اليأس الأبدى لأعداء الإسلام
****************************** ****************************** ****************************** ********
.............................. .............................. ............
سبحانه وتعالى قهر جميع مخلوقاته وقهر كل ما فى أرضه وسماواته ..
لا المؤمن منهم استغنى بإيمانه عن فضل الله ومعونته ولا الكافر أو المشرك استبد بأمرٍ خرج به عن ملك الله وقدرته .
فلقد قهرهم الله طائعين وغير طائعين مؤمنين وغير مؤمنين وأبرار أو فجار .. فالكل أسلم لله ..
أسلموا لله كَرهاً وجبراً . وأسلموا لله خضوعاً وإذعاناً . وأسلموا لله طاعة وانقياداً ..
{ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَات وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً } .
سبحانه وتعالى لا إله غيره هو الذى يذيقنا الموت وهو الذى يَهب لنا الحياة ..
...
سبحانه خلق الخلق وأرسل إليهم الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين يدعونهم إلى عبادة الله ويحذرونهم من الكفر والشرك بالله
ويبينون لهم أن الله أعد للمؤمنين جنة وثواباً وللكافرين والمشركين ناراً وعقاباً حتى لا يأتون فى يوم الدين ولهم حجة أمام الله .
فما كان الله ليعذب عباده قبل أن يبعث إليهم نبى أو رسول .
...
وتعاقبت الرسالات وتدرجت الشرائع والأديان على مر العصور والقرون والأزمان ..
ختم الله أنبياءه ورسله بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبعثه بآخر دين من الأديان وهو دين الإسلام ..
وأنزل الله القرآن مصدقاً لما سبقه من أديان وجعله مهيمناً على كل ما أنزله من كتب سماوية فى الصحف والألواح والتوراة والإنجيل والزبور ..
وحفظه الله إلى يوم الدين ليظل بشيراً ونذيراً إلى كل العالمين ..
أمر الله كافة خلقه وعبيده بالإيمان بوحدانيته والتصديق بكتابه واتباع نبيه ورسوله .
بيّن الله لهم أن الإسلام هو دين الله الذى ارتضاه لهم وأن رسالته ليست لأمة بعينها بل هى لجميع الأمم والعالمين ..
...
فكل من خلقهم الله ويخلقهم على هذه الأرض والحياة منذ مبعث رسول الله وحتى يوم القيامة مكلفٌ بالإيمان ومأمورٌ باتباع دين الإسلام ..
من كفر وأشرك به فقد باء بالبطلان والخسران .. و
حُقّ عليه عذاب الله الأليم وسكنى النار والجحيم ..
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }
...
من وعر عليهم طريق الحق وغاب عنهم اتباع الصدق انحرفوا بفطرتهم عن مجراها والْتبست عليهم معالم الحق والْتوت بهم سبل النجاة ..
صدوا عن دين الله وحاربوه جهلاً منهم أو حسداً أو ظلماً وبغياً ..
حادوا عن صراط الله المستقيم ودينه القويم وبه نجاتهم .. ونبذوا كتاب الله الكريم وهو بشيرهم ونذيرهم .
{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ .. لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }
لم يؤمنوا بخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو نبينا ونبيهم أرسله الله لنا ولهم ..
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً .. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
قالوا ماقالوا من إفك وافتراء وكذب واجتراء على رب الأرض والسماء وهو خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ..
أطلقوا لبغيهم العنان وقالوا عن الله ورسوله ما قالوا دون علم أو سلطان لايرجون ثواباً ولايخافون عقاباً ويعيثون فى الأرض فساداً ..
يحسبون أن الله غافل عنهم بل سيزيدهم عذاباً فوق عذابهم وعقاباً فوق العقاب المعد لهم .
{ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ }

حاربوا ويحاربون شريعة الله يريدون أن يطفئوا نور الله فانقطع رجاؤهم وخابت آمالهم وظل اليأس أبدياً لهم ..
جهلوا أن الله ناصر دينه وظاهره .. حتى وإن تخاذل المسلمون وتقاعسوا عن نصرته ..
لم يعوا قول الله فى كتابه : { الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ } ..
لم يدركوا أن هذا اليوم هو كل يوم .. وأن هذا القول يقرأ فى كل يوم .. فلقد حفظ الله كتابه وقرآنه إلى يوم الدين ..
وجهلوا قول الله فى كتابه : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } .
ولم يعلموا أن الله قد قضى لهذا الدين أن يظل ظاهراً جبراً وقسراً عنهم وعنا عن كل العالمين .. ولهذا :
سوف يظل اليأس دائماً وأبدياً لهم فى هذه الحياة إلى أن يبعثنا ويبعثهم الله ..
...
الأولون من المسلمين هم : من آمنوا من الكفار والمشركين ومن اليهود والنصارى والمجوس والصابئين ..
كانوا أهلاً للولاية ونجوماً للهداية وكانوا قدوة للخلق والأنام وأسوة للإسلام .. رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين ..
.
صانوا الأمانة التى كلفهم الله وأمرهم بأدائها فى الفروض والحدود والتعاليم والأحكام .
قاموا ببلاغ الرسالة وبثوها إلى كافة البلاد والأمصار .. تحملوا أعباءها وشَرَواْ أنفسهم وأموالهم مجاهدين فى سبيلها ..
قاتلوا وقتلوا فى سبيل الله وابتغاء مرضاته وبذلوا الأرواح وركبوا إلى الموت أجنحة الرياح وما وهنوا أو استكانوا .
كانوا صادقين فى إيمانهم نازلين على أمر ربّهم دعاة عمليين لدينهم تسبقهم شهرتهم وتتقدمهم فى الأمم هيبتهم وتتفتح القلوب لدعوتهم
قبل أن تتفتح الحصون والبلاد أمام قوتهم وبسالتهم ..
...
بعد انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مثواه تولى سيدنا أبو بكر الصديق خلافة المسلمين ومن بعده تولى سيدنا عمر بن الخطاب . ثم سيدنا عثمان بن عفان .
ثم سيدنا على بن أبى طالب . ثم تولى الخلافة من بعدهم خلفاء من بنى أمية . وخلفاء من بنى العباس . وخلفاء من بنى عثمان .
كانوا نجوماً زاهرة وبحوراً زاخرة وأركاناً للملة ودعائم للشريعة حريصين على حفظ الدين ورد شبهات الزائغين .
فى عهودهم أضفى الإسلام هيبته وجلاله وبسط نفوذه وألقى ربوعه على كافة أرجاء وأنحاء الكرة الأرضية ..
فى عهودهم تم القضاء على أقوى وأعتى امبراطوريتين فى عالم البشرية الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية .

نحن بالإسلام صرنا خير معشر ... وحكمنا باسمه كسرى وقيصر
وزرعنا العدل فى الدنيا فأثمر ... ونشرنا بين الورى " الله أكبر"
نحن بالإيمان أحيينا القلوب ... نحن بالإسلام حررنا الشعوب
...
وفى العصور الحاضرة .. تنازل المسلمون عن أسباب عزتهم وسيادتهم .. وعصوا الله ورسوله ..
فرطوا فى الأمانة التى كلفهم الله بها وأمرهم بأدائها فى الفروض والحدود والتعاليم والأحكام ..
تخاذلوا عن بلاغ الرسالة وضنوا بهديها وبثها وإظهار نورها على من سواهم ..
غرقوا وانغمسوا فى أحضان المادية وأقبلوا على الدنيا ومتاعها وآثروها على الله ورسوله وجهاد فى سبيله ..
.
استجرأ الأعداء واللئام ووطئوا ديار الإسلام وأفشوا الترف والإنحلال ونفثوا شرورهم وسمومهم وقاموا بإذكاء الصراع والإقتتال بين أبناء وشعوب الأمة الإسلامية ..
عمّ التفكك والإنقسام وأصبح المسلمون كما وصفهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كثرةٌ كغُثاءِ السيل أحوالهم ومظاهرهم لاتنبىء عن هيبة وقوة وعزة الإسلام ..
وبعد أن كانوا جسداً واحداً يرمون أعداء الدين عن يد وساعد ويرصدون لهم إرصاد رجل واحد ضعُف كاهلهم ووهن بنيانهم وسهل الإنقضاض عليهم .
.
ورغم تفريطهم فى الأمانة وتقاعسهم عن بلاغ الرسالة وما آلت إليه أحوالهم وما أصابهم من انتكاس وارتكاس فسوف يظل الله ناصر دينه وظاهره ..
وسيظل اليأس دائماً وأبدياً لأعداء الدين ..
...
ساور عقولهم ما آلت إليه أحوال المسلمين من ضعف وهوان وتوهموا أن ما يسرى فى جسد الأمة من صراع وانقسام سوف يؤدى إلى انحسار الإسلام ..
مكروا مكرهم ( ومكرهم تزول منه الجبال ) وحشدوا جهودهم ويحشدون كل طاقاتهم وأنفقوا وينفقون شتى أموالهم واستقطبوا ويستقطبون عملاءهم ..
وخابت وفشلت كل آمالهم ..
بذلوا مقدرتهم واقتدارهم ويبذلون أقصى مساعيهم وسعيهم يظنون ويحسبون أنهم سوف يبلغون مالا يبلغه من كانوا قبلهم ..
وانعدمت كل حيلهم وماهم ببالغى مرادهم كما لم يبلغها أسلافهم ..
.
كساهم إبليس اللعين خدعه وشبهاته وألبسهم سرابيل حججه ونزغاته فاستفل بها أحلامهم واستزل بها أقدامهم .
.. تبّت أيديهم وضلّت مساعيهم .. لم يدركوا أنهم عبيد لله ..
لولا كلمة من الله سبقت بإمهالهم وتأخير عذابهم لعاجلهم الله بسَخطه وعذابه ولأخذهم أخْذَ عزيز مقتدر .
{ وَيَسْتعْجِلُون َكَ بِالْعَذَابِ .. وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ }.
.............................. .............................. ............
****************************** ****************************** ****************************** **************
سعيد شويل
والسلام عليكم ورحمة الله