بالأمس صباحا مع اشراقة الشمس أمسكت قلما و جلست على الكرسي في شرفة دارنا متشوقا أقرأ كتيبا لطالما سمعنا عنه بالرغم من أنه جد حديث و هو عبارة عن سلسة تربوية -نصائح أب لبنيّه- في طبعته الثانية بعنوان "يا بني" للأديب المغربي ربيع السملالي -حفظه الله- صادرا عندار الامام المازري لصاحبها شيخنا أنس الرحموني -حفظه الله- و التي اخرجت هذه السلسلة في حلّة قشيبة تنم عن ذوق راقي لدى العاملين عليها كما يواكب تطور حركة الطباعة و النشر فوجدتها ذات فوائد ظريفة و اشارات لطيفة مع مادتها الخفيفة ما يجعلها تتماشى و جميع شرائح أهل المطالعة و قد قرأته قراءة متأنية في مدة وجيزة حوالي أربع ساعات فكلما بدأت فصلا الّا واستشرفت بقية كلماته بل كثير مانطقت ببقيته قبل القراءة و هذا ان دل يدل على معايشة الكاتب لواقعنا و شدة التصاقه بمن حوله و التعبير عما يخالج صدورهم ثم انّي لم اتوانى قط في تقييد بعض الملاحظات على هامش الصفحات لعلني أوافي بها صاحب الكتاب و أستفسره عنها في وقت لاحق وفي الختام ما كنت لأسرد قصتي مع الكتابة الّا لما رأيته من مبادرة طيبة للنهوض و الرقي بأخلاق شباب الأمّة وجب علينا جميعا الاشادة بهكذا جهود اصلاحية لهذا أنا ممن يشجع على مثل هذه الانتاجات باعتبارها وسيلة دعوية جديدة في بلادنا و قد ألفيتها منبثقة من مشكاة القرآن و السنة النبوية تنتهج الأولوية و الجكمة و البصيرة و خاصة منهج الاعتدال و الوسطية لذلك أنا أنصح الجميع بقراءتها لا سيّما الفئات الشبابية و قراءة كل ما يصدر عن هذه الدار المباركة البهيّة نفع الله بها و وفّق العاملين عليها لما يحب و يرضى.
3 أبريل‏، الساعة ‏11:40 م‏ ·