تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: النوع الثاني من توحيد الأنبياء والمرسلين-من نونية ابن القيم رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي النوع الثاني من توحيد الأنبياء والمرسلين-من نونية ابن القيم رحمه الله

    فصل: في النوع الثاني من نوعي توحيد الأنبياء والمرسلين المخالف لتوحيد المشركين والمعطلين
    هذا وثاني نوعي التوحيد... توحيد العبادة منك للرحمن
    أن لا تكون لغيره عبدا ولا ... تعبد بغير شريعة الإيمان
    فتقوم بالإسلام والإيمان والـ ... إحسان في سرّ وفي إعلان
    والصدق والإخلاص ركنا ذلك التـ ... ـوحيد كالركنين للبنيان
    وحقيقة الإخلاص توحيد المراد... فلا يزاحمه مراد ثان
    لكن مراد العبد يبقى واحدا ... ما فيه تفريق لدى الإنسان
    إن كان ربك واحدا سبحانه ... فاخصصه بالتوحيد مع إحسان
    أو كان ربك واحدا أنشاك لم ... يشركه إذ أنشاك رب ثان
    فكذاك أيضا وحده فاعبد لا ... تعبد سواه يا أخا العرفان
    والصدق توحيد الإرادة وهو بذ ... ل الجهد لا كسلا ولا متوان
    والسنة المثلى لسالكها فتو ... حيد الطريق الأعظم السلطاني
    فلواحد كن واحدا في واحد ... أعني سبيل الحق والإيمان
    هذي ثلاث مسعدات للذي ... قد نالها والفضل للمنان
    فإذا هي اجتمعت لنفس حرة ... بلغت من العلياء كل مكان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى رحمه الله تعليقا على ابيات بن القيم رحمه الله----
    : " وهذا النوع زبدة رسالة الله لرسله، فكل نبي يبعثه الله يدعو قومه، يقول: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }(5) . {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}وهو الذي خلق الخلق لأجله، وشرع الجهاد لإقامته، وجعل الثواب الدنيوي والأخروي لمن قام به وحققه والعقاب لمن تركه.
    وبه يحصل الفرق بين أهل السعادة القائمين به، وأهل الشقاوة التاركين له".

    وقال رحمه الله:"فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا إلى هذا التوحيد، ونهوا عن ضده من الشرك والتنديد، وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا القرآن الكريم فإنه أمر به وفرضه وقرره أعظم تقرير، وبينه أعظم بيان، وأخبر أنه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلا بهذا التوحيد، وأن جميع الأدلة العقلية والنقلية والأفقية والنفسية أدلة وبراهين على الأمر بهذا التوحيد ووجوبه.
    فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد، وهو أعظم أوامر الدين وأصل الأصول كلها، وأساس الأعمال"
    وقال رحمه الله:"وبالجملة: فكل خير عاجل وآجل، فإنه من ثمرات التوحيد وكل شر عاجل وآجل فإنه من ثمرات الشرك".

    وقال: "فعلى العبد أن يبذل جهده في معرفته وتحقيقه والتحقق به ويعرف حده وتفسيره، ويعرف حكمه ومترتبته، ويعرف آثاره ومقتضياته وشواهده وأدلته وما يقويه وينميه، وما ينقضه، وشروطه ومكملاته، ويعرف نواقضه ومفسداته لأنه الأصل الأصيل الذي لا تصح الأصول إلا به فكيف بالفروع"
    وقال رحمه الله-"فأما حده وتفسيره وأركانه فهو أن يعلم ويعترف على وجه العلم واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات ولا يستحقها إلا الله تعالى.فإذا عرف ذلك واعترف به حقا أفرده بالعبادة كلها الظاهرة والباطنة فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين وصلة الأرحام والقيام بحقوق الله وحقوق خلقه، ويقوم بأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،ويقوم بحقائق الإحسان وروح الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة مخلصا ذلك كله لله، لا يقصد به غرضا من الأغراض غير رضا ربه وطلب ثوابه، متابعا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة. وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله.
    وأخلاقه وآدابه الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته وكل أحواله؛ولهذا فإن كمال هذا التوحيد وقوامه بثلاثة أشياء:
    ـ (توحيد الإخلاص لله وحده) فلا يكون للعبد مراد غير مراد واحد وهو العمل لله وحده.
    ـ (وتوحيد الصدق) وهو توحيد إرادة العبد في إرادته وقوة إنابته لربه وكمال عبوديته.
    ـ (وتوحيد الطريق) وهو المتابعة.
    .....فمن اجتمعت له هذه الثلاثة نال كل كمال وسعادة وفلاح ولا ينقص من كمال العبد إلا بنقص واحد من هذه الأشياء"

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •