تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: كلام عجيب في أن القلب المعمور بالتَّقوى إذا رجَّح بمجرَّد رأيه فهو ترجيح شرعيٌّ!:

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي كلام عجيب في أن القلب المعمور بالتَّقوى إذا رجَّح بمجرَّد رأيه فهو ترجيح شرعيٌّ!:

    كلام عجيب في أن القلب المعمور بالتَّقوى إذا رجَّح بمجرَّد رأيه فهو ترجيح شرعيٌّ!:

    قال ابن تيمية: (القلب المعمور بالتقوى إذا رجح بمجرد رأيه؛ فهو ترجيح شرعي، فمتى ما وقع عنده وحصل في قلبه ما بطن معه أن هذا الأمر أو هذا الكلام أرضى لله ورسوله؛ كان هذا ترجيحاً بدليل شرعي، والذين أنكروا كون الإلهام ليس طريقاً إلى الحقائق مطلقاً أخطأوا، فإذا اجتهد العبد في طاعة الله وتقواه كان ترجيحه لما رجح أقوى من أدلة كثيرة ضعيفة؛ فإلهام مثل هذا دليل في حقه، وهو أقوى من كثير من الأقيسة الضعيفة والموهومة والظواهر والاستصحابات الكثيرة التي يحتج بها كثير من الخائضين في المذاهب والخلاف وأصول الفقه ...
    وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء)) (1) ، ومن معه نور وبرهان وضياء كيف لا يعرف حقائق الأشياء من فحوى كلام أصحابها ولا سيما الأحاديث النبوية؟ فإنه يعرف ذلك معرفة تامة؛ لأنه قاصد العمل بها؛ فتتساعد في حقه هذه الأشياء مع الامتثال ومحبة الله ورسوله، حتى إن المحب يعرف من فحوى كلام محبوبه مراده منه تلويحاً لا تصريحاً.
    والعين تعرف من عَيْنَيْ محدِّثها ... إن كان من حزبها أو من أعاديها
    إنارة العقل مكشوف بطوع هوىً ... وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا
    وفي الحديث الصحيح: ((لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتَّى أحبه، فإذا أحببته؛ كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها)) (2) ، ومن كان توفيق الله له كذلك؛ فكيف لا يكون ذا بصيرة نافذة ونفس فعالة؟! وإذا كان الإثم والبر في صدور الخلق له تردد وجولان؛ فكيف حال من الله سمعه وبصره وهو في قلبه؟!
    ... وأيضاً؛ فإن الله فطر عباده على الحق، فإذا لم تستحل الفطرة شاهدت الأشياء على ما هي عليه، فأنكرت منكرها وعرفت معروفها، قال عمر: الحق أبلج لا يخفى على فَطِن.
    فإذا كانت الفطرة مستقيمة على الحقيقة منورة بنور القرآن؛ تجلت لها الأشياء على ما هي عليه في تلك المزايا، وانتفت عنها ظلمات الجهالات، فرأت الأمور عياناً مع غيبها عن غيرها.
    وفي ((السنن)) و ((المسند)) وغيره عن النواس بن سمعان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، وفي السورين أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وداع يدعو على رأس الصراط، وداع يدعو من فوق الصراط، والصراط المستقيم هو الإسلام، والستور المرخاة حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، فإذا أراد العبد أن يفتح باباً من تلك الأبواب ناداه المنادي: يا عبد الله! ّ لا تفتحه؛ فإنك إن فتحته تلجه، والداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مؤمن)) (2) ؛ فقد بين في هذا الحديث العظيم - الذي من عرفه انتفع به انتفاعاً بالغاً إن ساعده التوفيق واستغنى به عن علوم كثيرة-
    ن في قلب كل مؤمن واعظ، والوعظ هو الأمر والنهي والترغيب والترهيب.
    وإذا كان القلب معموراً بالتقوى انجلت له الأمور وانكشفت، بخلاف القلب الخراب المظلم، قال حذيفة بن اليمان: إن في قلب المؤمن سراجاً يزهر. وفي الحديث الصحيح: ((إن الدجال مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن قارىء وغير قارىء)) (3) ؛ فدل على أن المؤمن يتبين له ما لا يتبين لغيره، ولا سيما في الفتن، وينكشف له حال الكذاب الوضاع على الله ورسوله؛ فإن الدجال أكذب خلق الله، مع أن الله يجري على يديه أموراً هائلة ومخاريق مزلزلة، حتى إن من رآه افتتن به، فيكشفها الله للمؤمن حتى يعتقد كذبها وبطلانها.
    وكلما قوي الإيمان في القلب قوي انكشاف الأمور له وعرف حقائقها من بواطلها، وكلما ضعف الإيمان ضعف الكشف، وذلك مثل السراج القوي والسراج الضعيف في البيت المظلم، ولهذا قال بعض السلف في قوله: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} ؛ قال: هو المؤمن ينطق بالحكمة المطابقة للحق وإن لم يسمع فيها بالأثر، فإذا سمع فيها بالأثر كان نوراً على نور؛ فالإيمان الذي في قلب المؤمن يطابق نور القرآن؛ فالإلهام القلبي تارة يكون من جنس القول والعلم، والظن أن هذا القول كذب، وأن هذا العمل باطل، وهذا أرجح من هذا أو هذا أصوب.
    وفي ((الصحيح)) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: ((قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر)) (4) ، والمحدث: هو الملهم المخاطب في سره، وما قال عمر لشيء: إني لأظنه كذا وكذا؛ إلا كان كما ظن، وكانوا يرون أن السكينة تنطق على قلبه ولسانه.
    وأيضاً؛ فإذا كانت الأمور الكونية قد تنكشف للعبد المؤمن لقوة إيمانه يقيناً وظناً؛ فالأمور الدينية كشفها له أيسر بطريق الأولى؛ فإنه إلى كشفها أحوج، فالمؤمن تقع في قلبه أدلة على الأشياء لا يمكنه التعبير عنها في الغالب، فإن كل أحد لا يمكنه إبانة المعاني القائمة بقلبه، فإذا تكلم الكاذب بين يدي الصادق عرف كذبه من فحوى كلامه، فتدخل عليه نخوة الحياء الإيماني فتمنعه البيان، ولكن هو في نفسه قد أخذ حذره منه، وربما لوح أو صرح به خوفاً من الله وشفقةً على خلق الله ليحذروا من روايته أو العمل به.
    وكثير من أهل الإيمان والكشف يلقي الله في قلبه أن هذا الطعام حرام، وأن هذا الرجل كافر أو فاسق أو ديوث أو لوطي أو خمار أو مغن أو كاذب من غير دليل ظاهر، بل بما يلقي الله في قلبه.
    وكذلك بالعكس، يلقي في قلبه محبة لشخص، وأنه من أولياء الله، وأن هذا الرجل صالح، وهذا الطعام حلال، وهذا القول صدق؛ فهذا وأمثاله لا يجوز أن يُستبعد في حقِّ أولياء الله المؤمنين المتقين.
    وقصة الخضر مع موسى هي من هذا الباب، وأن الخضر علم هذه الأحوال المعينة بما أطلعه الله عليه، وهذا باب واسع يطول بسطه قد نبهنا فيه على نكت شريفة تطلعك على ما وراءها) (5) .
    * * *


    _________
    (1) جزء من حديث رواه مسلم في (الطهارة، باب فضل الوضوء، 223) من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.
    (2) رواه البخاري في (الرقاق، باب التواضع، 6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    (3) رواه أحمد في ((المسند)) (3 / 250) واللفظ له من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، ومسلم في (الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، 5223) بلفظ: ((كاتبْ وغير كاتب)) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
    (4) رواه البخاري في (أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، 3469، وفي المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب، 3689) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم في (فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رقم 2398) من حديث عائشة رضي الله عنها.
    (5) * ((مجموع الفتاوى)) (20 / 42 ـ 47) .



    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    للرفع
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    رحمه الله أهل الفراسة
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    القلب المعمور بالتقوى إذا رجح بمجرد رأيه؛ فهو ترجيح شرعي، فمتى ما وقع عنده وحصل في قلبه ما بطن معه أن هذا الأمر أو هذا الكلام أرضى لله ورسوله؛ كان هذا ترجيحاً بدليل شرعي
    كيف يكون الترجيح بالرأي ترجيحا شرعيا ؟
    فالدليل الشرعي معلومة أصوله و لا يجتمع أبدا مع الرأي ,
    وكيف يعلم أن هذا القلب مملوء بالتقوى ؟
    ان كان المرجح برأيه هو صاحب القلب المملوء بالتقوى فيكون قد زكى نفسه ورفعها الى الدرجة العليا
    وان كان غيره هو الذي حكم عليه بأنه قلبه معمور بالتقوى فهذا أبطل من الأول
    والذين أنكروا كون الإلهام ليس طريقاً إلى الحقائق مطلقاً أخطأوا،
    وعلى فرض أنه قد يكون طريقا الى الحقائق مقيدا غير مطلق فالواجب سد الذرائع وغلق الأبواب حتى لا يتوسع أهل التصوف وارباب الحقائق في هذا الباب
    فهم يقدمون الالهام على النص حتى قال قائلهم
    حدثني ربي عن قلبي
    تنبيه
    وقع تكرار في الترقيم عند تخريج الأحاديث حيث كرر الرقم(2) مرتين
    الأول في حديث أبي هريرة , والثاني في حديث النواس عند أحمد

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    لا نتغافل الشروط التي وضعها ابن تيمية في طوايا كلامه وهي شروط العلماء الربانيين، وهذا يكون في المسائل الحادثة التي يستعمل فيها القياس وإلحاق النظير بنظيره، لا في الأحكام واضحة الدلالة من الكتاب والسنة، فمن استكمل هذه الشروط مثله يوفق للحق كما قال الإمام أحمد عن عبد الوهاب الوراق لما سئل من نسأل بعدك، فقال: سل عبدالوهاب فقيل:إنه ليس له اتساع في العلم، فقال: إنه رجل صالح مثلــه يوفق لإصابة الحق. الورع للمروذي ص 7
    وهذا بعيد كل البعد عن منهج المتصوفة الذين يخالفون صريح القرآن والسنة بالكشف والوجد والإلهام كذا زعموا.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    كيف يكون الترجيح بالرأي ترجيحا شرعيا ؟
    فالدليل الشرعي معلومة أصوله و لا يجتمع أبدا مع الرأي ,
    وكيف يعلم أن هذا القلب مملوء بالتقوى ؟
    ان كان المرجح برأيه هو صاحب القلب المملوء بالتقوى فيكون قد زكى نفسه ورفعها الى الدرجة العليا
    وان كان غيره هو الذي حكم عليه بأنه قلبه معمور بالتقوى فهذا أبطل من الأول

    وعلى فرض أنه قد يكون طريقا الى الحقائق مقيدا غير مطلق فالواجب سد الذرائع وغلق الأبواب حتى لا يتوسع أهل التصوف وارباب الحقائق في هذا الباب
    فهم يقدمون الالهام على النص حتى قال قائلهم
    حدثني ربي عن قلبي
    تنبيه
    وقع تكرار في الترقيم عند تخريج الأحاديث حيث كرر الرقم(2) مرتين
    الأول في حديث أبي هريرة , والثاني في حديث النواس عند أحمد
    عجيب أمرك يا أخي ، تارة تؤيد كلاما لشيخ الإسلام وترفعه إلى عنان السماء وتدافع عنه بقوة - أو قل بشراسة ليس لها نظير تابع لهواك ولرأيك الصارم الذي لا يتزحزح لمجرد أن وافق رأيك ومذهبك - وتارة تأبى كلام شيخ الإسلام وتدفعه دفعا ، لعدم موافقته رأيك ولعدم فهمك لكلامه رحمه الله - كما هنا - وغفلتك فيه عن كلامه كله وهو يتعلق بالمسائل الحادثة التي يستعمل فيها القياس وإلحاق النظير بنظيره، لا في الأحكام واضحة الدلالة من الكتاب والسنة، وغير ذلك .
    وما هكذا - يا سعد - تورد الإبل ، رويدك أخي رويدك ، لا تتعصب ولا تغضب إن خالفك أحد ، وإن أغلق موضوع أمامك فلأنك تجادل كثيرا جدا بلا حجة ، ويخيل إليك أنك صاحب حجة ، والأمر بعكس ما تتخيل وتتصور ، فاتق الله يا أخي وكن على علم أنك بهذه الطريقة مخطيء وقد اشتكى منك بعض الأعضاء لشدة أسلوبك وإصرارك على رأيك كأنه قول فصل ليس بالهزل !!
    الدين النصيحة ولا تقابلها بالعنف والشدة كما هو ديدنك وعادتك .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    فلنتأمل هذا الكلام: (ولهذا قال بعض السلف في قوله: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} ؛ قال: هو المؤمن ينطق بالحكمة المطابقة للحق وإن لم يسمع فيها بالأثر، فإذا سمع فيها بالأثر كان نوراً على نور؛ فالإيمان الذي في قلب المؤمن يطابق نور القرآن؛ فالإلهام القلبي تارة يكون من جنس القول والعلم، والظن أن هذا القول كذب، وأن هذا العمل باطل، وهذا أرجح من هذا أو هذا أصوب).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم ألف بين قلوبنا، ولا تجعل للشيطان علينا سبيلًا، واجعل الحق هدفنا، ورضا الرحمن مبتغانا.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    فلنتأمل هذا الكلام: (ولهذا قال بعض السلف في قوله: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} ؛ قال: هو المؤمن ينطق بالحكمة المطابقة للحق وإن لم يسمع فيها بالأثر، فإذا سمع فيها بالأثر كان نوراً على نور؛ فالإيمان الذي في قلب المؤمن يطابق نور القرآن؛ فالإلهام القلبي تارة يكون من جنس القول والعلم، والظن أن هذا القول كذب، وأن هذا العمل باطل، وهذا أرجح من هذا أو هذا أصوب).


    يا أخي بارك الله فيك , هذا قد نسميه الفراسة , وهي حق وفراسة المؤمن حق
    أما أن بستعمل الالهام في الترجيح بين الأقوال عند عدم تبين المرجح فهذا لا أقبله
    ولستم أنتم بقابليه وانما كبر عليكم مخالفة شيخ الاسلام , وليس عليكم في هذا أي ملام
    ولكن اتبع كلام شيخ الاسلام بلا طعن في لمجرد عدم قبول ما قبلتموه
    وسأزيدك بيانا و تأمله جيدا
    فالإلهام القلبي تارة يكون من جنس القول والعلم، والظن أن هذا القول كذب، وأن هذا العمل باطل، وهذا أرجح من هذا أو هذا أصوب
    أرأيتم وتيقنتم أنه يتحدث عن الالهام الذي محله القلب ؟
    ولنفرض أن عندنا قلبين اثنين ملهمين منورين
    قلب رجح بالهامه أحد القولين
    وقلب ثان رجح القول الثاني
    فأي الهام هو الحق الذي عليه النور ؟
    وقلب رأى أن هذا القول كذب باطل لا يصح أن يكون حديثا للني عليه السلام , كما قال شيخ الاسلام
    وفلب آخر قبل الحديث ولم يره كذبا ولا باطلا
    فأي القلبين نصدق ؟
    هل نحتكم الى الهاميهما ؟
    الامام مالك قال عن حديث صيام السبت أنه كذب و الترمذي حسنه ومنهم من صححه
    هل قالوا ذلك عن الهام أم عن علم قائم على البينة ؟
    اذا قال الامام منهم هذا الحديث باطل كذب لم نقبله منه الا ببينة
    فكيف لو قال ذلك عن الهام ؟
    قد يتوصل الى الراجح أو الى رفع المشكل عن مسألة بطريق الرؤيا القلبية كما حدث لشيخ الاسلام حين استشكل الصلاة على من لم يعلم حاله هل هو من المصلين فيدعو له أم غير ذلك فيتركه
    فدعا الله تعالى أن يكشف له المسألة حتى سمع في المنام من يقول له (الاستثناء يا أحمد ) أو كلاما مثل هذا
    والرؤيا قد ثبت في الحديث أنه من أجزاء النبوة , فيستأنس بها في مثل هذه الأمور ولكن لا يعتمد عليها في الترجيح
    وحدث لي مرة بعد طول التفكير في مسألة لبس الذهب المخلق وكذا اخراج زكاته حتى رأيت في المنام النبي عليه السلام يقول لأم سلمة رضي الله عنها حين سألته عن السوار الذي كانت تلبسه فكان معنى اجابته فيما أذكر (ما أدي زكاته فليس بكنز )
    وفي ذلك حديث بمعناه عند أبي داود وغيره وفيه بعض الكلام
    وأظن أن الشافعي قال عن مسألة زكاة الحلي و هذا مما أستخير الله تعالى فيه
    ولم يحتكم الى الالهام , وشتان ما بين الدعاء واللجوء الى الرب وبين اللجوء الى القلب
    وكذلك في مسألة القبض بعد الرفع من الركوع رأيت رأيا استأنست بها
    والمقصود أن أحكام الشريعة لا يحكتم فيها الى العقل كما لا يحتكم فيها الى القلب , الذي من طبيعته التقلب





  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    وحصل في قلبه ما بطن معه أن هذا الأمر
    صوابها : يظن.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    يا أخي بارك الله فيك , هذا قد نسميه الفراسة , وهي حق وفراسة المؤمن حق
    أما أن بستعمل الالهام في الترجيح بين الأقوال عند عدم تبين المرجح فهذا لا أقبله
    ولستم أنتم بقابليه وانما كبر عليكم مخالفة شيخ الاسلام , وليس عليكم في هذا أي ملام
    ولكن اتبع كلام شيخ الاسلام بلا طعن في لمجرد عدم قبول ما قبلتموه
    وسأزيدك بيانا و تأمله جيدا

    أرأيتم وتيقنتم أنه يتحدث عن الالهام الذي محله القلب ؟
    ولنفرض أن عندنا قلبين اثنين ملهمين منورين
    قلب رجح بالهامه أحد القولين
    وقلب ثان رجح القول الثاني
    فأي الهام هو الحق الذي عليه النور ؟
    وقلب رأى أن هذا القول كذب باطل لا يصح أن يكون حديثا للني عليه السلام , كما قال شيخ الاسلام
    وفلب آخر قبل الحديث ولم يره كذبا ولا باطلا
    فأي القلبين نصدق ؟
    هل نحتكم الى الهاميهما ؟
    الامام مالك قال عن حديث صيام السبت أنه كذب و الترمذي حسنه ومنهم من صححه
    هل قالوا ذلك عن الهام أم عن علم قائم على البينة ؟
    اذا قال الامام منهم هذا الحديث باطل كذب لم نقبله منه الا ببينة
    فكيف لو قال ذلك عن الهام ؟
    قد يتوصل الى الراجح أو الى رفع المشكل عن مسألة بطريق الرؤيا القلبية كما حدث لشيخ الاسلام حين استشكل الصلاة على من لم يعلم حاله هل هو من المصلين فيدعو له أم غير ذلك فيتركه
    فدعا الله تعالى أن يكشف له المسألة حتى سمع في المنام من يقول له (الاستثناء يا أحمد ) أو كلاما مثل هذا
    والرؤيا قد ثبت في الحديث أنه من أجزاء النبوة , فيستأنس بها في مثل هذه الأمور ولكن لا يعتمد عليها في الترجيح
    وحدث لي مرة بعد طول التفكير في مسألة لبس الذهب المخلق وكذا اخراج زكاته حتى رأيت في المنام النبي عليه السلام يقول لأم سلمة رضي الله عنها حين سألته عن السوار الذي كانت تلبسه فكان معنى اجابته فيما أذكر (ما أدي زكاته فليس بكنز )
    وفي ذلك حديث بمعناه عند أبي داود وغيره وفيه بعض الكلام
    وأظن أن الشافعي قال عن مسألة زكاة الحلي و هذا مما أستخير الله تعالى فيه
    ولم يحتكم الى الالهام , وشتان ما بين الدعاء واللجوء الى الرب وبين اللجوء الى القلب
    وكذلك في مسألة القبض بعد الرفع من الركوع رأيت رأيا استأنست بها
    والمقصود أن أحكام الشريعة لا يحكتم فيها الى العقل كما لا يحتكم فيها الى القلب , الذي من طبيعته التقلب

    يا أخي ، شيخ الإسلام رحمه الله يتحدث عن القلب المعمور بالتقوى ، فمتى ما وقع عنده وحصل في قلبه ما يظن معه من خلال القرائن المحيطة وليس فيها نص واضح ، فإن تقواه وقربه من الله يجعله يطمئن إلى حكم شرعي ما فيرجحه ، وأن هذا الأمر أو هذا الكلام أرضى لله ورسوله؛ وهذا يعد ترجيحاً ، فإذا اجتهد العبد في طاعة الله وتقواه كان ترجيحه لما رجح أقوى من أدلة كثيرة ضعيفة؛ فإلهام مثل هذا - الذي معه البرهان والنور من الكتاب والسنة - دليل في حقه، وهو أقوى من كثير من الأقيسة الضعيفة والموهومة والظواهر ، فمن معه نور وبرهان وضياء من الكتاب والسنة وتشبع بكلام الله ورسوله كان ذلك قرينة حقيقية على أنه يستدل بهما لا بمجرد العقل والإلهام المجرد العاري عن الأدلة ، ومن اجتمعت له مثل هذه الأشياء كيف لا يعرف حقائق الأمور من فحوى القرآن والسنة النبوية؟
    هذا هو فحوى كلامه رحمه الله .
    ولم يقصد البتة ما فهمته أنت من كون إلهام العبد المجرد دليلا شرعيا وحجة قطعية ، كلا ، لم يقل هذا ، بل غاية ما أراده أن هذه القرائن المذكورة في كلامه لهي مقوية لحكم شرعي فهي بمثابة الدليل بما احتف به من أمور ، ويعد بتلك القرائن دليلا يغلب على ظنه أنه يؤدي إلى الحكم الشرعي .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    يا أخي ، شيخ الإسلام رحمه الله يتحدث عن القلب المعمور بالتقوى ، فمتى ما وقع عنده وحصل في قلبه ما يظن معه من خلال القرائن المحيطة وليس فيها نص واضح ، فإن تقواه وقربه من الله يجعله يطمئن إلى حكم شرعي ما فيرجحه ، وأن هذا الأمر أو هذا الكلام أرضى لله ورسوله؛ وهذا يعد ترجيحاً ، فإذا اجتهد العبد في طاعة الله وتقواه كان ترجيحه لما رجح أقوى من أدلة كثيرة ضعيفة؛ فإلهام مثل هذا - الذي معه البرهان والنور من الكتاب والسنة - دليل في حقه، وهو أقوى من كثير من الأقيسة الضعيفة والموهومة والظواهر ، فمن معه نور وبرهان وضياء من الكتاب والسنة وتشبع بكلام الله ورسوله كان ذلك قرينة حقيقية على أنه يستدل بهما لا بمجرد العقل والإلهام المجرد العاري عن الأدلة ، ومن اجتمعت له مثل هذه الأشياء كيف لا يعرف حقائق الأمور من فحوى القرآن والسنة النبوية؟
    هذا هو فحوى كلامه رحمه الله .
    ولم يقصد البتة ما فهمته أنت من كون إلهام العبد المجرد دليلا شرعيا وحجة قطعية ، كلا ، لم يقل هذا ، بل غاية ما أراده أن هذه القرائن المذكورة في كلامه لهي مقوية لحكم شرعي فهي بمثابة الدليل بما احتف به من أمور ، ويعد بتلك القرائن دليلا يغلب على ظنه أنه يؤدي إلى الحكم الشرعي .
    نعم، مثل ما حدث مع ابن مسعود رضي الله عنه: أنه سئل عن رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقًا ولم يدخل بها حتى مات، فقال ابن مسعود رضي الله عنه: لها مثل صداق نسائها، لا وكس ولا شطط، وعليها العدة ولها الميراث، فقام معقل بن سنان الأشجعي فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق امرأة منا مثل ما قضيت، ففرح بها ابن مسعود.
    رواه الإمام أحمد والأربعة، وصححه الترمذي وحسنه جماعة وبالله التوفيق
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    الفرق بين الإلهام والفراسة

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    مِنْ نِعَمِ الله على طالب العلم والعالم، التوفيق لإصابة الحق.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    نعم هذا صحيح .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    { يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم}
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )

    يقول بن كثير /
    قال محمد بن إسحاق: { فرقاناً} أي فصلاً بين الحق والباطل؛ وهذا التفسير أعم مما تقدم، وهو يسلتزم ذلك كله، فإن من اتقى اللّه بفعل أوامره وترك زواجره، وفّق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيامة وتكفير ذنوبه وهو محوها، وغفرها: سترها عن الناس، وسبباً لنيل ثواب اللّه الجزيل كقوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم} .

    الشوكاني /
    جعل - سبحانه - التقوى شرطا في الجعل المذكور مع سبق علمه بأنهم يتقون أو لا يتقون جريا على ما يخاطب به الناس بعضهم بعضا ، والتقوى : اتقاء مخالفة أوامره والوقوع في مناهيه ، والفرقان ما يفرق به بين الحق والباطل ، [ ص: 536 ] والمعنى : أنه يجعل لهم من ثبات القلوب ، وثقوب البصائر ، وحسن الهداية ما يفرقون به بينهما عند الالتباس ، وقيل : الفرقان المخرج من الشبهات ، والنجاة من كل ما يخافونه

    العثيمين /
    قال العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين ـــ رحمه الله وغفر له ـــ تفرقون به بين الحق والباطل وبين الضار والنافع وبين الطاعة والمعصية وبين أولياء الله وأعداء الله إلى غير ذلك وتارة يحصل هذا الفرقان بواسطة العلم يفتح الله على الإنسان من العلوم وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله وتارة يحصل له هذا الفرقان بما يعطيه الله تعالى في قلبه من الفراسة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إن يكن فيكم محدثون فعمر)) فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فراسة يتفرس بها فتكون موافقة للصواب فقوله تعالى: { يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }يشمل الفرقان بوسائل العلم والتعلم والفرقان بوسائل الفراسة والإلهام أن الله تعالى يلهم الإنسان التقي ما لا يلهم غيره وربما يظهر لك هذا في مجراك في طلب العلم تمر بك أيام تجد قلبك خاشعا منيبا إلى الله مقبلا إليه متقيا له فيفتح الله عليك مفاتح ومعارف كثيرة ويمر بك غفلة ينغلق قلبك وكل هذا تحقيق لقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } شرح الحلية

    إنها حقيقة: أن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق. ولكن هذه الحقيقة - ككل حقائق العقيدة - لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا ! إن الوصف لا ينقل مذاق هذه الحقيقة لمن لم يذوقوها !.

    إن الأمور تظل متشابكة في الحس والعقل والطرق تظل متشابكة في النظر والفكر والباطل يظل متلبسا بالحق عند مفارق الطريق! وتظل الحجة تُفحم ولكن لا تُقنع. وتسكت ولكن لا يستجيب لها القلب والعقل.
    ويظل الجدل عبثا والمناقشة جهدا ضائعا..



  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    أحسن الله إليك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •