ي «حِلْيَةِ الأوْلِيَاء» (9 /238 ـ 239) أنَّ الإمامَ العَلَمَ إسحاقَ بْنَ إبراهيمَ الحنظليَّ المَرْوَزِيَّ ـ المعْروفِ بابْنِ رَاهَوَيْه ـ (ت 238) سُئِلَ عن معْنَى السَّوادِ الأعْظَمِ الَّذي فُسِّرَتْ به الجماعةُ، فقال: «مُحمَّدُ بنُ أسْلَم، وأصحابُه، ومَنْ تَبِعَهُم»، ثمَّ قال: «سألَ رَجُلٌ ابْنَ المبارك: مَنِ السَّوَادُ الأعْظَمُ؟ قال: أبو حمزة السُّكَّريِّ(7)».ثمَّ قال إسحاق: «في ذلك الزَّمانِ (يعني: أبا حمزة)؛ وفي زمَانِنَا: مُحمَّدُ بنُ أسْلَمَ(8) ومَنْ تَبِعَهُ»، ثمَّ قال إسحاق: «لوْ سألْتَ الجُهَّالَ عن السَّوَادِ الأعْظَم لقالوا: جماعَةُ النَّاس...! ولا يَعْلَمُونَ أنَّ الجَمَاعَةَ: عَالِمٌ مُتَمَسِّكٌ بأثَرِ النَّبيِّ ﷺ وطَرِيقِه؛ فَمَنْ كان معَه، وتَبِعَهُ فهو الجماعَةُ، ومَنْ خَالَفَهُ فيه تَرَكَ الجَمَاعَةَ».
ثمَّ قال إسحاقُ: «لَمْ أسْمَعْ عالِمًا مُنْذُ خَمْسينَ سَنَةً، كان أشَدَّ تَمَسُّكًا بأثَرِ النَّبيِّ ﷺ من محمَّدِ بن أسْلَمَ»