تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: من شروط التوبة العزم على عدم العودة ( العزم على الترك) ماهو دليله من الكتاب أو السنة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي من شروط التوبة العزم على عدم العودة ( العزم على الترك) ماهو دليله من الكتاب أو السنة؟

    وليس من كلام أحد من العلماء.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    الدولة
    مصر-المنيا
    المشاركات
    190

    Post

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
    سأضرب في طول البلاد وعرضها *** أنال مرادي أو أموت غريبا
    فإن تلفت نفسي فلله درها *** وإن سلمت كان الرجوع قريبا.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    الدولة
    مصر-المنيا
    المشاركات
    190

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    وليس من كلام أحد من العلماء.
    أخي الكريم سامي-حفظك الرحمن وباركك-
    العلماء نور الأمة ومصباح الأنام من اهتدى بهديهم نجا وهم مجتهدون لا مشرعون وأغلب اجتهاداتهم من الكتاب والسنة ، والأخذ بأقوالهم لا يضر إذا كان لا يخالف أصلا من أصول الكتاب والسنة.
    ولعمرك عندما رأيت هذه الجملة بدا لي أن لا أرد ولست مطالبا بذلك فأهل العلم كثر-حفظهم الله-لكن ربما أوفق ولست إلا طويلبا صغيرا.
    "من الأدلة"
    *من القرآن*
    قوله تعالى:

    *وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ-وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا-وَهُمْ يَعْلَمُونَ*
    *إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا*
    *وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا*
    *إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*
    *إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*
    *فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*
    *وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ*
    *إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا*
    *ومن تاب وآمن وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا*
    *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ*
    *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا*
    الإصرار على الذنب ذنب ،والعمل الصالح يقتضي ترك العمل الفاسد ، ومتابا تقتضي عدم الرجوع للمعصية.

    *من السنة*
    ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الندم توبة".

    قال السفاريني: "ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "الندم توبة"، يعني أن أعظم أركانها الندم، وهو كقوله عليه الصلاة والسلام "الحج عرفة".

    فلا تصح إلا بالإقلاع عن الذنب أما التوبة مع الإقامة على الذنب والاستمرار فيه فهي كما قال المنذري: هذه توبة الكذابين.
    وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ذاك الرين الذي ذكر الله عز وجل في القرآن {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

    إذا كان الذنب فيه مظلمة لآدمي فإن توبته منه أن يؤدي ذلك الحق لصاحبه أو يتحلله منه، كما قال عليه الصلاة والسلام: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه".وكذلك حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلاً بهماً، قال: قلنا وما بهما؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف وإنا إنما نأتي الله عز وجل عراة غرلاً بهما، قال: بالحسنات والسيآت".


    عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة إن كنت ألممت بذنب , فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب: الندم والاستغفار " وفي رواية : من تاب إلى الله قبل أن يغرغر، قبل الله منه.

    قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا} (1) قال البخاري ج8ص67: قال قتادة: {توبة نصوحا}: الصادقة , الناصحة.
    والحمد لله رب العالمين.
    سأضرب في طول البلاد وعرضها *** أنال مرادي أو أموت غريبا
    فإن تلفت نفسي فلله درها *** وإن سلمت كان الرجوع قريبا.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    وليس من كلام أحد من العلماء.
    يطلق اسم التوبة على مجموع امور كلها داخله فى معنى التوبة فالعزم احد هذه المعانى التى تدخل فى معنى التوبة النصوح هذه التوبة ليست كلمة مجردة عن المعنى والشروط والاحكام فهى كالصلاة فكما ان الصلاة لا تتم الا بشروطها واركانها وواجبتها ولوازمها فكذلك التوبة لها شروط ولها اركان ولوازم حتى تكون التوبة صحيحة---فالعزم على عدم العودة من الشروط التي تتعلق بترك الذنوب
    الإقلاع عن الذنب شرط أساسي للتوبة المقبولة، فالذي يرجع إلى الله وهو مقيم على الذنب لا يعد تائباً، وفي قوله تعالى {وتوبوا} إشارة إلى معنى الإقلاع عن المعصية؛ لأن النفس المتعلقة بالمعصية قلما تخلص في إقبالها على عمل الخير؛ لذلك كان على التائب أن يجاهد نفسه فيقتلع جذور المعاصي من قلبه، حتى تصبح نفسه قوية على الخير مقبلة عليه نافرة عن الشر متغلبة عليه بإذن الله.
    الندم:
    الندم ركن من أركان التوبة لا تتم إلا به،
    وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الندم فقال: ((الندم توبة)).

    صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" . ومعنى أن الندم توبة: أي عمدة أركان التوبة كقوله عليه السلام: ((الحج عرفة)).
    الندم شرط رئيسي أو هو ركن التوبة الأعظم ، ولهذا قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .
    حتى قال بعض أهل العلم :
    " يَكْفِي فِي التَّوْبَةِ تَحَقُّقُ النَّدَمِ ؛ فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ الْإِقْلَاعَ عَن الذنوب ، وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ؛ فَهُمَا نَاشِئَانِ عَنِ النَّدَمِ لَا أَصْلَانِ مَعَهُ " .
    انظر: "فتح الباري" (13/ 471) .
    وقال القاري رحمه الله:
    " (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) إِذْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا بَقِيَّةُ الْأَرْكَانِ مِنَ الْقَلْعِ وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ، وَتَدَارُكِ الْحُقُوقِ مَا أَمْكَنَ.... وَالْمُرَادُ النَّدَامَةُ عَلَى فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا مَعْصِيَةٌ لَا غَيْرَ ".
    انتهى من "مرقاة المفاتيح" (4/ 1637) .

    ومعنى "الندم" هو الحزن ، أو شدة الحزن . كما في "لسان العرب" (1/79) ، (6/4386) .


    فإذا كان هذا الندم صادقا فإن العاصي سوف يترك المعصية ، ويعزم على عدم فعلها مرة أخرى ، وبهذا تكمل التوبة وتتحقق شروطها كلها .

    وعلى هذا ؛ فكل من ترك المعصية لكونها معصية لله تعالى – أي خوفا من الله وطاعة له- وكره وقوعه فيها ، ومعصيته لرب العالمين ، وأحب أن لو كان قد أطاع الله ، بدلا من معصيته ، وعزم على عدم فعلها : فقد حصل منه الندم قطعا ، وهو الذي حمله على ترك المعصية .

    قال الغزالي رحمه الله في "إحياء علوم الدين" (4/4) :
    "اعلم أن التوبة عبارة عن معنى ينتظم ويلتئم من ثلاثة أمور مرتبة: علم، وحال، وفعل.
    فالعلم الأول ، والحال الثاني ، والفعل الثالث.
    والأول موجب للثاني ، والثاني موجب للثالث ، إيجاباً اقتضاه اطراد سنة الله في الملك والملكوت.
    أما العلم ، فهو معرفة عظم ضرر الذنوب ، وكونها حجاباً بين العبد وبين كل محبوب .
    فإذا عرف ذلك معرفة محققة ، بيقين غالب على قلبه : ثار من هذه المعرفة تألم للقلب بسبب فوات المحبوب، فإن القلب مهما شعر بفوات محبوبه : تألَّم، فإن كان فواته بفعله ، تأسف على الفعل المُفَوِّت، فيسمى تألمه بسبب فعله المفوت لمحبوبه ندماً .

    فإذا غلب هذا الألم على القلب واستولى ، انبعث من هذا الألم في القلب حالة أخرى تسمى إرادة وقصداً إلى فعل له تعلق بالحال والماضي وبالاستقبال .
    أما تعلقه بالحال ، فبالترك للذنب الذي كان ملابساً .
    وأما بالاستقبال ، فبالعزم على ترك الذنب المفوت للمحبوب إلى آخر العمر .
    وأما بالماضي ، فبتلافي ما فات بالجبر والقضاء ، إن كان قابلاً للجبر .

    ... فالعلم والندم والقصد المتعلق بالترك في الحال والاستقبال والتلافي للماضي ثلاثة معان مرتبة في الحصول، فيطلق اسم التوبة على مجموعها .[مهم جدا]
    وكثيراً ما يطلق اسم التوبة على معنى الندم وحده ، ويجعل العلم كالسابق والمقدمة ، والترك كالثمرة والتابع المتأخر، وبهذا الاعتبار قال عليه الصلاة والسلام: (الندم توبة) إذ لا يخلو الندم عن علم أوجبه وأثمره ، وعن عزم يتبعه ويتلوه، فيكون الندم محفوفاً بطرفيه ، أعني ثمرته ومُثْمِره" انتهى .
    وقال أيضا (3/144) :
    "والخوف إذا كان من فعل ماض أورث الندم ، والندم يورث العزم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الندم توبة)" انتهى .

    : العزم على التوبة:
    العزم مترتب على الندم، وهو يعني الإصرار على عدم العود إلى الذنوب ثانية، والعزم في اللغة: عقد القلب على إمضاء الأمر.
    ويقول عز وجل حاكياً عن أبينا آدم عليه السلام: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طه:115]، أي: لم نجد له صبرا وعزيمة، حيث لم يحترز عن الغفلة من وساوس الشيطان، وهذه الآية تشير إلى أن المؤمن لا بد وأن تكون عنده عزيمة قوية وإرادة فعالة. والتائب أكثر الناس حاجة إلى العزيمة والإرادة القوية حتى يمكن من السيطرة على شهواته ورغباته، فيقف أمامها وقفة صمود وقوة، تجعله لا يعاود الذنوب ثانية، فتكون توبته صحيحة مقبولة.

    التوبة النصوح الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع عن الذنب، والاطمئنان على أنه لا يعود-----ما معنى اخى الكريم سامي يمان سامي - من يستغفر الله من شرب الخمر والكأس مستقرة بين يديه هل هذه توبة- وكذلك العزم هل توبة من يعزم على المعاودة هل تكون توبة نصوحا الاجابة لا -اذا التوبة يدخل فيها ترك الذنب والاستغفار بالسان والندم والعزم على عدم المعاودة-فحينما امرنا الله بالتوبة امرنا بها بشروطها واركانها وواجبتها كما امرنا بالصلاة----التوبة في القلب قبل التلفظ باللسان، فندم بقلبه، واستغفر بلسانه، وأمسك ببدنه، وبهذا يكون قد حقق مدلول التوبة الكاملة.

    وإذا كانت هذه هي حقيقة التوبة، فإن هذه الحقيقة يدخل في معناها الواسع: الإسلام والإيمان والإحسان، فيكون الدين داخلاً في مسمى التوبة-وإذا كانت التوبة واجبة على العبد، فإنه مِن كمالها أن تكون تامةً، يجمع فيها العبدُ كلَّ عزم له وإرادة، للمبادرة بها، والمضي فيها إلى آخر عمره، والإقلاع عن الذنب وهو يحدِّث نفسه ألا يعود إليه، كما لا يعود اللبن في الضرع.


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وإذا وصل العبد إلى هذه الدرجة من العزم الجازم فلا يضر توبته لله مرة أخرى إن ندم وأسف وسارع إلى التوبة؛ قال صلى الله عليه وسلم : «أذنب عبدٌ ذنبًا فقال : اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك».

    فائدة:
    قال ابن القيم رحمه الله في كتابه "الجواب الكافي":
    وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَظُنُّ أَنَّهُ لَوْ فَعَلَ مَا فَعَلَ ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، زَالَ أَثَرُ الذَّنْبِ وَرَاحَ هَذَا بِهَذَا، وَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْمُنْتَسِبِين َ إِلَى الْفِقْهِ: أَنَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ ثُمَّ أَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ وَقَدْ غُفِرَ ذَلِكَ أَجْمَعُهُ كَمَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» ، وَقَالَ لِي آخَرُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: نَحْنُ إِذَا فَعَلَ أَحَدُنَا مَا فَعَلَ، اغْتَسَلَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا وَقَدْ مُحِيَ عَنْهُ ذَلِكَ، وَقَالَ لِي آخَرُ: قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَصَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي، فَغَفَرَ اللَّهُ ذَنْبَهُ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَصَبْتُ ذَنْبًا، فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، فَلْيَصْنَعْ مَا شَاءَ.» وَقَالَ: أَنَا لَا أَشُكُّ أَنَّ لِي رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، وَهَذَا الضَّرْبُ مِنَ النَّاسِ قَدْ تَعَلَّقَ بِنُصُوصٍ مِنَ الرَّجَاءِ، وَاتَّكَلَ عَلَيْهَا وَتَعَلَّقَ بِهَا بِكِلْتَا يَدَيْهِ وَإِذَا عُوتِبَ عَلَى الْخَطَايَا وَالِانْهِمَاكِ فِيهَا، سَرَدَ لَكَ مَا يَحْفَظُهُ مِنْ سَعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَمَغْفِرَتِهِ وَنُصُوصِ الرَّجَاءِ، وَلِلْجُهَّالِ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ فِي هَذَا الْبَابِ غَرَائِبُ وَعَجَائِبُ كَقَوْلِ بَعْضِهِمْ:
    وَكَثِّرْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الْخَطَايَا ... إِذَا كَانَ الْقُدُومُ عَلَى كَرِيمٍ
    وَقَوْلِ الْآخَرِ: التَّنَزُّهُ مِنَ الذُّنُوبِ جَهْلٌ بِسَعَةِ عَفْوِ اللَّهِ.
    وَقَالَ الْآخَرُ: تَرْكُ الذُّنُوبِ جَرَاءَةٌ عَلَى مَغْفِرَةِ اللَّهِ وَاسْتِصْغَارٌ.
    وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ: رَأَيْتُ بَعْضَ هَؤُلَاءِ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعِصْمَةِ.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رمضان خلف مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم سامي-حفظك الرحمن وباركك-
    العلماء نور الأمة ومصباح الأنام من اهتدى بهديهم نجا وهم مجتهدون
    لا مشرعون وأغلب اجتهاداتهم من الكتاب والسنة ، والأخذ بأقوالهم لا يضر إذا كان لا يخالف أصلا من أصول الكتاب والسنة.
    ولعمرك عندما رأيت هذه الجملة بدا لي أن لا أرد
    اخى الكريم أحمد رمضان خلف الاخ الكريم سامى يمان سامى يسأل هل يوجد نص من الكتاب والسنة على العزم ام لا- و الدليل عنوان الموضوع [ما هو الدليل من الكتاب والسنة]-- ولم يتهم العلماء انهم مشرعين-----نعم العلماء مبينين لالفاظ الكتاب والسنة ومعانيها واحكامها--الواجب عليك اذا اردت الاجابة ان تبين له ان العزم داخل فى احكام التوبة المنصوص عليها وانها داخله ضمنا فى احكام التوبة هنا يحصل الاطمئنان لان الجميع مطالب بالدليل حتى العالم--وانا اسالك اخى الكريم أحمد رمضان خلف هل المطالبه بالدليل من الكتاب والسنة عيب اذا لم يكن عيبا فلم الانكار-صنيع علماء الامة بل صنيع حبر الامة بن عباس رضى الله عنه انه اتى لمن اراد النص من الكتاب والسنه بالدليل لا عيب عند اهل العلم بالمطالبه بالدليل من الكتاب والسنة بل العيب كل العيب فى التقليد وهو اتباع العلماء بدون دليل هذا هو المذموم باجماع الامة بل الائمة كمالك واحمد والشافعى وابو حنيفه نهوا عن اتباعهم بدون دليل - فلا تظن ان مسألة من مسائل الدين ليس فيها دليل لذلك كان الدليل على العزم دخوله فى معنى التوبة النصوح المنصوص عليها- اما ما استدللت به من القران فهو فى التوبة- ام العزم فهو داخل فى معنى التوبة النصوح وشروطها واحكامها--وقد ضربت مثال بالصلاة فليس فى القرآن كيفية الصلاة ولكن احكام الصلاة تؤخذ من الكتاب والسنة- وفقهاء الامة يفصلوا ويبينوا ويستنبطوا هذه الاحكام والمعانى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    لكن بعد ثلاثين محاولة من التوبة والرجوع للذنب, كيف يستجمع الإنسان هذا العزم في نفسه وهو يعلم أنه عزم كاذب.

    تقول كيف كاذب؟ أقول: شخص يقسم أنه لن يكسر الكأس, ثم يكسرها , وهكذا لثلاثين مرة

    هل تستطيع أن تطالب شخصا بتصديق هذا الكذاب؟

    إذن كيف تطالب هذا الكذاب بتصديق نفسه؟ وتصديق العزم الذي في قلبه أنه عزم حقيقي

    ثم تطالبه أن يحمل هذا العزم, هذا القربان الرديء, هذه البضاعة الكاسدة, يحملها معه إلى رب العالمين ويقول جئت يارب تائبا

    يعني وهو يتوب في المرة الواحدة والثلاثين والله إنه لا يصدق نفسه, عبارات العزم والأقسام المغلظة التي يحلفها صارت تتفرغ من المعنى شيئا فشيئا, هو صار يمل من نفسه ومن تكرار أقسامه وأحناثه , لسان حاله في التوبة جاء عبدك الكذاب, هو يستشعر هذه الحال وهو يقف أمام رب العالمين,

    لكن ماذا يفعل, ماعنده خيار إلا أن يتوب,
    هو يعلم أنه يخادع نفسه, ويخاف أن يتورط في محاولة خداع رب العالمين كما وصف سبحانه أناسا بهم هذه الصفة
    لذا صار يخاف التوبة ويتهيبها بعد هذه المرات الكثيرة من القسم والحنث
    لكن ماذا يفعل؟ ماعنده خيار إلا أن يتوب
    أين يذهب أين يروح؟
    مافي خيار إلا أن يتوب.
    يكون كذاب أحسن من أن يكون قانط.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    الأخ ابومالك المديني جزاك الله خيرا, لكن الاستغفار السطحي الذي ينكره ابن القيم والعبادات التي تأتي بعد الذنوب مصرا عليها والتسبيحات المائة نفعتني أثناء الإصرار على ذنوب أخرى كان تحريك الجبال أهون من تركها, حتى وإن كانت قاصرة لكنها تحل عقد الذنوب والله إنها تحلها, والتسبيح أسهل على نفس المنغمس في الذنوب اسهل من الاستغفار, لأنه إقرار لا يحتاج إلى إرغام النفس على شيء.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    لكن بعد ثلاثين محاولة من التوبة والرجوع للذنب,
    إن العبد إذا تاب توبة نصوحاً ثم زيَّن له الشيطان المعصية فزلت قدمه وقارفها، فليسارع إلى تجديد التوبة مرة أخرى، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {الأعراف:201}، قال الحافظ ابن كثير: يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر أنهم إذا مسهم: أي أصابهم طائف... ومنهم من فسره بالهم بالذنب، ومنهم من فسره بإصابة الذنب. وقوله: تذكروا: أي: عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده -فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب، فإذا هم مبصرون: أي: قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه. انتهى. باختصار.

    وكون هذا الشخص يقع في الذنب ثم يتوب ثم يقع في الذنب ثم يتوب ليس معناه أنه مصر عليه، بل قد يكون ذلك دليلاً على حبه لله ورغبته في التوبة، وكراهته للذنب والمعصية لأنه يكره المداومة على فعلها، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا ْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن عبداً أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت وربما قال: أصبت فاغفر لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا، فقال رب: أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال: أصبت ذنبا، قال: قال رب أصبت أو قال أذنبت آخر فاغفره لي، فقال :علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء. قال النووي: وفي الحديث أن الذنوب ولو تكررت مائة مرة بل ألفا وأكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته. وقوله في الحديث: اعمل ما شئت. معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك.
    ولكن ليس في هذا الحديث ترخيص في فعل الذنوب، ولكن فيه الحث على التوبة لمن وقع في الذنب، وأنه لا يستمر على فعله، وقد قال بعضهم لشيخه: إني أذنبت، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى متى؟ قال: إلى أن تحزن الشيطان.
    فكثرة التوبة من الأمور المحمودة عند الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه الترمذي وابن ماجه.[مركز الفتوى]-----------------۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ----قوله: ( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) يقول: إن الله يستر على الذنوب كلها بعفوه عن أهلها وتركه عقوبتهم عليها إذا تابوا منها( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) بهم, أن يعاقبهم عليها بعد توبتهم منها.


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    الدولة
    مصر-المنيا
    المشاركات
    190

    افتراضي

    فليرق قلبك أخي سامي-وفقك الله- ، واعلم أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، وأن الله يغفر الذنوب جميعا فاطمئن واستعن بالله ولا تعجز.
    سأضرب في طول البلاد وعرضها *** أنال مرادي أو أموت غريبا
    فإن تلفت نفسي فلله درها *** وإن سلمت كان الرجوع قريبا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •