المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي
وفقك الله. مقصود ذلك القائل أن كيف فيها معنى الحال، فلا يرد عليه ما ذكرتم.
ومثال ذلك (متى) مع (الزمان)، و(أين) مع (المكان)
ألا توافق أنه من العي قول القائل: متى زمان نصر الله؟ و أين مكان شركائكم؟
ولا يقتضي ذلك أن يقال بدلا من: إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا (أينا شرقيا)
ولا أن يقال بدلا من: هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا (هذا متاك)
ولا يقال: زمان الساعةُ؟ بمعنى (متى الساعةُ؟)
وليس معنى ذلك أني أقول بذلك ولا العكس.
لكن ذلك لبيان عدم صحة ما أوردتموه على هذا القائل.
والله أعلم.
وفقك الله، لو كان مقصوده ما ذكرتم لم يتم له الاحتجاج به، فلا يصلح إيراده، ولا خلاف أن كيف فيها معنى الحال، ولكن النقاش في أن ذلك: هل يمنع من قولنا (كيف حالك)؟
فلو قلت لك: ( أين مكانك الآن؟ ) لم يكن ذلك خطأ، كما ورد في الأثر (أين مكان جبريل من الله)، وكما قال الشاعر:
يقولون لا تبعد وهم يدفنونني .............. وأين مكان البعد إلا مكانيا
وكذلك لو قلت لك: ( متى وقتُ رحيلك؟ ) لم يكن فيه خطأ، كما جاء في كلام ابن عباس في تاريخ الطبري (ولا يدري المسلمون متى وقت الحج)، وكما قال الشاعر:
بادر بما تدري فما ............. تدري متى وقت الرحيل
ونظم الدليل هكذا:
( إما أن يكون هذا القائل يقصد ما ذكرتُ أنا أو يقصد ما ذكرتم
فإن كان يقصد ما ذكرتم لم يكن له فيه حجة، وإن كان يقصد ما ذكرت أنا كان باطلا بالوجه الذي ذكرتُه. )
وإنما لم يُذكر الوجه الأول في كلامي لأنه لا يحسن حمل قول القائل على ما لا حجة فيه.