بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن أتبعه .

وبعد ؛ فإنه مما يقض مضجع الغيورين على دين الله،ويؤرق نومهم أن ترى من يلوي عنق النص ليوافق ما يقول به من أفكار ضالة،وعقائد فاسدة،ومواقف مسبقة، يتعامل مع الأصلين الكتاب و السنة، كنصوص عقلية بقصد الإساءة،والتحريف، ويأتي إلى النص لينزل عليه تلك الأفكار والمعتقدات، والمواقف محاولاً إضفاء الشرعية على وجهته التى ولاها، فهو لايقرأ النص من أجل التعبد ،والتقرب إلى الله تعالى ،وتنزيله على الواقع لإصلاح العباد والبلاد،وإنما هدفه قراءة كلماته بغية تعضيد ما يذهب إليه ويميل. ليوهم الناس أن فكره ينطلق من كتاب وسنة ، وأمثال هؤلاء يعرفون بعلامات لا تخفى على ذي لب وعقل سليم ، فهم لا يحفظون شيئاً من كتاب الله تعالى ولا يعرفون تلاوته ،وليس لهم أي إلمام بعلومه ،وكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم . ويجهلون ان لتفسير القرآن والسنة أصولاً و مباني لايزيغ عنها إلا هالك ، ولا يحيد عنها إلا ضالّ ،و من ثَمّ ترى أمثال هؤلاء يتجهون في الغالب نحو الآيات التي بظاهرها متشابهة ، فيتبعونها ابتغاء تأويلها و تصريفها إلى حيثُ مراميهم السيئة تمويهاً على العامة .قال الله تعالى { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } آل عمران الآية7.
خرّج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فٱحذروهم ".
والله ولي التوفيق.