تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 51

الموضوع: (الصفات الفعلية)

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (هذه الكلمة كلمة استعانة لا كلمة استرجاع وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع ويقولها جزعًا لا صبرًا). [الاستقامة: (2/ 81)، والفتاوى الكبرى: (2 / 390)].
    المبحث الثالث: دلائل (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله )) العقدية:
    إنَّ هذه الكلمة العظيمة التي سبق ذكر بعض فضائلها وبيان شيء من ميزاتها ومحاسنها ذاتُ دلالات عميقة ومعان جليلة تشهد بحسنها، وتدل على كماله وعظم شأنها وكثرة عوائدها وفوائدها.
    وإنَّ أحسن ما يستعان به على فهم دلالاتها ومعرفة معانيها ومقاصدها قولُ النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه:" ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول:لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فيقول الله عز وجل: أسلم عبدي واستسلم" .
    وقد روى ابن عبد الهادي في كتابه " فضل لا حول ولا قوة إلاّ بالله " بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((من قال بسم الله فقد ذكر اللهَ، ومن قال الحمد لله فقد شكر الله، ومن قال: الله أكبر فقد عظّم اللهَ، ومن قال: لا إله إلاّ الله فقد وحّد الله، ومن قال:لا حول ولا قوة إلاّ بالله فقد أسلم واستسلم وكان له بها كنزٌ من كنوز الجنة )) .
    وروي عن ابن عمر أنَّه قال: (( سبحان الله هي صلاة الخلائق، والحمد لله كلمة الشكر، ولا إله إلاّ الله كلمة الإخلاص، والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، قال الله تعالى: أسلم واستسلم)) .
    فهي كلمة إسلام واستسلام، وتفويض وتبرّؤ من الحول والقوّة إلاّ بالله، وأنَّ العبد لا يملك من أمره شيئاً، وليس له حيلةٌ في دفع شر، ولا قوةٌ في جلب خير إلاّ بإرادة الله تعالى ، فلا تحوّل للعبد من معصية إلى طاعة، ولا من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقصان إلى كمال وزيادة إلاّ بالله، ولا قوة له على القيام بشأن من شؤونه، أو تحقيق هدفٍ من أهدافه أو غاية من غاياته إلاّ بالله العظيم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فأزمّةُ الأمور بيده سبحانه، وأمور الخلائق معقودةٌ بقضائه وقدره، يصرفها كيف يشاء ويقضي فيها بما يريد، ولا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، فما شاء كان كما شاء في الوقت الذي يشاء، على الوجه الذي يشاء من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدّم ولا تأخر، له الخلق والأمر، وله الملك والحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة والفضل ،وله الثناء الحسن، شملت قدرته كلَّ شيء، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ،{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} ، ومن كان هذا شأنه فإنَّ الواجب الإسلامُ لألوهيته والاستسلام لعظمته، وتفويض الأمور كلِّها إليه، والتبرّؤُ من الحول والقوة إلاّ به، ولهذا تعبّد الله عباده بذكره بهذه الكلمة العظيمة التي هي باب عظيم من أبواب الجنة وكنز من كنوزها.
    فهي كلمة عظيمةٌ تعني الإخلاص لله وحده بالاستعانة، كما أنَّ كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله تعني الإخلاص لله بالعبادة، فلا تتحقق لا إله إلاّ الله إلاّ بإخلاص العبادة كلِّها لله، ولا تتحقق لا حول ولا قوة إلاّ بالله إلاّ بإخلاص الاستعانة كلِّها لله، وقد جمع الله بين هذين الأمرين في سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن، وذلك في قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالأوّل تبرّؤٌ من الشرك، والثاني تبرّؤٌ من الحول والقوّة، وتفويضٌ إلى الله عز وجل، والعبادة متعلّقة بألوهية الله سبحانه، والاستعانة متعلّقة بربوبيّته، العبادة غاية، والاستعانة وسيلة، فلا سبيل إلى تحقيق تلك الغاية العظيمة إلاّ بهذه الوسيلة: الاستعانة بالله الذي لا حول ولا قوة إلاّ به.
    ويمكن أن نلخص الدلالات العقدية لهذه الكلمة العظيمة في النقاط التالية:
    1 – أنَّها كلمة استعانة بالله العظيم، فحريٌّ بقائلها والمحافظ عليها أن يظفر بعون الله له وتوفيقه وتسديده.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (( وقول " لا حول ولا قوة إلاّ بالله " يوجب الإعانةَ؛ ولهذا سنّها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذّن: حيّ على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
    وقال المؤمن لصاحبه:{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شيء، فقوله:ما شاء الله، تقديره: ما شاء الله كان، فلا يأمن؛ بل يؤمن بالقدر ويقول: لا قوّة إلاّ بالله، وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه المتفق عليه ،أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"هي كنز من كنوز الجنة" والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع؛ وذلك أنَّها تتضمن التوكل والافتقار إلى الله تعالى.
    ومعلوم أنَّه لا يكون شيء إلاّ بمشيئة الله وقدرته، وأنَّ الخلق ليس منهم شيء إلاّ ما أحدثه الله فيهم، فإذا انقطع طلب القلب للمعونة منهم وطلبها من الله فقد طلبها من خالقها الذي لا يأتي بها إلاّ هو، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} وقال تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} وقال تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال تعالى:{قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} .
    وقال صاحب يس:{أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ولهذا يأمر الله بالتوكل عليه وحده في غير موضع، وفي الأثر: من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده)) .
    ولهذا ورد في السنة مشروعية قول هذه الكلمة عند خروج المسلم من منزله لقضاء أموره الدينية أو الدنيوية استعانةً بالله واعتماداً عليه، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قال – يعني إذا خرج من بيته – بسم الله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، يقال له: كفيت، ووقيت، وهديت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي " رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
    ولهذا أيضاً جعل بعض أهل العلم هذه الكلمة في مستهل ومفتتح مؤلفاتهم طلباً للإعانة من الله عز وجل كما في مقدمة صريح السنة للطبري، والأربعين في دلائل التوحيد للهروي، والصفات للدار قطني وغيرها.
    2 - تضمنها الإقرار بربوبيّة الله وأنَّه وحده الخالق لهذا العالم، المدبّر لشؤونه، المتصرف فيه بحكمته ومشيئته، لا يقع شيءٌ في هذا العالم من حركة أو سكون، أو خفض أو رفع، أو عز أو ذل، أو عطاء أو منع إلاّ بإذنه، يفعل ما يشاء ولا يُمانع ولا يُغالب، بل قد قهر كلَّ شيء، ودان له كلُّ شيء، كما قال تعالى:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، وقال تعالى:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} ، وقال تعالى:{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} ، فالقائل لتلك الكلمة مقرٌّ بهذا،مذعن به، معترف أنَّ أموره كلَّها بيد ربّه ومليكه وخالقه لا قدرة له على شيء ولا حول ولا قوة إلاّ بإذن ربّه ومولاه، وبتوفيق سيّده ومليكه، ولهذا إليه يلجأ، وبه يستعين، وعليه يعتمد في كلِّ أحواله وفي جميع شؤونه.
    3 – تضمنها الإقرار بأسماء الله وصفاته، إذ القائل لهذه الكلمة ـ ولا بد ـ مقرٌّ بأنَّ المدعو المقصود الملتجأ إليه بهذه الكلمة غنيٌّ بذاته، وكلُّ ما سواه فقيرٌ إليه، قائم بذاته وكلُّ ما سواه لا يقوم إلاّ به، قديرٌ لذاته وكلُّ ما سواه عاجز لا قدرة له إلاّ بما أقدره، متصف بجميع صفات الكمال ونعوت العظمة والجلال، وكلُّ ما سواه ملازمه النقص، وليس الكمال المطلق إلاّ له سبحانه وتعالى، فلعظمة أسمائه وكمال نعوته وصفاته استحق أن يقصد وحده، وأن لا يلجأ إلاّ إليه.
    4 – وفي هذا دلالةٌ وإشارة إلى التلازم بين التوحيد العلمي بقسميه: توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، والتوحيد العملي الذي هو توحيد الألوهية.
    فإنَّ العبد إذا أقرّ بربوبية الله وكماله في أسمائه وصفاته فإنَّ ذلك يستلزم أن لا يلجأ إلاّ إليه، ولا يقصد أحداً سواه، وإن لم يفعل ذلك فإنَّه لا يكون موحداً بمجرد إقراره بربوبيّة الله وإيمانه بأسماء الله وصفاته، فلو أقرّ بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزهه عن كلِّ ما ينزه عنه، وأقرّ بأنه وحده خالق كلِّ شيء لم يكن من أهل الإيمان والتوحيد ما لم يشهد أنَّه لا إله إلاّ الله، ويعمل بمقتضى ذلك فلا يعبد إلاّ إيّاه، ولا يتوكل إلاّ عليه، ولا يعمل إلاّ لأجله.
    5 – تضمنها الإقرار بألوهية الله، وأنَّه وحده المعبود بحق ولا معبود بحق سواه، وذلك في قوله (( إلاّ بالله )).
    والله معناه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: (( ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين )) ، وقد جمع رضي الله عنه في هذا التفسير بين ذكر الألوهية وهي الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم فهو سبحانه المألوه المعبود المرجو المطاع الذي لا يستحق العبادة أحدٌ سواه، وبين وصف العبد وهو العبودية؛ إذ إنَّ عباد الله هم الذين يعبدونه ويألهونه ويقومون بطاعته وحده لا شريك له.
    ثم إنَّ هذا الاسم مستلزمٌ لجميع أسماء الله الحسنى دالٌ عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين له، ولهذا كان من خصائص هذا الاسم أنَّ الله جلّ وعلا يضيف سائر الأسماء إليه كقوله:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ويقال: العزيز الحكيم الرحيم من أسماء الله، ولا يقال الله من أسماء الرحمن، فلهذا الاسم شأنه ومكانته وخصائصه.
    قال ابن منده – رحمه الله -: (( فاسم الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلْقَه أن يتسمّى به أحدٌ من خلقه، أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أوّلَ الإيمان، وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتتح الفرائض وتنعقد الأيمان، ويستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره )) .
    6 – تضمنها الإيمان بقضاء الله وقدره، ولهذا ترجم لها الإمام البخاري في كتاب القدر من صحيحه بقوله: (( باب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله ))، ودلالة هذه الكلمة على الإيمان بالقدر ظاهرة؛ إذ فيه تسليم العبد واستسلامه وتبرّؤه من الحول والقوة، وأنَّ الأمورَ إنَّما تقع بقضاء الله وقدره.
    قال ابن بطال: (( كان عليه [الصلاة و]السلام معلِّماً لأمته فلا يراهم على حالة من الخير إلاّ أحبّ لهم الزيادة، فأحبّ للذين رفعوا أصواتهم بكلمة الإخلاص والتكبير أن يضيفوا إليها التبرّي من الحول والقوّة فيجمعوا بين التوحيد والإيمان بالقدر )) .
    7 – أنّ فيها معنى الدعاء الذي هو روح العبادة ولبُّها، وقد ذكر الإمام البخاري – رحمه الله – في كتاب الدعوات من صحيحه باباً بعنوان: (( باب قول لا حول ولا قوّة إلاّ بالله))، فهي من جملة الأدعية النبوية النافعة المشتملة على معاني الخير وجوامع الكلم.
    8 – أنَّ فيها الإيمان بمشيئة الله النافذة، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنّ مشيئة العبد تحت مشيئة الله، كما قال الله تعالى:{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} فلا قدرة للعبد على القيام بما يشاء من الخير وما يريده من المصالح إلاّ أن يشاء الله، قال الله تعالى:{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} .
    9 – أنَّ فيها الإقرارَ من العبد بفقره واحتياجه إلى ربّه في جميع أحواله وكافة شؤونه، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} .
    وقد بيّن الله سبحانه في هذه الآية الكريمة أنّ فقر العباد إليه أمر ذاتي لهم لا ينفك عنهم، وهو ثابتٌ لهم لذواتهم وحقائقهم من كلِّ وجه، لا غنى لهم عن ربّهم وسيّدهم طرفة عين ولا أقلّ من ذلك.
    قال ابن القيم – رحمه الله -: (( اعلم أنَّ كلَّ حي – سوى الله – فهو فقيرٌ إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضرّه، والمنفعة للحيّ من جنس النعيم واللذّة، والمضرّة من جنس الألم والعذاب، فلا بد من أمرين: أحدهما هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع به ويتلذذ به، والثاني هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود والمانع لحصول المكروه والدافع له بعد وقوعه.
    فهاهنا أربعة أشياء: أمر محبوب مطلوب الوجود، والثاني أمر مكروه مطلوب العدم، والثالث الوسيلة إلى حصول المحبوب، والرابع الوسيلة إلى دفع المكروه، فهذه الأمور الأربعة ضرورية للعبد، بل ولكلِّ حي سوى الله، لا يقوم صلاحه إلاّ بها.
    إذا عرف هذا فالله سبحانه هو المطلوب المعبود المحبوب وحده لا شريك له، وهو وحده المعين للعبد على حصول مطلوبه، فلا معبود سواه ولا معين على المطلوب غيره، وما سواه هو المكروه المطلوب بعده، وهو المعين على دفعه، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه، وهذا معنى قول العبد{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فإنَّ هذه العبادة تتضمن المقصود المطلوب على أكمل الوجوه، والمستعان هو الذي يستعان به على حصول المطلوب ودفع المكروه، فالأوّل من مقتضى ألوهيّته، والثاني من مقتضى ربوبيّته )) .
    10- أهمية الارتباط بالله في جميع الأمور الدينية والدنيوية ،وإذا صح هذا الأمر من العبد قوي يقينه وزاد إخلاصه وعظمت ثقته بالله ،والمؤمن الصادق يصحبه هذا الأمر في كلِّ أحواله وجميع شؤونه، فهو في صلاته وصيامه وحجه وبره وغير ذلك من أمور دينه يطلب الحولَ والقوّة على تحقيق ذلك والقيام به وتتميمه من الله تعالى، وفي جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه يطلب الحول والقوة على تحصيل ذلك ونيله من الله تبارك وتعالى، فهو معتمد على الله في جلب حوائجه وحظوظه الدنيوية ودفع مكروهاته ومصائبه، ومعتمد على الله في حصول ما يحبّه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغير ذلك.
    11 – أنّ فيها رداًّ على القدريّة النفاة، الذين ينفون قدرة الله ويجعلون العبد هو الخالق لفعل نفسه دون أن يكون لله عليه قدرة، فقول العبد (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله )) فيه إثبات القدرة والمشيئة لله، وأنّ حول العبد وقوّته إنَّما يكون بالله، ولهذا كانت هذه الكلمة متضمنةً الردّ على القدريّة النافين لذلك.
    قال ابن بطال: (( هذا بابٌ جليل في الردّ على القدرية؛ وذلك أنَّ معنى لا حول ولا قوة إلاّ بالله أي: يخلق الله له الحول والقوّة وهي القدرة على فعله للطاعة أو المعصية كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنَّ الباري تعالى خالق لحول العبد وقدرته على مقدوره، وإذا كان خالقاً للقدرة فلا شك أنَّه خالق للشيء المقدور)) .
    12 – أنَّ فيها رداًّ على الجبرية النافين لمشيئة العبد وقدرته القائلين بأنَّ الإنسان مجبور على فعل نفسه، وأنَّه كالورقة في مهب الريح لا حول له ولا قدرة،فقول (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ))متضمنٌ إبطال ذلك وتكذيبه، وذلك لتضمنها إثبات القوّة والحول للعبد، وأنَّ ذلك إنَّما يقع له بمشيئة الله وقدرته{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} .
    فهذه بعض دلالات هذه الكلمة العظيمة، وشيء من معانيها الجليلة الدالة على رفعة مكانتها وعظم شأنها وكثرة فوائدها وعوائدها والله تعالى أعلم.
    المبحث الرابع: في التنبيه على بعض المفاهيم الخاطئة حول (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ))
    مر معنا في المباحث السابقة معنى هذه الكلمة العظيمة وشيء من فضائلها، وذكر جملة من دلائلها العقدية، وسيكون الحديث في هذا المبحث عن ذكر بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذه الكلمة سواء في لفظها أو في معناها.
    1 – فمن ذلك أنَّ من الناس من يخطئ في استعمال هذه الكلمة فيجعلها كلمة استرجاع ولا يفهم منها معنى الاستعانة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (( وذلك أنّ هذه الكلمة ( أي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ) هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع، وكثيرٌ من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعاً لا صبراً )) .
    2– ومن ذلك ما حكاه بعض أهل اللغة أنّه يقال فيها ((لا حيل ولا قوّة إلاّ بالله)) .
    قال النووي – رحمه الله: (( وحكى الجوهري لغةً غريبة ضعيفة أنَّه يقال لا حيل ولا قوّة إلاّ بالله بالياء ،وقال الحيل والحول بمعنى )) .
    3 – ومن ذلك اختصار بعض العوام لها عند نطقها بقولهم ((لا حول الله ))، وهذا من الاختصار المخلِّ، مع ما فيه من الغفلة عن كمال الأذكار الشرعية في مبانيها ومعانيها.
    وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – عن ذلك فقال: (( كأنّهم يريدون (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله )) فيكون الخطأ فيها في التعبير، والواجب أن تعدل على الوجه الذي يراد بها فيقال (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)) .
    4 – ومن ذلك تحريف معناها عن غير وجهه وصرف دلالاتها عن مقصودها بالتأويلات البعيدة والتحريفات الباطلة، كقول يحيى بن ربيع الأشعري (( فإنَّها – أي كلمة لا حول ولا قوّة إلاّ بالله – توقف على كلِّ جهة ما يليق بها، وتجعل للعبد قدرة كسبية حالية، وتجعل الإسناد للرب سبحانه وتعالى عن كلِّ شريك في ذاته وصفاته وأفعاله، وتثبت الاقتدار من العبد، وتثبت أحوالاً بلا واسطة وقدرة في جبر، وهذا من الحُكْم العجيب جاءهم ليوافق قوله لا حول ولا قوّة إلاّ بالله على نصّها من غير تأويل )) .
    قلت: بل هو عين التأويل الباطل، حيث جعل هذه الكلمة دالة على قول الأشاعرة بأنَّ العبد له قدرة غير مؤثرة يسمونها الكسب، ومحصل ذلك تقرير قول الجبرية القائلين بنفي القدرة عن العبد؛ إذ لا فرق بين من يثبت للعبد قدرة غير مؤثرة، وبين من ينفي قدرته أصلاً، ولهذا صرح هنا بأنَّها (( قدرة في جبر )) لأنَّها قدرة غير مؤثرة، وغاية ذلك أنَّ العبد مجبور على فعل نفسه كقول الجهمية سواء، والله أعلم.
    http://majles.alukah.net/t4429/

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    166

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام البجائي مشاهدة المشاركة
    أما قضية التفويض و قول القائل نثبت المعنى و نفوض الكيف فسفسطة لاغير فليس ثم إلا لفظ و معنى و الكيف المتوهم جزء من المعنى فمن أثبت المعنى أثبت معه الكيف ولا بد و من فرق في الكيف فقد فرق في المعنى .
    صفة النزول كمثال
    لو قال القائل ينزل الله جل و علا نزولا يليق بجلاله و عظيم سلطانه لصدق و بر , لكن قوله (ينزل بذاته) و (ينزل حقيقة) مجاوزة في الحد و تعدي على النص . ثم يقال لهذا القائل هل نزول الله بانتقال أم لا ؟ فإن قال نعم تعدى و اعتدى وإن قال لا قلنا لا يعرف نزول بغير انتقال فإن قال هذا في المخلوقات لا في الخالق و أنا أثبت نزولا بلا انتقال قلنا هذا عين التفويض .




    الْقَوْلُ فِي الصِّفَاتِ كَالْقَوْلِ فِي الذَّاتِ; فنحن نعلم أن للّه عزّ وجلّ ذاتاً، ونعلم معنى كلمة ذات (في حقّ الله عزّ وجل)،لكن لا نعلم كيفيتها، وكذلك الْعِلْمُ بِكَيْفِيَّةِ الصِّفَةِ يَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ بِكَيْفِيَّةِ الْمَوْصُوفِ.
    وكما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن الاستواء، قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة).


    مثل في إثبات المعنى ونفى التفويض:


    أننا نؤمن أنّ للهّ يَديْن لقوله سبحانه (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) بلا كيف .. وأنهما صفتان لذاته سبحانه ~هذا إثبات معنى~. ولا نقول إنا لا نعلم معنى (يَدان ) كما تقوله المفوضة.

    وفي صفة النزول، نؤمن أنّ الله عزّ وجل ينزل بذاته نزولا يليق به، ولا يخلو منه العرش، كما قال الامام أحمد رضي الله عنه. والى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
    الرَّد على الزَّنادقة والجهمية لللإمام أحمد بن محمد بن حنبل:
    http://www.ajurry.com/vb/attachment....8&d=1370176387

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    هل ( تبديل سيئات التائبين حسنات ) و ( نفي التعذيب قبل بعث رسول ) صفات فعلية؟ فنتعامل معها بنفس الآداب؟ يعني تماما مثلما نتعامل مع صفات الاستواء والرحمة والمحبة ونفي الظلم؟ نفس الآداب أقصد لا نسأل كيف ( كيف يبدل - كيف يوقف التعذيب ) ولا نستشكل ويكون في أنفسنا شيء تجاه أفعال الله سبحانه ( يعني لا نطرح تساؤلات مثل كيف يجعل من أذنب مثل من لم يذنب - وكيف انسان يلقى الله مشركا ثم يدخل الجنة ) ولا نصرفها عن المعنى الظاهر الذي يفهمه المخاطب ( المعنى الذي يفهمه لمذنب المنغمس في المعاصي عندما يقرأ نصوص التبديل فيحث نفسه على التوبة ولا ينخذل بحياته التي أضاعها .. , والمعنى الذي يفهمه الحريص طالب الحق الذي أمضى حياته على فعل خطأ .. ثم علم .. فكاد يموت من الخوف والرعب لا يكاد يستجمع شتات ذهنه ليستغفر .. لكنه عندما يقرأ نصوص الإعذار تهدأ نفسه وتطمئن ويحسن الظن بربه ) ... أليس صرف التبديل والإعذار عن هذه المعاني هو مثل تأويل المحبة والرحمة عن معانيها ؟

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    هل ( تبديل سيئات التائبين حسنات ) و ( نفي التعذيب قبل بعث رسول ) صفات فعلية؟ فنتعامل معها بنفس الآداب؟ يعني تماما مثلما نتعامل مع صفات الاستواء والرحمة والمحبة ونفي الظلم؟ نفس الآداب
    جزاك الله خيرا اخى الكريم سامي يمان سامي -نعم ينظر بنفس الآداب وهى تعلق الصفات الفعلية بالحكمة البالغة- يقول ابن القيم: ومن تأمل سريان آثار الأسماء والصفات في العالم تبين له أن مصدر قضاء هذه الجنايات من العبيد وتقديرها هو من كمال الأسماء والصفات، والأفعال، إلى أن قال: فله في كل ما قضاه وقدره الحكمة البالغة والآيات الباهرة-وأكمل الناس عبودية هو المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر، كمن يحجبه التعبد باسمه (القدير) عن التعبد باسمه (الحليم) و (الرحيم) أو يحجبه التعبد باسمه (المعطي) عن عبودية اسمه (المانع) أو عبودية اسمه الرحيم، العفو الغفور عن عبودية اسمه المنتقم الجبار مثلاً إلى أن قال: هذه طريقة الكمل من السائرين----من آثار الأسماء الحسنى والصفات العلى تلك المعاني التي يجدها العبد في عبوديته القلبية التي تثمر التوكل على الله والاعتماد عليه وحفظ جوارحه وخطرات قلبه وضبط هواجسه حتى لا يفكر إلا في مرضاته يرضى لله ويحب لله وفي الله، به يسمع وبه يبصر ومع ذلك هو واسع الرجاء وحسن الظن بربه وهما أثران من آثار معرفته لجوده وكرمه وبره وإحسانه، وإنه عفو يحب العفو وإنه واسع الرحمة.--هكذا يظهر جلياً آثار أسمائه العفو الغفار التواب الحليم اللطيف، وأن الذي تقتضيه حكمته سبحانه أنه يقدر الأرزاق والآجال وغيرها لحكمة يعلمها ولا يعلمها غيره، لأنه لا يفعل ما يفعل ولا يقدر إلا لحكمة، وكذلك تقدير الذنوب والمعاصي. إنما يقدرها ويبتلي بها عباده لحكمة خفية ولطيفة.
    ولعل من الحكم في تقديرها - والله أعلم- حبه تعالى لعبودية التوبة والإنابة، والقضاء على داء الإعجاب والكبر والأنانية ليعرف العبد قدر نفسه وأنه ليس بشيء إلا بالله وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله، ولو لم يحفظه لهلك في يد عدوه (الشيطان) وإن لم تدركه رحمة ربه لبقي أسيراً في قبضة عدوه، ولكن الله اللطيف الغفار هو الذي ينقذه ويخلصه من الأسر إذا قرع بابه
    أقصد لا نسأل كيف ( كيف يبدل - كيف يوقف التعذيب ) ولا نستشكل ويكون في أنفسنا شيء تجاه أفعال الله سبحانه ( يعني لا نطرح تساؤلات مثل كيف يجعل من أذنب مثل من لم يذنب - وكيف انسان يلقى الله مشركا ثم يدخل الجنة )
    أهل السنة والجماعة يثبتون التعليل في أفعال الله - عز وجل -، وأن أفعال الله سبحانه وتعالى الكونية وأوامره الكونية والشرعية كلها مرتبطة بحكم عظيمة كما قال سبحانه {حكمة بالغة فما تغن النذر} -- يقول الشيخ صالح ال الشيخ-أن الله سبحانه وتعالى يفعل الفعل لعلة، ويأمر بالأمر لعلة.
    وهذه العلة هي حكمته - عز وجل - لإيجاد ذلك الشيء.
    وهذا في الأمور الكونية وفي الأمور الشرعية.
    فما أحدثه الله - عز وجل - في ملكوته أمرا فحدث فله حكمة - عز وجل - من إيجاده.
    وما أمر الله - عز وجل - به في الشرع من الأحكام التشريعية أو نهى عنه فهو لعلة.
    فالله سبحانه يأمر في الشرع بما مصلحته راجحة أو تامة، وينهى في الشرع عن ما مفسدته تامة أو راجحة.
    فإذا أهل السنة والجماعة يثبتون التعليل في أفعال الله - عز وجل -، وأن أفعال الله سبحانه وتعالى الكونية وأوامره الكونية والشرعية كلها مرتبطة بحكم عظيمة كما قال سبحانه {حكمة بالغة فما تغن النذر}[القمر:5].
    إذا تبين ذلك ففي القرآن إثبات أفعال الله - عز وجل - معللة، وتنزيه الله - عز وجل - عن أن يفعل الفعل لا لعلة كما قال سبحانه {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين(16) لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين(17) بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}[الأنبياء:16-18].
    وقال أيضا - عز وجل - للسموات والأرض {ما خلقناهما إلا بالحق}[الدخان:39]، وقال - عز وجل - {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير}[الحج:62]، وفي الأشياء الشرعية -الأوامر والنواهي- الأدلة على التعليل كثيرة جدا جدا.
    المقصود من هذا أن الله سبحانه وتعالى إذا كانت أفعاله معللة، فأفعاله - عز وجل - لم يفعلها في مخلوقاته مباشرة دون وسائط؛ بل جعل الله - عز وجل - إيصال الفعل إلى نهايته منوطا بأسباب، وكل سبب يحدث مسببا.
    ولهذا قال أهل السنة بإثبات التعليل في أفعال الله - عز وجل - والأسباب.--
    لا نطرح تساؤلات مثل كيف يجعل من أذنب مثل من لم يذنب - وكيف انسان يلقى الله مشركا ثم يدخل الجنة
    ---يقول الشيخ بن عثيميين- ردا على السفارينى فى قوله-جاز للمولى يعذب الورى من غير ما ذنب ولا جرم جرى
    قولاً باطلاً مخالفاً للكتاب والسنة، ومخالفاً لما تقتضيه أسماء الله وصفاته، وأما التعليلان المذكوران فهما أيضاً غير صحيحين بالنسبة لهذه المسالة؛ لأنه إذا قال: كل فعل من أفعال الله فهو جميل، قلنا: لا جميل في تعذيب المطيع، وإذا قال: لأنه عن فعله لا يسأل، قلنا: هذا في منع السبب المقتضي للثواب أو العقاب، فإذا هدى شخصاً وأضل شخصاً فإنه لا يسأل، لكن إذا وجد الضلال أو الهدى فإنه لابد أن يترتب عليهما مقتضاهما من ثواب في الهدى، وعقاب في الضلال.
    ثم قال المؤلف رحمه الله:
    فإن يثب فإنه من فضله وإن يعذب فبمحض عدله
    (إن يثب) يعني إن يثب المطيع فإنه من فضله، وهذا صحيح؛ فهو سبحانه إذا أثاب المطيع فإن ذلك فضله، ولكن هذا الفضل أوجبه الله على نفسه، وإذا كان الله أوجبه على نفسه فلا يمكن أن يتخلف هذا الموجب، ولهذا فإن قول المؤلف: (فإن يثب فإنه من فضله) حق وصدق، فإن الله إن يثب فهو من فضله، بل إن الله عز وجل يثيب على العمل أكثر من العمل، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فعشر الأمثال ثابتة وما زاد فهو نافلة وهو فضل الله عز وجل.
    ونحن نسلم بهذا ولكننا نقول: هذا الفضل كان واجباً على الله بإيجابه إياه هو على نفسه سبحانه وتعالى، فهو الذي أوجب على نفسه أن يثيب المطيع، وإذا كان لكرمه عز وجل أوجب على نفسه أن يثيب المطيع فإن هذا الإيجاب لن يتخلف، لأنه لو تخلف - وحاشاه من ذلك - لكان مخلفاً للميعاد، والله عز وجل لا يخلف الميعاد، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ) (فصلت: الآية 46) ، وقال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (الزلزلة: 7)) فلابد أن يوجد هذا الذي وعد الله به.
    ثم إن الله يثبت فإنه من فضله، سواء أثاب المطيع على عمله بالطاعة، أو عفا عن المجرم، فإن عفوه عن المجرم يعتبر إثابة؛ لأن ترك العقوبة إحسان، وإذا عفا عن المجرم فهو بفضله، والعفو عن المجرم محتمل إلا إذا كان الإجرام شركاً، ودليله قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: الآية 48) .
    وقوله: (وإن يعذب فبمحض عدله) وهذا صحيح؛ لأن الله إذا عذب فبعدله، لكن متى يكون العذاب عدلاً؟ نقول: إذا وجد سببه صار عدلاً، أما إذا لم يوجد فإنه يكون ظلماً.
    وظاهر كلام المؤلف: (أن يعذب) مطلقاً، لقوله: (وجاز للمولى يعذب الورى) ولكننا نقول: إن هذا الظاهر إن كان مراداً للمؤلف فهو غير صحيح وإن أراد بقوله (إن يعذب) على الإساءة فهذا صحيح، فإنه إن يعذب على الإساءة فبمحض العدل، لأنه لا يعذب على الإساءة إلا بمثل السيئة، قال تعالى: (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (الأنعام: الآية 160) يعني لو جزي بأكثر لكان ظلماً ولكنهم لا يظلمون.وانظر إلى تمام العدل وتمام الفضل أن السيئة بمثلها لا تزيد، والحسنة بعشر أمثالها، والعدل أن تكون الحسنة بمثلها، أو السيئة بعشر أمثالها، لكن ليتبين فضل الله صارت الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها، ومع ذلك فإن هذه السيئة قابلة للمغفرة، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: الآية 48) أما ثواب الحسنة فهو غير قابل للإسقاط، فإن لم يزد لم ينقص، وهذا أيضاً يظهر به تمام فضل الله عز وجل؛ حيث إن السيئة بسيئة قابلة للعفو، والحسنة بعشر أمثالها غير قابلة للنقص، بل هي باقية، وما زاد على العشر يمكن أن يكون إلى سبعمائة ضعف، بل إلى أضعاف كثيرة.
    إذا قوله: (إن يعذب فبمحض عدله) قول صحيح إن أراد به من أساء، أما إن أراد به - حتى من أحسن - فليس بصحيح؛ لأنه لو عذب المحسن لكان هذا ظلماً، والله عز وجل منزه عن الظلم.
    وقول المؤلف: (إن يعذب فبمحض عدله) أراد بذلك الاحتجاج لقوله، وفي الحقيقة أنه حجة عليه؛ لأننا نقول: التعذيب يكون عدلاً إذا وجد سببه وإذا لم يوجد سببه فليس بعدل[شرح السفارينية]

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    جأهل السنة والجماعة يثبتون التعليل في أفعال الله
    نعم صدقت, وأنا أثبت التعليل والحكمة , إنما أنني لما قرأت السؤالين: "كيف يجعل من أذنب مثل من لم يذنب" ( قرأته في موضوع سابق لك نقلا عن ابن القيم رحمه الله ) , والسؤال الثاني " كيف لا يعذب من لاقاه مشركا" أقرأه دائما في احتجاجات منكري أهل الفترة .. أفهم من هذه الاسئلة الاعتراض على ظاهر تبديل الحسنات سيئات ( في الصفة الأولى ) والاعتراض على ظاهر الإعذار وعدم التعذيب ( في الصفة الثانية ) وليست بحثا عن حكمة وتعليل .. وأتعجب كيف تمر هكذا بدون أن ينكرها أحد .. لأنها فظيعة .. تذكرني بقول الذي قال كيف اسجد له وانا من نار .. أو قول الآخر والله لا يغفر الله لك .. لكن إن كنت تقصد في تساؤلك "كيف يجعل من أذنب مثل من لم يذنب" بحثا عن تعليل وحكمة فالحمدلله زال إشكالي في هذا السؤال .. وبقي إشكالي مع من لا يعذرون بالجهل ..

    هؤلاء ( أي الذين لا يعذرون بالجهل ).. أتعجب كيف الردود عليهم لا تتناسب مع عظم جرمهم .. لماذا لا يتم الرد والإغلاظ عليهم مثل الرد على منكري العلو والاستواء ومأولي الرحمة والمحبة.. بل إنهم يُحاورون ويُجادلون كأنهم غلطوا في مسألة فقهية فرعية .. ولهذا تمادوا وظنوا أنهم على شيء .. لكنهم في الحقيقة تجاوزوا المشبهة .. فإن كان المشبهة ينسبون إلى الرب صفات المخلوقين .. فهؤلاء ينسبون إليه صفة ينزهون عنها المخلوقين .. لو أعطيته مثالا عن مدير في إحدى الدوائر .. تمدح بأنه لا يعاقب على مخالفة قرار إلا بعد أن يصدر هذا القرار .. ثم عاقب موظفا .. ولما سأله الموظف كيف ولم يصلني القرار .. قال المدير نعم اصدرت القرار وكتبته ثم وضعته في الدرج .. وها أنا ذا أعاقبك على مخالفته .. هذه المسألة نستقبحها في المخلوق .. هي ذاتها التي ينسبونها للرب لما ينفون الإعذار ويؤلون المعنى الظاهر من (نفي التعذيب قبل بعث الرسول) .. إنما دخلوا في تفريعات الفطرة وغيرها ونسوا المسألة العظيمة الأهم .. سواء خلق الله الفطرة أم لم يخلقها .. إذا تمدح الرب بصفة فإن تأويلها بعد التمدح أشد وأفظع من نفيها قبل التمدح .. لأنها تجمع نفي الصفة مع نسب الخداع والكذب للرب تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .. لو إنسانا سكت ولم يقل شيء .. لكان قول القائل: هذا الرجل لا يعطي شيئا .. مذمة .. لكن إذا تمدح هذا الإنسان بأنه كريم .. فقال القائل: نعم هو كريم وسيعطيك ألف ريال ثم يسترجعها منك في نفس الوقت .. هذا القول الثاني أفظع من الأول وأذم .. وهذه هي حقيقة قولهم عندما أولوا بعث الرسول وإقامة الحجة الرسالية بشتى التأوليات .. . قولهم شنيع جدا مثل السب والشتيمة .. لكن الرد عليها لم يكن بنفس درجة فظاعة قولهم لهذا تمادوا وفتنوا الناس .. صحيح أنني جاهل ومبتدئ والمفروض ألا أخوض في هذه المسائل .. لكن هذه المسألة " الإعذار بالجهل" مسألة مهمة جدا في عبادتي لربي .. لأنني أعاني من تلبيس عقل وتلبيس نفس وشيطان بصورة لا أجد نظيرها عند أحد .. ولولا أني أعلم أن ربي يعذر بالجهل لما استطعت أن أتحرك خطوة إلى الأمام ولا تجرأت أن أقول كلمة واحدة.. ولقد قرأت عن الخلاف في هذه المسألة الشيء الكثير .. ولقد كنت أحوقل واسترجع وأتوتر جدا عندما أقرأ ردود طلبة العلم كأن الخلاف فيها سائغ ومعتبر .. لماذا لا يراها الناس مثلما أراها؟ .. أنها مسألة صفة لأفعال الرب .. والغلط فيها مثل الغلط في العلو والاستواء ونفي الظلم .. وليست مسألة زيد أو عبيد أشرك ويجب أن يجازى على شركه أو لا يجازى وهل علم زيد أو جهل .. لهذا كان موضوعك فرصة لأطرح تساؤلي وإشكالاتي .. عندي كلام كثير في هذا لكن أتهيب قوله .. لكني أكره جدا .. وأتأزم نفسيا وتتوقف حياتي عندما أقرأ كلاما لأناس ينتسبون إلى العلم والسلف .. ينسبون إلى الرب أفعال أو ينفون عنه أفعال .. ثم أجد أن تطبيق أثر تلك الصفة التي ينسبونها مستحيل على أرض الواقع .. كيف يتحرك الإنسان حركة واحدة إذا كان 1)يعلم أنه إنسان يطرأ عليه الجهل والخطأ ومن ضمنها أفعال الكفر .. ثم 2) يزعم أن ربه لا يعذر بالجهل وفي نفس الوقت 3)يعلم أن مصير الكفر نار جهنم خالدا مخلدا فيها .. كيف يجرؤ على فعل حركة واحدة أو نطق كلمة إذا اجتمعت هذه القواعد في عقله ؟.. حالة مستحيلة! إلا إن كان لا يأخذ تقعيداته التي يسطرها في صفحات النت على محمل الجد ويجعلها مجرد "مدارسة" و "لذة العلم" ..

    أخي كما قلت لك أنا جاهل ومبتدئ .. لكن عندي هذه الأفكار التي سطرتها وكنت أخاف التكلم فيها خوفا من القول على الله بلا علم .. لأنه سبق وأن قلت على الله بلا علم .. وظننت أني أدافع عن دين الله وعن صفات الله .. لكن لاختلاط عقلي بالفلسفة وثقافة الغرب ولغلبة الغرور والعجب بنفسي وقعت في أغلاط شنيعة بل كانت كفرا .. ولما اكتشفتها جاءني وسواس شديد فصرت أخاف أن أتكلم بشيء .. لأن نفسي خدعتني سابقا وصورت لي الكفر والتألي على الله دفاعا عن دين الله وانتصارا للإسلام على العلمانية .. فمالذي يضمن لي أنها لن تخدعني لاحقا وتصور لي كفرا آخر بأنه عقيدة السلف؟ ... ولهذا أنا بين شيئين .. بين استحساني وفرحي بالنتائج التي أصل إليها وأطمئن إليها من قرائتي لعقيدة السلف... وبين الخوف من التصريح بها ( اي النتائج وآثار الصفات ) والعمل بمقتضاها خوفا من الكلام على الله بغير علم .. أنما أقرأ النصوص ( خصوصا نصوص صفات الرب وأفعاله ) وأفهم وأعتقد لكن أخفي في صدري ولا أمحص وأسأل خوفا من الغلط خوفا من التكلم ..حتى السؤال في منتدى أخاف منه لأني أبدأ الكتابة كأني أسأل وينتهي بي الأمر أن أقرر معتقدا .. ثم آتي يوم القيامة أُسأل عنه .. أو قد يضل بسببه من يقرأه .. أو يكون سؤالي فيه شبهة تؤثر في طالب علم وتصرفه عن الحق ..وغيرها من المخاوف .. وهكذا ظللت عشر سنين لوحدي مع أفكاري ومع نفسي والشيطان .. ولك أن تتصور دهاليز الوسواس التي دخلتها .. خوفي ورهبتي من العلم والكلام فيه جعلني انصرف عنه إلى اشياء أخرى انغمست فيها حتى فسد عقلي وفسد القياس وفسدت الفطرة وفسد كل شيء .. .. الآن يجب أن أمحص معتقداتي وأخزي الشيطان.. لأني أعلم يقينا أنه ليس في حياتي أي شيء ذو أهمية إلا هذه المعتقدات في قلبي إن كانت سليمة نجوت .. أخي هل في الكلام الذي قلته عن غلط؟ أو فيه سوء ادب مع الله؟ أو فيه كفر أو معصية؟ أو فيه تأويل أو أي شيء لا يجوز .. لا تبخل على أخيك بأي نصيحة وملاحظة ..

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    أفهم من هذه الاسئلة الاعتراض على ظاهر تبديل الحسنات سيئات ( في الصفة الأولى )
    جزاك الله خيرا اخى الكريم سامي يمان سامي--- الكلام على هذه المسألة استوفينا الكلام عليه على هذا الرابط[تبديل السيئات حسنات]
    والاعتراض على ظاهر الإعذار وعدم التعذيب ( في الصفة الثانية ) وليست بحثا عن حكمة وتعليل
    قد بينا فى مواضيع اخرى ان الاعذار لكمال اوصافه وحكمته سبحانه وتعالى وانه جل وعلا تمدح بكمال الإنصاف ، وأنه لا يعذب حتى يقطع حجة المعذب بإنذار الرسل في دار الدنيا ، لأن ذلك الإنصاف الكامل ، والإعذار الذي هو قطع العذر علة لعدم التعذيب ، فلو عذب إنسانا واحدا من غير إنذار لاختلت تلك الحكمة التي تمدح الله بها ، ولثبتت لذلك الإنسان الحجة التي أرسل الله الرسل لقطعها ، كما بينه بقوله : رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل الآية [ 4 \ 165 ] ، وقوله : ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ----يقول ابن القيم رحمه الله : والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل. -و يقول ابن القيم رحمه الله :
    " فهو يحب أن يُعذَر على عقاب المجرمين المخالفين لكتبه ورسله ، ولا يلام على ذلك ، ولا يذم عليه ، ولا ينسب فيه إلى جور ولا ظلم ، كما يحب أن يُحمد على إحسانه وإنعامه وأياديه عند أوليائه وأهل كرامته . وحمده متضمن هذا وهذا ، فهو محمود على عدله في أعدائه وإحسانه إلى أوليائه ، كما قال تعالى : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الزمر/75 ، فأخبر عن حمد الكون أجمعه له عقيب قضائه بالحق بين الخلائق ، وإدخال هؤلاء إلى جنته وهؤلاء إلى ناره ، وحذف فاعل الحمد إرادة لعمومه وإطلاقه ، حتى لا يسمع إلا حامد له من أوليائه وأعدائه ، كما قال الحسن البصري : لقد دخلوا النار وإن حمده لفي قلوبهم ، ما وجدوا عليه حجة ولا سبيلا ، وهو سبحانه قد أعذر إلى عباده ، وأقام عليهم الحجة " انتهى من " الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة " (4/1496).

    --ويقول بن القيم رحمه الله- أن العذاب يستحق بسببين، أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم إرادتها والعمل بها وبموجبها، والثاني: العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها، فالأول كفر إعراض، والثاني كفر عناد، وأما الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل- .
    وبقي إشكالي مع من لا يعذرون بالجهل ..

    هؤلاء ( أي الذين لا يعذرون بالجهل ).
    . يقول الشيخ صالح آل الشيخ: (وهنا خاض قوم من المعاصرين خوضاً سيئاً في منهج الدعوة، هل كان منهج دعوة الشيخ محمد وأئمة الدعوة هل كانوا يعذرون بالجهل أو لا يعذرون بالجهل؟ ونحو ذلك من الألفاظ، وهذه لم تكن أصلاً عندهم بهذا اللفظ؛ نعذره بالجهل أو لا نعذره، وإنما كانت المسألة مرتبطة بأصل شرعي آخر وهي: هل بلغته الحجة؟ أو لم تبلغه الحجة؟ والحجة المناسبة وغير المناسبة) ا. هـ [محاضرة منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب في العقيدة] ويقول -.فرقٌ بين شرطنا لإقامة الحجة، وبين الامتناع من الحكم بالشرك، من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية، أنه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة، فإن لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله – جل وعلا -.
    هذا تحقيق كلام أهل العلم في هذه المسألة وهي مسألة مشهورة دقيقة موسومة بمسألة العذر بالجهل). [شرح مسائل الجاهلية/ الشريط الرابع] -----------------ويقول الشيخ صالح آل الشيخ: (فإن المتلبس بالشرك يُقال له مشرك سواءً أكان عالما أم كان جاهلاً، والحكم عليه بالكفر يتنوع:

    فإن أُقيمت عليه الحجة؛ الحجة الرسالية من خبير بها ليزيل عنه الشبهة وليُفهمه بحدود ما أنزل الله على رسوله التوحيد وبيان الشرك فتَرَك ذلك مع إقامة الحجة عليه فإنه يُعدّ كافرا ظاهراً وباطناً.
    وأما المعرض فهنا يعامل في الظاهر معاملة الكافر، وأما باطنه فإنه لا نحكم عليه بالكفر الباطن إلا بعد قيام الحجة عليه؛ لأنه من المتقرر عند العلماء أن من تلبس بالزنا فهو زان، وقد يؤاخذ وقد لا يؤاخذ، إذا كان عالماً بحرمة الزنا فزنى فهو مؤاخذ، وإذا كان أسلم للتو وزنى غير عالم أنه محرم فالاسم باق عليه؛ لكن -يعني اسم الزنا باق أنه زانٍ واسم الزنا عليه باق- لكن لا يؤاخذ بذلك لعدم علمه.
    وهذا هو الجمع بين ما ورد في هذا الباب من أقوال مختلفة.
    إذا تمدح الرب بصفة فإن تأويلها بعد التمدح أشد وأفظع من نفيها قبل التمدح .. لأنها تجمع نفي الصفة مع نسب الخداع والكذب للرب تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
    نعم صحيح جزاك الله خيرا----------------------
    الله جل جلاله هو الذي يحكم في خلقه كما أراد، ولا يحتاج لشاهد قد يخطئ أو يقول زوراً، بل سبحانه وتعالى يعلم كل شيء، ولا تخفى عليه خافية لذلك فحكمه الحق والعدل، قال تعالى : ( فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ الله بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) الأعراف : 87 فلم يزل حكيماً قبل أن يحكم، ولا ينبغي ذلك لغيره
    وهو سبحانه وتعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) يخبر تعالى عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ، جليلها وحقيرها ، صغيرها وكبيرها ، دقيقها ولطيفها ، فإنه تعالى يعلم العين الخائنة وإن أبدت أمانة ، ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر، ، وقال تعالى : ( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدً ) الكهف : 26
    فهو سبحانه الحاكم النافذ حكمه في ملكه ؛ الذي لاراد لقضائه , ولا معقب لحكمه وهو الحكم بين عباده , المظهر الحق من الباطل , المنتصف للمظلوم من الظالم , لايقع في وعده ريب, ولا في فعله عيب ,
    الله عز وجل هو الذي يحكم بين عباده بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة ، ولا يحمل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه ويؤدي الحقوق إلى أهلها. فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه . وهو العدل في تدبيره وتقديره، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، فهي كلها بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة . فإنه لا يأخذ إلا بذنب، ولا يعذب إلا بعد إقامة الحجة ، وأقواله كلها عدل، فهو لا يأمر إلا بما فيه مصلحة خالصة أو راجحة. ولا ينهى إلا عما مضرته خالصة أو راجحة وكذلك حكمه بين عباده يوم فصل القضاء، ووزنه لأعمالهم عدل لا جور فيه. قال تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } ------ويقول بن القيم رحمه الله
    وقال أهل السنة والحديث ومن وافقهم: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وهو سبحانه حكم عدل، لا يضع الشيء إلا في موضعه الذي يناسبه ويقتضيه العدل والحكمة والمصلحة، وهو سبحانه لا يفرق بين متماثلين ولا يساوي بين مختلفين، ولا يعاقب إلا من يستحق العقوبة، ويضعها موضعها لما في ذلك من الحكمة، ولا يعاقب أهل البر والتقوى. اهـ.


  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    الحمدلله .. ما أجمل هذا الكلام .. مثل صب الماء البارد على قلب ملتهب .. جعله الله في ميزان حسناتك.

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    الله يسعدك مثلما اسعدتني .. ياخي الذي تكتبه وتنقله يجلب الفرح والسرور والطمأنينة.

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    الله يسعدك مثلما اسعدتني .. ياخي الذي تكتبه وتنقله يجلب الفرح والسرور والطمأنينة.
    بارك الله فيك أخى الكريم سامى يمان سامى
    اسعدك الله في الدارين
    حفظك الله من كل ما يؤرقك
    وانار الرحمن دربك بالايمان
    وشرح صدرك بالقران
    ورفع الله قدرك بين خلقه
    وغفر ذنبك وفرج همك ونفس كربك وابدل عسرك يسرا واتاك سؤلك ورزقك رؤيته وسقاك من حوض نبيه واعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته وثبت قلبك على دينه وصرفه على طاعته ورزقك الله نفسا مطمئنه بلقائه وتقنع بعطائه وترضى بقضائه وجعل عملك صالحا ولوجه خالصا وجعلك من الصفوه الذين يدخلون الجنه بغير حساب ولاعقاب .

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    الله يسعدك مثلما اسعدتني .. ياخي الذي تكتبه وتنقله يجلب الفرح والسرور والطمأنينة.
    أسعدك الله، وبارك الله فيك، وفي الأخ الفاضل: محمد عبداللطيف، ودام بيننا الحب والسرور.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    أسعدك الله، وبارك الله فيك، وفي الأخ الفاضل: محمد عبداللطيف، ودام بيننا الحب والسرور.
    أسعدك الله، وبارك الله فيك أخى الكريم أبو البراء محمد علاوة

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    أسعدك الله، وبارك الله فيك أخى الكريم أبو البراء محمد علاوة
    آمين، وإياكم يالحبيب
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المشاركات
    18

    افتراضي

    نرجو من الإخوة إن رغبوا في المناقشة و التعاون على البر و التقوى أن لا يستكثروا من النقول الطويلة المبسوطة .
    قلنا إن مسألة تعليل أفعال الخالق مسألة أخرى , و الحديث إنما هو عن ما سماه البعض بالصفات ذوات السبب قائلا : إنها متى وجدت أسبابها وجدت , فنرجو من الإخوة أن يجيبوا من يسأل فيقول : أيكون ضحك البارئ جل و علا بإرادته أم بغير إرادته ؟

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام البجائي مشاهدة المشاركة
    أيكون ضحك البارئ جل و علا بإرادته أم بغير إرادته ؟
    يكون بإرادته عِنْدَ وُجُودِ مُقْتَضِيهِ وسببه، وَهُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يَضْحَك مِنْهُ.--عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ ) قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ، قَالَ: (نَعَمْ) ، قُلْتُ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا "و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَضْحَكُ مِنْ إِيَاسَةِ الْعِبَادِ وَقُنُوطِهِمْ ، وَقُرْبِهِ مِنْهُمْ ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَوَ يَضْحَكُ رَبُّنَا؟ قَالَ: (أَيْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّهُ لَيَضْحَكُ) ، قَالَ: فَقُلْتُ إِذًا لَا يَعْدِمُنَا مِنْهُ خَيْرًا إِذَا ضَحِكَ " حسنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، في " مجموع الفتاوى " (3/ 139) ، وحسنه – أيضا – بطرقه : الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (2810) ، وانتصر لذلك ابن القيم بقوة ، قال رحمه الله :
    " هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ جَلِيلٌ ، تُنَادِي جَلَالَتُهُ وَفَخَامَتُهُ وَعَظَمَتُهُ عَلَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِشْكَاةِ النُّبُوَّةِ ، لَا يُعْرَفُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني ، وَرَوَاهُ أَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي كُتُبِهِمْ ، وَتَلَقَّوْهُ بِالْقَبُولِ ، وَقَابَلُوهُ بِالتَّسْلِيمِ وَالِانْقِيَادِ ، وَلَمْ يَطْعَنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِيهِ ، وَلَا فِي أَحَدٍ مِنْ رُوَاتِهِ ...-------------- واعكس عليك السؤال اخى الكريم عصام البجائي هل يضحك الله جل وعلا بلا مقتضى وسبب- وأرجو الاجابة كما أجبتك

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المشاركات
    18

    افتراضي

    لو صح حديث أبي رزين لكان قاضيا لكنه حديث ضعيف و تحسين الألباني بمجموع الطرق فيه ما فيه , قال الألباني في السلسلة الصحيحة
    (2810) : (
    هذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال مسلم غير وكيع بن عدس، ويقال: " حدس " بالحاء بدل العين، قال الذهبي في " الميزان ":" لا يعرف، تفرد عنه يعلى بن عطاء ". وقال الحافظ في " التقريب ": " مقبول ". قلت: يعني عند المتابعة كما نص عليه في المقدمة، وقد توبع كما يأتي.)انتهى كلام الألباني .
    فهذا تضعيف للطريق الأولى المشهورة عن وكيع بن حدس , أما المتابعة فقال الألباني بعد ذلك بأسطر( والآن جاء وقت تخريج المتابع فأقول : رواه عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي - من بني عمرو بن عوف - عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر - قال دلهم: وحدثنيه أبي: الأسود عن عاصم بن لقيط أن لقيطا خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الحديث بطوله في صفحتين كبيرتين، وفيه مرفوعا: " وعلم [الله] يوم الغيث يشرف عليكم، آزلين مشفقين، فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قرب ". قال لقيط: لن نعدم من رب يضحك خيرا. أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (4 / 13) و " السنة " (1120) هكذا، وابن خزيمة في " التوحيد " (122 - 125) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 19 / 211 - 214) وليس لابن خزيمة إسناد دلهم الثاني عن عاصم بن لقيط، وهو للطبراني دون الأول، ولذلك قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10 / 340) : " رواه عبد الله والطبراني بنحوه، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل، ورجالها ثقات، والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط أن لقيطا... ". قلت: وقوله: ".. ثقات "فهو من تساهله الذي عرف به، فإن كلا من عبد الرحمن السمعي ودلهم بن الأسود وأبيه ثلاثتهم لا يعرفون إلا بهذا الإسناد ، وقد صرح الذهبي في " الميزان " في ترجمة دلهم بأنه لا يعرف. وأشار فيه إلى أن الآخرين كذلك، لأنه ليس لهما إلا راو واحد. نعم نقل الحافظ في ترجمةالأسود عن الذهبي أنه قال فيه: " محله الصدق ". ولا أدري وجهه، وقد قال الحافظ فيه وفي كل من الآخرين: " مقبول ". وثلاثتهم تفرد بتوثيقهم ابن حبان(4 / 32 و 6 / 291 و 7 / 71) وهو عمدة الهيثمي في قوله السابق! من أجل ذلك كنت ضعفت هذا الإسناد في حديث الرؤية المشار إليه في الطريق الأولى، ولكنني حسنت متنه لمجموع الطريقين كما تراه مخرجا في " ظلال الجنة " (459) ...) انتهى كلام الألباني . فانظر كيف جعل سلسلة من المجاهيل متابعا لوكيع بن حدس , فالإسناد الثاني الذي عده متابعة إسناد ساقط لا عبرة به, ولبعض المتأخرين طرق عجيبة في التقوية بما يسمونه متابعات و شواهد .
    أما قول ابن القيم فقال الألباني بعد ذلك بأسطر (والخلاصة أن الحديث بمجموع الطريقين حسن عندي، ولعله الذي يعنيه
    ابن تيمية بقوله: " حديث حسن " في " العقيدة الواسطية " بخلاف ابن القيم فقد صحح الحديث بطوله في " زاد المعاد " في (الوفود) وقال: " هذا حديث كبير جليل، تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة.. "! قلت: ثم ذكر من رواه من الأئمة، ولم يعرج على الكلام على أحد من رواته المجهولين، وبمثل ذاك الكلام الخطابي لا تصحح الأحاديث!..) انتهى كلام الألباني.
    أما جوابا على سؤالك أخي فأقول (الله يضحك بإرادته متى شاء وجد السبب أم لم يوجد ) , و الإشكال في مثل هذه الصفات التي يسمونها ذوات الاسباب أن إثبات معانيها المعروفة يؤدي إلى القول بأنها تكون دون إرادة الله فالضحك و الغضب و الرضى صفات انفعالية أي سببها خارج عن إرادة محلها , و كثير من العلماء ينزه الله عن هذا بل بعض هذا مروي عن السلف قال الدارمي في الرد على المريسي : (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أبنا سُفْيَانُ قَالَ: "مَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا فَأَبْغَضَهُ، وَمَا أَبْغَضَ عَبْدًا فَأَحَبَّهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْبُدُ الْأَوْثَانَ وَهُوَ عبد الله ) هذا تصحيف و الصحيح "وهو عند الله سعيد" كما أخرجه أبونعيم فِي الْحِلْية 29/7 قَالَ: حَدثا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا أَحْمد بن عَليّ الْخُزَاعِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن كثير، قَالَ: قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ: "مَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا فَأَبْغَضَهُ، ومَا أبغضه فَأَحَبَّهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْبُدُ الْأَوْثَانَ وَهُوَ عِنْد الله سعيد" و ماقال سفيان هذا إلا تنزيها لله جل وعلا من أن يكون في ملكه ما لا يعلمه .

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    لم تجب على السؤال اخى الكريم عصام البجائى هل صفة الضحك او الغضب او الفرح والرضا والكراهيه والحب والمقت و غيرها من الصفات الفعلية الثابتة يفعلها الله بلا مقتضى وسبب ارجوا الاجابة على السؤال واليك بعض الصفات الفعلية من القرآن حتى لا تحتج بالضعف- -كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ-----كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ قوله: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ -وقولـه تعالى: وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ [النور: 9].
    2- وقولـه: كلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى [طه: 81].
    3- وقولـه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ [الممتحنة: 13].
    · الدليل من السنة:
    1- حديث: ((إنَّ رحمتي غلبت غضبي)) (2) .
    2- حديث الشفاعة الطويل، وفيه: ((إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله...) أيكفيك هذا اخى الكريم عصام البجائى-السؤال أيغضب الله بلا مقتضى وسبب----وقال الحافظ ابن القيم: (والعذاب إنما ينشأ من صفة غضبه، وما سُعِّرت النار إلا بغضبه) (6) .
    وقال الشيخ ابن عثيمين: (غضب الله عزَّ وجلَّ صفة من صفاته الفعلية؛ لأنه يتعلق بمشيئته، وقد سبق لنا القول بأن كل صفة ذات سبب فإنها من الصفات الفعلية وهو حقيقي) ------------حديث: ((لله أفرح بتوبة عبده ... )) وفي لفظٍ: ((أشد فرحاً)) وهو في
    الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وأبي هريرة والنعمان بشير والبراء بن عازب رضي الله عنهم. انظر: البخاري (6308 و 6309) ، ومسلم (4927- 4933) .
    فالله عَزَّ وجلَّ فرحهُ لا يشبه فرح أحد من خلقه؛ لا في ذاته، ولا في أسبابه، ولا في غاياته؛ فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرَّضوا لها، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين.

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المشاركات
    18

    افتراضي

    سبق و أجبتك أخي لا يكون شيء إلا بمشيئة الله و أنا لا أسميها أسبابا فإن الأسباب تؤثر في مسبباتها و تعالى الله عن ذلك . خذ غضبه تعالى مثلا وخذ كفر عباده لما تسميه أنت سببا مثلا , فلا نقول متى حصل الكفر كان الغضب بل الله جل و علا يغضب متى شاء بخلاف العبد الذي لا سلطة له على نفسه . و الغضب إن أثبتناه لله تعالى بهذا المعنى (المتعلق بالمشيئة) صار غير المعنى المعقول من لغة العرب لذلك صار كثير من الأئمة إلى التفويض أو التأويل و هكذا القول في بقية الصفات التي من جنس الغضب .

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام البجائي مشاهدة المشاركة
    سبق و أجبتك أخي لا يكون شيء إلا بمشيئة الله و أنا لا أسميها أسبابا فإن الأسباب تؤثر في مسبباتها و تعالى الله عن ذلك . خذ غضبه تعالى مثلا وخذ كفر عباده لما تسميه أنت سببا مثلا , فلا نقول متى حصل الكفر كان الغضب بل الله جل و علا يغضب متى شاء بخلاف العبد الذي لا سلطة له على نفسه . و الغضب إن أثبتناه لله تعالى بهذا المعنى (المتعلق بالمشيئة) صار غير المعنى المعقول من لغة العرب لذلك صار كثير من الأئمة إلى التفويض أو التأويل و هكذا القول في بقية الصفات التي من جنس الغضب .
    قررنا فى كثير من المواضع بطلان مذهب المفوضة الذين يفوضون علم معاني آيات الصفات ويدعون أن هذا هو مذهب السلف وقد ضلوا فيما ذهبوا إليه، وكذبوا فيما نسبوه إلى السلف، فإن السلف إنما يفوضون علم الكيفية دون علم المعنى، وقد تواترت النقول عنهم بإثبات معاني هذه النصوص إجمالاً أحياناً، وتفصيلاً أحياناً، فمن الإجمال قولهم: " أمروها كما جاءت بلا كيف " ومن التفصيل ما سبق عن مالك في الاستواء.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " درء تعارض العقل والنقل " المعروف باسم " العقل والنقل" 1/16 المطبوع على هامش منهاج السنة 1/201 تحقيق رشاد سالم " وأما التفويض فمن المعلوم أن الله أمرنا بتدبر القرآن، وحضنا على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله". إلى أن قال: " فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة، ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاماً لا يعقلون معناه". قال: " ومعلوم أن هذا قدح في القرآن، والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدى وبياناً للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم، وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقاً لكل شيء وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمر، ونهى، ووعد وتوعد، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر لا يعلم أحد معناه فلا يعقل، ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين، وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع: الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك، لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة، ولا يعلم أحد معناها ومالا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به، فيبقى هذا الكلام سداً لباب الهدى والبيان من جهة الأنبياء، وفتحاً لباب من يعارضهم ويقول : إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء، لأنا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية، والأنبياء لم يعلموا ما يقولون، فضلاً عن أن يبينوا مرادهم، فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد". اهـ كلامه رحمه الله. --وقال الدكتور عبد الله الجبرين في تسهيل العقيدة الإسلامية: مما ينبغي التنبيه عليه هنا أن أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم يؤمنون بأن جميع صفات الله جل وعلا الثابتة في الكتاب والسنة صفات حقيقية، لا مجازية، وقد نقل الحافظ ابن عبد البر الأندلسي المالكي المولود سنة ـ 368هـ ـ إجماع أهل السنة على ذلك، وذكر غير واحد من المتقدمين إجماع السلف على ذلك، فالسلف يعتقدون أن الظاهر المتبادر من لفظ الصفة معنى حقا يليق بجلال الله تعالى فيثبتون المعنى الذي يدل عليه لفظ الصفة الوارد في الكتاب أو السنة، فمثلاً يثبتون المعنى الذي يدل عليه لفظ العزة في قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ ـ وهذا المعنى هو: القدرة والغلبة، وكذلك يثبتون المعنى الذي يدل عليه لفظ: استوى ـ في قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ـ وهذا المعنى هو: العلو والاستقرار.. وهكذا بقية الصفات، لأن الله تعالى خاطب عباده في كتابه بلسان عربي مبين، والنبي صلى الله عليه وسلم خاطب أمته بألفاظ عربية صريحة، فوجب إثبات المعنى الحقيقي الذي يدل عليه اللفظ الوارد في القرآن أو السنة في لغة العرب، وهذا هو مقتضى الإيمان بهما ومقتضى الانقياد لما جاء فيهما، بهذا يعلم بطلان مذهب المفوضة الذين يقولون: نؤمن بالصفات الواردة في النصوص، لكن لا نثبت المعنى الذي يدل عليه لفظ الصفة، وإنما نفوض علم معناه إلى الله تعالى، وهذا مذهب حادث بعد القرون المفضلة، والسلف بريئون منه، فقد تواترت الأقوال عن السلف بإثبات معاني الصفات، وتفويضهم الكيفية إلى علم الله عز وجل. اهـ.---يقول الشيخ بن عثيمين- المفوض لا يدرج معنى أصلا، المفوض لا يثبت معنى، يعني هؤلاء المفوضة نقرأ عليهم قول الله تعالى : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ... )) [الحشر:22] إلى آخر السورة سبعة عشرة اسما، ما معناها ؟ قال: والله ما ندري، ما نثبت، تثبت أن له رحمه ؟ قال: ما أدري، تثبت أنه ملك له الملك ؟ قال: ما أدري أنا علي أن أقرأ القرآن وبس، وفكنا من شرك، هل يعقل أن يكون هذا مذهبا لأهل السنة ؟ هذا مذهب للجهال، وعلماء السنة والحمد لله فيهم العلماء الفحول الذين جمعوا بين العلم بالمعقول والمنقول.
    ثم يا سبحان الله هل يمكن أن نقول أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ابن مسعود وابن عباس وغيرهم يقرؤون القرآن وهم لا يعرفون معناه في أسماء الله وصفاته، إن كنا نعتقد هذا فهو أكبر قدح في الصحابة، بل إنهم يقولون إن الرسول صلى الله عليه وسلم يحدث بالحديث ولا يدري معناه، قالوا إنه قال: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حيث يبقى ثلث الليل الآخر ) ما هو معناه يا رسول الله، قال: والله ما أدري، هل يعقل هذا؟ لكن عند المضايقات في المناظرة تجد الإنسان يرتقى مرتقا صعبا هو نفسه يعرف أنه غير صواب لو تأمل. -----------------------------------------------------------------------------قال ابن باز رحمه الله :
    " لا يجوز تأويل الصفات , ولا صرفها عن ظاهرها اللائق بالله , ولا تفويضها , بل هذا كله من اعتقاد أهل البدع , أما أهل السنة والجماعة فلا يؤولون آيات الصفات وأحاديثها ولا يصرفونها عن ظاهرها ولا يفوضونها , بل يعتقدون أن جميع ما دلت عليه من المعنى كله حق ثابت لله لائق به سبحانه لا يشابه فيه خلقه أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها فهو مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركابهم، وهو مذهب باطل أنكره أهل السنة وتبرؤوا منه وحذروا من أهله. والله ولي التوفيق." انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (2 /106-107) .



  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام البجائي مشاهدة المشاركة
    سبق و أجبتك أخي لا يكون شيء إلا بمشيئة الله و أنا لا أسميها أسبابا فإن الأسباب تؤثر في مسبباتها و تعالى الله عن ذلك . خذ غضبه تعالى مثلا وخذ كفر عباده لما تسميه أنت سببا مثلا , فلا نقول متى حصل الكفر كان الغضب بل الله جل و علا يغضب متى شاء بخلاف العبد الذي لا سلطة له على نفسه . و الغضب إن أثبتناه لله تعالى بهذا المعنى (المتعلق بالمشيئة) صار غير المعنى المعقول من لغة العرب لذلك صار كثير من الأئمة إلى التفويض أو التأويل و هكذا القول في بقية الصفات التي من جنس الغضب .
    هذا الكلام بعد ان تأملته جيدا وجدت أن حقيقته نفى لصفات الله الفعلية فقولك
    فلا نقول متى حصل الكفر كان الغضب بل الله جل و علا يغضب متى شاء
    هل يغضب متى شاء بدون علة ومقتضى وسبب--السؤال هنا اخى الكريم عصام البجائي هل ترضى لنفسك ان تغضب بلا سبب او تضحك بلا مقتضى وسبب وان تفرح بلا مقتضى وسبب وان تغفر بلا مقتضى[ واسباب داعيه اليه ] -اتظن ان الله لا يغضب عليك بسبب وصفه بالنقص وترجع ذلك الى محض المشيئة لا شك ان ذلك فى حقيقته هو نفى لصفة الغضب فنفى مقتضيات الصفات وآثارها ودواعيها واسبابها هو فى حقيقتة نفى للصفات الفعلية لله تعالى فما يقال فى صفة الغضب يقال فى جميع الصفات الفعلية فيؤل بك الامر الى التعطيل وهو اخبث المذاهب------ معلوم لدى جميع العقلاء حتى انت ان من يفعل هذه الاشياء بلا مقتضى واسباب داعيه اليه- انه معدود من جملة المجانين فكذلك من اعظم النقص ان تصف الله بانه يفعل لا لعلة اى سبب اقتضى هذا الفعل بحجة التأثر والتأثير وهذه الحجة هى نفس حجة المعطلة- فى حلول الحوادث التى بسببها نفوا جميع الصفات قالوا من كان محلا للحوادث فهو حادث وبهذه الطريقة نفوا جميع الصفات وجئت انت هنا بنفس الطريقه تنفى صفات الله الفعلية بحجة التأثر والتأثير فالتأثر والتاثير فى الحقيقة من صفات الحى الفعال الذى يفعل ما يريده ويشاءه لعلة غائية إقتضت ذلك الفعل لعلة وسبب ومقتضى- هذا هو الكمال- والنقص ان يفعل لا لعلة او سبب اقتضى ذلك -ينظر الى التأثر والتأثير من جهة الكمال او النقص ينظر هل مقتضيات الصفات والاسباب الداعية للفعل كما او نقص - ونقول من باب قياس الأَوْلَى اذا كان الكمال فى افعال المخلوق العاجز الفقير المحتاج الى الله ان تكون باسبابها ومقتضياتها وخلوها عن هذه الاسباب تكون عبثا واشبه بافعال المجانين -فالرب جل وعلا اولى بهذا الكمال لانه الكامل فى اوصافه وافعاله---وأنت اخى الكريم عصام البجائي كما لا ترضى لنفسك ان تضحك بدون سبب او تغضب بدون سبب اقتضى ذلك فما لا ترضاه لنفسك من النقص لا ترضاه لله --ماذا يقول لك الناس اذا ضحكت او غضبت او فرحت وقتما تشاء بلا سبب سيقولون بملئ أفواههم [مجنون ] فكيف بالله عليك ان تنسب هذا النقص الى الرب جل وعلا الذى له الكمال المطلق من جميع الوجوه ان العلة الغائية هي التي تجعل المريد مريدا فإنه إذا علم بمصلحة الفعل ونفعه وغايته انبعثت إرادته إليه فإذا لم يعلم في الفعل مصلحة ولا كان له فيه غرض صحيح [ولا داع يدعوه إليه] فلا يقع منه إلا على سبيل العبث هذا الذي لا يعقل العقلاء سواه وحينئذ فنفي الحكمة والعلة والغاية عن فعل أحكم الحاكمين نفي لفعله الاختياري في الحقيقة وذلك أنقص النقص-----سبيل النجاه اخى الكريم عصام البجائي فى درء تعارض العقل والنقل واتباع المنهج القويم فى فهم صفات الله الفعلية وارجو منك اخى الكريم ان تدقق فى هذا الكلام الاخير فإن فيه خيركم لو تعقلون - فيه الكفاية لمن اراد الهداية

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام البجائي مشاهدة المشاركة
    سبق و أجبتك أخي لا يكون شيء إلا بمشيئة الله و أنا لا أسميها أسبابا فإن الأسباب تؤثر في مسبباتها و تعالى الله عن ذلك
    وما الذي جعلك تقول: أن الأسباب تؤثر في مسبباتها؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •