لن أغفر
دانه العازمي





أفصِحي لي بشوقكِ، حدِّثيني عنكِ، حدِّثيني وسأُصغي إليكِ، حدِّثيني لمدى اشتياقكِ لنا - أنا وأنتِ السَّابقتين - حينما كان الفراقُ لا يعرف طريقًا لنا، كِلانا مخطئٌ في رحيله.
ما الذي غيَّر قلبكِ الغنيَّ بحبٍّ تُجاهي، كنت أسكُنكِ وكنتِ تستحلِّينني، ما الذي حصل؟! أيُّ عينٍ أصابتنا؟!

لربَّما من الخير أن يكون طريقنا مختلفًا، فبَعد صداقةٍ دامت لعشر سنوات أيقنتُ أنَّنا نختلف كثيرًا، وكثيرًا جدًّا، أنا أكتبُ هذه الرسالة لكِ خصِّيصى.
بأيِّ حقٍّ لكِ أن تُبعثِري داخلي بمجرَّد كذبة واحدة؟! كذبة واحدة قادرة على أن تخلُق لي حياة أخرى تعيسة! ألم تفكِّري بي قطُّ؟ ألم يحنَّ قلبُكِ لدقائقَ لي؟! هل كنتِ أنانية طوال العشر السنوات ولم ألاحظ، أم بدأ جشعك في الآونة الأخيرة؟

كُنت دائمًا أُلقِّبكِ بـ "أوفى أصحابي"، أين الوفاء صديقتي؟! صرتُ أخجل كثيرًا حينما يسألونني عنكِ، هل أقول: رمتني بأقرب فرصةٍ من حياتها، أم أقول: باعتني بأرخص الأثمان؟
مُنذ حُزيزان ٢٠١٥م إلى الآن لم أُفكِّر في مسامحتكِ أبدًا، لن أغفر لكِ ذنبك هذا، كنتِ أنانيَّةً ومليئةً بالعيوب، ولكنكِ عميتِ عن عيوبكِ، وبدأتِ تنظرين للنَّاس بعيوبهم، وتتفوَّهين بكلام أتيتِ به من المرِّيخ!

منذ ذلك اليوم لم تعودي أوفى أصحابي، ولا ريم قلبي، ولن تكوني مرَّةً أخرى، ها أنا أُعيد لحياتي السابقة التي كانت خاليةً منكِ، ولأنك لا تستحقِّينني؛ لن أتذكَّركِ أبدًا؛ فمهما قلتِ الآن، لن يُغفر شيءٌ لكِ، اعذِريني أو حقًّا لا تعذِريني؛ فأنا لستُ مُلامة، وأيضًا مهما كنتِ مجبرة على رحيلك بتلك الطريقة، فلن أسامحكِ ما حَيِيت، وداعًا صديقتي ذات الوجهين.