تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تخريج أحاديث فضل التاجر الأمين الصدوق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي تخريج أحاديث فضل التاجر الأمين الصدوق

    أولا: المتن:
    · "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء".
    · "التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة".
    · "التاجر الصدوق الأمين مع الشهداء يوم القيامة".
    · "التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة".
    · "التاجر الصدوق لا يحجب على أبواب الجنة".
    · "أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق".
    · "ثلاثة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، التاجر الأمين، والإمام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار".
    · "التاجر الصدوق بمنزلة الشهيد عند الله تعالى يوم القيامة".
    · "بلغني أن التاجر الأمين مع السبعة الذين في ظل العرش".
    · "التجارة رزق من رزق الله, وحلال من حلال الله لمن طلبها بصدقها وبرها, وقد كنا نحدث أن التاجر الأمين الصدوق مع السبعة في ظل العرش يوم القيامة".

    ثانيا: تخريج الحديث ودراسته:
    يروى من حديث أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وأبي ذر الغفاري، وأبي هريرة رضي الله عنهم جميعًا، ومن كلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، ومن كلام قتادة السدوسي وأبي نضرة العبدي رحمهما الله تعالى:
    حديث أبو سعيد الخدري:
    أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (967 – منتخب)، والدارمي في "مسنده" (2735)، والترمذي في "جامعه" (1209 و1209 م)، والطبري في "تهذيب الآثار" (101 – مسند علي)، والدارقطني في "السنن" (2813)، والحاكم في "المستدرك" (2196)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2025)، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (237)، وابن عساكر في "تاريخه" (6/16)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (20/93).
    كلهم من طريق سفيان الثوري، عن أبي حمزة، عن الحسن، عن أبى سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين، والصديقين، والشهداء".
    قال الترمذي: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الثوري، عن أبي حمزة".

    قلت: وهذا إسناد واه، فيه ثلاث علل:
    العلة الأولى: الانقطاع: الحسن البصري لم يسمع من أبي سعيد الخدري شيئا ولا لقيه:
    قال محمد بن أحمد بن البراء: قلت لعلي بن المديني: "الحسن سمع من أبي سعيد الخدري قال لا لم يسمع منه شيئا"[1].
    وقال عبد الرحمن بن الحكم: "سمعت جريرًا يسأل بهزًا عن الحسن من لقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لم يسمع من أبي سعيد الخدري"[2].
    وقال الدارمي: "لا علم لي به أن الحسن سمع من أبي سعيد".
    وقال أبو علي الغساني: "لم يلق الحسن أبا سعيد الخدري، ولا سمع منه"[3].
    وقال الحاكم بعد حديث ابن عمر: "وله شاهد في مراسيل الحسن"، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري.

    العلة الثانية: أبو حمزة:
    وفيها:
    أ*- تعيين أبو حمزة المذكور:
    اختلف في تعيينه، فقال الدارمي: "أبو حمزة هذا هو صاحب إبراهيم, وهو ميمون الأعور"، وقال الترمذي: "أبو حمزة اسمه: عبد الله بن جابر، وهو شيخ بصري".
    فهل هو ميمون الأعور الكوفي صاحب إبراهيم، أم عبد الله بن جابر البصري ؟!!
    فالاثنان لهما كنية واحدة، وقد روى عنهما سفيان الثوري!!
    قلت: والذي ترجح لدي أنه ميمون الأعور الكوفي، لأمور:
    1- رواية مالك بن مغول وسفيان الثوري عنه، وكلاهما من الكوفة، مما يقطع بأنه أبو حمزة الكوفي.
    2- في رواية مالك بن مغول (والتي ستأتي تفصيلها)، تصريح بأنه صاحب إبراهيم، كما قال الدارمي.
    3- اهتمام أبو حمزة بأمر "التاجر الأمين"، قال الخلال في كتابه: "الحث على التجارة والصناعة" (46): كتب إلي بشر بن موسى الأسدي، ثنا عبد الله بن صالح العجلي، ثنا إسرائيل، عن أبي حمزة، قال: سألت إبراهيم عن رجل يترك التجارة، يعني ويقبل على الصلاة، يعني: ورجل يشتغل بالتجارة، أيهما أفضل؟ قال: "التاجر الأمين".
    وأبو حمزة هنا هو ميمون الأعور.
    قلت: وكأن الترمذي قد اغتر بأن أبا حمزة هذا قد رواه عن الحسن البصري، فظنه بصريًا مثله، فلم يجد نعت ذلك إلا في عبد الله بن جابر هذا، فقال به، والله أعلم.

    ب*- حال أبو حمزة الكوفي:
    ميمون أَبُو حمزة الأعور القصاب الكوفي[4]، قد أجمع أهل العلم على تضعيفه، خاصة روايته عن إبراهيم النخعي، ومنهم من تركه أو ضعفه جدا.
    قال أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بن المثنى: "ما سمعت يَحْيَى بن سَعِيدٍ ولاعبد الرحمن بن مهدي يحدثان، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حمزة الأعور شيئا قط"[5].

    العلة الثالثة: اضطراب أبو حمزة الأعور:
    ثم أن سفيان الثوري قد خولف، خالفه مالك بن مغول، فرواه من كلام الحسن البصري مقطوعًا، أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23547): حدثنا ابن نمير، قال: مالك بن مغول، عن أبي حمزة، عن الحسن، قال: "التاجر الأمين الصادق مع الصديقين والشهداء. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: صدق الحسن، أو ليس في جهاد؟".
    قلت: وهذا من اضطراب أبي حمزة قطعًا، فالثوري ومالك بن مغول إليهما المنتهى في الحفظ والإتقان والتثبت بالكوفة.

    حديث عبد الله بن عمر:
    أخرجه ابن ماجه في "السنن" (2139)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (215)، وأبو علي القشيري في "تاريخ الرقة" (ص 142)، وابن حبان في "المجروحين" (2/230)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (7394)، والدارقطني في "السنن" (2812) – ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (24/203) – ، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (1599)، والحاكم في "المستدرك" (2195)، والبيهقي في "السنن الكبير" (11/5/10514)، وفي "الشعب" (1175 و4514)، وفي "الآداب" (785)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (510).
    كلهم من طريق كثير بن هشام قال: حدثنا كلثوم بن جوشن القشيري، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن عبد الله بن عمر, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التاجر الأمين الصدوق المسلم, مع الشهداء يوم القيامة".
    قال ابن أبي حاتم: "وسألت أبي عن حديث رواه كثير ابن هشام، عن كلثوم بن جوشن، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة؟ قال أبي: هذا حديث لا أصل له، وكلثوم ضعيف الحديث"[6].
    وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا كلثوم بن جوشن، تفرد به: كثير بن هشام".
    وقال الحاكم: "كلثوم هذا بصري قليل الحديث، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي فقال: "ضعفه أبو حاتم".
    وقال الجورقاني: "هذا حديث غريب، رواه أحمد بن الوليد الفحام، عن كثير بن هشام، ورواه الحسن، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله".
    وقال البوصيري: "هذا إسناد فيه كلثوم بن جوشن وهو ضعيف، ورواه الدارقطني في سننه من طريق كثير بن هشام به، ورواه الحاكم من طريق محمد العطار عن كثير بن هشام به، ورواه البيهقي في الكبرى عن الحاكم بإسناده ومتنه، وله شاهد من حديث أبي سعيد رواه الترمذي في الجامع".

    ترجمة كلثوم بن جوشن القشيري:
    قال الدوري: سمعت يحيى بن معين، يقول: "كلثوم بن جوشن، هو قشيري، إمام مسجد بني قشير، يروي عنه حماد بن زيد، وأبو يزيد الخراز"[7]، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: "كلثوم بن جوشن، شامي، انتقل إليها، ليس به بأس"[8]، ووثقه البخاري[9]، وقال أبو حاتم الرازي: "ضعيف الحديث"[10]، وقال أبو داود: "منكر الحديث"[11]، وقال ابن حبان: "يروي عَن الْحسن روى عَنهُ عبد الْملك بْن بهز بْن حَكِيم وَعبيد اللَّه بْن عَمْرو الرقى"[12]، ثم جرحه، فقال: "شيخ يروي عن أيوب السختياني وغيره، روى عنه كثير بن هشام، ممن يروي عن الثقات المقلوبات وعن الأثبات الموضوعات لا يحل الاحتجاج به بحال"[13]، وقال الأزدي: "منكر الحديث"[14]، وقال ابن حجر: "ضعيف"[15].
    قلت: فهو ضعيف منكر الحديث.

    نكارة روايته عن أيوب السختياني:
    برغم بلوغه بالكاد أدنى درجات التوثيق، نجده قد تفرد بهذا الحديث عن أيوب السختياني، الحافظ المكثر، فأين أصحاب أيوب وتلاميذه من هذه الرواية ؟!!!!!
    قال الإمام مسلم في "مقدمة صحيحه" (ص 7): "وعلامة المنكر في حديث المحدث، إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضا، خالفت روايته روايتهم، أو لم تكد توافقها، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث، غير مقبوله، ولا مستعمله، فمن هذا الضرب من المحدثين: عبد الله بن محرر، ويحيى بن أبي أنيسة، والجراح بن المنهال أبو العطوف، وعباد بن كثير، وحسين بن عبد الله بن ضميرة، وعمر بن صهبان، ومن نحا نحوهم في رواية المنكر من الحديث، فلسنا نعرج على حديثهم، ولا نتشاغل به، لأن حكم أهل العلم، والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وجد كذلك، ثم زاد بعد ذلك شيئا ليس عند أصحابه قبلت زيادته، فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته، وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره، فيروي عنهما، أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس، والله أعلم".

    دفاع الذهبي عن الحديث ونقضه:
    قال الحافظ الذهبي: "لم يذكر ابن حبان له سواه، وهو حديث جيد الإسناد، صحيح المعنى، ولا يلزم من المعية أن يكون في درجتهم، ومنه قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ ...} الآية [النساء: 69]"[16].
    وتعقبه العلامة المعلمي: "أقول: تفرده به عن أيوب عن نافع عن ابن عمر كافٍ في شدة النكارة، ولا سيما والحديث مما تكثر الحاجة إلى ذكره وروايته لو كان صحيحًا. ولا أظن البخاري - إن كان وثَّق كلثومًا هذا - وقف على هذا الحديث.
    وأخرج الترمذي من طريق الثوريّ عن أبي حمزة عن الحسن عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء".
    قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الثوريّ عن أبي حمزة. وأبو حمزة اسمه عبد الله بن جابر. أقول: هو على غرابته أولى من حديث كلثوم. وكلثوم يروي عن الحسن أيضًا، فكأنه سمع الحديث من الحسن فاشتبه عليه، والحسن لم يسمع من أبي سعيد، كما قال ابن المديني وبهز بن أسد"[17].

    حديث أنس بن مالك:
    أخرجه قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (794) – ومن طريقه ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص 109) – ، وأبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "زهر الفردوس" (2/ ق 47 أ).
    كلهم من طريق عبد الجبار بن أحمد القاضي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحسن المؤدب، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص[18]، قال: حدثنا يحيى بن شبيب، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة".

    قال ابن حجر: "هذا حديث غريب، تفرد به يحيى بن شبيب، وهو منكر الحديث، متهم عند الأئمة".

    قلت: هذا إسناد ساقط، فيه يحيى بن شبيب بن المغيرة اليمامي أو اليماني[19]، وهو متهم بالوضع، حدث بأحاديث باطلة.

    حديث عبد الله بن عباس:
    مداره على ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا، وقد رواه عن ابن جريج كل من:
    1- بقية: أخرجه مسلمة بن القاسم في "زيادات مصنف ابن أبي شيبة" (37197): حدثنا ابن الوشاء, حدثنا سعيد بن الحكم, حدثنا هشام بن خالد، حدثنا بقية به.
    قلت: وهذا إسناد واه، فيه:
    أ*- ابن الوشاء: قال مسلمة بن القاسم في (الصلة): "انفرد بأحاديث أنكرت عليه لم يأت بها غيره، شاذة، كتبت عنه حديثا كثيرا، وكان جامعا للعلم وكان أصحاب الحديث يختلفون فيه فبعضهم يوثقه وبعضهم يضعفه وخرجنا من مصر إلى الأندلس يعني في حدود الأربعين وثلاث مِئَة وقد نيف على المِئَة"[20].
    ب*- سعيد بن عبد الحكم[21]: وهو أبو عثمان السلمي الدمشقي يعرف بابن الفندقي، لا يعرف حاله.

    2- عثمان بن الهيثم: أخرجه الضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" (873 – مخطوط): حدثنا أبو محمد القاسم بن عيسى بن سهل الآدمي الأصبهاني[22]، ثنا محمد بن زكريا بن عبد الله القرشي، ثنا عثمان بن الهيثم به، بلفظ: "التاجر الصدوق لا يحجب على أبواب الجنة".
    ## ذكره أبو شجاع الديلمي في "الفردوس بمأثور الخطاب" (2444)، وعزاه العجلوني في "كشف الخفاء" والمتقي الهندي في "كنز العمال" لابن النجار في تاريخه.
    قلت: وهذا إسناد منكر، وفيه:
    أ*- محمد بن زكريا بن عبد الله القرشي الأصبهاني: قال أبو نعيم: "كتب عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أبي دَاوُد السجستاني والشيوخ , قَالَ الجمال: كُنَّا نخرج من مجلس عَبْد اللَّهِ بْن عَمْران ونأتي مُحَمَّد بْن زكرياء فنسمع مِنْهُ تفسير أَبِي حذيفة صاحب أصول جياد صحاح, سَمِعَ البصريين عُثْمَان بن الهيثم, وأبا حذيفة, وبكارا السيرني, وعبد اللَّه بْن رجاء والبصريين, حَدَّثَنَا عَنْهُ القاضي والجماعة"[23]، وقال الذهبي: "مشهور وله جزء، قال ابن منده: تكلم في سماعه"[24].
    ب*- عثمان بن الهيثم: قال أبو حاتم الرازي: "كان صدوقا، غير أنه بأخرة كان يتلقن ما يلقن"[25]. قال الذهبي معلقا: "يعني: أنه كان يحدثهم بالحديث، فيتوقف فيه، ويتغلط، فيردون عليه، فيقول. ومثل هذا غض عن رتبة الحفظ؛ لجواز أن فيما رد عليه زيادة أو تغييرًا يسيرًا، والله أعلم"[26].

    حديث أبو ذر الغفاري:
    أخرجه مسلمة بن القاسم في "زيادات مصنف ابن أبي شيبة" (37196): حدثنا ابن الوشاء, حدثنا أبو عثمان سعيد بن الحكم السلمي الدمشقي يعرف بالفندقي قرأت من كتابه لفظا, حدثنا هشام بن خالد، حدثنا بقية، حدثنا العلاء بن سليمان، عن الفروي، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق".
    قلت: وهذا إسناد منكر، فيه:
    1- ابن الوشاء: تقدم.
    2- سعيد بن الحكم: تقدم.
    3- العلاء بن سليمان: وهو الرقي، ضعيف منكر الحديث.
    4- الفروي: لم أعرفه.

    حديث أبي هريرة:
    أخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور"، ومن طريقه أبي منصور الديلمي في "مسنده"، كما في "زهر الفردوس" (2/ ق 62 أ): حدثنا أبو بكر محمد بن الذهلي، حدثنا علي بن زنجوية الدينوري، حدثنا محمد بن إبراهيم بن يوسف بن أبي ظيبة (أو طبية)، حدثني أبي، عن جدي، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، التاجر الأمين، والإمام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار".
    قال السيوطي: "هذا حديث غريب، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من طريق الحاكم، وفي إسناده من لا يعرف"[27].
    وقال الألباني: "وهذا إسناد ضعيف؛ من دون عطاء لم أعرفهم"[28].
    قلت: وهذا إسناد منكر مظلم.

    كلام سلمان الفارسي:
    أخرجه معمر بن راشد في "جامعه" (20322)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8613)، وفي "الأسماء والصفات" (792): عن قتادة، أن سلمان، قال: "التاجر الصادق مع السبعة في ظل عرش الله يوم القيامة، والسبعة: إمام مقسط، ورجل دعته امرأة ذات حسب وميسم إلى نفسها فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل ذكر الله عنده ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد من حبه إياها، ورجل تصدق بصدقة كادت يمينه تخفي من شماله، ورجل لقي أخاه فقال: إني أحبك لله، وقال الآخر: وأنا أحبك لله حتى تصادرا على ذلك، ورجل نشأ في الخير منذ هو غلام".
    قلت: وهذا إسناد ضعيف، فيه:
    1- معمر بن راشد: روايته ضعيفة عن قتادة.
    2- الانقطاع: قتادة لم يسمع من سلمان الفارسي.
    3- المخالفة: معمر قد خولف، خالفه سعيد بن أبي عروبة، أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/630)، وأبو بكر الخلال في "الحث على التجارة والصناعة" (63 و65)، والبيهقي في "السنن الكبير" (11/6/10494)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (4/349) لعبد بن حميد في "تفسيره"، كلهم من طريق سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة: قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29] قال: «التجارة رزق من رزق الله, وحلال من حلال الله لمن طلبها بصدقها وبرها, وقد كنا نحدث أن التاجر الأمين الصدوق مع السبعة في ظل العرش يوم القيامة».

    كلام أبو نضرة:
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23546)، والطبري في "تهذيب الآثار" (102 – مسند علي)، من طريق أبو داود الطيالسي، عن أبي حرة، قال: سمعت أبا نضرة، يقول: "التاجر الصدوق بمنزلة الشهيد عند الله تعالى يوم القيامة"، ولفظ الطبري: "بلغني أن التاجر الأمين مع السبعة الذين في ظل العرش".
    قلت: هذا إسناد صحيح، أبو نضرة هو: المنذر بن مالك بن قطعة العبدي، وأبو حرة هو: واصل بن عبد الرحمن البصري.

    ثالثا: الحكم النهائي:
    1- لا يصح حديث مرفوع في النص على فضل: (التاجر الأمين الصدوق).
    2- صح من كلام أبي نضرة العبدي مقطوعًا بلفظ: "التاجر الصدوق بمنزلة الشهيد عند الله تعالى يوم القيامة".


    كتبه
    أبو عبد الله الإسكندراني
    (موسوعة رمح السنة)
    https://sunnapike.wordpress.com/


    [1] "علل ابن المديني" (ص 187)، و"المراسيل" (130) لابن أبي حاتم، و"تاريخ ابن محرز" (1630).

    [2] المصدر السابق (131).

    [3] "تقييد المهمل" (ص 773).

    [4] انظر ترجمته في: "الضعفاء" (6/11) للعقيلي، و"الجرح والتعديل" (8/235) لابن أبي حاتم، و"المجروحين" (3/5) لابن حبان، "تهذيب الكمال" (29/237)، و"ميزان الاعتدال" (4/234)، و"تهذيب التهذيب" (10/395)، وغيرهم.

    [5] "الضعفاء" (6/11) للعقيلي.

    [6] "علل الحديث" (1156).

    [7] "تاريخ ابن معين" (3386).

    [8] "الجرح والتعديل" (7/164) لابن أبي حاتم، و"تاريخ أسماء الثقات" (1183) لابن شاهين.

    [9] "ميزان الاعتدال" (3/413) للذهبي، و"تهذيب التهذيب" (8/443) لابن حجر.

    [10] "الجرح والتعديل" (7/164) و"علل الحديث" (1156) كلاهما لابنه.

    [11] "سؤالات الآجري" (1338).

    [12] "الثقات" (7/356).

    [13] "المجروحين" (2/230).

    [14] "تهذيب التهذيب" (8/443).

    [15] "التقريب" (5655).

    [16] "ميزان الاعتدال" (3/413).

    [17] "آثاره" (14/153).

    [18] قال الألباني: "ومحمد بن محمد بن حفص لم أعرفه الآن" ["الضعيفة" (2405)]، قلت: والصواب ما أثبتنا، له ترجمة في: "أخبار أصبهان" (2/242)، و"تاريخ الإسلام" (7/597).

    [19] انظر ترجمته في: "المجروحين" (3/128) لابن حبان، و"الضعفاء" (278) لأبي نعيم، و"تاريخ بغداد" (16/301)، و"ميزان الاعتدال" (4/385)، و"الضعيفة" (2405).

    [20] "لسان الميزان" (1/571) لابن حجر.

    [21] له ترجمة في "تاريخ دمشق" (21/176) لابن عساكر.

    [22] كذا في الأصل، وهو خطأ وصوابه: (محمد بن عيسى بن سهلويه الآدمي الأصبهاني أبو جعفر)، انظر ترجمته في: "طبقات أصبهان" (4/232)، و"أخبار أصبهان" (2/231)، و"إرشاد القاصي والداني" (985).

    [23] "أخبار أصبهان" (2/187).

    [24] "المغني" (5510).

    [25] "الجرح والتعديل" (6/172) لابن أبي حاتم.

    [26] "السير" (10/210).

    [27] "تمهيد الفرش"، فصل: ذكر الخصال التي وقعت لي.

    [28] "الضعيفة" (3454).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي

    للرفع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي

    للرفع

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: تخريج أحاديث فضل التاجر الأمين الصدوق

    للرفع

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •