السلام عليكم
هل يمكن ان تفيد (كم) التقليل ؟ مثل (رب)
كاني مررت بفائدة مفادها ان قولهم (كم ترك الاول للاخر) يحتمل المعنيين معا.
وبارك الله فيكم
بحثت فوجدت:
سيبويه في الكتاب:
واعلم أن (كم) في الخبر لا تعمل إلا فيما تعمل فيه (رُبّ) لأن المعنى واحدٌ إلا أن (كم) اسمٌ و(رُبّ) غير اسم بمنزلة مِنْ. والدليل عليه أن العرب تقول: كم رجلٍ أفضلُ منك تجعله خبرَ(كم).
ماذا يقصد بالمعنى واحد؟
(كم )في المثال المنقول تفيد التقليل ام التكثير؟
وقال الزوزني في شرح معلقة امرؤ القيس البيت العاشر منها:
و(رب) موضوع في كلام العرب للتقليل ،و(كم) موضوع للتكثير، ثم ربما حملت (رب) على (كم) في المعني فيراد بها التكثير ، وربما حملت (كم) على (رب)في المعني فيراد بها التقليل
هل يمكننا القول بناء على ما سبق أن الأصل في (رب) التقليل و قد تحمل على التكثير بينما الأصل في (كم) التكثير و قد يحمل على التقليل؟
و كيف ضبط الزوزني و مامكانته في اللغة العربية ؟
الأصل في (رب) أن تفيد التقليل، والأصل في (كم) الخبرية أن تفيد التكثير.
وأما إفادة (رب) للتكثير فقد قال به بعض العلماء، ومنهم ابن مالك؛ استنادا إلى نص سيبويه الذي تفضلتم بنقله.
ولكن جماهير العلماء على أن هذا الفهم غير صحيح لكلام سيبويه، وأنه لا يقصد ما فهمه ابن مالك، وإنما يقصد أن (رب) نظيرة (كم) في العمل؛ لأنهم يحملون النقيضَ على النقيض كما يحملون الشبيه على الشبيه.
وأما الكلام المنقول عن الزوزني فليس من عند نفسه، وإنما نقله عن بعض النحويين، والمعروف بهذا القول هو ابن السيد البطليوسي في كتابه (المسائل والأجوبة)، ولكنه لا يقصد أن كلا من (رب) و(كم) ترد مرة هكذا ومرة هكذا، وإنما يقصد خروج الشيء عن بابه لغرض بلاغي يظهر من السياق؛ كقول القائل: (قاتله الله) فإن هذا في الأصل للذم، لكنه قد يستعمل في المدح لعارض.
والموضع الذي يقصده ابن السيد لوقوع (كم) للتقليل؛ مثلُ قولهم على وجه الاستهزاء بالجبان: (كم بطلٍ قتله فلان)، ومعلوم أن الاستهزاء لا يتم في مثل هذه العبارة إلا إن كانت (كم) للتكثير لا للتقليل، فالمقصود أن وقوعها للتقليل يكون في تحصيل المراد لا في مقصود المتكلم.
والله أعلم.
بارك الله فيكم أخي الفاضل، قد أفدتني.
لو تكرمت و زدت جواب السؤال الأخير.
كيف ضبط "الزوزني" و مامكانته بين علماء اللغة ؟
أرجو أن تقبل مني إعادة السؤال شيخنا الفاضل : وأعتذر إن كنت قد أثقلت عليك
شيخنا الفاضل أبا مالك ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ها أنا قد جئت لأستفسر عن معضلة - بالنسبة إلي - طالما أرقتني والمتمثلة في امكانية تعدد البدل : وهل يجوز ذلك في قول الشاعر:
أحاول نظمَ الشعرِ فيكم أحاوله ** فيخجلني ذاك المقام ُ تَطاوُلُه
كلمتا المقام وتطاوله ، هل يجوز إعرابهما بدلا أما أن هناك تخريجا آخر للبيت
والشكر موضول لك شيخنا الفاضل
واعتذر إن كنت قد أثقلت عليك ....
لعلك تقصد (لا يظهر منها أدنى إشارة للمكان).
وأما كونه خطأ محضا ففيه نظر؛ لأن الإشارة بالفاصلة المنقوطة إلى التعليل لا ينافي أصالتها في المكان؛ كما قالوا في تضمين الأفعال إنه لا ينافي دلالتها على معانيها الأصلية.
هذا الشيخ الشنقيطي يظهر والله أعلم أنه يرجح قول الجمهور بأن (حيث) لا يليها إلا الجملة، وأما ما ورد في الشعر من إضافتها للمفرد فإما ضرورة شعرية وإما شاذ لا يقاس عليه.
فمن قال بهذا القول فإنه لا يجوز استعمال (حيث) مضافة للمفرد، ومن ترخص وقال بقول الكسائي جعل ذلك جائزا في سعة الكلام.
العلماء طبقات ومراتب؛ فبعضهم الناقل وبعضهم المؤسس، وبعضهم المجتهد وبعضهم المقلد، وكذلك منهم من اشتهر بالاجتهاد والتحرير ومنهم من اشتهر بالتلخيص والتقريب **.
والذي يظهر لي والله أعلم أن الزوزني من النوع الثاني؛ فمثلا في شرحه المعلقات لا يكاد يظهر له قول أو ترجيح أو تحرير، وإما برع في التلخيص والتقريب حتى صار شرحه أشهر الشروح.
وكذلك كتابه في المصادر هو مجرد تلخيص وترتيب لما في ديوان الأدب للفارابي.
والله أعلم.
---------------------
** وقد أشار هو نفسه إلى هذا المعنى في مقدمة كتاب المصادر بقوله:
(( وتحريت إيراد ما نطق به القرآن وما كثر استعماله في الحديث والدواوين المعروفة في المصادر وتوخيت إفادة المبتدئين من المتأدبين وتوطئة طريق اقتباس هذا الفن من اللغة لهم مستعينا بالله عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل ))
وفقكم الله وسدد خطاكم
شكرا أستاذنا الكريم
السؤال:
لماذا يقال: (السبعينات) و(الرجل الخمسيني) ولا يقال: (السبعونات) و(الرجل الخمسوني) مع أن الرفع هو الأصل؟
الجواب:
هذه مسألة جديرة بالبحث حقا، ولم أقف على تحرير لها من قبل.
مع أن هذا شائع عند الأقدمين أيضا وليس عند المعاصرين أو العامة فقط كما يظن.
فعندنا مثلا: ( تسعينية زيد ) و ( عشرينية زيد )، و ( ثلاثينية ابن مسعود ) في المواريث، وكتاب ( التسعينية ) و ( السبعينية ) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعندنا أيضا ( أبو القاسم الثمانيني ) النحوي، وعندنا ( الفرقة السبعينية )، و ( التوراة السبعينية )، و ( الدراهم السبعينية ) ، وكذلك ( النسبة الستينية ) في الفلك، وعندنا ( القبة الخمسينية )، وعندنا ( الترياق الخمسيني ) في الطب، و ( الأربعينية في الأحكام الدينية )، وغير ذلك.
والذي يخطر على بالي الآن في توجيه ذلك أنهم عدلوا إلى الياء لوجهين:
- الأول: أن ذلك أخف في النطق وأسهل على اللسان.
- الثاني: أن ذلك أعم في حالات الإعراب؛ لأنه يشمل النصب والجر وهما أكثر من الرفع.
والله أعلم.
جزاك الله خيرًا وأثابك الله بعلمك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي كتب في نص ( يشبه الفلاسفة الإنسان بعملاق انغرزت رجلاه في التراب وتطلعت باصرتاه إلى علٍ وإلى المثل الأعلى ) وكتب في موطن آخر ( إن جوهر الإنسان ضمير حيٌّ ذكيٌّ واعٍ ) لماذا كتبت كلمة "علٍ " بهذا الشكل مختلفة عن كلمة " الأعلى " من حيث حذف " الألف المقصورة وعدم حذفها في الثانية وينطبق السؤال على الجملة الثانية " حيٌّ ذكيٌّ واعٍ وما الكناية في قولي لا يتسامح في" شاردة ولا واردة " وجزاكم الله خيرا
هل يجوز الوجهان في ما وضع تحته خط في العبارة الآتية - النصب بالمصدر والجر على الإضافة - وفقك الله شيخنا الكريم وسدد خطاك.
العبارة هي : (الشعور الأخوي الصادق يجب أن يولد في نفس صاحبه اصدق العواطف النبيلة وأخلص الأحاسيس الصادقة في اتخاذ مواقف إيجابية من التعاون والإيثار ).
واعتذر للأخت السابقة فقد وضعت سؤالا قبل الإجابة عن سؤالها
شيخنا الفاضل
نعم يجوز الوجهان، ولكن الوجه الثاني هو المعتمد؛ لأن الوجه الأول (أي النصب على المفعولية للمصدر) ضعيف لقلته في كلام العرب؛ إذ لم يأت عنهم غالبا إلا ومعه ما يقويه؛ كقوله تعالى: {أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة يتيما}
وقد يقول قائل: لا يجوز هذا الوجه في العبارة المذكورة بحال؛ لأنه لا يدل على الحال أو الاستقبال، وهو شرط الجواز.
والله أعلم.