هذه بشرى أزفها للإخوة الأعزاء فى هذا المنتدى المبارك
قامت مكتة الأنصار للنشر والتوزيع بمصر بطبع كتاب "جزء فه مايجب اعتقاده عند علماء السلف فى الحروف والأصوات " وقد قام على تحقيقه أخونا أحمد على الدمياطى وهذا منذ سنتين تقريبا ً
وقد ألفه الأمام رداً على سؤال وجه اليه رحمه الله فى جمع أقوال المتقدمين من الإعتقاد فى الحروف والأصوات
فأجاب الشيخ رحمه الله هذا السؤال فى هذه الرسالة التى قسمها الى فسمين
الأول : ذكر مانقله عن الشيخ أبى العباس أحمد بن الحسن الأرموى الشافعى فى كتابه الموسوم بغاية المرام فى مسألة الكلام
وهذا الكتاب يؤصل لعقيدة السلف فى المسئلة وفى غيرها أيضا
حيث نقل منه كلام أئمة السلف كأحمد بن حنبل و إسحاق ابن راهويه ويحيى بن سعيد والبخارى من كتاب خلق أفعال العباد وابن المبارك وابن قتيبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدى إسماعيل بن علية وسفيان بن عيينة ويوسف بن الماجشون وغيرهم الكثير
ورد على الأشعريين وغيرهم
وأورد الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف على ذلك وأثبت الحرف والصوت لله عز وجل
ثم قال فى آخر فصل لخصه من هذا الكتاب
فصل: فى أحاديث تؤكد القول بهذا المعتقد وتؤيده على التنزيه الذى عليه أئمة الإسلام حشرنا الله على معتقدهم وأماتنا على محبة السلف والصالحين والأئمة المهدين رضى الله عنهم
فانظروا الى ما كان عليه الأئمة المهديون و الفرق بينهم وبين غيرهم من المتعصبين من أهل زماننا على موافقة أغراضهم ومخالفتهم لهم لكونهم انعطفوا على حب الدنيا وزخارفها والتحبب الى رؤساء أعصارهم حملهم على هذه الأمور المستبشعة فباعوا المقطوع بالمظنون ولقد أحسن الشاعر حيث يقول
عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ومن يشترى دنياه بالدين أعجب
ونحن من ديننا التمسك بكتاب الله عزو جل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما روى عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث المشهورين ونؤمن بجميع أحاديث الصفات ولا نزيد على ذلك شيئا ولا ننقص منه شيئا كحديث قصة الدجال وقوله فيه "وإن ربكم ليس بأعور
وكحديث النزول الى سماء الدنيا
وكحديث الأستواء على العرش
وأن القلوب بين أصبعين من أصابعه
وأنه يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع
ونقول بتصديق حديث المعراج وبصحيح ما فيه من الروايات
وندين أن الله مقلب القلوب وما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها وأن نمرها كما جاءت
وأن الأيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى وجاء ربك الملك صفا صفا
وإن الله يقرب من عباده كيف شاء لقوله تعالى ونحن أقرب اليه من حبل الوريد وقوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أ و أدنى
وأشباه ذلك من آيات الصفات
ولا نتأولها لا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح
ونؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر فى كتابه العزيز ولا نقول هو فى كل مكان بل هو فى السماء وعلمه فى كل مكان ولا يخلو منه مكان كما قال أأمنتم من فى السماء وكما قال اليه يصعد الكلم الطيب
وكما جاء فى حديث الإسراء الى السماء السابعة ثم دنا من ربه وكما فى حديث سوداء أريدت أن تعتق فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم أين ربك ؟
فقالت : فى السماء
فقال : اعتقها فإنها مؤمنة
وأمثال ذلك كثير فى الكتاب والسنة نومن بذلك ولا نجحد شيئا من ذلك
وقد روت الثقات عن مالك بن أنس أن سائلا سأله عن قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى فقال : الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
فيا إله السموات والأرضين ويا خالق الخلق أجمعين أنت المطلع على البواطن وأنت الرقيب على كل خافق وساكن أسألك أن تغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم
وبهذا ينتهى القسم الأول من الكتاب والقسم الثانى لخصص فيه كتابه التبيان فى آداب حملة القْرآن
وقد صنف الإمام هذا الجزء قبل وفاته رحمه الله بما يقرب من شهرين حيث انتهى من تصنيفه ى الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر سنة 676هـ وتوفى رحمه الله فى الرابع والعشرين من رجب من نفس السنة
فرحم الله الأمام النووى وأسكنه فسيح جناته آمين