تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حَسِّن إسلامك..!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي حَسِّن إسلامك..!

    إن ابن رجب قد أبدع في ربط التحرر من أسر هذه الآفة بحسن الإسلام، عند شرحه لحديث"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه في جامع العلوم والحكم فقال - رحمه الله تعالى – : "ومعنى هذا الحديث : أنَّ من حسن إسلامه تَرك ما لا يعنيه من قول وفعل، واقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال.
    ومعنى يعنيه : أنْ تتعلق عنايتُه به، ويكون من مقصده ومطلوبه،
    والعناية: شدة الاهتمام بالشيء، يقال: عناه يعنيه: إذا اهتمَّ به وطلبه، وليس المراد أنه يترك ما لا عناية له به ولا إرادة بحكم الهوى وطلب النفس، بل بحكم الشرع والإسلام، ولهذا جعله من حسن الإسلام، فإذا حَسُنَ إسلامُ المرء، ترك ما لا يعنيه في الإسلام من الأقوال والأفعال..".
    إلى أن قال : "وإذا حسن الإسلام اقتضى ترك ما لا يعني كله من المحرمات والمشتبهات والمكروهات، وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها، فإنَّ هذا كله لا يعني المسلم إذا كمل إسلامهُ، وبلغ إلى درجة الإحسان، وهو أنْ يَعْبُدَ الله تعالى كأنَّه يراه، فإنْ لم يكن يراه، فإنَّ الله يراه" انتهى كلامه رحمه الله .
    وأكّـد العلامة محمد بن صالح العثيمين في شرح الأربعين النووية هذا الارتباط بين حسن الإسلام وترك ما لا يعني المرء، وفي المقابل: دلالة كثرة اشتغال المرء بما لا يعنيه على ضعف إسلامه!

    قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (14/ 482) :
    ولا سيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه

    وقال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (2/ 22) :
    وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الورع كله في كلمة واحدة، فقال: ((من حسن إسلام المرء: تركُه ما لا يعنيه))، فهذا يعم الترك لما لا يعني : من الكلام ، والنظر، والاستماع ، والبطش، والمشي، والفكر، وسائر الحركات الظاهرة والباطنة ، فهذه كلمة شافية في الورع

    وقال العلامة ابن عثيمين في شرح الأربعين:
    "وهنا قد يَرِدُ إشكالٌ، وهو: هل ترك العبد ما لا يعنيه هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
    والجواب: لا، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يعني الإنسان، كما قال الله عزّ وجل : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) فلو رأيت إنساناً على منكر وقلت له: يا أخي هذا منكر لا يجوز.
    فليس له الحق أن يقول : هذا لا يعنيك، ولو قاله لم يقبل منه ؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني الأمة الإسلامية كلها.
    ومن ذلك أيضاً : ما يتعلق بالأهل والأبناء والبنات فإنه يعني راعي البيت أن يدلّهم على الخير ويأمرهم به ويحذرهم من الشر وينهاهم عنه. قال الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ.. } ".
    انتهى كلامه رحمه الله؛ وهو بيان سهل جميل يغزو القلوب فلا تملك إلا التسليم، وبمثله يُخاطب عوام الناس لإزالة الجهل والالتباس.

    كلام السلف في ترك ما لا يعني:
    قال عمر بن عبدالعزيز:
    من عد كلامَه مِن عمله، قلَّ كلامه فيما لا ينفعه.

    وقال الحسن البصري: علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه.

    وقال الشافعي: ثلاثة تزيد في العقل: مجالسة العلماء، ومجالسة الصالحين، وترك الكلام فيما لا يعني.

    الفوائد من الحديث:

    1- ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه؛ لأن ذلك أحفظ لوقته، وأسلم لدينه.
    2- ترك اللغو والفضول دليل على كمال إسلام المرء .

    3- الحث على استثمار الوقت بما يعود على العبد بالنفع.
    4- البُعد عن سفاسف الأمور ومرذولها .
    5- التدخل فيما لا يعني يؤدي إلى الشقاق بين الناس.
    6- الحديث أصل عظيم للكمال الخلقي، وزينة للإنسان بين ذويه وأقرانه.7- وفي الحديث حثٌّ على الاشتغال فيما يعني المرءَ من شؤون دِينه ودنياه، فإذا كان مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فمِن حُسنه إذًا اشتغالُه فيما يعنيه.
    فاللهم ارزقنا حسن الإسلام، وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة .

    منقول بتصرف ...


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    المشاركات
    103

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    وجزاك مثله أخيتي أمة الحليم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •