تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل تصح نسبة التجسيم إلى مقاتل بن سليمان ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي هل تصح نسبة التجسيم إلى مقاتل بن سليمان ؟

    السؤال : هل مقاتل بن سليمان مجسم ؟ وخاصة أن له تفسيراً للقرآن .

    الجواب :
    الحمد لله
    تحقيق القول في نسبة مقاتل بن سليمان إلى التشبيه، يمكن أن يلخًص في التالي:
    الأول: أن بعض أصحاب المقالات نسب التجسيم إلى مقاتل بن سليمان، وحكاه أبو الحسن الأشعري عنه، وذكر عن أبي حنيفة نحو ذلك، " عَن أَبِي يوسف: إن أَبَا حنيفة ذكر عنده جهم، ومقاتل فقال: كلاهما مفرط، أفرط جهم فِي نفي التشبيه حتى قال: إنه ليس بشيءٍ، وأفرط مقاتل حتى جعل اللَّهِ مثل خلقه ".
    انظر: تاريخ دمشق: (60/ 122)، تهذيب الكمال: (28/ 443)، ميزان الاعتدال: (4/ 173).
    ولم يصب من جعل ظهور مقالة التشبيه على يد مقاتل، فإنها ظهرت قبله على يد السبئية والبيانية .
    وقد ذكر هؤلاء أن هذه المقالة إنما ظهرت من مقاتل ، انتهاضًا منه للرد على مقالة الجهمية المعطلة النفاة .
    الثاني: توقف شيخ الإسلام ابن تيمية في أن يبلغ مقاتل بن سليمان مبلغ هذا الذي نسب إليه كله، مع جزمه ببراءته من بعض ما نسب إليه من الشناعات . وفي ذلك يقول :
    "وأما مقاتل فالله أعلم بحقيقة حاله. والأشعري ينقل هذه المقالات من كتب المعتزلة، وفيهم انحراف عن مقاتل بن سليمان، فلعلهم زادوا في النقل عنه، أو نقلوا عنه، أو نقلوا عن غير ثقة، وإلا فما أظنه يصل إلى هذا الحد.
    وقد قال الشافعي: من أراد التفسير فهو عيال على مقاتل، ومن أراد الفقه فهو عيال على أبي حنيفة.
    ومقاتل بن سليمان، وإن لم يكن ممن يحتج به في الحديث - بخلاف مقاتل بن حيان فإنه ثقة - لكن لا ريب في علمه بالتفسير وغيره، واطلاعه، كما أن أبا حنيفة وإن كان الناس خالفوه في أشياء ، وأنكروها عليه : فلا يستريب أحد في فقهه وفهمه وعلمه .
    وقد نقلوا عنه أشياء يقصدون بها الشناعة عليه، وهي كذب عليه قطعا، مثل مسألة الخنزير البري ونحوها .
    وما يبعد أن يكون النقل عن مقاتل من هذا الباب" منهاج السنة: (2/ 619)، وانظر: الملل والنحل، للشهرستاني: (1/ 104).

    الثالث: أن بعض العلماء برأ مقاتل من نسبة التشبيه إليه، ومن هؤلاء أبو الحسن الملطي كما في التنبيه (70)، والشهرستاني في الملل: (1/ 104).
    ورجح الدكتور جابر بن إدريس بن علي، في كتابه (مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها)، (1/ 232 - 340) = براءة مقاتل بن سليمان مما نسب إليه من التشبيه، ودلل على ذلك بأمور، منها:
    1- أن حكاية التشبيه عن مقاتل إنما وقعت من خصومه، أو وقعت من بعض العلماء والأئمة من باب أنه قد حكي هذا القول عنه، لا من باب التحقق من وقوعه في تلك المقالة .
    2- أن مقاتلًا برأ نفسه من ذلك، فقد ذكروا أن الخليفة سأل مقاتل بْن سُلَيْمان، فقال: بلغني أنك تشبه. فقال: إنما أقول: (قل هو اللَّه أحد. اللَّه الصمد. لم يلد ولَمْ يُولَدْ، ولَمْ يَكُنْ لَهُ كفوا أحد) فمن قال غير ذلك فقد كذب، انظر: تهذيب الكمال: (28/ 439).
    3- أن كتبه التي بين أيدينا قد خلت من ذلك، فقد فسر المعية بالحفظ والتأييد، وأثبت الصفات الخبرية كذلك، وفسرها أحيانًا باللازم، فمشى على تفسير أهل السنة .
    هذا، وقد ذكر الأستاذ جهاد أحمد حجاج في بحثه ( منهج الإمام مقاتل بن سليمان البلخي في تفسيره )، (ص 19)، عدة احتمالات لاتهام مقاتل بالتشبيه، ومنها:
    أن يكون ذلك في وقت من حياته ثم رجع عنه، أو أن ذلك صدر من خصومه حسدًا له، غير أنا لا نرجح مثل هذه الافتراضات التي لا دليل يعضدها .

    والذي يظهر أن يقال : إن كتبه التي في أيدينا : لا يظهر فيها شيء مما نقل إليه من التشبيه .
    فإما أن يكون نقل خصومه والمؤرخين لهذه المقالة عنها : نقلا غير محقق .
    أو أن يقال : إن غاية ما في الأمر : أن يكون قد قال بأشياء من ذلك ، لم تبلغ من الشناعة ما نقله الخصوم أو المؤرخون عنه ، ولم يبلغ من ذلك مبلغ من يترك قوله وعلمه بالكلية .
    وغاية ما يكون من الاحتياط في ذلك الجانب : أن يتقى قوله في جانب الصفات ، وما يخشى منه سوء المقالة فيه ، إن وجد له شيء من ذلك في كتبه .
    وما سوى ذلك من قوله في التفسير ، ومعاني القرآن : فقد درج العلماء على نقله ، والاستفادة منه فيه ، ويراجع للأهمية جواب السؤال رقم (263369).

    خلاصة الجواب :
    التوقف في نسبة التشبيه إلى مقاتل بن سليمان، لأن ذلك غير ظاهر في كتبه التي بأيدينا، وعليه ؛ فلا مانع من الاستفادة من تفسيره للقرآن .

    https://islamqa.info/ar/276709





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    تفسير مقاتل بن سليمان .


    السؤال : كيف يأخذ العلماء بتفسير مقاتل بن سليمان ، وخاصة ما يقول البعض عنه أنه مجسّم ؟
    تم النشر بتاريخ: 2017-07-16

    الجواب :
    الحمد لله
    أولًا:
    مقاتل بن سليمان البلخي، أبو الحسن، من كبار المفسرين .
    وقد فرق العلماء بين كلامه في التفسير، وروايته للحديث، فإن روايته في الحديث لا تقبل، إذ أجمعوا على تركه .
    وأما في التفسير، فقد أثنى عليه غير واحد، حتى قال الشافعي: "إن الناس عيال على مقاتل في التفسير" ، وقال: " من أراد التفسير فعليه بمقاتل بْن سُلَيْمان "، وقال إبراهيم الحربي: "وإنما جمع مقاتل تفسير الناس ، وفسر عليه ، من غير سماع.
    ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة ، كان يُحسن أن يفسر عليه.
    قال إبراهيم: لم أدخل في تفسيري منه شيئا.
    قال إبراهيم: تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء" .
    انظر في ترجمته: تهذيب الكمال: (28/ 434)، وسير أعلام النبلاء: (7/ 201)، ودراسة الدكتور عبدالله شحاته لتفسير مقاتل المطبوعة مع الكتاب .

    يقول الدكتور عبد الله شحاته: " ونلاحظ أن الثناء على مقاتل يتجه إلى تفسيره للقرآن الكريم، وأحيانا إلى علمه وشخصه.
    أما في الحديث فمقاتل متهم غير موثوق به عند أئمة الحديث، رغم أنه قد مر بنا ثناء بعض الأئمة على مقاتل، كالإمام الشافعي وعباد بن كثير، وحماد بن أبى حنيفة، وشعبة، ومقاتل بن حيان، وغيرهم.
    غير أن هذا الثناء على مقاتل ليس معناه توثيق مقاتل، بل هو مدح لعلمه ولشخصه، من غير توثيق له- وهناك فرق بين مدحهم للشخص، وقولهم : إنه ثقة.
    أما أئمة الحديث ونقاده، فقد اتهموا مقاتلا بالكذب، ومنهم يحيى بن معين، ومحمد بن سعد، والبخاري، والنسائي، وابن حبان" تفسير مقاتل: (5/ 52).

    ثانيًا:
    ألَّف مقاتل تفسيرًا للقرآن، وكان طريقته في التأليف أنه ذكر من سيروي عنهم التفسير، ثمَّ سرده بدون إسناد، ولا نسبة الأقوال إلى قائليها.
    وتفسيره للقرآن كامل، اعتنى فيه ببيان القرآن بالقرآن، وبذكر أسباب النزول، كما اعتنى ببيان المبهمات، وغيرها من علوم القرآن .
    وطبع هذا التفسير بمصر بتحقيق الدكتور عبدالله شحاته رحمه الله، وقدم له بذكر تاريخ التفسير، ودراسة خاصة عن مقاتل وتفسيره .
    قال في دراسته: " وتفسير مقاتل يتميز بالبساطة والسهولة، والإحاطة التامة بمعاني الآيات ونظائرها في القرآن، وما يتعلق بها في السنة.
    إنه أشبه بالسهل الممتنع.
    وفى رأيي: أن تفسير مقاتل لا نظير له في بابه، من جهة الإحاطة بالمعنى ، في عبارة سهلة محدودة، ثم اختيار أقوى الآراء في الآية ، وأولاها ، بدون سرد للخلاف" (5/ 57).
    ويقول الشيخ الذهبي رحمه الله عن التفاسير التي اتهم أصحابها بمقالات، أو بالوضع، ونحو ذلك: " ثم إن هذا التفسير الموضوع، لو نظرنا إليه من ناحيته الذاتية بصرف النظر عن ناحيته الإسنادية، لوجدنا أنه لا يخلو من قيمته العلمية، لأنه مهما كثر الوضع في التفسير ، فإن الوضع ينصب على الرواية نفسها، أما التفسير في حد ذاته : فليس دائماً أمراً خيالياً بعيداً عن الآية، وإنما هو - في كثير من الأحيان - نتيجة اجتهاد علمي له قيمته .
    فمثلاً مَنْ يضع في التفسير شيئاً ، وينسبه إلى علىّ أو إلى ابن عباس، لا يضعه على أنه مجرد قول يلقيه على عواهنه، وإنما هو رأى له، واجتهاد منه في تفسير الآية، بناه على تفكيره الشخصي، وكثيراً ما يكون صحيحاً، غاية الأمر أنه أراد لرأيه رواجاً وقبولاً، فنسبه إلى مَنْ نُسِب إليه من الصحابة.
    ثم إن هذا التفسير المنسوب إلى علىّ أو ابن عباس : لم يفقد شيئاً من قيمته العلمية غالباً، وإنما الشيء الذى لا قيمة له فيه ، هو نسبته إلى علىّ أو ابن عباس.
    فالموضوع من التفسير - والحق يقال - لم يكن مجرد خيال ، أو وهم خُلِق خلقاً، بل له أساس ما، يهم الناظر في التفسير درسه وبحثه، وله قيمته الذاتية ، وإن لم يكن له قيمته الإسنادية " . التفسير والمفسرون: (1/ 120).
    وعليه؛ فإن الاستفادة من تفسير مقاتل ممكنة متحققة، ولا زال أهل العلم بالتفسير يستفيدون من تفسيره، وينقلون أقواله .


    https://islamqa.info/ar/263369

    .............................. .............................. .................

    بالنسبة لتفسير مقاتل بن سليمان

    فقد قال ابراهيم الحربي : " وإنما جمع مقاتل تفسير الناس ، وفسر عليه ، من غير سماع.

    ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة ، كان يُحسن أن يفسر عليه.
    قال إبراهيم: لم أدخل في تفسيري منه شيئا
    قال إبراهيم: تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء "

    فوجه الثناء عليه في كلام إبراهيم الحربي أنه جمع كلام الناس و فسر عليه

    اما الحديث

    فأئمة الحديث ونقاده، اتهموا مقاتلا بالكذب، ومنهم يحيى بن معين، ومحمد بن سعد، والبخاري، والنسائي، وابن حبان

    اما في نسبة التشبيه اليه . فقد قال

    - إسحاق بن راهويه ( أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير، يعني في البدعة والكذب: جهم بن صفوان، وعمر بن صبح. ومقاتل بن سليمان )
    - خارجة بن مصعب ( كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا، فاسقين فاجرين )
    - احمد بن سيار المروزي ( متهم، متروك الحديث، مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه )
    - ابو حنيفة (
    أبو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان؟ جهم معطل، ومقاتل مشبه )

    و
    ذكر عنده جهم ومقاتل فقال: ( كلامهما مفرط، أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه )

    - ابو حاتم ابن حبان (
    كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي وافق كتبهم، وكان يشبه الرب بالمخلوقات وكان يكذب في الحديث )

    وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي محمد بن آدم المروزي قال محمود حضرت وكيعاً وسئل عن تفسير مقاتل بن سليمان فقال: لا تنظر فيه، قال: ما أصنع به؟ قال: ادفنه.

    - وقال الفضل بن خالد المروزي: سمعت خارجة بن مصعب يقول: ( لم أستحل دم نصراني، ولو وجدت مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني أحد لشققت بطنه )

    و قد قال ابن رجب في بيان علم السلف

    (
    وقد أنكر السلف على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل وبالغوا في الطعن عليه. ومنهم من استحل قتله، منهم مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيره )

    و غير ذلك كثير من كلام السلف و الخلف في نسبة ذلك اليه

    فكيف يدفع كل هذا بحجة أن تفسيره ليس فيه شيء من ذلك ؟

    مع أن هؤلاء الاثبات كانوا من أشد الناس تثبتا في جرح الناس و الطعن في ديانتهم

    و كثير من أهل البدع لا تجد في كتبهم ما هو ثابت عليهم من قولهم وكلامهم

    فهل يصح أن يكون هذا منهجا صحيحا في الحكم على مقالات الناس و كلامهم

    و بارك الله فيكم


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •