية فإنهم يقولون به في معنى إما بالاتحاد كاتحاد الماء واللبن وهو قول اليعقوبية وهم السودان ومن الحبشة والقبط وإما بالحلول وهو قول النسطورية وإما بالاتحاد من وجه دون وجه وهو قول الملكانية‏.‏ وأما الحلول المطلق‏:‏ وهو أن الله تعالى بذاته حال في كل شيء فهذا تحكيه أهل السنة والسلف عن قدماء الجهمية وكانوا يكفرون بذلك‏.‏

    وأما ما جاء به هؤلاء من الاتحاد العام فما علمت أحداً سبقهم إليه إلا من أنكر وجود الصانع مثل فرعون والقرامطة وذلك أن حقيقة أمرهم أنهم يرون أن عين وجود الحق هو عين وجود الخلق وإن وجود ذات الله خالق السموات والأرض هي نفس وجود المخلوقات فلا يتصور عندهم أن يكون الله تعالى خلق غيره ولا أنه رب العالمين ولا أنه غني وما سواه فقير لكن تفرقوا على ثلاثة طرق وأكثر من ينظر في كلامهم لا يفهم حقيقة أمرهم لأنه أمر مبهم‏:‏ الأول أن يقولوا إن الذوات بأسرها كانت ثابتة في العدم ذاتها أبدية أزلية حتى ذوات الحيوان والنبات والمعادن والحركات والسكنات وأن وجود الحق فاض على تلك الذوات فوجودها وجود الحق وذواتها ليست ذوات الحق ويفرقون بين الوجود والثبوت فما كنت به في ثبوتك ظهرت به في وجودك ويقولون إن الله سبحانه لم يعط أحداً شيئاً ولا أغنى أحداً ولا أسعده ولا أشقاه وإنما وجوده فاض على الذوات فلا تحمد إلا نفسك ولا تذم إلا نفسك ويقولون إن هذا هو سر القدر وإن الله تعالى إنما علم الأشياء من جهة رؤيته لها ثابتة في العدم خارجاً عن نفسه المقدسة ويقولون إن الله تعالى لا يقدر أن يغير ذرة من العالم وإنهم قد يعلمون الأشياء من حيث علمها سبحانه فيكون علمهم وعلم الله تعالى من معدن واحد وإنهم يكونون أفضل من خاتم الرسل من بعض الوجوه لأنهم يأخذون من المعدن الذي أخذ منه الملك الذي يوحى به الرسل ويقولون إنهم لم يعبدوا غير الله ولا يتصور أن يعبدوا غير الله تعالى وإن عباد الأصنام ما عبدوا إلا الله سبحانه وإن قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ‏"‏ معنى حكم لا معنى أمر فما عبد غير الله في كل معبود فإن الله تعالى ما قضى بشيء إلا وقع ويقولون إن الدعوة إلى الله تعالى المكر بالمدعو فإنه ما عدم من البداية فيدعى إلى الغاية وإن قوم نوح قالوا‏:‏ ‏"‏ لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ‏"‏ لأنهم لو تركوهم لتركوا من الحق بقدر ما تركوا منهم لأن الحق في كل معبود وجهاً يعرفه من عرفه وينكره من أنكره وإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة كالقوى المعنوية في الصورة الروحانية وإن العارف منهم يعرف من عبد وفي أي صورة ظهر حتى عبد فإن الجاهل يقول هذا حجر وشجر والعارف يقول هذا محل إلهي ينبغي تعظيمه فلا يقتصر فإن النصارى إنما كفروا لأنهم خصصوا وإن عباد الأصنام ما أخطأوا إلا من حيث اقتصارهم على عبادة بعض المظاهر والعارف يعبد كل شيء والله يعبد أيضاً كل شيء لأن الأشياء غذاؤه بالأسماء والأحكام وهو غذاؤها بالوجود وهو فقير إليها وهي فقيرة إليه وهو خليل كل شيء بهذا المعنى ويجعلون أسماء الله الحسنى وهي مجرد نسبة وإضافة بين الوجود والثبوت وليست أموراً عدمية ويقولون‏:‏ من أسمائه الحسنى العلي عن ماذا وما ثم إلا هو وعلى ماذا وما ثم غيره فالمسمى محدثات وهي العلية لذاتها وليست إلا هو وما نكح سوى نفسه وما ذبح سوى نفسه والمتكلم هو عين المستمع‏.‏

    وإن موسى إنما عتب على هارون حيث نهاهم عن عبادة العجل لضيقه وعدم اتساعه وإن موسى كان أوسع في العلم فعلم أنهم لم يعبدوا إلا الله وإن أعلى ما عبد الهوى وإن كل من اتخذ إلهه هواه فما عبد إلا الله وفرعون كان عندهم من أعظم العارفين وقد صدقه السحرة في قوله أنا ربكم الأعلى وفي قوله‏:‏ ما علمت لكم من إله غيري وكنت أخاطب بكشف أمرهم لبعض الفضلاء الضالين وأقول إن حقيقة أمرهم هو حقيقة قول فرعون المنكر لوجود الخالق الصانع حتى حدثني بعض عن كثير من كبرائهم أنهم يعترفون ويقولون نحن على قول فرعون وهذه المعاني كلها هي قول صاحب الفصوص والله تعالى أعلم بما مات الرجل عليه والله يغفر لجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ‏"‏ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا والمقصود أن حقيقة ما تضمنه كتاب الفصوص المضاف إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه جاء به وهو ما إذا فهم المسلم بالاضطرار أن جميع الأنبياء والمرسلين وجميع الأولياء والصالحين بل جميع عوام أهل الملل من اليهود والنصارى والصابئين يبرؤون إلى الله تعالى من بعض هذا القول فكيف منه كله ونعلم أن المشركين عباد الأوثان والكفار أهل الكتاب يعترفون بوجود الصانع الخالق البارئ المصور - الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور - ربهم ورب آبائهم الأولين - رب المشرق والمغرب‏.‏ ولا يقول أحد منهم أنه عين المخلوقات ولا نفس المصنوعات كما يقوله هؤلاء حتى أنهم يقولون لو زالت السموات والأرض زالت حقيقة الله .

    وهذا مركب من أصلين ‏:‏ أحدهما: أن المعدوم شيء ثابت في العدم كما يقوله كثير من المعتزلة والرافضة وهو مذهب باطل بالعقل الموافق للكتاب والسنة والإجماع وكثير من متكلمة أهل الإثبات كالقاضي أبي بكر‏:‏ كفر من يقول بهذا وإنما غلط هؤلاء من حيث لم يفرقوا بين علم الله بالأشياء قبل كونها وإنها مثبتة عنده في أم الكتاب في اللوح المحفوظ وبين ثبوتها في الخارج عن ظلم الله تعالى فإن مذهب المسلمين أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق قبل أن يخلقها فيفرقون بين الوجود العلمي وبين الوجود العيني الخارجي ولهذا كان أول ما نزل على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سورة ‏"‏ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ‏"‏ فذكر المراتب الأربع وهي الوجود العيني الذي خلقه والوجود الرسمي المطابق للفظي الدال على العلمي وبين أن الله تعالى علمه ولهذا ذكر أن التعليم بالقلم فإنه مستلزم للمراتب الثلاثة وهذا القول - أعني قول من يقول‏:‏ إن المعدوم شيء ثابت في نفسه خارج عن علم الله تعالى - وإن كان باطلاً ودلالته واضحة لكنه قد ابتدع في الإسلام من نحو أربعمائة سنة وابن عربي وافق أصحابه به وهو أحد أصلي مذهبه الذي في الفصوص‏.‏

    والأصل الثاني‏:‏ أن وجود المحدثات المخلوقات هو عين وجود الخالق ليس غيره ولا سواه وهذا هو الذي ابتدعه وانفرد به عن جميع من تقدمه من المشايخ والعلماء وهو قول بقية الاتحادية لكن ابن عربي أقربهم إلى الإسلام وأحسن كلاماً في مواضع كثيرة فإنه يفرق بين الظاهر والمظاهر فيقر الأمر والنهي والشرائع على ما هي عليه ويأمر بالسلوك بكثير مما أمر به المشايخ من الأخلاق والعبادات ولهذا كثير من العباد يأخذون من كلامه سلوكهم فينتفعون بذلك وإن كانوا لا يفقهون حقائقه ومن فهمها منهم ووافقه فقد تبين قوله‏.‏

    وأما صاحبه الصدر الرومي فإنه كان متفلسفاً فهو أبعد عن الشريعة والإسلام ولهذا كان الفاجر التلمساني الملقب بالعفيف يقول‏:‏ كان شيخي القديم متروحناً متفلسفاً والآخر يقول متفلسفاً متروحناً - يعني الصدر الرومي - فإنه كان قد أخذ عنه ولم يدرك ابن عربي في كتاب مفتاح غيب الجمع والوجود وغيره يقول‏:‏ إن الله تعالى هو الوجود المطلق والمعين كما يفرق بين الحيوان المطلق والحيوان المعين والجسم المطلق والجسم المعين والمطلق لا يوجد إلا في الخارج مطلقاً لا يوجد المطلق إلا في الأعيان الخارجة‏.‏ فحقيقة قوله أنه ليس لله سبحانه وجود أصلاً ولا حقيقة ولا ثبوت إلا نفس الوجود القائم بالمخلوقات ولهذا يقول هو وشيخه أن الله تعالى لا يرى أصلاً وأنه ليس له في الحقيقة اسم ولا صفة ويصرحون بأن ذات الكلب والخنزير والبول والعذرة عين وجوده - تعالى الله عما يقولون‏.‏

    وأما الفاجر التلمساني فهو أخبث القوم وأعمقهم في الكفر فإنه لا يفرق بين الوجود والثبوت كما يفرق ابن عربي ولا يفرق بين المطلق والمعين كما يفرق الرومي ولكن عنده ما ثم غير ولا سوى بوجه من الوجوه وإن العبد إنما يشهد السوى ما دام محجوباً فإذا انكشف حجابه رأى أنه ما ثم غير يبين له الأمر ولهذا كان يستحل جميع المحرمات حتى حكى عنه الثقات أنه كان يقول البنت والأم والأجنبية شيء واحد ليس في ذلك حرام علينا وإنما هؤلاء المحجوبون قالوا حرام فقلنا حرام عليكم وكان يقول القرآن كله شرك ليس فيه توحيد وإنما التوحيد في كلامنا وكان يقول‏:‏ أنا ما أمسك شريعة واحدة وإذا أحسن القول يقول القرآن يوصل إلى الجنة وكلامنا يوصل إلى الله تعالى وشرح الأسماء الحسنى على هذا الأصل الذي له وله ديوان شعر قد صنع فيه أشياء وشعره في صناعة الشعر جيد ولكنه كما قيل‏:‏ لحم خنزير في طبق صيني وصنف للنصيرية عقيدة وحقيقة أمرهم أن الحق بمنزلة البحر وأجزاء الموجودات بمنزلة أمواجه‏.‏

    وأما ابن سبعين فإنه في البدو والإحاطة يقول أيضاً بوحدة الوجود وأنه ما ثم غير ، وكذلك ابن الفارض في آخر نظم السلوك لكن لم يصرح هل يقول بمثل قول التلمساني أو قول الرومي أو قول ابن عربي وهو إلى كلام التلمساني أقرب لكن ما رأيت فيهم من كفر هذا الكفر الذي ما كفره أحد قط مثل التلمساني وآخر يقال له البلباني من مشايخ شيراز ومن شعره‏:‏ وفي كل شيء له آية تدل على أنه عينه وأيضاً‏:‏ وما أنت غير الكون بل أنت عينه ويفهم هذا السر من هو ذائقه وأيضاً‏:‏ وتلتذ إن مرت على جسدي يدي لأني في التحقيق لست سواكم وأيضاً‏:‏ فلسوف تعلم أن سيرك لم يكن إلا إليك إذا بلغت المنزلا وأيضاً‏:‏ ما الأمر إلا نسق واحد ما فيه من حمد ولا ذم وإنما العادة قد خصصت والطبع والشارع في الحكم وأيضاً‏:‏ يا عاذلي أنت تنهاني وتأمرني والوجد أصدق نهاء وأمار فإن أطعك وأعص الوجد عدت عمي عن العيان إلى أوهام أخبار فعين ما أنت تدعوني إليه إذا حققته تره المنهي يا جاري وأيضاً‏:‏ وما البحر إلا الموج لا شيء غيره وإن فرقته كثرة المتعدد إلى أمثال هذه الأشعار وفي النثر ما لا يحصى ويوهمون الجهال أنهم مشايخ الإسلام وأئمة الهدى الذين جعل الله تعالى لهم لسان صدق في الأمة مثل سعيد بن المسيب والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس والأوزاعي وإبراهيم بن أدهم وسفيان الثوري والفضيل ابن عياض ومعروف الكرخي والشافعي وأبي سليمان وأحمد بن حنبل وبشر الحافي وعبد الله ابن المبارك وشقيق البلخي ومن لا يحصى كثرة - إلى مثل المتأخرين مثل الجنيد بن محمد القواريري وسهل بن عبد الله التستري وعمر بن عثمان المكي ومن بعدهم - إلى أبي طالب المكي إلى مثل الشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ عدي والشيخ أبي البيان والشيخ أبي مدين والشيخ عقيل والشيخ أبي الوفاء والشيخ رسلان والشيخ عبد الرحيم والشيخ عبد الله اليونيني والشيخ القرشي وأمثال هؤلاء المشايخ الذين كانوا بالحجاز والشام والعراق ومصر والمغرب وخراسان من الأولين والآخرين‏.‏

    كل هؤلاء متفقون على تكفير هؤلاء ومن هو أرجح منهم وإن الله سبحانه ليس هو خلقه ولا جزءاً من خلقه ولا صفة لخلقه بل هو سبحانه وتعالى مميز بنفسه المقدسة بائن بذاته المعظمة عن مخلوقاته وبذلك جاءت الكتب الأربعة الإلهية من التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وعليه فطر الله تعالى عباده وعلى ذلك دلت العقول‏.‏

    وكثيراً ما كنت أظن أن ظهور مثل هؤلاء أكبر أسباب ظهور التتار واندراس شريعة الإسلام وإن هؤلاء مقدمة الدجال الأعور الكذاب الذي يزعم أنه هو الله فإن هؤلاء عندهم كل شيء هو الله ولكن بعض الأشياء أكبر من بعض وأعظم وأما على رأي صاحب الفصوص فإن بعض المظاهر والمستجليات يكون أعظم لعظم ذاته الثابتة في العدم وأما على رأي الرومي فإن بعض المتعينات يكون أكبر فإن بعض جزئيات الكلي أكبر من بعض وأما على البقية فالكل أجزاء منه وبعض الجزء أكبر من بعض فالدجال عند هؤلاء مثل فرعون من كبار العارفين وأكبر الرسل بعد نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فموسى قاتل فرعون الذي يدعي الربوبية ويسلط الله تعالى مسيح الهدى الذي قيل فيه إنه الله تعالى وهو برئ من ذلك على مسيح الضلالة الذي قال إنه الله‏.‏

    ولهذا كان بعض الناس يعجب من كون النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إنه أعور ‏"‏ وكونه قال‏:‏ ‏"‏ واعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ‏"‏ وابن الخطيب أنكر أن يكون النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال هذا لأن ظهور دلائل الحدوث والنقص على الدجال أبين من أن يستدل عليه بأنه أعور فلما رأينا حقيقة قول هؤلاء الاتحادية وتدبرنا ما وقعت فيه النصارى والحلولية ظهر سبب دلالة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لأمته بهذه العلامة فإنه بعث رحمة لعالمين فإذا كان كثير من الخلق يجوز ظهور الرب في البشر أو يقول إنه هو البشر كان الاستدلال على ذلك بالعور دليلاً على انتفاء الإلهية عنه‏.‏

    وقد خاطبني قديماً شخص من خيار أصحابنا كان يميل إلى الاتحاد ثم تاب منه وذكر هذا الحديث فبينت له وجهه وجاء إلينا شخص كان يقول إنه خاتم الأولياء فزعم أن الحلاج لما قال أنا الحق كان الله تعالى هو المتكلم على لسانه كما يتكلم الجني على لسان المصروع وأن الصحابة لما سمعوا كلام الله تعالى من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان من هذا الباب‏.‏

    فبينت له فساد هذا وإنه لو كان كذلك كان الصحابة بمنزلة موسى بن عمران وكان من خاطبه هؤلاء أعظم من موسى لأن موسى سمع الكلام الإلهي من الشجرة وهؤلاء يسمعون من الجن الناطق وهذا يقوله قوم من الاتحادية لكن أكثرهم لا يفرقون بين الاتحاد العام المطلق الذي يذهب إليه الفاجر التلمساني وذووه وبين الاتحاد المعين الذي يذهب إليه النصارى والغالية وقد كان سلف الأمة وسادات الأئمة يرون كفر الجهمية أعظم من كفر اليهود كما قال عبد الله ابن المبارك والبخاري وغيرهما وإنما كانوا يلوحون تلويحاً وقل إن كانوا يصرحون بأن ذاته في مكان‏.

    وأما هؤلاء الاتحادية فهم أخبث وأكفر من أولئك الجهمية ولكن السلف والأئمة أعلم بالإسلام وبحقائقه فإن كثيراً من الناس قد لا يفهم تغليظهم في ذم المقالة حتى يتدبرها ويرزق نور الهدى فلما اطلع السلف على سر القول نفروا منه وهذا كما قال بعض الناس‏:‏ متكلمة الجهمية لا يعبدون شيئاً ومتعبدة الجهمية كل شيء وذلك لأن متكلمهم ليس في قلبه تأله ولا تعبد فهو يصف ربه بصفات العدم والموات‏.‏

    وأما المتعبد ففي قلبه تأله وتعبد والقلب لا يقصد إلا موجوداً لا معدوماً فيحتاج أن يعبد المخلوقات إما الوجود المطلق وإما بعض المظاهر كالشمس والقمر والبشر والأوثان وغير ذلك فإن قول الاتحادية يجمع كل شرك في العالم وهم لا يوحدون الله سبحانه وتعالى وإنما يوحدون القدر المشترك بينه وبين المخلوقات فهم بربهم يعدلون ولهذا حدث الثقة أن ابن سبعين كان يريد الذهاب إلى الهند وقال إن أرض الإسلام لا تسعه لأن الهند مشركون يعبدون كل شيء حتى النبات والحيوان‏.‏

    وهذا حقيقة قول الاتحادية وأعرف ناساً لهم اشتغال بالفلسفة والكلام وقد تألهوا على طريق هؤلاء الاتحادية فإذا أخذوا يصفون الرب سبحانه بالكلام قالوا‏:‏ ليس بكذا ليس بكذا ووصفوه بأنه ليس هو رب المخلوقات كما يقوله المسلمون لكن يجحدون صفات الخالق التي جاءت بها الرسل عليهم السلام وإذا صار لأحدهم ذوق ووجد تأله وسلك طريق الاتحادية وقال إنه هو الموجودات كلها فإذا قيل له أين ذلك النفي من هذا الإثبات قال‏:‏ ذلك جدي وهذا ذوقي فيقال لهذا الضال‏:‏ كل ذوق ووجد لا يطابق لاعتقاد فأحدهما أو كلاهما باطل وإنما الأذواق والمواجيد نتائج المعارف والاعتقادات فإن علم القلب حاله متلازمان فعلى قدر العلم والمعرفة يكون الوجد والمحبة والحال ولو سلك هؤلاء طريق الأنبياء والمرسلين عليهم السلام الذين أمروا بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له ووصفوه بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله واتبعوا طريق السابقين الأولين لسلكوا طريق الهدى ووجدوا برد اليقين وقرة العين فإن الأمر كما قال بعض الناس إن الرسل جاؤوا بإثبات مفصل ونفي مجمل والصابئة المعطلة جاؤوا بنفي مفصل وإثبات مجمل فالقرآن مملوء من قوله تعالى في الإثبات‏:‏ ‏"‏ إن الله بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير إنه هو السميع البصير وسعت كل شيء رحمة وعلماً ‏"‏ وفي النفي ‏"‏ ليس كمثله شيء - ولم يكن له كفواً أحد - هل تعلم له سمياً سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ‏"‏‏.‏

    وهذا الكتاب مع أني قد أطلت فيه الكلام على الشيخ أيده الله تعالى بالإسلام ونفع المسلمين ببركة أنفاسه وحسن مقاصده ونور قلبه فإن ما فيه نكت مختصرة فلا يمكن شرح هذه الأشياء في كتاب ولكن ذكرت للشيخ أحسن الله تعالى إليه ما اقتضى الحال أن أذكره - وحامل الكتاب مستوفز عجلان وأنا أسأل الله العظيم أن يصلح أمر المسلمين عامتهم وخاصتهم ويهديهم إلى ما يقربهم وأن يجعل الشيخ من دعاة الخير الذين قال الله سبحانه فيهم‏:‏ ‏"‏ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ‏"‏‏.‏ { انتهى }‏.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    مما لعله يفيد في التعرف بترجمة هؤلاء التائهين :

    * ابن عربي :
    http://www.d-sunnah.net/forum/showpo...32&postcount=1

    * التلمساني :
    http://alsrdaab.com/vb/showpost.php?...50&postcount=1

    * ابن سبعين :
    http://www.d-sunnah.net/forum/showpo...99&postcount=1
    http://www.d-sunnah.net/forum/showpo...00&postcount=2

    * ابن الفارض :
    http://www.d-sunnah.net/forum/showpo...91&postcount=1
    http://www.d-sunnah.net/forum/showpo...93&postcount=2

    * وأما الصدر الرومي ، فهو : محمد بن إسحاق بن يوسف بن علي هلك سنة 673 للهجرة ، والذي كان من أكبر تلامذة ابن عربي الذي تزوج أمه ورباه .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    وقال شيخ الإسلام في موضع آخر :

    " واعلم أن هذه المقالات لا أعرفها لأحد من أمة قبل هؤلاء على هذا الوجه ولكن رأيت في بعض كتب الفلسفة المنقولة عن أرسطو أنه حكى عن بعض الفلاسفة قوله‏:‏ أن الوجود واحد ورد ذلك وحسبك بمذهب لا يرضاه متكلمة الصابئين‏.‏ وإنما حدثت هذه المقالات بحدوث دولة التتار وإنما كان الكفر الحلول العام أو الاتحاد أو الحلول الخاص‏.‏ وذلك أن القسمة رباعية لأن من جعل الرب هو العبد حقيقة فأما أن يقول بحلوله فيه أو اتحاده به وعلى التقديرين فإما أن يجعل ذلك مختصاً ببعض الخلق كالمسيح أو يجعله عاماً لجميع الخلق‏.‏

    فهذه أربعة أقسام‏:‏ الأول‏:‏ هو الحلول الخاص وهو قول النسطورية من النصارى ونحوهم ممن يقول‏:‏ أن اللاهوت حل في الناسوت وتدرع به كحلول الماء في الإناء وهؤلاء حققوا كفر النصارى بسبب مخالطتهم للمسلمين وكان أولهم في زمن المأمون‏. وهذا قول من وافق هؤلاء النصارى من غالية هذه الأمة كغالية الرافضة الذين يقولون أنه حل بعلي بن أبي طالب وأئمة أهل بيته وغالية النساك الذين يقولون بالحلول في الأولياء ومن يعتقدون فيه الولاية أو في بعضهم كالحلاج ويونس والحاكم ونحو هؤلاء‏.‏

    والثاني‏:‏ هو الاتحاد الخاص وهو قول يعقوبية النصارى وهم أخبث قولاً وهم السودان والقبط يقولون أن اللاهوت والناسوت اختلطا وامتزجا كاختلاط اللبن بالماء وهو قول من وافق هؤلاء من غالية المنتسبين إلى الإسلام‏.‏

    والثالث‏:‏ هو الحلول العام وهو القول الذي ذكره أئمة أهل السنة والحديث عن طائفة من الجهمية المتقدمين وهو قول غالب متعبدة الجهمية الذين يقولون أن الله بذاته في كل مكان ويتمسكون بمتشابه القرآن كقوله ‏وهو الله في السموات وفي الأرض‏‏ وقوله ‏وهو معكم‏ والرد علىهؤلاء كثير مشهور في كلام أئمة السنة وأهل المعرفة وعلماء الحديث‏.‏

    الرابع‏:‏ الاتحاد العام وهو قول هؤلاء الملاحدة الذين يزعمون أنه عين وجود الكائنات وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى من وجهين‏:‏ من جهة أن أولئك قالوا أن الرب يتحد بعبده الذي قربه واصطفاه بعد أن لم يكونا متحدين وهؤلاء يقولون ما زال الرب هو العبد وغيره من المخلوقات ليس هو غيره (‏والثاني)‏ من جهة أن أولئك خصوا ذلك بمن عظموه كالمسيح وهؤلاء جعلوا ذلك سارياً في الكلاب والخنازير والقذر والأوساخ وإذا كان الله تعالى قال ‏لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم‏‏ الآية‏.‏

    فكيف بمن قال أن الله هو الكفار والمنافقون والصبيان والمجانين والأنجاس والأنتان وكل شيء وإذا كان الله قد رد قول اليهود والنصارى لما قالوا ‏نحن أبناء الله وأحباؤه‏ وقال لهم ‏‏قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق‏‏ الآية‏.‏

    فكيف بمن يزعم أن اليهود والنصارى هم أعيان وجود الرب الخالق ليسوا غيره ولا سواه ولا يتصور أن يعذب إلا نفسه وأن كل ناطق في الكون فهو عين السامع كما في قوله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت بها أنفسها ‏"‏ وإن الناكح عين المنكوح حتى قال شاعرهم‏.‏

    واعلم أن هؤلاء لما كان كفرهم في قولهم‏:‏ أن الله هو مخلوقاته كلها أعظم من كفر النصارى بقولهم ‏أن الله هو المسيح بن مريم‏ فكان النصارى ضلال أكثرهم لا يعقلون مذهبهم في التوحيد إذ هو شيء متخيل لا يعلم ولا يعقل حيث يجعلون الرب جوهراً واحداً ثم يجعلونه ثلاثة جواهر ويتأولون ذلك بتعدد الخواص والأشخاص التي هي الأقانيم والخواص عندهم ليست جواهر فيتناقضون مع كفرهم كذلك هؤلاء الملاحدة الاتحادية ضلال أكثرهم لا يعقلون قول رؤوسهم ولا يفقهونه وهم في ذلك كالنصارى كلما كان الشيخ أحمق وأجهل كان بالله أعرف وعندهم أعظم ولهم حظ من عبادة الرب الذي كفروا به كما للنصارى‏.‏

    هذا ما دام أحدهم في الحجاب فإذا ارتفع عن قلبه وعرف أنه هو فهو بالخيار بين أن يسقط عن نفسه الأمر والنهي ويبقى سدى يفعل ما أحب وبين أن يقوم بمرتبة الأمر والنهي لحفظ المراتب وليقتدي به الناس المحجوبون وهم غالب الحق‏. ويزعمون أن الأنبياء كانوا كذلك إذ عدوهم كاملين‏.‏

    [فصل] مذهب هؤلاء الاتحادية كابن عربي وابن سبعين والقونومي والتلمساني مركب من ثلاثة مواد‏ :‏ سلب الجهمية وتعطيلهم ومجملات الصوفية وهو ما يوجد في كلام بعضهم من الكلمات المجملة المتشابهة كما ضلت النصارى بمثل ذلك فيما يروونه عن المسيح فيتبعون المتشابه ويتركون المحكم وأيضاً كلمات المغلوبين على عقلهم الذين تكلموا في حال سكر ومن الزندقة الفلسفة التي هي أصل التجهم وكلامهم في الوجود المطلق والعقول والنفوس والوحي والنبوة والوجوب والإمكان وما في ذلك من حق وباطل‏.‏

    فهذه المادة أغلب على ابن سبعين والقونوي ، والثانية أغلب على ابن عربي ولهذا هو أقربهم إلى الإسلام والكل مشتركون في التجهم‏.‏ والتلمساني أعظمهم تحقيقاً لهذه الزندقة والاتحاد التي انفردوا بها وأكفرهم بالله وكتبه ورسله وشرائعه واليوم الآخر‏.‏

    وبيان ذلك أنه قال‏:‏ هو في كل متجل بوحدته الذاتية عالماً بنفسه وبما يصدر عنه وأن المعلومات بأسرها كانت منكشفة في حقيقة العلم شاهداً لها‏.

    فيقال له‏:‏ قد أثبت علمه بما يصدر منه وبمعلومات يشهدها غير نفسه ثم ذكرت أنه عرض نفسه على هذه الحقائق الكونية المشهودة المعدودة فعند ذلك عبر ‏"‏ بأنا ‏"‏ وظهرت حقيقة النبوة التي ظهر فيها الحق واضحاً وانعكس فيها الوجود المطلق وأنه هو المسمى باسم الرحمن كما أن الأول هو المسمى باسم الله وسقت الكلام إلى أن قلت‏:‏ وهو الآن على ما عليه كان فهذا الذي علم أنه يصدر عنه وكان مشهوداً له معدوماً في نفسه هو الحق أو غيره فإن كان الحق فقد لزم أن يكون الرب كان معدوماً وأن يكون صادراً عن نفسه ثم أنه تناقض‏.‏ وإن كان غيره فقد جعلت ذلك الغير هو مرآة لانعكاس الوجود المطلق وهو الرحمن فيكون الخلق هو الرحمن فأنت حائر بين أن تجعله قد علم معدوماً صدر عنه فيكون له غير وليس هو الرحمن وبين أن تجعل هذا الظاهر الواصف هو إياه وهو الرحمن فلا يكون معدوماً ولا صادراً عنه وإما أن تصف الشيء بخصائص الحق الخالق تارة وبخصائص العبد المخلوق تارة فهذا مع تناقضه كفر من أغلظ الكفر وهو نظير قول النصارى اللاهوت الناسوت‏.‏ لكن هذا أكفر من وجوه متعددة‏. " {أهـ}

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    عودة إلى (الأنبياء الصادقين مع قومهم التائهين)


    ومن أجمل ما قرأت في هذا الموضوع تدبر شيخ الإسلام في كتاب (النبوات) . قال رحمه الله :

    (( ومن آياته نصر الرسل على قومهم . وهذا على وجهين : تارة يكون بإهلاك الأمم وإنجاء الرسل وأتباعهم ، كقوم نوح ، وهود ، وصالح ، وشعيب ، ولوط ، وموسى ؛ [وتارة بإذلالهم وإخزائهم ونصر الرسل بإظهار الحجة عليهم] . ولهذا يقرن الله بين هذه القصص في سور (الأعراف) و (هود) و (الشعراء) ولا يذكر معها قصة إبراهيم . وإنما ذكر قصة إبراهيم في سورة (الأنبياء) و (مريم) و (العنكبوت) و (الصافات) . فإن هذه السور لم يقتصر فيها على ذكر من أهلك من الأمم ، بل في سورة (الأنبياء) كان المقصود ذكر الأنبياء ، ولهذا سميت "سورة الأنبياء" . فذكر فيها إكرامه للأنبياء وإن لم يذكر قومهم كما ذكر قصة داود وسليمان وأيوب وذكر آخر الكل : { إن هذه أمتكم أمة واحدة } . وبدأ فيها بقصة إبراهيم ، إذ كان المقصود ذكر إكرامه للأنبياء قبل محمد – وإبراهيم أكرمهم على الله تعالى ، وهو خير البرية ، وهو أبو أكثرهم - إذ ليس هو أب نوح ولوط ، لكن لوط من أتباعه وأيوب من ذريته بدليل قوله في سورة الأنعام : { ومن ذريته داود وسليمان وأيوب } .

    وأما سورة (مريم) ، فذكر الله تعالى فيها إنعامه على الأنبياء المذكورين فيها ؛ فذكر فيها رحمته زكريا وهبته يحيى ، وأنه ورث نبوته وغيرها من علم آل يعقوب ، وأنه آتاه الحكم صبيا ؛ وذكر بدء خلق عيسى وما أعطاه الله تعالى من تعليم الكتاب – وهو التوراة والنبوة – وأن الله تعالى جعله مباركا أينما كان ، وغير ذلك ؛ وذكر قصة إبراهيم وحسن خطابه لأبيه ، وأن الله تعالى وهبه إسحاق ويعقوب نبيين ، ووهبه من رحمته وجعل له لسان صدق عليا ؛ ثم ذكر موسى وأنه خصه الله تعالى بالتقريب والتكليم ووهبه أخاه وغير ذلك ؛ وذكر إسماعيل وأنه كان صادق الوعد ، وكأنه – والله أعلم – من ذلك أو أعظمه : صدقه فيما وعد به أباه من صبره عند الذبح فوفى بذلك ؛ وذكر إدريس وأن الله تعالى رفعه مكانا عليا ؛ ثم قال : { أولئك الذين أنعم الله عليهم } .

    وأما سورة (العنكبوت) ، فإنه ذكر فيها امتحانه للمؤمنين ونصره لهم ، وحاجتهم إلى الصبر والجهاد ؛ وذكر فيها حسن العاقبة لمن صبر وعاقبة من كذب الرسل . فذكر قصة إبراهيم لأنها من النمط الأول ، ونصرة الله له على قومه ؛ وكذلك سورة (الصافات) ، قال فيها : { ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين * ولقد أرسلنا فيهم منذرين * فانظر كيف كان عاقبة المنذرين } . وهذا يقتضي أنها عاقبة رديئة ؛ إما بكونهم غلبوا وذلوا ، وإما بكونهم أهلكوا . ولهذا ذكر فيها قصة إلياس ولم يذكرها في غيرها . ولم يذكر هلاك قومه ، بل قال : { فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين } . وإلياس قد روي أن الله تعالى رفعه ، وهذا يقتضي عذابهم في الآخرة ، فإن إلياس لم يقم فيهم . وإلياس المعروف بعد موسى من بني إسرائيل ، وبعد موسى لم يهلك المكذبين بعذاب الاستئصال ، وبعد نوح لم يهلك جميع النوع . وقد بعث في كل أمة نذيرا .

    والله تعالى لم يذكر قط عن قوم إبراهيم أنهم أهلكوا كما ذكر عن غيرهم ، بل ذكر أنهم ألقوه في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، وأرادوا به كيدا فجعلهم الله الأسفلين الأخسرين . وفي هذا ظهور برهانه وآيته ، وأنه أظهره عليهم بالحجة والعلم ، وأظهره أيضا بالقدرة حيث أذلهم ونصره . وهذا من جنس المجاهد الذي هزم عدوه ، وتلك من جنس المجاهد الذي قتل عدوه . وإبراهيم بعد هذا لم يقم بينهم ، بل هاجر وتركهم . وأولئك الرسل لم يزالوا مقيمين بين ظهراني قومهم حتى هلكوا . فلم يوجد في حق قوم إبراهيم سبب الهلاك ، وهو إقامته فيهم وانتظار العذاب النازل . وهكذا محمد مع قومه ، لم يقم فيهم ، بل خرج عنهم حتى أظهره الله تعالى عليهم بعد ذلك . ومحمد وإبراهيم أفضل الرسل ، فإنهم إذا علموا الدعوة حصل المقصود وقد يتوب منهم من يتوب بعد ذلك – كما تاب من قريش من تاب . وأما حال إبراهيم ، فكانت الى الرحمة أميل ، فلم يسعى في هلاك قومه – لا بالدعاء ولا بالمقام ودوام إقامة الحجة عليهم . وقد قال تعالى : { وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ؛ فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكنكم الأرض من بعدهم } . وكان كل قوم لا يطلبون هلاك نبيهم إلا عوقبوا ، وقوم إبراهيم أوصوله إلى العذاب ، لكن جعله الله عليه بردا وسلاما ، ولم يفعلوا بعد ذلك ما يستحقون به العذاب – إذ الدنيا ليست دار الجزاء التام ، وإنما فيها من الجزاء ما تحصل به الحكمة والمصلحة ، كما في العقوبات الشرعية . فمن أراد أعداؤه من أتباع الأنبياء أن يهلكوه ، فعصمه الله وجعل صورة الهلاك نعمة في حقه ، ولم يهلك أعداءه بل أخزاهم ونصره ، فهو أشبه بإبراهيم . واذا عصمه من كيدهم وأظهره حتى صارت الحرب بينه وبينهم سجالا ثم كانت العاقبة له ، فهو أشبه بحال محمد صلى الله عليه وسلم . فان محمدا سيد الجميع وهو خليل الله ، كما أن إبراهيم خليله ؛ والخليلان هما أفضل الجميع ، وفي طريقتهما من الرأفة والرحمة ما ليس في طريقة غيرهما .

    ولم يذكر الله عن قوم إبراهيم ذنبًا غير الشرك ، وكذلك عن قوم نوح . وأما عاد ، فذكر عنهم التجبر وعمارة الدنيا ؛ وقوم صالح ذكر عنهم الاشتغال بالدنيا عن الدين ، لم يذكر عنهم من التجبر ما ذكر عن عاد ، وإنما أهلكهم لما عقروا الناقة . وأما أهل مدين ، فذكر عنهم الظلم في الأموال مع الشرك . قالوا : { يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء } . وقوم لوط ذكر عنهم استحلال الفاحشة ، ولم يذكروا بالتوحيد بخلاف سائر الأمم . وهذا يدل على أنهم لم يكونوا مشركين ، وإنما ذنبهم استحلال الفاحشة وتوابع ذلك ، وكانت عقوبتهم أشد ، إذ ليس في ذلك تدين ، بل شر يعلمون أنه شر . وهذه الأمور : تدل على حكمة الرب وعقوبته لكل قوم بما يناسبهم ، فإن قوم نوح أغرقهم ، إذ لم يكن فيهم خير يرجى . )) أهـ .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ :

    فَصْلٌثُمَّ إنَّ الْمُنْحَرِفِين َ الْمُشَابِهِينَ لِلصَّابِئَةِ : إمَّامُجَرِّدَةٌ ؛ وَإِمَّا مُنْحَرِفَةٌ إلَى يَهُودِيَّةٍ أَوْنَصْرَانِيَّةٍ مَنْ أَهْلِ الْمَنْطِقِ وَالْقِيَاسِ الطَّالِبِينَلِلْعِلْمِ وَالْكَلَامِ وَمِنْ أَهْلِ الْعَمَلِ وَالْوَجْدِالطَّالِبِينَ لِلْمَعْرِفَةِ . وَالْحَالِ : أَهْلُ الْحُرُوفِ . وَأَهْلُ الْأَصْوَاتِ سَلَكُوا فِي أَصْلِ الْعِلْمِ الْإِلَهِيِّطَرِيقَيْنِ : كُلٌّ مِنْهُمْ سَلَكَ طَرِيقًا . وَقَدْ يَسْلُكُبَعْضُهُمْ هَذَا فِي وَقْتٍ وَهَذَا فِي وَقْتٍ وَرُبَّمَا جَمَعَبَعْضُهُمْ بَيْنَ الطَّرِيقَيْنِ . وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّاللَّهَ إلَيْهِ طَرِيقٌ إلَّا أَحَدُ هَذَيْنِ كَمَا يَذْكُرُهُجَمَاعَاتٌ : مِثْلَ ابْنِ الْخَطِيبِ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُ بَلْ مِثْلُأَبِي حَامِدٍ لَمَّا حَصَرَ الطُّرُقَ فِي الْكَلَامِ وَالْفَلْسَفَةِ ؛الَّذِي هُوَ النَّظَرُ ؛ وَالْقِيَاسُ ؛ أَوْ فِي التَّصَوُّفِوَالْعِبَادَةِ ؛ الَّذِي هُوَ الْعَمَلُ وَالْوَجْدُ وَلَمْ يَذْكُرْغَيْرَ هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافِ الثَّلَاثَةِ .

    بَلْأَبُو حَامِدٍ لَمَّا ذَكَرَ فِي الْمُنْقِذِ مِنْ الضَّلَالِوَالْمُفْصِحِ بِالْأَحْوَالِ أَحْوَالَهُ فِي طُرُقِ الْعِلْمِوَأَحْوَالِ الْعَالِمِ وَذَكَرَ أَنَّ أَوَّلَ مَا عَرَضَ لَهُ مَايَعْتَرِضُ طَرِيقَهُمْ - وَهُوَ السَّفْسَطَةُ بِشُبَهِهَاالْمَعْرُوفَةِ - وَذَكَرَ أَنَّهُ أَعْضَلَ بِهِ هَذَا الدَّاءُ قَرِيبًامِنْ شَهْرَيْنِ ؛ هُوَ فِيهِمَا عَلَى مَذْهَبِ السَّفْسَطَةِ بِحُكْمِالْحَالِ لَا بِحُكْمِ الْمَنْطِقِ وَالْمَقَالِ حَتَّى شَفَى اللَّهُعَنْهُ ذَلِكَ الْمَرَضَ وَعَادَتْ النَّفْسُ إلَى الصِّحَّةِوَالِاعْتِدَالِ وَرَجَعَتْ الضَّرُورِيَّات ُ الْعَقْلِيَّةُ مَقْبُولَةًمَوْثُوقًا بِهَا عَلَى أَمْنٍ وَتَبَيُّنٍ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِنَظْمِدَلِيلٍ وَتَرْتِيبِ كَلَامٍ ؛ بَلْ بِنُورِ قَذَفَهُ اللَّهُ فِيالصَّدْرِ وَذَلِكَ النُّورُ هُوَ مِفْتَاحُ أَكْبَرِ الْمَعَارِفِ

    قَالَ : فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الْكَشْفَ مَوْقُوفٌ عَلَى الْأَدِلَّةِالْمُجَرَّدَةِ فَقَدْ ضَيَّقَ رَحْمَةَ اللَّهِ الْوَاسِعَةَ . ثُمَّقَالَ : انْحَصَرَتْ طُرُقُ الطَّالِبِينَ عِنْدِي فِي أَرْبَعِ فِرَقٍ : - الْمُتَكَلِّمُو نَ : وَهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَهْلُ الرَّأْيِوَالنَّظَرِ . وَالْبَاطِنِيَّ ةُ : وَهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَصْحَابُالتَّعَلُّمِ وَالْمُخَصِّصُو نَ بِالِاقْتِبَاسِ مِنْ الْإِمَامِالْمَعْصُومِ . وَالْفَلَاسِفَة ُ : وَهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَصْحَابُالْمَنْطِقِ . وَالْبُرْهَانِ . وَالصُّوفِيَّةُ : وَيَدَّعُونَ أَنَّهُمْخَوَاصُّ الْحَضْرَةِ وَأَهْلُ الْمُكَاشَفَةِ وَالْمُشَاهَدَة ِ . فَقُلْتفِي نَفْسِي : الْحَقُّ لَا يَعْدُو هَذِهِ الْأَصْنَافَ الْأَرْبَعَةَفَهَؤُلَاءِ هُمْ السَّالِكُونَ سُبُلَ طَرِيقِ الْحَقِّ ؛ فَإِنْ سُدَّالْحَقُّ عَنْهُمْ فَلَا يَبْقَى فِي دَرْكِ الْحَقِّ مَطْمَعٌ .

    ثُمَّذَكَرَ أَنَّ مَقْصُودَ الْكَلَامِ وَفَائِدَتَهُ : الذَّبُّ عَنْالسُّنَّةِ بِالْجَدَلِ لَا تَحْقِيقُ الْحَقَائِقِ وَأَنَّ مَا عَلَيْهِالْبَاطِنِيَّةُ بَاطِلٌ وَأَنَّ الْفَلْسَفَةَ بَعْضُهَا حَقٌّوَبَعْضُهَا كُفْرٌ وَالْحَقُّ مِنْهَا لَا يَفِي بِالْمَقْصُودِ . ثُمَّذَكَرَ أَنَّهُ أَقْبَلَ بِهِمَّتِهِ عَلَى طَرِيقِ الصُّوفِيَّةِوَعَلِمَ أَنَّهَا لَا تَحْصُلُ إلَّا بِعِلْمِ وَعَمَلٍ فَابْتَدَأَبِتَحْصِيلِ عِلْمِهِمْ مِنْ مُطَالَعَةِ كُتُبِهِمْ مِثْلَ قُوتِالْقُلُوبِ لِأَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ وَكُتُبِ الْحَارِثِ المحاسبيوالمتفرقات الْمَأْثُورَةِ عَنْ الجنيد وَالشِّبْلِيِّ وَأَبِي يَزِيدَ ؛حَتَّى طَلَعَ عَلَى كُنْهِ مَقَاصِدِهِمْ الْعِلْمِيَّةِ . ثُمَّ إنَّهُعَلِمَ يَقِينًا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ أَحْوَالٍ لَا أَصْحَابُ أَقْوَالٍوَأَنَّ مَا يُمْكِنُ تَحْصِيلُهُ بِطَرِيقِ الْعِلْمِ . قَدْ حَصَّلَهُوَلَمْ يَبْقَ إلَّا مَا لَا سَبِيلَ إلَيْهِ بِالتَّعَلُّمِ وَالسَّمَاعِ؛ بَلْ بِالذَّوْقِ وَالسُّلُوكِ .

    قَالَ : وَكَانَ قَدْ حَصَلَ مَعِي مِنْ الْعُلُومِ الَّتِي مَارَسْتهَاوَالْمَسَالِكِ الَّتِي سَلَكْتهَا فِي التَّفْتِيشِ عَنْ صِنْفَيْالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّة ِ إيمَانٌ يَقِينِيٌّبِاَللَّهِ وَبِالنُّبُوَّة ِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ . وَهَذِهِالْأُصُولُ الثَّلَاثَةُ - مِنْ الْإِيمَانِ - كَانَتْ قَدْ رَسَخَتْ فِينَفْسِي بِاَللَّهِ لَا بِدَلِيلِ مُعَيَّنٍ مُجَرَّدٍ بَلْ بِأَسْبَابِوَقَرَائِنَ وَتَجَارِبَ لَا تَدْخُلُ تَحْتَ الْحَصْرِ تَفَاصِيلُهَاوَكَانَ قَدْ ظَهَرَ عِنْدِي أَنَّهُ لَا مَطْمَعَ فِي سَعَادَةِالْآخِرَةِ إلَّا بِالتَّقْوَى وَذَكَرَ أَنَّهُ تَخَلَّى عَشْرَ سِنِينَ . إلَى أَنْ قَالَ : انْكَشَفَ لِي فِي أَثْنَاءِ هَذِهِ الْخَلَوَاتِأُمُورٌ لَا يُمْكِنُ إحْصَاؤُهَا وَاسْتِقْصَاؤُه َا وَالْقَدْرُ الَّذِيأَذْكُرُهُ لِيُنْتَفَعَ بِهِ . أَنِّي عَلِمْت يَقِينًا أَنَّالصُّوفِيَّةَ هُمْ السَّالِكُونَ لِطَرِيقِ اللَّهِ خَاصَّةً وَأَنَّسِيرَتَهُمْ أَحْسَنُ السِّيَرِ ؛ وَطَرِيقَتَهُمْ أَصْوَبُ الطُّرُقِ ؛وَأَخْلَاقُهُمْ أَزْكَى الْأَخْلَاقِ ؛ بَلْ لَوْ جُمِعَ عَقْلُالْعُقَلَاءِ وَحِكْمَةُ الْحُكَمَاءِ وَعِلْمُ الْوَاقِفِينَ عَلَىأَسْرَارِ الشَّرْعِ مِنْ الْعُلَمَاءِ ؛ لِيُغَيِّرُوا شَيْئًا مِنْسِيَرِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ ؛ وَيُبَدِّلُوهُ بِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ : لَمْ يَجِدُوا إلَيْهِ سَبِيلًا . فَإِنَّ جَمِيعَ حَرَكَاتِهِمْوَسَكَنَاتِهِمْ فِي ظَاهِرِهِمْ وَبَاطِنِهِمْ : مُقْتَبَسَةٌ مِنْمِشْكَاةِ نُورِ النُّبُوَّةِ وَلَيْسَ وَرَاءَ نُورِ النُّبُوَّةِ عَلَىوَجْهِ الْأَرْضِ نُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ . وَبِالْجُمْلَةِ فَمَاذَايَقُولُ الْقَائِلُونَ فِي طَرِيقِ طَهَارَتِهَا ؟ وَهِيَ أَوَّلُشُرُوطِهَا تَطْهِيرُ الْقَلْبِ بِالْكُلِّيَّةِ عَمَّا سِوَى اللَّهِوَمِفْتَاحُهَا اسْتِغْرَاقُ الْقَلْبِ بِذِكْرِ اللَّهِ .

    قُلْت : يُسْتَفَادُ مِنْ كَلَامِهِ أَنَّ أَسَاسَ الطَّرِيقِ : هِيَ شَهَادَةُأَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ كَمَاقَرَّرْته غَيْرَ مَرَّةٍ . وَهَذَا أَوَّلُ الْإِسْلَامِ ؛ الَّذِيجَعَلَهُ هُوَ النِّهَايَةَ وَبَيَّنْت الْفَرْقَ بَيْنَ طَرِيقِالْأَنْبِيَاءِ وَطَرِيقِ الْفَلَاسِفَةِ . والمتكلمين لَكِنْ هُوَ لَمْيَعْرِفْ طَرِيقَةَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ مِنْ الْعَارِفِينَ ؛فَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرْهَا وَهِيَ الطَّرِيقَةُ الْمُحَمَّدِيَّ ةُالْمَحْضَةُ الشَّاهِدَةُ عَلَى جَمِيعِ الطُّرُقِ .

    وَالسُّهْرَوَرْ دِيالْحَلَبِيُّ الْمَقْتُولُ سَلَكَ النَّظَرَ وَالتَّأَلُّهَ جَمِيعًا ؛لَكِنَّ هَذَا صابئي مَحْضٌ فَيْلَسُوفٌ لَا يَأْخُذُ مِنْ النُّبُوَّةِإلَّا مَا وَافَقَ فَلْسَفَتَهُ بِخِلَافِ ذَيْنِك وَأَمْثَالِهِمَ ا .

    ثُمَّمِنْهُمْ مَنْ لَا يَعْرِفُ إلَّا طَرِيقَةَ النَّظَرِ وَالْقِيَاسِابْتِدَاءً كَجُمْهُورِ الْمُتَكَلِّمِي نَ مَنْ الجهمية وَالْمُعْتَزِلَ ةِوَالْأَشْعَرِيّ َةِ وَبَعْضِ الْحَنْبَلِيَّة ِ .

    وَمِنْهُمْمَنْ لَا يَعْرِفُ ابْتِدَاءً : إلَّا طَرِيقَةَ الرِّيَاضَةِوَالتَّجَرُّدِ وَالتَّصَوُّفِ كَكَثِيرِ مِنْ الصُّوفِيَّةِوَالْفُقَرَاءِ الَّذِينَ وَقَعُوا فِي الِاتِّحَادِ وَالتَّأَلُّهِالْمُطْلَقِ . مِثْلُ : عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيِّ وَالْعَفِيفِالتلمساني وَنَحْوِهِمَا .

    وَمِنْهُمْمَنْ قَدْ يَجْمَعُ كَالصَّدْرِ القونوي وَنَحْوِهِ . وَالْغَالِبُعَلَيْهِمْ عَالَمُ التَّوَهُّمِ فَتَارَةً يَتَوَهَّمُونَ مَا لَهُحَقِيقَةٌ وَتَارَةً يَتَوَهَّمُونَ مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ كَتَوَهُّمِإلَهِيَّةِ الْبَشَرِ وَتَوَهُّمِ النَّصَارَى وَتَوَهُّمِ الْمُنْتَظَرِوَتَوَهُّمِ الْغَوْثِ الْمُقِيمِ بِمَكَّةَ : أَنَّهُ بِوَاسِطَتِهِيُدَبَّرُ أَمْرُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؛

    وَلِهَذَا يَقُولُ التلمساني ثَبَتَ عِنْدَنَا بِطَرِيقِ الْكَشْفِ مَا يُنَاقِضُ صَرِيحَالْعَقْلِ . وَلِهَذَا [ أُصِيبَ ] صَاحِبُ الْخَلْوَةِ بِثَلَاثِ تَوَهُّمَاتٍ : أَحَدُهَا : أَنْ يَعْتَقِدَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ أَكْمَلُ النَّاسِاسْتِعْدَادًا . وَالثَّانِي : [ أَنْ ] يَتَوَهَّمَ [ فِي ] شَيْخِهِأَنَّهُ أَكْمَلُ مَنْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ . وَالثَّالِثُ : [ أَنَّهُ ] يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ يَصِلُ إلَى مَطْلُوبِهِ بِدُونِ سَبَبٍ وَأَكْثَرُ [ اعْتِمَادِهِ ] عَلَى الْقُوَّةِ الْوَهْمِيَّةِ ؛ فَقَدْ تَعْمَلُالْأَوْهَامُ أَعْمَالًا لَكِنَّهَا بَاطِلَةٌ كَالْمَشْيَخَةِ الَّذِينَلَمْ يَسْلُكُوا الطُّرُقَ الشَّرْعِيَّةَ النَّبَوِيَّةَ ؛ نَظَرًا أَوْعَمَلًا ؛ بَلْ سَلَكُوا الصابئية .

    وَيُشْبِهُهَؤُلَاءِ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ : أَكْثَرُ الْأَحْمَدِيَّة ِ واليونسيةوَالْحَرِيرِيَّ ةِ وَكَثِيرٌ مِنْ العدوية وَأَصْحَابِ الْأَوْحَدِالكرماني وَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ الْمُتَصَوِّفَة ِ وَالْمُتَفَقِّر َةِبِأَرْضِ الْمَشْرِقِ ؛ وَلِهَذَا تَغْلِبُ عَلَيْهِمْ الْإِبَاحَةُ فَلَايُؤْمِنُونَ بِوَاجِبَاتِ الشَّرِيعَةِ وَمُحَرَّمَاتِه َا . وَهُمْ إذَاتَأَلَّهُوا فِي تَأَلُّهٍ مُطْلَقٍ : لَا يَعْرِفُونَ مَنْ هُوَإلَهُهُمْ بِالْمَعْرِفَةِ الْقَلْبِيَّةِ ؛ وَإِنْ حَقَّقَهُعَارِفُوهُمْ الزَّنَادِقَةُ جَعَلُوهُ الْوُجُودَ الْمُطْلَقَ .

    وَمِنْهُمْمَنْ يَتَأَلَّهُ الصَّالِحِينَ مِنْ الْبَشَرِ وَقُبُورِهِمْ وَنَحْوَذَلِكَ . فَتَارَةً يضاهئون الْمُشْرِكِينَ وَتَارَةً يضاهئون النَّصَارَىوَتَارَةً يضاهئون الصَّابِئِينَ وَتَارَةً يضاهئون الْمُعَطِّلَةَالْفِرْعَوْنِيّ َةَ وَنَحْوَهُمْ مِنْ الدَّهْرِيَّةِ وَهُمْ مِنْالصَّابِئِينَ ؛ لَكِنْ كُفَّارٌ فِي الْأَصْلِ .

    وَالْخَالِصُمِنْهُمْ : يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ ؛ لَكِنَّ أَكْثَرَ مَا يَعْبُدُهُ : بِغَيْرِ الشَّرِيعَةِ الْقُرْآنِيَّةِ الْمُحَمَّدِيَّ ةِ فَهُمْمُنْحَرِفُونَ ؛ إمَّا عَنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ؛وَإِمَّا عَنْ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَقَدْكَتَبْته فِي غَيْرِ هَذَا.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: صيد الخرائط . . نافذة إلى معرفة ما للنحل والملل من المذاهب والمشارب

    إلى أن قال :

    وَقَدْ تَفَرَّقَ النَّاسُ فِي هَذَا الْمَقَامِ - الَّذِي هُوَ غَايَةُ مَطَالِبِ الْعِبَادِ - فَطَائِفَةٌ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ وَنَحْوِهِمْ : يَظُنُّونَ أَنَّ كَمَالَ النَّفْسِ فِي مُجَرَّدِ الْعِلْمِ وَيَجْعَلُونَ الْعِلْمَ - الَّذِي بِهِ تَكْمُلُ مَا يَعْرِفُونَهُ هُمْ مِنْ - عِلْمِ مَا بَعْدَ الطَّبِيعَةِ وَيَجْعَلُونَ الْعِبَادَاتِ رِيَاضَةً لِأَخْلَاقِ النَّفْسِ حَتَّى تَسْتَعِدَّ لِلْعِلْمِ . فَتَصِيرُ النَّفْسُ عَالَمًا مُعْتَزِلًا مُوَازِيًا لِلْعَالَمِ الْمَوْجُودِ .

    وَهَؤُلَاءِ ضَالُّونَ ؛ بَلْ كَافِرُونَ مِنْ وُجُوهٍ : - مِنْهَا : أَنَّهُمْ اعْتَقَدُوا الْكَمَالَ مِنْ مُجَرَّدِ الْعِلْمِ كَمَا اعْتَقَدَ جَهْمٌ والصالحي وَالْأَشْعَرِيّ ُ - فِي الْمَشْهُورِ مِنْ قَوْلَيْهِ - وَأَكْثَرُ أَتْبَاعِهِ : أَنَّ الْإِيمَانَ مُجَرَّدُ الْعِلْمِ ؛ لَكِنَّ الْمُتَفَلْسِفَ ةَ أَسْوَأُ حَالًا مِنْ الجهمية ؛ فَإِنَّ الجهمية يَجْعَلُونَ الْإِيمَانَ هُوَ الْعِلْمُ بِاَللَّهِ وَأُولَئِكَ يَجْعَلُونَ كَمَالَ النَّفْسِ : فِي أَنْ تَعْلَمَ الْوُجُودَ الْمُطْلَقَ مِنْ حَيْثُ هُوَ وُجُودٌ وَالْمُطْلَقُ بِشَرْطِ الْإِطْلَاقِ ؛ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَذْهَانِ لَا فِي الْأَعْيَانِ وَالْمُطْلَقُ لَا بِشَرْطِ لَا يُوجَدُ أَيْضًا فِي الْخَارِجِ إلَّا مُعَيَّنًا . وَإِنْ عَلِمُوا الْوُجُودَ الْكُلِّيَّ الْمُنْقَسِمَ إلَى وَاجِبٍ وَمُمْكِنٍ فَلَيْسَ لِمَعْلُومِ عِلْمِهِمْ وُجُودٌ فِي الْخَارِجِ وَهَكَذَا مَنْ تَصَوَّفَ وَتَأَلَّهَ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ كَابْنِ عَرَبِيٍّ وَابْنِ سَبْعِينَ وَنَحْوِهِمَا . وَأَيْضًا : فَإِنَّ الجهمية يُقِرُّونَ بِالرُّسُلِ وَبِمَا جَاءُوا بِهِ [ فَهُمْ فِي ] الْجُمْلَةِ يُقِرُّونَ بِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ ؛ بِخِلَافِ الْمُتَفَلْسِفَ ةِ . وَبِالْجُمْلَةِ : فَكَمَالُ النَّفْسِ لَيْسَ فِي مُجَرَّدِ الْعِلْمِ بَلْ لَا بُدَّ مَعَ الْعِلْمِ بِاَللَّهِ مِنْ مَحَبَّتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ فَهَذَا عَمَلُ النَّفْسِ وَإِرَادَتُهَا وَدَالُّ عِلْمِهَا وَمَعْرِفَتِهَا .

    الْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ الْعِلْمَ الَّذِي تَكْمُلُ بِهِ النَّفْسُ هُوَ عِلْمُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُ جَهْلٌ لَا عِلْمٌ .

    الثَّالِثُ : أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الْعِلْمَ الْإِلَهِيَّ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَهُوَ الْعِلْمُ الْأَعْلَى ؛ الَّذِي تَكْمُلُ بِهِ النَّفْسُ مَعَ الْعَمَلِ بِمُوجِبِهِ .

    الرَّابِعُ : أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ إذَا حَصَلَ لَهُمْ ذَاكَ الْعِلْمُ : سَقَطَتْ عَنْهُمْ وَاجِبَاتُ الشَّرْعِ وَأُبِيحَتْ لَهُمْ مُحَرَّمَاتُهُ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الْبَاطِنِيَّةِ مِنْ الإسماعيلية وَغَيْرِهِمْ ؛ مِثْلُ أَبِي يَعْقُوبَ السجستاني صَاحِبِ الْأَقَالِيدِ الملكوتية وَأَتْبَاعِهِ وَطَرِيقَةُ مَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ مَلَاحِدَةِ الصُّوفِيَّةِ الَّذِينَ يَتَأَوَّلُونَ قَوْلَهُ : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } أَنَّك تَعْمَلُ حَتَّى يَحْصُلَ لَك الْعِلْمُ فَإِذَا حَصَلَ الْعِلْمُ سَقَطَ عَنْك الْعَمَلُ وَقَدْ قِيلَ للجنيد إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ : إنَّهُمْ يُصَلُّونَ مِنْ طَرِيقِ الْبِرِّ إلَى أَنْ تَسْقُطَ عَنْهُمْ الْفَرَائِضُ وَتُبَاحَ لَهُمْ الْمَحَارِمُ - أَوْ نَحْوُ هَذَا الْكَلَامِ - فَقَالَ : الزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُرْبُ الْخَمْرِ : خَيْرٌ مِنْ هَذَا .

    وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَكُونُ طَلَبُهُ لِلْمُكَاشَفَةِ وَنَحْوِهَا مِنْ الْعِلْمِ : أَعْظَمَ مِنْ طَلَبِهِ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ أَسْأَلُك الْعِصْمَةَ فِي الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ وَالْخُطُوَاتِ وَالْإِرَادَاتِ وَالْكَلِمَاتِ ؛ مِنْ الشُّكُوكِ ؛ وَالظُّنُونِ ؛ وَالْإِرَادَةِ ؛ وَالْأَوْهَامِ السَّاتِرَةِ لِلْقُلُوبِ عَنْ مُطَالَعَةِ الْغُيُوبِ

    وَأَصْلُ الْمَسْأَلَةِ : أَنَّ [ الْمُكْنَةَ ] الَّتِي هِيَ الْكَمَالُ عِنْدَهُمْ مِنْ [ الْمُكْنَةِ ]

    وَطَائِفَةٌ أُخْرَى : عِنْدَهُمْ أَنَّ الْكَمَالَ فِي الْقُدْرَةِ وَالسُّلْطَانِ وَالتَّصَرُّفِ فِي الْوُجُودِ : نَفَاذُ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ؛ إمَّا بِالْمُلْكِ وَالْوِلَايَةِ الظَّاهِرَةِ وَإِمَّا بِالْبَاطِنِ . وَتَكُونُ عِبَادَتُهُمْ وَمُجَاهَدَتُهُ مْ - لِذَلِكَ وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَدْخُلُ فِي الشِّرْكِ وَالسِّحْرِ فَيَعْبُدُ الْكَوَاكِبَ وَالْأَصْنَامَ ؛ لِتُعِينَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى مَقَاصِدِهِ وَهَؤُلَاءِ أَضَلُّ وَأَجْهَلُ مِنْ الَّذِينَ قَبْلَهُمْ وَغَايَةُ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ : يَطْلُبُ خَوَارِقَ الْعَادَاتِ يَكُونُ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ هَذَا ؛ وَلِهَذَا كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يُرَى طَائِرًا وَمِنْهُمْ يُرَى مَاشِيًا وَمِنْهُمْ . وَفِيهِمْ جُهَّالٌ ضُلَّالٌ .

    وَطَائِفَةٌ تَجْعَلُ الْكَمَالَ فِي مَجْمُوعِ الْأَمْرَيْنِ فَيَدْخُلُونَ فِي أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ مِنْ الشِّرْكِ وَالسِّحْرِ لِيَسْتَعِينُوا بِالشَّيَاطِينِ عَلَى مَا يَطْلُبُونَهُ مِنْ الْإِخْبَارِ بِالْأُمُورِ الْغَائِبَةِ وَعَلَى مَا يَنْفُذُ بِهِ تَصَرُّفُهُمْ فِي الْعَالَمِ . وَالْحَقُّ الْمُبِينُ : أَنَّ كَمَالَ الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ عِلْمًا وَعَمَلًا كَمَا أَمَرَهُ رَبُّهُ وَهَؤُلَاءِ هُمْ عِبَادُ اللَّهِ وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُسْلِمُون َ وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْمُتَّقُونَ وَحِزْبُ اللَّهِ الْمُفْلِحُونَ وَجُنْدُ اللَّهِ الْغَالِبُونَ وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَهُمْ الَّذِينَ زَكُّوا نُفُوسَهُمْ وَكَمَّلُوهَا كَمَّلُوا الْقُوَّةَ النَّظَرِيَّةَ الْعِلْمِيَّةَ وَالْقُوَّةَ الْإِرَادِيَّةَ الْعَمَلِيَّةَ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ } وَقَالَ تَعَالَى : { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى } { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى } { إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى } وَقَالَ تَعَالَى : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } وَقَالَ تَعَالَى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } وَقَالَ تَعَالَى : { أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } وَقَالَ تَعَالَى : { إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } وَقَالَ تَعَالَى : { إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •