تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: سؤال عن ابن كثير رحمة الله عليه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي سؤال عن ابن كثير رحمة الله عليه

    السلام عليكم ورحمة الله
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الذي أرسله الله رحمة للعالمين. وبعد

    قال ابن كثير رحمه الله عند تفسيره: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك) :"يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ، ويسألوه أن يستغفر لهم ، فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم ، ولهذا قال : ( لوجدوا الله توابا رحيما )

    وقد ذكر جماعة منهم : الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه " الشامل " الحكاية المشهورة عن العتبي ، قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول : يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم

    ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال : يا عتبي ، الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له. ."


    وقال أيضا في تاريخه (105/7) عن حديث مالك الدار : "وكان خازن عمر على الطعام قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقيون وقل له : عليك الكَيس ! عليك الكَيس ! فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه". قال ابن كثير رحمه الله اسناده صحيح .

    فهل كان الشيخ رحمه الله يقر بالاستشفاع أو التوسل بالنبي عند قبره صلى الله عليه وسلم .؟
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    أولا هذا السؤال منقول من موقع للقبوريين والروافض واليك الرابط لمن احب ان يتاكد من ذلك اضغط هنا--
    وهى من وساوس الشيخ دحلان ----------------------------------------
    اما الرد فاليك هذه الفتوى فان فيها الكفاية لمن اراد الهداية-------------------
    الجواب :

    الحمد لله

    أولا :
    تقدم في إجابة السؤال رقم (3297) بيان أنواع التوسل المشروع ، وهي على سبيل الإجمال : التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته ، والتوسل بالإيمان والتوحيد ، والتوسل بالعمل الصالح ، كما أن من أنواعه أيضا التوسل إلى الله بدعاء الرجل الصالح .
    كما تقدم في إجابة السؤال رقم (114142) بيان أن التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه أحد من الصالحين محرم لأنه ذريعة إلى الشرك بالله ووسيلة تفضي إليه .

    ثانيا :
    ما احتج به بعض المصنفين على مشروعية التوسل البدعي ، من قول الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) وذكر قصة الأعرابي المذكورة في ذلك ، احتجاج غير صحيح ، وقول مردود لما يلي :
    أولا : قوله ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ ) مختص بحياته صلى الله عليه وسلم لا بعد وفاته ، يدل عليه قوله ( فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) والذين يأتونه بعد وفاته من أين لهم إذا استغفروا الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استغفر لهم في قبره ، حتى ينالوا كرامة قوله ( لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) بل إن مجيئهم إلى قبره بعد وفاته لهذا الغرض ، ذريعة إلى الاستغاثة به ، واللجوء إليه ، وسؤاله من دون الله – كما يفعل الناس اليوم - وهذا من الشرك بالله تعالى .

    قال ابن عبد الهادي رحمه الله :
    " ولم يفهم منها أحد من السلف والخلف إلا المجيء إليه في حياته ليستغفر لهم ، وقد ذم تعالى من تخلف عن هذا المجيء إذا ظلم نفسه ، وأخبر أنه من المنافقين ، فقال تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُون َ ) ؛ وكذلك هذه الآية إنما هي في المنافق الذي رضي بحكم كعب بن الأشرف وغيره من الطواغيت ، دون حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فظلم نفسه بهذا أعظم ظلم ، ثم لم يجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستغفر له ، فإن المجيء إليه ليستغفر له توبة وتنصُّل من الذنب ، وهذه كانت عادة الصحابة معه صلى الله عليه وسلم : أن أحدهم متى صدر منه ما يقتضي التوبة ، جاء إليه فقال : يا رسول الله فعلت كذا وكذا ، فاستغفر لي ، وكان هذا فرقاً بينهم وبين المنافقين .
    فلما استأثر الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وسلم ونقله من بين أظهرهم إلى دار كرامته لم يكن أحد منهم قط يأتي إلى قبره ويقول يا رسول الله فعلت كذا وكذا فاستغفر لي ، ومن نقل هذا عن أحد منهم فقد جاهر بالكذب والبهت ، أَفَترى عَطَّلَ الصحابة والتابعون ، وهم خير القرون على الإطلاق ، هذا الواجب الذي ذم الله سبحانه من تخلف عنه ، وجعل التخلف عنه من أمارات النفاق ، ووُفِّق له من لا يؤبه له من الناس ، ولا يعد في أهل العلم ؟! وكيف أغفل هذا الأمر أئمة الإسلام وهداة الأنام ، من أهل الحديث والفقه والتفسير ، ومن لهم لسان صدق في الأمة ، فلم يدعوا إليه ولم يحضوا عليه ، ولم يرشدوا إليه ، ولم يفعله أحد منهم البتة .. "

    "الصارم المنكي" (ص 425 - 426) ط الأنصاري .

    وينظر : "تفسير الطبري" (8 /517) ، "تفسير السعدي" (ص 184) .

    ثانيا :
    قصة العتبي المذكورة قصة واهية لا يصح سندها ولا يحتج بها ، إنما يحتج بها من يريد صرف الناس عن دينهم وإخراجهم عن شريعة ربهم بحكاية باطلة وقصة واهية .

    رواها البيهقي في "الشعب" (6/60/3880) فقال :

    أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُ ّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَقِيَّةَ، إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا شُكْرٌ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدٌ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَوْحِ بْنِ يَزِيدَ الْبَصْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: حَجَّ أَعْرَابِيٌّ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى بَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَعَقْلَهَا ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ حَتَّى أَتَى الْقَبْرَ وَوَقَفَ بِحِذَاءِ وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:"" بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ جِئْتُكَ مُثْقَلًا بالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا مُسْتَشْفِعًا بِكَ عَلَى رَبِّكَ لِأَنَّهُ قَالَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}، وَقَدْ جِئْتُكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مُثْقَلًا بالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا أَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى رَبِّكَ أَنْ يَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَأَنْ تَشْفَعَ فِيَّ ثُمَّ أَقْبَلَ فِي عَرْضِ النَّاسِ، وَهُوَ يَقُولُ:

    [البحر البسيط]

    يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ فِي التُّرْبِ أَعْظُمُهُ ... فَطَابَ مِنْ طِيبِهِ الْأَبْقَاعُ وَالْأَكَمُ

    نَفْس الْفِدَاءُ بقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ ... فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ

    وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَطَابَ مِنْ طِيبِهِ الْقِيعَانُ، وَالْأَكَمُ "
    انتهى .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " ولهذا استحب طائفة من متأخري الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد مثل ذلك ، واحتجوا بهذه الحكاية التي لا يثبت بها حكم شرعي ، لا سيما في مثل هذا الأمر الذي لو كان مشروعا مندوبا : لكان الصحابة والتابعون أعلم به ، وأعمل به من غيرهم ، بل قضاء حاجة مثل هذا الأعرابي وأمثاله لها أسباب قد بسطت في غير هذا الموضع ؛ وليس كل من قضيت حاجته بسبب يقتضي أن يكون السبب مشروعًا مأمورًا به ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل في حياته المسألة فيعطيها ، لا يرد سائلا، وتكون المسألة محرمة في حق السائل "
    انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/289) .

    وقال الإمام الحافظ أبو محمد بن عبد الهادي رحمه الله :
    " وهذه الحكاية التي ذكرها بعضهم يرويها عن العتبي ، بلا إسناد ، وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب الهلالي ، وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن أبي الحسن الزعفراني ، عن الأعرابي ، وقد ذكرها البيهقي في كتاب شعب الإيمان بإسناد مظلم ، عن محمد بن روح بن يزيد بن البصري ، حدثني أبو حرب الهلالي قال: حج أعرابي فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ، ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ، ثم ذكر نحو ما تقدم ، وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما سيأتي ذكره .

    وفي الجملة : ليست هذه الحكاية المنكورة عن الأعرابي مما يقوم به حجة ، وإسنادها مظلم مختلق ، ولفظها مختلق أيضاً ، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض ، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية ، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم وبالله التوفيق"

    انتهى من "الصارم المنكي في الرد على السبكي" (338) ط الأنصاري .

    وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
    " وهذا إسناد ضعيف مظلم ، لم أعرف أيوب الهلالي ولا من دونه . وأبو يزيد الرقاشي ، أورده الذهبي في " المقتنى في سرد الكنى " ( 2 / 155 ) ولم يسمه ، وأشار إلى أنه لا يعرف بقوله : " حكى شيئا " . وأرى أنه يشير إلى هذه الحكاية .

    وهي منكرة ظاهرة النكارة ، وحسبك أنها تعود إلى أعرابي مجهول الهوية ! و قد ذكرها - مع الأسف - الحافظ ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم .. ) وتلقفها منه كثير من أهل الأهواء والمبتدعة ، مثل الشيخ الصابوني ، فذكرها برمتها في " مختصره " ! ( 1 / 410 ) وفيها زيادة في آخرها : " ثم انصرف الأعرابي ، فغلبتني عيني ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، فقال : يا عتبي ! الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " .
    وهي في " ابن كثير " غير معزوة لأحد من المعروفين من أهل الحديث ، بل علقها على " العتبي " ، وهو غير معروف إلا في هذه الحكاية ، ويمكن أن يكون هو أيوب الهلالي في إسناد البيهقي .

    وهي حكاية مستنكرة ، بل باطلة ، لمخالفتها الكتاب والسنة ، ولذلك يلهج بها المبتدعة ، لأنها تجيز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب الشفاعة منه بعد وفاته ، وهذا من أبطل الباطل ، كما هو معلوم ، وقد تولى بيان ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه وبخاصة في " التوسل والوسيلة " ، وقد تعرض لحكاية العتبي هذه بالإنكار " انتهى .

    "السلسلة الصحيحة" (6 /427)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    ويقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
    " أقول : أولا : مادام أنها ليست من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا فعل خلفائه الراشدين ، وصحابه المكرمين ، ولا من فعل التابعين والقرون المفضلة ، وإنما هي مجرد حكاية عن مجهول ، نقلت بسند ضعيف فكيف يحتج بها في عقيدة التوحيد الذي هو أصل الأصول؟! وكيف يحتج بها وهي تعارض الأحاديث الصحيحة التي نهى فيها عن الغلو في القبور والغلو في الصالحين عموماً ، وعن الغلو في قبره والغلو فيه صلى الله عليه وسلم خصوصاً؟!

    وأما من نقلها من العلماء أو استحسنها فليس ذلك بحجة تعارض بها النصوص الصحيحة وتخالف من أجلها عقيدة السلف ، فقد يخفى على بعض العلماء ما هو واضح لغيرهم ، وقد يخطئون في نقلهم ورأيهم وتكون الحجة مع من خالفهم ، وما دمنا قد علمنا طريق الصواب فلا شأن لنا بما قاله فلان أو حكاه فلان ، فليس ديننا مبنياً على الحكايات والمنامات ، وإنما هو مبني على البراهين الصحيحة .

    ثانيا :
    قد تخفى بعض المسائل والمعاني على من خلع الأنداد وتبرأ من الشرك وأهله ، كما قال بعض الصحابة " اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده ما قاله أصحاب موسى ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ) ". حديث صحيح.

    والحجة في هذا أن هؤلاء الصحابة وإن كانوا حديثي عهد بكفر فهم دخلوا في الدين بلا إله إلا الله، وهي تخلع الأنداد وأصناف الشرك وتوحد المعبود ، فمع ذلك ومع معرفة قائليها الحقة بمعنى لا إله إلا الله ، خفي عليهم بعض المسائل من أفرادها . وإنما الشأن أنه إذا وضح الدليل وأبينت الحجة فيجب الرجوع إليها والتزامها، والجاهل قد يعذر ، كما عذر أولئك الصحابة في قولهم : اجعل لنا ذات أنواط ، وغيرهم من العلماء أولى باحتمال أن يخفى عليهم بعض المسائل ولو في التوحيد والشرك .


    ثالثا :
    كيف يتجاسر أحد أن يعارض نصوص كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقول حكاه حاكٍ مستحسناً له ، والله سبحانه يقول : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/ 63 .

    قال الإمام أحمد : عجبتُ لقومٍ عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان ، والله تعالى يقول : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ) ، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك .

    فطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة على طاعة كل أحد ، وإن كان خير هذه الأمة أبا بكر وعمر ، كما قال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون: قال أبو بكر وعمر .

    فكيف لو رأى ابن عباس هؤلاء الناس الذين يعارضون السنة الثابتة ، والحجة الواضحة بقول أعرابي في قصة العتبي الضعيفة المنكرة .
    إن السنة في قلوب محبيها أعظم وأغلى من تلك الحجج المتهافتة التي يدلي بها صاحب المفاهيم البدعية ، تلك المفاهيم المبنية على المنامات والمنكرات . فاعجب لهذا ، وجرد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحذارِ ثم حذارِ من أن ترد الأحاديث الصحيحة، وتؤمن بالأخبار الباطلة الواهية ، فيوشك بمن فعل ذلك أن يقع في قلبه فتنة فيهلك .

    رابعا :
    ما من عالم إلا ويرد عليه في مسائل اختارها : إما عن رأي أو عن ضعف حجة ، وهم معذورون قبل إيضاح المحجة بدلائلها ، ولو تتبع الناس شذوذات المجتهدين ورخصهم لخرجوا عن دين الإسلام إلى دين آخر ، كما قيل: من تتبع الرخص تزندق . ولو أراد مبتغي الفساد والعدول عن الصراط أن يتخذ له من رخصهم سلماً يرتقي به إلى شهواته ، لكان الواجب على الحاكم قمعه وصده وتعزيره ، كما هو مشهور في فقه الأئمة الأربعة وغيرهم .
    وما ذكر فقيه أن من أحال لتبرير جرمه على قول عالم عُلِمَ خطؤه فيه ، أنه يقبل منه ولا يؤخذ بالعتاب " انتهى من "هذه مفاهيمنا" (ص 81-83) .

    ثالثا :
    لا شك أن الحافظ ابن كثير رحمه الله من علماء المسلمين وأئمتهم المعروف عنهم صحة الاعتقاد وسلامة المنهج ، ولكن ذكره للقصة في تفسيره لا يعني احتجاجه بها ، وإنما ذلك من جنس ما يذكره من الإسرائيليات والأخبار المنقطعة التي جرت عادة أهل العلم بنقلها وروايتها لمناسبتها للباب ، دون أن يكون مجرد ذلك دليلا على احتجاجهم بها ، حتى يصرحوا بذلك ؛ فليس صحيحا أنه ما ذكرها إلا ليستدل بها على صحة التوسل .

    قال الشيخ صالح آل الشيخ :" وابن كثير لم يروها ، وإنما قال في "تفسيره" : " ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي ... " وما هذه برواية ، وإنما هو نقل .

    وابن قدامة في "المغني" لم يروها ، وإنما حكاها بصيغة التضعيف (3/557) فقال : " ويروى عن العتبي ... " . وليست هذه رواية ، إنما نقل بصيغة التمريض وهي تفيد التضعيف "
    انتهى "هذه مفاهيمنا" (ص 80-81) .والله أعلم .[ مركز الفتوى]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله .
    أولا لم أنقل السؤال من أي مكان بل هذا ماوجدته عند بحثي واطلاعي فأحببت الأستفسار من اهل العلم .


    ثانيا لم أسأل عن مشروعية هذا الفعل بل كان سؤالي واضح . هل كان الشيخ رحمه الله يقر بالاستشفاع أو التوسل بالنبي عند قبره صلى الله عليه وسلم .؟
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد القبي مشاهدة المشاركة
    ثانيا لم أسأل عن مشروعية هذا الفعل بل كان سؤالي واضح . هل كان الشيخ رحمه الله يقر بالاستشفاع أو التوسل بالنبي عند قبره صلى الله عليه وسلم .؟
    سبقت الاجابة على ذلك ولامانع من اعادته-
    لا شك أن الحافظ ابن كثير رحمه الله من علماء المسلمين وأئمتهم المعروف عنهم صحة الاعتقاد وسلامة المنهج ، ولكن ذكره للقصة في تفسيره لا يعني احتجاجه بها ، وإنما ذلك من جنس ما يذكره من الإسرائيليات والأخبار المنقطعة التي جرت عادة أهل العلم بنقلها وروايتها لمناسبتها للباب ، دون أن يكون مجرد ذلك دليلا على احتجاجهم بها ، حتى يصرحوا بذلك ؛
    فليس صحيحا أنه ما ذكرها إلا ليستدل بها على صحة التوسل .
    قال الشيخ صالح آل الشيخ :
    " وابن كثير لم يروها ، وإنما قال في "تفسيره" : " ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي ... " وما هذه برواية ، وإنما هو نقل .
    وابن قدامة في "المغني" لم يروها ، وإنما حكاها بصيغة التضعيف (3/557) فقال : " ويروى عن العتبي ... " . وليست هذه رواية ، إنما نقل بصيغة التمريض وهي تفيد التضعيف " انتهى "هذه مفاهيمنا" (ص 80-81) .والله أعلم .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    1- تمعن قوله :"يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ، ويسألوه أن يستغفر لهم ، فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم ، ولهذا قال : ( لوجدوا الله توابا رحيما ) .


    ومن ثم نقل قصة العتبى .


    2- هل جنس الاسرائيليات والاخبار المنقطعة يحيز له أن يفسر الآية (يرشد) ويذكر قصة فيها سؤال النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته.


    2- حديث مالك الدار عن عمر رضي الله عنه ألا يؤكد هذا القول.؟
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    وسأضيف لك قول ابن قدامة في المغني الذي أستشهدت به . وفيه انه أستدل بقصة العتبي وثم قال :"ويستحب لمن دخل المسجد أن يقدم رجله اليمنى ، ثم يقول : { بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، واغفر لي ، وافتح لي أبواب رحمتك . وإذا خرج ، قال مثل ذلك . وقال : وافتح لي أبواب فضلك }

    لما روي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها أن تقول ذلك ، إذا دخلت المسجد . ثم تأتي القبر فتولي ظهرك القبلة ، وتستقبل وسطه ، وتقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا نبي الله ، وخيرته من خلقه وعباده ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك ، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعبدت الله حتى أتاك اليقين ، فصلى الله عليك كثيرا ، كما يحب ربنا ويرضى ، اللهم اجز عنا نبينا أفضل ما جزيت أحدا من النبيين والمرسلين ، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ، يغبطه به الأولون والآخرون ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم إنك قلت وقولك الحق : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } . وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي ، مستشفعا بك إلى ربي ، فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة ، كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ، اللهم اجعله أول الشافعين ، وأنجح السائلين ، وأكرم الآخرين والأولين ، برحمتك يا أرحم الراحمين".

    http://library.islamweb.net/newlibra...no= 15&ID=2224
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد القبي مشاهدة المشاركة
    2- حديث مالك الدار عن عمر رضي الله عنه ألا يؤكد هذا القول.؟
    أولا :
    قد أمعنا وأنعمنا النظر في قصة العتبي فوجدناها لا تصح البتة وابن كثير نقلها كما تقدم - كما ينقل الاسرائليات ، ولا يقال : إنه ذكرها عقيب كلام معين فهو يفسر الآية بها ، لأنه ما جزم بها ، ولكنه نقل أن بعضهم يذكر ذلك في معرض تفسيرها ، ولو أراد تفسيرها بقصة العتبي لذكرها جازما بها دون نقل من غيره بما يوحي أنه أراد أن يشير إلى أن بعض من تقدمه يذكره عند هذه الآية ولم يتعقبه كما لم يتعقب بعض الأخبار التي يوردها من الاسرائيليات .

    ثانيا :
    أثر مالك الدار فيه نكارة واضحة في متنه إذ إنه أتى القبر والقبر يومئذ في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قبل أن يدخل في المسجد ، فكيف أتاه إذا ؟

    وقال العلامة الألباني - رحمه الله - في التوسل (ص 132) :
    لا حجة فيها ، لأن مدارها على رجل لم يسمَّ فهو مجهول أيضا ، وتسميته بلالا في رواية سيف لا يساوي شيئا ، لأن سيفا هذا هو ابن عمر التميمي ، متفق على ضعفه عند المحدثين بل قال ابن حبان فيه : يروي الموضوعات عن الأثبات وقالوا : إنه كان يضع الحديث ، فمن كان هذا شأنه لا تُقبل روايته ولا كرامة لاسيما عند المخالفة .اهـ

    وقد علق العلامة ابن باز - رحمه الله - على الفتح (2/575) على كلام الحافظ عند تصحيحه للأثر فقال :
    هذا الأثر على فرض صحته كما قال الشارح ليس بحجة على جواز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لأن السائل مجهول ولأن عمل الصحابة رضي الله عنهم على خلافه وهم أعلم الناس بالشرع ولم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها بل عدل عمر عنه لما وقع الجدب إلى الاستسقاء بالعباس ولم يُنكر ذلك عليه أحد من الصحابة فعُلم أن ذلك هو الحق وأن ما فعله هذا الرجل منكر ووسيلة إلى الشرك بل قد جعله بعض أهل العلم من أنواع الشرك .
    وأما تسمية السائل في رواية سيف المذكور بلال بن الحارث ففي صحة ذلك نظر ، ولم يذكر الشارح سند سيف ، وعلى تقدير صحته عنه لا حجة فيه ، لأن عمل كبار الصحابة يخالفه وهم أعلم بالرسول وشريعته من غيرهم والله أعلم .اهـ

    وقال العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله في " هذه مفاهيمنا "
    ( في رده على كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح" لمحمد بن علوي المالكي ) قال الشيخ صالح :وقال صاحب المفاهيم - أي ابن علوي المالكي - (ص66-67):
    (قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا: حدثنا أبو عمر بن مطر حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب، فجاء رجل إلى قبر النبي ( فقال: يا رسول الله! استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا. فأتاه رسول الله ( في المنام فقال: ( ائت عمر فأقرئه مني السلام وأخبرهم أنهم مسقون، وقل له: عليك بالكيس الكيس ( فأتى الرجل فأخبر عمر فقال: يا رب! لا آلوا إلا ما عجزت عنه. وهذا إسناد صحيح .
    [كذا قال الحافظ ابن كثير في "البداية"(جـ 7 - ص91)( 1 ) في حوادث عام ثمانية عشر ].اهـ .كلام صاحب المفاهيم.


    أقول - أي الشيخ صالح حفظه الله - : الكلام هنا في مبحثين:
    الأول: الحافظ ابن كثير ساق قبل رواية البيهقي رواية سيف،وفيها أن عمر- رضى الله عنه- صعد المنبر فقال للناس: أنشدكم الله الذي هدا كم للإسلام هل رأيتم مني شيئاً تكرهون؟
    فقالوا: اللهم لا. وعم ذلك؟ فأخبرهم بقول المزني وهو بلال بن حارث. ففطنوا ولم يفطن. فقالوا:
    إنما استبطأك في الاستسقاء فاستسق بنا. ا هـ المقصود.
    وهذه الرواية مبينة أن قول نبي الله لعمر في رواية سيف: ( عهدي بك وفي العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر ( هو ما فسرها صحابة رسول الله (ففطنوا ولم يفطن عمر) كما جاء صريحاً، وهو إرشاده للإستسقاء.

    وفي هذا سرّ لطيف وهو أن قول القائل: (يا رسول الله!استسق الله لأمتك) منكر، جره تباطؤ عمر عن طلب السقيا، وعدم الفزع إلى المشروع، يجر إلى وجود غير المشروع، فلذا قال نبي الله :
    ( عهدي بك وفي العهد شديد العقد فالكيس الكيس (. أقول هذا مع ضعف الرواية، لأبين مقصد ابن كثير حين ساق الروايتين الضعيفتين..
    إذا تبين هذا عُلم فضل علم ابن كثير- رحمه الله - حيث جعل رواية البيهقي هي الثانية، ورواية سيف المفصَّلة معنى الكيس هي الأولى، فتأمل هذا! وتبين مقاصد الحفاظ في أحكامهم.
    ويقال: تأخر عمر عن الاستسقاء وهو العبادة المشروعة التي يحبها الله، لما فيها من الذل بين يديه، والانكسار له، وتوجه القلوب بصدقٍ وإخلاص نحو ربها لكشف ضرها، إن تأخر عمر عن الاستغاثة المشروعة سبب هذا الأمر غير المشروع.
    ولذا؛ لم يفعل أحد من صحابة رسول الله ( مثل ما فعل هذا الرجل الذي جاء إلى قبر نبي الله ( وقال ما قال، وهم إنما سقوا باستسقائهم، لا بقول الرجل غير المشروع. فتنبه لهذا.
    الثاني: أن هذه الرواية التي ساقها الحافظ ابن كثير من رواية البيهقي في "دلائل النبوة" فيها علل يعلل بها المحدثون: الأولى: عنعنة الأعمش، وهو مدلس، والمدلس لا يقبل من حديثه إلا ما قال فيه (حدثنا)
    و(أخبرنا) ونحوها، دون (قال) أو (عن)، إذ احتمال أنه أخذه عن ضعيف يهي الحديث بذكره،
    كما هو معلوم في "مصطلح الحديث"، مع أن الأعمش في الطبقة الثانية من المدلسين عند الحافظ وغيره.
    الثاني: مالك الذي في إسناده والذي هو عمدة الرواية مجهول، وذكره البخاري وابن أبي حاتم،
    ولم يذكرا فيها تعديلاً ولا جرحاً، فهو مجهول. والمجهول لا يقبل حديثه. وابن كثير إنما صحح الإسناد على طريقته في توثيق مجاهيل كبار التابعين كما يعلم من تتبع صنيعه في التفسير وغيره. وإذا كان مجهولاً فلا علم لنا بتاريخ وفاته.
    الثالث: أن أبا صالح وهو ذكوان الراوي عن مالك لا يعلم سماعه ولا إدراكه لمالك، إذ لم نتبين وفاة مالك، سيما ورواه بالعنعنة فهو مظنة انقطاع، لا تدليس.
    الرابعة: أن تفرد مالك المجهول به رغم عظم الحادثة وشدة وقعها على الناس إذ هم في كرب شديد أسودَّ معه لون عمر بن الخطاب،إن سبباً يفك هذه الأزمة ويرشد إلى المخرج منها مما تتداعى همم الصغار فضلاً عن الكبار لنقله وتناقله، كما في تناقلهم للمجاعة عام الرمادة، فإذا لم ينقلوه مع عظم سبب نقله دل على أن الأمر لم يكن كما رواه مالك، فلعله ظنه ظناً.
    ونقل الكاتب (ص67) قول الحافظ في هذه الرواية:
    (وروى ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار (وكان خازن عمر)...) فساق نحواً من حديث البيهقي.
    قال صاحب المفاهيم: (وقد أورد هذا الحديث ابن حجر العسقلاني وصحح سنده كما تقدم، وهو من هو في علمه وفضله ووزنه بين حفاظ الحديث، مما لا يحتاج إلى بيان وتفصيل) اهـ.
    أقول: منزلة الحافظ لا مكان للمجادلة فيها فهو عَلَم أشم في علوم الحديث، ولكن الشأن في فهم من ينتسب إلى العلم، ولا يدرك ألفاظ الحافظ ومدلولاتها.
    فالحافظ المِدْره الجهْبذ ابن حجر لم يصحح إسناده مطلقاً كما زعمه صاحب المفاهيم، إنما قال: (بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار...) اهـ
    ومعنى هذا أن الحافظ صحح سنده إلى أبي صالح السمان، وما ذكر من رجال إسناده لم يقل بصحته كما هو ظاهر لأهل العلم، ففرق بين قوله هذا وبين ما لو قال: (بإسناد صحيح أن مالك الدار قال...)، فتبين أن كلام الحافظ هذا لا يمنع من علتين سبق تعليلُ الحديث بهما.
    الأولى: جهالة مالك الدار.
    الثانية: مظنة الانقطاع بين أبي صالح ذكوان وبين مالك الدار، إذا تقرر هذا واتضح، عُلم فضل قول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - على قول ابن كثير الذي سبق. ومنه يتبين ضعف الأثر، ثم قد أوضحت أنه لا حجة في لفظه، بل ينعكس به الاستدلال على صاحب المفاهيم، وذلك إذا سلمت النفوس، وارتضت قواعد أهل العلم طريقاً وسبيلاً للوصول للحق، ومن لم يكن كذلك فلا يباليه أهل العلم باله، ولا يأخذون بالوزن مقاله.
    رواية سيف في "الفتوح":
    قال صاحب المفاهيم (ص67):
    (وقد روى سيف في "الفتوح" أن الذي رأى في المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة، قال ابن حجر: إسناده صحيح. اهـ ]"فتح الباري" (ص 415 جـ2[) انتهى.
    أقول: هذا كذب ظاهر على الحافظ ابن حجر، فكلامه انتهى عند قوله أحد الصحابة.
    أما قوله قال ابن حجر: إسناده صحيح، فهو من مفتريات صاحب المفاهيم على الحافظ، فانظر كيف فعلته، وسوء صنعته. وكيف يصحح الحافظ إسناداً يرويه سيف في "الفتوح"؟! والحافظ هو الذي يقول في سيف في كتابه "تقريب التهذيب": (ضعيف الحديث)، ومن قال فيه ذلك فلا يقبل حتى في المتابعات كما هو معلوم من اصطلاحه، ذكره في مقدمة كتابه، وسيأتي في المسألة التي تلي هذه كلام الحفاظ في سيف.

    فما لصاحب المفاهيم وتعمد الكذب، فتعمده الكذب كبيرة، قال في "المشرع الروي في مناقب آل أبي علوي" (1/58): (إن القبيح من أهل البيت أقبح منه في غيرهم، ولهذا قال العباس لابنه عبد الله - رضى الله عنهما -، يا بني! إن الكذب ليس بأحدٍ أقبح من هذه الأمة أقبح منه بي وبك وبأهل بيتك) اهـ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    والله أني لأرجوا أن لا يكون قد أجاز الاستشفاع أو التوسل بالنبي عند قبره صلى الله عليه وسلم
    جزآكم الله خيرا
    نفعني الله بكم
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    الثاني: مالك الذي في إسناده والذي هو عمدة الرواية مجهول، وذكره البخاري وابن أبي حاتم،
    ولم يذكرا فيها تعديلاً ولا جرحاً، فهو مجهول. والمجهول لا يقبل حديثه.
    الثالث: أن أبا صالح وهو ذكوان الراوي عن مالك لا يعلم سماعه ولا إدراكه لمالك، إذ لم نتبين وفاة مالك، سيما ورواه بالعنعنة فهو مظنة انقطاع، لا تدليس.
    الرابعة: أن تفرد مالك المجهول
    الثانية: مظنة الانقطاع بين أبي صالح ذكوان وبين مالك الدار، إذا تقرر هذا واتضح، ـ
    بارك الله فيك أخي ونفعني بك . الأثر لا خلاف على ضعفه وعلله كثير .
    لكن لدي مداخله أن مالك الدار معروف في طبقات خليفة- خليفة بن خياط المتوفي سنة (240 هـ) ص 411 : ومالك الدار مولى عمر بن الخطاب وذكوان مولى مالك الدار مولى عمر بن الخطاب".


    وذكوان معلوم أنه ابو صالح .
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد القبي مشاهدة المشاركة
    1- تمعن قوله :"يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ، ويسألوه أن يستغفر لهم ، فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم ، ولهذا قال : ( لوجدوا الله توابا رحيما ) .
    اذا اردت ان تنكشف لك المحجة ويتضح لك معنى هذا الكلام فتمعن كلام العلماء الاتى ذكره لعله ينكشف لك ما اشتبه عليك -----------يقول الشيخ ابن عثيميين-فإذا قال قائل لو جئت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام عند قبره وسألته أن يستغفر لي أو أن يشفع لي عند الله هل يجوز ذلك أو لا قلنا لا يجوز فإذا قال أليس الله يقول (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما) قلنا بلى إن الله يقول ذلك ولكنه يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك وإذ هذه ظرف لما مضى وليس ظرفاً للمستقبل لم يقل الله تعالى ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول بل قال إذ ظلموا فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وحصل من بعض القوم مخالفة وظلم لأنفسهم فقال الله تعالى ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول واستغفار الرسول بعد مماته أمر متعذر لأنه إذا مات العبد انقطع عمله كما قال الرسول (صدقة جارية أو علم ينتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له) فلا يمكن للإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً لأن العمل انقطع .------------------------------------------------ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله-على قوله تعالى-:وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا ْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا سورة النساء [ سورة النساء : 64 ] ، فيقولون : بأنَّ مَنْ أَخْطَأ وأَذْنَبَ يُنْدَبُ له أنْ يأتيَ قبرَ النَّبيِّ  ويخاطبُهُ ويَطلُبُهُ أنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ !! وهذا _ لعَمْرُ الله _ إنه ضلالٌ في الفَهْمِ ، وبُعدٌ عن التوحيد ، فلو كان النَّبيُّ حَيَّاً لَصَحَّ ذلك ، ولكن بعد وفاته لا يجوز ذلك ألبتة ، وهذا داخلٌ في الشرك الأكبر ، ومن التوسُّل الممنوع _ والعياذ بالله _ ولَمْ يفعله الصحابة ، ولا التابعون ، ولَمْ يستغيثوا به بعد موته ، بل لمَّا أَجدبوا اسْتَسْقَوْا بعَمِّه العباس ، فلو كان دعاءُ الميِّتِ والاستغاثةِ به جائزاً لهَرَعُوا إلى قبره ، ولَمَا طلبوا عمَّه للاستسقاء ، فعُلم بذلك _ وغيره _ أنَّ دعاءَ الأمواتِ وطلب التَّوسل بذاتهم وبجاههم _ ولو من الأنبياء _ من الشرك الأكبر الذي يجب على المسلم البعد عنه والحذر من الوقوع فيه كل الحذر ، وما يذكر من الأحاديث بجواز الاستغاثة فلا ترتقي للصحة بل هي ضعاف . كقصة العتبي ، والضرير الذي زعموا انه أمره النبيُّ أن يسأل الله بجاهه ! فهذا كله من الزعم الباطل ، لا يُلتفتُ إليه ولو ذكر بعضُ العلماء ذلك في كتبهم ومصنَّفاتهم فبعضهم ينقل عن بعض _ فسامحهم الله _ فالعبرة بما جاء في كتاب ربنا وما جاءت به السُّنَّة الصحيحة الصريحة . وأما غيرهما فكلٌّ يُأخذ من قوله ويرد إلا صاحب القبر .

    قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الحصيِّن في الدرر السنيَّة ( 2 / 192 _ 193 ) :( وقد اتفق الصحابةُ ، والتابعون لهم بإحسان ، على أنَّ النبي  لا يُسْأَلُ بعد موته ، لا استغفاراً ، ولا دعاءً ، ولا غيرهما ؛ فإنَّ الدعاءَ عبادةٌ ، مَبْنَاها على التوقيف والإتِّباع ، لا على الهوى ، والابتداع ، ولو كان هذا من العبادة ، لَسَنَّهُ رسولُ الله ، ولكان أَصْحابُهُ أعلمَ بذلك وأَتْبَعَ لَهُ .
    وقوله تعالى :وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا ْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا سورة النساء[ سورة النساء : 64 ] فإتيانهم له للاستغفار ، مخصوص بوجوده في الدنيا ، ولهذا لَمْ يفعلهُ أحدٌ من الصحابة ، ولا التابعين ، مع شدَّة احتياجهم ، وكثرةِ مُدْلَهَمَّاتِه ِم ، وهم أعلمُ بمعاني كتاب الله ، وسنَّة رسوله ، وأحرصُ إتِّباعاً لمِلَّتِهِ من غيرهم ؛ بلْ كانوا ينهون عنه ، وعن الوقوف عند القبر للدعاء عنده ؛ منهم الإمام مالك ، وأبو حنيفة ، وأحمد ، والشافعي ؛ وهم من خير القرون ، التي قد نَصَّ عليها في قوله : " خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " قال عمران : لا أدري أذكر اثنتين أو ثلاثاً بعد قرنه ، رواه البخاري في صحيحه ) .

    وقال الشيخُ السعدي في تفسيره ( 1 / 319 ) :( وهذا المجيءُ إلى الرسول مُخْتَصٌ بحياتِهِ ؛ لأنَّ السِّياقَ يدُلُّ على ذلك لكون الاستغفار من الرَّسول لا يكون إلا في حياته ، وأمَّا بعد موته فإنَّه لا يُطْلبُ منْهُ شيءٌ بلَ ذلك شِرْكٌ ) والله أعلم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد القبي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخي ونفعني بك . الأثر لا خلاف على ضعفه وعلله كثير .
    لكن لدي مداخله أن مالك الدار معروف في طبقات خليفة- خليفة بن خياط المتوفي سنة (240 هـ) ص 411 : ومالك الدار مولى عمر بن الخطاب وذكوان مولى مالك الدار مولى عمر بن الخطاب".

    وذكوان معلوم أنه ابو صالح .
    وفيك بارك أخانا الكريم .
    تفرد مالك وهو مجهول حاله لا يعرف أهو ثقة أم ضعيف ، فلم يوثقه خليفة بن خياط ولا غيره ، وتفرده بهذه القصة رغم عظم الحادثة وشدة وقعها على الناس إذ هم في كرب شديد ولم يذكرها أصحاب عمر ولم تشتهر ، بل خالفت الصحيح من صنيع عمر الذي ثبت في الصحيح من استسقائه بالعباس على مشهد من الصحابة رضي الله عنهم جميعا ، لهو خير دليل على عدم ثبوت القصة المنكرة !

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    للفائدة :

    خبر الرجل الذي جاء في عهد عمر إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا



    السؤال:
    ما صحة الحديث التالي، وإذا لم يكن صحيحاً فلماذا أورده العلماء الأوائل في كتبهم على أنه صحيح ، ولماذا لا يمكننا إتباعهم في هذا التصنيف للحديث؟ أم أنهم لم يكونوا على القدر الكافي من العلم؟ عن مالك الدار قال : أصاب الناسَ قحطٌ في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، استَسْقِ الله لأمّتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال : ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مسْقِيُّونَ وَقُلْ لَهُ : عَلَيْكَ الْكَيْسُ، عَلَيْكَ الْكَيْسُ ، فأتى الرجل فأخبر عمر ، فقال : يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه. رواه البيهقي في دلائل النبوة، وبن أبي شيبة في المصنف بسلسلة صحيحة، كما أشار إلى ذلك بن كثير في البداية والنهاية، وبن حجر في الفتح في كتاب الاستسقاء الجزء الثالث. وأورده الذهبي في السير. وقال ابن حجر : أن مالك الدار هو وزير عمر على بيت المال ، وأن الرجل الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه هو بلال بن الحارث.


    الجواب:
    الحمد لله
    هذا الأثر رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (6/ 356) والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/304) - مختصرا - والبيهقي في "الدلائل" (7/47) ، وابن عساكر في "تاريخه" (44/345) من طريق أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ مَالِكِ الدَّارِ، قَالَ:
    أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَسْقِ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا ، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ : " ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مسْقِيُّونَ وَقُلْ لَهُ : عَلَيْكَ الْكَيْسُ ، عَلَيْكَ الْكَيْسُ "، فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَبَكَى عُمَرُ ثُمَّ قَالَ : يَا رَبِّ لَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ .
    وهذا إسناد ضعيف لا يحتج به ، ومالك الدار مجهول كما سيأتي .
    أما قول الحافظ رحمه الله في " الفتح " (2/ 495) :
    " رواه ابن أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ مَالِكٍ الدَّارِ "
    فمقصوده أنه صحيح الإسناد إلى أبي صالح فقط ، ولم يحكم على جميع الإسناد بأنه صحيح ، ولذلك لم يقل : رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح ، كما هي العادة في تصحيح الأخبار .
    وأيضاً : قول الذهبي رحمه الله في " السير" (2/412) : " وقال الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار ... فإنه لم يحكم بصحته ولا بضعفه وإنما ذكر الإسناد فقط .
    وقد أجاب الشيخ الألباني رحمه الله عن هذا الأثر ، فننقل كلامه بطوله لفائدته : قال رحمه الله ، بعد أن حكى قول الحافظ ابن حجر المتقدم :
    " والجواب من وجوه:
    الأول : عدم التسليم بصحة هذه القصة ؛ لأن مالك الدار غير معروف العدالة والضبط ، وهذان شرطان أساسيان في كل سند صحيح ، كما تقرر في علم المصطلح ، وقد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ، ولم يذكر راوياً عنه غير أبي صالح هذا ، ففيه إشعار بأنه مجهول ، ويؤيده أن ابن أبي حاتم نفسه - مع سعة حفظه واطلاعه - لم يَحْكِ فيه توثيقاً فبقي على الجهالة ، ولا ينافي هذا قول الحافظ : " بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان ... " لأننا نقول : إنه ليس نصاً في تصحيح جميع السند ، بل إلى أبي صالح فقط ، ولولا ذلك لما ابتدأ هو الإسنادَ من عند أبي صالح ، ولقال رأساً : "عن مالك الدار ... وإسناده صحيح"، ولكنه تعمد ذلك ، ليلفت النظر إلى أن ههنا شيئاً ينبغي النظر فيه ، والعلماء إنما يفعلون ذلك لأسباب منها: أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة ، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله ، لما فيه من إيهام صحته لاسيما عند الاستدلال به ، بل يوردون منه ما فيه موضع للنظر فيه ، وهذا هو الذي صنعه الحافظ رحمه الله هنا ، وكأنه يشير إلى تفرد أبي صالح السمان عن مالك الدار كما سبق نقله عن ابن أبي حاتم ، وهو يحيل بذلك إلى وجوب التثبت من حال مالك هذا أو يشير إلى جهالته. والله أعلم.
    وهذا علم دقيق لا يعرفه إلا من مارس هذه الصناعة، ويؤيد ما ذهبت إليه أن الحافظ المنذري أورد في "الترغيب" (2/41-42) قصة أخرى من رواية مالك الدار عن عمر ، ثم قال: "رواه الطبراني في "الكبير"، ورواته إلى مالك الدار ثقات مشهورون، ومالك الدار لا أعرفه ". وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد (3/125) .
    الوجه الثاني: أنها مخالفة لما ثبت في الشرع من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء لاستنزال الغيث من السماء ، كما ورد ذلك في أحاديث كثيرة ، وأخذ به جماهير الأئمة ، بل هي مخالفة لما أفادته الآية من الدعاء والاستغفار، وهي قوله تعالى في سورة نوح : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ... ) وهذا ما فعله عمر بن الخطاب حين استسقى وتوسل بدعاء العباس .
    وهكذا كانت عادة السلف الصالح كلما أصابهم القحط أن يصلوا ويدعوا، ولم ينقل عن أحد منهم مطلقاً أنه التجأ إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب منه الدعاء للسقيا، ولو كان ذلك مشروعاً لفعلوه ولو مرة واحدة، فإذا لم يفعلوه دل ذلك على عدم مشروعية ما جاء في القصة.
    الوجه الثالث : هب أن القصة صحيحة ، فلا حجة فيها، لأن مدارها على رجل لم يسم (وهو قوله في الرواية : فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فهو مجهول أيضاً، وتسميته بلالاً في رواية سيف لا يساوي شيئاً، لأن سيفاً هذا - وهو ابن عمر التميمي - متفق على ضعفه عند المحدثين ، بل قال ابن حبان فيه : "يروي الموضوعات عن الأثبات ، وقالوا : إنه كان يضع الحديث ". فمن كان هذا شأنه لا تقبل روايته ولا كرامة ، لا سيما عند المخالفة .
    الوجه الرابع : أن هذا الأثر ليس فيه التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، بل فيه طلب الدعاء منه بأن يستسقي الله تعالى أمته ، وهذه مسألة أخرى ، ولم يقل بجوازها أحد من علماء السلف الصالح رضي الله عنهم ، أعني الطلب منه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة" (ص19-20) :
    " لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا أحد من الأنبياء قبله شرعوا للناس أن يدعوا الملائكة والأنبياء والصالحين، ويستشفعوا بهم، لا بعد مماتهم، ولا في مغيبهم، فلا يقول أحد: يا ملائكة الله اشفعوا لي عند الله، سلو الله لنا أن ينصرنا أو يرزقنا أو يهدينا، وكذلك لا يقول لمن مات من الأنبياء والصالحين: يا نبي الله يا ولي الله ادع الله لي، سل الله لي، سل الله أن يغفر لي ... ولا يقول: أشكو إليك ذنوبي أو نقص رزقي أو تسلط العدو علي، أو أشكو إليك فلاناً الذي ظلمني، ولا يقول: أنا نزيلك، أنا ضيفك، أنا جارك، أو أنت تجير من يستجيرك. ولا يكتب أحد ورقة ويعلقها عند القبور، ولا يكتب أحد محضراً أنه استجار بفلان، ويذهب بالمحضر إلى من يعمل بذلك المحضر، ونحو ذلك مما يفعله أهل البدع من أهل الكتاب والمسلمين، كما يفعله النصارى في كنائسهم، وكما يفعله المبتدعون من المسلمين عند قبور الأنبياء والصالحين أو في مغيبهم، فهذا مما علم بالاضطرار من دين الإسلام، وبالنقل المتواتر وبإجماع المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع هذا لأمته، وكذلك الأنبياء قبله لم يشرعوا شيئاً من ذلك، ولا فعل هذا أحد من أصحابه صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان، ولا استحب ذلك أحد من الأئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا ذكر أحد من الأئمة لا في مناسك الحج ولا غيرها أنه يستحب لأحد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أن يشفع له أو يدعو لأمته، أو يشكو إليه ما نزل بأمته من مصائب الدنيا والدين، وكان أصحابه يبتلون بأنواع البلاء بعد موته، فتارة بالجدب، وتارة بنقص الرزق، وتارة بالخوف وقوة العدو، وتارة بالذنوب والمعاصي، ولم يكن أحد منهم يأتي إلى قبر الرسول ولا قبر الخليل ولا قبر أحد من الأنبياء فيقول: نشكو إليك جدب الزمان أو قوة العدو، أو كثرة الذنوب ولا يقول: سل الله لنا أو لأمتك أن يرزقهم أو ينصرهم أو يغفر لهم، بل هذا وما يشبهه من البدع المحدثة التي لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين، فليست واجبة ولا مستحبة باتفاق أئمة المسلمين " انتهى كلام الشيخ الألباني من " التوسل- أنواعه وأحكامه" (ص 118-122) .
    فتبين بهذا البحث القيم للشيخ الألباني رحمه الله :
    - أن هذا الأثر لا يثبت ، فلا يجوز أن يُحتَج به .
    - وأنه خلاف ما عليه عمل السلف الصالح ، من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من أئمة المسلمين .
    - وأن من صحّحّ هذا الإسناد فإنما يصححه إلى مالك الدار فقط ، وقد علم أنه مجهول .
    - وعلى فرض أن أحدا من أهل العلم صححه ، فكل يؤخذ منه ويرد عليه ، فهو مردود بقول من حكم على مالك الدار بأنه مجهول ، كالمنذري والهيثمي وغيرهما ، والعلماء يتفاوتون في العلم ، فربما علم أحدهم ما لم يعلمه الآخر ، ومثل هذا لا يقدح في علمهم وفضلهم ، لكنه تصديق قوله تعالى : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف/ 76 .
    ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم : (103585) .

    والله أعلم .
    https://islamqa.info/ar/222141



  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    وفيك بارك أخانا الكريم .
    تفرد مالك وهو مجهول حاله لا يعرف أهو ثقة أم ضعيف ، فلم يوثقه خليفة بن خياط ولا غيره ، وتفرده بهذه القصة رغم عظم الحادثة وشدة وقعها على الناس إذ هم في كرب شديد ولم يذكرها أصحاب عمر ولم تشتهر ، بل خالفت الصحيح من صنيع عمر الذي ثبت في الصحيح من استسقائه بالعباس على مشهد من الصحابة رضي الله عنهم جميعا ، لهو خير دليل على عدم ثبوت القصة المنكرة !
    جزآكم الله خيرا أخي الكريم

    ولكن مالك الدار معروف ولا يوجد إنقطاع بينه وبين أبي صالح ذكوان فهو مولى مالك الدار -
    التاريخ الكبير - البخاري ج 7 ص 304 : - مالك بن عياض الدار أن عمر قال في قحط يا رب لا آلو الا ما عجزت عنه قاله على عن محمد بن خازم عن ابى صالح عن مالك الدار .

    الجرح والتعديل - الرازي ج 8 ص 213 : - مالك بن عياض مولى عمربن الخطاب روى عن ابى بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما روى عنه . أبو صالح السمان سمعت ابى يقول ذلك .

    تهذيب الكمال - المزي ج 22 ص 624 : - وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم ، عن أبيه : مالك بن عياض مولى عمر بن الخطاب . روى عن أبي بكر ، وعمر . روى عنه أبو صالح السمان. روى له أبو داود ، والنسائي في " اليوم والليلة " ، وابن ماجة .

    الثقات - ابن حبان ج 5 ص 384 : - مالك بن عياض الدار يروى عن عمر بن الخطاب روى عنه أبو صالح السمان وكان مولى لعمر بن الخطاب أصله من جبلان مالك بن صحار الهمداني يروى عن حذيفة وابن عباس روى عنه الشعبي

    الطبقات الكبرى - محمد بن سعد ج 5 ص 12 : مالك الدار مولى عمر بن الخطاب وقد انتموا إلى جبلان من حمير وروى مالك الدار عن أبي بكر الصديق وعمر رحمهما الله روى عنه أبو صالح السمان وكان معروفا.

    طبقات خليفة بن خياط ص 411 : ومالك الدار مولى عمر بن الخطاب وذكوان مولى مالك الدار مولى عمر بن الخطاب .

    ونفس القول ذكره ابن عساكر وابو حاتم وابن المديني وغيرهم
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    وعلى ذلك فالأثر لا خلاف على ضعفه وعلله كثيره

    ففي سند الرواية رجل مجهول مبهم أتى القبر ، والذي أتى الرجل في المنام مجهول أيضا ، وفي السند الأعمش ثبت تدليسه عن أبي صالح وقد رواها البخاري في التاريخ الكبير بلفظ مختلف

    أما المتن فهو منكر يخالف النصوص الصريحة الصحيحة الآمرة بدعاء الله وحده والناهية عن دعاء غير الله من الأموات والغائبين ، ويخالف ما جاءت به الشريعة أن الأصل عند القحط أن يستسقوا ، ويخالف فعل الصحابة، فلم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها.
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    298

    افتراضي

    أما الرجل المبهم الذي أتى القبر فهو رجل مجهول، ولا ندري هل شهد مالك الدار القصة أم أنه أخذها من هذا الرجل المبهم.

    والرواية لم توضح أن الرجل رأى النبي في منامه ، فالرجل الذي أتاه في المنام مجهول أيضا وقد يكون تلبس .
    والرواية أيضاً لا دلالة فيها على علم عمر رضي الله عنه ان الرجل أستغاث بالنبي عند قبره؛ بل علم منه أنها رؤيا منام تخبره أنهم مسقيون .

    قال ابن حجر :"روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة" (فتح الباري ص 496 / 2).
    وسيف هذا هو ابن عمر التميمي الضبي أحد الضعفاء المتروكين كما نص الحافظ ابن حجر في التقريب (202/1) فقال :"ضعيف الحديث عمدة بالتاريخ"؛ وقال عنه ابن معين :"ضعيف الحديث" ، وقال أبو حاتم :"متروك يشبه حديثه حديث الواقدي" الجرح والتعديل (268/2) ، وقال النسائي :"ضعيف" الضعفاء والمتروكين (ص 50)، وقال ابن عدي :"ولسيف بن عمر أحاديث غير ما ذكرت وبعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق" الكامل (435/3) وقال الذهبي :"له تواليف متروك باتفاق" المغني في الضعفاء (292/1). ورماه ابن حبان والحاكم بالزندقة" تهذيب التهذيب (4/295)

    أما الاعمش- فهو معروف بالتدليس، وحديثه لا يُحتج به ما لم يصرح بالسماع ؛ قال الذهبي: "الأعمش يدلس، وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به". ميزان الاعتدال (2/224).
    قال البخاري في (تاريخه الصغير) (ص68) :"قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال: نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب، اتخذوها ديناً ".
    وقال ابن المبارك : "إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش لكم"
    وفي تدليس التسوية قال النووي في الإرشاد (34)، والخطيب في الكفاية (ص364)، ونقل عن عثمان بن سعيد الدارمي أن الأعمش ربما فعل هذا.

    وقد ثبت تدليس الأعمش عن أبي صالح كما في هذا الأثر. قال العلائي :"وروى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة حديث الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن قال يحيى بن معين لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح".جامع التحصيل (ص 189)

    وروى أبو داود في السنن (143/1) :حدثنا أحمد بن حنبل ثنا محمد بن فضيل ثنا الأعمش عن رجل عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ...."
    فقوله: الأعمش عن رجل عن أبي صالح .. !؟
    تدليس عن رجلا مبهم .

    أما رواية البخاري في التاريخ الكبير فكانت بلفظ مختلف قال: "أن عمر قال في قحط يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه قاله علي عن محمد بن خازم عن أبي صالح عن مالك الدار". (304/7)، وقد سقط من الطبعة الأعمش ، ولكن أثبتها ابن عساكر عن البخاري فقال : "أن عمر قال في قحط يا رب لا آلوا إلا ما عجزت عنه قاله علي يعني ابن المديني عن محمد بن خازم عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار" (492/56).

    فهذا أعلم أهل الحديث بعلله أقتصر على قول عمر "ما آلو إلا ما عجزت عنه"، ولم يذكر مجيء الرجل إلى القبر. وقد تكون الزيادة دخلت في القصة فهي منكرة ومعارضة لما رواه البخاري في صحيحه من ترك عمر وجمهور الصحابة التوسل بالنبي إلى التوسل بدعاء العباس .
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله و الله اكبر

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد القبي مشاهدة المشاركة
    جزآكم الله خيرا أخي الكريم

    ولكن مالك الدار معروف
    وجزاكم مثله أخانا الفاضل .
    نعم قد يكون معروفًا لكن بالعدالة ، أما الضبط فلا .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد القبي مشاهدة المشاركة
    أما الرجل المبهم الذي أتى القبر فهو رجل مجهول، ولا ندري هل شهد مالك الدار القصة أم أنه أخذها من هذا الرجل المبهم.

    والرواية لم توضح أن الرجل رأى النبي في منامه ، فالرجل الذي أتاه في المنام مجهول أيضا وقد يكون تلبس .
    والرواية أيضاً لا دلالة فيها على علم عمر رضي الله عنه ان الرجل أستغاث بالنبي عند قبره؛ بل علم منه أنها رؤيا منام تخبره أنهم مسقيون .
    ...
    فهذا أعلم أهل الحديث بعلله أقتصر على قول عمر "ما آلو إلا ما عجزت عنه"، ولم يذكر مجيء الرجل إلى القبر. وقد تكون الزيادة دخلت في القصة فهي منكرة ومعارضة لما رواه البخاري في صحيحه من ترك عمر وجمهور الصحابة التوسل بالنبي إلى التوسل بدعاء العباس .
    بورك فيكم ونفع بكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •