تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 23

الموضوع: ما حكم فكِّ السّحر بالسحر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي ما حكم فكِّ السّحر بالسحر

    ما حكم فكِّ السّحر بالسحر، ؟
    هذه المسألة من المسائل العظيمة في باب التوحيد وفي الفقه أيضا؛ ألا وهي حكم حلِّ السحر بسحر مثله، ولابد من تقديم مقدمة في بيان [حقيقة السحر]
    أن السحر لا ينعقد إلا بأن يخدمه شيطان؛ لأن حقيقة السحر هي تسليط الشياطين على المسحور، إما على بدنه، وإما على جزء من بدنه، وإما على عقله، والشيطان قد يتسلَّط بإذن الله جل وعلا فيضر المسحور وقد لا يضره فينفع غير المسحور، كما في مسألة الصرف والعطف، والله جل وعلا قال لما ذكر السحر ?وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ?[البقرة:102].
    وحقيقة السحر - راجعة إلى خدمة الشيطان لهذا السحر، والسحر يؤثّر حقيقة في بدن المسحور أو في عقله، يؤثّر حقيقة لا تخيل يؤثر في البدن فيمرض حقيقة، يؤثر في العقل فيُنسي حقيقة، يصرف العقل عن الشيء حقيقة وليس بالتخيّل، وإنما قد يخيل إلى العين في بعض أحواله كما قال جل وعلا ?يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى?[طه:99]، هذا تخييل على العين في بعض أحواله، أما فيما يصيب البدن ويصيب العقل فهو حقيقة وهو ليس توهّما من المسحور.
    إذا تبين ذلك فإن الشيطان هذا الذي يخدم السحر لا يمكن أن يفعل ذلك ويخدم الساحر حتى يتقرّب إليه الساحر، فيستمتع الجني بهذا السّاحر الإنسي استمتاعا يُرضيه حتى يخدمه بعقد السحر وبالتّأثير في بدن المسحور.
    وهذا من جملة أنواع الاستمتاع التي ذكرها الله جل وعلا في قوله ?رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا?[الأنعام:128]، فيستمتع الإنسي بالجني ويستمتع الجني بالإنسي.
    استمتاع الإنسي بالجني بأن الإنسي يطلب من الإنسي أشياء فيحققها له الجني.
    واستمتاع الجني بالإنسي بالسّحر بأن الإنسي يتقرّب إلى الجني الشيطان الكافر يتقرّب إليه بأشياء يرضى بها عنه، ثم بعد ذلك يخدمه بالسحر.

    فحقيقة السحر إذن: أنها لا يقوم السحر إلا على تقرّب من الإنسي للجني بإرضائه، والجني يرضى على ذلك بالشرك بالله عز وجل وبأنواع الشرك إما بالذبح أو بدعاء والتعلق بالجن والخوف من الجن خوف السر أو نحو ذلك من التذلل لهم، أو تكون الخدمة بأن يجعل الجنيُّ الإنسيَّ يكفر بالله جل وعلا ويرتد بأن يعمل أشياء من الردة كإلقاء المصحف في قاذورات تعمُّدا، أو -والعياذ بالله- البول عليه أو إلقاء النجاسات ونحو ذلك مما هو معروف من حال السحرة قبحهم الله.
    فإذن حقيقة السحر أنها لا تكون إلا بشرك وكفر من السّاحر، ولهذا قال جل وعلا في حكمه قال ?وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ?[البقرة:102]، وهذا يعمّ حالي التعلم: تعلم ما ينفع وتعلم ما يضر. قال ?وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ? وهذا فيه عموم؛ لأن ?مَا? نافية و?أَحَدٍ? نكرة في سياق النفي فتعم، ثم زادها تنصيصا صريحا في العموم مجيء ?مِنْ? قبل النكرة فصار هذا لا يخرج عنه شيء من الأفراد، فهو يعمّ حالتين: ما يُظن أنّه ينفع، أو يضر، الصرف والعطف أنواع السحر.قال ?وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ?.
    فإذا كان كذلك فالسحر إذن لا يقوم إلا على الكفر بالله جل وعلا من الساحر أو على الشرك بالله جل وعلا من الساحر وقد يكون من المتقدّم للساحر لطلب السحر أو لطلب فَكِّهِ.
    إذا كان كذلك فإنّ فكّ السحر بالسحر إذن يكون إقرارا للشرك بالله جل وعلا، إقرارا للكفر بالله جل وعلا، إذْ إنه في حقيقته إقرار للساحر على كفره وعلى شركه بالله جل وعلا حتى تخدمه الشياطين الكفرة المردة.
    هذا تقرير أصل هذه المسألة، فيكون إذن تعلم السحر كفر واستعمال السحر كفر، ويكون إذن التقرّب إلى الساحر بأنواع التقرّبات إذا كان فيها كفر فهو أيضا كفر من المتقرب إليه، إذا كان فيها ذبح: اذبح لي أو عظم أو أعطيني فلوسا اشتري ذبيحة وأذبحها أو نحو ذلك، فالرّاضي بالذنب كفاعله وهذا يعلم أنه سيتصرف إلى الجن بهذه الأشياء.
    فيكون إذن حل السحر بسحر حكمه حكم السحر لأنه لا يُحل السحر بسحر إلا فُعل السحر، فيكون إذن ثَم فعل للسحر حتى يُزال سحر، هذا هو الذي تريده الشياطين، تريده الجن من الإنس؛ أن يكفر الإنسي بالله جل وعلا وأن يشرك الإنسي بالله جل وعلا الجني، فيكون عابدا للجني متقرّبا للجني ومشركا بالله جل وعلا.
    فإذن حلّ سحر بسحر مثله مع بيان هذا التأصيل تصل معه إلى نتيجة أنه محرَّم وكفر وشرك بالله جل وعلا.
    إذا تبيّن هذا فالعلماء من المتكلّمين في الفقه وفي الفتوى اختلفوا في هذه المسألة؛ حكم حل السحر بمثله هل يجوز أم لا يجوز؟ الجمهور بل عامة أهل العلم على أنَّ هذا محرم ولا يجوز؛ يعني محرّم ولا يجوز مطلقا دون تقييد.
    وقال جماعة من أهل العلم: إنّ حل السحر بمثله ضرورة جائز، وهذا هو مذهب الحنابلة وهو المنصوص في كتب الفقه الحنبلي يقولون يجوز حل سحر بمثله ضرورة، لماذا جعلوه ضرورة؟ يعني جعلوا الضرورة مبيحة مع أن الضرورة لا تبيح الشرك بالله جل وعلا، قالوا: لأن السحر لا يكون في جميع أقسامه شركا؛ ليس كل السحر يكون عن كفر، وتعلمون كلام الشافعي رحمه الله أيضا حينما قال السحر نوعان:
    * سحر بالتدخينات كذا هذا يؤثر وهذا لا يستعمل فيه الكفر فليس بكفر.
    * سحر يكون عن طريق التقرب للشياطين فهذا كفر.
    فعند من قسّم هذا التقسيم قال إذا لم يتمحّض الساحر للشرك فإن المحرم يباح عند الضّرورة، فيكون استعمال الساحر لسحر بدون شرك محرم، والمحرمات تبيحها الضرورات.
    لكن هذا في الحقيقة تنظير لا حقيقة له في الواقع، فإنه في الواقع لا يكون السّحر المؤثر إلا بخدمة جني إلا بخدمة شيطان؛ لأن الشياطين هي التي تؤثر في ذلك، وعند ذلك فيكون حل السحر بمثله ضرورة ليس بالقول الصواب؛ لأنه مبني على أن السحر منقسم والسحر ليس بمنقسم؛ بل السحر لا يكون إلا عن شرك بالله جل وعلا.
    أما كلام سعيد بن المسيب رحمه الله ومن أجاز حل السحر بما ينفع: فإنهم لا يعنون به الذّهاب للسّاحر، قال: أما ما ينفع فلم ينه الله جل وعلا عنه. يعني من الأدعية والأوراد والأسباب والتلاوة ونحو ذلك مما فيه حل السّحر هذا نافع ولا يُتقيد به أيضا بما ورد، فإنه ما عرف الناس أنه نافع في حل السحر ولم يشتمل على منكر أو محرّم في نفسه أو فيما يؤول إليه فإنه لا بأس بتعاطيه.
    ولذلك ذكر العلماء في شروح الأحاديث أن مما يُحل به السحر أن تُحمى حديدة حتى تكون جمرة حمراء ثم يبول عليها المسحور، وهذا مما يكون بالتجربة سواء كانت تجربة صادقة أم غير صحيحة المقصود أنهم ذكروها، فالباب باب تجربة، إذا لم تشتمل هذه التجربة أو هذا الأمر على محرّم بنفسه أو يؤول إلى محرّم فإنه يكون هذا العلاج جائز.
    هذا هو الذي يحمل عليه كلام من أجاز حلّ السحر كسعيد بن المسيب وغيره، فإنهم يبيحون حلّ السحر بغير الأدعية وبغير القرآن؛ لكن بما هو جائز، والسحر يضر، قال جل وعلا[ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ[البقرة:102]بنص الآية.[شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ]

    والجمهور بل عامة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    هذا هو الذي يحمل عليه كلام من أجاز حلّ السحر كسعيد بن المسيب وغيره، فإنهم يبيحون حلّ السحر بغير الأدعية وبغير القرآن؛ لكن بما هو جائز، والسحر يضر، قال جل وعلا[ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ[البقرة:102]بنص الآية.[شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ]
    ليس هذا هو مقصود الامام سعيد بن المسيب , ولو كان الأمر كذلك لما سئل عنه , فالسائل يعلم جواز حل السحر بالرقية والوسائل المباحة ,
    وهذا مصداق ما رواه مسلم في الصحيح (كُنَّا نرقي فِي الْجَاهِلِيَّة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، كَيفَ ترى فِي ذَلِك؟ فَقَالَ: " اعرضوا عَليّ رقاكم , لَا بَأْس بالرقى مَا لم يكن شرك ".))

    وهذا نص عام في جواز كل رقية لم يخالطها شرك ,
    وكلام ابن المسيب رواه البخاري معلقا
    (وَقَالَ قتادَةُ: قُلْتُ لِسَعِيد بنِ المُسَيَّبِ: رجُلٌ بِهِ طِبُّ أوْ يُؤَخذُ عَن امْرَأتِهِ أيُحَلُّ عَنْهُ أوْ يُنَشَّرُ؟ قَالَ: لَا بأْسَ بِهِ، إنَّما يُرِيدُونَ بِهِ الإصْلاحَ، فَأَما مَا يَنْفَعُ فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ.)) انتهى
    ووصله الطبري وابن أبي شيبة
    والنشرة حل السحر عن المسحور , وابن المسيب انما يقصد حلها بالسحر , و الذهاب اليه في هذه الحالة لأجل الضرورة ودفع الضرر وتحقيق المنفعة ,
    ويؤيد هذا الفهم ما وقع من المناظرة بينه وبين الحسن ,
    فروى أبو جعفر الطبري
    مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا إِذَا كَانَ بِالرَّجُلِ سِحْرٌ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى مَنْ يُطْلِقُ عَنْهُ فَقَالَ هُوَ صَلَاحٌ
    قَالَ قَتَادَةُ وَكَانَ الْحَسَنُ يَكْرَهُ ذَلِكَ يَقُولُ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلَّا سَاحِرٌ

    قَالَ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ إِنَّمَا نَهَى اللَّهُ عَمَّا يَضُرُّ وَلَمْ يَنْهَ عَمَّا يَنْفَعُ )) انتهى
    وهذا الذي اختاره الطبري وكذا المزني من أصحاب الشافعي وبعض الحنابلة ,

    لكن الأولى تركه مادام يوجد عوضه مما لا خلاف فيه من الرقى الشرعية الجائزة
    وفي الصحيح («إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها))

    قال الشيخ العثيمين
    (ولكن على كل حال حتى ولو كان ابن المسيب ومن فوق ابن المسيب ممن ليس قوله حجة يرى أنه جائز; فلا يلزم من ذلك أن يكون جائزا في حكم الله حتى يعرض على الكتاب والسنة، وقد " سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن النشرة؟ فقال: هي من عمل الشيطان )) انتهى
    وهذا الحديث رواه أبو داود وأحمد وحسن اسناده الحافظ في الفنح وصححه الألباني
    لكن أعل بالارسال , والله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    هل يجوز الذهاب إلى ساحر من أجل حل السحر ؟

    الحمد للهلا يجوز حل السحر بالسحر ، وإنما يحل السحر بالقرآن الكريم والأدعية النبوية ، والأدوية المباحة .

    أما السحر فهو كفر وردة وخروج عن الإسلام ، فلا يجوز فعله ، ولا الذهاب إلى الساحر طلباً للشفاء ، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة وهي حل السحر ، فَقَالَ : (هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) رواه أبو داود (3868) وصححه الألباني .

    قال ابن القيم في "فتاوى إمام المفتين" (ص207، 208) :
    " والنشرة حل السحر عن المسحور ، وهي نوعان : حل سحر بسحر مثله ، وهو الذي من عمل الشيطان ، فإن السحر من عمله ، فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب ، فيبطل عمله عن المسحور .

    والثاني : النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة ، فهذا جائز ، بل مستحب " انتهى .

    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "القول المفيد" (2/70) :
    "وهذا الحديث بيَّن فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حكم النشرة ، وأنها من عمل الشيطان ، وهذا يغني عن قوله إنها حرام ، بل هذا أشد من قوله إنها حرام ، لأن ربطها بعمل الشياطين يقتضي تقبيحها ، والتنفير عنها ، فهي محرمة " انتهى .

    وبعد هذا النص الواضح البين من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا قول لأحد ، كائناً من كان .

    ولا يجوز أن ينصب الخلاف بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين رأي عالم أو فقيه ، قال ابن القيم رحمه الله :
    ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه


    وقد حكى بعض أهل العلم عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه يرى جواز حل السحر بالسحر للضرورة ، وكلام ابن المسيب رحمه الله ليس صريحا في جواز حل السحر بالسحر ، بل يحتمل أنه أراد حله بالطرق المباحة ،

    ومع ذلك فقد أجاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذا بقوله في " القول المفيد " (2/73):
    " ولكن على كل حال حتى ولو كان ابن المسيب ، ومن فوق ابن المسيب ممن ليس قوله حجة يرى أنه جائز ، فلا يلزم من ذلك أن يكون جائزاً في حكم الله حتى يعرض على الكتاب والسنة ، وقد سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن النشرة ، فقال : ( هي من عمل الشيطان) " انتهى .


    وقد فهم بعضهم من تجويز الإمام أحمد للنشرة أنه أجاز حل السحر بالسحر ، وإنما كلامه رحمه الله في الرقية الشرعية المباحة .

    قال الشيخ سليمان بن عبد الله في "تيسير العزيز الحميد" (419) : "وكذلك ما روي عن الإمام أحمد من إجازة النشرة ، فإنه محمول على ذلك -أي النشرة بالرقية الشرعية- وغلط من ظن أنه أجاز النشرة السحرية ، وليس في كلامه ما يدل على ذلك ، بل لما سئل عن الرجل يحل السحر قال : قد رخص فيه بعض الناس . قيل : إنه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه ، فنفض يده وقال : لا أدري ما هذا ! قيل له : أفترى أن يؤتى مثل هذا؟ قال : لا أدري ما هذا. وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه، وكيف وهو الذي روى الحديث (أنها من عمل الشيطان) ، لكن لما كان لفظ النشرة مشتركا بين الجائزة والتي من عمل الشيطان ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه قد أجاز التي من عمل الشيطان ، وحاشاه من ذلك" انتهى .

    وقد صرح كثير من العلماء بتحريم حل السحر بالسحر ، وأن الضرورة لا تبيح ذلك .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " والمسلمون وإن تنازعوا في جواز التداوي بالمحرمات كالميتة والخنزير ، فلا يتنازعون في أن الكفر والشرك لا يجوز التداوي به بحال ، لأن ذلك محرم في كل حال ، وليس هذا كالتكلم به عند الإكراه ، فإن ذلك إنما يجوز إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان ، والتكلم به إنما يؤثر إذا كان بقلب صاحبه ، ولو تكلم به مع طمأنينة قلبه بالإيمان لم يؤثر ، والشيطان إذا عرف أن صاحبه مستخف بالعزائم لم يساعده ، وأيضا فإن المكره مضطر إلى التكلم له ولا ضرورة إلى إبراء المصاب به لوجهين :

    أحدهما : أنه قد لا يؤثر أكثر مما يؤثر من يعالج بالعزائم ، فلا يؤثر ، بل يزيده شراً .
    والثاني : أن في الحق ما يغني عن الباطل " انتهى من "مجموع الفتاوى" (19/61) .


    وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : " قال بعض الحنابلة : يجوز الحل بسحر للضرورة 0 والقول الآخر أنه لا يحل ، وهذا الثاني هو الصحيح ....... والسحر حرام وكفر ، أفيعمل الكفر لتحيا نفوس مريضة أو مصابة ! " انتهى من "فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم" (1/165) 0

    وقال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي : " التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه في هذه المسألة : أن استخراج السحر إن كان بالقرآن كالمعوذتين ، وآية الكرسي ، ونحو ذلك مما تجوز الرقية به فلا مانع من ذلك ، وإن كان بسحر أو ألفاظ أعجمية أو بما لا يفهم معناه ، أو بنوع آخر مما لا يجوز فإنه ممنوع ، وهذا واضح ، وهو الصواب إن شاء الله تعالى كما ترى " انتهى من "أضواء البيان" (4/465) 0

    وسئل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله عن حكم علاج السحر بالسحر عند الضرورة ؟
    فأجاب : "لا يجوز علاج السحر بالسحر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال : ( هي من عمل الشيطان ) . والنشرة هي حل السحر بالسحر ؛ ولأن حلها بالسحر يتضمن دعوة الجن والاستعانة بهم ، وهذا من الشرك الأكبر ؛ ولهذا أخبر الله سبحانه عن الملكين أنهما يقولان لمن يريد التعلم منهما ما نصه : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) البقرة/102 ، وقبلها قوله تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمـَا أُنـزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِـلَ هَـارُوتَ وَمَـارُوتَ ) البقرة/102. ثم قال سبحانه : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِـهِ أَنفُسَهُـمْ لـَوْ كَانُـوا يَعْلَمُـونَ *وَلَـوْ أَنَّهُـمْ آمَنُـوا وَاتَّقَـوْا لَمَثُوبَـةٌ مِـنْ عِنْـدِ اللَّهِ خَيْـرٌ لَـوْ كَانُـوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/102،103.

    وفي هاتين الآيتين تحذير من تعلم السحر وتعليمه من وجوه كثيرة ، منها : أنه من عمل الشيطان ، ومنها : أنّ تعلمه كفر ينافي الإيمان ، ومنها : أنه قد يحصل به التفريق بين المرء وزوجه ، وهذا من أعظم الظلم والفساد في الأرض ، ومنها : أنه لا يقع شيء من الضرر ولا غيره إلا بإذن الله ، والمراد بالإذن هنا الإذن الكوني القدري ، ومنها : أن هذا التعلم يضرهم ولا ينفعهم ، ومنها : أن من فعله ليس له عند الله من خلاق 0 والمعنى : ليس له حظ ولا نصيب من الخير 0 وهذا وعيد عظيم يوجب الحذر من تعلم السحر وتعليمه ، ومنها : ذمه سبحانه من تعاطي هذا السحر بقوله تعالى : ( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ) والمراد بالشراء هنا البيع 00 ومنها : إخباره سبحانه أن هذا العمل ينافي الإيمان والتقوى 0

    وبهذه الوجوه يظهر لكل مسلم شدة تحريم تعلم السحر وتعليمه ، وكثرة ما فيه من الفساد والضرر ، وأنه مع هذا كفر بعد الإيمان ، وردة عن الإسلام ، نعوذ بالله من ذلك 0 فالواجب الحذر من ذلك ، وأن يكتفي المسلم بالعلاج الشرعي وبالأدوية المباحة بدلاً من العلاج بما حرمه الله عليه شرعاً ، والله ولي التوفيق " انتهى . "مجلة الدعوة" – تاريخ 10 / 11 / 1414 هـ 0

    وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم النشرة .
    فأجاب : "حل السحر عن المسحور ( النشرة ) الأصح فيها أنها تنقسم إلى قسمين :
    القسم الأول : أن تكون بالقرآن الكريم والأدعية الشرعية والأدوية المباحة ، فهذه لا بأس بها لما فيها من المصلحة وعدم المفسدة ، بل ربما تكون مطلوبة لأنها مصلحة بلا مضرة 0
    القسم الثاني : إذا كانت النشرة بشيء محرم كنقض السحر بسحر مثله ؛ فهذا موضع خلاف بين أهل العلم : فمن العلماء من أجازه للضرورة .

    ومنهم من منعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال : ( هي من عمل الشيطان ) رواه أبو داود وإسناده جيد . وعلى هذا يكون حل السحر بالسحر محرما ، وعلى المرء أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع لإزالة ضرره والله سبحانه وتعالى يقول : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّى فإني قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعي إِذَا دَعَانِ ) ويقول الله تعالى : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أإلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ) والله الموفق " "فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (1/238،239) .


    وسئلت اللجنة الدائمة عن حكم حل السحر بسحر مثله ، فأجابت :
    "لا يجوز ذلك ، والأصل فيه ما رواه الإمام أحمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنهما قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال : ( هي من عمل الشيطان ) 0

    وفي الأدوية الطبيعية ، والأدعية الشرعية ، ما فيه كفاية : ( فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله ) ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي ، ونهى عن التداوي بالمحرم ، فقال صلى الله عليه وسلم : (تداووا ولا تتداووا بحرام ) ، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله لم يجعل شفاءكم في حرام ) " انتهى 0"فتاوى مهمة لعموم الأمة" (106،107) 0


    وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله :
    "لا يجوز حل السحر بسحر مثله ، وذلك بأن يطلب من الساحر نفسه أن يبطل عمله الذي هو السحر ، فإن في ذلك إقراراً له ، وإبقاء لعمله ، مع أن الواجب قتله متى عرف وتحقق أنه ساحر ، فإن حده ضربة بالسيف ، وكذا لا يجوز الذهاب إلى ساحر آخر لطلب حل ذلك السحر لما في ذلك من إبقائه وتقريره الذي هو كرضى بفعله " انتهى .

    وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن حكم حل السحر بسحر مثله فأجاب:
    "أما قضية حل السحر بسحر مثله فقد نص كثير من العلماء على أن ذلك لا يجوز ، لأن التداوي إنما يكون بالحلال والمباح ، ولم يجعل الله شفاء المسلمين فيما حرم عليهم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تداووا ولا تداووا بحرام ) 0

    وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) ، ومن أعظم المحرمات السحر فلا يجوز التداوي به ولا حل السحر به ، وإنما السحر يحل بالأدوية المباحة وبالآيات القرآنية والأدعية المأثورة ، هذا الذي يجوز حل السحر به " انتهى من "المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان" (2/132،133) .




    https://islamqa.info/ar/92810
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    وقد حكى بعض أهل العلم عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه يرى جواز حل السحر بالسحر للضرورة ، وكلام ابن المسيب رحمه الله ليس صريحا في جواز حل السحر بالسحر ، بل يحتمل أنه أراد حله بالطرق المباحة ،
    قد سبق بيان أن ابن المسيب يقصد حل السحر بمثله , ولو كان يقصد حله بالطرق الشرعية لما تكلفوا نقل قوله هذا , لأن ذلك محل اتفاق بين العلماء فلم يخصون اذا اين المسيب بالذكر ؟
    ووافقه على ذلك الطبري , والمزني وبعض الحنابلة كما تقدم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    ليس هذا هو مقصود الامام سعيد بن المسيب ,
    والنشرة حل السحر عن المسحور , وابن المسيب انما يقصد حلها بالسحر , و الذهاب اليه في هذه الحالة لأجل الضرورة ودفع الضرر وتحقيق المنفعة ,
    اخى الكريم سأنقل لك الوجهه الاخرى لمقصود كلام الامام سعيد بن المسيب-وهو اولى بحمل الكلام عليه وانا سأنقل الباب كاملا لاهميته ولانه يزيل جميع الاشكالات فى هذه المسألة------------------------------ النشرة متعلقة بالسحر وأصلها من النَّشْر وهو قيام المريض صحيحا، النشرة اسم لعلاج المسحور، سميت نُشرة لأنه ينتشر بها أي يقوم ويرجع إلى حالته المعتادة.
    ( ما جاء في النشرة) يعني من التفصيل يعني وهل النشرة جميعا وهي حل السحر مذمومة؟ أو أن منها ما هو مذموم ومنها ما هو مأذون به؟
    فالنُّشرة التي هي حل السحر قد يكون من ساحر، وقد يكون من غير ساحر بالأدوية المأذون بها أو الأدعية ونحو ذلك، فإذا كان من ساحر فإنها مناقضة لأصل التوحيد ومنافية لأصله.
    والنشرة -: نشرة جائزة ونشرة ممنوعة.
    النشرة الجائزة: هي ما كانت بالقرآن أو بالأدعية المعروفة أو بالأدوية عند الأطباء ونحو ذلك، فإن السحر يكون كما ذكرنا عن طريق الجن، والسحر يحصل منه إمرار حقيقة في البدن، ويحصل منه تغيير حقيقة في العقل والذهن والفهم، وإذا كان كذلك فإنه يعالَج بالمضادات التي تزيل ذلك السحر، فمما يزيله القرآن، والقرآن هو أعظم ما ينفع في إزالة السحر، كذلك الأدعية والأوراد ونحو ذلك مما هو معروف من الرقى الشرعية.
    ونوع من السحر يكون في البدن يعني من جهة عضوية فهذا أحيانا يعالَج بالرقى والأدعية والقرآن، وأحيانا يعالَج عن طريق الأطباء العضويين، وذلك لأن السحر -كما قلنا- يمرض حقيقة فإذا أزيل المرض أو سبب المرض فإنه يبطل السحر، ولهذا قال لك ابن القيم في آخر الكلام (والثاني النشرة بالرقية والتعويذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز) لأنه يحصل منه المرض وإذا كان كذلك فإنه يعالج بما أذن به شرعا من الرقى والأدوية المباحة.
    والقسم الثاني من النشرة: وهي التي من أنواع الشرك أن يُنشَّر عنه -بغير الطريق الأول- بطريق السحر، فيحل السحر بسحر آخر، يحل السحر الأول بسحر آخر، وذكرنا أن السحر لا ينعقد أصلا إلا بأن يتقرب الساحر إلى الجني أو أن يكون الجني يخدم الساحر الذي يشرك بالله دائما فيخدم، كذلك حل السحر لا بد فيه من إزالة سببه وهو خدمة شياطين الجن للسحر، وهذا لا يمكن إلا الجن، فإن الساحر الثاني الذي يُنَشِّر السحر ويرفع السحر لابد أن يستغيث أو يتوجه إلى بعض جنه في أن يرفع أولئك الجن الذين عقدوا هذا السحر أن يرفعوا أثره، فصار إذن هذه الجهة أنها من حيث العقد والابتداء لا يكون إلا بالشرك بالله، ومن حيث الرفع والنشر لا تكون إلا بالشرك بالله جل وعلا، ولهذا قال (لا يحل السحر إلا ساحر) يعني لا يحل السحر بغير الطريق الشرعية المعروفة إلا ساحر، لا يأتي أحد ويقول أنا أحل السحر هل تستخدم القراءة والتلاوة والأدعية؟ قال: لا، قال: أنت طبيب تُطِبُّ ذلك المسحور؟ قال: لا، إذن فهو ساحر، إذا لم يستخدم الطريق الثانية فإنه لا يمكن أن يحل السحر إلا ساحر؛ لأنه فكُّ أثر الجن في ذلك السحر ولا يمكن إلا عن طريق شياطين الجن الذين يؤثرون على ذاك.
    قال (عن جابر، أن رسول الله r سئل عن النشرة؟ فقال: «هي من عمل الشيطان»)، السائل سأله عما كان معهودا معروفا عندهم في هذا الاسم وهو اسم النشرة، والذي كان معروفا معهودا هو أن اسم النشرة إنما هو من جهة الساحر، النشرة عند العرب هو حل السحر بمثله، هذه هي النشرة عند العرب، ولهذا سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن النشرة فقال (هي من عمل الشيطان) وقال العلماء (الـ) ألف ولام التعريف في قوله (النشرة) هذه للعهد؛ يعني النشرة المعهود استعمالها وهي حل السحر بمثله، فقال عليه الصلاة والسلام (هي من عمل الشيطان) لأن رفع السحر لا يكون إلا بعمل شيطان جني ولهذا قال عليه الصلاة والسلام هي يعني الرفع والنشر من عمل الشيطان؛ لأن العقد أصلا من عمل الشيطان والرفع والنشر من عمل الشيطان.
    فإذن هو سؤال عن النشرة التي كانت تستخدم في الجاهلية.
    (رواه أحمد بسند جيد وأبو داود وقال سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كلَّه (يكره هذا كلَّه) يعني أن تكون النشرة عن طريق التمائم التي فيها القرآن؛ فابن مسعود كان يكره التمائم من القرآن وهو أن يعلق شيء من القرآن لأي غرض لدفع العين أو لإزالة السحر ورفع الضرر، لهذا الإمـام أحمد لما قال أبو داود (سئل أحمد عنها) يعني عن النشرة التي تكون بالتمائم من القرآن (فقال: ابن مسعود يكره هذا كله).
    أما النشرة باستخدام النفث والرقية من غير تعليق،فلا يمكن للإمام أحمد ولا لابن مسعود أن يكرهوا ذلك؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام استخدام ذلك وأذن به عملا في نفسه وكذلك في غيره عليه الصلاة والسلام.قال (وفي البخاري عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخّذ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع، فلم ينه عنه.) يريد ابن المسيب بذلك ما ينفع من النشرة بالتعوذات والأدعية والقرآن والدواء المباح ونحو ذلك،[ هذا مهم جدا اخى الكريم] أما النشرة التي هي بالسحر فابن مسعود[وكذلك سعيد بن المسيب] أرفع من أن يقول: إنها جائزة ولم ينه عنها. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول (هي من عمل الشيطان).
    (لهذا قال لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينهَ عنه (أما ما ينفع) يعني من الأدوية المباحة ومن الرقى والتعويذات الشرعية وقراءة القرآن ونحو ذلك فهذا لم ينه عنه؛ بل أذن فيه.
    إذن فالسحر بلاء، وسئل ابن المسيب عن هذا الذي به طب -يعني سحر- أو يأخّذ عن امرأته بصرف القلب عنها: أيُحَلُّ عنه أو يُنشّر بأصل الحل والنشر؟ يعني أيجوز أن يُرفع ذلك الطَبّ الذي به، أو ذلك الأخذ عن امرأته بأي وسيلة؟ فقال: نعم؛ ما ينفع فلم ينه عنه إنما يريدون به الإصلاح. ومعلوم أنه يريد بذلك ما أذن به في الشرع من القسم الذي ذكرناه فيه من جواز من استخدام الرقى والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة. [انتبه لهذا اخى الكريم احمد القلى فان فى هذا الكلام الاولى فى حمل كلام الامام سعيد]

    (قال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن) هذه حقيقة النشرة الشركية، قال (فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب) كما ذكرنا لكم سلفا، (فيبطل عمله عن المسحور) هذه حقيقة النشرة الشركية، قال (والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز).
    إذا تبين ذلك فإن حكم حل السحر بمثله أنه لا يجوز ومحرم؛ بل هو شرك بالله جل وعلا؛ لأنه لا يحل السحر إلا ساحر.
    بعض العلماء من أتباع المذاهب يرى جواز حل السحر بمثله إذا كان للضرورة كما قال فقهاء مذهب الإمام أحمد في بعض كتبهم: ويجوز حل السحر بمثله ضرورة.
    وهذا القول ليس بصواب؛ بل هو غلط لأن الضرورة لا تكون جائزة ببذل الدين والتوحيد عوضا عنها.
    ، ولهذا لا يقدم ما هو أدنى على ما هو أعلى، أو أن يُبذل ما هو أعلى لتحصيل ما هو أدنى من الضروريات الخمس، والأنفس لا يجوز حفظها بالشرك، وهذا أن يموت هو على التوحيد لا شك أنه خير له من أن يعافى وقد أتى بشرك بالله جل وعلا.
    والسحر لا يكون إلاَّ بشرك، والذي يأتي الساحر ويطلب منه حل السحر هذا معناه أنه رضي قوله وعمله ورضي أن يعمل به ذاك ورضي أن يشرك ذاك بالله لأجل منفعته، وهذا غير جائز.
    فإذن تحصّل أن السحر وقوعا وأنَّ السحر نشْرا لا يكون إلا بالشرك الأكبر بالله جل وعلا وعليه، فلا يجوز أن يحل لا من جهة الضرورة ولا من غير الضرورةمن باب أولى بسحر مثله؛ بل يحل وينشر بالرقى الشرعية.--------- [التمهيد]---فانتبه اخى الكريم لقوله-
    أما النشرة التي هي بالسحر
    فابن مسعود[
    وكذلك سعيد بن المسيب
    ]
    أرفع من أن يقولوا:
    إنها جائزة ولم ينه عنها.
    والنبي عليه الصلاة والسلام يقول (هي من عمل الشيطان). فهل ما كان من عمل الشيطان يجيزه الصحابة والتابعين او تابعيهم-
    الاجابة- معاذ الله -اذا الاولى حمل مقصود الامام سعيد ابن المسيب على ما سبق من كلام اهل العلم لانهم
    أرفع من أن يقولوا:
    إنها جائزة ولم ينه عنها.--وانه لايمكن
    الرفع والنشر إلا بالشرك بالله جل وعلا، ولهذا قال (لا يحل السحر إلا ساحر) يعني لا يحل السحر بغير الطريق الشرعية المعروفة إلا ساحر، لا يأتي أحد ويقول أنا أحل السحر هل تستخدم القراءة والتلاوة والأدعية؟ قال: لا، قال: أنت طبيب تُطِبُّ ذلك المسحور؟ قال: لا، إذن فهو ساحر، إذا لم يستخدم الطريق الثانية فإنه لا يمكن أن يحل السحر إلا ساحر؛
    وثانيا-
    الذي يأتي الساحر ويطلب منه حل السحر هذا معناه أنه رضي قوله وعمله ورضي أن يعمل به ذاك ورضي أن يشرك ذاك بالله لأجل منفعته،


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    قد سبق بيان أن ابن المسيب يقصد حل السحر بمثله , ولو كان يقصد حله بالطرق الشرعية لما تكلفوا نقل قوله هذا , لأن ذلك محل اتفاق بين العلماء فلم يخصون اذا اين المسيب بالذكر ؟
    ووافقه على ذلك الطبري , والمزني وبعض الحنابلة كما تقدم
    بارك الله فيكم،، ربما تكلفوا نقل قوله لبيان استخدام الأدوية المباحة لحل السحر.والله أعلم.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    وفي الصحيح («إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها))
    المتبادر إلى الذهن - وهو المعروف عند العلماء - أن هذا في الصحيح - أي عند البخاري أو مسلم - مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس الأمر كذلك ، بل لم يروه أحد من الشيخين مرفوعا ، وغاية ما في الأمر أنه معلق عن ابن مسعود موقوفا عليه.
    قال البخاري : وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي السَّكَرِ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُم.
    وقد غلقه الحافظ في التغليق وذكر من وصله كابن أبي شيبة وأحمد في الأشربة ومسدد وغيرهم .
    وروي من حديث أم سلمة مرفوعاً، أخرجه أبو يعلى ، وصححه ابن حبان (1397)، وفي سنده حسان بن مخارق، وهو مجهول الحال، وانظر "الصحيحة" (1633).

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    سبحان الله ظننت أن الأمر أوضح من هذا ؟
    ابن المسيب امام وليس هو بمعصوم وهو مأجور في اجتهاده سواء أاصاب أم أخطأ
    وحسبنا أن نقول أنه جانب الصواب وانتهى , ولا داعي لتحريف كلامه وتأويله هذا التأويل البعيد
    وصدق العلامة العثيمين حين قرر أنه غير جائز ولو قاله ابن المسيب ومن هو فوق ابن المسيب
    وقد تابعه على ذلك جماعة من الائمة منهم الطبري في التهذيب
    وقد نقلت لك المناظرة التي ذكرها قتادة بينه وبين الحسن الذي قال (لا يعلم ذلك الا ساحر)
    وهي واضحة وضح الشمس
    وهذا كلام ابن بطال في شرح البخاري يقرر ذلك , وقد ذكره عند أثر ابن المسيب وبوب عليه البخاري
    ( بَابُ هَلْ يُسْتَخْرَجُ السِّحْرُ))
    (واختلف السلف، هل يسأل الساحر عن حل السحر عن المسحور
    فأجازة سعيد بن المسيب على ماذكره البخارى، وكرهه الحسن البصرى وقال: لايعلم ذلك إلا ساحر ولا يجوز إتيان الساحر. لما روى سفيان، عن أبى إسحاق، عن هبيرة، عن عبد الله بن مسعود قال: (من مشى إلى ساحر أو كاهن فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - عليه السلام...) انتهى
    واقرأ أي شرح للبخاري عند هذا الباب ستجده مصدقا لهذا الكلام
    قم نقل ابن بطال كلام الطبري الذي ذكر سابقا حيث قال
    (عن عبد الله بن مسعود قال: (من مشى إلى ساحر أو كاهن فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - عليه السلام) . قال الطبرى: وليس ذلك عندى سواء؛ وذلك أن مسالة الساحر عقد السحر مسألة منه أن يضر من لا يحل ضرره وذلك حرام، من غير حصر معالجتهم منها على صفة دون صفة فسواء كان المعالج مسلمًا تقيًا أو مشركًا ساحرًا بعد أن يكون الذى يتعالج به غير محرم، وقد أذن النبى عليه السلام - فى التعالج وأمر به أمته فقال: (إن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء، وعلمه من علمه وجهله من جهله) . فسواء كان عليم ذلك وحله عند ساحر أو غير ساحر، وأما معنى نهيه عليه السلام عن إتيان السحرة؛ فإنما ذلك على التصديق لهم فيما يقولون على علم من أتاهم بأنهم سحرة أو كهان، فأما من أتاهم لغير ذلك وهو عالم به وبحاله فليس بمنهى عنه عن إتيانه..)) انتهى
    وبغض النظر عن صحة هذا الكلام من عدمه فالمقصود أن هذا هو مذهب هؤلاء الأئمة , فيلتمس لهم العذر بدل تأويل كلامهم وحمله ما لا يحتمل
    فأرجو قراءة كلامهم بتمعن ولا داعي الى اعادة النقولات السابقة بلا فائدة ترتجى

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    من غير حصر معالجتهم منها على صفة دون صفة فسواء كان المعالج مسلمًا تقيًا أو مشركًا ساحرًا بعد أن يكون الذى يتعالج به غير محرم، وقد أذن النبى عليه السلام - فى التعالج وأمر به أمته فقال: (إن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء، وعلمه من علمه وجهله من جهله) .
    فأرجو قراءة كلامهم بتمعن ولا داعي الى اعادة النقولات السابقة بلا فائدة ترتجى
    بعد قراءة كلام الامام الطبرى الذى ذكرته بتمعن -قال-بعد أن يكون الذى يتعالج به غير محرم-فالامام رحمه الله اشترط ان ما يتعالج به غير محرم وحل السحر بالسحر محرم فاين وجه الحجة فى الاستدلال بكلام الامام الطبرى السابق كل ما فى الامر انه لم يشترط فى المعالج ولكنه اشترط فى العلاج بقوله-بعد أن يكون الذى يتعالج به غير محرم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم،، ربما تكلفوا نقل قوله لبيان استخدام الأدوية المباحة لحل السحر.والله أعلم.
    فيك بارك الله
    لو كان ابن المسيب يقصد الأدوية المباحة فلم نقلوا اذا قوله ؟
    الحديث الصحيح قد بين أن الرقيا جائزة بكل وسيلة ليس فيها شرك , فهذا معلوم لا يخفى على التابعين الذين سألوا ابن المسيب ,

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    فيك بارك الله
    لو كان ابن المسيب يقصد الأدوية المباحة فلم نقلوا اذا قوله ؟
    الحديث الصحيح قد بين أن الرقيا جائزة بكل وسيلة ليس فيها شرك , فهذا معلوم لا يخفى على التابعين الذين سألوا ابن المسيب ,
    لو كان ابن المسيب يقصد الأدوية المباحة فلم نقلوا اذا قوله ؟--- الاجابة لان من يستدل بجواز حل السحر بالسحر فهم مقصد الامام سعيد على انه يجيز حل السحر بالسحر فدفع العلماء الذين يقولون بعدم جواز حل السحر بالسحر هذا الايهام فى كلام الامام سعيد ابن المسيب بما حملنامقصد الامام سعيد عليه -وقلنا هو الاولى بحمل الكلام عليه والكلام يحتمله وليس فيه تحريف او تأويل بعيد او تعسف كما قلت اخى الكريم بل هذا هو الموافق لاصول هؤلاء الائمة وعقائدهم فالاولى حمل الكلام عليه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    بعد قراءة كلام الامام الطبرى الذى ذكرته بتمعن -قال-بعد أن يكون الذى يتعالج به غير محرم-فالامام رحمه الله اشترط ان ما يتعالج به غير محرم وحل السحر بالسحر محرم فاين وجه الحجة فى الاستدلال بكلام الامام الطبرى السابق كل ما فى الامر انه لم يشترط فى المعالج ولكنه اشترط فى العلاج بقوله-بعد أن يكون الذى يتعالج به غير محرم
    سبحان الله ؟
    الطبري يقول بألكلام العربي المبين
    (فسواء كان عليم ذلك وحله عند ساحر أو غير ساحر، وأما معنى نهيه عليه السلام عن إتيان السحرة؛ فإنما ذلك على التصديق لهم فيما يقولون على علم من أتاهم بأنهم سحرة أو كهان، فأما من أتاهم لغير ذلك وهو عالم به وبحاله فليس بمنهى عنه عن إتيانه.) انتهى
    فأما من أتاهم لغير ذلك -أي لعلاج مثلا- وهو عالم به وبحاله فليس بمنهي عن اتيانه
    فالمنهي عنه عنده هو اتيات السحرة لأجل عقد السحر , أما اتيانهم لأجل فكه مع العلم بحالهم فهذا جائز وداخل في عموم الأمر بالتداوي ,


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    على علم من أتاهم بأنهم سحرة أو كهان، فأما من أتاهم لغير ذلك
    فالمنهي عنه عنده هو اتيات السحرة لأجل عقد السحر , أما اتيانهم لأجل فكه مع العلم بحالهم فهذا جائز وداخل في عموم الأمر بالتداوي ,

    الاجابة فى قول الامام الطبرى-فأما من أتاهم لغير ذلك -
    هذا دليل على كلامه الاول-انه اتاهم ليعالجوه بغير السحر لانه كما بينا فيما سبق ان السحر قد يعالج بغير السحر من انواع النشرة التى تكون بالادوية او الامور المجربة كما قال الشيخ صالح فى بداية الموضوع-
    قالوا:
    لأن السحر لا يكون في جميع أقسامه شركا؛ ليس كل السحر يكون عن كفر، وتعلمون كلام الشافعي رحمه الله أيضا حينما قال
    السحر نوعان:

    * سحر بالتدخينات كذا هذا يؤثر وهذا لا يستعمل فيه الكفر فليس بكفر.

    * سحر يكون عن طريق التقرب للشياطين فهذا كفر.

    فعند من قسّم هذا التقسيم قال
    إذا لم يتمحّض الساحر للشرك فإن المحرم يباح عند الضّرورة، فيكون استعمال الساحر لسحر بدون شرك محرم، والمحرمات تبيحها الضرورات.------------
    أما ما ينفع فلم ينه الله جل وعلا عنه. يعني من الأدعية والأوراد والأسباب والتلاوة ونحو ذلك مما فيه حل السّحر هذا نافع ولا يُتقيد به أيضا بما ورد
    ،
    فإنه ما عرف الناس أنه نافع في حل السحر ولم يشتمل على منكر أو محرّم في نفسه أو فيما يؤول إليه فإنه لا بأس بتعاطيه.

    ولذلك ذكر العلماء في شروح الأحاديث أن
    مما يُحل به السحر أن تُحمى حديدة حتى تكون جمرة حمراء ثم يبول عليها المسحور، وهذا مما يكون بالتجربة
    سواء كانت تجربة صادقة أم غير صحيحة
    المقصود أنهم ذكروها، فالباب باب تجربة، إذا لم تشتمل هذه التجربة أو هذا الأمر على محرّم بنفسه أو يؤول إلى محرّم فإنه يكون هذا العلاج جائز.

    هذا هو الذي يحمل عليه كلام من أجاز حلّ السحر
    كسعيد بن المسيب وغيره،--- وانظر الى قول
    الشيخ سليمان بن عبد الله في "تيسير العزيز الحميد" بقوله:- لكن لما كان لفظ النشرة مشتركا بين الجائزة والتي من عمل الشيطان ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه قد أجاز التي من عمل الشيطان ، وحاشاه من ذلك" انتهى .--------------
    فالمنهي عنه عنده هو اتيات السحرة لأجل عقد السحر
    قد اجبنا على ذلك فيما سبق -ونكرره للفائدة-
    فصار إذن هذه الجهة أنها من حيث
    العقد والابتداء
    لا يكون إلا بالشرك بالله،
    ومن
    حيث الرفع والنشر
    لا تكون إلا بالشرك بالله جل وعلا، -فظهر انه لا فرق بين
    عقد
    السحر
    ورفعه
    اذا كان بالشرك فانه محرم ولا يجوز

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    الاجابة فى قول الامام الطبرى-فأما من أتاهم لغير ذلك -
    هذا دليل على كلامه الاول-انه اتاهم ليعالجوه بغير السحر لانه كما بينا فيما سبق ان السحر قد يعالج بغير السحر من انواع النشرة التى تكون بالادوية او الامور المجربة كما قال الشيخ صالح فى بداية الموضوع-
    يا أخي لا تكثر الجدال بغير فائدة
    هل تجيز اتيان السحرة ؟
    الطبري يجيز ذلك , وفي الحديث عموم النهي عن اتيان السحرة والكهنة
    ولا أدري لم تحمل كلام الرجل ما لا يطيق , واقرأ كلام ابن بطال وابن حجر فهم ذكروه فيمن جوز من السلف اتيان السحرة لفك السحر
    ولا أدري أيضا لم أنت- يا أخي العزيز - مستمسك بكلام الشيخ صالح , ومعرض عن كلام الشيخ العثيمين ؟
    وان كنت ستعيد علي كتابة ما مضى بأسلوب آخر , فالرجاء التوقف ,والذهاب الى مواضيع أكثر فائدة وأغزر نفعا .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    بارك الله فيكم،، قال تعالى:{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا}.

    نعلم جميعا أن هناك من يرى جواز حل السحر بالسحر للضرورة وهناك كثير من العلماء من يرى عدم الجواز.
    وكل من الأخ محمد عبداللطيف والأخ أحمد القلي يأخذ بالقول الثاني بعدم حل السحر بسحر. وكلام ابن المسيب ليس بحجة، فنحن جميعا نستدل بالكتاب والسنة الصحيحة. ولله الحمد.
    وفقكم الله لما يحب ويرضى
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    الطبري يجيز ذلك ,
    ولا أدري لم تحمل كلام الرجل ما لا يطيق , واقرأ كلام ابن بطال وابن حجر فهم ذكروه فيمن جوز من السلف اتيان السحرة لفك السحر
    .
    اولا جزاك الله خيرا على صبرك معى وارجور الا يضيق صدرك من النقاش-ثانيا قولك-الطبري يجيز ذلك , الاجابة قد بينا وجه ذلك ------------------قولك
    واقرأ كلام ابن بطال وابن حجر فهم ذكروه فيمن جوز من السلف اتيان السحرة لفك السحر
    الاجابة ابن بطال وبن حجر رحمهما الله لهما مخالفات عقدية نبه عليها العلماء فلا يعول عليهم فى هذا الباب وهذه المسألة -وارجع الى كتاب المخالفات العقدية لابن حجر تجد اكثر من ذلك -وهذا لا ينقص من قدر هؤلاء الائمة رحمهم الله- فقولك-واقرأ كلام ابن بطال وابن حجر فهم ذكروه فيمن جوز من السلف اتيان السحرة لفك السحر- هم ذكروه ممن جوز من السلف اتيان السحرة لفك السحر---وهم استدلوا بكلام الامام الطبرى وعيره من الائمة ولكن ليس فى كلام الطبرى رحمه الله ما يؤيد ما ذهبو اليه ولا فى كلام الامام سعيد بن المسيب ايضا ما يؤيد ذلك و قد بينا ذلك سابقا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    يضيق صدري ولا ينطلق لساني في حالة واحدة , حينما تبدأ في تجريح العلماء بحجة أن لهم مخالفات عقدية
    وما دخل أشعريتهم في نقل المسائل الخلافية ؟
    وابن حجر لم يجز هذا الفعل , وقد أجازه الطبري وقبله ابن المسيب , فهل لهما مخالفات عقدية ؟
    ولتنقشع عنك سحب الريب , سأنقل لك كلام من خلقوا لأجل الكلام في هذه المسائل ,تنفيه بالباطل
    منهم القاضي عياض في شرح مسلم
    ( وأجاز سعيد أن يسأل الساحر حل السحر عن المسحور، وكرهه الحسن البصرى، وإلى الجواز مال الطبرى .)
    فهل تكون أعرف من هؤلاء بمذهب الأقدمين ؟
    وأيضا النووي
    قال النووي (وَقَالَ الْحَسَنُ هِيَ مِنَ السَّحَرِ قَالَ الْقَاضِي وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهَا أَشْيَاءُ خَارِجَةٌ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَذْكَارِهِ وَعَنِ الْمُدَاوَاةِ الْمَعْرُوفَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِنْسِ الْمُبَاحِ ...........فَلَمْ يَنْهَ عَمَّا يَنْفَعُ وَمِمَّنْ أَجَازَ النَّشْرَةَ الطَّبَرِيُّ وَهُوَ الصحيح )) انتهى
    وقال الكرماني في الكواكب الدراري
    ( وقال ابن المسيب وغيره: ذلك فيما إذا أتاه وسأل منه أن يضر من لا يحل ضرره. وأما الإتيان للحل فهو نفع له، وقد أذن الله لذوي العلل في المعالجة سواء كان المعالج ساحر أم لا) انتهى

    والبرماوي المصري الشافعي
    (قال (ط): هل يُسأل الساحرُ عن حلِّ السِّحر عن المسحور؟ قال الحسنُ البَصريُّ: لا يجوز إتيانُ الساحر مُطلَقًا، وقال ابنُ المُسَيَّب وغيرُه: ذلك إذا أتاه وسألَه أن يَضرَّ مَن لا يحلُّ ضررُه، وأما للحلِّ فنفعٌ، وقد أَذِنَ له لذوي العِلَل في المعالجة، سواءٌ كان المُعالج ساحرًا أو لا.))

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    يضيق صدري ولا ينطلق لساني في حالة واحدة , حينما تبدأ في تجريح العلماء بحجة أن لهم مخالفات عقدية
    وما دخل أشعريتهم في نقل المسائل الخلافية ؟
    وابن حجر لم يجز هذا الفعل , وقد أجازه الطبري وقبله ابن المسيب , فهل لهما مخالفات عقدية ؟
    ولتنقشع عنك سحب الريب , سأنقل لك كلام من خلقوا لأجل الكلام في هذه المسائل ,تنفيه بالباطل
    منهم القاضي عياض في شرح مسلم
    ( وأجاز سعيد أن يسأل الساحر حل السحر عن المسحور، وكرهه الحسن البصرى، وإلى الجواز مال الطبرى .)
    فهل تكون أعرف من هؤلاء بمذهب الأقدمين ؟
    وأيضا النووي
    قال النووي (وَقَالَ الْحَسَنُ هِيَ مِنَ السَّحَرِ قَالَ الْقَاضِي وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهَا أَشْيَاءُ خَارِجَةٌ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَذْكَارِهِ وَعَنِ الْمُدَاوَاةِ الْمَعْرُوفَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِنْسِ الْمُبَاحِ ...........فَلَمْ يَنْهَ عَمَّا يَنْفَعُ وَمِمَّنْ أَجَازَ النَّشْرَةَ الطَّبَرِيُّ وَهُوَ الصحيح )) انتهى
    وقال الكرماني في الكواكب الدراري
    ( وقال ابن المسيب وغيره: ذلك فيما إذا أتاه وسأل منه أن يضر من لا يحل ضرره. وأما الإتيان للحل فهو نفع له، وقد أذن الله لذوي العلل في المعالجة سواء كان المعالج ساحر أم لا) انتهى

    والبرماوي المصري الشافعي
    (قال (ط): هل يُسأل الساحرُ عن حلِّ السِّحر عن المسحور؟ قال الحسنُ البَصريُّ: لا يجوز إتيانُ الساحر مُطلَقًا، وقال ابنُ المُسَيَّب وغيرُه: ذلك إذا أتاه وسألَه أن يَضرَّ مَن لا يحلُّ ضررُه، وأما للحلِّ فنفعٌ، وقد أَذِنَ له لذوي العِلَل في المعالجة، سواءٌ كان المُعالج ساحرًا أو لا.))
    قولك اخى الكريم-حينما تبدأ في تجريح العلماء بحجة أن لهم مخالفات عقدية -الاجابة- هل عندما ينقل العلماء وعلى رأسهم الامام ابن باز المخالفات العقدية للامام ابن حجر تسمى هذا تجريحا-- بل الذى لا تعلمه اخى الكريم ان الشيخ ابن باز وجمع من العلماء الذين قرظوا على كتاب المخالفات العقدية لبن حجر ذكروا من ضمن المخالفات فى الكتاب الكلام الاتى-قال الحافظ 10/244: "قال ابن الجوزي: النشرة حل السحر عن المسحور، ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر. وقد سئل أحمد عمن يطلق السحر عن المسحور فقال: لا بأس به. وهذا هو المعتمد.]- هذا مما انكره الامام ابن باز على ابن حجر فى كتابه المخالفات العقدية------------------اما قولك وما دخل أشعريتهم في نقل المسائل الخلافية ؟--هذا دليل على انك لم تقرأ كتاب المخالفات العقدية--لان الامر ليس محصورا فى تأويل الصفات بل الامر كما نبهت سابقا أكثر من ذلك-----------------------------------------اماقولك وابن حجر لم يجز هذا الفعل , --- الاجابة انت اخى الكريم من اوهمت بذلك فاعتمدت انا قولك بدون الرجوع الى كلام الامام ابن حجر-والا فما الذى اقحم كلام ابن بطال وابن حجر الاتى-[وهذا كلام ابن بطال في شرح البخاري يقرر ذلك]وقولك[ولا أدري لم تحمل كلام الرجل ما لا يطيق , واقرأ كلام ابن بطال وابن حجر فهم ذكروه فيمن جوز من السلف اتيان السحرة لفك السحر] فالخطأ خطئ فى اعتمادى على ما فهمته من كلامك بدون تحرير--- اما قولك وقد أجازه الطبري وقبله ابن المسيب , فهل لهما مخالفات عقدية ؟---الاجابة لا افهم من هذا الا لمز لمن ذكر مخالفات ابن حجر العقدية-------------------------------------------اما قولك ولتنقشع عنك سحب الريب , سأنقل لك كلام من خلقوا لأجل الكلام في هذه المسائل ,تنفيه بالباطل -الاجابه قولك-ولتنقشع عنك سحب الريب اقول ليس هذه سحب الريب-بل هذا الوابل الصيب من الكلم الطيب ---اما قولك-تنفيه بالباطل- هل بعد كل ما نقلته لك من كلام الائمة ونقلته الاخت الكريمه ام على طويلبة علم-عن اعلام اهل السنة كامثال الشيخ بن باز وابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان وشيخ الاسلام بن تيمية وابن القيم والشيخ محمد ابن ابراهيم والشيخ عبدالله ابن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب هل هؤلاء لم يخلقوا لهذه المسائل هل هؤلاء ينفوه بالباطل وللعلم كلمة تنفيه بالباطل انا لا انفى ولا اثبت الا تبعا للدليل وتبعا للعلماء الراسخين فى العلم فى ترجيح القول الحق وليس قولا باطلا كما تدعى فهل بعد ما ذكرته لك من كلام اهل العلم تقول قولا باطلا -سبحان الله اين ذهب عقلك اخى الكريم هل أعياك الرد ام ماذا اصابك -------------------------------------اما قولك-فهل تكون أعرف من هؤلاء بمذهب الأقدمين ؟-------الاجابة انا لست اعرف من هؤلاء ولكن الائمة الذين ذكرنا لك اقوالهم اعرف من هؤلاء بمذهب الاقدمين فى هذه المسالة-فشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم اعلم من- القاضي عياض- الكرماني-والبرماوي المصري الشافعي وشيخ الاسلام رحمه الله من أعلم الناس بأحوال الصحابة وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيره وكان إليه المنتهى في ذلك وكانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفته بفنون الحديث مع حفظه لمتونه الذي انفرد به وهو عجباً في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهي في عزوه إلى الكتب الستة والمسند حيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية . فلا مزايدة اخى الكريم على من نقلت عنهم- اما ما ذكرته عن العلماء فيمكن حمله ايضا على ما حمله الشيخ صالح ال الشيخ


  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    كلما كتبت ازددت بعدا الى بعد
    يا أخي ابن حجر والنووي والكرماني وعياض نقلوا الخلاف في المسألة كما ينقلون الخلاف في أي مسألة في شروحاتهم
    وأغلبهم لم يصرح بمذهبه , فما دخل أشعريتهم في هذا ؟
    وكلام الطبري نقلوه من كتابه تهذيب الآثار , الذي لن تقع عيناك عنه , وهم رؤوه وقرؤوه قبل أن تبعث الى الوجود
    فلم التحامل عليهم ؟
    وكلام ابن المسيب منقول عنه بالاسناد الصحيح , في كتاب الأثرم وفي كتاب الطبري , وذكره البخاري معلقا
    فماذا تنقم على هؤلاء أن نقلوه وشرحوه في كتبهم ؟
    في هذا الزمان يقرأ الرجل بعض الرويقات من كتاب التوحيد أو الأصول الثلاثة
    وأول ما يبدأ به هو الطعن في علماء الأمة بحجة أنهم أشاعرة

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    في هذا الزمان يقرأ الرجل بعض الرويقات من كتاب التوحيد أو الأصول الثلاثة
    وأول ما يبدأ به هو الطعن في علماء الأمة بحجة أنهم أشاعرة
    قولك-وأول ما يبدأ به هو الطعن في علماء الأمة بحجة أنهم أشاعرة-الاجابة -نحن والحمد لله لم نطعن فى احد من علماء الامة ولكن نحن نبين الحق والصواب فى المسألة من كلام المحققين من اهل العلم -بل أنت اخى الكريم من رميت ابن حجر رحمه الله بالاشعرية [رمتنى بدائها وانسلت]-واما انا فارجع الى كلامى فقلت هو ممن أَوَلَ صفات الله-وهل بيان المخالفات العقدية تسميه طعن فاذا الشيخ ابن باز اول الطاعنين [ما هكذا يا سعد! تورد الإبل]--هذا البيت يُضرب مثلاً في كل من يعمل عملاً بطريقة غير صائبة ولا مناسبة. فيقال له : ما هكذا تورد الإبل. أي ليس هذا هو الوجه الصحيح في عملك-------------اما قولك في هذا الزمان يقرأ الرجل بعض الرويقات من كتاب التوحيد- الاجابة- كتاب التوحيد ليس وريقات كما تدعى فهذا تصغير وتقليل من شأن هذا الكتاب العظيم -فهذه الورقات تساوى ملئ الارض ذهبا لو تشعرون- والاعراض عنها سبب فى ضلال من ضل حتى فى مسألتنا هذه -هذه الورقات قام المحققين من علماء الامة بشرحها وهذه الشروح لو وضعت فوق بعضها لبلغت ناطحات السحاب -بل لبلغت عنان السماءلم كل هذا؟

    - كل هذا لعظم واهمية هذه الورقات-وكذلك الامر فى الاصول الثلاثة-كتاب التوحيد فيه نجاة العبد لو شعروا-فيجب على العبد العناية به عناية عظيمةمن جهة حفظه ومن جهة دراسته ومن جهة تأمل مسائله ومن جهة معرفة ما فيه؛ فإنه الحق الذي كان عليه الأنبياء والمرسلون ومن تبعهم من صالح عباد الله.فيجب العناية به أعظم العناية ، فإن فيه خيركم لو تعقلون، ووالله إن الانصراف عنه لنذير سوء ،وإن الإقبال عليه لنذير بشرى ومؤذن بالخير والبشرى.-فأسأل الله تعالى أنيجعلنا من المحققين لتوحيده وأنه لا حول لنا ولا قوة لنا إلا به.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •