بالرغم من أنّ التصحيف و التحريف منذ القديم قد وجد و بالرغم من ان اهل العلم نبهوا بتنبيهات لا يحصى لها عدد الاّ انّه في عصرنا أشذ و أشد فلم تسلم منه حتى عناوين الكتب و الجرائد , فقد ابتلينا بقوم لايفرقون بين الألف و الياء و لا حتى بين الضاد و الظاء , بل لم يكترثوا لكثرة ما كتب في ذلك العلماء , فهذا ان دل يدل عن عظم الداء و ينمّ عن سوء البلاء , و مما اذكر في هذا السياق ان احدهم استعان بي يوما علّه يجد عندي كتابا بعنوان الوسطية كما أخبرني بذلك و أنّه كتاب جليل القدر عظيم النفع , و هو حريص اشدّ الحرص على اقتنائه , لأجل انّه وجد كثيرا من الاخوة يتدارسونه في زنزاناتهم , و اضاف لي بانّ الحرّاس هناك يسمحون لهم باءدخاله و تبادله فيما بينهم فهم لا يمنعونه احدا لا لشيء الاّ لأنّه كتب على غلافه الوسطية ...فاستعجبت لذلك اشد العجب ما جعلني أراجعه في اسم الكتاب , فثبت بعد التحقيق انّه كتاب "الواسطية" لشيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- , و بان بأنّ صاحبنا هذا لم يضبط حتى اسمه فضلا عن محتواه كما هو حال الكثير منّا و الله المستعان .
لكن يبقى أشدّ تصحيف و تحريف وقعت عليه عيناي و ان كان في ذاك العالم الأزرق -الفيس بوك- حين نشرت احدى المكتبات على صفحتها صورا لمبيعاتها و كان من ضمنها صورة ك فعلّق احدهم على هذا المنشور ؟!! لو لا انّ احدهم نبّهه لذلك سبحان الله ! ما في القرآن الاّ الهدى و الهداية و لكننا قوم نصحف و نحرّف اذا ما قرأنا يوما بدءا من العنوان .