الإرهاب اليهودي ضد المخالفين لهم في الدين والعرق
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه .
أما بعد :
فقد تكلمنا في المقال السابق عن الإرهاب النصراني وإن كان الكلام عن الإرهاب النصراني يحتاج إلى مؤلفات كبيرة إلا أننا أشرنا إليه إشارات ، وفي هذا المقال نتكلم عن الإرهاب اليهودي ، واليهود هم قتلة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قال الله تعالى : (( لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُون )) [ البقرة : 70]، وقال جل وعلا : (( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )) [ آل عمران : 181] ، وهم أهل نقض العهود قال الله تعالى : (( أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)) البقرة : 100] ، وقال تعالى : (( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا )) [ النساء : 155 )) .
لقد بدأ الإرهاب اليهودي ضد الإسلام مبكراً فقد حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم فقد قام يهود بني النضير بمحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد غزوة أحد فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقام وترك المكان ، ثم نقضوا عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأعانوا الأحزاب الذين تحزبوا على النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب وتحالفوا معهم لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقضاء على الإسلام فخيبهم الله وأفشل مخططهم الإرهابي ، ثم بعد ذلك في غزوة خيبر أهدت له زينب بن الحارث امرأة سلام بن مشكم شاة مسمومة فلما أكل منها عرف أنها مسمومة فسألها عن ذلك فاعترفت ومات بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن أكل منها ، فهذا فعلهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه نبي مرسل من عند الله جل وعلا فكيف بغيره.
وقد بدأ الإرهاب اليهودي بنصوص من التوراة المحرفة تدعوا إلى العنف والإرهاب والعنصرية ومن ذلك :
1- جاء في سفر التثنية : " وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًّا، التي ليست في مدن هؤلاء الأمم هنا، أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا، فلا تستبقِ منهم نسمة، بل تُحرمها تحريمًا: الحثيين، والأموريين، والكنعانيين، والفرزيين، والحويين، واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك " .
2- جاء في سفر التثنية : " فضَرْبًا تضربُ سُكان تلك المدينة بحد السيفِ، وتُحرمُها بكلِّ ما فيها مع بهائمها بحدِّ السيفِ، واجْمَع كل أمتعتها إلى وسطِ ساحتها، وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتِها كاملة للرب إلهك، فتكون تلاًّ إلى الأبد لا تُبنى بعدُ " .

3- جاء في سفر يشوع : " وأخذوا المدينة وحرموا كل ما في المدينة - أي: قتلوهم - من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف " .
4- جاء في سفر صموئيل الأول : " فالآنَ اذهَبْ واضرِبْ عَماليقَ، وحَرِّمُوا كُل ما له، ولا تَعْفُ عنهم؛ بلِ اقْتُلْ رَجُلاً وامرأة، طفلاً ورضيعًا، بقرًا وغنمًا، جملاً وحمارًا ".
وإذا كانت هذه بعض النصوص التي تدعوا إلى العنف والإرهاب في توراتهم المحرفة فالذي يقوله حاخاماتهم وكبارهم الآن في دولة الصهاينة لا يختلف عن هذه النصوص أبداً وهاهي بعض أقوالهم وتصريحاتهم :
1- قال الحاخام الأكبر للكيان اليهودي : " إبراهام شابير " في رسالة وجَّهها لمؤتمر شبابي صِهْيَوْني، عقد في "بروكلين"، في الولايات المتحدة: " نريد شبابًا يهوديًّا قويًّا أو شديدًا، نريد شبابًا يهوديًّا يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين، الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم منَ الأرض، يجب أن نتخلَّص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم " .
2- وصرح الحاخام "مردخاي إلياهو"، الحاخام الشرقي الأكبر للكيان الصِّهْيَوْني سابقًا، في خطاب أمام عدد من منتسبي المدارس الدينية العسكرية : " لنا أعداء كثيرون، وهناك مَن يتربَّص بنا وينتظر الفرصة للانقضاض علينا، وهؤلاء بإمكاننا - عبر الإجراءات العسكرية - أن نواجههم، لكن ما لا نستطيع مواجهته هو ذلك الكتاب الذي يسمونه "قرآن"، هذا عدونا الأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته " .
3- وقال الحاخام "إسحاق بيريتس"، أمام عدد من المجندين الجدد: " إذا استمر ارتفاع الأذان الذي يدعو المسلمين للصلاة كل يوم خمس مرات في القاهرة وعمان والرباط، فلا تَتَحَدَّثُوا عن السلام ".
4- وأما الحاخام "عوفاديا يوسف"، الزعيم الروحي لحزب "شاس"، اليهودي الشرقي، فقد قال عن العرب : " إنهم أسوأ من الثعابين، إنهم أفاعٍ سامة".
وقال : "هؤلاء الأشرار العرب تقول النصوص الدينية: إن الله ندم على خلقه أبناء إسماعيل هؤلاء، وإن العرب يتكاثرون كالنمل، تبًّا لهم، فليذهبوا إلى الجحيم " .

وقد تآمر اليهود على كل المجتمعات التي نزلوا فيها ففي ألمانيا تآمرت الصهيونية مع الحلفاء على إثارة اليهود في ألمانيا ضد الوطن الذي آواهم، فألقى الحلفاء من الجوِّ على مدنهم وثيقة ‏"‏بلفور‏"‏ إيذانًا لهم بأن يقوموا برسالتهم التاريخية، وهي رسالة الغدر الوطني‏ .
وقد عدَّد "هتلر" خيانات اليهود لألمانيا فذكر منها: استنزاف أموال الشعب بالربا الفادح، وإفساد التعليم، والسيطرة لصالحهم على المصارف، والبورصة، والشركات التجارية، والسيطرة على دُور النشر، والتدخل في سياسة الدولة لغير مصلحة الدولة، وفي القمة من خياناتهم التجسس ضد ألمانيا الذي احترفه عددٌ كبير منهم‏.‏
وهكذا كان اليهود في كل بلد عاشوا فيه في الشرق والغرب، وتعدَّى خطرهم - لدى المسيحيين - المال إلى الدماء، ويصور ‏"‏باركس‏"‏ صورة اليهود لدى المسيحيين بقوله‏: ‏لقد كان معتقَدًا أن اليهودي يطلب دم المسيحي لأغراض الطقوس الدينية، وأنه يسرقُ الأطفال أو يقتلهم لهذه الحاجات، وكان معتقَدًا أنه يسمِّم الآبار، وينشر الأمراض، ‏وينشر الإشاعات دائمًا من بلد إلى بلد؛ بأنه في حلف مع العرب المسلمين والتتر وجميع أعداء المسيحية، وقد كان في ذاكرة عامة أوروبا يمثِّل أكثر من مجرد البلاء الاقتصادي، فقد كان يمثل العدو الخبيث الخطر الذي يسعَى أبدَ الدهر ليحطِّم كلاًّ من بدن العدو المسيحي ورُوحه‏.‏
وأما جرائمهم الإرهابية ضد المسلمين فحدث ولا حرج ، فقد فعلوا الأفاعيل الشنيعة ضد المسلمين في فلسطين وارتكبوا المجازر البشعة ومن ذلك :
أ – مذبحة الأقصى الأولى 8/10/1990م :
في صبيحة يوم الاثنين 8/10/1990م حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المجموعة اليهودية المتطرفة المسماة " أمناء جبل الهيكل" ، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص مما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً ، وقد أعيقت حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحي إلا بعد 6 ساعات من بداية المجرزة .
ب – مذبحة الأقصى الثانية ( انتفاضة النفق ) 1996م :
بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996م وقعت اشتباكات عنيفة بين أبناء فلسطين المسلمين وجنود الاحتلال اليهودي في كافه أرجاء فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك ، وقد أسفرت هذه المواجهات عن استشهاد أربعين فلسطينيًا وإصابة المئات ، بعضهم جراحه خطيرة واستمرت هذه المواجهات ثلاثة أيام .
ج- مذبحة الأقصى الثالثة 2000م :
قام المجرم شارون بزيارة إلى المسجد الأقصى يوم الخميس 28/9/2000م فتصدى له الشباب المسلم وأفشلوا زيارته رغم أنه كان بحماية 3000 جندي إسرائيلي.
وفي اليوم التالي الجمعة 29/9/2000م قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن سبعة شهداء و250 جريحا ، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزه ومناطق الـ 48 مما شكل بداية للانتفاضة المباركة الثانية والتي لا تزال مستمرة إلى الآن ، وقدم فيها المسلمون في الأرض المباركة مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعًا عن دينهم وأقصاهم .
2- مذبحة دير ياسين 1948م :
دير ياسين قرية عربية قريبة من القدس كان عدد سكانها عام 48م قرابة الـ 700 فرد ، تعرضت لهجوم مسلح من عصابة الأرغون التي كان يرأسها مناحيم بيجين وعصابة شتيرن التي كان يرأسها إسحاق شامير وعصابة الهاجاناه التي كان يرأسها دافيد بن غوريون وكان ذلك يوم 10/4/1948م الساعة الثانية صباحا وقاتل أهل القرية وجرت بينهم وبين المهاجمين اشتباكات من بيت إلى بيت ، وقد أسفر هذا الهجوم عن 250 قتيلا أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ ، وقعت خلاله حوادث الاغتصاب والتمثيل وبقر بطون الحوامل وتفجير المنازل .
3- مذبحة كفر قاسم عام 1956م
كفر قاسم قرية عربية تقع غرب مدينه قلقيلية داخل الخط الأخضر ، تعرضت يوم الاثنين 29/10/1956م لهجوم إرهابي من القوات الصهيونية ، وكان ذلك في الخامسة مساء أثناء عودة أهل القرية من حقولهم ، وقتل في هذه المجزرة 49 شخصاً من أهل القرية .
4- مذبحة صبرا وشاتيلا 1982م :
صبرا وشاتيلا مخيمان فلسطينيان قرب بيروت عدد سكانهما قبل المجزرة 90 ألفا تعرضا لمجزرة رهيبة يوم الخميس 16/9/1982م على يد القوات الإسرائيلية وعملائها اللبنانيين وكانت بتخطيط من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أرائيل شارون وقد قتل فيها قرابة ثلاثة آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ .
-5
مذبحة المسجد الإبراهيمي 1994م :
في صلاة الفجر من يوم الجمعة 15 رمضان 1414هـ انطلق الرصاص كالمطر ودوّت أصوات انفجار القنابل اليدوية في المسجد الإبراهيمي والمصلون ساجدون ، وحصد هذا الاعتداء اللئيم 350 شخصاً بين شهيد وجريح واشترك في هذا العمل الوحشي الذي لم يشهد له العالم مثيلا جنود الاحتلال وعدد من المستوطنين.
وهكذا استمر الإرهاب اليهودي عبر التاريخ ، ولكن العجيب أن يلصق الإرهاب بالإسلام والمسلمين وهم الضحية للإرهاب اليهودي والنصراني ، ولكن أبواق الإعلام والسياسية في بلاد المسلمين يلصقون الإرهاب بالمسلمين فقط تقليداً وإتباعاً للغرب وللصهاينة ، فهل فعل المسلمون عبر التاريخ واحد في المائة من أفعال اليهود والنصارى ؟
أم أن الإرهاب خاص بالمسلمين فقط ؟
إن الواجب على المسلمين في كل مكان أن يعلموا حقيقة الحرب الدائرة وأنها حرب على الإسلام ولكن يؤيدها حكام المسلمين وساستهم وإعلامهم ، لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر من هذا الإجرامي العالمي .
اللهم عليك بكل من يحارب الإسلام والمسلمين ، اللهم رد كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم وتدميرهم وشتت شملهم وفرق جمعهم وانصر الإسلام والمسلمين عليهم يا رب العالمين .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه / ناصر بن أحمد السوهاجي