الموضوع: مختــارات ** الـبــيــان **

كنت قد اشتركت في خدمة رسائل محبوبتي مجلة ( البيان ) لمدة ستة أشهر ، وربما تزيد ، فوصلني منها العديد من نفائس كلام العلماء والمفكرين والدعاة ، وبعض المسائل العلمية المهمة ، ففكرت في أمر يحفظ لي هذه الدرر ، فعزمت على أن أختار لكم من بين تلك الرسائل أطيبها وأنفسها ، وأضعها بين أيديكم في هذا المنتدى وغيره من المنتديات ؛ لتعم الفائدة للجميع .
كما أحب أن أنوه إلى أن كثير من الرسائل تأتي دون توثيق للمصدر ، فلنجعل من ذلك ورشة عمل للبحث والاطلاع ، والتعليق بما يناسب ، إما بتوثيق نقولات ، أو شرح غريب الألفاظ والمعاني ، أو ترجمة لعَلَمٍ ورد ذكره ، والمشاركة مفتوحة للكل ، وبارك الله في الجميع ، ولنبدأ على بركة الله :
قال سفيان الثوري - رحمه الله - : اختار الفقراء ثلاثة أشياء ، واختار الأغنياء ثلاثة أشياء .
اختار الفقراء : راحة النفس ، وفراغ القلب ، وخفة الحساب .
واختار الأغنياء : تعب النفس ، وشغل القلب ، وشدة الحساب .
قال الحسن البصري - رحمه الله - : مسكين ابن آدم ، محتوم الأجل ، مكتوم الأمل ، مستور العلل ، يتكلم بلحم ، وينظر بشحم ، ويسمع بعظم ، أسير جوعه ، صريع شبعه ، تؤذيه البقة ، وتنتنه العرقة ، وتقتله الشرقة ، لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
كان إبراهيم - عليه السلام - كثير التضرع والتأوه إلى الله تعالى : إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ لَحَلِيْم أَوّاه مُنِيْب ، وكان من دعائه - عليه السلام - واجْنُبْنِي وَبَنِيّ أَن نَعْبُدَ الأصْنَام ، قال إبراهيم التيمي : ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟!
يــتــبــع ...

المسلم يصبر على إخوانه ويعفو عن قليل خطئهم في كثير حسناتهم ، فالكمال عزيز ، وقد كان سفيان الثوري يقول : استوصوا بأهل السنة خيرا ، فإنهم غرباء .
اعلم أخي المسلم أنك تمر بثلاث حالات : ذنب يحتاج إلى استغفار ، ونعمة تحتاج إلى شكر ، ومصيبة تحتاج إلى صبر ، فكن في كل حالة بما يناسبها .
قال الحسن البصري - رحمه الله - : من نافسك في دينك فنافسْه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره .
كان أبو بكر العياش يقول : لو سقط من أحدهم درهم ، لظل يومه يقول : " إنا لله ! ذهب درهمي " ، وهو يذهب عمره ، ولا يقول : " ذهب عمري " .
وقد كان لله أقوام يبادرون الأوقات ويحفظون الساعات ويلازمونها بالطاعات .
في سلسلة متتابعة من العنصرية وكبت الحرية ضد الإسلام والمسلمين في ظل موجة كاذبة من التغني بحقوق الإنسان ، حُرِم طفل فرنسي - من أصول جزائرية - من المشاركة في برنامج أطفال ، وكان السبب من ذلك أن اسمه ( إسلام ) .

يـــتـــبـــع

قيل لبعضهم : بم ينبل الرجل عندكم ؟ فقال : بترك الكذب ؛ فإنه لا يشرف إلا من يوثق بقوله ، وبقيامه بأمر أهله ؛ فإنه لا ينبل من يحتاج أهله إلى غيره ، وبمجانبة الريب ؛ فإنه لا يعز من لا يؤمن أن يصادف على سوءة ، وبالقيام بحاجات الناس ؛ فإنه من رُجي الفرج لديه كثرت غاشيته .

الحريق لا يُطفأ بالريق ، والنجاح سلالم مرتفعة ملتوية لا يمكن لأحدنا صعودها ويده خلف رأسه ، بل لا بد من جهد ومثابرة ، وبذل وتضحية ، ولذا قيل : لا ثمرة بلا زراعة ، ولا ولد بلا زوجة ، ولا تمكين بلا فاعلية وتفانٍ ومصابرة ، هذه قوانين الحياة وسنن الله تعالى في الأرض ، ومن رام الوصول دون بذل المقدور لم يبلغ المأمول .

أخي المسلم ، كن دائما قدوة للآخرين ، وذلك لا يكون إلا باقتدائك الكلي بالنبي ، ومتابعتك له أشد من متابعة الركب في الصحراء لمن يعرف الطريق ؛ لكي يقتدي بك الآخرون ، وإياك والتعصب لأحد ، واعلم أنك على طريق الأنبياء والمرسلين فكن عزيز النفس ، فأنت الأعلى بإيمانك .



يـــتـــبـــع ...

كتب بعض أصحاب تقي الدين الهلالي إليه وهو في أوروبا ، وقال : ( ... وأسأله – تعالى – أن يجمعنا بكم في أوروبا كما جمعنا في إفريقيا ثم آسيا ... ) فأجابه الهلالي : ( .. وما رجوته من الاجتماع هو بغيتي ، إلا إنني أخالفك في موضعه ، فأتمنى أن يكون في مصر في خير وسلامة ... ولا أظن أن العاقل يستحب الإقامة في أوروبا إلا للضرورة وبقدرها )
كنت أيام الدراسة الجامعية منغمسا في مذاكرة موضوعات في الفلسفة الغربية ، فشعرت بعد طول صحبة لها بشيء من الضيق فتركتها وتناولت المصحف وبدأت أقرأ فشعرت كأن رأسي كان مضغوطا ضيقا ، وأنني حين بدأت أقرأ القرآن بدأ عالمي يتسع : كلام عن رب العالمين ، عن الإيمان ، عن العلاقات الإنسانية .. ( أ . د / جعفر شيخ إدريس ، بتصرف ) .
الأصنام تتنوع صورها ، وتتعدد أشكالها ، إذ ليست الأصنام مجرد أحجار وأشجار فحسب ، إذ الصنم قد يكون مالا كما قال الحسن البصري : لكل أمة صنم ، وصنم هذه الأمة الدينار . وعن أبي هريرة ررر قال : قال رسول الله : ( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد القطيفة ، تعس عبد الخميصة ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ، إن أعطي رضي ، وإن منع سخط ) ( د / عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف )
إن مواصلة السير في طريق سياسة فاشلة لن يكلف إلا مزيدا من الأموال لم نعد نملكها ، ومزيدا من الأرواح يجب ألا نضحي بها . ( اعتراف رون بول النائب الجمهوري عن ولاية تكساس الأمريكية متحدثا عن حرب العراق )
الإشكالية التي يعاني منها كثير من جيل الصحوة وأخيار الأمة اليوم تكمن في التواني والتسويف وسقوط الهمم والعيش في الماضي أكثر من العناية بكيفية صناعة المستقبل ، وترك ما يقدرون على فعله من مشاريع وبرامج وأنشطة ممكنة التنفيذ تقع تحت أيديهم وفي حدود إمكانياتهم ، وإن كانت في بدايتها صغيرة قليلة التأثير . ( فيصل بن علي البعداني )
قال الإمام الشوكاني : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم القواعد الإسلامية ، وأجلّ الفرائض الشرعية ، ولهذا كان تاركه شريكا لفاعل المعصية ومستحقا لغضب الله وانتقامه . ( فتح القدير )
يـــتـــبـــع ...

تعددت الأقوال في بدء وقت الاغتسال للجمعة ، فقيل : من ليلتها . وقيل : من طلوع فجرها . وقيل : من طلوع الشمس وهو أحوط هذه الأقوال . ( ابن عثيمين )
. قال أحمد بن عبدالله بن بكر الزاهد : أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعا في الدين والدنيا بعد كتاب الله عز وجل أحاديث رسول الله ؛ لما فيها من كثرة الصلوات عليه وإنها كالرياض والبساتين تجد فيها كل خير وبر وفضل وذكر .
يتضاعف أثر الواعظ بتعلمه قواعد النحو ليكون فصيحا ، وبمطالعة كتب الأدب ليكون ثري اللغة ، وببذل تربية سلفية له ليبرأ من الحديث الموضوع والإسرائيليات والبدع التي تكثر في أوراق الوعاظ . ( صناعة الحياة 29 )

يتبــع

قال الذهبي عن بني عباس وأبي مسلم الخراساني : فرحنا بمصير الأمر إليهم ولكن والله ساءنا ما جرى لما جرى من سيول الدماء والسبي والنهب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فالدولة الظالمة مع الأمن وحقن الدماء ، ولا دولة عادلة تُنتهك دونها المحارم ، وأنى لها العدل ؟
إن من نعم الله علينا في دول الخليج عموما ما حبانا الله من سعة في الرزق وأمن في الأوطان ما يُحتم علينا شكر المنعم بصرف ما حبانا إياه في ما يعود على أمتنا بالنفع ، لا أن نجعل ذلك عونا لأعداء ديننا وقيمنا .
هيئة علماء المسلمين في العراق تناشد المسؤولين بالدول العربية لعلاج أطفال عراقيين يعانون من أمراض خطيرة خاصة في القلب يحاول الاحتلال علاجهم في مستشفى خيري في تل أبيب .
وبينت أن هذه الخطوة المخجلة تأتي في سياق فرض التطبيع على الشعوب فرضا ، وتستغل الأوضاع وحاجة الناس والمعاناة التي يمرون بها لتمنح العدو الصهيوني مكاسب بطرق غير مشروعة .
المسجد الأقصى في خطر تتهدده الحفريات ومشاريع التهويد ، فهل نعتقد أن الدعاة والعلماء فضلا عن عامة المسلمين أدوا واجبهم تجاه هذه القضية ؟ الأمر جد خطير والمسؤولية كبيرة ، فانظر ماذا قدمت أنت حتى لا نحمل الآخرين التبعة وننسى أنفسنا .
ليحذر العاقل أن يقتدي به الناس في السوء ، وقد قال أبو حامد الغزالي : طوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه ، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مئة سنة ومئتي سنة ، يعذب بها في قبره ، ويُسأل عنها إلى انقراضها .
الإشكال أن بعض المفتونين بالفكر الليبرالي يقدمون لهذا النزق الثقافي آيات التبجيل والتعظيم والاحترام ؛ لكونه ( فكرا ) مقدما من ( الآخر ) ، ولا بد في الليبرالية من احترام ( الآخر ) ولو كان فاجرا كافرا لا يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .( معركة الثوابت بين الإسلام والليبرالية ، للدكتور عبدالعزيز مصطفى كامل )
وهو كتاب جدير بالقراءة ، وقد جاء محاولة -عبر مجلة البيان- لبيان حقيقة تحريف الديانات السابقة، ونشأة تلك التحريفات وصد الهجمة الشرسة ورد العدوان البغيض على ديننا وثوابتنا ومصالح أمتنا، إذ أن طبيعة ديننا الإسلامي تختلف أيما اختلاف عن الديانات التي أصابها التحريف والتبديل.
كان والد عمر بن عبدالعزيز قد أرسل عمر وهو صغير إلى المدينة يتأدب فيها ، وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده ، وكان يلزمه الصلوات ، فأبطأ يوما عن الصلاة ، فقال : ما حبسك ؟ قال : مرجلتي ( أي : الخادم ) تسكن شعري ، فقال : بلغ من تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة ! وكتب بذلك إلى والده رسولا إليه ، فما كلمه حتى حلق شعره .

يـــتـــبع ...

والله بحق نفائس قيمة
بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم

واصل مشكورا

أخوي الكريمان
لامية العرب
محمود رمضان السعيد
أشكر لكما مروركما وتشجيعكما

قال عمر رضي الله عنه : إياكم وأصحاب الرأي ، فإنهم أعداء السنن ، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها ، وتفلتت منهم أن يعوها ، واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا : لا نعلم ، فعارضوا السنة برأيهم ، فإياكم وإياهم . ( الجامع لابن عبدالبر )

جاء في الأثر : مثل الذي يسمع الحكمة ثم لا يُحدِّث إلا بشرّ ما سمع ، كمثل رجل جاء إلى صاحب غنم ، فقال : اجزر لي شاة . فقال له : اذهب فخذ بإذن أيها شئت . فذهب وأخذ بإذن كلب الغنم .

المورد الذي غذى ظاهرة الهجوم على الحجاب في عالمنا العربي والإسلامي ليس موردا مستقلا خاصا بذاته ، وإنما كان هذا المورد هو ( العلمانية ) والإطار العلماني العام الذي تم إحلاله تدريجيا . كما مثلت ظاهرة ابتعاث الطلاب العرب والمسلمين إلى البلاد الأوروبية بعد فترة الاستقلال رافدا أساسيا في تغذية وتثبيت العلمانية في العالم العربي والإسلامي . ( د . ليلى بيومي )

تعظيم النصوص الشرعية والالتزام بدلائلها وهداياتها والوقوف عند حدودها من أعظم ما يتميز به منهج السلف الصالح ، وهذه آية استقامة المنهج وسلامة الطريق . قال الله تعالى : ففف وَأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيْمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيْلِه ققق .
يـــتـــبع ...