حدثونا عن هذا الشعور :


أن تنتقل من آية إلى أخرى دون تردد ،
أن ترتل آيات الله بإتقان ،
أن تسمع آية تتلى فتكملها بمحفوظك ،
أن تقرأ في بعض صلواتك من المئين أو المثاني أو الطوال المفصل دون أن تمسك بمصحف ،
أن تتلو القرآن في ساعات الإنتظار ،
أن تسترسل في القراءة دون لكلكة
أو تهجي ، وغيرك يعجز عن قراءة قصار السور ،
ما أعظمها من نعمة تشترى بالمهج والأرواح ،
وما أعظمه من شعور تُغبط عليه !


*لكن هل استشعرت أن كل هذا فضل من الله عليك،لم تنله بكدك ولا بجدك ولا بحذقك ولا بخفة لسانك،إنما هو من الله،فضل من الله وحده* !


{ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان}
ولا حول لك ولا قوة إلا بالله العظيم .


{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } شعور عظيم يوم أن يصطفيك الله لحمل كتابه ، لتكون من أهله وخاصته ، يعلمك كتابه ليقربك إليه بعد أن كنت قصيّا ،
يُحييك بعد أن كنت ميتا ،
*يهديك لنوره بعد أن كنت تتخبط في الظُلمات*
يدلك على سعادتك بعد أن كنت في دركات الشقاء ، لكن أنّى لك هذا القرب إن لم تُحسن العمل وتطهر قلبك بالقرآن ؟!


و أنّى لك الارتقاء في يوم التغابن مالم ترتق بنفسك وأخلاقك عن سفاسف الأمور وتجاهد أهواءك في زمن الفتن ؟!


عض على ما أنعم الله عليك بالنواجذ ،
فمن أعطاك قادر على أن يمنع ،
ومن أكرمك بيده أن يخفض ويرفع .


اسأل الله بإلحاح أن يجعل القرآن لقلبك ربيعا و لصدرك نورا ، ولا تغتر بنفسك ، ولا تعجب بعملك ، وتذكر وأنت تنتقل من آية لآية ومن سورة لأخرى بيسر وسلاسة ،
و أن العبرة والفخر كل الفخر ارتقاؤك هناك حين يقال لك في الجنة :
( اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )"

اللهم اجعلنا ممن قرأ كتابك من صدره دون تردد مستشعرا لفضلك حامدا لنعمتك وممن يقال له إقرأ ورتل وارق .







منــقول-بتصرف بسيط-