تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 7 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 121

الموضوع: معاني وغريب القرآن " موضوع متجدد "

  1. افتراضي معاني وغريب القرآن " موضوع متجدد "

    { وَكَأْسًا دِهَاقًا} النبأ: 34
    قوله ( وَكَأْسًا ): الكأس كل إناء فيه شراب فهو كاس، فإذا لم يكن فيه شراب. فليس بكأس.
    قاله الزجاج في معاني وإعراب القرآن.
    قوله ( دِهَاقًا ): ممتلئا، مكتظا؛ متتابعا غير منقطع لا ينفد، ولا تشوبه شائبة؛ بخلاف ما عهده الشُّرابُ في الدنيا.
    فقد لا يملئ لهم الكأس بتمامه، أو لا يتتابع لهم الشراب، أو ينقطع شرابهم لكونه نفد، أو لا يقدر على شرب المزيد؛ إما لمطلق الزيادة، أو قبح الشراب.
    قال عبدالله بن حسنون السامري في اللغات في القرآن، وابن الهائم في التبيان في تفسير غريب القرآن: يعني ملأى بلغة هذيل.
    وهو قول ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل، وأبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: أي ملأى.
    وبه قال السمين الحلبي في الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، وابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن.
    وهو قول الجرجاني في درج الدرر في تفسير الآي والسور، والبقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في الوجيز.
    سوى أنهم قالوا: ممتلئة.
    وقال التستري في تفسيره، والنسفي في مدارك التنزيل: أي مملوءة.
    وزاد التستري: متتابعة.
    قال الألوسي في روح المعاني: يقال: دهق فلان الحوض وأدهقه أي: ملأه.
    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: «الدهاق» : المترعة(1) فيما قال الجمهور.
    قال مكي: ملأى من الخمر مترعة.
    وقال ابن عباس: دِهَاقًا: قال: الكأس: الخمر. والدهاق: الملآن.
    حكاه نافع بن الأزرق في مسائله.
    و روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن عباس: "وكأسا دهاقا" قال: ممتلئا.
    قال الزجاج في معانيه: ومعنى دهاقا مليء، وجاء في التفسير أيضا أنها صافية.
    قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: والمراد بالكأس الخمر، قال الضحاك: كل كأس في القرآن فهو خمر، التقدير. وخمرا ذات دهاق، أي عصرت وصفيت بالدهاق.
    المعنى الإجمالي للآية:
    يقول: وكأسا ملأى متتابعة على شاربيها بكثرة وامتلاء، وأصله من الدهق: وهو متابعة الضغط على الإنسان بشدة وعنف، وكذلك الكأس الدهاق: متابعتها على شاربيها بكثرة وامتلاء.
    قاله أبو جعفر الطبري.
    ..............

    (1): قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة: [ترع] حوضٌ تَرَعٌ بالتحريك، وكوزٌ ترع، أي ممتلئ.
    وقد ترع الإناء بالكسر، يَتْرَعٌ تَرَعاً، أي امتلأ. وأَتْرَعْتُهُ أنا، وجَفْنَةٌ مُتْرَعَةٌ.
    قال ابن فارس في مجمل اللغة: وأترعتُ الإناء: ملأته، وجفنة مترعة.
    قال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم: وأدهَق الكأس: ملأها.
    وفي المعجم الوسيط: (الدهاق) يُقَال كأس دهاق مترعة ممتلئة ومتتابعة على شاربيها وصافية وَمَاء دهاق كثير.
    ............
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك (واتساب)، للإبلاغ عن خطأ:00966509006424
    تليجرام: https://t.me/abdelrehim19401940

  2. افتراضي

    ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الحديد (4)
    هذه الآية؛ عظيمة الشأن جليلة القدر؛ وصف الله فيها نفسه بصفات؛ فلا تلقه إلا بقلب سليم؛ مؤمنا بها على مراد الله، ومراد أعلم الخلق بربه_ صلوات الله وسلامه عليه _ و كما اعتقد صحبه_ رضي الله عنهم _ ومن تبعهم بإحسان، وأجمع عليه سلف الأمة.
    وبصدد هذه الآية سأشير إلى شيء من موضوعها؛ مبينا عقيدة الصحابة_ رضي الله عنهم _وأتباعهم بإحسان من سلف هذه الامة؛ ولن استطرد كثيرا، وعسى أن يأتي في حينه ( إن شاء الله )؛ في كتابي تفسير معاني وغريب القرآن.
    فهو سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه، ورسله صادقون مصدقون؛ بخلاف الذين يقولون عليه مالا يعلمون. ولهذا قال الله سبحانه ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ).
    أنظر العقيدة الواسطية.
    قوله ( ثم استوى على العرش ): علا، واستقر استقرار يليق بعظمته؛ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
    قال أبو عبيدة: علا عليه.
    قال ابن قتيبة: أي استقر.
    قال عبيد الله السجزيّ الوائلي البكري ( 444 هـ ): وقد سئل مالك بن أنس رحمة الله عليه عن هذه المسألة فأجاب: "بأن الاستواء غير مجهول، والكيفية غير معقولة، الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
    قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى ): وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم وهم كثير: إن معنى استوى على العرش: استقر وهو قول القتيبي وقال غير هؤلاء: استوى أي ظهر. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: استوى بمعنى علا.
    قال ابن قتيبةفي ( تأويل مختلف الحديث ): ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه، لعلموا أن الله تعالى هو العلي، وهو الأعلى، وهو بالمكان الرفيع، وإن القلوب عند الذكر تسمو نحوه، والأيدي ترفع بالدعاء إليه.
    ومن العلو يرجى الفرج، ويتوقع النصر، وينزل الرزق.
    قوله ( يعلم ما يلج في الأرض ): أي يعلم ما يدخل فيها؛ من ماء وبذر، وكائن؛ حي أو ميت.
    ومنه قوله تعالى ( حتى يلج الجمل ): قال ابن قتيبة: أي يدخل البعير.
    قوله ( وما يخرج منها ): من زرع وغيره.
    قاله الزجاج.
    قال صديق حسن خان: من نبات ومعادن وغيرها.
    قوله ( وما ينزل من السماء ): إلى الأرض من شيء قط؛ من ماء، وثلج، وملك، وقضاء وقدر.
    قال نجم الدين النيسابوري: من الأقضية والأقدار.
    قوله ( وما يعرج فيها ): أي ما يصعد إليها من أعمال العباد، وما يعرج من الملائكة.
    قاله الزجاج.
    قال صديق حسن خان: أي يصعد إليها من الملائكة وأعمال العباد والدعوات.
    قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله ( تعرج الملائكة والروح إليه ): أي تصعد.
    وفيه دليل أن الله في السماء؛ كما هو مقرر في الكتاب العزيز، والسنة المتواترة، وفي فطرة من صلحت فطرته من دنس البدعة؛
    فهو سبحانه في السماء؛ أي علا السماء، وقد تواترت بذلك النصوص؛ من الوحيين، وأجمع عليه السلف:
    فمن ذلك قوله ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فهي تمور ).
    قال ابن بطة: أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه.
    حكاه الذهبي في العلو.
    ومن ذلك الرفع والصعود إليه ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ).
    وقال النبي: يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل. شطر من حديث رواه مسلم من حديث عبدالله بن قيس.
    وقال تعالى ( إني متوفيك ورافعك إلي )،
    وقوله وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه)،
    قال موفق الدين ابن قدامة: فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتوارترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزا في طباع الخلق أجمعين، فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم، ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم، وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أم مفتون (بتقليده) واتباعه على ضلالته. انتهى كلامه
    وقوله ( وهو العلي العظيم )،
    وقوله ( سبح اسم ربك الأعلى )،
    وقوله ( وهو القاهر فوق عباده )،
    وقوله ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون )،
    وقوله ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض)،
    وقوله ( إنا نحن نزلنا الذكر )،
    وفي الحديث؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم «ثُمَّ عُرِجَ بِي، حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ»
    شطر من حديث متفق عليه من حديث أنس عن أبي ذر_ رضي الله عنهما.
    ولما رواه مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي؛ وفيه: قال _ النبي صلى الله عليه وسلم _ للجارية: «أين الله؟» قالت: في السماء، قال: «من أنا؟» قالت: أنت رسول الله، قال: «أعتقها، فإنها مؤمنة».
    ومن ذلك ما تواتر عنه_ صلوات الله وسلامه عليه_ من رفع يديه إلى السماء في الدعاء كما ورد في عشرات الأحاديث . وهذا إثبات للعلو بالفعل .
    قال أبو بكر الصديق؛ عند موت النبي: ومن كان يعبد الله الذي في السماء فإن الله حي لايموت. أورده أحمد فريد في الثمرات الزكية.
    انتهى
    قوله ( وهو معكم أينما كنتم ): معية علم وإحاطة؛ ليس مختلطا بالخلق.
    قال مرعي بن يوسف الكرمي: فإنه يقال ما زلنا نسير والقمر والنجم معنا؛ وإن كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه.
    قال ابن جرير الطبري: يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع.
    وقال ابن كثير: أي رقيب عليكم ، شهيد على أعمالكم حيث أنتم ، وأين كنتم ، من بر أو بحر ، في ليل أو نهار ، في البيوت أو القفار ، الجميع في علمه على السواء ، وتحت بصره وسمعه ، فيسمع كلامكم ويرى مكانكم ، ويعلم سركم ونجواكم.
    قال صديق حسن خان: بقدرته وسلطانه وعلمه عموماً، وبفضله ورحمته خصوصاً، فليس ينفك أحد من تعليق علم الله تعالى وقدرته به أينما كان من أرض أو سماء، بر أو بحر، وقيل هو معكم بالحفظ والحراسة، قال ابن عباس: عالم بكم، وهذا تمثيل للإحاطة بما يصدر منهم، أينما داروا في الأرض من بر وبحر.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح حديث النزول) : لفظ المعية في سورة الحديد والمجادلة، في آيتيهما، ثبت تفسيره عن السلف بالعلم. وقالوا:
    هو معهم بعلمه. وقد ذكر الإمام ابن عبد البر وغيره أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم يخالفهم أحد يعتدّ بقوله. وهو مأثور عن ابن عباس والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم. قال ابن أبي حاتم عن ابن عباس في هذه الآية: هو على العرش وعلمه معهم، وهكذا عمن ذكر معه.
    حكاه القاسمي في محاسن التأويل.
    قال ابن عبدالبر: أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل؛ قالوا في تأويل قوله ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ): هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله.
    حكاه الذهبي في العلو.
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية: وليس معنى قوله: ( وهو معكم ) أنه مختلط بالخلق؛ فإن هذا لا توجبه، اللغة، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان. وهو سبحانه فوق عرشه، رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مطلع عليهم إلى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله ـ من أنه فوق العرش وأنه معنا ـ حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة؛ مثل أن يظن أن ظاهر قوله: ( في السماء )، أن السماء تظله أو تقله، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان؛ فإن الله قد وسع كرسيه السموات والأرض، وهو يمسك السموات والأرض أن تزولا، ويمسك السماء أن تقع على الأرض؛ إلا بإذنه، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره.
    انتهى
    _____
    المصدر:
    غريب القران لابن قتيبة، غريب القران لابي بكر السجستاني، التبيان لأبي بكر السجستاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، محاسن التأويل للقاسمي، مختلف الحديث لابن قتيبة، سالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت، العلو للذهبي، العقيدة الواسطية، إثبات صفة العلو لأبي محمد موفق الدين ابن قدامة المقدسي، مجموع الفتاوى لابن تيمية.

  3. افتراضي

    قوله تعالى
    {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23)} الانشقاق.

    *قوله ( يُوعُونَ):* أي يجمعون.
    قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب، والجرجاني في درج الدرر في تفسير الآي والسور، وبه قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، والنسفي في مدارك التنزيل، وغيرهم.

    زاد ابن الجوزي: في قلوبهم.

    زاد أبو حيان: يجمعون في صدورهم من التكذيب.

    زاد أبو بكر السجستاني: في صدورهم من التكذيب بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، كما يوعى المتاع في الوعاء.

    زاد الجرجاني: في صدورهم ويضمرونه من العداوة والمكر.

    وقال الكفوي في الكليات: يضمرون في صدورهم من الكفر والعداوة.

    قال الفراء في معاني القرآن: الإيعاء:، ما يجمعون في صدورهم من التكذيب والإثم.

    قال السمعاني في تفسيره: أي: يكتمون ويجمعون في صدورهم.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: يجمعون في صدورهم وقلوبهم يقال: أوعيت المتاع؛ إذا جعلته في الوعاء.

    وقال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: أي بما يجمعون في صدورهم من الكفر والتكذيب أو بما يجمعون في صحائفهم، يقال أوعيت المال وغيره إذا جمعته.

    قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( كَلَّا إِنَّهَا لَظَى . نَزَّاعَةً لِلشَّوَى . تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى . وَجَمَعَ فَأَوْعَى ): " وَجَمَعَ فَأَوْعَى ": قال الطبري في تفسيره: يقول: وجمع مالا فجعله في وعاء، ومنع حق الله منه، فلم يزك ولم ينفق فيما أوجب الله عليه إنفاقه فيه.

    قال السمعاني في تفسيره: أي: جمع المال فأوعاه، أي: جعله في وعاء وأوكأ.

    قال البغوي في تفسيره: {وجمع} أي: جمع المال {فأوعى} أمسكه في الوعاء ولم يؤد حق الله منه.

    قال نجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن: جعله في وعاء فلم يفعل زكاة ولم يصل رحما.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: يعني: جمع المال فأوعاه.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: جمع المال ومنع حق الله تعالى.

    قال القرطبي في تفسيره: أي جمع المال فجعله في وعائه ومنع منه حق الله تعالى، فكان جموعا منوعا.

    قال السمين الحلبي في العمدة: أي جمع الأمتعة والأموال في أوعيتها، أي أنه لم يكن مفرطًا في دنياه بل شديد الحرص عليها. انتهى

    والحمد لله أن ما ذكرته وافق ما قاله الفخر الرازي في التفسير الكبير؛ حيث قال - رحمه الله وعفى عنه -:
    ( والله أعلم بما يوعون ) فأصل الكلمة من الوعاء، فيقال: أوعيت الشيء أي جعلته في وعاء كما قال: ( وجمع فأوعى ) والله أعلم بما يجمعون في صدورهم من الشرك والتكذيب فهو مجازيهم عليه في الدنيا والآخرة.
    فله الحمد الحسن والثناء الجميل.
    .................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  4. افتراضي قوله تعالى قوله تعالى {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ}: الشعراء (148)

    قوله تعالى
    {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ}: الشعراء (148)

    *قوله {طَلْعُهَا}:* طلع النخلة كفراها، وهو أول ما يبدو من ثمرها.
    قاله الجرجاني في درج الدرر في تفسير الآي والسور.

    قال البغوي في تفسيره، والواحدي في الوجيز، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب: أي ثمرها.

    زاد البغوي: *يريد ما يطلع منها من الثمر.

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}: "طَلْعُهَا": ما يطلع منها؛ وهو ثمرها.

    قال النحاس في معاني القرآن: أي ثمرها كأنه أول ما يطلع منها.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: أي ما طَلَعَ منها.

    *قوله {هَضِيمٌ}:* منهضم، أو مهضوم. وهو فعيل بمعنى مفعول؛ وقد سبق - بحمد الله - ذكر الآيات التي التي في معناها؛ نحو قوله تعالى {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}: الرقيم: أي المرقوم؛ وهو الكتاب. كما في قوله {كتاب مرقوم}: أي مكتوب.

    وقوله {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}: قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، والطبري، والسمعاني في تفسيره: أي منضود.
    زاد الطبري: بعضه على بعض متراكب.

    فقوله تعالى {هَضِيمٌ}: أي منهضم.
    قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، ومكي بن حموش في تفسير المشكل من غريب القرآن.

    قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط: أي مريء، وهضيم - أيضا - ناعم.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: لين نضيج ؛كأنه قال ونخل قد أرطب ثمره.

    قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: والهضيم: اللين الرطب، فالمعنى طلعها يتم ويرطب.

    قال الخضيري في السراج في بيان غريب القرآن: ثمرها يانع لين نضيج.

    قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن: أي منضم قبل أن ينشق عنه القشر.

    وقال ابن عباس: متصل بعضه إلى بعض.
    حكاه نافع ابن الأزرق في مسائله لابن عباس.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: الهضيم: الداخل بعضه في بعض، وهو فيما قيل أن رطبه بغير نوى، وقيل الهضيم الذي يتهشم تهشما.
    والهضيم في اللغة الضامر الداخل بعضه في بعض ولا شيء في الطلع أبلغ من هذا.

    وقال البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: {هضيم} أي جواد كريم من قولهم: يد هضوم - إذا كانت تجود بما لديها، وتفسيره بذلك يجمع أقوال العلماء، وإليه يرجع ما قال أبو عبد الله القزاز معناه أنه قد هضم - أي ضغط - بعضه بعضا لتراكمه، فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كثير متقارب النضد، لا فرج بينه، ولطيف لين هش طيب الرائحة، من الهضم بالتحريك، وهو خمس البطن ولطف الكشح؛ والهاضم وهو ما فيه رخاوة، والهضم: البخور، والمهضومة: طيب يخلط بالمسك واللبان؛ قال الرازي في اللوامع: أو يانع نضيج لين رخو ومتهشم متفتت إذا مس، أو يهضم الطعام، وكل هذا يرجع إلى لطافته.

    قال الواحدي في البسيط: الهضيم معناه في اللغة: كسر ما فيه رخاوة ولين. تقول: هضمته فانهضم كالقصبة المهضومة التي يزمر بها، والهضيم بمعنى المهضوم فيدخل في هذا اللين، واللطيف، والرخص، واليانع، والنضيج، والمنضم، والمتراكب؛ لأنه إذا تراكب صار كأن كل واحد قد نقص منه شيء، وكذلك: المنهشم. ويكون الهضيم بمعنى النقصان وهو نوع من الكسر، يقال: هضم له من حقه إذا كسر له منه. واللطيف في وصف الثمر هو: الرقيق الجسم؛ سمي هضيما لنقصانه، كما يقال: هضيم الحشا.

    قال الطبري في تفسيره: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: الهضيم: هو المتكسر من لينه ورطوبته، وذلك من قولهم: هضم فلان حقه: إذا انتقصه وتحيفه، فكذلك الهضم في الطلع, إنما هو التنقص منه من رطوبته ولينه إما بمسّ الأيدي, وإما بركوب بعضه بعضا، وأصله مفعول صرف إلى فعيل.

    قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}: " فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا ": أي لا يخاف أن يمنع الثواب كله. وقوله {وَلَا هَضْمًا}: ولا نقصا؛ أي لا ينقص من ثوابه ولو مثقال ذرة، سيوفى ثوابه كاملا؛ فذلك قوله { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}.

    قال ابن الهائم في التبيان في تفسير غريب القرآن: أي لا يخاف ظلما فلا يظلم بأن يحمّل ذنب غيره عليه. ولا هضما: أي ولا يهضم فينقص من حسناته أو يعطى منها شيء لغيره، يقال: هضمه واهتضمه، إذا نقصه حقّه.

    قال الفراء في معاني القرآن: تقول العرب: هضمت لك من حقي أي حططته.

    انتهى كلامه.


    فقوله {ولا هضما}: نقصا.
    قاله أبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الاريب، وابو حيان الأندلسي في تحفة الأريب.

    وقال - أيضا - أبو بكر السجستاني: أي ولا يهضم فينقص من حسناته. يقال: هضمه واهتضمه إذا نقصه حقه.

    قال غلام ثعلب في الياقوتة: الهضم: النقص.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {ولا هضما}: أي نقصة. يقال: تهضمني حقي وهضمني. ومنه هضيم الكشحين: أي ضامر الجنبين، كأنهما هضما. وقوله: {ونخل طلعها هضيم} أي منهضم.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: الهضم: النقص، يقال فلان يهضمني حقي أي ينقصني، كذلك هذا شيء يهضم الطعام، أي ينقص ثقلته.

    قال السمين الحلبي في الدر المصون: ورجل هضيم ومُهْتَضَم أي: مظلومٌ. وهَضَمْتُه واهْتَضَمْتُه وتَهَضَّمْتُه، كلٌ بمعنىً. اقل المتوكل الليثي:
    إنَّ الأذِلَّةَ واللِّئامَ لَمَعْشَرٌ ... مَوْلاهُمُ المُتَهَضِّمُ المظلومُ
    قيل: والظلمُ والهَضْمُ متقاربان. وفَرَّق القاضي الماوردي بينهما فقال: «الظلمُ مَنْعُ جميعِ الحقِّ، والهضمُ مَنْعُ بعضِه».

    ................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  5. افتراضي

    قوله تعالى
    {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ}: سورة: عبس (22).

    *قوله {ثُمَّ}:* و.
    عطف على سبق ذكره في قوله {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ}.

    *قوله {شَاءَ}:* الله.

    *قوله {أَنْشَرَهُ}:* أحياه.
    قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وأبو حيان الأندلسي في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، وابن الهائم في التبيان، وبيان الحق النيسابوري في باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن، والسمعاني في تفسيره.

    زاد السمعاني: وبعثه.

    وزاد الواحدي: بعد موته.

    وزاد بيان الحق: أنشره الله فنشر.

    قال الحربي في المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: والإنشار بمعنى الإحياء من قوله تعالى: {ثم إذا شاء أنشره}.

    قال ابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب، وابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: أي بعثه.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: وقوله عز وجل: (ثم إذا شاء أنشره)
    معناه بعثه، يقال: أنشر الله الموتى، فنشروا، فالواحد ناشر. قال الشاعر:
    حتى يقول الناس مما رأوا. . . يا عجبا للميت الناشر.

    انتهى.

    قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ}: قال النسفي في مدارك التنزيل ، وابن قتيبة في الغريب، وابن الهائم في التبيان، وابن الجوزي في تذكرة الأريب: {هم ينشرون} أي يحيون الموتى.

    قال ابن كثير في تفسيره: أي أهم يحيون الموتى وينشرونهم من الأرض، أي لا يقدرون على شيء من ذلك، فكيف جعلوها لله ندا وعبدوها معه؟.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: " هم ينشرون "، يعني: هل يحيون تلك الآلهة شيئا.

    انتهى.

    ومنه {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}: قال الطبري في تفسيره: يقول جل ثناؤه: فأحيينا به بلدة من بلادكم ميتا، يعني مجدبة لا نبات بها ولا زرع، قد درست من الجدوب، وتعفنت من القحوط.

    قال البغوي في تفسيره: أي كما أحيينا هذه البلدة الميتة بالمطر كذلك، {تخرجون} من قبوركم أحياء.

    قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجازه، والواحدي في الوجيز: «فأنشرنا به بلدة ميتا» أي أحيينا.

    زاد ابن المثنى: ونشرت الأرض أي حييت.
    قال أبو السعود في تفسيره: أي أحيينا بذلك الماء.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: فأنشرنا به يعني: أحيينا بالمطر بلدة ميتا يعني: أرضا ميتة، لا نبات فيها كذلك تخرجون أنتم من قبوركم.

    انتهى.

    ومنه {إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ}:ق ال ابن قتيبة في الغريب، وابن الهائم في التبيان: {وما نحن بمنشرين} أي بمحيين.

    إلا أن ابن الهائم قال: محيين. ( بدون باء ).

    انتهى.

    ومنه {وَالنَّاشِرَات نَشْرًا}: أي الرياح تنشر المطر؛ الذي فيه إحياء الأرض. كما في قوله { وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}.

    قال ابن قتيبة في الغريب: الرياح التي تأتي بالمطر؛ من قوله: {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته}.

    قال عبدالرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره؛ في قوله تعالى "{والناشرات نشرا} يحتمل أنها الملائكة، تنشر ما دبرت على نشره، أو أنها السحاب التي ينشر بها الله الأرض، فيحييها بعد موتها ".

    قال الشنقيطي في أضواء البيان: واستظهر ابن كثير أنها الرياح، لقوله تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح} وقوله: {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته}.

    انتهى

    ومنه {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا}: قال ابن الهائم في التبيان: " نُشُورًا ": الحياة بعد الموت.

    انتهى.

    ومنه {بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا}: أي لا يخافون بعثا بعد الموت.

    قال معمر بن المثنى في المجاز: مصدر نشر الميت نشورا وهو أن يبعث ويحيا بعد الموت.

    قال الشنقيطي في أضواء البيان: أي: لا يخافون بعثا ولا جزاء، أو لا يرجون بعثا وثوابا.

    انتهى.

    ومنه {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا}: أي جعل النهار حياة بعدما أماتهم بالليل. والنوم وفاة كما قال تعالى ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ).

    قال الواحدي في الوجيز: {وجعل النهار نشورا} حياة تنتشرون فيه من النوم.

    انتهى.

    ومنه ما يقال عند الاستيقاظ من النوم: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور». (1)

    قال الخليل بن احمد الفراهيدي في العين: والنشور: الحياة بعد الموت.

    قال الزبيدي في تاج العروس: النَّشْرُ إحياءُ المَيِّت، كالنُّشورِ والإنشارِ، وَقد نشَرَ اللهُ المَيِّتَ ينشُره نَشْراً ونُشوراً وأَنْشَرَه: أَحياهُ.
    ...................
    (1): شطر من حديث رواه مسلم (2711) من حديث البراء بن عازب.

    .................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  6. افتراضي

    قوله تعالى
    {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا}: النبأ: 9.

    *وَجَعَلْنَا:* خلقنا، وصيرنا.

    *نَوْمَكُمْ:* بالليل.

    *سُبَاتًا:* أي راحةً لأبدانكم؛ من غير موت.

    قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: ليس بموت، رجل مسبوت فيه روح.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: والسبات أن ينقطع عن الحركة والروح في بدنه، أي جعلنا نومكم راحة لكم.

    قال بيان الحق النيسابوري في باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن: قطعا لأعمالكم وراحة لأبدانكم.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وأبو حيان الأندلسي في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أي راحةً لأبدانكم.

    زاد ابن قتيبة: وأصل "السَّبْت": التمدُّد.

    قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط: أي قطعا، والسبت: القطع، فكأنه إذا نام فقد انقطع عن الناس.
    ........................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك (واتساب)، للإبلاغ عن خطأ:00966509006424

  7. افتراضي

    قوله تعالى
    {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا}: النبأ: 10

    *قوله {لِبَاسًا}:* أي سِترًا.
    قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، والنحاس في معاني القرآن.

    زاد ابن قتيبة: لكم.
    قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: سكونا يسكنون فيه.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: أي تسكنون فيه وهو مشتمل عليكم.

    قال الجصاص في أحكام القرآن: وقد سمى الله تعالى الليل لباسا؛ لأنه يستر كل شيء يشتمل عليه بظلامه.

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: وجعلنا الليل لكم غشاء يتغشاكم سواده، وتغطيكم ظلمته، كما يغطي الثوب لابسه لتسكنوا فيه عن التصرف لما كنتم تتصرفون له نهارا.
    ....................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  8. افتراضي

    *(معاني وغريب القرآن).*

    الكاتب/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    ...............

    قوله تعالى
    {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ}: سورة النبأ: 14.

    *قوله (مِنَ الْمُعْصِرَات):* يعني من السحاب. والواحد المعصر بلغة قريش.
    ذكره عبدالله بن حسنون السامري في اللغات.

    فقوله (الْمُعْصِرَات): السحاب.
    قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، والسمرقندي في بحر العلوم، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب، والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، وابن الهائم في التبيان في غريب القرآن، والشوكاني في فتح القدير، وغيرهم.

    وبه قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن، ومكي بم حموش القيسي في الهداية إلى بلوغ النهاية، والراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن، ونجما لدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن، والبقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.

    إلا أنهم قالوا: أي السحائب.

    زاد ابن الهائم: التي قد حان لها أن تمطر.

    قال نجم الدين النيسابوري: السّحائب التي دنت أن تمطر، كالمعصرة التي دنت من الحيض.

    زاد الراغب: التي تَعْتَصِرُ بالمطر.

    وزاد الزجاج: لأنها تعصر الماء.

    وزاد البقاعي: التي أثقلت بالماء فشارفت أن يعصرها الرياح فتمطر كما حصد الزرع - إذا حان له أن يحصد.

    قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل: والمعصرات هي السحاب وهو مأخوذ من العصر لأن السحاب ينعصر فينزل منه الماء أو من العصرة بمعنى الإغاثة. ومنه: وفيه يعصرون.

    قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ: هي السحاب لأنها تعتصر المطر، أي تعض به.

    قال نافع بن الأزرق: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً.
    قال: المعصرات: السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من بين السحابتين.
    قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
    قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
    تجرّ بها الأرواح من بين شمأل ... وبين صبا بالمعصرات الدوامس».

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين: والمعصرات: سحابات تمطر.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والمعصرات : بضم الميم وكسر الصاد السحابات التي تحمل ماء المطر واحدتها مُعصرةِ اسم فاعل من : أعْصَرَتْ السحابةُ ، إذا آن لها أن تَعْصِر ، أي تُنزل إنزالاً شبيهاً بالعَصْر .

    وقيل {المعصرات}: الرياح.

    قال الطبري في تفسيره: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أنه أنزل من المعصرات - وهي التي قد تحلبت بالماء من السحاب ماء.

    قال ابن كثير في تفسيره: والأظهر أن المراد بالمعصرات : السحاب ، كما قال [ الله ] تعالى : (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله) [ الروم : 48 ] أي: من بينه.

  9. افتراضي

    *(تفسير غريب ومعاني القرآن).*

    الكاتب، والمشرف العام/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    ...........
    قوله تعالى
    {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}: النبأ: 14.

    *قوله {الْمُعْصِرَاتِ} :* السحاب.
    وقيل الرياح.

    قال القرطبي: وأصح الأقوال أن المعصرات السحاب.

    وقد سبق بيانه مفصلا - بحمد الله -.

    *قوله {ثَجَّاجًا}:* أي سَيَّالا، منصبا متتابعا، غزيرا، متدفقا بشدة، وكثرة؛ مدرارا؛ يتبع بعضه بعضا.
    يقال: ثججت الماء أثجه ثجا إذا صببته صبا كثيرا.

    قال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم: الثج: الصب الكثير.

    قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: والثجاج السريع الاندفاع.

    قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ: أي شديد الانصباب.

    قال الطبري في تفسيره: يقول: ماء منصبا يتبع بعضه بعضا كثجّ دماء البدن، وذلك سفكها.

    قال الازهري الهروي في تهذيب اللغة: غزير.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، والسمرقندي في بحر العلوم، والجرجاني في درج الدرر في تفسير الآي والسور،
    وغيرهم: سَيَّالا.

    قال مقاتل: (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا): يعني مطرا كثيرا منصبا يتبع بعضه بعضا.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: منصب بعضه على بعض.

    وقال أبو حيان الأندلسي في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: {ثجاجا}: متدفقا.

    قال الواحدي في الوجيز، والبغوي، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه، والقرطبي في تفسيره، والخازن في لباب التأويل، والجلال المحلي في الجلالين: أي صبابا.

    إلا أن الزجاج قال: ومعنى ثجاج صباب.

    زاد الخازن: مدرارا متتابعا يتلو بعضه بعضا.

    قال الزمخشري في الكشاف، والنسفي في مدارك التنزيل، والسمعاني في تفسيره، وأبو حيان في البحر المحيط، والبقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات، وإلايجي الشافعي في جامع البيان: منصباً.

    زاد الزمخشري، والنسفي، وأبو حيان: بكثرة.

    وزاد البقاعي: بكثرة يتبع بعضه بعضا.

    وزاد الإيجي: لكثرته.

    وزاد السمعاني: بعضه في إثر بعض.

    وزاد القرطبي: متتابعا.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: و «الثجاج» : السريع*الاندفاع* كما يندفع الدم عن عروق الذبيحة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل له: ما أفضل الحج؟ قال: «العج والثج» أراد التضرع إلى الله بالدعاء الجهير وذبح الهدي.
    قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: الثجاج*فاعلم أن الثج شدة الانصباب يقال: مطر ثجاج ودم ثجاج أي شديد الانصباب.

    قال البَندنيجي في التقفية في اللغة: والثج: الصب، قال الله جل وعز: {مَاءً ثَجَّاجًا} أحسبه أراد مثجوجا والله أعلم، كما قال: {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} أي: مدفوق.

    قال الأزدي في جمهرة اللغة: ثججت الماء أثجه ثجا إذا صببته صبا كثيرا. وكذلك فسر في التنزيل في قوله جل وعز: {ماء ثجاجا} . وهذا مما جاء في لفظ فاعل والموضع مفعول لأن السحاب يثج الماء فهو مثجوج.



    قال السعدي في تفسيره: أي كثيرا جدا.

  10. افتراضي

    *(معاني وغريب القرآن).*

    الكاتب والمشرف العام/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    ........................

    قوله تعالى
    {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}: النبأ (16).

    *قوله {وَ}:* لنخرج به؛ أي بمطر السحاب، السابق ذكره في قوله ( وأنزلنا من العصرات ماء ثجاجا ).

    *قوله {جَنَّاتٍ}:* تقديرة: وثمر جنات.

    والجنات: البساتين. واحدها: بستان. ومنه قوله ( فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ): مِنْ جَنَّتِكَ: من بستانك.

    وقوله ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَ ا مُصْبِحِينَ ): أصحاب البستان.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: والجنة البستان، وإنما سمي البستان جنة، وكل نبت متكاثف يستر بعضه بعضا فهو جنة، وهو مشتق من جننت الشيء إذا سترته.

    قال الطبري في تفسيره: والمعنى: وثمر جنات، فترك ذكر الثمر استغناء بدلالة الكلام عليه من ذكره.

    *قوله {أَلْفَافًا}:* أي ملتفة بعضها على بعض مجتمعة، لكثرة شجرها؛ الكثيرة الأغصان.

    وفيه تذكير بنعمة الله أن جعلها كذلك، ولو شاء لجعلها شذر مذر؛ أي متفرقة.

    قال الجرجاني في درج الدرر، وابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل، وابن فورك في تفسيره، وابن قتيبة في غريب القرآن، والبغوي في تفسيره، والسمعاني في تفسيره، والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الأريب، وأبو حيان الأندلسي في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، والجلال المحلي في الجلالين، والبقاعي في نظم الدرر، وغيرهم: أي مُلْتَفَّةً.

    وبه قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن؛ إلا أنه قال: وبساتين ملتفة.

    زاد البغوي: بالشجر.

    وزاد أبو بكر السجستاني: الشّجر. وَاحِدهَا لف ولفيف. وَيجوز أَن تكون الْوَاحِدَة لفاء، وَجَمعهَا لف، وَجمع الْجمع ألفاف.

    زاد الجلال: جمع لفيف كشريف وأشراف.

    وزاد البقاعي: الأشجار مجتمعة بعضها إلى بعض من شدة الري.

    قال نجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن: مجتمعة بعضها إلى بعض، جنّة لفّاء، وجمعها «لفّ» ، ثم «ألفاف».

    قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: شجرها ملتفا بعضها في بعض، فأعلم الله تعالى قدرته، أنه قادر على البعث.

    قال الطبري في تفسيره: يعني: ملتفة مجتمعة.

    قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً ): قال الواحدي في الوجيز: مجتمعين مختلطين.

    قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ:*أي منضمًا بعضكم إلى بعض، من لففت الشيء إذا ضممته وجمعته متراكبًا بعضه على بعضٍ لفًا.

    ومنه ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ): قال الواحدي في الوجيز: التفت ساقاه لشدة النزع وقيل: تتابعت عليه الشدائد.

    قال الجمل في مخطوطته ( معجم وتفسير لغوي ) أي انضمت إحداهما إلى الأخرى ملتوية حولها. وهذا كناية عن شدة الكرب. وقيل: التفت ساقة عند نزول الموت به، فماتت رجلاه وقد كان جوالا عليهما.

    انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    وسيأتي مزيد بحث عند تعرضنا لتأويل سورة القيامة ( إن شاء الله ).

  11. افتراضي

    *(تفسير غريب ومعاني القرآن).*

    قوله تعالى
    {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا} النبأ: (17).

    *قوله {إن يوم الفصل}:* يوم القضاء، والحُكم بين الخلائق؛ فيأخذ فيه من بعضهم لبعض، ويفصل فيه في كل أمر تنازع فيه الخلق.

    قال القرطبي في تفسيره: وسمي*يومالفصل*لأ ن*الله تعالى يفصل فيه بين خلقه.

    قال أبو حيان في البحر المحيط: هو*يوم*القيامة يفصل فيه بين الحق والباطل.*

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره:*إن*يوم*يفصل الله فيه بين خلقه، فيأخذ فيه من بعضهم لبعض، كان*ميقاتا*لماأن فذ الله لهؤلاء المكذبين بالبعث، ولضربائهم من الخلق.

    قال*ابن الجوزي زاد المسير: أي يوم*القضاء بين الخلائق.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: {إن*يوم*الفصل} القضاء.

    قلت( عبدالرحيم ): في الآية إشارة إلى ما جاء في سورة هود ( ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ . وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ): قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: يعني وما نؤخر يوم القيامة إلا لأجل موقوت.

    قال الطبري: وما نؤخّر يوم القيامة عنكم أن نجيئكم به إلا لأن يُقْضَى، فقضى له أجلا فعدّه وأحصَاه، فلا يأتي إلا لأجله ذلك، لا يتقدم مجيئه قبل ذلك ولا يتأخر.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: إلى حين معلوم.

    وكذا فيها إشارة إلى قوله {الحاقَّةُ. مَا الحاقَّةُ. وَما أَدراكَ مَا الحاقَّةُ}: فكما أن من أسماء القيامة {يوم الفصل} لأنه يفصل فيه بين الخلائق، فكذا من أسماءه " الحاقة " لأن فيها حواق ما اختلف فيه في الدنيا؛ فهي تحق الحق، وتبطل الباطل، وتحق الجنة لأهلها، وتحق النار لأهلها.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {الحاقَّةُ}: القيامة؛ لأنها حَقّتْ. فهي حاقة وحقة.
    قال الفراء: "إنما*قيل لها حاقة: لأن فيها*حواق*الأمور ، والثواب. و "الحقة": حقيقة الأمر. يقال: لما*عرفت الحقة مني هربت. وهي مثل*الحاقة".

    انتهى.

    *قوله {كان ميقاتا}:* وقتا، وموعدا محددا، معلوما لدينا، كائنا لا محالة؛ لا يتقدم ولا يتأخر، وهو يوم القيامة.

    قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن: أي موعدا لجزائكم لو اعتبرتم بما ذكر لكم لعلمتم منه وقوعه وكونه.

    قال أبو حيان في البحر المحيط: (كان ميقاتا): أي في تقدير الله وحكمه تؤقت به الدنيا وتنتهي عنده أو حدا للخلائق ينتهون إليه.

    قال السمعاني في تفسيره: أي ميعادا للخلائق، وهو يوم*القيامة.
    *
    قال القرطبي في تفسيره، والجلال المحلي في الجلالين، والإيجي الشافعي في جامع البيان: " ميقاتا ": وقتا.

    زاد القرطبي: ومجمعا وميعادا للأولين والآخرين، لما وعد الله من الجزاء والثواب.*

    وزاد الجلال: للثواب والعقاب.

    وزاد الإيجي: محدودًا تنتهي الدنيا عنده، أو تنتهي الخلائق إليه.

    قال ابن الهائم في التبيان في تفسير غريب القرآن: مفعالا، من الوقت.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والمعنى : أن ليس تأخر وقوعه دَالاَّ على انتفاء حصوله. والمعنى : ليس تكذيبكم به مما يحملنا على تغيير إبانة المحدد له ولكن الله مستدرجكم مدة.وفي هذا إنذار لهم بأنه لا يُدرَى لعله يحصل قريباً قال تعالى: { لا تأتيكم إلا بغتة } [ الأعراف : 187 ] وقال: { قل عسى أن يَكون قريباً } [ الإسراء : 51 ].

    انتهى.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات: والمِيقَاتُ: الوقتُ المضروبُ للشيء، والوعد الذي جعل له وَقْتٌ.

    قلت (عبدالرحيم) ومنه قوله تعالى {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ}: أي: إن يوم فصل الله بين خلقه*وقت*لجميع الخلق يجتمعون فيه للفصل بينهم.
    قاله مكي بن حموش القيسي في الهداية إلى بلوغ النهاية.

    قال*النسفي في مدارك التنزيل، وأبو السعود في تفسيره: وقت*موعدهم كلهم.

    إلا أن أبا السعود قال: أجمعين.

    قال البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: أي*وقت*جمع الخلائق للحكم بينهم الذي ضرب لهم في الأزل وأنزلت به الكتب على ألسنة الرسل.*

    وقال مقاتل بن سليمان في تفسيره، والسمرقندي في بحر العلوم، وابن الجوزي في زاد المسير، وغيرهم: يعني ميعادهم أجمعين.

    ومنه {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}: لِمِيقَاتِنَا ": أي للميقات الذي وقتناه له.
    قاله النحاس في معاني القرآن.

    قال الألوسي في روح المعاني: أي لوقتنا الذي وقتناه أي لتمام الأربعين.

    ومنه {إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً}:*أي: فرضا مفروضا في أوقات معلومة.
    قاله غلام ثعلب في ياقوتة الصراط.

    قال الجصاص في أحكام القرآن: أي فرضا في أوقات معلومة لها.

    قال ابن الهائم في التبيان في تفسير غريب القرآن: أي محدود الأوقات.

    قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: أي موقتا وقته الله عليهم.

    ومنه {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}: من الوقت.
    قاله النحاس في معاني القرآن.

    قال الفراء في معاني القرآن: جمعت لوقتها يوم القيامة.*

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: جمعت لوقت، وهو: يوم القيامة.

    قال الأصبهاني في إعراب القرآن: قال مجاهد:
    أقتت*بالاجتماع لوقتها يوم القيامة، كما قال تعالى: (يوم يجمع الله*الرسل)، وقيل:*أقتت: أجلت لوقت ثوابها، وقيل:*أقتت: جعل لها وقت يفصل فيها القضاء بين الأمة.

    ومنه {إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}:*أي: هو* موقت بوقت محدد ، لا يتقدم ولا يتأخر ، ولا يزيد ولا ينقص.
    قاله ابن كثير في تفسيره.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والميقات: هنا لمعنى الوقت والأجل.

    قال الألوسي في روح المعاني: والميقات*ما*وقت* ه الشيء أي حد، ومنه مواقيت الإحرام وهي الحدود التي لا يتجاوزها من يريد دخول مكة إلا محرما.

    انتهى.

    *(فائدة):*

    قال الراغب في المفردات: وقد يقال المِيقَاتُ للمكان الذي يجعل وَقْتاً للشيء، كمِيقَاتِ الحجّ.

    *(فائدة):*

    من أهل العلم من احتج بهذه الآية على أن المراد بقوله تعالى في مطلع السورة ﴿عَمَّ يَتَساءَلونَ . عَنِ النَّبَإِ العَظيمِ﴾ قالوا " النبأ العظيم ": هو البعث.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: والذي يدل عليه قوله: (إن يوم الفصل كان ميقاتا) يدل على أنهم كانوا يتساءلون عن البعث.
    انتهى كلامه.

    وقد سبق بيانه - بحمد الله -.
    ....................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  12. افتراضي

    قوله تعالى
    {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} النبأ: (18).

    *قوله {يَوْمَ}:* تقديره: اذكر. ويصح أن يكون الخطاب للجمع، بدليل السياق ( فتأتون )، ولم يقل: فيأتون. فيكون المعنى: اذكروا، أو اتقوا يومَ.

    وخصه جماعة من أهل العلم؛ قال الألوسي في روح المعاني: و (يوم) منصوب بفعل مضمر خوطب به نبينا صلى الله عليه وسلم؛ أي*اذكر*يوم.

    *قوله {يُنْفَخُ}:* والفاعل ملك من ملائكة الله عز وجل؛ وهو إسرافيل - عليه السلام -.

    وفي الحديث مرفوعا: " كيف أنعم وقد التقم*صاحب*القرن *القرن*وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر
    أن ينفخ، فينفخ..." (1)

    *قوله {فِي الصُّورِ}:* الصور: القرن (البوق)، الذي ينفخ فيه الملك، وهو الناقور الذي ورد ذكره في المدثر ( فإذا نقر في الناقور) أي نفخ في الصور.

    ونظيرتها قوله تعالى ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ): يخرجون من قبورهم بسرعة، والجدث القبر، والجمع أجداث.

    وقوله (وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ): قال ابن كثير في تفسيره: والصحيح أن المراد بالصور: "القرن" الذي*ينفخ*فيه إسرافيل، عليه السلام.*

    قال*النسفي في مدارك التنزيل: {فى*الصور}:*في*الق رن. وهو اخيار الطبري في تفسيره.

    قال البخاري في صحيحه: وقال ابن عباس: {الناقور}: «الصور».

    انتهى كلامه.

    قلت (عبدالرحيم): والله أعلم بكنهه. فنؤمن به من غير كيف إلا بما صح من وصفه؛ وهذا شأن الغيبيات؛ لا خوض فيها إلا بنص. ولا ريب أن شأنه عظيم؛ يسمع الخلائق، ويصعقهم إلا من شاء الله،
    ففي صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو؛ وفيه: ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى (2) لِيتًا ورفع لِيتًا ، قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال: فيصعق، ويصعق الناس...): " يلوط حوضه ": يعني يطينه، ويصلحه.
    ومعنى " ليتا": الليت بكسر اللام: صفحة العنق، يعني جانب العنق، وصفحة كل شيء جانبه.

    قال البخاري في كتاب التفسير من صحيحه:* باب نفخ*الصور: قال مجاهد: «الصور*كهيئة البوق».

    وهذه إشارة عابرة في ذكر " الصور" ولعل الله يمكني أن أبسط الحديث عنه؛ في موطن آخر.

    انتهى.

    *قوله {فَتَأْتُونَ}:* أيها الناس فرادى كما خلقكم؛ حفاة عراة غرلا (غير مختونين)، لم ينقص من أجسادكم شيئا بعدما بليت، وغابت في الأرض.
    وأتى بالفاء للدلالة على سرعة الإتيان، والقيام من القبور،

    ففيه إشارة إلى قوله (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ) مُهْطِعِينَ: أي مسرعين إلى داعي الله؛ وذلك يوم القيامة.

    فيكون المعنى (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُون) أي فتستجيبوا مسرعين.

    *قوله {أَفْوَاجًا}:* جمع، والمفرد: فوج. والمعنى: زمرا، وجماعات.

    ولا إشكال بين وصف الله لهم بكونهم جماعات، وبين ما جاء ذكره في قوله تعالى ( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا): فهم يأتون جماعات؛ لكن لا يغني فرد عن غيره شيئا، فلا ينفعهم جمعهم كما كان ينفع في الدنيا، أو يقال: يميتهم فرادى، ويبعثهم الله من قبورهم فرادى يوم القيامة، ثم يحشرون جماعات.

    قال الطبري في تفسيره: يقول:*فيجيئون زمرا زمرا، وجماعة جماعة.

    قال البغوي في تفسيره: زمرا زمرا؛ من كل مكان للحساب.

    قال البخاري في كتاب التفسير من صحيحه: باب {يوم ينفخ في*الصور*فتأتون أفواجا}: زمرا.
    انتهى كلامه.

    وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: جماعات؛ فى تفرقة.

    وقال السمرقندي في بحر العلوم: أَفْواجاً يعني: جماعة جماعة.*

    قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط: أي: جماعات، واحدها: فوج.

    وقال*ابن أبي زمنين في تفسيره: أمة أمة.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: أي جماعات مختلفة أو أمما؛ كل أمة مع رسولها.
    *
    قلت ( عبدالرحيم ): قوله (أفواجا): أي جماعات. ومنه قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ): أي من كل أمة(فوجا) جماعة فهم (يوزعون) يساقون إلى النار.

    قال الطبري في تفسيره، والسمرقندي في بحر العلوم، والواحدي في الوجيز:*(فوجا): يعني جماعة.

    زاد الطبري: منهم، وزمرة.

    ومنه (هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ): فَوْجٌ: جماعة.
    قاله السمرقندي في البحر، والبغوي في تفسيره، والواحدي في الوجيز، وغيرهم.

    قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: الفوج*جماعة*من الناس، والمقتحم الداخل في زحام وشدة، وهذا*من كلام خزنة النار خاطبوا به رؤساء الكفار الذين دخلوا النار أولا، ثم دخل بعدهم أتباعهم وهو الفوجالمشار إليه.

    ومنه ( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ): فَوْجٌ: أي جماعة من الكفار.
    قاله القرطبي في تفسيره، وابن جزي الغرناطي في التسهيل، وغيرهم.

    قال ابن الجوزي في زاد المسير، والواحدي في الوسيط، والجلال المحلي في الجلالين: جماعة*منهم.

    وهو قول الطبري، والبغوي في تفسيره.

    قال*البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: أي*جماعة*هم في غاية الإسراع موجفين مضطربي الأجواف من شدة السوق.

    قال الخطيب الشربيني في السراج المنير: والمراد هنا بالفوج*جماعة*من* لكفار.

    ومنه ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ): أَفْوَاجًا: جماعات؛ وقد وقع ذلك، وأقر عين نبيه نصر، وانتشاره؛ ففي هذه الآيات نعي أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقبيل وفاته دخل الناس جماعات في دين الله؛ فالحمد الله الذي أعز دينه وأهله. وجزى الله نبينا عنا خيرا - صلوات الله وسلامه عليه -.

    قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل: (أفواجا): جماعات، وذلك أنه أسلم بعد فتح مكة بشر كثير.

    قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: ومعنى: (أفواجا) جماعات*كثيرة.
    وبه قال النسفي.

    زاد الزجاج: أي بعد أن كانوا*
    يدخلون*واحدا واحدا. واثنين اثنين، صارت القبيلة تدخل بأسرها*في*الإسلا م.

    قال القرطبي في تفسيره: (أفواجا)*أي*جماعا ت: فوجا بعد فوج. وذلك لما فتحت مكة قالت العرب: أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم، وقد كان*الله*أجارهم من أصحاب الفيل، فليس لكم به يدان. فكانوا يسلمون*أفواجا: أمة أمة. قال الضحاك: والأمة: أربعون رجلا.
    *
    لطيفة:

    قلت (عبدالرحيم): فكما أن الخلائق يأتون جماعات لفصل القضاء، فكذلك يدخلون مسترقهم جماعات؛ فأهل النار يدخلونها أمة أمة، جماعة جماعة؛ (جماعات)، كما قال تعالى ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى ): زمرا: أي جماعات.

    وقال تعالى ( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا )، فهم يدخلون النار ، ويتساقطون فيها جماعات. - أعاذنا الله منها -.

    وكذا أهل النعيم يدخلون الجنة جماعات ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ): زُمَرًا: أي جماعات. وشتان (3) بين الفريقين.

    انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    ....................

    (1): رواه الترمذي (3243) وغيره من حديث أبي سعيد الخدري، وصححه الألباني في الصحيحة (1079).

    (2): والإصغاء: الإمالة، وصغت النجوم: مالت للغروب.
    قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين.

    (3): شتَّانَ*ما بينهما : أَي* بعُد وعظُم الفرقُ بينهما.
    كذا في المعجم الوسيط.
    ..................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    واصلوا وصلكم الله بهداه


    تصحيح:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم آل حمودة مشاهدة المشاركة
    *(معاني وغريب القرآن).*

    الكاتب والمشرف العام/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    ........................

    قوله تعالى
    {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}: النبأ (16).

    *قوله {وَ}:* لنخرج به؛ أي بمطر السحاب، السابق ذكره في قوله ( وأنزلنا من العصرات ماء ثجاجا ).
    المعصرات
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. افتراضي

    قوله تعالى
    ﴿لِلطّاغينَ مَآبًا﴾ [النبأ: 22].

    *قوله (لِلطّاغينَ):* للكافرين.
    والطغيان: تجاوز الحد.
    فالمشركون قد تجاوزوا الحد بكفرهم بالله. لأن حد المخلوق أن يعبد من خلقه، ولا يشرك به شيئا؛ فإذا أشرك معه غيره فقد تجاوز ما حد الله له.

    فقوله (لِلطّاغين): للكافرين.
    قاله الواحدي في الوجيز، والبغوي في تفسيره، والنسفي في مدارك التنزيل، وغيرهم.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: «الطاغون» : الكافرون.

    وقال ابن أبي زمنين في تفسيره: للمشركين.

    قال القرطبي في تفسيره: والمراد بالطاغين من طغى في دينه بالكفر، أو في دنياه بالظلم.*

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى): ما تجاوز بصره ما أمره الله أن ينظر؛ فقد نظر إلى ما أمر به، ولم يجاوزه. وهذا في معراج النبي صلى الله عليه وسلم.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {وما*طغى}:*ما*زاد ولا جاوز.

    ومنه (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى): كلا: يعني حقا. أي إنه يطغى؛ يتجاوز الحد.

    قال*الطبري في تفسيره: أي يتجاوز حده.*

    وقال في موطن آخر من تفسيره: يقول: إن الإنسان ليتجاوز حده، ويستكبر على ربه، فيكفر به، لأن رأى نفسه استغنت.*

    ومنه (فَأَمَّا مَنْ طَغَى وآثر الحياة الدنيا): قال ابن عطية في المحرر: طغى*معناه:*تجاوز* الحدود التي ينبغي للإنسان أن يقف عندها بأن كفر وآثر الحياة الدنيا على الآخرة لتكذيبه بالآخرة.*

    ومنه (هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ): لِلطَّاغِينَ: المتجاوزين للحد في الكفر والمعاصي.
    قاله السعدي في تفسيره.

    ومنه (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى): أشد طغيانا أي أشد تجاوزا للحد من غيرهم؛ لأنهم كفروا بعد أن دعاهم ألف سنة إلا خمسين، وهم وأول قوم كفروا برسول، وهو نوح عليه السلام، وليس لهم سلف في ذلك.

    ومنه (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى): تجاوز الحد في ادعاء أنه إله.

    قال ابن زمنين في تفسيره: (إِنَّهُ طَغَى): كفر.

    ومنه (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى): أي يتجاوز الحد فيما لا ينبغي له أن يفعله فينا.

    قال الخطيب الشربيني في السراج المنير: أي: يتجاوز الحد في الإساءة علينا.

    ومنه (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ): لما تجاوز الماء الحد فأغرق؛ حملنا آباءكم في السفينة.

    قال الراغب الأصفهاني في تفسيره: أي*تجاوز*الحد الذي كان عليه من قبل.

    أي:*تجاوز*حده حتى علا على كل شيء في زمن نوح.

    ومنه (كذبت ثمود بطغواها): قال الطبري: يقول: كذبت ثمود بطغيانها، يعني: بعذابها الذي وعدهموه صالح عليه السلام، فكان ذلك العذاب طاغياطغى*عليهم، كما قال جل ثناؤه: (فأما*ثمود فأهلكوا بالطاغية).

    انتهى

    *قوله (مَآبًا):* مرجعا.

    قال السمرقندي في بحر العلوم، والبغوي في تفسيره: مرجعا، يرجعون إليها.

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: إن جهنم للذين طغوا في الدنيا، فتجاوزوا حدود الله استكبارا على ربهم كانت منزلا ومرجعا يرجعون إليه، ومصيرا يصيرون إليه يسكنونه.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: ومعنى (مآبا) إليها يرجعون.

    وقال السمعاني في تفسيره: أي: منقلبا، يقال: آب إلى مكان كذا أي: رجع وانقلب.

    قال ابن عطية في المحرر، والقرطبي في تفسيره: و «المآب» : المرجع.

    زاد القرطبي: أي مرجعا يرجعون إليها، يقال: آب يئوب أوبة: إذا رجع.

    قال ابن كثير في تفسيره: أي مرجعا ومنقلبا ومصيرا ونزلا.*

    قلت (عبدالرحيم) ومنه قوله تعالى (ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا): مَآَبًا: قال ابن قتيبة في غريب القرآن: أي مرجعا إلى الله بالعمل الصالح؛ كأنه إذا عمل خيرا رده إلى الله، وإذا عمل شرا باعده منه.

    ومنه (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ): أَوِّبِي: رجعي*بالتسبيح.*
    قاله نجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن.

    ومنه (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا): لِلْأَوَّابِينَ : الرجاعين*إلى طاعته.
    قاله الجلال السيوطي في الجلالين.

    قال أبو السعود في تفسيره: أي*الرجاعين*إليه تعالى عما فرط منهم مما لا يكاد يخلو عنه البشر.
    ومنه (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ): أواب: كثير الرجوع إلى ربه.

    ومنه (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ): يقول:*كل*ذلك*له*م يع*رجاع*إلى طاعته وأمره. ويعني بالكل:*كل*الطير.
    قاله الطبري في تفسيره.

    ومنه (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ): رجاع*إلى الطاعة عن المعاصي.
    قاله البغوي في تفسيره.
    ....................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  15. افتراضي

    قوله تعالى
    ﴿لا يَسمَعونَ فيها لَغوًا وَلا كِذّابًا﴾
    [النبأ: 35].

    *قوله {لا يَسمَعونَ}*: يعني المتقين الذين سبق ذكرهم في قوله ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا).

    *قوله {فيها}*: في الجنة؛ إذا شربوا كأسا من خمر دهاقا (ممتلئة).

    قال الجلال المحلي في الجلالين: أي الجنة عند شرب الخمر وغيرها من الأحوال.

    قال النيسابوري في غرائب القرآن: و(لا*يسمعون*فيها) : أي في الجنة وهو الأظهر أو في الكأس وشربها.

    *قال القاسمي في محاسن التأويل: (لا*يسمعون فيها): أي في الجنة.

    انتهى.

    *قوله {لغوا}:* باطلا.
    قاله الفراء في معاني القرآن، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، والبغوي في تفسيره، والنسفي في مدارك التنزيل، والجلال المحلي في الجلالين، والقاسمي في محاسنه وهو قول الطبري، وابن فارس في تهذيب اللغة، وابن منظور في اللسان، والزبيدي في تاج العروس، وغيرهم.

    زاد مكي، والجلال، والقاسمي: من القول.

    وزاد البغوي: من الكلام.

    قال ابن أبي زمنين: اللَّغْو: الْبَاطِل.

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره:*لا*يسمعون*ف ي الجنة*لغوا، يعني باطلا*من القول.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: سقط الكلام وهو ضروب.

    وقال السمعاني في تفسيره: اللغو: هو الكلام المطرح.

    قلت (عبدالرحيم): قوله {لَغوًا}*: يعني باطلا. والنكرة في سياق النفي تفيد العموم؛ فيدخل فيه الشتم، والافحاش في المنطق، والساقط من الكلام، وما لا فائدة منه، وكل ما يستقبح من الأقوال، وكل ما هو من جنس الباطل.

    والمعنى لا يَسْمَعون، ولا يُسْمِعون في الجنة باطلا بسبب شربهم خمر الجنان؛ لا كما كان يحدث من شُرّاب الخمر في الدنيا؛ يفحشون في كلامهم، ويهذون.

    ف {لا يَسمَعونَ فيها لَغوًا وَلا تَأثيمًا. إِلّا قيلًا سَلامًا سَلامًا}: قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: المعنى لا يسمعون*فيها*إلا أن يقول بعضهم لبعض سلاما سلاما.
    ودليل هذا قوله تعالى: (تحيتهم*فيها*سلا ).

    وفي الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: استثنى"سلاما سلاما"الذي هو ضد اللغو والتأثيم فكان ذلك مؤكدا لانتفاء اللغو والتأثيم.

    قال الألوسي في روح المعاني: (لا*يسمعون*فيها*ل غوا) ما لا يعتد به من الكلام وهو الذي يورد لا عن روية وفكر فيجري مجرى اللغا- وهو صوت العصافير ونحوها من الطير- وقد يسمى كل كلام قبيح*
    (لغوا*ولا*تأثيما) أي*ولا*نسبة إلى الإثم أي لا يقال لهم أثمتم.

    قال الطبري في تفسيره: وقوله: (لا يسمعون*فيها*لغوا *ولا*تأثيما) يقول: لا يسمعون*فيها*باطل ا من القول*ولا*تأثيما ، يقول: ليس*فيها*ما يؤثمهم.

    قال السمعاني في تفسيره: أي: كلاما باطلا، وكلاما يأثم به قائله، واللغو كل ما يلغى.

    قال الواحدي في الوجيز: {لا يسمعون*فيها} في الجنات {لغوا} كاملا فاحشا {ولا*تأثيما}*ولا* ا يوقع في الإثم.
    *
    انتهى كلامه.

    ونظيرتها قوله تعالى (لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً): يعنى كلمة فاحشة قبيحة.
    قاله الجصاص في أحكام القرآن.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات: أي:*لغوا، فجعل اسم الفاعل وصفا للكلام نحو: كاذبة، وقيل لما لا يعتد به في الدية من الإبل: لغو.

    وقوله (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا): قال ابن قتيبة في غريب القرآن: أي باطلا*من الكلام.

    قال البغوي في تفسيره: باطلاوفحشا وفضولا*من الكلام.

    وقال يحيى بن سلام في تفسيره: قال بعضهم: كذبا. وقال بعضهم: باطلا. وقال بعضهم: معصية. وهو نحو واحد.

    وقوله (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا): قال أبو السعود في تفسيره: {لا*يسمعون*فيها*ل غوا} أي باطلا*{ولا*تأثيم } أي ولانسبة إلى الإثم أي*لا*لغو*فيها*ول ا*تأثيم ولا*سماع.

    انتهى.

    *قوله {وَلا كِذّابًا}:* لا يكذبون، ولا يكذب بعضهم بعضا؛ لأنهم في (مقعد صدق).

    قال الجلال المحلي في الجلالين: بالتخفيف أي كذبا وبالتشديد أي تكذيبا من واحد لغيره بخلاف ما يقع في الدنيا عند شرب الخمر.

    قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: ولا*يكذبون على شرابهم كما يكذب أهل الدنيا إذا شربوا.

    قال*الفراء في معاني القرآن، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، والسمعاني في تفسيره، والنيسابوري في غرائب القرآن، وابن الجوزي في زاد المسير:*لا*يكذب بعضهم بعضا.

    وبه قال الطبري في تفسيره، والبغوي في تفسيره، والقاسمي في محاسن التأويل.

    إلا أن القاسمي قال: أي مكاذبة. أي*لا*يكذب بعضهم بعضا.

    وزاد ابن الجوزي: لأن أهل الدنيا إذا شربوا الخمر تكلموا بالباطل وأهل الجنة منزهون عن ذلك.

    وزاد النيسابوري في الغرائب: لأنهم إخوان الصفاء وأخذان الوفاء. ومن قرأ بالتخفيف فمعناه أنه*لا*يجري بينهم كذب أو مكاذبة.*

    قال السمرقندي: يعني: تكذيباً في شربها. يعني:*لا*يكذبون*ف يها.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: وقوله:*(لا*يسمعون فيها لغوا ولا*كذابا): الكذاب: التكذيب. والمعنى:*لا*يكذب ن*فيكذب*بعضهم بعضا، ونفي التكذيب عن الجنة يقتضي نفي الكذب عنها، وقرئ: كذابا من المكاذبة.
    أي:*لا*يتكاذبون تكاذب الناس في الدنيا، يقال:
    حمل فلان على قرنه فكذب؛ كما يقال في ضده: صدق. وكذب لبن الناقة: إذا ظن أن يدوم مدة فلم يدم.

    انتهى.

    لطيفة:

    لما صان أهل الجنة أنفسهم عن اللغو، والمسكر، فأعرضوا عنه في الدنيا ابتغاء وجهه سبحانه؛ جزاهم ربهم جزاء وفاقا؛ فليس ثم إلا الصدق والحق.

    فقد وصفهم ربهم؛ في محياهم، قبل مماتهم بقوله (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ): قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: الفحش والقبيح..

    وقوله (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا: مَرُّوا كِرَامًا): معرضين عنه.
    قاله الجلال المحلي في الجلالين.

    وقوله (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ): أي عن كل باطل يعرضون؛ واللغو اسم جنس؛ فيدخل فيه الغناء، لأنه من جملة الباطل ولا ريب. وهذه الآية من جوامع الكلم؛ وسيأتي عند تعرضنا لتفسيرها في سورة (المؤمنون).

    قال الجصاص في أحكام القرآن: هو الفعل الذي لا فائدة فيه وما كان هذا وصفه من القول والفعل فهو محظور.

    انتهى، والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    ................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  16. افتراضي

    قوله تعالى
    ﴿جَزاءً مِن رَبِّكَ عَطاءً حِسابًا﴾
    [النبأ: 36].

    *قوله {جَزاءً}:* مفعول مطلق.
    قاله الدعاس في إعراب القرآن.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: منصوب بمعنى: جزاهم جزاءا.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: مصدر أي جزاهم جزاء.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والجزاء: إعطاء شيء عوضاً على عمل . ويجوز أن يجعل الجزاء على أصل معناه المصدري وينتصب على المفعول المطلق الآتي بدلاً من فعللٍ مقدر . والتقدير : جزيْنا المتقين.

    قلت (عبدالرحيم): قوله {جَزاءً}: يعني ثوابا على تقواهم؛ فما زال الحديث عن المتقين.
    والجزاء: الثواب؛ والعكس. وهو في التنزيل كثير؛ وإن كان أحدهما أخص من الآخر.

    فمما جاء في الثواب ومعناه الجزاء؛ قوله تعالى (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ): ثُوِّبَ: جوزي.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم، وابن أبي زمنين في تفسيره، والثعلبي في الكشف والبيان، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، والسمعاني في تفسيره، والبغوي في تفسيره، وابن عطية في المحرر الوجيز، والقرطبي، وأبو حيان في البحر المحيط، والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، وابن كثير في تفسيره، وابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل، وغيرهم.

    زاد السمين الحلبي: وهو تهكم أيضا.

    قال*أبو بكر الأنباري في الزاهر في كلمات الناس: معناه: هل جزي الكفار في فعلهم وعملهم ما فعلوا. قال الشاعر :
    (ألا أبلغ أبا حنش رسولا*...*فمالك لا تجيء إلى الثواب)*معناه: إلى*الجزاء.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: أي*هل*جوزوا*بسخر تهم بالمؤمنين في الدنيا.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: قوله: {هل*ثوب*الكفار}*ه *جوزي*الكفار؟ {ما كانوا يفعلون} أي: قد*جوزوا*شر الجزاء.

    قال ابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب: هل*جوزوا*وأثيبوا على استهزائهم بالمؤمنين.

    ومنه {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ*الثَّواب }: أي حسن*الجزاء*وهو الجنة.
    قاله السمرقندي في البحر.

    *ومنه {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ*الثَّوَا ُ*وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}: نِعْمَ*الثَّوَا : أي نعم الجزاء.
    قاله البغوي في تفسيره.

    وفي كتاب البسيط للواحدي:*الثوابُ *في الأصل*معناه: ما رجع إليك من عائدة، وحقيقته:*الجزاء* لعائد على صاحبه مُكَافأةً لما فعل، ومنه: التَثْويب في الأذان، إنما هو ترجيع الصَوْت، ولا يقال لصوتٍ مرةً واحدةً: تثويب، ويقال: ثوّب الداعي: إذا كرر دعاه كما قال:
    إذا الداعي المُثَوّبُ قال: يالا.
    والثوب مشتقّ من هذا، لأنه ثاب لباسًا بعد أن كان قُطنا أو غزلا.
    *
    ومما جاء في الجزاء، ومعناه الثواب؛
    قوله تعالى {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}: ثم*يثاب بسعيه ذلك الثواب الأوفى.
    قاله الطبري في تفسيره.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: يعطى*ثوابه كاملا.

    ومنه {وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا}: {جزآء} أي: ثوابا على إيمانه.
    قاله مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية.

    قال الطبري في تفسيره: جزاء يعني*ثوابا*على إيمانه، وطاعته ربه.

    قال الإيجي الشافعي في جامع البيان أي:*فله*المثوبة*ا لحسنى.

    وفي تفسير القرطبي: فله*الثواب*جزاء الحسنى.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: فيسمى الجزاء*ثوابا تصورا أنه هو هو، ألا ترى كيف جعل الله تعالى*الجزاء*نفس العمل في قوله (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) ولم يقل جزاءه، والثواب*يقال في الخير والشر، لكن الأكثر المتعارف في الخير، وعلى هذا قوله عز وجل: (ثوابا من عند الله والله عنده حسن*الثواب).

    ومنه {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}: وأثابهم الله*بما*صبروا*ف الدنيا على طاعته، والعمل*بما*يرضيه عنهم جنة وحريرا.
    قاله الطبري في تفسيره.

    قال السمرقندي في البحر: أعطاهم الثواب*بما*صبروا *في الدنيا جنة وحريرا يعني: لباسهم فيها حرير.

    ومنه {إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا}: أي*الثواب*المضاع ف بما عملوا.
    قاله القاسمي في محاسن التأويل.

    انتهى.

    *قوله {مِن}:**ابتدائية ، أي* صادراً من لدن الله ، وذلك تنويه بكرم هذا الجزاء وعظم شأنه.
    قاله الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.

    *قوله {رَبِّكَ}:* قال الطبري: يعني بقوله جل ثناؤه: (جزاء من ربك*عطاء) أعطى الله هؤلاء المتقين ما وصف في هذه الآيات ثوابا من ربك بأعمالهم، على طاعتهم إياه في الدنيا.

    *قوله {عَطاءً}:**بدل*من «جزاء» وهو اسم مصدر.
    قاله السمين الحلبي في الدر المصون.

    قال الطبري في تفسيره: تفضلا من الله عليهم بذلك الجزاء، وذلك أنه جزاهم بالواحد عشرا في بعض وفي بعض بالواحد سبع مئة، فهذه الزيادة وإن كانت جزاء، فعطاء*من الله.

    قال السمعاني في تفسيره: وقوله: {جزاء من ربك*عطاء} أي: جوزوا جزاء، وأعطوا*عطاء.

    قال الطاهر بن عاشور: ووصفُ الجزاء بعطاء وهو اسم لم يُعطَى ، أي يتفضل به بدون عوض للإِشارة إلى أن ما جوزوا به أوفرُ مما عملوه ، فكان ما ذكر للمتقين من المفاز وما فيه جزاء شكراً لهم وعطاءً كرماً من الله تعالى وكرامة لهذه الأمة إذ جعل ثوابها أضعافاً.

    *قوله {حِسابًا}:* كافيا.
    قاله*أبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وأبو هلال العسكري في الوجوه والنظائر، والزجاج في معاني وإعراب القرآن، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، وابن الهائم في التبيان في تفسير غريب القرآن، والألوسي في روح المعاني، والسمعاني في تفسيره، والبغوي في تفسيره، والزمخشري في الكشاف، ونجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن، والنسفي في مدارك التنزيل، وابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل، وأبو حيان الأندلسي في البحر المحيط في التفسير، والسمين الحلبي في الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، وابن كثير في تفسيره، وسراج الدين النعماني في اللباب في علوم الكتاب، وأبو السعود في تفسيره. وحكاه الواحدي في البسيط عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.

    إلا أن النسفي قال: صفة يعني كافيا أو على حسب أعمالهم.

    زاد ابن كثير: وافرا شاملا كثيرا؛ تقول العرب: "أعطاني فأحسبني" أي: كفاني. ومنه "حسبي الله"، أي: الله كافي.

    زاد البغوي: وافيا.

    وزاد ابن*جزي: من أحسب الشيء إذا كفاه.

    وزاد السجستاني: ويقال: أعطاني ما أحسبني أي ما كفاني. وقال: أصل هذا أن يعطيه حتى يقول حسبي.

    وزاد الزجاج: وإنما سمي الحساب في المعاملات*حسابا* لأنه يعلم ما فيه كفاية
    ليس فيها زيادة على المقدار ولا نقصان.

    زاد الألوسي: على أنه مصدر أقيم مقام الوصف أو بولغ فيه أو هو على تقدير مضاف وهو مأخوذ من قولهم أحسبه الشيء إذا كفاه حتى قال: حسبي، وقيل على حسب أعمالهم أي مقسطا على قدرها.

    قال مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: والحسيب عند أهل اللغة الكافي. يقال حسبه إذا كفاه، ومنه {عطآء*حسابا} أي: كافيا: ومنه {حسبك الله} أي: يكفيك الله.

    قال الثعلبي في الكشف والبيان، والواحدي في الوجيز: أي كثيرا كافيا.

    وزاد الثعلبي: وافيا.

    وقال ابن قتيبة في غريب القرآن،والسمرقن دي في بحر العلوم، والجلال المحلي في الجلالين: أي كثيرا.

    زاد الجلال المحلي: من قولهم أعطاني فأحسبني أي أكثر علي حتى قلت حسبي.

    وزاد ابن قتيبة: يقال: أعطيت فلاناعطاء*حسابا وأحسبت فلانا، أي أكثرت له. قال الشاعر:
    ونقفي وليد الحي إن كان جائعا*...*ونحسبه إن كان ليس بجائع.
    ونرى أصل هذا: أن يعطيه حتى يقول: حسبي.

    وقال الطبري: وقوله: (حسابا) يقول: محاسبة لهم بأعمالهم لله في الدنيا.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: جمهور المفسرين واللغويين معناه: محسبا، كافيا في قولهم أحسبني هذا الأمر أي كفاني، ومنه حسبي الله.

    قال الطاهر بن عاشور: وهذا الحساب مجمل هنا يبينه قوله تعالى :*{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }، وقوله :*{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل اللَّه كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة }.
    وليس هذا الحساب للاحتراز عن تجاوز الحد المعيَّن ، فذلك استعمال آخر كما في قوله تعالى :*{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }*ولكل آية مقامها* الذي يجري عليه استعمال كلماتها فَلا تعارض بين الآيتين .
    ويجوز أن يكون*{ حساباً }*اسم مصدر* أحْسَبَه ، إذا أعطاه ما كفاه ، فهو بمعنى إحساباً ، فإن الكفاية يطلق عليها حَسْب بسكون السين فإنه إذا أعطاه ما كفاه قال : حسبي .

    انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    ..........................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  17. افتراضي

    قوله تعالى
    ﴿يَومَ يَقومُ الرّوحُ وَالمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمنُ وَقالَ صَوابًا﴾ [النبأ: 38].

    *قوله {يَومَ}:* أي: في ذلك اليوم.
    قاله الواحدي في الوسيط، والبغوي في تفسيره.

    قال البيضاوي في أسرار التنزيل، والجلال المحلي في الجلالين: ظرف ل*لا*يملكون.

    *قوله {يَقومُ الرّوحُ}:* يعني جبريل عليه السلام؛ فقد سماه الله روحا في غير ما آية.

    *قوله {وَالمَلائِكَةُ} :* أيضا؛ يقوم الجميع.
    قاله السعدي في تفسيره.

    *قوله {صَفًّا}:* يعني: صفوفا.

    ونظيرتها قوله تعالى (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا): يعني صفوفا صفوفا.

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفا صفا بعد صفّ.

    قال*ابن كثير في تفسيره: فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء ، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا.

    انتهى كلامه.

    فمعنى قوله تعالى {وَالمَلائِكَةُ صَفًّا}: صفوفا.
    قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، السمرقندي في بحر العلوم، والواحدي في الوجيز، وابن أبي زمنين في تفسيره، والقرطبي في تفسيره.

    إلا أن القرطبي قال: مصدر أي يقومون*صفوفا. والمصدر ينبئ عن الواحد والجمع، كالعدل والصوم.*

    زاد السمرقندي: يعني:*كصفوف الملائكة، وأهل الدنيا في الصلاة.

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه*صفوفا*صف ابعد صف.

    قال*سراج الدين النعماني في اللباب في علوم الكتاب: {صفا} مصدر؛ أي: يقومون صفوفا، والمصدر يغني عن الواحد والجمع كالعدل، والصوم، ويقال ليوم العيد: يوم الصف.

    قال الجلال المحلي في الجلالين، والخطيب الشربيني في السراج: {والملائكة*صفا} حال أي مصطفين.

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ): الكلام للملائكة تصف نفسها؛ لا كما يتوهمه البعض.

    وفي الحديث المرفوع: «ألا*تصفون*كما تصف الملائكة عند ربها؟» فقلنا يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: «يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف» (1).

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل ملائكته:*(وَإِنّ ا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ)*لل ه* لعبادته.

    قال السمعاني في تفسيره: قوله تعالى: {وإنا لنحن*الصافون} أي:*المصطفونفي السماء للعبادة

    قال ابن كثير في تفسيره: أي نقف*صفوفا*في الطاعة.*

    ومنه (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى): صَفًّا:صفوفا.
    قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، والفخر الرازي في التفسير الكبير، وابن الهائم في التبيان في غريب القرآن.

    زاد الرازي: كقوله: يخرجكم طفلا. أي أطفالا.*

    قال الطبري في تفسيره: والصف هاهنا مصدر، ولذلك وحد، ومعناه: ثم ائتواصفوفا.

    قال*ابن الجوزي في زاد المسير: أي: مصطفين مجتمعين، ليكون أنظم لأموركم، وأشد لهيبتكم.

    ومنه ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا): يعني الملائكة*
    صفوفا*في السماء يسبحون الله جل ثناؤه كصفوف الناس في الأرض للصلاة.
    قاله أبو بكر السجستاني في غريب القرآن.

    قال الطبري في تفسيره: والصافات: الملائكة*صفوفا*ف ي السماء.

    قال الزبيدي في تاج العروس: (الصافات صفا): هي: الملائكة*المصطف ن*في السماء يسبحون ومنه قوله تعالى: وإنا لنحن {الصافون*وذلك أن لهم مراتب يقومون عليها صفوفا، كما} يصطف المصلون.*

    ومنه (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ): صَفًّا: مصطفين*صفوفا*كال صلاة، لأنهم إذا اصطفوا مثلا صفين كان أثبت لهم وأمنع من عدوهم.
    قاله*الماوردي في النكت والعيون.

    ومنه ( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا): صَفًّا: صفوفا.
    قاله يحيى بن سلام في تفسيره، وابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل.

    زاد ابن جزي: فهو إفراد تنزل منزلة الجمع.

    قال حقي الخلوتي في روح البيان: مفرد منزل منزلة الجمع كقوله تعالى ثم يخرجكم طفلا اى أطفالا والمعنى*صفوفا*يق ف بعضهم وراء بعض غير متفرقين ولا مختلطين شبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان ليحكم فيهم بما أراد لا ليعرفهم.*

    ومنه ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ):*بمعنى* مصطفة، واحدها: صافة، وقد صفت بين أيديها.
    قال الطبري في تفسيره.

    قال الزبيدي في تاج العروس: {صواف*أي:} مصفوفة للنحر،! تصفف ثم تنحر، منصوبة على الحال، أي: قد صفت قوائمها.

    قال القرطبي في تفسيره: من صف يصف . وواحد صواف صافة.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: أي مصطفة، وصففت كذا: جعلته على*صف.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وصوافّ : جمع صافّة . يقال : صف إذا كان مع غيره صفّا بأن اتّصل به . ولعلّهم كانوا يصفُّونها في المنحر يوم النّحر بمِنى ، لأنه كان بمِنى موضع أُعدّ للنحر وهو المنحَر .

    قال محمود بن عبدالرحيم الصافي في الجدول في إعراب القرآن: صَوَافَّ: جمع صافة، اسم فاعل من*صف*الثلاثي، وزنه فاعل، أدغمت عينه ولامه لأنهما من ذات الحرف، ووزن*صواف*فواعل.

    انتهى.

    *قوله {لا يَتَكَلَّمونَ}:* يعني الخلق.*
    قاله الواحدي في الوسيط، وابن الجوزي في زاد المسير، والجلال المحلي في الجلالين، وبه قال غير واحد.

    زاد ابن الجوزي، والواحدي: كلهم.

    قلت (عبدالرحيم): قوله {لا يَتَكَلَّمونَ}: يعني الخلق كلهم؛ فيدخل فيهم الملائكة؛ وهذا أجود من تخصيصه بالملائكة وحدهم.

    *ومن أهل العلم من خصه بالملائكة.
    فيكون المعنى على هذا القول من باب قولهم " إياك أعني*واسمعي*يا*ج ره".

    والمعنى إذا كان الملائكة مع شرفهم، وعلو منزلتهم لا يتكلمون؛ فمن دونهم أجدر ألا يتكلموا؛ اللهم إلا الرسل؛ ففي الصحيحين مرفوعا ( ولا*يتكلم يومئذ إلا*الرسل). (2).

    ونحوه قوله تعالى ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ): يريد قاتلها. يعني سئل قاتلها بأي ذنب قتلها.
    وفيها تفسير قيم؛ يأتي لاحقا (إن شاء الله).

    قال البيضاوي في أنوار التنزيل: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن*وقال*صواب ا)*تقرير وتوكيد لقوله {لا يملكون} (3)، فإن هؤلاء الذين هم أفضل الخلائق وأقربهم من الله إذا لم يقدروا أن يتكلموا بما يكونصوابا*كالشف عة لمن ارتضى إلا بإذنه، فكيف يملكه غيرهم*

    انتهى.

    *قوله {إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمنُ}:**في الكلام؛ الذي من جملته الشفاعة. وهذا أحسن من تخصيصه بالشفاعة.
    ونظيرتها قوله تعالى (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ).

    قال ابن الجوزي في زاد المسير، والقرطبي في تفسيره: في الكلام.

    قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: أي تمنعهم الهيبة من الكلام إلا*من بعد أن يأذن الله لهم.

    قال صديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن: أي الخلائق ثم خوفا وإجلالا*لعظمة الله جل جلاله من هول ذلك اليوم ولا*يشفعون لأحد.

    قال السمرقندي في البحر: يعني: لا يتكلمون بالشفاعة.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: لا يشفعون.

    قال السمعاني في تفسيره: وقوله: {لا يتكلمون} أي: لا يشفعون، أي: الملائكة وقيل: لا يتكلمون مطلقا. قوله: {إلا من أذن له الرحمن} أي: بالشفاعة والكلام.

    انتهى.

    *قوله {وَ}:* كان ذلك الشخص ممن.
    قاله صديق حسن خان في فتح البيان.

    *قوله {قالَ}:* قولا.
    قاله الجلال المحلي في الجلالين.

    *قوله {صَوابًا}:* أي حقا، وسدادا من القول؛ الذي من جملته التوحيد. وهذا أجود من تخصيصه بشيء دون آخر.

    قال الشوكاني في فتح القدير: وأصل الصواب السداد من القول والفعل.*

    قال البغوي في تفسيره، وابن كثير في تفسيره، والسمعاني في تفسيره، وغيرهم: حقا.

    إلا أن البغوي قال: في الدنيا، أي حقا.

    زاد ابن كثير: ومن الحق :*" لا إله إلا الله ".

    قال السمرقندي في البحر: لا إله إلا الله يعني: من كان معه من التوحيد، وهو من أهل الشفاعة.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: {وقال صوابا} في الدنيا لا إله إلا الله.

    قال ابن الجوزي في زاد المسير: (وقال صوابا): قال في الدنيا صوابا، وهو الشهادة بالتوحيد عند أكثر المفسرين. وقال مجاهد: قال حقا في الدنيا.

    قال القرطبي: (وقال صوابا): يعني قول: لا إله إلا أنت.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقال ابن عباس: الضمير في*يتكلمون*عائد على الناس خاصة و «الصواب» المشار إليه*لا*إله إلا*الله، قال عكرمة أي قالها في الدنيا.*

    قال الواحدي في البسيط: والصواب هو السداد من الفعل والقول، يقال: فعل صوابا، وقال صوابا، وهو اسم من أصاب يصيب إصابة، كالجواب من أجاب يجيب إجابة.

    قال الطبري في تفسيره: والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن خلقه أنهم لا يتكلمون يوم يقوم الروح والملائكة صفا، إلا من أذن له منهم في الكلام الرحمن، وقال صوابا، فالواجب أن يقال كما أخبر إذ لم يخبرنا في كتابه، ولا على لسان رسوله، أنه عَنَى بذلك نوعا من أنواع الصواب، والظاهر محتمل جميعه.

    فائدة، وتنبيه:

    قوله {يَقومُ الرّوحُ وَالمَلائِكَةُ}: * الرّوحُ: جبريل عليه السلام.
    وقد خص من بين الملائكة تشريفا، وتعظيما لشأنه.

    ونظيرتها قوله تعالى (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)،

    وقوله (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ).

    فالروح في هذه الآيات جبريل - عليه السلام - كما في قوله ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ).

    وقوله (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا): أي تمثل لها جبريل رجلا تام الخلقة.

    وقوله (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ): رُوحِنَا: جبريل عليه السلام.

    وقوله (ُوَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ): بِرُوحِ الْقُدُس: جبريل عليه السلام.

    وقوله (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ).

    وقد ورد في شأنه عدة نصوص؛ فهو كريم، قوي مطاع؛ تطيعه ملائكة السماء.

    قال تعالى (إِنَّهُ لَقَولُ رَسولٍ كَريمٍ . ذي قُوَّةٍ عِندَ ذِي العَرشِ مَكينٍ . مُطاعٍ ثَمَّ أَمينٍ): مُطاعٍ ثَمَّ أَمين: تطيعه الملائكة هناك (في السماوات)، أمين: على وحي الله.

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: (مطاع*ثم) يعني جبريل صلى الله عليه وسلم،*مطاع*في السماء تطيعه الملائكة (أمين) يقول:*أمين*عند الله على وحيه ورسالته وغير ذلك مما ائتمنه عليه.

    ونظيرتها (عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى. ذو مِرَّةٍ فَاستَوى. وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعلى): أي علَّم محمدا - صلى الله عليه وسلم - جبريلُ؛ شديد القوى، وهو ذو مرة أي ذو قوة.

    وهو ولي للمؤمنين؛ (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَة ُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ).

    ومن عاداه فقد عادى الله (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ).

    وهذه جملة من النصوص التي وردت في شأنه عليه السلام؛ فهو ذو شأن عظيم؛ والنصوص من السنة كثيرة أيضا.

    فمعنى قوله تعالى {يَقومُ الرّوحُ وَالمَلائِكَةُ}: الرّوحُ: جبريل عليه السلام.

    قال السعدي في تفسيره: وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أشرف الملائكة.

    قال القصاب في النكت: هذا قول ابن عباس.

    قال النحاس في معاني القرآن: وقال الشعبي والضحاك: الروح:*جبرائيل صلّى الله عليه وسلّم.

    تنبيه:

    قلت (عبدالرحيم): وإنما آثرت القول بأن المعني بقوله تعالى (يَقومُ الرّوحُ وَالمَلائِكَة) هو جبريل - عليه السلام - لنسق القرآن كما سلف؛ يذكر الله ملائكته ثم يخص جبريل عليه السلام؛ كما فسره العلماء.

    فمن عجب يفسر بعضهم الروح في هذه الآية خاصة تفسيرا غير تفسير هم المعهود؛ فمنهم من قال {الروح}: خلق أعظم من الملائكة وأشرف منهم وأقرب من رب العالمين، وقيل: هو ملك ما خلق الله عز وجل بعد العرش خلقا أعظم منه، وقيل: يعني أرواح بني آدم، وقيل: القرآن، وقيل: خلق من خلق الله في صورة بني آدم، وقيل: الروح*خلق من خلق الله يضعفون على الملائكة أضعافا، لهم أيد وأرجل. وقيل: الروح: خلقٌ كالناس، وليسوا بالناس، وقيل: هم بنو آدم. ويقال:*الروح*لا يعلمه إلا الله، كما قال قل*الروح*من أمر ربي.

    وقيل غير ذلك؛ وكل ذلك لا دليل عليه (فيما أعلم).

    قال الطبري - رحمه الله - بعد أن ذكر جملة من الاقوال، باسناده إلى قائليها:

    والصواب من القول أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن خلقه لا يملكون منه خطابا،*يوم*يقوما لروح، والروح*خلق من خلقه، وجائز أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذكرت، والله أعلم أي ذلك هو، ولا خبر بشيء من ذلك أنه المعني به دون غيره يجب التسليم له، ولاحجة تدل عليه، وغير ضائر الجهل به.

    انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    ......................

    (1): رواه مسلم*(٤٣٠)؛ من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.

    (2): رواه البخاري ( ٨٠٦)، ومسلم*(١٨٢)*من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

    (3): يعني قوله تعالى {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا}: والشاهد: لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا.
    .............................. .

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب قرآن - حديث. عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  18. افتراضي

    *(معاني وغريب القرآن).*

    قوله تعالى
    {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ }:البقرة 175.

    *قوله {فَمَا أَصْبَرَهُمْ}:* أي ما أجرأهم.
    يقال " ما أصبرك على الله ": أي ما أجرأك عليه.

    وهو من ( الجُرأة)، وليس من الصبر الذي نقيضه الجزع.

    ولأن من معاني الصبر: الجرأة.

    قال ابن فارس في تهذيب اللغة:*قال أبو العباس (المبرد):*والصبر:* الجرأة، ومنه قول الله جل وعز: {فمآ أصبرهم على النار}، أي: ما أجرأهم على عمل أهل النار.

    قال القاضي عياض في مشارق الأنوار*على صحاح الآثار: قال ابن الأنباري*الصبر*ا لحبس والصبر*الإكراه والصبر*الجرأة.

    قال الفراء في معاني القرآن، وحكاه غير واحد: قال الكسائي: سألني قاضي*اليمن وهو بمكة، فقال:اختصم*إلى*ر لان*من العرب، فحلف أحدهما على حق صاحبه، فقال له: ما أصبرك على اللَّه! وفي هذه أن يراد بها: ما أصبرك على عذاب اللَّه.

    انتهى كلامه.

    فقوله تعالى {فَمَا أَصْبَرَهُمْ}: أي فما أجرأهم.
    قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب، والسمرقندي في بحر العلوم، وابن أبي زمنين في تفسيره، والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ.

    زاد السمرقندي: على العمل الذي يقرب إلى النار.
    وبنحوه ابن أبي زمنين.

    وزاد السمين الحلبي:*على تعاطي أسباب دخول النار من المعاصي.

    وسُئل أبو بكر بن عياش:*" فما أصبرهم على النار "*قال، هذا* استفهام, ولو كانت من الصبر قال:*" فما أصبرُهم "، رفعًا. قال: يقال للرجل:*" ما أصبرك ", ما الذي فعل بك هذا؟.
    حكاه الطبري في تفسيره.*

    وقيل: ما أبقاهم في النار، كما تقول: ما أصبر فلانا على الحبس. أي: ما أبقاه فيه.
    حكاه ابن الجوزي في زاد المسير.

    قال*الماوردي في النكت والعيون: {فما*أصبرهم*على النار} فيه أربعة أقاويل: أحدها: معناه*ما*أجرأهم* لى النار، وهذا قول أبي صالح. والثاني: فما*أصبرهم*على عمل يؤدي بهم إلى النار. والثالث: معناه فماأبقاهم على النار، من قولهم:*ما*أصبر فلانا على الحبس، أي*ما*أبقاه فيه. والرابع: بمعنى أي شيء صبرهم على النار؟
    *
    قال الطبري في تفسيره: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية قول من قال: (ما أجرأهم على النار)، بمعنى: ما أجرأهم على عَذاب النار وأعملهم بأعمال أهلها. وذلك أنه مسموع من العرب:*" ما أصبرَ فلانًا على الله "، بمعنى: ما أجرأ فلانًا على الله!.

    انتهى كلامه.

    قلت (عبدالرحيم) وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود؛ مرفوعا «مَنْ حَلَفَ عَلَى*يَمِينِ*صَ بْرٍ، يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ».

    قال ابن الجوزي في كشف المشكل في الصحيحين: وقوله: " على يمين صبر " في معناها قولان: أحدهما: أن يصبر نفسه: أي يحبسها على اليمين الكاذبة غير مبال بها. والثاني: أن يكون معنى الصبر الجرأة، من قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} [البقرة: 175] أي يجترئ بتلك اليمين على هتك دينه.

    ..........................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

  19. افتراضي

    قوله تعالى
    {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ}: يوسف: (14).

    *قوله {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}:* أي: جماعة.
    قاله الحوفي في البرهان في علوم القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، والواحدي في الوجيز، وأبوحيان الأندلسي في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، وابن الهائم في التبيان، والسمعاني في تفسيره.

    زاد السجستاني، وأبو حيان، وابن الهائم: من العشرة إلى الأربعين.

    وزاد الواحدي: بحضرته.

    وزاد البغوي: وكانوا عشرة.

    وزاد السمعاني: يتقوى بعضنا ببعض.

    قال الفراء: العصبة هي: العشرة فما زادت.
    حكاه البغوي، والسمعاني، وغيرهم.

    قال الأخفش الاوسط في معاني القرآن: و"العصبة" و"العصابة" جماعة. ليس لها واحد كـ"القوم" و"الرهط".

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: جمهور اللغويين: تطلق العصبة على الجماعة من عشرة إلى أربعين» .

    قلت(عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى؛ حكاية عن قارون (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ): لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ: أي العصبة لتنوء بمفاتحه؛ يعني الجماعة يثقلهم حملها؛ لثقلها. والفاء للتعدية، وقيل زائدة. والعصبة: الجماعة.
    ( وهذا من المقلوب، وسيأتي عند تعرضنا لتفسير السورة - إن شاء الله).

    قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: والعصبة من الرجال من العشرة إلى الأربعين.

    قال الخضيري في السراج في بيان غريب القرآن: ليثقل حملها على الجماعة الكثيرة.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: لتثقل العصبة فالباء للتعدية يقال ناء به الحمل إذا أثقله حتى أماله والعصبة الجماعة الكثيرة.

    قال السمين الحلبي في الدر: العصبة: وهي الجماعة الذين يتعصبون لبعضهم، أي يتقوى بعضهم ببعضٍ؛ فهم جماعة متعصبة متعاضدة. ومنه قوله تعالى: {لتنوء بالعصبة}.

    قال يحيى بن سلام في تفسيره: (لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ): لتثقل العصبة، الجماعة.

    قال صديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن: أي لتثقل بالجماعة الأقوياء.

    قال الإيجي الشافعي في جامع البيان: (لَتَنُوءُ) تثقل (بِالْعُصْبَةِ) الجماعة الكثيرة.

    قال السعدي في تفسيره: أي حتى أن مفاتح خزائن أمواله لتثقل الجماعة القوية عن حملها، هذه المفاتيح، فما ظنك بالخزائن؟

    ومنه (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ): عُصْبَةٌ مِنْكُمْ : جماعة.
    قاله مجير الدين العليمي في فتح الرحمن في تفسير القرآن، وابن أبي زمنين، والتسفي في مدارك التنزيل.

    زاد النسفي: من العشرة إلى الأربعين.

    قال الإيجي الشافعي في جامعه: (عُصْبَةٌ مِنْكُمْ): خبر إن، والعصبة جماعة من العشرة إلى الأربعين.

    انتهى.

    *قوله {إِنّا إِذاً لَخاسِرون}:* يعني لمضيّعون. بلغة قيس عيلان.
    قاله أبو عبيد القاسم بن سلاّم لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم ،وذكره عبدالله بن حسنون السامري في اللغات، وابن الهائم في التبيان في تفسير غريب القرآن.

    إلا أن أبا عبيد قال: بلغة عيلان.

    وقال البغوي: عجزة ضعفاء.

    وقال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف لوالدهم يعقوب: لئن أكل يوسف الذئبُ في الصحراء، ونحن أحد عشر رجلا معه نحفظه - وهم العصبة - (إنا إذًا لخاسرون) ، يقول: إنا إذًا لعجزة هالكون.

    وقال الواحدي في الوجيز، والسمعاني، وابن كثير: {إنا إذاً لخاسرون}: لعاجزون.

    إلا أن ابن كثير قال: لهالكون عاجزون.

    انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    .............................. .

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب قرآن - حديث. عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  20. افتراضي

    قوله تعالى
    {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}: الشعراء: 129.

    *قوله {مَصَانِعَ}:* أي*منازل*وقصورا.
    قاله القاسمي في محاسن التأويل.

    قال الشوكاني في فتح القدير: المصانع: هي الأبنية التي يتخذها الناس*منازل.

    *قوله {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}:* معناه: كيا تخلدوا.
    قاله الفراء في معاني القرآن.
    .......................

    *(المجموعة السابعة لمعاني وغريب القرآن).*

    أدناه شروط المجموعة، والرابط:

    موافقتكم على الشروط أدناه عهد منك لنا:

    {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}
    :[ الإسراء: 34] .

    إن وجدتم خطأ في التفسير فلكم التصحيح على الملأ؛ نصحا لله ولكتابه.

    1 - يجب العلم بأن المجموعة للمتابعة فقط،
    ولا يسمح لكم مطلقا بالإرسال إلى المجموعة، أو التعليق على مخالفات الغير؛
    إلا إن وجدتم خطأ في التفسير كما سبق، وجميع الاستفسارات على الرقم أدناه.

    2 - تحضير الرسائل يستغرق منا وقتا؛ ربما نتأخر في النشر؛ علما بأن عدد رسائل التفسير 2 رسالة في اليوم والليلة، ( إلا ما شاء الله ).

    3 - عدم إرسال شكرا على الإضافة، أو إلقاء السلام بعد إضافتكم.
    __________
    مدير المجموعة: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

    https://chat.whatsapp.com/8yT9nxqtwdE9rmyd3SK9aZ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •