*شيخ قراء طيبة الطيبة:

هو إمام المدينة المنورة ومقرؤها.
-اسـمه : نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي .
-كنيته : أبو رويم– وقيل أبو الحسن و على قول أبو عبد الرحمن .
-مولده : في حدود سنة سبعين للهجرة.
-وفاته : سنة تسع وستين ومائة على الصحيح .
-نسبه : من أصبهان فهو عجمي الأصل جذرا.
-وصفه و صفاته: كان رحمه الله أسود اللون حالكا، طيب النفس مهذبا،
طيب الأخلاق ذا حياء ومروءة، صاحب نكتة لطيفا ودعابة حديث بها مليحا.
روي أنه كان صاحب هيبة وحياء اذا ما راه المبصر لمح على محياه جلال الولاية
لا يخشى أحدا ويصدع بالحق والنصح فلا يخاف لومة لائم.
-كراماته : كان إذا تكلم يُشم من فِيه رائحة المسك .
قيل له : أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال : إني لا أقرب الطيب ولا أمسه .
ولكن رأيت فيما يرى النائم أن النبي صلّى الله عليه وسلم يقرأ فِي فِيَّ فمن ذلك الوقت يُشم من فمي هذه الرائحة .
وقيل له : ما أصبح وجهك وأحسن خلقك .
فقال : كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن الكريم في النوم .
- طلبه للعلم ودراسته على مشايخ اهل القرءان والحديث:
قرأ على طائفة من تابعي أهل المدينة وكان أسود اللون حالكا ،وأصله من أصبهان .قال أبو قرة موسى بن طارق:سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين.قال أبو عمر الداني :قرأ على الأعرج،وأبي جعفر القارئ،وشيبة بن نصاح،و مسلم بن جندب ،ويزيد بن رومان،وصالح بن خوات، قال إسحاق المسيي: قال نافع:قرأت على هؤلاء، فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنانمنهم فأخذته،وما شذ فيه واحد تركته،حتى ألفت هذه القراءة.
انتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة،وصار الناس إليها و تمسكوا بها .وأقرأ الناس دهرا طويلا،فقرأ عليه من القدماء :مالك ،واسماعيل بن جعفر،وعيسى بن رودان الحذاء،وسليمان بنمسلم بنجماز،وممن بعدهم :إسحاق المسيي ،والواقدي،ويعقو ب بن ابراهيم بن سعد،و قالون، وورش،
وإسماعيل بن أبي أويس،وهو آخر من قرأ عليه موتا.

-وظائف اشتغاله بالمدينة : انتهت إليه رياسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين ، أقرأ بها أكثر من سبعين .

-شهادات لاهل العلم فيه:
قال سعيد بن منصور : سـمعت مالك بن أنس يقول : قراءة أهل المدينة سنة .
قيل له : قراءة نافع .
قال : نعم .
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي : أيُّ القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة .
قلت : فإن لم تكن .
قال : فقراءة عاصم .

و قال الإمام مالك: نافع إمام الناس في القراءة . و قال أحمد بن هلال الصري:قال لي الشيباني:قال لي رجل ممن قرأ على نافع:إن نافعا كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك.فقلت له:يا أبا عبد الله ،-أو يا أبا رويم- أتتطيبكلما قعدت تقرئ ؟ قال: ماأمس طيبا ،ولكني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في في،فمن ذالك الوقت أشم من في هذه الرائحة.
وقال إسحاق المسيي:قال نافع:قرأت على هؤلاء ،فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنانمنهم فأخذته،وما شذ فيه واحد تركته،حتى ألفت هذه القراءة.

قال تلميذه وملازمه قالون:كان نافع من أطهر الناس خلقا،ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهدا جوادا صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة.وثقه يحيى بن معين،ولينه أحمدبن حنبل.وقال النسائي:ليس به بأس،وقال أبو حاتم :صدوق.
قلت:لم يخرجوا له شيئا في الكتب الستة.

روي عن محمد بن إسحق،عن أبيه،قال:لما حضرت نافعا الوفاة، قال له أبناؤه:أوصنا،قا :{فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله و رسوله إن كنتم مومنين}.قال ومات سنة تسع و ستين مئة ،رحمه الله تعالى.


وقد نظم شعرا الإمام المقرئ الشاطبي مشيدا بفضائل خصاله ومذكرا بعلمه وسجاياه:

فأما الكريم السر في الطيب نافعٌ*** فذاك الذي اختار المدينة منـزلا


وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم ***بصحبته المجد الرفيع تأثَّلا

والكريم السر أي الشريف الباطن والمجد هو المكانة والشرف .
والتأثل الارتقاء إلى أعلى الشيء .
وقالون وعثمان المراد بهما تلاميذه المستفيدين منه والرواة عنه عثمان


-شجرة إسناده في الاقراء : قرأ على سبعين من التابعين منهم : أبو جعفر يزيد بن القعقاع .وشيبة بن نصاح ، ومسلم بن جندب ، ويزيد بن رومان ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج .
وقرأ أبو جعفر على عبد الله بن عياش ، وعلى عبد الله بن عباس ، وعلى أبي هريرة ، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب ، وقرأ أبو هريرة وابن عباس على زيد بن ثابت وقرأ زيد وأُبي على رسول الله صلّى الله عليه وسلم .
وقرأ شيبة ومسلم وابن رومان على عبد الله بن عياش .
وسمع شيبة القراءة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وقرأ عمر وزيد وأُبيّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم .

ولي بحمد الله تعالى اتصال به عبر اسانيدي للقراءات السبع عن طريق مشائخ اعلام تمر سلاسل اسانيد رواياتهم بجل كبار قراء العالم الاسلامي. وللمزيد يرجى الاتصال لمن رغب بالاستفاد.
رواته:
وروى القراءة عنه طوائف لا يحصى عددهم ، وممن تلقوا عنه فقيه المدينة ومفتيه الإمام المعلم العلم: مالك بن أنس و الامام المحقق الحاذق الليث بن سعد ومن اشهر الاخذين عن رواية ممن اتصلت اسانيدهم بالقراءة إلينا والى اليوم الامامان ورش وقالون ولتراجمهم وقفة. يتابع .... .