إمتاع الآذان بنظم منة الرحمن (1-2)
لفضيلة الشيخ



د/ ياسر برهامي




الناظم


عبد الغني أحمد النفاض



1-
أَلا بِاسْمِــــك اللـــــهُمَّ أبْدأُ أَوَّلاَ
وأُثـْـــــــني عليك الخيرَ ربي مُحَمْدِلاَ
2-
وإن الصلاةَ والسلامَ على الـذي
مكـــــارمَ أخـــــلاقِ البَــريَّةَ كَمـَّّـــــلا
3-
فَلوْ أنَّها تحْذو خُطاهُ لأنْــجـحَتْ
ولكنَّـــه أمســـى هـُـــــداهُ معَطــَّـــــلا َ
4-
فَللَّه دَرُّ المستـَــنـيـــ ر بنـــــوره
إذا مـــا ظـــلامُ الجهــلِ أصبحَ مسدِلاَ
5-
وبعدُ، فإن الله مَنَّ، ولم يـــــزلْ
على الخلق بالإحسانِ والخيرِ مُفضِلاَ
6-
بِسِفْرٍ يُسَمَّى مِنَّـة، وهْوَ مِنَّــــة ٌ
يُلَخِّــصُ أحكــــام العقيـــدةِ، فاعْـتلَى
7-
لقد يسَّــر الرحمنُ للشيخِ ياسـرٍ
فجـاءَ على اسـم الشيخ سهلاً مُسَهَّلاً
8-
وحـوَّلتُهُ نظماً، فإن كان مُعْجِبـاً
فذلـك فضـل الله، إيَّــــاي نَـفـَّــــــــ ـلاَ
9-
وإنْ كنتُ لم أَصْلُح لذاك فلا تـَلُم
فذلـك جهـــدي، فاطــَّـرِحه أوْ اقـْبَلاَ(1)




أولاً: التوحيد وأصول الإيمان


1- الإيمان بالأسماء والصفات


(أ) أهمية الإيمان بالأسماء والصفات

10
أهــــمُّ أُمُــــورِ الــدِّيـنِ توحــيدُ ربِّنا
فـَـوَحِّــــدْ إلـــه العـــالميــــن َ مهَـلـَّـلاَ
11
فـــــإنَّ رســـولَ الله أوْصَــى حبيبَهُ
معـــــــــاذاً بتـــــــعليمِ العـقيــدةِ أوَّلاَ
12
وآيات الاَسْما، والصِّفاتِ احْتَفِلْ بها
مُحِــبَّـــاً لهـــا تدْخُــل بها جَنَّـة العُـلاَ
13
أَلَم يقْــــــرَأْ الإخْـلاصَ بالحُبِّ قارِئٌ
فأوجـــــبَ جنــــاتِ الخلــــودِ بما تلاَ
14
وفـــي آيــة الكرسـي ذكْـــرُ صـفاتِهِ
وحُقَّ لها بذكرهـــــــــا أن تُفَضَّـــــلاَ
15
إذاً فادْعُ ربَّ العرْشِ، وتوسَّل بهـــا
وأسمــــــائِهِ ، أكــــــرم بها مُتـَوَسـَّلاَ
16
وقـد فـرَّقـــا بيـــن اليهـــود وبينـنا
فقد وصفوا الرحمن بالسوء في المَلا
17
فقالوا: فقيرٌ، غُلّّت اليدُ، عــــــــاجزٌ
فـحـــَقَّ على أيــــديهم أن تـُـــغـَــــلّ َلا
18
وقـــد فــرَّقــــا بين النصارى وبيننا
فـقـــد جعـــــــلوا لله وُلـــــداً تـقـــوُّلاَ
19
وَصَـــاحبةً، بــل مَـــوَّتـوه بزعمهم
ألا هلك الغالي الظـَّـلومُ بمــا غــــــلاَ
20
وما قـــولهم إلا ظـُــنونٌ، فَأُهـــلِكوا
وخـابوا بظــــــنِّ الجاهــــلية جُــهَّـلاَ
21
وما جَــــنَّــة الدنيـا سوى حُبِّ ربِّنا
وأن يُـعـــــبـــدَ اللهُ العــظيمُ تـَبـَتـَّـــلا َ
22
بأسمـائـــه الحســـــنى كذا بصفاته
فأكْــرِمْ بذا عِـلــماً إلى الفَـوْز موصِلاَ
23
فمنْ ظـّنَّ جَهْلاً أنه غيـــر نافِـــــــع
فـَـمُـبْـتـــد ِعٌ، بالجـَهْلِ والطيـش دلـَّلا




(ب) العقيدة الصحيحة عقيدة السلف

24
ووَصـْـفَ إلـــــهِ العالمـينَ لنفسِهِ
ووَصْـفَ رسول ِ اللهِ اللهَ فاقـْـــبلاَ(2)
25
فإن إلــــــه العــرشِ أدرى بذاتِـهِ
وإن رسولَ الله أدرى بمـــــــا تـَــلا
26
ولســتُ مُحَرِّفـاً، ولسـتُ مُعَطـِّـلا
ولســتُ مُكَـيِّـــفــا ً، ولسـتُ مُمَـثـِّـلا
27
وذلــــك إيمـــان الصحابةِ والأُلَى
تَـلـَـــوهم من الأتْباع جـِيلاً مُفـَضَّلا
28
وإنَّ صفـات الله لا فــَرْق بــــينها
فمــــــن عـــدَّها سَبْعاً فأكْدَى وقَلـَّلا
29
وكلُ حديـــثٍ صَحَّ فهــــــو عقيدةٌ
يـُـضارِعُ في هذا الكتابَ المُنـَــــزَّل ا
30
ويدخُـلُ في التحريفِ تَأويلُ زاعم
كمـن زاد لاماً في (استوى) مُتـَعَلـِّلا
31
وما هكذا الأسلافُ كانوا، فَأمْرُهُمْ
بإمرارها من غـيرِ كيفٍ مُفـَـضـَّـــلا
32
ونِـبْراسُنا في ذلك قـولُ مالـــــــكٍ
فـــسَــلـِّمْ لقـــولِ الله، لا تـَتـَـــــأوَّ لا
33
وأما الذي قد قال جهْـمٌ، وواصِــلٌ
من النفي والتعطيل فاتْرُكْ، وأبْـطِلا




(ج) هل آيات الصفات وأحاديثها من المتشابهة؟

34
ومن ظـــنَّ آياتِ الصفاتِ تشابهتْ
وفــوَّضَ معــناها، وظــنَّ تـَقَـوََّلا
35
بأســلافِنا أنْ كان ذلـك قــــــولُـهم
فقد ظنَّ ظَنَّ السَّوْءِ فيهم، وعطَّلا
36
بل الكيفَ فَوِّضْ، لا تُفَوِّض معانياً
فمـــــن يــتــدبرهــا لـها يتوصَّلا



(د) التعبد بالأسماء والصفات حقيقة التوحيد

37
معانــي أسمـــا رَبِّنا، وصفاتِهِ
تعَــــــبَّد بها، إمـا بها قلبُك امْتلا
38
ستثمر أنواع العبادة والــــدُّعا
خُضُوعاً، وإجْلالاً،وحُبّ َاً، وموْجِلاً
39
فمن عرف اللهَ العــــظيم أَجَلـَّه
ومـــــن عرف البَرَّ الكريمَ توَسَّلا
40
ومن عرف الجبَّار خاف عِقابَه
ومــــن عرف التوَّاب تباب،وأَمَّلا




2- توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية


(أ) توحيد الربوبية

41
ربـــــوبيةُ الرحــمنِ تعــني انفِرادَه
(أ) بخـلْــقٍ، وتـدبيرٍ، ورزقٍ تُكـُفـِّلا
42
ونفع، وإحياءٍ، وضَــــرٍّ، إمــــــاتةٍ
(ب) ومِلْك، ومُلكٍ في يدِ الله لا الملا
43
(ج) وأمْرٍ، وتشريعٍ، ونهي، سيادةٍ
فمـــــن ظـــــــن عبْداً رازقاً مُتأصِّلا
44
ومن ظنَّ نفْعاً عنـــــده، أو مَـضرَّة
فقد زل في الشـــــرك القبيحِ، وزُلـِّلا
45
كذا من يظنُّ نفســـــــه متحــــــرِّراً
ومن يدَّعي من شــــــرع ربي تَحَلُّلا



(ب) توحيد الألوهية

46
وإن رُمْتَ توحيدَ الإلاهةِ فاتَّجِهْ
بكـــــلِّ عــبـــادة إلى الله، واجْـعلا
47
له كلَّ فعلٍ ظاهرياً وبـــــــــاطنا ً
مطيعاً، وكفراً بالطواغيت مُسْجَلا(3)




الشرك الأكبر

48
فمــــــن لعــــبيــــد الله يصــرف عبادةً
فقد صار في الإشراك الاكْبَرَ مُوحَلا
49
كمن طاف بالأجداث، أو غـــائـــباً دعا
ومــن تـَخِذ َ الأموات غـَوثاً، ومَوئلا
50
وذابـِــحِ ذِبــــــــــحٍ للقبــــــور، ونـاذِرٍ
وناسب علم الغيب للناس عُــطـَّـــلا
51
ومن يدّعي التصريفَ في الكونِ لامْرئٍ
ففــــي نـــوعي الإشـراكِ زَلَّ مُجهـَّلا
52
فلا تــــــأتِ عــرافاً، ولا تــأتِ كــــاهناً
ولا أهل تنجيمٍ، وسِحْرٍ، لتِـسْـــــألا
53
وأصلُ البَلا: تقديـــسُهم كــــلَّ صالـــحٍ
غـُـــلُوَّاً وإطْــراءً، وقد خاب من غَلا
54
تـــرى طـــائفاً بالقبرٍ، أو مــــتـــمسِّحا ً
على خَدِّه دَمْعٌ من الشــــوْق مُسْبَلا
55
ألم يَنـْـهَ خَــيْرُ الخـلقِ عــــن كلِّ ذلكم؟
مـثـَّــــلهم بالمشركين مُــمَــثـَّـــ ـــلا
56
ويــــرسِــــلْ عـلـيـا طامِـساً كُلَّ صورةٍ
ومُـشرِفِ قبــر ٍ، فاستجـــاب، وكمَّلا
57
فَسَدَّا لباب الشرك فاهْجُـــرْ مســـــاجداً
أقيمتْ على الأجداث، واعــزِم تحوُّلا




الشرك الأصغر

58
ومـــــن يـتــعلَّقْ حلْــقَة ً أو تميمة ً
لعـيـنٍ، ففي الإشراك الاصْغَرِ أُوحِلا
59
فإنْ ظَــــنَّ هذا الحِــرْزَ يُغــنِي بذاته
فـذلك في شِـــركِ الرُبُــــوبَة سُرْبِلا
60
ومن يتشاءم بالطيور، وغيــــــرها
ومن قال للميت: ادعُ لـــي مُتَوَسـِّلا
61
فإن قال للموتي: أغِثني، اغـْفِرَن لي
فقـد فارق الإسلام، والشركَ حَصـَّلا




3- الحكم بما أنزل الله

62
ومـــــا الحُـــكْــمُ والتشــــريع إلا لربنا
فَحَكِّـــــمْـ ــه راضــياً بـــــــه، مُتـَقَبـِّلا
63
فمــن يتحاكمْ للطواغيـــتِ مُــــــــشرِكٌ
فلا تــتــــحــاكم للطــواغِــي، فَتُـخْذلا
64
وحُكْمٌ بغير الشرع من أُسُـــــسِ الردى
نعم من أُصول الكُفرِ أَصْـلاً مُؤَصَّـــــلا
65
تنبـَّــه، فإن الكفـــرَ كفــــرانِ: أكبــــــرٌ
وأصــغــرُ، خـــذ ْ أقســامَ ما جاء أوَّلا
66
(1) فمن جحد القطعيَّ من دين ربــــنا
وأنكرَ شرعَ اللهِ حُكْـمــاً ومَــدْخـَـــــ ــلاَ
67
ومن ظنَّ دينَ الله محْـــــضَ شعـائـــــرٍ
وأمَّا حياةُ الناسِ فاْرفضْه، واحْظــلا (4)
68
(2) وآخَرُ قال: الشـــــرْعُ حقٌ، وثابتٌ
ولكـنْ على الشــرْعِ القـوانيـنَ فضَّـــلا
69
(3) آخـَـــرُ سَـــوَّى بينهُنَّ، (4) ورابعٌ
يُفـَضـَّـلُ شرعَ الله، لكن تــــقَــــــــ ـوَّلا
70
بتجويزِ غيرِ الشرع، (5) والأقبحُ الذي
يُحتـِّـــمُ حُـــكْمـــاً بالقوانيــــنِ مُسجِلا
71
(6) وســــادسُـها حُكْمُ البوادي وأهلِها
بحكـم ٍ عن الآبــــاءِ زُور ٍ تـُنـُقـِّـــــ ــلا
72
فإن يعترفْ بالـشــــرع حقـَّـــاً، ومُلزِماً
ولكنَّــــه يقضي بما شــــاء، أَوْ حَـــلا
73
فذلك شركٌ أصغرٌ، ليـــــس مُخْـــرِجـــاً
وذلــك كفــــرٌ دون كفـــــرٍ، فـَــفـَصـِّلا
74
وكــــلُ الذي قــــلنا لغير مُعَـــيـَّــــ ـــنٍ
وأمَّا لدى التــعيين فالشرطـَ حـَصـِّــــلا
75
بلوغٌ، وعقلٌ، واخـــتـيــارٌ، وَحُــــجـَّة ٌ
تـُـــــقامُ، وذِكـــرٌ، قاصِــداً، لا مُئِـــوَّلاَ
76
ويَـــمنـــعُ من تكْــــفيرهِ ضِــدُ ما مضى
فحُـــكْماً على الأفــــرادِ لا تـتـعَـــــجَّـ لا




4- الولاء والبراء

77
(أ) وإن الــــوَلا للهِ حـُـــبَّــــــ ـاً، ونُصْرَةً
وطــاعـتُـــهُ، فاصدُقْ لرَبـِّكَ في الوَلا
78
وَوَال ِ رســــولَ اللهِ، والْــزَمْ طــريـــقـَـه
ووال ِ عمـــومَ المــؤمــنــيـن َ تـَذلـُّـلا
79
وَدِيـنـَكَ فانـْــصـُرْ، والكـتابَ، وسُــــنـَّة ً
بـطاقـتِـكَ القـُصـْوى، وكُـنْ مُـتحـَمِّلا
80
وطـــاوع وَلِـــيَّ الأمـــــرِ، واحْذرْ خِلافه
وتابـــع سـبيلَ المـؤمنينَ المُوَصـِّـلا
81
بِـهِــمْ فـَـتـَشــبـَّـ ـهْ، واهْـتـممْ بأمُــــورهم
وخُـذْهـمْ أخِــلاَّءَ، ومـــنـــهم تـَــأهـَّلا
82
(ب) ومن يُِـحْبـِبْ الكـفـَّارَ للكــفرِ راضياً
بِـمِــلـَّتِــ همْ يكـــفرْ مُــهاناً، ويُـخـْــذلا
83
(ج) ومن نَصَرَ الكفـَّارَ، واصْطف َّ مَعْهمُ
عـلينا فبـالكـــفـــار أمســـى مُـمَــثـَّلا
84
(د) ومن طاوع الكُــفـَّار في الكفر طائعاً
تـَبـِيعــاً فبـالكـُفـْر ِ الصُـراح ِ تسَرْبَلا
85
ومن في الذنوبِ والمــعــــاصي أطاعهم
ومن شـَابـَه الكفـــارَ، لكــن تنـَصـَّـلا
86
من الكــفر، بـــل أقـرَّ بالــــذنبِ عــارِفاً
فـَحـَظـَّاً من الإشراكِ الاصْغر ِ حَصـَّلا
87
(هـ) ومن يتـَّـخذْهـــم أصْدِقـــا، وأحِـبـَّة ً
فبالـوَيْــلِ يدْعــو في القيامةِ مُـعـْـوِلا
88
كمـن هنـَّــأ الكـُفـَّـــارَ في يـــوم عــيدِهم
ومن عاونَ الكفار في الجَورِ مُبْطـِلا َ
89
(و) معاملـة ُ الكفـَّـار بالبيعِ، والشـِّـــــرا
ونحـــوهــمـا مـــا كــان حِلاَّ فحـَلـِّلا َ
90
وبِرَّهــــم بالقِـــسْـــطِ إنْ لــم يُـقــاتِـــلوا
وأهْـدِ، ومنــــــهمْ الهدايا تـَـــقـَـــبـّ َلا
91
وليس بحبِّ القـومِ، بل هــــو دعــــــوة ٌ
ومـصلـحة ٌ تـُـرجَى، فلا يَخْدِشُ الوَلا




5- الإيمان بالملائكة والكتب والرسل


(أ) الإيمان بالملائكة

92
(1) ونـؤْمِنُ بالأملاكِ من خَلْق ِ ربـِّنَا
(2) من النورِ صِيغـُوا، ليس طِيناً مُصَلْصَـلا َ
93
وليـــسوا بنــاتِ الله، بِئـْــسَتْ مقـالة ً
وَمَنْ أَلـَّـــــه َ الأمـــــلاكَ ضـَــــــل َّ مُــجَــهـَّلا َ
94
(3) مُطِيعونَ، لا يعْصونَ أمْرَ مَليكِهمْ
فجـــــبريــــل ُ مــنـْهـُم، وَهْــو بالـوَحْـي وُكـِّلا َ
95
وبالقـَــطـْــر ِ مــيــكـالٌ، وبالقبر ِ مُنْكَرٌ
نَكيرٌ، وإســــرافـيلُ بالصور ِ، فاعْــــقـِــــ ــلا َ
96
ورِضـْـــوانُ للجــناتِ، للنـــار ِ مالــكٌ
فصَــدِّقْ، وآمِــــنْ مُـجْـــمَــــل اً، ومُـفـَـــصـَّـ لا َ




(ب) الإيمان بالرسل.

97
(4) وآمِـــنْ برُسْــل ِ اللهِ، مِـنْ وُلْـــدِ آدمَ
بـِتـَبْلــيغ ِ شــــرع ِ اللهِ قامـــوا تـَحـَمـُّلا َ
98
عـِـبــادٌ له، لا يـُعـْبـَــدونَ ، وإنـَّهـُــــــ ـــمْ
من الذَنـْبِ معْـصـُـومون، قـُدوة ُ من تـَلا َ
99
فآمـِـــــنْ بهـــمْ طـُــرًّا، فإنـــكارُ واحــــدٍ
جـــحــودٌ بـهــم طـُـرّاً، وباللهِ مـُـــرسِــلا َ
100
فـَــمَـــا ثـَمَّ تـَفـْـــريقُ بالايــمـــان ِ بينهُم
وإن كانَ بعضـُهـُم على البعـِض ِ فـُضـِّلا َ
101
(5) فآمِنْ بِرُسْل ٍ فـُضـِّلوا -فادْر ِ- خمسةٍ
وعِشرينَ، والباقونَ في الذِّكر مـُجـْمَــــلا َ
102
(6) وآمِـــنْ بخـيرِ ِ المــــرسَــلين َ مُحمداً
وتابـِعْهُ، واسـْلـُـكْ ذا السبيلَ المـُسـَبـَّـــ ـلا َ
103
فذلــك مفـْـروضٌ لـكــــلِّ مـُـكـَـــلـَّـ ـــــــفٍ
إليه نـَمـَا ذِكــــرُ الحــبـيــبِ، ووُصـِّـــــلا َ
104
(7) والاســلامُ ديــنُ الأنـبياءِ جمـــيعـِهمْ
فـــــوحـِّــــ ــدْ إلـــــهَ العــــالـمينَ مـُهـَلـِّلا َ
105
ومَــــن حسِــبَ اتـَّــباع شـــرع ِ مُحمــــدٍ
له ليسَ مـُلْزِمـًا ففي الكُـــفـْـر ِ أُوحِــــــلا َ
106
(8) ومَـــنْ يدَّعــــــي بعــــد النبيِِّ نُـبُوةً
فقد جـــاءَ بــالـزور ِ الصـُّراحِ مـُخـَطـَّلا َ(5)
107
كَـعَـبْـدِ البَــــهَا، ومَنْ يُصـــدِّقـْه كافـِــــــرٌ
فبالمـــصطـــفى خـَــتْــمُ النبيينَ، فاعـْقـِلا َ




(ج) الإيمان بالكتب

108
(9) ونــــؤمِــنُ أنَّ الله أنْـــزَلَ كـــتْبَـــــهُ
علــى رُسْــلِـــه قـَــوْلاً من اللهِ مـُنـْزَلا َ
109
فتوراةُ موسى، ثم الانْــــــــجي لُ بعــــــده
زَبُـــورٌ على داودَ يُتـْــــلىَ مـُرتـَّـــــلا َ
110
وصُــحْــفـــاً على موسى، ووالِــدِ الانبيا
وآخـِــرهـُا القـُــرآنُ هـَيـْمَنَ، واعـْتـَلا َ
111
ففي الكُتـْــبِ شـــرعُ اللهِ، وهْي كلامـُـــهُ
فـَما حـُفِظـَتْ إلا القــــــرانَ المـُبـَجـَّلا َ
112
(10) فقد حـَـــرَّفـَتْ أيديـهِـــمُ، ولِسانُهُم
كمــــا حـَـــرَّفوا منهـــا المعاني تـَأوُّلا َ
113
(11) فما خالف القرآن فاحـْكـُم بنسـْخـِهِ
وهلْ يعمَلُ الواعي بحـُـــــكـِمٍ تـَــبـَـدَّلا َ
114
(12) وقرآنـُنَا لـَفْظـاً ومعنىً، حقيــــقة ً
من الله، لم يُخـْلـَقْ، فـَدَعْ مـَنْ تـَعَزَّلا َ(6)




6- الإيمان باليوم الآخر

115
(1) ونؤمنُ بالجنـَّاتِ، والنـَّار، لا امـْتـِرا
فـَأوجـِــدَتا، مــوعودتان ِ بالاِمْتـِلا
116
(2) فـَحـِسٌ، ومعنـًى شـِقـْوَةٌ وسعـــادة ٌ
وتحقيقُ كيفيـَّاتِها لن يـُحـَصـَّـــلا َ
117
ورُؤيَة ُ وجـــــهِ اللهِ أعلـــــى نَعيمـِــــها
ولنْ تـَفنـَيـَا، فاجهدْ لذلك واعْمَلا َ
118
(3) ونؤمنُ بالحـــوض ِ الذي لِنبـــــيـِّنا
لقـد طابَ للأبرار ِ وِرْداً، ومَنـْهـَلا َ
119
ونؤمنُ بالصـِّــــراط ِ كالســــيفِ حَـــــدُّهُ
فيا ربـَّنا أنْج ِ الضعيف، وأوْصـِلا َ
120
ونؤمـــــــنُ بالميــــــزان ِ بالقِسْطِ وزنـُهُ
فمــا أرْحَـمَ الربَّ الكريمَ، وأعـْدلا َ
121
ويشفعُ في فصْــــل القضـــــــاءِ مـــحمدٌ
ويشفــعُ فـي أهل ِ الكبائر ِ والبَلا َ
122
(4) وبعدَ سـُــــــؤال ِ القبر ِ يأتي عذابـُهُ
كـــــذاك النعيمُ، فاسـْتـَعدَّ، لِتـُسْألا َ
123
ألمْ يأمــــــرْ المختـــــارُ قال: تـَــــعـَوَّذو ا
فمنْ شك فيه، أو تـَهــاونَ ضـُلـِّلا َ




& الإيمان بأشراط الساعة

124
(5) وآمِنْ بأشــراطِ القيـــامةِ كلـِّـــــها
فمنْهُنَّ عشرٌ عن حُذَيفـَة َ، فاقـْبـَلا َ
125
فيأجوجُ، مأجوجٌ، خـُسـُــــــوفٌ ثلاثة ٌ
دُخانٌ، وما دبـَّتْ، مَسيحان ِ أُنْزِلا َ
126
كذاك طـُلوعُ الشمسِ من نحــو مـَغرِبٍ
ونـارٌ تـَسوقُ الناسَ سـًوْقاً مُهَوِّلا َ
127
فمنْ جحدَ الحقَّ استحـــقَّ ضـــــــلالة ً
وقـُـــــبـِّحَ مَنْكوسَ العقيدةِ أخـْطـَلا َ
128
(6) وليس سِوى الرحمن ِ يعلمُ وقتـَها
فـَجبـــــــــر يلُ للتـَّعليمِ جاء؛ ليسْأَلا َ




7- الإيمان بالقضاء والقدر

129
ولـِلقَـَدَر -اعْلمْـــها- مراتِبُ أربـــــعٌ
(أ) فأَوَّلـُهــا العِلمُ الذي كــان أَوَّلا َ
130
بما كان قـَبْـــــلاً، والذي هو كائــنٌ
وما سيكـونُ، والذي ما تـَحـَصـَّلا َ
131
لئـِنْ كان كيـْفما يكونُ؟ كســــــائل ٍ
رُجـُوعـاً إلى الدنيـا ذليلاً، لـِيعْمَلا َ
132
(ب) وقدْ خـُط في اللوْح الذي هو كائنٌ
وما خـُط َّ في المحفوظ لنْ يتـبدَّلا َ
133
وقد كان يـومَ القبــضَـتـين ِ كتابة ٌ
وســاعـة َ تخـْليق ِ الجَنين ِ مُعدَّلا َ
134
وساعة َ نفخ ِالروح، والقـَـدَرُ الذي
لـدى ليلـةٍ فيها القرانُ تـَــــــنـَزَّ لا َ
135
وفي كل يومٍ يَــــقـْــدِرُ اللهُ ما يشا
فما يَشَأ الرحمنُ في الكون ِ يَفعـلا
136
وأنت بما خـَطَّ الملاكُ مُحـاسَــبٌ
وإن كان طِبقاً للذي خـُــط َّ أوَّلا َ
137
(ج) وثـالثُ تـلك المرتباتِ: مشيئـةٌ
فـَكـُل ٌّ لـه طــوعاً وكـَـرْهاً مُذلـَّلا َ
138
وأفـــعالُ كــلِّ الكـائــناتِ، وحالُـها
بما شاءَ ربُّ العرشِ، ليس بما حلا َ
139
وَثـَـــمَّ إرادتـــــــــا ن، أمـَّـا إرادة ٌ
فـَكوْنيـَّة، وهي التي الكُلَّ تـَـشْـمَلاَ
140
فما كان من خير ٍ، وشـرٍّ فـَخـلْقـُـهُ
وأمـَّا الذي يرضاه ربِّي ويَقـْبـَلا َ
141
فشرعية ٌ، ثـُمَّ الحسابُ بحسْبـِــها
فمن وافق الشرعيَّ أفلحَ، واعتـَلَى
142
فإيمانُ ذي الإيمان ِ عَــمَّـهُما مــعاً
وخالفَ ذاتَ الشرعِ ذو الكُفر مُبْتلــــى
143
(د) ورابعُها: خـَلْقٌ لأفـْعالِ خـلقـِْهِ
وقـُدْرَتِــهم، فاخـضع له مـُتـَــذلـِّلا َ
144
وما بين أُصـْبُعَيْنِ -فاعلم- قـُلـُوبُنـا
فمنْ شاء أنْجاهُ، ومن شاء حـَـوَّلا
145
ولِلعَبْدِ -فاعلمْ- قــــدرَة ٌ، ومشيئة ٌ
تكونُ إذا ما شـاء رَبـُّـــــــكَ أَوَّلا َ
146
بها تـَقـَعُ الأفعالُ، وهي اكتسابـُهُمْ
وليسَ اقتراناً ســـــاذَجَا، فتأمـَّلا َ
147
مُيَسـَّر ٌ الإنسانُ، ليسَ مُسَيـَّـــــرا ً
إذ الجَبْرُ طعْنٌ في العقيـــدةِ مُبْطِلا
148
ويطْعَنُ في التوحيدِ إطـلاقُ خِـيرَةٍ
فَلا تَكُ جَبْريـّاً، ولا مُتـــــــــعـز ِّلا َ
149
من اعتقدَ الأسبابَ تـُغـني فمُشْــركٌ
ومَنْ أهْمَلَ الأسبابَ فالعقـْلَ أهْمَلا َ
150
يريدُ الإلهُ الشـــيءَ، والعبـْـدُ فاعـِلٌ
ومُنـْفـَعـِلٌ فيه، فـَدَقـِّقْ، لِتـَعــقِـلا َ
151
إذ ْ اللهُ يَـهْدي العبدَ، والعبدُ يَهْتـَدِي
يُصَلي، وربُّ العرشِ قـَويٌّ، وسَهـَّلا َ
152
ولا يظــــــــلمُ الرحـمنُ مثـقالَ ذرَّةٍ
فما أحكمَ الرحمنَ ربِّي، وأعْـــدلا َ
153
ولوْ عـَذَّبَ العُبـَّادَ فالحُكْــم عــادِلٌ
ولوْ رَحِمَ العُبـَّاد كان تـَفـَـضـُّــلا َ
154
وَيـُحْتـَجُّ بالأقدارِ عندَ مُصيـــــــبَةٍ
وذنْبٍ إذا ما تابَ منه، وأقـْبَــــلا َ
155
فإنْ يَحْتَجـِجْ قبلَ المتــــابِ لذنْبـِهِ
فقد صارَ بالشيطان ِ فيه مُــمَـثـِّــلا
156
ولا يُسْألُ الرحــمنُ عن فِعْلِهِ، فلا
تخـُضْ بالهوى والعَقـْلِ، والقـَدَرَ اقـْبَلاَ




8- مسائل الإيمان والكفر

157
(1) وإيمانـُنا قـَــــــــــــ وْلٌ، وفِعْلٌ(7)يده
تـُقـَـــــــاك َ، وبالعِصْيان ِ يذهبُ مُسْفِلا َ
158
وأركانَ الإيمان ِ اعْتـَقِدْها مُصَـــــــــــ دِقاً
وذلك قــــــــــــــ ـــــولُ القلبِ، ثمَّ تـَوَكَّلا َ
159
مع الحُبِّ والإخـْــلاصِ، والخوفِ والرَّجا
فذلك من أعمال قـَلـــــــــــ ـــبـِكَ، فاعْمَلا َ
160
وقـَوْلُ اللسان ِ: النـُّطـْقُ، فانطِقْ شهـــادةً
يَزيدُ بإقــــرارٍ بأحمَــــــــدَ مُرسَــــــــــ لا َ
161
كذا كلُّ تـَفضيلٍ أتاكَ فكُــــــــــــ ـنْ بـــــــهِ
مُقِـــــــــــ ـرَّاً، فيـــــــزدادَ اليقينُ، ويَكْمُلاَ
162
وفِعلُ اللسان ِ: الأمْرُ والنـــــــهي، فأمُرَنْ
ولا تـَكُ أعمالَ الجــــــــــــ ـوارح ِ مُهْمِلا َ
163
وأعَمالُ قلبٍ، واللسان ِ تفاوتــــــــــ ـــــَتْ
وأعمالُ جســـــــــمٍ، فاطـْلُبَنْ كلَّ ما عَلا َ
164
والإيمانَ أعمالَ الجــوارح ِ سمـِّــــــــــ ـها
وفـــــي وَفـْـــدِ عبدِ القيْسِ ما كان دَلـَّلا َ
165
(2) ومن مات بالتوحيدِ حتـَّى ولو عصى
سينجو إلى الجَـــــنـَّــ ـات يوماً، ويُدخـَلا َ
166
(3) ومن مات بالإشراكِ بعدَ بُلـــــوغِها(8)
سيَخـْلُدُ في النيـــــــــــ ران ِ، لن يَتـَحوَّلا َ
167
ومن مات بالإشراكِ قبلَ بلـــــــــــــ ـوغِها
فذلكَ في أرض ِ القيامـــــــــ ـــــــةِ يُبْتـَلَى
168
(4) ولا تـُكْفِرَنْ عَبْداً بِفِــــــعْـــ لٍ كَبِيــــرةٍ
ولو لــــــــمْ يَـتـُـبْ إلا إذا ما تــــَحَـلـَّلا َ(9)
169
ولا يسْتـَحقُّ الخـُلْدَ في النــــــــــار ِ مُسلمٌ
ولكنَّ إيمانَ الفتى قـَدْ تـَـــــــسَـــ ــــــفـَّلا َ
170
(5) إلى جَنـَّة المَأْوَى لأول وَهـْــــــــــ ـلـَةٍ
فتـًى خـَيْرُهُ في الوزن ِ قد كـــــان أثـْقـَلا َ
171
فإنْ تتساوى الكِفـَّـــــــ ـتان ِ فـَذلِكُـــــــ ــــمْ
يقُومُ على الأعــرافِ حتى يُــــــــحَـــ وَّلا َ
172
ولكن إذا ما السَّــــــــــ ــيئاتِ تـَـــــرَجَّحَ تْ
فهذا اسْتـَحقَّ النــــــارَ عَــــدْلاً مُــعَـــدَّلا َ
173
(6) ولكنـَّه تحْتَ المشيــــــــــ ــــئةِ، عَلـَّهُ
يُنـَجـَّى من النِّيران ِ مَنْ كانَ أُهـِّـــــــــ ـلا َ
174
وقدْ يَدْخـُلُ النـِّيرانَ ليسَ بخـــــــــــــ ـــالدٍ
فيا سعْــــــدَ مَنْ رَجـّــــَى الكريمَ، وأمـَّلا َ
175
(7) ومن يَأْبَ نُطـْقاً بالشهادةِ قــــــــادِراً
على النـُّطق ِ يَكْفـُرْ، خالِداً مــع منْ صَلَى
176
(8) وتارِكُ رُكن ٍ غيرَها مُتَكاسِـــــــ ـــــلاً
ففيه اجْـــتِـهادٌ حُقَّ أن يـُتـَــــــحَـ ـــمـَّــلا َ
177
ويَكْفـُرُ عندَ القومِ إن كان جـــــــاحِــــ ـــداً
(9) وتـَــكــفيرُ أهل ِ الزَّيْـغِ رأْيٌ تـُنـُقـِّلا َ
178
كَمُعتزلٍ، والرافِضِــــــ ــــيَّ، وخــــــــارج ٍ
فلا تـُــكْـفِرَنـّ َهُم بالعُمومِ، وفـَــــصـِّـــ ـــلا َ
179
(10) إذا ثبَتَ الإســــــــلام ُ حُـكْماً لواحدٍ
فلا تـَـــــرْمِهِ بالكُـــــفر ِ ظـُـلْماً، وأمْهـِلا َ
180
وبَلـِّغـْه، وانْصَحْهُ بظــــــاهِرِ حُـــــــــجـَّ ةٍ
مُخـَالفُها يستوجِبُ النارَ مَــــــدْخـَــ ـــــلا َ
181
(11) ومن شَهـِدَ الشهادَتين ِ فمُســـــــلِمٌ
وفـَــــــــَرْ عٌ لأصلٍ مسلمٍ، معه عَــــــــــلا َ
182
فمَنْ يتَوقـَّفْ فيهــــما فـَمَـــــوسْــ ــــوِسٌ
ومُبْتـَدِعٌ ما زال فِـــــــــيـْـ ـنا مُـبَـــلْــبَـ ـلا َ
183
وإن كانَ ذا كُفـِرٍ، وقـــــــــــــ ــــالَ شهادةً
فـَيُحدِثُ معْهـــــــــــ ـــــا توْبةً، وتـَنَصـُّلا َ
184
(12) لمن قامَ بالأركانِ حَقٌ، وعـِــصْمَة ٌ
ومَنْ نَقَــــــــــض َ الأركانَ هانَ، وحُلـِّلا َ
185
(13) ولا تـَسْتـَهـِنْ يوماً بتكْفيرِ مُــــسلِمٍ
فَيـُــــــــــ ردَدْ عليكَ القـَولُ رَدّاً مُعَجـَّلا َ(10)




9- العقيدة في الصحابة والخلافة والإمامة

186
(1) وخيـــرُ عبـــادِ الله من بعْدِ الانبيا
صـــحابـــة ُ خــير ِ الخلق ِ جيلاً مُفـَضـَّلا َ
187
وأوْلاهُم بالفـَضـْل ِ والـذِّكْـر ِ عشـــــرةٌ
فبَــــــــــــ دْريُّهُمْ، ثــــم المُبايِعُ في المَلا َ(11)
188
وأزْواجُهُ الأطهارُ من أهْــــــــــل ِ بيتِهِ
نـُبَــجـِّــلـ ُـهُم، لكنْ نـُـــــــــــج انِبُ من غـَلا َ
189
فأحْبـِبْهُم، واعْرفـْهُم، وتـَوَلـَّـــــ ـــــــهُم
وكــــــــــــن ْ لـهم في العـــــــالمين َ مُبَجـِّلا َ
190
(2) قد استـُخْلِفَ الصديقُ بعد نبـــــيـِنا
ومن بعدِهِ الفاروقُ، عثمـــــــــــا نُ قد تـَلا َ
191
وجاءَ عليٌّ في الخلافةِ رابـِــــــــــ ـــــعاً
فمـــــــن شكَّ في تلك الخلافةِ ضـُـــــلـِّــل ا َ
192
(3) مُقـَدِّمُه من قـَبْل ِ عثمانَ مُخـْـــطِئٌ
(4) وأمَّا على الشيخينِ فالرفـْضَ حَصـَّلا َ
193
(5) وأمْسِك عن الشرِ الذي كان بينهم
لِمقتـَل عثمان ِ الحيـــــــاءِ، وأَجْمِــــــــ ــلا َ
194
فأكثرُ ما يُروَى تخـــــــاليط ُ شـــــانِئ ٍ
فـَدعْ عنكَ قولَ الشانئـــــــــ ـــــينَ، وأبْطـِلا َ
195
علـــــيٌّ إمــــــــامٌ جاهِــــــــدٌ، ومُجاهِدٌ
مُصـــــيبٌ، له أجران ِ، بالحـقِّ قـَــتـَّــــــ ـلا َ
196
معاويـة ُ الحِـلم ِ الأمــــينُ ابــنُ عمِّـــهِ
له مُفرَداً أجْرٌ، وسُـــومِحَ، واعْــــتـَــــ لَـــى
197
تأمـَّرَ أهلَ الشامِ عشــــــرينَ حِـــجـَّــة ً
مِن الخُلفاءِ الـــــــراشدين َ مُــــــخـَــــ ـــوَّلا َ
198
وعِشرينَ أخرى يحكمُ النــاسَ بالتـُّقـَى
فبُورِكَ خالُ المؤمنينَ مُبـَـــــــــج ـَّــــــــــلا َ
199
ومن سَــــبَّ أصحــــابَ النبيِّ فقـُل له:
ألا لَــــعَــنَ اللهُ الخبيثَ المُخـَـــــطـّ َــــــــــلا َ
200
أرادَ انتقاصَ الوَحْــــي ذِكْراً(12) سُنـَّةً
فـَسَــــبَّ رُواةَ الوَحْـــي، كَــــيْ يَـتـَــوصـَّلا َ
201
(6) ولا تعْــتـَــقـِـد بعد النبيينَ عصْمة ً
فمنْ بعد رُسْـــــل ِ اللهِ بالذَّنـْــبِ مُـبْـتـَـلَـــ ـى
202
ومنهم إمَامٌ، بَلْ وَلِـــــيٌ، وصَـــــــاحِبٌ
بصُـــحْــبَــة ِ خير ِ الخـلْـق ِ فــــازَ مُفـَضـَّلا َ
203
(7) وليسَ ولِـــــيُّ اللهِ إلا من اتـَّــــقى
وحُـــلـِّـــــ ــــيَ بالإيمان ِ، ذا أجْمَلُ الحِــلـَـى
204
ينالون في الدَّاريْــــــ ــــــــن ِ كُلَّ كَرامَةٍ
فأحْـبـِــبْـــ ـهُم، واحْـــذرْ طريقـــة َ مَنْ غـَلا َ
205
(8) ومَن ظـَنَّ للمخـْــــلوق ِ حَقَّ إلاهَةٍ
كَـمِـثـْـــــل ِ النـُّـصَـيرِيّ ِـيـنَ، أو مَن تـَقـَــوَّلا َ
206
بأنْ يَدَّعي بعــــــدَ النبــي نـُـبُـــــــــ ـوَّة ً
ومَـــــن جَعَلَ الـــــــوَلِــ ـيَّ أعـْـلَـــى وأَكَمَلا َ
207
من الأنـبـِيا فالكُــــــــــ لُّ بَــــاغ ٍ، وكافِرٌ
ولا تـُكْفـِرْ الزَّيْدِيَّ -فادْر ِ- المُـــفـَـضـِّ ـلا َ(13)
208
(9) وفـَرْضٌ عليْنا أنْ نـُقـِــــيمَ خِلافـَة ً
تـُــجَــمـِّــ عُـــنـَـــا تحتَ اللـــــــــواء ِ مُظـَلـِّلا َ
209
سَتـَرْجـِعُ في يَوْمٍ على مَـــنـْهَج ِ الهُدَى
كَـــمَـــا بَــشـَّـرَ المُخـْتارُ فيما تـُــــنـُـــقـ ِّــلا َ


ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1)قلت(اى الناظم):

وَكَمْ قُلْتُ نظْماً متقِناً، أو مُقارِباً
ولكنه ما زال في القومِ مُهْمَلاً
فصبرٌ جميلٌ إنني غيرُ جــازعٍ
عسى عن قريب أن يُذاعَ ويُحمَلا

وأسال الله الإخلاص والقبول، وليس المراد من ذيوعه: التشهير والتسميع عياذا بالله -تعالى-، إنما المقصود عموم الفائدة، والله المستعان.
(2) أصلها: فاقبلن بنون التوكيد الخفيفة، وهي تقلب عند الوقف ألفاً كقوله -تعالى-: (كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ)( العلق:15)، وقد نبهت على هذا حتى لا يظن ظانٌ أن الفعل مبني على السكون، وأنه نصب خطأ، وسيأتي نحو هذا كثيراً، قد تظن أن الفعل حقه الجزم أو الرفع وأنه نصب خطأ، وإنما هي نون التوكيد قلبت عند الوقف ألفاً.
(3) مسجلا، أي: مطلقا، يقال: أسجل الشيء بمعنى: أطلقه.
(4) احظلا، أي: امنع، والحظل هو المنع.
(5) مخطلا: أي: منسوباً على الخطل، محكوماً عليه به، والخَطـَل: خفة وسرعة، يقال: خـَطِل خـَطـَلاً، فهو خـَطـِلٌ، وأخـْطـَل، والخاطل: الأحمق العَجـِل، وهو أيضاً السريع الطعن، العَجـِلُهُ. [لسان العرب (11/209) مادة: (خطل)].
(6) أي: أخذ بقول المعتزلة، ووافقهم على عقيدتهم، فمن معاني صيغة: (تفعَّل): الاتخاذ، يقال: توسَّد الرجل الثوب، أي: اتخذه وسادة. [تيسير الصرف للحملاوي (8)].
(7) أقصد العمل، وإنما اخترت الفعل دون العمل لضرورة الوزن.
(8) أي: الرسالة.
(9) أي: استحل، فمن معاني صيغة: (تـَفـَعـَّلَ) (استفعل)، نحو، تـَعَظـَّم وتـَكبَّرَ. [الشافية في علم التصريف (1/20)].
(10) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ. فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ) رواه البخاري (6104)، ومسلم (60).
(11) أعني: أهل بيعة الرضوان.
(12) أي: القرآن، قال -تعالى-: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ((ال حجر:9).
(13) أي: المفضل علياً -رضي الله عنه- على عثمان -رضي الله عنه-.



منقول من هنا
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=73058