الموضوع: تنبيه على زيادة شاذة فى صحيح البخارى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذى خلق الانسان وعلمه البيان و الصلاة و السلام على النبي العدنان واله و اصحابه و من اتبعهم باحسان أما بعد :
فانى قد كنت أطالع أحد الصفحات التى تحارب الاسلام لأرد على ما أستطيع و أبحث عما لا أستطيع , ومما وجدت فى كلامهم هو ما يتعلق بأمر الوزغ و أنها كانت تنفخ النار على ابراهيم عليه السلام و كان أعتمادهم على ما رواه البخارى - رحمه الله - فى صحيحه من طريق عبيد الله بن موسي عن ابن جريج بسنده عن أم شريك أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بقتل الوزغ و قال انها كانت تنفخ النار على ابراهيم عليه السلام .. فعزمت على تقصى الامر فوجدت هذه الزيادة قد تفرد بها عبيد الله بن موسي عن ابن جريج مخالفا لابى عاصم و غيره عنه و لرواية سفيان ابن عيينة عن عبيد الحميد بن جبير (بمثل اسناد ابن جريج ) , ثم وجدت بحثا استقصائيا لهذا المعنى من حديث عائشة و غيرها فى ملتقى أهل الحديث للاستاذ / محمد محمد الشوا بين فيه ضعف تلك الجملة مرفوعة للنبي صلى الله عليه و سلم و صحتها موقوفة عن بعض الصحابة كعبد الله بن عمرو و عائشة فى حريق بيت المقدس
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=349908
و مما أردت اضافته على هذا البحث القيم هو أن أقوى الطرق التى صحح بها بعض العلماء هذا المعنى هو طريق معاذ بن هشام عن ابيه عن قتادة عن ابن المسيب أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ امْرَأَةً، دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَبِيَدِهَا عُكَّازٌ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: لِهَذِهِ الْوَزَغُ لِأَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ إِلَّا يُطْفِئُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا هَذِهِ الدَّابَّةُ، «فَأَمَرَنَا بِقَتْلِهَا، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ إِلَّا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ وَيُسْقِطَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ».
وذكر الباحث عللا فى هذه الرواية - زغم أن ظاهر الاسناد الصحة - منها عنعنة قتادة و ارسال بن المسيب و تكلم بعض العلماء فى معاذ بن هشام
و أضيف اليها ما يلى
1- انه قد صح عن عائشة رضوان الله عليها من طريق الزهرى عن عروة عنها أنها ما سمعت النبي قد أمر بقتل الوزغ و كذا تابعه هشام عن ابيه ... وهذ تعارض لا يقبل الجمع اذلا يمكن ان تكون قد سمعته امر بقتلها و لم تسمعه يأمر بقتلها , فاحد الخبرين خطأ ولا بد . فكان الراجح هو المشهور عنها فى الصحاح بالاسانيد التى لا مطعن فيها
2- فان قيل ربما نسيت ثم تذكرت قول النبي بعذ هذا فأخبرت به غير عروة ..فيقال انه قد ورد فى بعض طرق حديث ابن شهاب أنها قالت و زعم سعد بن ابي وقاص أنه أمر بقتله و هذا ما رواه ييونس و تابع يحي بن أبي أنيسة , فدل ذلك انها لم تسمع بقتله الا من سعد بن ابي وقاصو لو كانت سمعته من النبي لتذكرت بعد اخبار سعد لها
3- من المعلوم بالضطرار من دين الاسلام أن كافة المخلوقات تعيش فى طاعة اللة مجبولة عليها تسبح بحمد ربها و تعمل بالذى فطرها عليهالا ما كان من أمر الانس و الجن فانهما خلقا لعبادة الله اختيارا ثم يبعثون يوم القيامة للحساب , فاذا كان الامر كذلك فلا بد ان يكون الوزغ مجبولا على طاعة الله يعمل بما فطره عليه , فكيف نجمع بين جبلته على الطاعة و اعانته على نبي الله ابراهيم عليه السلام ؟!
فان قيلانه قد جبل على العصيان فكيف يعاقب على ما جبل عليه
وان قيل بل هو حر مختار . قلنا بأن هذا مخالف لصريح الكتاب و السنة و الاجماع انالكائنات جميعا مخلوقة فى طاعة الله الا الانس و الجن فهما مخيران
4- و لو سلمنا بصحة ما سبق , فلا يمكن التسليم بان امر القتل للأوزاغ كانت علته الاعانة على حريق ابراهيم ؟ لانا قد علمنا من الاسلام بالضرورة انه لا تزر وازرة وزر أخرى ؟؟ فما ذنب الوزغ المعاصر فيما افترفه أجداده ؟؟
5- و ليس من المقبول عقلا أن هذا الحيوان الضعيف يؤثر فى حريق كبير بل كيف يقبل على هلاكه بنفسه اذ ان الحيوانات جميعا قد جبلت على الخوف من الحريق و اللهب و الخطر ؟؟
واخير اقول هذا ما توصلت اليه منبحث و نقد و لا أزعم أنه يقين بل هو فى الظن الراجح و لا أقدح فى من قبل هذا الخبر أو اعتقده و الله يهدى من يشاء الى صراط مستقيم

اين هي

عذرا حدث خطأ قبل النسخ
و قد قمت بالتعديل و نسخ الموضوع