السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأردي بين الجرح والتعديل
هذا عنوان بحث علمي لشيخنا ا0د عبدالله مرحول السوالمة حفظه الله ،وهو بحث لم يطبع تجارياً،وهو منشور في مجلة جامعة الملك سعود –كلية التربية.
وملخصه كما يلي:
تهدف هذه الدراسة إلى جمع واستقراء ما وجه إلى الحافظ الناقد أبي الفتح الأردي(ت374هـ) من طعون وانتقادات كالتشيع والرفض والوضع والضعف والنكارة والتشدد والسرف في نقد الرجال وجرحهم هذا إلى جانب معرفة ما له عند العلماء_بشكل عام _ من منزلة ومكانة في العلم والحفظ والفهم مما جعل كثيرا منهم يثني عليه ويعول على أقواله في الرجال وغيرهم
وعلى ضوء هذه الأقوال المتضاربة فيه_ والتي تجعل الباحث في حيرة من أمره_وعلى ضوء جمع ما يقرب من 1080 قولا له في الرجال _خاصة_تم جمعها مما يزيد على 40 مجلدا ثم مقارنتها بأقوال النقاد الآخرين لمعرفة موافقاته ومخالفاته لهم وانفراداته عنهم وما انتقد عليه منها وما كان منها سببا في الطعون فيه فعلى ضوء دراسة ذلك كله_مع أخذنا بعين الاعتبار معرفة الملابسات والقرائن التي تسببت في إفراز تلك الطعون والانتقادات المختلفة_ قد توصل الباحث إلى نتائج منها:
1- استحالة كون الأزدي مبتدعاً أو وضاعاً.
2- من الخطأ الحكم عليه بالضعف المطلق بل يحمل تضعيفه على أحوال خاصة.
3- الحافظ الأزدي من الأئمة المجتهدين في الجرح والتعديل وأقواله في الرجال مقبولة بالجملة إذ أنه لم يتعقب في حالتي التفرد ة عدمه بأكثر من 5% مما ذكر له من أقوال
وبعد استقراء أقوال الأزدي في المجال ومواقف العلماء منها ومناقشة ذلك يكن تصنيف أقواله وأحكامه في الرجال من حيث قبولها أو عدمه على النحو التالي:
1- يقبل قول الأزدي في التوثيق لأنه من المتشددين من جهة ولأنهم لم يتعقبوه بحق فيما وقفت عليه من أقوال في التوثيق.
2- لا يقبل جرحه منفردا فيمن ثبتت عدالته واستقر عند العلماء توثيقه ما لم يبين ويفسر جرحه وذلك لإسرافه في الجرح وتسرعه أحياناً.
3- يقبل قوله في المجروحين المشهورين بالضعف من غير بيان سبب.
4- يقبل قوله في المجهولين الذين لم يوجد فيهم كلام لغيره إذ إعمال كلامه أولى من إهماله اللهم إلا أن يكون المجهول من الكبار الذين تقادم العهد بهم ممن لم يشتهروا بكثير رواية ولم يطلع العلماء على أحوالهم فهؤلاء قد يتوقف أحيانا في قول الأزدي فيهم لاحتمال أن يكون هؤلاء قد احتملهم الأئمة ورووا عنهم من جهة ولاحتمال أن يكون الأزدي تشدد فيمن هذه حاله من جهة أخرى.
5- إذا تعارض جرح الأزدي مع توثيق غيره فان كان هذا الغير من العلماء المشهورين بالنقد والاطلاع والاضطلاع فيه والرجل المتكلم فيه من الثقات المشاهير فلا يقبل قول الأزدي إلا ببيان الحجة على ما مر في رقم -2-
وأما إذا كان الموثق ممن قد يتساهلون في التوثيق أحيانا كابن حبان والعجلي مثلا فيلجأ حينئذ إلى الترجيح على ضوء قرائن وملابسات إذ قد يكون الرجل المتكلم فيه من المجاهيل ونحوهم فيرجح_والحالة هذه_ قول الأزدي فيه والله أعلم