ويقول شيخ الإسلام” فالأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه فإن كان قد تقدم بأن يرزق العبد بسعيه وإكتسابه ألهمه السعي والإكتساب وذلك الذي قدره له بالإكتساب لا يحصل بدون الإكتساب وما قدره له بغير إكتساب كموت مورثه يأتيه بغير إكتساب”الفتاوى( 8-540-541)---------ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله-----” كأن يقال للملك إن عمر فلان مائة عام إن وصل رحمه وستون إن قطعها وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص واليه الإشارة بقوله تعالى” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب” فالمحو الإثبات بالنسبة لما في علم الملك وما في ام الكتاب هو الذي في علم الله فلا محو فيه ألبتة ويقال له القضاء المبرم ويقال للأول القضاء المعلق” فتح الباري(10-430)-----------------
-سئل الشيخ بن عثيمين
: هل للدعاء تأثير في تغيير ما كتب للإنسان قبل خلقه؟
فأجاب بقوله : لا شك أن للدعاء تأثيراً في تغيير ما كتب ، لكن هذا التغيير قد كتب أيضاً بسبب الدعاء ، فلا تظن أنك إذا دعوت الله فإنك تدعو بشيء غير مكتوب، بل الدعاء مكتوب وما يحصل به مكتوب ، ولهذا نجد القارئ يقرأ على المريض فيشفى ، وقصة السرية التي بعثها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فنزلوا ضيوفاً على قوم ولكنهم لم يضيفوهم وقدر أن لدغت حية سيدهم فطلبوا من يقرأ عليه، فاشترط الصحابة أجرة على ذلك فأعطوهم قطيعاً من الغنم ، فذهب أحدهم فقرأ عليه الفاتحة ، فقام اللديغ كأنما نشط من عقال ، أي كأنه بعير فك عقاله ، فقد أثرت القراءة في شفاء المريض.
فللدعاء تأثير لكنه ليس تغييراً للقدر، بل هو مكتوب بسببه المكتوب، وكل شيء عند الله بقدر ، وكذلك جميع الأسباب لها تأثير في مسبباتها بإذن الله ، فالأسباب مكتوبة والمسببات مكتوبة.------
يقول الشيخ ابن باز” --------- والأظهر أن جميع أنواع القدر كلها موجودة في أم الكتاب فما كان منها معلقا على أسباب وجد عند وجود السبب وما كان غير معلق وقع في وقته لا يتقدم ولا يتأخر والعبد مأمور بفعل الأسباب وأداء الأوامر وترك النواهي وكل ميسر لما خلق له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم….” الإيمان بالقضاء والقدر----------------