( يا إخواننا الدعاة لا تنسوا أهل السنة في العراق )



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد :

فيقول الله عز وجل : ((وَالْمُؤْمِنُو نَ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)) (التوبة :71).

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).

ثم أن ما يقفه المسلمون اليوم وبخاصة رموز الدعوة والعلم فيهم مما يجري من الأحداث المؤلمة في لبنان لموقف يذكر لهم ويشكر وذلك في استنكارهم القصف الوحشي من اليهود الظلمة للأبرياء من أهل لبنان وإدانتهم لهذا العمل الإجرامي نسأل الله عز وجل أن يقصم الظالمين وأن يلطف بالمسلمين ويرفع عنهم المحنة والبلاء .



ومع الفرح بهذا الموقف المشرف من دعاة المسلمين إزاء ما يحدث في لبنان إلا أن في النفس لوم وعتاب على بعضهم أرجو أن يتقبلوه بصدر رحب وأن لا يضيقوا به ذرعاً فإن المؤمنين نصحة والمنافقين غششة ولا زال المؤمنون يناصح بعضهم بعضاً وقلوبهم سليمة ولا يقدح ذلك في مودة بعضهم بعضاً ، وقبل أن أدخل في العتاب أود أن أنوه أن من أكره الأشياء إلي النفس نشر العتب بين الإخوان في منابر عامة، ولكن رأيت كلاماً منشوراً للناس عامة في مواقع الإنترنت وفي بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لا يصبر عليه ، أسأل الله عز وجل أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .



وألخص هذا العتاب لبعض إخواني الدعاة فيما يلي :



أولاً : إن الدعوة من بعضهم إلى دعم (حزب الله) بقيادة حسن نصر الله في حربه الغامضة ضد اليهود لأمر مستغرب جداً ومستنكر، ولقد بينت شناعة هذا الموقف في مقالة نشرت بعنوان (احذروا فنتة حسن نصر الله وشيعته) وإن المرء ليقف محتاراً من هذه المواقف ويتساءل ؟ ألا يعرف إخواننا هداهم الله حقيقة الرافضة في القديم والحديث ؟ إن كانوا لا يعرفون فتلك مصيبة ، وندعوهم أن يعرفوا . وإن كانوا يعرفون فالمصيبة أعظم على أنفسهم وعلى المسلمين الذين يضلون بسبب هذه المواقف .



ثانياً: إذا كان من يدعو إلى دعم نصر الله وحزبه قد درس الأمر من الناحية الشرعية وانتهى إلى قناعة شرعية بموقف يدين الله به ، فإن السؤال الكبير هنا هو : أين الدعوة إلى دعم إخوانكم السنة في بلاد الرافدين ، الذين يواجهون الإبادة و التهجير من الأمريكان و إخوانهم الرافضة! أين دعوتكم للمسلمين بالوقوف معهم ودعمهم في جهادهم مساواة بدعم داعي الرفض والتشيع في لبنان ؟! فهلا كان المكيال واحد ؟!



ثالثاً : ومع تألمنا لما أصاب الأبرياء في (قانا) وغيرها من جراء العدوان اليهودي الغاشم فإننا نسأل إخواننا الدعاة الذين نددوا واستنكروا ـ وهذا أمر يشكرون عليه ـ ولكننا نسألهم أين استنكاركم لما يصيب إخوانكم السنة في بلاد الرافدين ، والقتلى ليسوا بالعشرات بل بالمئات ، أين استنكاركم عندما ضربت الفلوجة بالأطنان من القنابل والقنابل الفسفورية التي تفتت اللحم وتذيب الصخر ؟ وأين استنكاركم لما ضربت تل عفر وسامراء والأعظمية والرمادي وغيرها من مدن أهل السنة ؟ هلا كان المكيال واحد ؟ إن الله عز و جل سيسألنا عن نطقنا وصمتنا فهل اعددنا للسؤال جواباً ،،



أسأل الله عز وجل أن يهدينا جميعاً للحق وأن يجعلنا من أنصار دينه الذين يحبهم ويحبونه، والذين يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم ...



والحمد لله رب العالمين .