تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 66

الموضوع: المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس

    معلوم ما لهذين المبحثين من أهمية وتأثير في القول بصحة الحديث وضعفه، ووصف العلائي المرسل الخفي في: (جامع التحصيل)، بقوله: (نوع بديع من أهم أنواع علوم الحديث، وأكثرها فائدة، وأعمقها مسلكًا، ولم يتكلم فيه بالبيان إلا حذاق الأئمة الكبار، ويدرك بالاتساع في الرواية، والجمع لطرق الحديث مع المعرفة التامة والإدراك الدقيق).


    لذا آثرت أن نفتح بابًا للنقاش حولهما للإفادة والمذاكرة، فما قولكم؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    Question

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    لذا آثرت أن نفتح بابًا للنقاش حولهما للإفادة والمذاكرة، فما قولكم؟
    اقترح أن يكون النقاش أولا في نوع المدلس وأقسامه: تدليس الشيوخ وتدليس الاسناد وما يتضمنه من تدليس التسويه والتجويد وتدليس العطف وتدليس السقوط أو القطع وتدليس البلدان والأماكن...
    ثم في نوع المرسل الخفي؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    المرسل الخفي هو أن يضيف الراوي إلى من عاصره حديثاً ولم يثبت اللقاء بينهما ولا السماع .

    والحديث المرسل بعد طبقة الصحابة والتابعين هو محور الإشكال, إذا كان هناك حوار للإثراء والفائدة .

    والحديث المرسل غالبا جبر عيب رغبة في تمرير قول ...
    بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله .
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    نقترح حتى لا يتشعب بنا النقاش: أن نبدأ أولًا بالتعريفات، ثم بالأمثلة والتطبيقات من كلام العلماء، ثم بالفروق بينهما.
    ولنبدأ أولًا بتعريفات التدليس وأنواعه وأمثلة عليه، ولا نتخطاه إلا بعد الاستيفاء.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    نذكر أولًا تمهيدًا لهذا المبحث من كتاب شيخنا المفضال: طارق بن عِوض الله، تقريب علم الحديث: (صـ 163).
    اعلم؛ أن من أسباب وقوع السقط في الإسناد: أن الراوي قد يعمد إلى التدليس ليسقط من الإسناد شيخًا أو راويًا أو أكثر، أو أن يسقط بعض رواة الإسناد فوق شيخه؛ فهذه الوسيلة التي يتبعها ذلك المُدَلس، يتولد عنها: (انقطاع أو إعضال).
    وعلى هذا؛ فالتدليس ليس نوعًا من أنواع السقط مستقلًا، وإنما هو وسيلة يتبعها الراوي ليحدث في الرواية الانقطاع أو الإعضال.
    وكذلك؛ الإرسال الخفي، يتولد عنه أيضًا وقوع سقط في الرواية، سواء كان هذا السقط: (انقطاعًا أو إعضالًا).
    إذًا؛ التدليس والإرسال الخفي، إنما هما وسيلتان يتبعهما الراوي لإحداث السقط في الإسناد، وليس التدليس نوعًا من أنواع السقط مستقلًا، ولا الإرسال الخفي نوعًا من أنواع السقط مستقلًا.
    ولهذا؛ عدَّهما الحافظ ابن حجر في: (نزهة النظر) من: مُلحقات السقط في الإسناد، ولم يجعلهما نوعين مستقلين؛ فتنبه.
    وبناءً على هذا؛ يستقيم أن يوصف المُدَّلس بأنه منقطع أو معضل، وكذا الحديث الذي وقع فيه إرسال خفي بأنه منقطع أو معضل، فليُعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    نبدأ بسم الله:
    أولًا: المُدلَّس:
    تعريفه: ...
    أنواعه: ...

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    هو مشتق من الدلس: وهو الظلام – قاله ابن السيد-
    كأنه أظلم أمره على الناظر لتغطية وجه الصواب فيه.
    [النكت لابن حجر(2/ 614)]

    "
    التدليس وهو قسمان(1):
    الأول:تدليس الإسناد: بأن يروي عمن عاصره(2) ما لم يسمعه منه(3) موهماً سماعه (4) قائلا : قال فلان، أو عن فلان ونحوه وربما لم يسقط شيخه وأسقط غيره ضعيفا أو صغيرا تحسينا للحديث.

    الثاني: تدليس الشيوخ:
    بأن يسمي شيخه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف.(5)".


    (1) بل ثلاثة أو أكثر كما سيأتي - إن شاء الله-.
    (2)
    زاد ابن الصلاح: أو لقيه.
    (3) بل سمعه عن رجل عنه.
    (4) حيث أورده بلفظ يوهم الاتصال ولا يقتضيه.
    (5) قال شيخ الإسلام: ويدخل أيضا في هذا القسم التسوية، بأن يصف شيخ شيخه بذلك.


    [تدريب الراوي (1/ 256)]



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    هو مشتق من الدلس: وهو الظلام – قاله ابن السيد-
    كأنه أظلم أمره على الناظر لتغطية وجه الصواب فيه.
    [النكت لابن حجر(2/ 614)]

    والحديث المُدلَّس على صيغة اسم المفعول من التدليس لكون الراوي لم يسم من حدَّثه فأخفاه، أو لكونه أوهم سماعه للحديث ممن لم يحدثه به فأخفى حالته.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    قال الخطيب في الكفاية ص357:

    "
    التدليس متضمن للإرسال لا محالة، لإمساك المدلس عن ذكر الواسطة وإنما يفارق حاله حال المرسل بإيهامه السماع ممن لم يسمعه فقط، وهو الموهن لأمره، فوجب كون التدليس متضمناً للإرسال، والإرسال لا يتضمن التدليس لأنه لا يقتضي إيهام السماع ممن لم يسمع منه.
    ولهذا لم يذم العلماء من أرسل، وذموا من دلس، والله أعلم.".
    [الباعث الحثيث 1/175]



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وهذان لهما علاقة، لأخينا الحبيب أبي زرعة الرازي:
    http://majles.alukah.net/t119199/
    http://majles.alukah.net/t115607-2/

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي



    أولا: تدليس الإسناد


    هناك تعريفات لتدليس الإسناد، ما أصح التعاريف؟


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي

    التَّدْلِيْسُ
    التَّدْلِيس: إخفاء عيب في الإسناد، وتحسين لظاهره، حتى يقبل الحديث.
    وَالمتقدمون يطلقون في كثير من الأحيان على الإرسال تدليساً، فيقولون: فلان يدلس، يعني: يرسل (1).
    وهو أقسام: تدليس الإسناد، والتسوية، والشيوخ، والعطف، والمتابعة، والقطع - أو السكوت -، وصيغ التحمل، والبلدان.
    تَدْلِيْسُ الإِسْنَاد: أن يَرْوِيَ الراوي عن شيخ سمع منه بالجملة شيئاً، لم يسمعه منه بصيغة تحتمل السماع.
    كرواية ابن عُيَيْنَة عن الزهري؛ فقيل له: سمعته من الزهري؟ فقال: لا، ولا ممن سمعه من الزهري، حدثني عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري.
    ويندرج تحت تدليس الإسناد؛ تدليس التسوية، والعطف، والسكوت، والبلاد.
    أ ـ تَدْليسُ التَّسْوِيَة: هو أن يسقط الراوي شيخ شيخه أو من هو فوقه، فيسَّوي رواية شيخه عن شيخ شيخه مباشرة (2).
    __________
    (1) وبهذا تعرف خطأ كثير من المتأخرين ممن صنف في التدليس بإيرادهم رواة لم يذكروا عند المتقدمين بالتدليس الذي هو بمعناه عند المتأخرين، كالزهري.
    (2) هذا النوع من التدليس لا يُعرف أحد يفعله غير أحد عشر راوياً.
    ============================== ============
    وصورته أن يجيء المدلس إلى حديث سمعه شيخه الثقة من شيخ ضعيف، وذلك الشيخ الضعيف يرويه عن شيخ ثقة، فيعمد المدلس فيسقط منه شيخ شيخه الضعيف، ويجعله من رواية شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ يوهم السماع، فيصير الإسناد كله ثقات.
    كرواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عبد الله بن عامر الأسلمي عن نافع.
    فأسقط الوليدُ بنُ مسلم عبدَ اللهِ بنَ عامرٍ الأسلمي. بين الأوزاعي ونافع، فجعله عن الأوزاعي عن نافع.
    ب - تَدْليسُ القَطْع: هو أن يحذف الصيغة، ويقتصر على اسم شيخه.
    كقول الراوي: " فلان عن فلان "، ولا يقول مثلاً حدثني، أو سمعت، أو عن فلان عن فلان.
    ت - تَدْلِيْسُ السُّكُوْت: وهو أن يأتي الراوي بلفظ يفيد السماع ثم يسكت وينوي القطع، ثم يقول: فلان، فيذكر اسم شيخ من شيوخه، كهشام بن عروة مثلاً، وهو لم يسمع منه الحديث مع شيخ آخر سمع منه.
    كقول عمر بن علي الْمُقَدَّمِيّ (1): "سمعت" و "حدثنا"، ثم يسكت، ثم يقول: "هشام بن عروة"، "الأعمش"! يوهم أنه سمع منهما، وليس كذلك.
    ج - تَدْليسُ العَطْف: هو أن يصرح بالتحديث عن شيخ له، ويعطف عليه شيخاً آخر له، ولا يكون سمع ذلك الحديث من الثاني.
    كقول هُشَيْم: حدثنا حُصَيْن ومغيرة (2).
    __________
    (1) ولا أعلم أحداً كان يصنعه غير عمر بن علي المقدمي. ثم إن ابن عدي مع استقصاءه لم يذكر للمتقدمين إلا حديثاً واحداً فقط دلس فيه بهذه الصورة. ولست أعلم لهذا النوع تفعيلاً عملياً فلا يشتغل به، وبه تعرف وهم من ضعف أحاديث عمرو بن علي المقدمي خارج الصحيح، بل إخراج البخاري ومسلم له بالعنعنة دليل على فساد تصرف المتأخرين مع التدليس عموماً، وهذه القضية خصوصاً.
    (2) هكذا يمثلون له برواية هشيم، والذي يظهر أن هذا لا يثبت عن هشيم. ولست أعلم أحداً فعله غير ما مثل به عن هشيم، فلا فائدة علمية في هذا النوع فلا يشتغل به.

    ============================== ==
    ح - تَدْليسُ المُتَابَعَة: هو أن يروي الراوي خبراً عن شيخين له أو أكثر، ويكون بين من روى عنهم اختلاف إما باللفظ أو الإسناد، فيحمل رواية أحدهما على الآخر ولا يبين.
    كحديث رواه ابن عُيَيْنَة عن ليث بن أبي سليم (1) عن مجاهد عن أبي معمر عن علي رضي الله عنه.
    ورواه أيضاً عن ابن أبي نَجِيح عن مجاهد (2) عن علي.
    فأحياناً يروي ابن عُيَيْنَة الحديث عنهما، فيعطف رواية ابن أبي نَجِيح على رواية الليث ولا يبين.
    فيضيع ضعف ابن أبي سليم بمتابعة ابن أبي نَجِيح، ويضيع كذلك الانقطاع - الذي في رواية ابن أبي نَجِيح - بين مجاهد وعلي.
    تَدْلِيْسُ الْبُلْدَان: هو أن يقول الراوي مثلاً: حدثنا بقرطبة، ويقصد بها موضعاً في بغداد، وليست المدينة المعروفة في الأندلس.
    خ) تَدْليسُ الصِّيْغَة: هو أن يعبر الراوي بالتحديث أو الإخبار، في بعض أنواع التحمل التي تحتمل السماع وعدمه، موهماً أنه سمع.
    كأن يقول في الإجازة أو غيرها: أخبرنا - تأولاً منه -.
    تَدْليسُ الشُّيُوْخ: هو أن يَرْوي الراوي عن شيخ فيذكره بغير ما يعرف، كي لا يهتدى إليه.
    كما فعل الرواة بمحمد بن سعيد الشامي المصلوب، فقد قيل أنهم قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى.
    __________
    (1) ليث بن أبي سليم ضعيف.
    (2) مجاهد لم يسمع من علي.
    ==========================
    مثال:
    الناظر إلى مبحث التدليس، يجد المتقدمين في الغالب يستعملون مصطلح التدليس بمعنى الإرسال، وهو رواية الراوي عمن لم يسمع منه، بل ولم يلقه أو يدركه.
    وعند المتأخرين رواية الراوي عن راوٍ سمع منه بعض حديثه، وروى عنه حديثاً لم يسمعه منه أصلاً.
    فالزهري مثلاً؛ لم يقل أحد من المتقدمين أنه مدلس، وإجماع الأئمة منعقد على قبول روايته مطلقاً، وهو ممن دارت عليه الأسانيد.
    وإنما ذكروا أنه يرسل، وما وصفه بالتدليس غير العلائي وتبعه ابن حجر، فعدوه في الثالثة من مراتب المدلسين، وهم الذين كثر تدليسهم فلم يقبل منهم إلا ما صرحوا فيه بالسماع.
    نعم له أحاديث دلسها، وهي معروفة محفوظة، فمثلها إذا ثبت تدليسه فيها عن ضعيف رُدَّت.
    ولهذا قال الذهبي: كان يدلس في النادر.
    فمثل الزهري ممن وصف بالتدليس عند المتأخرين، لا يُنْظر في روايته إلى (العنعنة أصلاً).
    بل يُنظر فيها إلى مطلق سماعه ممن فوقه، فإن ثبت سماعه منه بالجملة فمتصل، وإنْ لم يصرح بالسماع.
    وعلى هذا تحمل مرويات الحسن البصري، وابن أبي عروبة، وقتادة، وأبي إسحاق السَّبِيعِيّ، وابن جريج، والوليد بن مسلم (1).
    فالأصل في روايات هؤلاء عمن رووا عنهم الاتصال وإن رويت بالعنعنة، حتى يثبت أنهم لم يسمعوا منه أصلاً.
    __________
    (1) إلا في روايته عن الأوزاعي كما تقدم.
    ==================
    ولهذا فالنظر منصرف إلى كتب المراسيل، في البحث عن أحوال مروياتهم، لا إلى كتب التدليس.
    هذا والعنعنة عند المتقدمين في الأصل من تصرف الرواة الذين هم دون الراوي الذي جاءت أداة العنعنة (عن) بعده، وأما المتأخرون فلا تتجاوز كونها من صنيع الراوي نفسه.
    قال الحاكم: قرأت بخط محمد بن يحيى، سألت أبا الوليد: أكان شعبة يفرق بين أخبرني وعن؟ فقال: أدركت العلماء وهم لا يفرقون بينهما. اهـ. «شرح العلل» (1/ 364).
    بل منهم من كان يتساهل في التحديث، فلا بد للباحث من التمعن وعدم الأخذ بالظاهر.
    فقد ذكر الإسماعيلي عن الشاميين والمصريين أنهم يتساهلون في التحديث. «فتح الباري» لابن رجب (3/ 54).
    وقال ابن رجب رحمه الله: وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول: هو خطأ - يعني: ذكر السماع - ثم ذكر لذلك أمثلة، وقال: وحينئذ فينبغي التفطن لهذه الأمور، ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد. «شرح العلل» (1/ 369).
    قلت: فانظر بعد هذا فقد ذكرت لك سبعة ممن وصفوا بكثرة التدليس عند المتأخرين كالعلائي وابن حجر وسبط ابن العجمي، واعتمدهم من بعدهم من غير تفتيش ولا تحرٍّ - وهؤلاء السبعة ممن أكثروا من المرويات، فهل مثل هؤلاء يرد حديثهم لمجرد وصف خاطئ وُصفوا به، بناء على فهم سقيم، وبناء على عنعنة وقعت ممن دونهم لا منهم.
    وبالجملة: فالأئمة المتقدمون إذا قالوا: (فلان يدلس) فيريدون أحد أمرين:
    إما أنه بمعنى الإرسال وهو الغالب، أو أنه بمعنى ندرة التدليس، وفق اصطلاح المتأخرين.
    المصدر:منتقى الالفاظ

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي

    التدليس:
    التدليس هُوَ أحد الأسباب الرئيسة المهمة في علم علل الحديث؛ لأنَّ التدليس يكشف عَنْ سقوط راوٍ أحياناً، فيكون لهذا الساقط أثر في اختلاف الأسانيد والمتون، أو يكون الراوي ضعيفاً ولم يتابع، فيضعف الحديث من أجله، ولابدّ لنا من تفصيل القَوْل في التدليس.
    فالتدليس لغة: مأخوذ من الدَّلَسِ - بالتحريك - وَهُوَ اختلاط الظلام الذي هو سبب لتغطية الأشياء عن البصر . قال ابن حجر: ((وكأنَّه أظلم على الناظر؛ لتغطية وجه الصواب فيه)) . ومنه التدليس في البيع، يقال: دلس فلان على فلان، أي: ستر عنه العيب الذي في متاعه كأنَّه أظلم عليه الأمر، وأصله مما ذكرنا من الدلس.
    أما في الاصطلاح: فإنَّ التدليس صنيع لبعض الرواة فيه إيهام خلاف الواقع، وهو عندهم يتنوع إلى عدة أنواع:
    الأول: تدليس الإسناد:
    وَهُوَ أن يروي الرَّاوِي عمن لقيه ما لَمْ يسمعه مِنْهُ بصيغة محتملة .
    والمراد بالصيغة المحتملة: أن لا يصرح بالسماع أَو الإخبار مثل: (حَدَّثَنَا، وأخبرنا، وأنبأنا، وسمعت، وَقَالَ لنا)، وإنما يجيء بلفظ يحتمل الاتصال وعدمه، مثل: (إن، وعن، وَقَالَ، وحدّث، وروى، وذكر)، لذا لَمْ يقبل الْمُحَدِّثُوْن َ حَدِيْث المدلِّس ما لَمْ يصرِّح بالسماع .
    ==========
    المعنى الثالث: الإرسال الخفي: تعريفه: عرفه الحافظ ابن حجر بأنَّه: ما رواه الراوي بصيغة محتملة عمن عاصره ولم يعرف أنَّه لقيه، بل بينهما وساطة (1)، و قال العلائي: ((وهو نوع بديع من أهم أنواع علوم الحديث، وأكثرها فائدة، وأعمقها مسلكاً، ولم يتكلم فيه بالبيان إلا حذاق الأئمة الكبار، ويدرك بالاتساع في الرواية، والجمع لطرق الحديث مع المعرفة التامة والإدراك الدقيق)) .
    فالتدليس يختص بمن روى عمن عُرف لقاؤه إياه، فأما إنْ عاصره ولم يُعرف أنَّه لقيه فهو المرسل الخفي .
    وقد سبق أنْ بينت أنَّ ابن الصلاح - رحمه الله - قد مزج بين المرسل الخفي والتدليس، فأدخله في تدليس الإسناد.
    وسمي هذا بالخفي لخفائه على كثير من الناس، فهو أشبه بالتدليس؛ لذا اختلف العلماء فيه اختلافاً كبيراً. ورجح السخاوي تعريف الحافظ ابن حجر فقال: ((بل هو على المعتمد في تعريفه حسبما أشار إليه شيخنا: الانقطاع في أي موضع كان من السند بين راويين متعاصرين لم يلتقيا، وكذا لو التقيا، ولم يقع بينهما سماع فهو انقطاع مخصوص يندرج في تعريف من لم يتقيد في المرسل بسقط خاص)) .
    وعرّفه الزبيدي بقوله: ((والخفي من المرسل ما يرويه عمن عاصره ولم يعرف أنَّه لقيه)) .
    وتحرير القول في الإرسال الخفي، أنَّه رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه.
    طرق كشف الإرسال الخفي:
    عد العلائي ثلاثة طرق لكشف خفي المراسيل إذ قال: ((ولمعرفته طرق: إحداها: عدم اللقاء بين الراوي والمروي عنه، أو عدم السماع منه وهذا أكثر ما يكون سبباً للحكم. لكن ذلك يكون تارة بمعرفة التاريخ، وأنَّ هذا الراوي لم يدرك المروي عنه بالسن بحيث يتحمل عنه، وتارة يكون بمعرفة عدم اللقاء.
    والطريق الثاني: أنْ يذكر الراوي الحديث، عن رجل ثم يقول في رواية أخرى: نُبئت عنه أو أُخبرت عنه ونحو ذلك.
    والثالث: أن يرويه عنه، ثم يجيء عنه أيضاً بزيادة شخص فأكثر بينهما فيحكم على الأول بالإرسال، إذ لو كان سمعه منه، لما قال: أخبرت عنه ولا رواه بواسطة بينهما. وفائدة جعله مرسلاً في هذا الطريق الثالث أنَّه متى كان الواسطة الذي زيد في الرواية الأخرى ضعيفاً لم يحتج بالحديث بخلاف ما إذا كان ثقة)) .
    وذكر الشيخ عبد الله يوسف الجديع طرقاً أخرى: إلا أنها كانت تدور في فلك ما قاله العلائي وهي:
    1 - صغر الراوي، فلم يتهيأ له السماع من الشيخ البتة، أو سمع منه أو رأى شيئاً معيناً فبقي يذكره، فرواه.
    2 - أن يتعاصرا لكن لا يثبت اللقاء من أجل اختلاف البلد، ولم يقع دليل على اجتماعهما.
    3 - أن يكون اللقاء ممكناً، ولكن الراوي عن ذلك الشيخ لا يذكر في شيء من حديثه عنه ما يدل على السماع، وثبت أنَّه أحياناً يروي عنه بعض حديثه بالوسائط.
    ويُعرف الإرسال الخفي بتنصيص النقاد عليه أو باستقراء طرق الحديث وسبرها .
    ويظهر أنَّ جمهور علماء الحديث المتقدمين والمتأخرين كانوا يفرّقون بين الإرسال الخفي والتدليس، وأنَّ قليلاً منهم كابن حبان والخليلي وابن الصلاح يسمونه تدليساً. والإرسال الخفي لا ينبغي أن يعد تدليساً إلا بشرط تعمد فاعله الإيهام .
    ==========
    المتأخرون - وبخاصة المعاصرين - يُعلون رواية المدلس حتى لو لم يثبت تدليسه في ذلك الحديث خاصة ، بخلاف المتقدمين فإنَّهم لا يُعلون رواية المدلس إلا إذا ثبت تدليسه، فالتدليس عند المتأخرين هو العنعنة، ومن ثم يحكمون على عنعنة المدلس بالضعف، أما المتقدمون فيفرقون بين العنعنة والتدليس، ولذلك لا يضعفون رواية المدلس بمجرد العنعنة.
    المصدر الجامع في العلل

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    تدليس السكوت والعطف قريبان جدا، بل صورتهما واحدة، وبعضهم يفرق بينهما!

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    نفع الله بعلمكم،،
    سمعت الشيخ أبو اسحاق الحويني في الشرح النفيس لعلوم الحديث (49):


    تدليس الإسناد هو أكثر الأنواع دوراناً في الأسانيد، ويليه تدليس التسوية والشيوخ وهذه الأكثر دوراناً في الأسانيد.
    أما تدليس العطف والسكوت والبلدان والأماكن فهذا نادر.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    بارك الله في الجميع، نرجو أن يكون الموضوع مذاكرة ونقاشًا ووليس مجرد نقولات.

    إذًا المدلس لغة: من الخفاء وأصله الدَّلس وهو اختلاط الظلام، ومنه دَلَّس الثوب، أي أخفى عيبه.

    واصطلاحًا: هو قصد الراوي إيهام السماع ممن لم يسمع منه، أو لِمَا لم يسمعه من الروايات ممن سمع منه غيره.

    وأنواع التدليس: ثلاثة أنواع ترجع إلى نوعين:
    الأول: تدليس الإسناد أو السماع.
    الثاني: تدليس التسوية، وهو راجع للأول أو قسم منه.
    الثالث: تدليس أسماء الشيوخ.
    إذًا تنحصر أنواع التدليس في نوعين:
    (تدليس الإسناد - وتدليس الشيوخ).

    ويكون النقاش حول النوع الأول وصوره: (تدليس الإسناد أو السماع):
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    بارك الله في الجميع، نرجو أن يكون الموضوع مذاكرة ونقاشًا ووليس مجرد نقولات.

    إذًا المدلس لغة: من الخفاء وأصله الدَّلس وهو اختلاط الظلام، ومنه دَلَّس الثوب، أي أخفى عيبه.

    واصطلاحًا: هو قصد الراوي إيهام السماع ممن لم يسمع منه، أو لِمَا لم يسمعه من الروايات ممن سمع منه غيره.

    وأنواع التدليس: ثلاثة أنواع ترجع إلى نوعين:
    الأول: تدليس الإسناد أو السماع.
    الثاني: تدليس التسوية، وهو راجع للأول أو قسم منه.
    الثالث: تدليس أسماء الشيوخ.
    إذًا تنحصر أنواع التدليس في نوعين:
    (تدليس الإسناد - وتدليس الشيوخ).

    ويكون النقاش حول النوع الأول وصوره: (تدليس الإسناد أو السماع):

    نعم النقاش يحتاج لترتيب، جزاكم الله خيرا.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    ويكون النقاش حول النوع الأول وصوره:
    (تدليس الإسناد أو السماع):


    تدليس الإسناد:
    بأن يروي عمن عاصره ما لم يسمعه منه موهماً سماعه قائلا : قال فلان، أو عن فلان ونحوه وربما لم يسقط شيخه وأسقط غيره ضعيفا أو صغيرا تحسينا للحديث.

    وهناك تعريف آخر لتدليس الإسناد وهو: أن يروي عمن لقيه ما لم يسمعه منه، أو عمن عاصره ولم يلقه، موهما أنه قد سمعه منه.

    إذا أخذنا بالتعريف الثاني لتدليس الإسناد حيث فيه الملاقاة والمعاصرة الذي ذكر في اختصار علوم الحديث فيدخل فيه المرسل الخفي، وهناك من العلماء من عد الإرسال الخفي تدليس كابن الصلاح.

    هل نقول أن التعريف الأول هو الأدق لتدليس الإسناد؟






    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    تدليس الإسناد:
    بأن يروي عمن عاصره ما لم يسمعه منه موهماً سماعه قائلا : قال فلان، أو عن فلان ونحوه وربما لم يسقط شيخه وأسقط غيره ضعيفا أو صغيرا تحسينا للحديث.

    وهناك تعريف آخر لتدليس الإسناد وهو: أن يروي عمن لقيه ما لم يسمعه منه، أو عمن عاصره ولم يلقه، موهما أنه قد سمعه منه.

    إذا أخذنا بالتعريف الثاني لتدليس الإسناد حيث فيه الملاقاة والمعاصرة الذي ذكر في اختصار علوم الحديث فيدخل فيه المرسل الخفي، وهناك من العلماء من عد الإرسال الخفي تدليس كابن الصلاح.

    هل نقول أن التعريف الأول هو الأدق لتدليس الإسناد؟

    هذا الاختلاف راجع إلى الاصطلاح كما أشرتم بارك الله فيكم، فالحافظ ابن حجر جعل الفرق بينهما السماع من الشيخ، فخص الإرسال الخفي بالراوي الذي عاصر الشيخ ولم يلقه، أو لم يسمع منه.
    وخص التدليس بالراوي الذي له من شيخه سماع في الجملة.
    وبطبيعة الحال: الخلاف راجع للاصطلاح لا إلى حقيقة الأمر، فالحكم فيهما سواء، فكلاهما لم يتصل.
    وغيره من أهل العلم يتجوَّز في هذا؛ ويطلق على الكل: (تدليسًا).

    إذًا: تدليس الإسناد أو السماع هو:
    (أن يروي الراوي
    -الذي عُرف بالتدليس- عن بعض من لقيه وأخذ منه، أو لقيه ولم يسمع منه -على اختلاف في هذه الصورة كما تقدم-؛ حديثًا لم يسمعه منه؛ وإنما تحمله بواسطة عنه؛ موهمًا أنه سمعه منه؛ حيث يُورده بلفظ مُحتمل؛ يُوهم الاتصال ولا يقتضيه؛ قائلًا: (قال فلان)، أو: (عن فلان)، أو: (أنَّ فلان قال)، أو: (حدَّث فلان)، ونحوه.

    والمراد بالصيغة المحتملة: الصيغ التي لا تستلزم الاتصال ولا تقتضيه مثل: (عن - قال - أنَّ)، كما لا تستلزم الانقطاع ولا تقتضيه، وتوهم السماع.

    والمراد بتوهم السماع: عدم تعمد التصريح بالسماع، لأن هذا لا يخلو من حالين:
    1 - يكون كاذبًا؛ فترد روايته، وهذا يسمى سارق أو كاذب، ولا يسمى مدلس.
    2 - أن يصرح بالسماع ناسيًا أو مخطئًا أو شاكًا أو متوهمًا السماع، وهذا يسمى غافل أو سيء الحفظ أو مختلط.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •