تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 69

الموضوع: هل يمقت الله عز وجل و يغضب على المعذور ؟

  1. #21

    افتراضي

    الدليل الثاني عشر:
    حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يأذن لي».
    و
    في رواية: «إني استأذنت ربي في استغفاري لأمي فلم يأذن لي فبكيت لها رحمة لها من النار».
    وفي أخرى: «إني استأذنت ربي في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمه لها من النار»([1]).
    لأنّ المرء إذا مات على الشرك لم يجز الاستغفار له إذ لا يغفر له أصلا فقد سدّ على نفسه باب الرحمة والمغفرة. قال جلّ ذكره:﴿إنّ الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله ثمّ ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم﴾ وقال في من يسرّ الكفر:﴿سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم﴾.
    وهل ذنب آمنة والدة النبي ﷺ إلا ذنب غيرها من العرب عبدة الأوثان؟

    الدليل الثالث عشر:
    أم سلمة بن يزيد الجعفي كانت قد هلكت في الجاهلية وكذا أخت سلمة فجاء في الأخبار أنهما في النار على ما جاء في حديث ابن مسعود وسلمة بن يزيد رضي الله عنهما قال: ابنا مليكة الجعفيان: أتينا رسول الله ﷺ فقلنا يا رسول الله أخبرنا عن أمّ لنا ماتت في الجاهلية كانت تصل الرحم وتصدق وتفعل وتفعل هل ينفعها ذلك شيئا؟ قال: «لا». قال: فإنها وأدت أختاً لنا في الجاهلية فهل ينفع ذلك أختنا؟ قال: «لا، الوائدة والموءودة في النار إلا أنّ تدرك الوائدة الإسلام فتسلم» فلما رأى ما دخل عليهما قال: «وأمي مع أمكما».
    وفي رواية: سألت النبي ﷺ قلت: إن أمي ماتت وكانت تقري الضيف وتطعم الجار واليتيم، وكانت وأدت وأدا في الجاهلية ولي سعة من مالٍ أفينفعها إن تصدّقت عنها؟
    فقال رسول الله ﷺ: «لا ينفع الإسلام إلا من أدركه إنها وما وأدت في النار». قال: فرأى ذلك قد شقّ عليّ، فقال: «وأمّ محمد معهما، ما فيهما من خير»(
    [2]).
    قال الإمام البيهقي (458هـ) رحمه الله: «وهذا أيضا يصرح بحكمها في الآخرة، وأنها لم تولد على الإسلام».
    الشاهد من الخبر:
    ما يوافق الأخبار في تعذيب المشركين بقبائحهم الشركية، وفيه وفي حديث جابر دلالة على تعذيبهم بالفروع، ولا إشكال في تعذيب الموءودة إن كانت عاقلة بالغة بالاتفاق، أو عاقلة وإن لم تبلغ على مذهب الجمهور، وإلا فالإشكال ظاهر، ولا يعدم الناظر وجها دافعا إن شاء الله.

    الدليل الرابع عشر:
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرّحم وكان وكان فأين هو؟ قال: «في النار» قال فكأنه وجد من ذلك، فقال يا رسول الله فأين أبوك؟ فقال رسول الله: «حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار» قال فأسلم الأعرابي بعد، وقال: لقد كلفني رسول الله ﷺ تعبا: ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار».
    وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا نبي الله، إن أبي كان يكفل الأيتام، ويصل الأرحام، ويفعل كذا، فأين مدخله؟
    قال: «هلك أبوك في الجاهلية؟» قال: نعم، قال: «فمدخله النار» قال: فغضب الأعرابي، وقال: فأين مدخل أبيك؟ فقال له النبي ﷺ: «حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار». ثمّ إنّ الأعرابي أسلم قال: لقد كلفني رسول الله ﷺ تعبا: ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار
    ([3]).
    والحديث دليل لتكفير المشركين في كلّ زمان ومكان حيث أصّل تلك القاعدة «حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار» وهو نصّ في أن علة التعذيب والتبشير بالنار: الشرك، سواء كان قبل الرسالة، وهو موضوع الحديث، أو بعدها.
    وفيه: إثبات اسم المشرك قبل الرسالة لقيام وصف الشرك بالفاعل.
    وفيه: استحقاق المشرك التعذيب بالنار بسب شركه سواء كان قبل البعثة أو بعدها.
    وفيه: استحباب البشارة بالنار لمن علم أنه مات على الشرك في أي زمان.
    وفيه: إلحاق النادر بحكم الغالب إلا إذا علم بدليل خاص أنه مخالف للأكثر؛ لأن الحنيفي كان نادرا في العرب لذلك أطلق عليهم التكفير والشهادة بالنار.
    وفيه: أنّ من عرف بالشرك، ثم مات ينسحب عليه حكم الشرك والكفر والتبشير بالنار والشهادة عليه ولا يقال: لعله تاب عند موته؛ لأنه يقابل بلعلّه لم يتب، والأصل بقاء ما كان على ما كان! فمن عُرِف بشيء فهو عليه حتى تقوم بينة بخلافه كما قال الإمام الشافعي رحمه الله.
    وللعلامة ابن القيم (751هـ) رحمه الله تعليق نفيس على الحديث:"فيه دليل على أن من مات مشركا فهو في النار، وإن مات قبل البعثة؛ لأن المشركين كانوا قد غيّروا الحنيفية دينَ إبراهيم، واستبدلوا بها الشرك وارتكبوه، وليس معهم حجة من الله به، وقبحه والوعيد عليه بالنار لم يزل معلوما من دين الرسل كلهم، من أولهم إلى آخرهم؛ فلله الحجة البالغة على المشركين في كل وقت، فلم تزل دعوة الرسل إلى التوحيد في الأرض معلومة لأهلها؛ فالمشرك يستحق العذاب بمخالفته دعوة الرسل"([4]).
    وهذا أشدّ وأغلظ لأن فيه إثبات اسم المشرك والجزم بالتعذيب بالنار قبل الرسالة الخاصة.
    ولا يخفى عليكم أن ابن القيم من أكثر الناس ذكرا وتخريجا لأحاديث الامتحان والفترة كما في" طريق الهجرتين" وهذا حكمه في المشرك قبل البعثة فما أنتم قائلون تجاهه؟

    الدليل الخامس عشر:
    قال ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ:"لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية، فو الذي نفسي بيده لما يُدَهدِهُ الجُعَل بمنخريه خير من آبائكم الَّذين ماتوا في الجاهلية<([5]).
    وهذا حكم عامّ في أهل الشرك من أنّهم أحقر من المستقذرات لأن الشرك نجاسة معنوية، وما يدهده الجعل نجاسة حسيّة، والمعنوية أخبث وأغلظ لما يلحقها من الأحكام في المال والنفس والعرض والخلود في النيران.

    الدليل السادس عشر:
    عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، إن عمي هشام بن المغيرة كان يطعم الطعام، ويصل الرحم، ويفعل ويفعل، فلو أدركك أسلم. فقال رسول اللهﷺ:" كان يعطي للدنيا وحمدها وذكرها وما قال يوما قطّ: اللهم اغفر لي يوم الدين<([6]).
    وفي رواية عنها: أنّ الحارث بن هشام أتى النبي ﷺ يوم حجة الوداع فقال: يا رسول الله، إنّك تحثّ على صلة الرّحم، والإحسان إلى الجار، وإيواء اليتيم، وإطعام الضيف، وإطعام المسكين، وكلّ هذا كان يفعله هشام بن المغيرة، فما ظنك به يا رسول الله؟ فقال رسول الله ﷺ:"كلّ قبر، لا يشهد صاحبه أن لا إله إلا الله، فهو جذوة من النار.."([7]).
    وهو كحديث عائشة في ابن جدعان في المعنى، وفيه القاعدة العامة في أهل الشرك كحديث الأعرابي «حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار» وهنا «فهو جذوة من النار» ويشهد أحدهما للآخر.

    الدليل السابع عشر:
    عن أبي رزين العقيلي قلت: يا رسول الله، إنّ أمي كانت تصل الرحم وتفعل وتفعل، وماتت مشركة، فأين هي؟ قال: «هي في النار».قلت: يا رسول الله، فأين من مضى من أهلك؟ قال: «أما ترضى أن تكون أمك مع أمي»([8]).
    وفي رواية: قلت يا رسول الله هل لأحدٍ ممن قد مضى من خير في جاهليّتهم؟ فقال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النار. قال: فكأنه وقع نار بين جلد وجهي ولحمه مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله! ثم نظرت فإذا الأخرى أجمل، فقلت: وأهلك يا رسول الله؟ قال: «وأهلي، ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك، فقل: أرسلني إليك محمد ﷺ (
    [9]) فأبشر بما يسوؤك، تجرّ على وجهك وبطنك في النار» قلت: يا رسول الله، وما فَعل ذلك بهم! وكانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه، وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: «ذلك بأنّ الله تبارك وتعالى بعث في آخر كل سبع أمم نبيّا، فمن عصى نبيّه كان من الضالين، ومن أطاعه كان من المهتدين»([10]).
    وهذا دليل على أنّهم كانوا جهلة يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ومع ذلك أخبر ﷺ بأنهم من أهل النار وأنّهم يبشّرون بها ومنهم من مضى من أهل النبي ﷺ.

    الدليل الثامن عشر:
    قال عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه: أنّ رسول الله ﷺ قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنّ ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا. كل مال نحلته عبدا حلال. وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب..»([11]).
    وفيه دليل على أنّ جاهل التوحيد المتلبِّس بالشرك لا يعذر بالجهالة، وأنّه ممقوت، مغضوب عليه من الله بسبب شركه وخبث اعتقاده، وإلا فقل لي بربك كيف يكون المعذور في الفترة مغضوبا عليه مممقوتا؟
    وقال العلماء في شرح الحديث: معنى قوله «أني خلقت عبادي حنفاء» أي مستعدين لقبول الحق والميل عن الضلال إلى الاستقامة، والشياطين التي اجتالتهم عن الدين شياطين الإنس من الآباء والمعلّمين بتعليمهم وتدريبهم، وشياطين الجن بوساوسهم.
    والاجتيال: صرفهم عن مقتضى الفطرة الأصلية كما في قوله: «فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه» يعني بما يلقي إليه الشيطان من الباطل والفساد المناقض لفطرة الإسلام.
    وقوله: «وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» يعني أمرتهم بالشرك بالله بعبادة ما لم يأمر الله بعبادته ولم ينصب دليلا على استحقاقه للعبادة، ولما لم تكن الحجج الباهرة والبراهين القاطعة متلقاة إلا من قبل الله ردّ عليهم بقوله: «ما لم أنزل به سلطانا» أن يكون لأحد منهم في الإشراك بالله تعلّة. ويراد به الأصنام وسائر ما عبد من دون الله. قالوا: في هذا السياق تهكم إذ لا يجوز على الله أن ينزل برهاناً بأن يشرك به غيره.
    وقوله: «ثم نظر إلى أهل الأرض» رآهم ووجدهم متّفقين على الشّرك منهمكين في الضلالة. والمقت أشدّ البغض والغضب.
    والمراد بهذا المقت والنظر: ما قبل بعثة رسول الله ﷺ؛ لأن العرب كانت حينئذ ضُلّالا والعجم.
    والمراد ببقايا من أهل الكتاب هم الباقون على الملة القويمة من الفرقة الناجية من النصارى لأن اليهود بعد المسيح عليه السلام كفروا به فلا بدّ من دخولهم في الذم والمقت ([12]).


    ([1]) رواه مسلم والإمام أحمد والطحاوي والطبراني وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم.

    ([2]) أخرجه الطيالسي (1402) وأحمد (3/478) وأبو داود (4717) والنسائي في الكبرى (11649) والبزار (1596) والطبراني (6319،6320،10059) والبخاري في التاريخ (4/72-73) والحاكم والبيهقي في القضاء والقدر (558-562) وغيرهم.
    وهو حديث صحيح على اختلاف في إسناده كما في علل الدارقطني (794). قال البيهقي: «ويحتمل أن يكون سمعه علقمة من عبد الله، ومن غيره».
    قال الحافظ ابن كثير في التفسير: «إسناده حسن» والهيثمي: «رجال أحمد رجال الصحيح» .
    وصححه الألباني في الجامع الصغير (7020)، وصحح إسناده الطرهوني في السيرة الذهبية (1/133-134).

    ([3]) أخرجه عبد الرزاق (19687) وابن ماجه (1573) والبزار (1089) والطبراني في الكبير (1/رقم 326) وعنه أبو نعيم في الصحابة (540) وابن السني في عمل اليوم والليلة (595) والبيهقي في الدلائل (1/191-192) والقاضي المارستان في المشيخة الكبرى (254) والجوزقاني في الأباطيل والصحاح (213) والضياء المقدسي في المختارة (1005). قال الجوزقاني: >هذا حديث صحيح< وصحّحه الضياء المقدسي، والألباني في الصحيحة (18) والطرهوني في السيرة النبوية (462) وقال البوصيري في الزوائد (529): «إسناد صحيح، محمد بن إسماعيل شيخ ابن ماجه ذكره ابن حبان في الثقات، وثقه الدارقطني والذهبي، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين فقد احتجا بجميع رواته».
    وقال الهيثمي: «رجاله رجال الصحيح» مجمع الزوائد (1/117-118).
    وقال السيوطي في «الحاوي للفتاوى» (2/273): «إسناده على شرط الشيخين».
    وانظر: علل ابن أبي حاتم (2263) وعلل الدارقطني (607) وأطراف الغرائب والأفراد (492).
    مدار الحديث على الزهري واختلف عنه وله طريقان:
    الأولى: إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي قاص رضي الله عنه.
    رواه على هذا الوجه عن إبراهيم بن سعد جماعة، منهم: محمد بن موسى بن أبي نعيم الواسطي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، والوليد بن عطاء بن الأغر، ويزيد بن هارون الواسطي.
    لكن اختلف على يزيد؛ فقال: زيدُ بن أخزم ، ومحمد بن عثمان بن مخلد عنه ما سبق.
    خالفهما محمد بن إسماعيل شيخ ابن ماجه فقال: يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه به وهي رواية شاذة لمخالفة ابن سماعيل للجماعة في طبقتين.
    الثاني: معمر عن الزهري عن النبي مرسلا. ومعمر من أثبت الناس في الزهري لكن الموصول لا يعلّ بالمرسل؛ لأنّ من عادة معمر إرسال الحديث تارة، وإسناده تارة أخرى، لاسيما عن الزهري، وكل ذلك صحيح عنه كما قال الإمام عبد الرزاق: «إن معمراً كان يحدّثهم بالحديث مرة مرسلا، فيكتبونه، ويحدّثهم مرة به فيسنده، فيكتبونه، وكلّ صحيح عندنا. قال عبد الرزاق: فلما قدم ابن المبارك على معمر أسند له معمر أحاديث كان يوقفها» سنن أبي داود (4513).
    ولهذا فأنا إلى تصحيح الحديث الموصول الذي اختاره الجوزقاني والضياء أميل، ولا أري ترجيح الرازي والدارقطني لرواية الإرسال لأمرين:
    الأول: ما ذكرته من منهج معمر في الإرسال والإيصال وأنّ الكلّ صحيح لا يعلّ أحدهما بالآخر. والظاهر أن هذا الخبر من ذاك الباب.
    الثاني: أن ما ذكراه من الرواية المرسلة عن إبراهيم بن سعد لم أعثر لها على أثر.
    قال الدارقطني: «وغيره يرويه عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلا. وهو الصواب».
    ولم أجد هذا، على أنه فاته حديث يزيد بن هارون الواسطي، ولعل أبا الحسن تابع الرازي في قوله:
    «كذا رواه يزيد، وابن أبي نعيم، ولا أعلم أحداً يجاوز به الزهري غيرهما إنما يروونه عن الزهري قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ، والمرسل أشبه».
    وفاته حديث الوليد بن عطاء بن الأغر، وأبو نعيم، ومع هذا الفوات عليهما وظهور وجه الإرسال في وراية معمر؛ فالحديث صحيح بلا ريب.
    أما تصحيح البوصيري والدكتور بشار عواد معروف إسناد ابن ماجه فليس بجيّد.

    ([4]) زاد المعاد (3/599).

    ([5]) رواه الطيالسي (2682) وأحمد (2739) وابن حبان (5775) والطبراني في الكبير (11861، 11862) والأوسط (2578، 7107) والبيهقي في الشعب (5129) من طرق ثلاثة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس به. قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. وصحّح أحمد شاكر في تحقيق المسند، والطرهوني إسناده في السيرة النبوية (834) وهو كما قالوا.
    أما إرسال معمر في جامعه (20941) عن أيوب عن عكرمة به فليس بشذوذ ولا بعلة في الموصول بل من منهجه المعروف عند أهل الحديث في إرسال الحديث المسند.

    ([6]) رواه أبو يعلى (12/401) والطبراني في الكبير (23/391) بإسناد صحيح.

    ([7]) رواه الطبراني في الكبير (23/405) والأوسط (7/241) بإسناد ضعيف

    ([8]) رواه الطيالسي (1186) وأحمد (16290) وابن أبي عاصم في السنة(650) والطبراني (19/رقم 471) من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين به.
    وهذا إسناد صحيح فإن وكيع بن حدس صحح له الترمذي حديث (2279) وحسّن له (3109) وصحح له ابن حبان (14/8) ووثقه في الثقات (5/496) وقال في مشاهير علماء الأمصار (ص124):«من الأثبات» وقال الجوزقاني في الصحاح والمشاهير (1/232):«صدوق صالح الحديث» ولم يجرّح مع روايته عن عمّه أبي رزين العقيلي.

    ([9]) قال ابن القيم: «إرسال تقريع وتوبيخ لا تبليغ أمر ونهي» زاد المعاد (3/599).

    ([10]) أخرجه أحمد (16251) وابن أبي عاصم في السنة (649) وابن أحمد في السنة (1097) وفي زوائد المسند (16206) وابن خزيمة في التوحيد (271) والطبراني (19/211) والحاكم(4/560) والدارقطني في الرؤية (191) والآجري في الشريعة (605) وفي التصديق بالنظر (ص67) وأبو نعيم في صفة الجنة (168) وأبو الشيخ في أمثال الحديث (345) من طريق دلهم عن أبيه الأسود بن عبد الله وعاصم بن لقيط في حديث طويل.
    وفي إسناده: عبد الرحمن بن عيّاش السمعي، ودلهم بن الأسود، وثقهما ابن حبان في الثقات، وصحح لهما الحاكم:« صحيح الإسناد كلّهم مدنيون ولم يخرجاه» ، وأخرج حديثهما مختصراً أبو داود (3266) وسكت عليه فهو صالح عنده، واحتج به ابن خزيمة الذي شرط أن لا يحتج إلا بما ثبت من الأحاديث، وصححه ابن تيمية في تلبيس الجهمية (7/45، 395)، وقال ابن القيم في الزاد (3/591):«حديث كبير جليل تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة، لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري وهما من كبار علماء المدينة، ثقتان محتج بهما في الصحيح، احتج بهما إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم، وتلقّوه بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم يطعن أحد منهم فيه، ولا في أحد من رواته.
    فممن رواه: الإمام ابن الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه وفي كتاب السنة..
    ومنهم: الحافظ الجليل أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب السنة له.
    ومنهم: الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان العسال في كتاب «المعرفة».
    ومنهم: حافظ زمانه ومحدث أوانه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في كثير من كتبه.
    ومنهم: الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب «السنة».
    ومنهم: الحافظ بن الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة حافظ أصبهان.
    ومنهم: الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.
    ومنهم: حافظ عصره أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني، وجماعة من الحفاظ سواهم يطول ذكرهم.
    وقال ابن مندة: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، وقد رواه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم أبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل، ولم ينكره أحد، ولم يتكلم في إسناده، بل رووه على سبيل القبول والتسليم، ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة. هذا كلام أبي عبد الله بن مندة».
    ونحوه في «مختصر الصواعق المرسلة» (3/1183): «حديث كبير مشهور جلالة النبوة بادية على صفحاته تنادي عليه بالصدق، صححه بعض الحفاظ، حكاه شيخ الإسلام الأنصاري..
    وقال الحافظ أبو عبد الله بن مندة: «روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصغاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما وقرؤوه بالعراق بجمع العلماء وأهل الدِّين ولم ينكره أحد منهم ولم يتكلم في إسناده، وكذلك رواه أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول».
    وقال أبو الخير عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان بعد أن أخرجه في «فوائد أبي الفرج الثقفي»: هذا حديث كبير ثابت حسن مشهور».
    وقال الحافظ في الإصابة (9/271):«وسند الحديث حسن كما سأبينه في حرف اللام في ترجمة لقيط بن عامر إن شاء الله» ولم أر فيها ما وعد به وكأنه نسي.
    وقال الهيثمي رحمه الله في المجمع (10/238-):«رواه عبد الله والطبراني بنحوه وإحدى طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجاله ثقات..».

    ([11]) رواه مسلم (2864) وأحمد في مواضع (17519، 18366،18364) والنسائي في الكبرى (8070-8071) وابن ماجه (4179) والطيالسي (1175) وابن حبان (653- 654) والبخاري في خلق الأفعال (48) والطبراني (992، 993، 996، 997) وغيرهم

    ([12]) ينظر: المعلم بفوائد مسلم(3/205) الميسَّر في شرح المصابيح (3/1126) تحفة الأبرار في شرح المصابيح (3/230) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/712) شرح مسلم للنووي (9/202 – 203) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (10/38-39).

  2. #22

    افتراضي

    الدليل التاسع عشر:
    الإجماع على تكفير أهل الأوثان وتعذيبهم في الآخرة.
    حكى جماعة الإجماع على تكفير المشركين قبل البعثة وأنهم من أهل النار وأنه لا يعذر أحد في عبادة غير الله.
    1- قال الإمام أبو زيد الدبوسي (430هـ) رحمه الله:" ألا ترى أنّ العبادات، كما سقطت بعذر الصِّبا، سقطت بعذر الجهل، عمن أسلم في دار الحرب ولم يعلم بالعبادات.
    فأما إذا اعتقد إلها آخر، أو ما يكون كفراً من وصْفه ربَّه بما لا يليق به فلا يكون معذورا فيه".
    وقال في من لم تبلغه الرسالة: "فكيف ينكر هذا، والله تعالى يحكي عن الكفرة:﴿ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله﴾ وكذلك لا نرى أحدا من الكفار إلا ويخبر عن الصانع، وإنما كفرهم كان بوصفهم الله تعالى بما لا يليق به، من الولد والشريك، وغلّ الأيدي، ونحوها مما حكى الله عز وجل عنهم، والعذر بلا خلاف منقطع عن مثله. أو كان الكفر بإنكارهم البعثَ للجزاء"([1]).

    تأمل نفي الخلاف في عدم العذر في الشرك، ووَصفِ الله بما لا يليق من الولد، وغلّ الأيدي، أو إنكار البعث ونحوها من المسائل قبل الرسالة.

    2- العلامة أبو عبد الله السنوسي (895هـ): "قد أطبقت رسل المولى تبارك وتعالى وأجمعوا كلهم من لدن آدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم على أن الله كلف عبيده بتوحيده وحرّم عليهم الشرك في ألوهيته وعبادته، وبلّغوا عن المولى تبارك وتعالى أن من ابتلي بهذا المحرّم - وهو الشرك في الألوهية والعبادة- ومات على ذلك فهو محروم من جميع نعم الآخرة مخلد في العذاب العظيم إلى غير نهاية"([4]).

    وقال في شرك المجوس والنصارى والجاهلية الأولى والجاهلية المتأخرة:" وحكم الأربعةِ الأُوَلِ الكفر بإجماع -مراده بالأربعة الأول: كفر الاستقلال، وكفر التبعيض، وكفر التقريب، وكفر التقليد- ولم يجعل الشرع التأويل ولا التقليد في الكفر الصريح عذراً لصاحبه لإمكان معرفة الخطأ فيه بأدنى نظر، وإنما اختلفوا فيمن قال قولا يلزم عنه النقص أو الكفر لزوما خفيا لم يشعر به قائله.."([5]).

    3- الإمام القرافي (684هـ) رحمه الله: "إن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا؛ ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذّبون على كفرهم ولولا التكليف لما عذّبوا" ([6]).

    وقال رحمه الله أيضا: "إنّ أصول الدّيانات مهمّة عظيمة فلذلك شرع الله تعالى فيها الإكراه دون غيره؛ فيكره على الإسلام بالسيف والقتال والقتل وأخذ الأموال والذراري وذلك أعظم الإكراه.
    وإذا حصل الإيمان في هذه الحالة اعتبر في ظاهر الشرع، وغيره لو وقع بهذه الأسباب لم يعتبر؛ ولذلك لم يعذر الله بالجهل في أصول الدين إجماعا.
    ولو شرب خمراً يظنه حلالا، أو وطئ امرأة يظنها امرأته، عذر بالجهل...
    وكذلك جعل النظر الأول واجباً مع الجهل بالموجب وذلك تكليف ما لا يطاق؛ فكذلك إذا حصل الكفر مع بذل الجهد يؤاخذ الله به ولا ينفعه بذل جهده لعظم خطر الباب وجلالة رتبته.
    وظواهر النصوص تقتضي أنه من لم يؤمن بالله ورسوله ويعمل صالحا فإنّ له نار جهنّم خالداً فيها.
    وقياس الخصم الأصولَ على الفروع غلط لعظم التفاوت بينهما"
    ([7]).

    وفي موضع آخر: "إجماع الأمة على أنّ المعاصرين لرسول الله كانوا مكلفين بالإيمان بالشرائع المتقدّمة، وكذلك انعقد الإجماع على أنّ كفّارهم في النار، ولولا التكليف لم يؤاخذوا بالكفر؛ فيكون أهل ذلك العصر بجملتهم مكلفين بشرع من قبلهم.."([8]).

    وقال أيضا رحمه الله: "لم يكن للجاهلية زمان فترة لإجماع الأمة على أن من لم يسلم منهم ومات قبل النبوة فإنه في النار، وأهل الفترة لا يجزم بأنهم في النار لقوله تعالى: ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾"([9]).

    4- العلامة الفقيه الموزعي الشافعي (825هـ) رحمه الله: "قد أحاط العلم بأن الله سبحانه كلّف قومه قريشا الإيمانَ واتباعَ ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ولهذا أجمعت الأمة على تعذيب من مات منهم كافرا قبل البعثة"([11]).

    نصوص صارمة وإجماع صريح في أن من عبد غير الله، وأشرك به أنه كافر مشرك مخلد في النار في أي زمن كان وأيا كان المخلوق المعبود وأن ذلك ليس فيه خلاف بين الأمة.

    ولنختم الفصل بكلام أبي عبد الله الإمام الشافعي في مقدّمة كتابه الرسالة الذي انتشر بين علماء السلف فضلا عن المتأخرين، ولم نعلم حتى الآن منكرا له على الشافعي إلا من مخانيث المعتزلة الأشعرية المتأخرين!
    قال رحمه الله (204هـ)في حكم الجاهلية قبل البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم:"
    ..وأن محمدا عبده ورسوله، بعثه والناس صنفان:
    أحدهما: أهل كتاب بدّلوا من أحكامه وكفروا بالله فافتعلوا كذبا صاغوه بألسنتهم فخلطوه بحق الله الذي أنزل إليهم...
    وصنف كفروا بالله فابتدعوا ما لم يأذن به الله ونصبوا بأيدهم حجارة وخشبا وصورا استحسنوها ونبزوا أسماءً افتعلوها ودعوها آلهة عبدوها، فإذا استحسنوا غير ما عبدوا منها ألقوه ونصبوا بأيديهم غيره فعبدوه، فأولئك العرب.
    وسلكت طائفة من العجم سبيلهم في هذا وفي عبادة ما استحسنوا من حوت ودابة ونجم وغيره... وقال في جماعتهم يذكّرهم من نعمه ويخبرهم ضلالتهم عامة، ومنّه على من آمن منهم ﴿واذكروا نعمه الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حرفة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون﴾.
    فكانوا قبل إنقاذه إيّاهم بمحمّد × أهلَ كفرٍ في تفرّقهم واجتماعهم، يجمعهم أعظم الأمور: الكفر بالله، وابتداع ما لم يأذن به الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا لا إله غيره وسبحانه وبحمده، رب كل شيء وخالقه.
    من حيّ منهم فكما وصف حاله حيّا: عاملا قائلا بسخط ربه مزداداً من معصيته.
    ومن مات فكما وصف قوله وعمله: صار إلى عذابه.
    فلما بلغ الكتاب أجله فحقّ قضاءُ الله بإظهار دينه الذي اصطفى بعد استعلاء معصيته التي لم يرض: فتح أبواب سماواته برحمته، كما لم يزل يجري في سابق علمه عند نزول قضائه في القرون الخالية: قضاؤه؛ فإنه تبارك وتعالى يقول:﴿كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين﴾"([12]).


    ([1]) تقويم أصول الفقه وتحديد أدلة الشرع (3/528؛ 532).

    ([2]) التفسير الكبير (14/232).

    ([3]) البحر المحيط (4/377).

    ([4]) شرح المقدمات (ص96).

    ([5]) شرح المقدمات للسنوسي(ص100).

    ([6]) شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول(ص276).

    ([7]) شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول (415).

    ([8]) نفائس الأصول شرح المحصول (6/2362).

    ([9]) نفائس الأصول (6/2363).

    ([10]) جامع المسائل(3/144-145).

    ([11]) الاستعداد لرتبة الاجتهاد (2/833).

    ([12]) الرسالة للشافعي (ص8-12).



  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    أراك لا زلت ولن تزول مصرا على وصف ربك بصفات النقص من الظلم المنافي للعدل , وذلك أن حكمت عليه بأنه يعذب من لم يقم عليه الحجة
    قال الله تعالى ({رسلاً مبشّرين ومنذرين لئلاّ يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرّسل وكان الله عزيزاً حكيماً})

    وهذه الآية وحدها تدمغ باطل كل مبطل أوجب الخلود في النار على من لم تبلغه دعوة الرسل وأعرض عن كلام الرسول
    رسلا مبشرين ومنذرين , لماذا أرسلتهم يا رحمن ؟؟
    لكيلا يكون للناس -جميع الناس - حجة بعد الرسل
    فكل من بلغته دعوة الرسل سقطت عنه الحجة بين يدي الرب عزوجل
    ولكن ماذا عن الذي لم تبلغه الدعوة ؟
    وعدم بلوغها يرجع الى سببين , فاسمعهما يامنكري اقامة الحجج
    سبب مكاني وسبب زماني
    فالأول لأجل بعده عن مكان تواجد المبلغين
    والثاني وجوده في زمن فترة ليس فيها نبي , أو عدم بلوغه وقت البعثة كأن يموت صغيرا
    أو لم يكن ذا عقل في زمن البعثة كالشيخ الذي خرف أو المجنون
    وكل هؤلاء بين حكمهم في عالم الغيب , النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث رواها عنه
    ستة من أصحابه الكرام متفقين على معنى واحد ليس له ثان
    و أنا سائلك سؤالا لك ولمن حولك ممن وافقك على هذا المذهب الباطل الذي لا يعرف حكمه الا يوم القيامة أو بكشف من نبي مرسل
    المجنون أو الصبي هل تراه في النار؟
    فان قلت نعم فقد كفرت بكل تلك الأحاديث السابقة وشاققت نبيك واتبعت غير سبيل المؤمنين
    وان قلت لا وهو الحق الذي لن تملك أن تقول خلافه , فالسؤال الموالي
    وما مصيرهم يوم الحساب ؟
    فلا شك أنك ستحتكم الى كلام المبلغ بالوحي والذي لا ينطق عن الهوى , فهو وحده يقدر أن يصف لنا مصيرهم
    وقد فعل ونقله عنه الستة المرضيون
    فتضرم لهم نار , ويؤمرون باقتحامها فهمن عصى ولم يدخل , أدخلها الى الأبد
    ومن أطاع ودخلها وجدها بردا وسلاما وكان مع أصحاب الجنة
    والسؤال الأخير وأظنك قد عرفته
    ما الفرق بين هؤلاء وبين الذي مات في الفترة ولم تبلغه دعوة الرسل ؟
    ولن تجد جوابا تفرق به و لن تجد مخرجا الا الرجوع الا كلام المعصوم الذي أخبر أن مصير هؤلاء هو ذاته مصير الأولين وكلهم اشتركوا في عدم اقامة الحجة عليهم والتي وعد الله أن لا يعذب أحدا الا بعد اقامتها عليه
    ولا مبدل لكلمات الله , والله عدل يحب المقسطين ولا يحب الظلم والظالمين
    فكيف يسوي بين اثنين
    رجل بعث اليه الرسل وكلموه ودعوه سنوات الى التوحيد فكفر وسب الرسل وعاداهم حتى هم يقتلهم
    ورجل عاش حياته كلها ولم يسمع حرفا واحدا مما سمعه أولائك تلك السنوات ؟؟
    هل يعامل الرجلان في ملك الرحمن معاملة واحدة ؟
    من قال ذلك , فوالله لقد افترى على الله الكذب
    أما تلك الشبه التي اختبت وراءها فوالله لن تنفعك أمام كلام النبي عليه السلام الذي أخبر بكلام محكم لا يرده الا سفيه متخابط أن أصحاب الفترة يمتحنون كما يمتحن كل من لم تبلغه الدعوة
    وليس أمام المتخابطين الا حديث أبي وأباك في النار
    وهذه حادثة عين لا عموم لها كما يعرفه من تأصل بالأصول ولم تتشعب به الفروع
    فقد علم ممن أطلعه على الغيب مصير هذين الرجلين
    والذي قال أنهما في النار هو محمد صلى الله عليه والسلام
    والذي قال أن من مات في الفترة يمتحن يوم القيامة هو محمد الذي قال الحديث الأول
    ولا تعارض بين قوليه الا في أذهان المخلطين المتخابطين
    فأبوه وأب هذا الرجل وكل رجل حكم عليه بالنار , سيمتحن يوم القيامة كما أخبر المعصوم
    وقد أخبر بخبر الغيب أن هؤلاء خاصة لا يجيبون فيدخلون النار مع الداخلين
    فأين ما تريد اثباته ؟

    ولو تأملت هذا الكلام -الذي لن تجده مكتوبا في غير هذا الموضع - لما عدت الى الكلام .
    وبقيت شبهة أخرى قد تعلق بخيوطها العنكبوتية بعض من حكم بالنار رجما بالغيب على من لم يحكم عليه النبي عليه السلام بشيء الا يوم الامتحان
    وقد ذكرها النووي وبعض من لم يجد بدا من تقليده , فقال
    ( فِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ فَهُوَ فِي النَّارِ وَلَا تَنْفَعُهُ قَرَابَةُ الْمُقَرَّبِينَ وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
    وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَةٌ قَبْلَ بُلُوغِ الدَّعْوَةِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ تَعَالَى وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ)
    ان هذا الكلام لعجاب ؟؟
    فهل ابراهيم بعث الى هؤلاء العرب الذين لم تبلغهم الدعوة ؟؟
    وكيف عرف أن دعوة ابراهيم قد بلغت هؤلاء ؟ ومن الذي بلغهاهم ؟
    قد علم كل من يعلم, ان ابراهيم قد أرسل الى قومه المعروفين
    فهل امتدت دعوته الى ما بعد عيسى عليه السلام ؟؟؟
    وبنوا اسرائيل قد أرسل الله اليهم ما لا يحصى من الأنبياء من بعد ابراهيم
    و آخرهم وعيسى وقبله
    ولم يبعث الله بعد عيسى نبيا الى محمد صلى الله عليهم وسلم
    وهذه القرون الستة , من هو نبي هؤلاء العرب ؟؟
    وقد سبق كتابة الآية التي فيها الفترة وانقطاع الرسالة , والتي تقطع كلام كل مجادل بالحق وبالباطل .
    ومن الأعاجيب أني وجدت كلاما للنووي ينقض به ما قاله في كلامه الأول


    قَالَ النَّوَوِيُّ ( وَهُوَ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ الْمُخْتَارُ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا وَإِذَا كَانَ لَا يُعَذَّبُ الْعَاقِلُ لِكَوْنِهِ لَمْ تَبْلُغْهُ الدَّعْوَةُ فَلَأَنْ لَا يُعَذَّبُ غَيْرُ الْعَاقِلِ
    مِنْ بَابِ الْأَوْلى
    ))
    وهو يقصد أطفال المشركين

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    لفهم المسألة يجب التفريق بين مقت الله لعمل ما و مقت الله لمن تلبس بهذا العمل السيئ فلو أن رجلا وقع في معصية يمقتها الله لا يلزم ان يمقته الله لوجود حسنات اخرى عظيمة عند الرجل او اوجود مانع كالجهل
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    نصوص صارمة وإجماع صريح في أن من عبد غير الله، وأشرك به أنه كافر مشرك مخلد في النار في أي زمن كان وأيا كان المخلوق المعبود وأن ذلك ليس فيه خلاف بين الأمة.



    قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص
    يقول العلامة المحدث الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ المتوفى سنة 1319 هـ --قال ابن القيم تعالى في كتاب طبقات المكلفين: الطبقة السابعة عشرة طبقة المقلدين وجهال الكفر وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبع يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة ولنا أسوة بهم ومع هذا فهم مسالمون لأهل الإسلام غير محاربين لهم كنساء المحاربين وخدمهم وأتباعهم الذين لم ينصبوا أنفسهم لما نصب له أولئك أنفسهم من السعي في إطفاء نور الله وهدم دينه وإخماد كلماته بل هم بمنزلة الدواب وقد اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالاً مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث في الإسلام وقد صح عن النبي أنه قال (( ما من مولود إلاّ وهو يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) فأخبر أن أبويه ينقلانه عن الفطرة إلى اليهودية والنصرانية والمجوسية ولم يعتبر في ذلك غير المربي والمنشأ على ما عليه الأبوان وصح عنه أنه قال (( إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة))وهذا المقلد ليس بمسلم وهو عاقل مكلف والعاقل لا يخرج عن الإسلام أو الكفر .
    وأما من لم تبلغه الدعوة فليس بمكلف في تلك الحال وهو بمنزلة الأطفال والمجانين وقد تقدم الكلام عليهم قلت وهذا الصنف أعني من لم تبلغهم الدعوة هم الذين استثناهم شيخ الإسلام ابن تيمية فيما نقل عنه العراقي . واستثناهم شيخنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب ‘ تعالى. ثم قال ابن القيم : [ وصنف شيخ الإسلام رسالة في أن الشرائع لا تلزم إلا بعد البلاغ وقيام الحجة ].
    والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً فإن الكافر من جحد توحيد الله تعالى وكذّب رسوله إما عناداً وإما جهلاً وتقليداً لأهل العناد فهذا وإن كان غايته أنه غير معاند فهو متبع لأهل العناد وقد أخبر الله تعالى في القرآن في غير موضع بعذاب المقلدين لأسلافهم من الكفار وأن الاتباع مع متبوعيهم وأنهم يتحاجون في النار – ثم ذكر آيات في هذا وأحاديث ثم قال : وهذا يدل على أن كفر من اتبعهم إنما هو مجرد اتباعهم وتقليدهم نعم لابد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضاً أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة الثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه فالأول يقول يا رب لو أعلم لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي والثاني راضٍ بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزاً وجهلاً والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض .
    والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وعباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة وهو مبني على أربعة أصول أحدها أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً }وقال تعالى :{ رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل }- وذكر آيات ثم قال : وقال تعالى : { وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين } والظالم من عرف ما جاء به الرسول أو تمكن من معرفته ثم خالفه وأعرض عنه وأما من لم يكن عنده من الرسول أصلاً ولا تمكن من معرفته بوجه وعجز عن ذلك فكيف يقال أنه ظالم .
    الأصل الثاني : أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادته لها ولموجبها الثاني : العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عليه حتى تقوم حجته بالرسل .
    الأصل الثالث : أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتميزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئاً ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما – إلى آخره – ثم قال الشيخ فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع فإنه لم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه وإرادته له فهذا الصنف هو المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين رحمهم الله وأما العراقي وإخوانه المبطلون فشبهوا بأن الشيخ لا يكفر الجاهل وأنه يقول هو معذور وأجملوا القول ولم يفصلوا وجعلوا هذه الشبهة ترساً يدفعون به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وصاحوا به على عباد الله الموحدين كما جرى لأسلافهم من عباد القبور والمشركين وإلى الله المصير وهو الحاكم بعلمه وعدله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون إلى آخر ما ذكر الشيخ فتأمل إن كنت ممن يطلب الحق بدليله وإن كنت ممن صمم على الباطل وأراد أن يستدل عليه بما أجمل من كلام العلماء فلا عجب. -------------------------------------------------------ويقول ايضا-وتفطن أيضاً فيما قال الشيخ عبداللطيف فيما نقله عن ابن القيم أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله



  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و مع القول بان هؤلاء الحجة ليست قائمة عليهم = ان افعالهم تكون من جنس افعال المجانين و الحمقى و الصبيان
    فلا يتعلق بها غضب الله و مقته ان اثبتنا لهم عذر فقلنا انهم غير متمكنين من العلم النافع الموجب للهداية من الضلال .
    أجاب على هذا الكلام الامام ابن القيم رحمه الله إجابة كافيه شافية --قال الامام ابن القيم فى مدارج السالكين--وقد ذكرنا هذه المسألة مستوفاة في كتاب مفتاح دار السعادة وذكرنا هناك نحوا من ستين وجها تبطل قول من نفى القبح العقلي وزعم أنه ليس في الأفعال ما يقتضي حسنها ولا قبحها وأنه يجوز أن يأمر الله بعين ما نهى عنه وينهى عن عين ما أمر به وأن ذلك جائز عليه وإنما الفرق بين المأمور والمنهي بمجرد الأمر والنهي لا بحسن هذا وقبح هذا وأنه لو نهى عن التوحيد والإيمان والشكر لكان قبيحا ولو أمر بالشرك والكفر والظلم والفواحش لكان حسنا وبينا أن هذا القول مخالف للعقول والفطر والقرآن والسنة والمقصود الكلام على قول الشيخ ويجب بالسمع وأن الصواب وجوبه بالسمع والعقلوإن اختلفت جهة الإيجاب فالعقل يوجبه بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضده والسمع يوجبه بهذا المعنى ويزيد إثبات العقاب على تركه والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه لهوهذا قد يعلم بالعقل فإنه إذا تقرر قبح الشيء وفحشه بالعقل وعلم ثبوت كمال الرب جل جلاله بالعقل أيضا اقتضى
    ثبوت هذين الأمرين علم العقل بمقت الرب تعالى لمرتكبهوأما تفاصيل العقاب وما يوجبه مقت الرب منه فإنما يعلم بالسمع.
    واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوما بالعقل مستقرا في الفطر فلا وثوق بشيء من قضايا العقل فإن هذه القضية من أجل القضايا البديهيات وأوضح ما ركب الله في العقول والفطرولهذا يقول سبحانه عقيب تقرير ذلك افلا تعقلون أفلا تذكرون وينفي العقل عن أهل الشرك ويخبر عنهم بأنهم يعترفون في النار أنهم لم يكونوا يسمعون ولا يعقلون وأنهم خرجوا عن موجب السمع والعقلوأخبر عنهم أنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون وأخبر عنهم إن سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم لم تغن عنهم شيئا وهذا إنما يكون في حق من خرج عن موجب العقل الصريح والفطرة الصحيحة ولو لم يكن في صريح العقل ما يدل على ذلك لم يكن في قوله تعالى انظروا واعتبروا وسيروا في الأرض فانظروا فائدة فإنهم يقولون عقولنا لا تدل على ذلك وإنما هو مجرد إخبارك فما هذا النظر والتفكر والاعتبار والسير في الأرض وما هذه الأمثال المضروبة والأقيسة العقلية والشواهد العيانية أفليس في ذلك أظهر دليل على حسن التوحيد والشكر وقبح الشرك والكفر مستقر في العقول والفطرمعلوم لمن كان له قلب حي وعقل سليم وفطرة صحيحة قال تعالى {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} وقال تعالى{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} وقال تعالى{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} وقال تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} وقال تعالى {ذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون} وقال تعالى {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} -----------------فقول ابن القيم رحمه الله-
    والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه لهوهذا قد يعلم بالعقل فإنه إذا تقرر قبح الشيء وفحشه بالعقل وعلم ثبوت كمال الرب جل جلاله بالعقل أيضا اقتضى
    ثبوت هذين الأمرين علم العقل بمقت الرب تعالى لمرتكبهوأما تفاصيل العقاب وما يوجبه مقت الرب منه فإنما يعلم بالسمع. فهذا الكلام من ابن القيم رحمه الله أظن أنه يزيل ما إستشكله الاخ الطيبونى

  7. #27

    افتراضي

    إخواني الكرام نسأل الله التوفيق والهداية
    - إرسال الرسل وإنزال الكتب إلى الناس من باب رحمة الله لعباده، وتعذيبهم بكفرهم وشركهم قبل الرسالة التقديرية عدل من الله سبحانه فلا يحسن أن يخلط بعضنا بين المسألتين.

    - جعل من لم تبلغه الدعوة كالمجانين والأطفال غير ظاهر بل هو خطأ؛ لأن العرب لم يأتهم نذير قبل محمّد عليه السلام كما هو منصوص في كتاب الله في أكثر من آية، ورغم ذلك تبيّن بالدلائل السابقة وغيرها أن حكم من عبد غير الله قبل الرسالة كمن أشرك بعد الرسالة.
    - رسالة (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) دعوة عامة تلزم جميع البشرية سواء أُرسِل النبي عليه السلام إلى قومه خاصّة، أو إلى الناس عامة!
    ألا ترى أنّ نبي الله سليمان عليه السلام يدعو إلى التوحيد ونبذ الشرك غير قومه من اليمن، ويهدّدهم بجرّ الجيوش ونصب القتال إن لم يستجيبوا لرسالة (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) وهذه الدعوة انتشرت في الدنيا، واشتهر خبرها فكان كلّ من طلبها عرف أصولها وإن كان في زمن الفترة بين عيسى وبين محمد عليهما السلام كما ظفر بها حنفاء العرب وزيد بن عمرو بن نفيل.
    ولهذا كلّ من خالف هذه الدعوة وغيّر الفطرة فهو كافر مشرك مخلّد في النار.
    - الإمام ابن القيم لا يعدّ المشرك قبل الرسالة من أهل العذر ولا من المجانين والأطفال بل هو من أصحاب الوعيد كما سبق النقل، فلا تختلط مسائل التحقيق بمسائل التقدير عند بعضنا.
    - وجود الخالق وتوحيده وبطلان الشرك معلوم بالعقل وتنبيه الرسالات التي لم تنقطع عن العالم، فالبعرة تدل على البعير والأثر على المسير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا تدل على اللطيف الخبير.

    - والله لم يدعنا ورسولا من أوّل الأمر إلى آخره، والحجة كانت قائمة بالواحد كما بقيت بمحمّد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، ولم يدل ذلك على أن الرسول الأوّل لم يكن حجة كافية.
    وكذلك لم يدعنا سبحانه والبيان بآية واحدة، بل منّ علينا بآيات متكرّرة ولا يدل ذلك على أن الآية الواحدة لم تكن حجة كافية.
    - قوله تعالى:
    (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقوله:(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) في جنس الرسل لا في رسول معيّن، وعدم تعذيب الله قبل إرسال الرسل هو الواقع، فالدنيا تشرّفت من أوّل الأمر بنبي الله آدم عليه السلام وختمت بمحمد عليه السلام، وحكم ما بعد الغاية (حتى نبعث رسولا) مخالف لحكم ما قبلها، وكلّ مشرك في العالم يشرك ويكفر بالله بعد إرسال الرسل لا قبله.


  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    - قوله تعالى:
    (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقوله:(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) في جنس الرسل لا في رسول معيّن، وعدم تعذيب الله قبل إرسال الرسل هو الواقع، فالدنيا تشرّفت من أوّل الأمر بنبي الله آدم عليه السلام وختمت بمحمد عليه السلام، وحكم ما بعد الغاية (حتى نبعث رسولا) مخالف لحكم ما قبلها، وكلّ مشرك في العالم يشرك ويكفر بالله بعد إرسال الرسل لا قبله.

    الاجابة على هذا السؤال قد ذكرت مسبقا فى كلام ابن القيم رحمه الله بقوله-
    أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتميزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئاً ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما -----------------ونحن فى هذه القضية الموسومة بقضية العذر بالجهل إن كنا ننفى كفر التعذيب فأننا نثبت اسم الشرك-- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (
    فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ، فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا، قَبْلَ الرَّسُولِ، وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِية
    ، يُقَالُ: جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ. وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا
    ). إنتهى كلامه.--وقد جمعت كلام علماء الدعوة منذ سنين فى بحث مهم فى مجلس العقيدة بعنوان-http://majles.alukah.net/t108295/----------------وبإسم آخر هو--http://majles.alukah.net/t108303/

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    يحسن في هذا الباب و غيره من ابواب الدين ان يرجع فيه الى كتاب الله عز وجل و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم عند التنازع
    فليس كلام عالم بحجة على غيره ما لم يقم عليه دليل يصدقه و ينصره
    و حديث الباب يحتج به من يزعم ان الحجة قائمة على الناس قبل البعثة
    فيقول بغض الله عز وجل الرجل البغض الشديد
    لا يكون الا لسبب في مقدور العبد ان يتخلى عنه .
    و العذاب المذكور في الاية قبل بعثة الرسول اختلف المفسرين فيه ( فمنهم من خصه بالدنيا . و منهم من جعله عاما في الدنيا و الاخرة ) انظر مثلا اضواء البيان
    و اختصارا للموضوع وددت ان اذكر اصول المسالة التي لا بد لمن ينازع من يقول بان الحجة قائمة على الخلق ان يجيب عليها
    بالدليل من كتاب الله عز وجل او من سنة رسوله صلى الله عليه و سلم او اجماع الامة .

    1) هل الله عز وجل قد اقام الحجة على الخلق ام ان الحجة لم تعمهم جميعا ؟ الدليل من الكتاب او السنة
    2) هل شرك اهل الفترة ( لمن يقول بعذرهم ) يدخل تحت مغفرة الله عز وجل ام لا ؟ الدليل من الكتاب او السنة
    3) هل يمكن ان يدخل المشرك ( في الفترة ) الجنة ام ان الجنة لاهل التوحيد خالصة ؟ الدليل من الكتاب او السنة .
    4 ) هل يجوز الاستغفار لاهل الفترة ما دام انه لم يتبين لنا مالهم اهم من اهل النار او الجنة
    ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم )
    اوردت هذا لان الخصم يستند فيما يراه الى نصوص قطعية في ثبوتها و دلالتها من ان الحجة قائمة على الخلق اجمع و ان الشرك الاكبر لا يغفره الله و ان الجنة لا تدخلها الا نفس مسلمة و ان المشرك ماواه النار و اجماع العلماء على كل ما تقدم

    و انقطاع الخصم يكون بان ترد بالنص المتفق عليه ثبوتا و دلالة
    و ما كان فيه اختلاف سائغ لا يلزم فيه المخالف بقول و لا يلزم بقبول كلام احاد العلماء دون اقامة الدليل الشرعي على كلامه
    فياحبذا لمن يرد و يتكلم في الموضوع ان يذكر النص و دلالته




  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    كل الأسئلة التي تلقى هنا قد تكلم فيها العلماء
    ويجيب عنها الحديث الصحيح الذي رواه ستة من أصحاب النبي عليه السلام من طرق مختلفة متعددة ومتعاضدة
    لكن أرى القوم هنا معرضين عن كلام خاتم المرسلين , في أمر لا يعلم الا بوحي
    وسأعيد لك كتابة الحديث الذي أجمع على ما فيه أهل السنة والجماعة كما نقله أبو الحسن وذكره عنه شيخ الاسلام واين كثير ومحمد بن الوزير
    فاقرأه وكأنك تقرؤه أول مرة , ولتجدن فيه كل سؤال طرحته وتطرحه في هذه المسألة الى أن تلقى الله
    وهذه رواية ابن سريع وهي موافقة لرواية أبي هريرة وغيره
    عن الأسود بن سريع: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب، ما أتاني لك رسول.
    فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً» .))

    قال شيخ الاسلام بعد أن ذكره
    وبالإسناد عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة بمثل هذا الحديث، غير أنه قال في آخره: «فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها يسحب إليها» .)) انتهى

    وقال أيضا

    (وقد جاءت بذلك عدة آثار مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين،بأنه في الآخرة يمتحن أطفال المشركين وغيرهم ممن لم تبلغه الرساله في الدنيا.
    وهذا تفسير قوله: «الله أعلم بما كانوا عاملين» .
    وهذا هو الذي ذكره الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث، وذكر أنه يذهب إليه...))

    وان العجب لن ينقضي مني حينما أرى أحدا يخوض في هذه المسألة بعد أن رأى كلام النبي عليه السلام هذا ؟
    فعن أي شيء تيحثون وأي شيء تريدون ؟
    قال ابن كثير مصدقا لما مضى ومكذبا أي أحد ادعى خلافه
    ((فإن قيل: [فكيف] دلَّ الحديث المتفق عليه أنهم فداءٌ للمؤمنين يوم القيامة، وأنهم في النار، ولم يُبعثْ إليهم رسلٌ، وقد قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} .
    فالجواب: أنهم لا يُعَذَّبُون إلاَّ بعد قيام الحجة عليهم والإعذار إليهم، فإن كان قد أتتهم رسل، فقد قامت الحجة عليهم وإلا فهم في حكم أهل الفترة ومن لم تبلُغْهُ الدعوة،
    وقد دلَّ الحديث المروي من طُرُقٍ عن جماعةٍ من الصحابة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من كان كذلك يُمْتَحَنُ في عرصات يوم القيامة، فمن أجاب الداعي، دخل الجنة، ومن أبى، دخل النار، وقد أوردنا الحديث بطرقه وألفاظه وكلام الأئمة عليه عند قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} ، وقد حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري إجماعاًً عن أهل السنة والجماعة. انتهى.))

    سؤالك الأول
    ) هل الله عز وجل قد اقام الحجة على الخلق ام ان الحجة لم تعمهم جميعا ؟ الدليل من الكتاب او السنة
    الحديث السابق فيه الأصناف الذين لم تبلغهم الحجة والذين لا يعذبون الا بعدما يمتحنون
    ) هل شرك اهل الفترة ( لمن يقول بعذرهم ) يدخل تحت مغفرة الله عز وجل ام لا ؟ الدليل من الكتاب او السنة
    قد أجابك الحديث أن الله لا يحكم فيهم بحكمه حتى يمتحنهم في العرصات
    فمن أطاع أمره هناك كان من أهل الجنة
    ومن عصى الأمر أدخل النار
    وقد رأيت بأم عينيك أن النبي عليه السلام قال قول الحق والصدق (ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة،)
    قال رجل مات في الفترة
    هل تجد قولا أصرح من هذا
    وليس بعد قول الرسول قول وليس بعد الحق الا الضلال المبين

    ) هل يمكن ان يدخل المشرك ( في الفترة ) الجنة ام ان الجنة لاهل التوحيد خالصة ؟ الدليل من الكتاب او السنة .
    قد أجاب الحديث السابق عن هذا السؤال , ولا يحكم لهذا المشرك الذي كان في الفترة بشيء الا بعد الامتحان يوم القيامة فان أطاع الأمر باقتحام النار غفر الله له ورحمه وأدخله جنته
    و الأمر يسير على من يسره الله عليه
    فاذا كان هذا الرجل قد أطاع الله في ذلك الأمر بعد أن اخذ عليه المواثيق ورضي أن يقتحم النار طاعة لله
    فلا يمكن من كان هذا حاله أن يعصي رسل الله لو أتته في الدنيا وأمرته بطاعة الله وعبادته
    والعكس بالعكس فيمن عصاه يوم الامتحان
    هل يجوز الاستغفار لاهل الفترة ما دام انه لم يتبين لنا مالهم اهم من اهل النار او الجنة
    لا يجوز بنص الآية التي تنهى المؤنين عن الاستغفار للمشركين
    لأن اسم المشرك يتناولهم في الدنيا وتجري عليهم أحكامه
    أما في الآخرة فقد نبأك المعصوم بمآلهم وبمنقلتهم
    فالسعيد من قبل قول النبي ولم يعارضه بأنواع من التأويلات وبصنوف من التوهمات العقلية المناقضة لصريح المعقول وصحيح المنقول
    أوردت هذا لان الخصم يستند فيما يراه الى نصوص قطعية في ثبوتها و دلالتها من ان الحجة قائمة على الخلق اجمع و ان الشرك الاكبر لا يغفره الله و ان الجنة لا تدخلها الا نفس مسلمة و ان المشرك ماواه النار و اجماع العلماء على كل ما تقدم
    لا ندري من هو هذا الخصم
    ولكن قل له , من نبأك أن الحجة قد قامت على كل الخلائق ؟
    هل اطلعت الغيب أم بلغك من الرحمن وحي أو من نبيه قول بأن الحجة عمت الثقلين ؟
    قال الله تعلى (لأنذركم به ومن بلغ)
    فالمنذر هو من أنذره النبي عليه السلام بهذا القرآن
    أو من بلغه هذا القرآن بلوغا يفهم به مقصوده وتتضح له آياته
    وهذا الشرط يدل على أنه يوجد من الانس والجن من لم يبلغه القرآن
    والا ما فائدة قوله (ومن بلغ)
    وهل يظن عاقل أن من بلغه النبي عليه السلام كمن بلغه رجل من أمته ؟؟
    وقد يبلغ القرآن الى رجل أعجمي ولا يفهمه
    فهل يحاسبه ربه على هذا التبليغ كما يحاسب أهل قريش العرب الفصحاء الذي سمعوا القرآن من مبلغه الأول ؟
    ومثله ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم
    ((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأَمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)،)

    فتأمل هذا الحديث الذي يقطع كل شك ويقضي على كل شبهة
    فماحكم الذي لم يسمع ؟؟
    وقد استهل بقسم مؤكد للخبر الذي سيقوله
    وذكر اليهود والنصاري هو ذكر للخاص بعد العام وليس تخصيصا
    أما عدم دخول الجنة الا للنفس المؤمنة وتحريمها على الكافرين فاسمع مني هذه الآية
    (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ )
    فهؤلاء المجرمين هم الذين كذبوا بآيات الله تعالى
    ولا يوجد أصرح من هذا في أن هؤلاء المكذبين قد بلغتهم الآيات
    وأهل الفترة ومن شابههم لم تبلغهم أي آية ولا عرفوا أن الله أرسل الرسل
    وفي كثير من الآيات بل أكثرها فيها التنصيص على التكذيب بالآيات
    (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا
    قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )
    ثم كان النتقال من الخاص الى العام
    ( وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى )
    وما أكثر هذا المعى في القرآن الكريم


  11. #31

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    كل الأسئلة التي تلقى هنا قد تكلم فيها العلماء ويجيب عنها الحديث الصحيح الذي رواه ستة من أصحاب النبي عليه السلام من طرق مختلفة متعددة ومتعاضدة
    لكن أرى القوم هنا معرضين عن كلام خاتم المرسلين , في أمر لا يعلم الا بوحي
    وسأعيد لك كتابة الحديث الذي أجمع على ما فيه أهل السنة والجماعة كما نقله أبو الحسن وذكره عنه شيخ الاسلام واين كثير ومحمد بن الوزير
    فاقرأه وكأنك تقرؤه أول مرة , ولتجدن فيه كل سؤال طرحته وتطرحه في هذه المسألة الى أن تلقى الله
    - لا يصح في هذا الباب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلّ ما ذكرته فهو معلّ عند أهل العلم.
    قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله
    «وجملة القول في أحاديث هذا الباب كلّها ما ذكرتُ منها وما لم أذكر أنها من أحاديث الشيوخ وفيها علل، وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر مع أنه قد عارضها ما هو أقوى مجيئا منها والله الموفق للصواب».

    -أدلة الكتاب والسنة وإجماع العلماء تثبت أن المشرك كافر معذّب في يوم الآخرة، ولا يوجد ما يعارض أدلة الكتاب والسنة والإجماع.

    - إن سلّمنا جدلا صحة أحاديث:
    (ورجل مات في فترة) فيحمل على رجلٍ لم يشرك ولم يعبد غير الله سبحانه لئلا يصادم القواطع فيسقط عن الاعتبار.
    هذا، وقد قسّم العلماء أهل الفترة إلى أربعة أقسام:
    1- من آمن بالله ولم يشرك بأي دليل اهتدى فهذا مؤمن ناج.
    2- من اتبع دينا محفوظا من دين الأنبياء كموسى وعيسى فهذا حكمه حكم أهله.
    3- من خلا عن الإيمان والكفر وهو يعيش عيش البهائم. فهذا صاحب الامتحان في الآخرة إن صحّ الحديث فيه.
    4- من أشرك وعبد غير الله فهذا كافر مشرك بنص القواطع القرآنية والسنن النبوية والإجماع العلماء الذي حكاه الدبوسي والقرافي والموزعي وجرى عليه الإمام الشافعي في الرسالة ونصّ بمقتضاه الإمام ابن القيم رحمه الله.

    - فوجب أن يحمل ذو الفترة الذي يمتحن بمن خلا من الإيمان والكفر بناء على تسليم صحة الأحبار!

    - أبو الحسن الأشعري قليل الخبرة بمذهب أهل السنة والجماعة!!
    وما ذكره في المقالات والإبانة إنّما هو في الأطفال وامتحانهم
    وقد عرف الناس: أن علماء المسلمين اختلفوا في مسألة الأطفال إلى بضعة عشر قولا
    فمن أين لك إجماع أهل الحديث على امتحان أهل الفترة المشركين الذين عبدوا غير الله وأشركوا به؟؟؟.
    - وهذا لفظ الأشعري في الإبانة (ص17)
    (وقولنا في الأطفال أن الله عز وجل يؤجج لهم ناراً في الآخرة ثم يقول: اقتحموها كما جاءت الرواية بذلك)
    وهذا نصّه في المقالات (ص296)
    (وإن الأطفال أمرهم إلى الله إن شاء عذّبهم وإن شاء غفر لهم كما يريد)
    -
    الكفر أعمّ من التكذيب فقد يكون تكذيبا وقد يكون بغضا واستكبارا وقد يكون جهلاً وضلالا.






  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    الإسم والحكم يفترقان قبل قيام الحجة ويجتمعان بعدها
    1) قد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وجمع بينهما في أسماء و أحكام فعدم قيام الحجة لايغير الأسماء الشرعية مما سماه الشارع شركاً أوكفراً أو فسقاً وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة وتبلغه الدعوة فاسم المشرك ثبت قبل مجئ الرسول لأنه يشرك بربه ويعدل به غيره وكل حكم علق بأسماء الدين من إسلامٍ وإيمانٍ وكفرٍ نفاقٍ وردةٍ وتهودٍ وتنصرٍ إنما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبةُ لذلك.

    أ) الإسم: كالمسلم والكافر والمشرك... الخ، قال تعالى: {اذهب إلى فرعون إنه طغى} فسماه طاغياً قبل ذهاب موسى عليه السلام إليه، وقال تعالى مخبراً عن بلقيس وقومها قبل مجئ كتاب سليمان عليه السلام إليهم: {إنها كانت من قومٍ كافرين} فسماهم كافرين بما حدث منهم من الكفر والشرك. [32]

    ب) والحكم؛ هو ما يترتب على تلك الأسماء من الأحكام وجوداً وعدماً.

    والأحكام تنقسم إلى:

    أحكامٍ في الدنيا: كاستباحة الدماء والأموال والأعراض والموالاة والمعاداة... الخ.

    وأحكامٍ في الآخرة: كالثواب والعقاب قال تعالى عن فرعون بعد تكذيبه لموسى عليه السلام: {فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً}، وأيضاً قال تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام أنه همّ بعقاب بلقيس وقومها ولم يعذرهم في عدم الإيمان بعد وصول الكتاب إليهم فقال: {فلنأتينّهم بجنودٍ لاقبل لهم بها ولنخرجنّهم منها أذلة ً وهم صاغرون} فتبين أن من فعل الشرك يُسمى مشركاً لأنه حدث منه ذلك فلا يمكن نفيه عنه بحال ولايقتضي ذلك عقابه لأن الشرك والكفر هي أسماء ذم الأفعال إذاً لاتلازم بينها وبين العقاب عليها وإن قام المقتضي لذلك ووجد سببه لوجود المانع وهو عدم قيام الحجة وبلوغ الرسالة التي تكون المؤاخذة بعدها ففرق بين الكفر الغير معذب عليه الذي يكون قبل قيام الحجة والكفر المعذب عليه بعدها وهذا أصلٌ عظيم يجب التفطن له والأعتناء به----------------------------يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله--فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ : إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ . أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ; لِقَوْلِهِ : { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } وَقَوْلِهِ : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ } وَقَوْلِهِ : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ ; وَالذَّمُّ إنَّمَا . يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ; لِقَوْلِهِ : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } . وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ } فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ; لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ; فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ يُقَالُ : جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا . وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } { وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . { فَكَذَّبَ وَعَصَى } كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى . { فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى } { فَكَذَّبَ وَعَصَى } وَقَالَ : { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } -----------------------
    أحكام الكفار من القتل- والتعذيب سواء فى الدنيا والاخرةلا تلحقهم الا بعد قيام الحجة ،لأن الكفر معناه جحد أو تكذيب للرسول فيكون أتاه خبر الرسول ثم جحده أو كذبه أو عانده أو تولى عنه أو أعرض ،ومعنى أتاه خبر الرسول أي قامت عليه الحجة ،أما اسم الشرك فهو عبادة غير الله وليس له ارتباط بالحجة كما قال ابن تيمية سابقا------وأنا أقول للاخ ابو محمد المأربى إقرا القرآن تجد ان عذاب الله للمكذبين للرسل لم يأتهم الا بعدقيام الحجة عليهم ولم نجد فى القرآن ان العذاب اتاهم قبل مجئ الرسول وهذا حدث مع جميع الرسل وكذلك الامر فى الاخرةلا يعذب الله احدا الا بعد قيام الحجة لقوله تعالىوما كنا معذبين حتى نبعث رسولا --------

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    فقولك اخى الكريم ابو محمد المأربى-
    قوله تعالى:
    (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
    وقوله:
    (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)
    في جنس الرسل لا في رسول معيّن، وعدم تعذيب الله قبل إرسال الرسل هو الواقع، فالدنيا تشرّفت من أوّل الأمر بنبي الله آدم عليه السلام وختمت بمحمد عليه السلام، وحكم ما بعد الغاية (حتى نبعث رسولا) مخالف لحكم ما قبلها، وكلّ مشرك في العالم يشرك ويكفر بالله بعد إرسال الرسل لا قبله. --------هذا الكلام اخى الكريم يخالف صحيح المنقول وصريح المعقول-----اما قولك--
    في جنس الرسل لا في رسول معيّن
    ،
    وعدم تعذيب الله قبل إرسال الرسل هو الواقع
    ، الجملتين فى غاية التناقض----وأخيرا اقول لك ان حجة الله هى القرآن فمن بلغه القرآ ن فقد قامت عليه
    الحجة الرسالية-قال جل وعلا-
    وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    لا يصح في هذا الباب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلّ ما ذكرته فهو معلّ عند أهل العلم.
    لا يصح قولك هذا عند أهل الحديث
    والأحاديث صححها أهل العلم بالحديث و رواها الأئمة محتجين بها
    قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله «وجملة القول في أحاديث هذا الباب كلّها ما ذكرتُ منها وما لم أذكر أنها من أحاديث الشيوخ وفيها علل، وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر مع أنه قد عارضها ما هو أقوى مجيئا منها والله الموفق للصواب».
    قد علمت من قبل أن أحدكم يسارع الى اخراج هذا الكلام لابن عبد البر وكنت أنوي كتابته مع رد ابن القيم المفصل عليه لكن شغلت عنه , وسيأتي كلام ابن القيم الذي يفنده وينسفه من أصوله
    نعم بعض الطرق فيها ضعف محتمل , لكن تتقوى بالطرق الصحيحة الخالية من العلل
    وقد صححها ابن حبان والبيهقي وعبد الحق وابن حجر والألباني , وحسنها الضياء المقدسي وشيخ الاسلام وغيرهم

    قال الحافظ (وَقَدْ صَحَّتْ مَسْأَلَةُ الِامْتِحَانِ فِي حَقِّ الْمَجْنُونِ وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ وَحَكَى الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الِاعْتِقَادِ أَنَّهُ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ)
    وقال الهيثمي
    هَذَا لَفْظُ أَحْمَدَ، وَرِجَالُهُ فِي طَرِيقِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَكَذَلِكَ رِجَالُ الْبَزَّارِ فِيهِمَا.)
    وقال عن رواية أنس (رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَبِي يَعْلَى رِجَالُ الصَّحِيحِ.))
    وقال شيخ الاسلام

    (('والأكثرون يقولون: لا يجزي على علمه بما سيكون حتى يكون، فيمتنحهم يوم القيامة، ويمتحن سائر من لم تبلغه الدعوة في الدنيا، فمن أطاع حينئذ دخل الجنة ومن عصى دخل النار.
    وهذا القول منقول عن غير واحد من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم.
    وقد روي به آثار متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم حسان يصدق بعضها بعضاً،
    وهو الذي حكاه الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث،
    وذكر أنه يذهب إليه، وعلى هذا القول تدل الأصول المعلومة بالكتاب والسنة، كما قد بسط في غير هذا الموضع، وبين أن الله لا يعذب أحداً حتى يبعث إليه رسولاً.))انتهى

    وفيه تصديق مذهب أهل السنة والجماعة المنقول عن الأشعري والذي نفيته هنا
    أدلة الكتاب والسنة وإجماع العلماء تثبت أن المشرك كافر معذّب في يوم الآخرة، ولا يوجد ما يعارض أدلة الكتاب والسنة والإجماع.
    وقول شيخ الاسلام معاكس تماما لقولك وهو أعلم يمذهب السلف من ملء الأرض من مثلي ومثلك
    فمذهب الصجابة والتابعين وكل من تبعهم هو عدم المؤاخذة الا بعد بلوع الدعوة ,
    أبو الحسن الأشعري قليل الخبرة بمذهب أهل السنة والجماعة!!
    وما ذكره في المقالات والإبانة إنّما هو في الأطفال وامتحانهم
    وقد عرف الناس: أن علماء المسلمين اختلفوا في مسألة الأطفال إلى بضعة عشر قولا
    قد سبق اقرار شيخ الاسلام لنقله , وكذا ابن كثير وكذا ابن القيم
    ولا أظن أن أحدا بعدهم أعلم بكلام السلف منهم
    وتأمل قول ابن القيم
    (فَصْلٌ: الْمَذْهَبُ الْعَاشِرُ: أَنَّهُمْ يُمْتَحَنُونَ فِي الْآخِرَةِ.
    وَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَسُولًا، وَإِلَى كُلِّ مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الدَّعْوَةُ: فَمَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ.
    وَعَلَى هَذَا، فَيَكُونُ بَعْضُهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَبَعْضُهُمْ فِي النَّارِ.
    وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ: حَكَاهُ الْأَشْعَرِيُّ عَنْهُمْ فِي كِتَابِ " الْإِبَانَةِ " الَّذِي اتَّفَقَ أَصْحَابُهُ عَلَى أَنَّهُ تَأْلِيفُهُ،))ان تهى
    وان كان هو قد أوكل أمرهم الى المشيئة كما قال ابن القيم عنه
    والآن نصل الى القول الفصل لابن القيم الذي وعدتكه فقد آن أوانه فتأمله تأمل صدق وانظر فيه نظرة المتجرد
    واقرأ كيف رد على ابن عبد البر

    قال ابن القيم
    قَالَ أَبُو عُمَرَ فِي " الِاسْتِذْكَارِ "، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ: وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ، وَلَا تَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ، وَأَهْلُ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ؛ لِأَنَّ الْآخِرَةَ دَارُ جَزَاءٍ، وَلَيْسَتْ دَارَ عَمَلٍ، وَلَا ابْتِلَاءٍ، وَكَيْفَ يُكَلَّفُونَ دُخُولَ النَّارِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي وُسْعِ الْمَخْلُوقِينَ ، وَاللَّهُ لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا؟ وَلَا يَخْلُو مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَاتَ كَافِرًا، أَوْ غَيْرَ كَافِرٍ، فَإِنْ مَاتَ كَافِرًا جَاحِدًا فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى لْكَافِرِينَ فَكَيْفَ يُمْتَحَنُونَ؟ وَإِنْ كَانَ مَعْذُورًا بِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِهِ نَذِيرٌ وَلَا رَسُولٌ، فَكَيْفَ يُؤْمَرُ أَنْ يَقْتَحِمَ النَّارَ وَهِيَ أَشَدُّ الْعَذَابِ؟ وَالطِّفْلُ وَمَنْ لَا يَعْقِلُ أَحْرَى بِأَلَّا يُمْتَحَنَ بِذَلِكَ.
    فَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ:
    أَحَدُهَا: أَنَّ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ قَدْ تَضَافَرَتْ، وَكَثُرَتْ بِحَيْثُ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا،
    وَقَدْ صَحَّحَ الْحُفَّاظُ بَعْضَهَا كَمَا صَحَّحَ الْبَيْهَقِيُّ وَعَبْدُ الْحَقِّ وَغَيْرُهُمَا حَدِيثَ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ.
    وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، وَرِوَايَةُ مَعْمَرٍ لَهُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا لَا تَضُرُّهُ، فَإِنَّا إِنْ سَلَكْنَا طَرِيقَ الْفُقَهَاءِ، وَالْأُصُولِيِّ ينَ فِي الْأَخْذِ بِالزِّيَادَةِ مِنَ الثِّقَةِ فَظَاهِرٌ، وَإِنْ سَلَكْنَا طَرِيقَ التَّرْجِيحِ - وَهِيَ طَرِيقَةُ الْمُحَدِّثِينَ - فَلَيْسَ مَنْ رَفَعَهُ بِدُونِ مَنْ وَقَفَهُ فِي الْحِفْظِ، وَالْإِتْقَانِ.) )
    فتأمل كيف يتكلم أهل الصنعة و أصحاب المعرفة , وتابع الوجه الثاني والثالث لتستيقن وتستوثق
    الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ غَايَةَ مَا يُقَدَّرُ فِيهِ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى الصَّحَابِيِّ، وَمِثْلُ هَذَا لَا يُقَدَّمُ عَلَيْهِ الصَّحَابِيُّ بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ ، بَلْ يُجْزَمُ بِأَنَّ ذَلِكَ تَوْقِيفٌ لَا عَنْ رَأْيٍ.
    الْوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَإِنَّهَا قَدْ تَعَدَّدَتْ طُرُقُهَا، وَاخْتَلَفَتْ مَخَارِجُهَا، فَيَبْعُدُ كُلَّ الْبُعْدِ أَنْ تَكُونَ بَاطِلَةً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهَا، وَقَدْ رَوَاهَا أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ وَدَوَّنُوهَا، وَلَمْ يَطْعَنُوا فِيهَا.))

    أما الوجه الرابع فهو يسقط كل حجة وينسف كل شبهة
    لْوَجْهُ الرَّابِعُ: أَنَّهَا هِيَ الْمُوَافِقَةُ لِلْقُرْآنِ، وَقَوَاعِدِ الشَّرْعِ، فَهِيَ تَفْصِيلٌ لِمَا أَخْبَرَ بِهِ الْقُرْآنُ أَنَّهُ لَا يُعَذَّبُ أَحَدٌ إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ، وَهَؤُلَاءِ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِمْ حُجَّةُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا، فَلَا بُدَّ أَنْ يُقِيمَ حُجَّتَهُ عَلَيْهِمْ، وَأَحَقُّ الْمَوَاطِنِ أَنْ تُقَامَ فِيهِ الْحُجَّةُ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ، وَتُسْمَعُ الدَّعَاوَى، وَتُقَامُ الْبَيِّنَاتُ، وَيَخْتَصِمُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ، وَيَنْطِقُ كُلُّ أَحَدٍ بِحُجَّتِهِ وَمَعْذِرَتِهِ، فَلَا تَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَتَنْفَعُ غَيْرُهُمْ.))
    وأظنك قد عرفت الآن مذهب ابن القيم خلافا لما نقلت عنه من زاد المعاد فانه محتمل مجمل غير مفصل
    والوجه الخامس يرد عليك خصيصا فيما نفيته عن الأشعري
    (الْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنَّ الْقَوْلَ بِمُوجَبِهَا هُوَ قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ كَمَا حَكَاهُ الْأَشْعَرِيُّ عَنْهُمْ فِي " الْمَقَالَاتِ " وَحَكَى اتِّفَاقَهُمْ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ قَدِ اخْتَارَ هُوَ فِيهَا أَنَّهُمْ مَرْدُودُونَ إِلَى الْمَشِيئَةِ، وَهَذَا لَا يُنَافِي الْقَوْلَ بِامْتِحَانِهِم ْ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ مُوجِبُ الْمَشِيئَةِ.)
    ثم أكمل رده على ابن عبد البر قائلا
    (الْوَجْهُ السَّابِعُ: قَوْلُهُ: " وَأَهْلُ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ " جَوَابُهُ أَنَّهُ - وَإِنْ أَنْكَرَهَا بَعْضُهُمْ - فَقَدْ قَبِلَهَا الْأَكْثَرُونَ، وَالَّذِينَ قَبِلُوهَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ أَنْكَرُوهَا، وَأَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ، وَقَدْ حَكَى فِيهِ الْأَشْعَرِيُّ اتِّفَاقَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ، وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُ مُقْتَضَى قَوَاعِدِ الشَّرْعِ.))


    حتى وصل الى الوجه الثامن عشر , وفيه وجه سهام الحق الى كل من أوجب على الله أن يعذب من لم يبلغه أحد بأن يعبد الله , وليس بعد هذا الظلم ظلم ينزه عنه من اتصف بشيء من العدل والقسط بكيف بمن وجبت له صفات الكمال ولم يعرف الا بنعوت الجلال
    فقال يرد ويبطل قول ابن عبد البر




    (لْوَجْهُ الثَّامِنَ عَشَرَ: قَوْلُهُ: " وَلَا يَخْلُو مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ أَنْ يَكُونَ كَافِرًا، أَوْ غَيْرَ كَافِرٍ، فَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ، وَإِنْ كَانَ مَعْذُورًا بِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِهِ رَسُولٌ فَكَيْفَ يُؤْمَرُ بِاقْتِحَامِ النَّارِ؟ "

    جَوَابُهُ مِنْ وُجُوهٍ:
    أَحَدُهَا: أَنْ يُقَالَ هَؤُلَاءِ لَا يُحْكَمُ لَهُمْ بِكُفْرٍ وَلَا إِيمَانٍ، فَإِنَّ الْكُفْرَ هُوَ جُحُودُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، فَشَرْطُ تَحَقُّقِهِ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ، وَالْإِيمَانُ هُوَ تَصْدِيقُ الرَّسُولِ فِيمَا أَخْبَرَ، وَطَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَهَذَا أَيْضًا مَشْرُوطٌ بِبُلُوغِ الرِّسَالَةِ،
    وَلَا يَلْزَمُ مِنِ انْتِفَاءِ أَحَدِهِمَا وُجُودُ الْآخَرِ إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ سَبَبِهِ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ فِي الدُّنْيَا كُفَّارًا، وَلَا مُؤْمِنِينَ كَانَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ حُكْمٌ آخَرُ غَيْرُ حُكْمِ الْفَرِيقَيْنِ.
    فَإِنْ قِيلَ: فَأَنْتُمْ تَحْكُمُونَ لَهُمْ بِأَحْكَامِ الْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا مِنَ التَّوَارُثِ، وَالْوِلَايَةِ، وَالْمُنَاكَحَة ِ، قِيلَ: إِنَّمَا نَحْكُمُ لَهُمْ بِذَلِكَ فِي أَحْكَامِ الدُّنْيَا لَا فِي الثَّوَابِ، وَالْعِقَابِ، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ.
    لْوَجْهُ الثَّانِي: سَلَّمْنَا أَنَّهُمْ كُفَّارٌ، لَكِنِ انْتِفَاءُ الْعَذَابِ عَنْهُمْ لِانْتِفَاءِ شَرْطِهِ وَهُوَ قِيَامُ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُ إِلَّا مَنْ قَامَتْ عَلَيْهِ حُجَّتُهُ.))
    وهذا الكلام الأخير يبين مذهب ابن القيم عند كل من أراد أن يحمل مذهبه على رأيه الذي رآه عقله
    وقد سبق حديث مسلم الذي لا يسمعه أحد الا ارتدع ورجع عن المقالة السخيفة أن الله يعذب من لم يسمع بالاسلام ولا عرف أن الله قد بعث رسلا مبلغين ولا خطر على باله وجود الجنة والنار
    (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصرانيثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به بِهِ الا كان من أصحاب النار ،)
    فاذا كان هذا بعد البعثة , وقد انتشر الاسلام وكثر المبلغون عنه في كل نواحي الأرض فكيف بالفترة السابقة لبعثته حيث اندرست الشرائع وعدم المبلغ ؟


  15. #35

    افتراضي

    أشكركما على المصابرة في البحث وإن لم تنصفاني في بعض المسائل في تقديري!

    أخي محمد لا تناقض وإنما أوتيت من الاستعجال، فكل مشرك في الدنيا فإنما يشرك بعد إرسال الرسل، فإن العالم لم يخل عن رسالة ونبوّة. وقوله تعالى:
    (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) لو حُمل على نفي التعذيب الأخروي - رأي الأقلين - فالرسالة المغيّا بها رسالة جنسٍ لا فرد معيّن من الرسل، فكل تعذيب لمشرك في الدنيا أو في الآخرة فهو واقع حقيقة بعد إرسال الرسل...

    وإذا أتينا إلى من بين عيسى وبين محمد عليهما الصلاة والسلام من المشركين، فقد جاءت النصوص الخاصة من الكتاب والسنة وإجماع العلماء ونص إمام أهل السنة أبي عبد الله الشافعي على تعذبيهم فماذا بعد الحق إلا الضلال.

    أخي أحمد القلي
    - أدلّتي من الكتاب والسنة والإجماع أدلة خاصّة فيمن عبد غير الله سواء كان في فترة أو في غيرها، ولم تأت إلى الآن بدليل واحد في خصوص المشرك في الفترة!
    فلماذا تذهب بعيداً وتتعب القارئ فيما لا كلام فيه؟؟
    - نحن نقول بموجب الأدلة العامة القرآنية ولا نخالفها فالمشرك في الفترة لا يُعذّب إلا بعد دعوة
    (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
    وهو الواقع.
    وهذه الدعوة لم تنقطع من الدنيا وإن فترت في بعض الأزمان، وظهرت في بعض الأوقات.
    وإذا كان الأمر كذلك فهل من دليل على أن الله سبحانه لا يعذّب المشرك العابد لغيره عند فتور دعوة
    (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)؟

    - إذا سلّمنا تنزّلاً ثبوت شيء من أحاديث امتحان أهل الفترة، فالجواب من وجهين:
    الأول: ليس في الحديث عموم لفظي بل هو مطلق (ورجل مات في فترة) فيحمل المطلق على من لم يؤمن بالله ولم يشرك بالله في الفترة، لأن الموحّد من أهل الفترة من أهل الجنة كزيد بن عمرو بن نفيل العدوي، والمشرك من أهل الفترة معذّب بشركه للأدلة الخاصة في تعذيب المشرك في الفترة، وللأدلة العامة في عموم المشركين من الكتاب والسنة والإجماع.
    فلا عموم في الحديث وهو ظاهر.

    الثاني: إن قيل بشمول الامتحان للمشرك في الفترة! فيقال: المشرك في الفترة ممن يسقط في الامتحان فتجب له النار بشركه وكفره، أبد الآبدين، لخبر الله في كتابه بأنه لا يغفر الشرك وأنه حرّم على أهل الشرك الجنة، وأن مأواهم النار.
    وعدم التعذيب قبل الامتحان كعدم التعذيب قبل الحساب والميزان وإقامة الشهود في غيرهم.
    والمعتمد الوجه الأول.

    - امتحان أهل الفترة أصل عظيم يبعد خلوّ الكتب الستة(البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن ماجه) عنه لو صحّ الأصل!!
    - لم يصحّح الضياء المقدسي الحديث، وإنما قال في بعض الأسانيد (إسناده حسن) والحكم على الإسناد لا يستلزم الحكم على المتن كما هو مقرّر في علم الحديث.
    - وكذلك البيهقي إنما قال بصحة إسناد حديث أبي هريرة، ويقال فيه ما قيل آنفا في الضياء.
    - ابن حبان خرّج حديث الأسود بن سريع في كتابه وهو متساهل في التصحيح وإن كان قد يتشدّد في الرجال أحيانا.

    - يعارض هذا حكم العلماء على هذه الأحاديث بالضعف والنكارة كما حكاه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله:
    «وهي كلها أسانيد ليس بالقوية ولا يقوم بها حجة وقد ذكرناها بأسانيدها في التمهيد.
    وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب
    لأن الآخرة دار جزاء وليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يخلوا أمر من مات في الفترة من أن يموت كافرا أو غير كافر إذا لم يكفر بكتاب الله ولا رسول، فإن كان قد مات كافرا جاحدا فإن الله قد حرّ الجنة على الكافرين، فكيف يمتحنون؟
    وإن كان معذورا بأن لم يأته نذير ولا أرسل إيه رسول فكيف يؤمر أن يقتحم النار وهي أشد العذاب، والطفل ومن لا يعقل أحرى بأن لا يمتحن بذلك.
    وإنما أدخل العلماء في الباب النظر؛ لأنه لم يصح عندهم فيه الأثر»
    ([1]
    )
    وهذا قوله في التمهيد: «وجملة القول في أحاديث هذا الباب كلّها ما ذكرتُ منها وما لم أذكر أنها من أحاديث الشيوخ وفيها علل، وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر مع أنه قد عارضها ما هو أقوى مجيئا منها والله الموفق للصواب»([1])
    وما ذكره الإمام الحافظ عن العلماء من ضعف الأحاديث هو الصواب فإليك بيان ما أشار إليه الحافظ من علل الأحاديث لا ما زعم من تقلّده:

    1- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه
    منكر جداً إن لم يكن موضوعا لأنه من رواية محمد بن المبارك الصوري عن عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل.
    وابن واقد هذا متروك الحديث عند أهل الحديث ورمي بالكذب.
    قال البخاري: منكر الحديث.
    وقال الحافظ ابن مسهر: ليس بشيء.
    وقال الدارقطني والذهبي وابن حجر: متروك.
    وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك.
    ولهذا قال الإمام ابن الجوزي في العلل المتناهية والذهبي في تلخيصه: حديث لا يصح عن رسول الله وفي إسناده - متروك -عمرو بن واقد
    .
    فهل يحتج بهذا في هذا الأصل؟

    2- حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم....
    له إسنادان عند البزار، فالأول من رواية ريحان بن سعيد الناجي عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان.
    وهذه الترجمة منكرة عند النقاد، آفتها من ريحان بن سعيد الناجي وهو صدوق في نفسه لكن
    قال ابن قانع: ضعيف.
    وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
    وسئل عنه أبو داود فكأنه لم يرضه

    قال ابن حبان في الثقات: «يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد بن منصور».
    والحديث من روايته عن عباد بن منصور كما تراهوقال العجلي: «ريحان الذي يحدّث عن عباد منكر الحديث».
    وقال البرديجي: «فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير».
    وهذه ترجمة حديثنا كما تراه
    وعباد بن منصور صدوق في نفسه لكنه مدلّس تغيّر بآخرة وقد عنعن الإسناد.
    -الإسناد الثاني: من طريق إسحاق بن إدريس عن أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان.
    قال البزار بعد ذكر الحديث: «وهذا الحديث عن ثوبان لا نحفظه إلا من هذا الطريق الذي ذكرناه، ولا نعلم رواه عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان إلا عباد بن منصور ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد.
    ولا نعلم حدّث بحديث أبان إلا إسحاق بن إدريس وهو غريب عن أيوب وعن يحيى بن أبي كثير.
    وهذا الحديث فمتنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معروف إلا من هذا الوجه».
    فهذا الحديث بناء على تقرير المحدثين الكبار من الأباطيل المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    والآفة في الطريق الثاني من إسحاق بن إدريس: قال يحيى بن معين: إسحاق بن إدريس الأسواري كذاب. بصرى ليس بشيء يضع الأحاديث.
    وقال البخاري: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري تركه الناس.
    وقال أيضا: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري كذاب.
    وقال الدارقطني: منكر الحديث.
    وقال ابن حبان: «كان يسرق الحديث وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب».
    والظاهر: أن هذا من سرقاته.

    فهل نستدل على هذا الأصل بالأباطيل والمناكير وسرقات الكذابين؟

    3- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قد اختلف في رفعه وقفه!!
    والمرفوع ضعيف
    منكر لأنه من رواية سعيد بن سليمان عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد.
    وابن مرزوق صدوق صالح في نفسه لكنه يخطئ كثيرا لاسيما في حديث عطية العوفي. قال ابن حبان: «منكر الحديث جدا كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة فاشتبه أمره...»
    وعطية بن سعد العوفي: مدلِّس مجمع على ضعفه.
    وخالف سعيد بن سليمان:
    أبو نعيم الفضل بن دكين عن فضيل عن عطية عن أبي سعيد موقوفا.
    والظاهر أن أبا سعيد في السند هو الكلبي الكذاب.
    قال ابن حبان: «سمع من أبي سعيد أحاديث فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا يحفظه وكناه أبا سعيد، وروى عنه، فإذا قيل له: من حدّثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي، فلا تحل كتابة حديثه إلا على وجهة التعجب».
    فالحديث موقوفا ومرفوعا منكر فلا عبرة به استقلالا وتبعا.

    4
    - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
    حديث منكر جدّا لأنه من مفاريد ضعيف عن مجهول فهو من رواية ليث بن أبي سليم (صدوق اختلط جدا ولم يتميّز حديثه فترك) عن عبد الوارث (أنصاري قليل الحديث ضعّفه الدارقطني)
    وقال البخاري: (عبد الوارث منكر الحديث). وقال أيضا: (ورجل مجهول)
    وقال ابن معين: (مجهول).
    فلم يبق من أحاديث الستة إلا حديثان عن أبي هريرة وعن الأسود بن سريع رضي الله عنهما
    وسيأتي الكلام عليهما قريبا إن شاء الله، حتى تعلم صدق ما قاله بخاريّ المغرب ونقله عن علماء الحديث تجاه هذه الأحاديث!

    وكلام ابن القيم في انتقاد ابن عبد البر ضعيف رواية ودراية كما سيأتي بيانه.

    - - خلوّ كتب العقائد المسندة من عزو هذا المذهب إلى أصحاب الحديث، وانفراد الأشعري به مع أني لم أره في كتابيه ما نقل عنه مما يقدح في ذلك.


    ([1]) التمهيد (8/191) ضمن الموسوعة



    ([1]) الاستذكار (8/403-404).





  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِيَتَّبِعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ،فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الأَصْنَامِ ، وَالأَنْصَابِ ، إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ ، وَفَاجِرٍ ، وَغُبَّرِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَيُدْعَى الْيَهُودُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ ، فَيُقَالُ : كَذَبْتُمْ ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ ، وَلَا وَلَدٍ ، فَمَاذَا تَبْغُونَ ؟ قَالُوا : عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا ، فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ ، فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ ، كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيَتَسَاقَطُون َ فِي النَّارِ ، ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : كَذَبْتُمْ ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ ، وَلَا وَلَدٍ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَاذَا تَبْغُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا ، قَالَ : فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ ، أَلَا تَرِدُونَ ، فَيُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ ، كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيَتَسَاقَطُون َ فِي النَّارِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ بَرٍّ ، وَفَاجِرٍ ، أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا ، قَالَ : فَمَا تَنْتَظِرُونَ ، تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ، قَالُوا : يَا رَبَّنَا ، فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا ، أَفْقَرَ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ .

    صحيح مسلم

    قوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }
    سؤال بسيط /
    هل
    تبينوا
    امر دنيوي ام اخروي ؟
    و كيف تبينوا ذلك ؟


  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة

    سؤال بسيط /
    هل
    تبينوا
    امر دنيوي ام اخروي ؟
    و كيف تبينوا ذلك ؟

    الاجابة وبعض الزيادة للفائدة -قال الطبري مرجحاً له: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ الله، وهو خبره عن إبراهيم أنه لما تبين له أن أباه لله عدوٌّ، يبرأ منه، وذلك حال علمه ويقينه أنه لله عدوٌّ، وهو به مشرك، وهو حالُ موته على شركه)).-يقول ايضا(وقد تأول قوم قول الله: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى.. الآية، أن النهي من الله عن الاستغفار للمشركين بعد مماتهم، لقوله: من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وقالوا: ذلك لا يتبينه أحد إلا بأن يموت على كفره،------------------ ويقول الإمام ابن عطية في المحرر الوجيز:

    ((وقوله . من بعد ما تبين يريد من بعد الموت على الكفر فحينئذ تبين أنهم أصحاب الجحيم أي سكانها وعمرتها---------------

    ويقول ابن كثير: ((كان إبراهيم، ، يستغفر لأبيه مدة حياته، فلما مات على الشرك وتبين إبراهيم ذلك، رجع عن الاستغفار له، وتبرأ منه)).
    ------------------------- ثانيا فى حال الحياة-------يقول الحافظ ابن حجر في الفتح: ((المراد بالمغفرة في قوله في الحديث الآخر " اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " العفو عما جنوه عليه في نفسه لا محو ذنوبهم كلها لأن ذنب الكفر لا يمحى، أو المراد بقوله " اغفر لهم " اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة، أو المعنى اغفر لهم إن أسلموا، والله أعلم))..----------------------------------------------------------- يقول أبو السعود (ت:951هـ) في إرشاد العقل السليم:

    سأستغفر لك ربي أي أستدعيه أن يغفر لك بأن يوفقك للتوبة ويهديك إلى الإيمان كما يلوح به تعليل قوله تعالى واغفر لأبي بقوله تعالى إنه كان من الضالين والاستغفار بهذا المعنى للكافر قبل تبين أنه يموت على الكفر مما لا ريب في جوازه------------------------------ يقول الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني:

    ((والتحقيق في هذه المسألة أن الاستغفار للكافر الحي المجهول العاقبة بمعنى طلب هدايته للايمان مما لا محذور فيه عقلا ونقلا -------------------------------------------------وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:

    ((الاستغفار للكافر :

    اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور ، بل بالغ بعضهم فقال : إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله ، لأن فيه تكذيبا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به ، وأن من مات على كفره فهو من أهل النار .-------------------------------حرمة الاستغفار للكافر والترحم عليه، اذا مات على شركه قد نقل النووي الإجماع على ذلك([2])، بل عد القرافي المالكي وابن علان الشافعي أن من الكفر الاسغفار للكافر إذا تيقن موته على شركه؛ "لأن القواطع السمعية دلت على تعذيب كل واحد ممن مات كافرا بالله تعالى"، كقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}([3]).
    وإذا شك في إسلامه فلا يستغفر له كذلك؛ لأن الأصل فيه الكفر وعدم الإسلام([4]).
    ومن أدلة تحريم الاستغفار قوله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)، وقوله تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَن َّ لَكَ)، قال ابن كثير: أي: لكم في إبراهيم وقومه أسوة حسنة تتأسون بها، إلا في استغفار إبراهيم لأبيه، فإنه إنما كان عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه. وذلك أن بعض المؤمنين كانوا يدعون لآبائهم الذين ماتوا على الشرك ويستغفرون لهم، ويقولون: إن إبراهيم كان يستغفر لأبيه، فأنزل الله، عز وجل: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم}([5]) .
    وفي صحيح مسلم: (استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي)، قال النووي: وفيه النهي عن الاستغفار للكفار.([6])
    وكذلك ما ورد عن أبي بردة، عن أبيه قال: كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان يقول لهم: "يهديكم الله ويصلح بالكم"([7])، ورواه البيهقي بلفظ: اجتمع المسلمون واليهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشمته الفريقان جميعا، فقال للمسلمين: "يغفر الله لكم، ويرحمنا الله وإياكم" وقال لليهود: "يهديكم الله، ويصلح بالكم"([8]).
    قال السندي: والحديث يدل على أن الكافر لا يدعى له بالرحمة، بل يدعى له بالهداية، وصلاح البال([9]).----------------------------------------------------الدعاء على الكفارعند أذيتهم للمسلمين ومحاربتهم لهم، والسخرية بدينهم وشعائرهم، فيدعى عليهم بالهلاك وأن يكفى المسلمون شرهم، قال النووي: وقد أخبرَ الله سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة معلومة من القرآن عن الأنبياء صلواتُ الله وسلامُه عليهم بدعائهم على الكفّار([17]).
    وقد بوب البخاري رحمه الله بباب: (الدعاء على المشركين) وأورد فيه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف» وحديث: «اللهم عليك بأبي جهل»، ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب، وفيه: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم».

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    أخي أحمد القلي
    - أدلّتي من الكتاب والسنة والإجماع أدلة خاصّة فيمن عبد غير الله سواء كان في فترة أو في غيرها، ولم تأت إلى الآن بدليل واحد في خصوص المشرك في الفترة!
    فلماذا تذهب بعيداً وتتعب القارئ فيما لا كلام فيه؟؟
    انما أتعبت من خالف مذهب أهل السنة والجماعة الذي حكاه أبو الحسن الأشعري في أنهم يمتحنون
    وأقره عليه شيخ الاسلام وابن كثير وابن القيم وابن الوزير , وأعرض عنه كل من اتخذ الكلام صنعة يتحجج وبتبجح بها
    ومن قال أنهم في النار فهم المعتزلة وبعض الأأحناف الماتوريدية , واستدلوا بالعقل و بالنقل بالنصوص التي ذكرتها أنت وقلت انها أدلة خاصة
    و أدلتك الخاصة -والتي جمعها كذلك الألباني - وكتبتها أنت على النسق نفسه , فأنت تقر أنها
    خاصة
    والكلام هنا في العموم , أي كل من لم تبلغه الدعوة , واثباث الأخص لا يستلزم اثباث الأعم كما ذكرت لك سابقا
    واذا جاء نص خاص فيه حكم على أحد من المشركين في النار , فلا يعم ذلك الحكم غيره من المشركين الا بدليل عام يشملهم ولا يستثني منهم أحدا
    وأتوقف هنا لئلا يتعبك كلامي الكثير
    أما دعوتك العريضة والطويلة أني لم آت بدليل واحد , فهذا يجعلني أوقن أنك لم تقرأ كلامي الكثير المتعب
    مع أني قرأت كلامك كله , والدليل أني بينت لك الجزء الذي حذفته من كلام ابن القيم عمدا , ليوافق ما تريد أن تصل اليه قسرا
    ولكن لا بأس سأعيد لك بعض الأدلة , ان كان لا يرهقك قراؤتها ,
    القرآن كله من أوله الى آخره يدل على أن الذي لم تبلغه دعوة الرسل -سواء قبل بعثتهم أو بعدها - هم معذورون
    ولا نقول كما قلت المعتزلة أنهم كلهم معذبون
    ولا نقول كما قلت الأشاعرة أنهم مرحومون
    بل القول الوسط لأهل السنة والجماعة أنهم في العرصات يمتحنون , فمنهم المنعمون وفيهم المعذبون
    وأقسم بالله أني على أكمل درجات الأهبة أن أباهل أي أحد على صحة هذا المذهب
    فليتقدم من يتقدم وليتأهب
    .
    وهاك بعض الأيات المصرحات بما تنكره
    ( {وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا}
    وهذا نفي مطلق لكل تعذيب , ومن قيده أو خصه بتعذيب معين فقد افترى على الله الكذب , وكان أجهل المخلوقات بلسان العرب
    {لِئَلَّا يكون للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسُل}
    فالحجة لا تكون الا بعد الرسل لا قبلهم , وليس بعد هذه الحجة حجة
    (وأوحي الي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)
    ولفظ (من) , من صيغ العموم وهذه اللام للتعليل
    فهذا القرآن أنزل لكي ينذر به النبي عليه السلام من كان في حياته
    وكل الذين يأتون من بعده بشرط أن يبلغهم
    فان كان هذا فيمن بعده , ممن لن يبلغه القرآن مع توفر الدعاة والمبلغين , فالذين من قبله أولى بهذا الشرط لعدم وجود المبلغ والنذير
    وهذه هي فترة انقطاع الرسل بينه وبين عيسى عليهما السلام كما ورد في الآية التي تفتر عندها كل حجج المعارضين المنابذين لكلام رب العالمين
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فمعلوم أن الحجة تقوم بالقرآن على من بلغه كقوله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} ، فمن بلغه بعض القرآن دون بعض قامت عليه الحجة بما بلغه من القرآن دون ما لم يبلغه،
    فكيف فيمن لم يبلغه جميع نصوص الكتاب فهذا من باب أولى" ))

    وهذا الفهم يا شيخ الاسلام لن يبلغ من كثف طبعه واستغلق عقله واستغلظ جهله
    فمن لم تبلغه نصوص الكتاب بعد البعثة غير مكلف ولا مجزي الا بما وصله منها
    وهذا اجماع كل من له عقل
    فقولوا لي بربكم لم تفرقون وبم تفرقون بين من لم يبلغه القرآن بعد نزوله فتعذرونه
    وبين من لم يبلغه ولن يبلغه قبل نزوله فلا تعذرونه وتقيمون عليه الحجة , وتحكمون عليه بجهنم
    فهلا اشتغلتم بأنفسكم فنظرتم في مصيركم وترقبتم منقبلكم الذي لا تعلمونه الا يوم ترونه ؟
    ولو فعلتم لشغلكم ذلك عن كل حكم على عباد الله الذين لن يحاسبهم أحد سواه فله الحكم واليه المصير
    وكيف يجرؤ أحدكم أن يحكم على كل العرب والعجم الذين كانوا في الفترة بين آخر نبيين مرسلين -وهي ستة قرون -
    أنهم من أصحاب الجحيم ؟
    هل اطلعتم الغيب أم اتخذتم عند الرحمن عهدا ؟؟
    وأنتم قد قرأتهم حديثا أو حديثين فيه الحكم على رجلين أو ثلاث أو أربع أو أكثر من ذلك أو أدنى أنهم في النار
    فقستم وبئس القياس قياسكم أن كل الخلائق المتبقية والتي لا تحصى عددا كلهم في النار وبئس القرار
    وقد كذبكم نبيكم حين أخبركم الخبر الصادق فقال
    (عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ لَا يُؤْمِنُ بِي إِلَّا دَخَلَ النَّارَ» )
    و(أحد ) نكرة في سياق النفي فهي تعم كل أحد لم يسمع بهذه الدعوة , أي لم تبلغه دعوة النبي عليه السلام
    وهذه أعم من بلوغ القرآن فتدبر ان بقي شيء للتدبر
    وأعيد لكم الكرة عليكم
    من لم يسمع بالدعوة قبل البعثة قد حكمت أنهم في النار مخلدون
    ومن لم يسمع بها بعد البعثة قلتم أنهم معذورون
    بأي شيء تفرقون , وبأي ميزان تزنون ؟؟
    أما كلامك في الحديث وعلله , فلو لم تكتبه لكان خيرا لك
    وقد بينت لك من صحح الأحاديث(وأضف اليهم ابن حزم الأندلسي ) , وقد أخبرتك سابقا أن أسانيدها متكلم فيها الا اثنين منها كما قال ابن القيم وشيخه
    وهو ذكر الأسانيد من كتاب المروزي في الرد على ابن قتيبة , والذي لم يخطر لك على بال
    وأتركك تتم كلامك عن الاسنادين الصحيحين المتبقين ثم يكون لي معك كلام
    مع أنك لو لم تعثر على كلام ابن عبد البر , لما خطر على بالك أن الأحاديث معلولة
    وكل من صحح الأحاديث قد تكلم في تلك العلل وفصلها قبل أن تخرج أنت الى الدنيا
    و كل واحد منهم هو أعلم وأعرف بها من ملء الأرض من مثلك
    وقبل أن تتم تلك العلل العليلة فاشفعها بواحد آخر يضعفها كما زعم ابن عبد البر , الذي بين ابن القيم وهن كلامه وضعف حجته غاية التبيان
    وأعلم أني أطلت عليك وربما أتعبتك القراءة مع أني أختصرت قدر المستطاع لكن لن أفارقك حتى أذكر لك كلام شيخ الاسلام الذي سيرهقك و الذي فيه جماع الآيات البينات على ما تريد أن تنكره بعقلك والذي يثبت بطلان حكمك على ما لا يحصى من الخلائق من أن الله سيعذبهم ولا يعذرهم ولا أحد أحب اليه العذر منه كما أخبر عنه أعرف الخلق به لا كما يزعمه أجهل الخلق به ويصفاته
    قال وتأمل ما قال
    ( أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» .
    فَأَخْبَرَ أَنَّهُ مَقَتَهُمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ الْبَقَايَا، وَالْمَقْتُ هُوَ الْبُغْضُ بَلْ أَشَدُّ الْبُغْضِ وَمَعَ هَذَا فَقَدَ أَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَقَالَ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} وَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُقْتَضِيَ لِعَذَابِهِمْ قَائِمٌ، وَلَكِنَّ شَرْطَ الْعَذَابِ هُوَ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ وَلِهَذَا قَالَ {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ»
    (
    وقال
    (مَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُسِيئِينَ وَلَا مُرْتَكِبِينَ لِقَبِيحٍ حَتَّى جَاءَ السَّمْعُ. وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.
    قَالَ - تَعَالَى -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} وَقَالَ - تَعَالَى -: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ - تَعَالَى -: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} فَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَ الْكُفَّارَ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا، وَبَيَّنَ أَنَّهُمْ قَبْلَ الرَّسُولِ كَانُوا قَدِ اكْتَسَبُوا الْأَعْمَالَ الَّتِي تُوجِبُ الْمَقْتَ وَالذَّمَّ وَهِيَ سَبَبٌ لِلْعَذَابِ، لَكِنْ شَرْطُ الْعَذَابِ قِيَامُ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِالرِّسَالَةِ.) )

    وتأمل قوله
    (وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.)
    وكأنه يقصدك أنت ومن وافقك سواء ممن سبقك أوممن سيلحقك
    فتعذيبهم بدون السمع اما لقيام الحجة بالعقل كما يقول القدرية (المعتزلة)
    أو لمحض المشيئة فانه يعذب من بشاء كما يقول الجبرية
    فانظر الى أي الفريقين تنتسب وأي المذهبين تنتحل
    ###

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    ( إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب )

    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)


    القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)
    يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ينادون في النار يوم القيامة إذا دخلوها, فمقتوا بدخولهموها أنفسهم حين عاينوا ما أعدّ الله لهم فيها من أنواع العذاب, فيقال لهم: لمقت الله إياكم أيها القوم في الدنيا, إذ تدعون فيها للإيمان بالله فتكفرون, أكبر من مقتكم اليوم أنفسكم لما حل بكم من سخط الله عليكم.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    * ذكر من قال ذلك:
    حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) قال: مقتوا أنفسهم حين رأوا أعمالهم, ومقت الله إياهم في الدنيا, إذ يدعون إلى الإيمان, فيكفرون أكبر.
    حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) يقول: لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الإيمان في الدنيا, فتركوه, وأبوا أن يقبلوا, أكبر مما مقتوا أنفسهم, حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة.
    حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) في النار ( إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمَانِ ) في الدنيا( فَتَكْفُرُونَ ) .
    حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ ) ... الآية, قال: لما دخلوا النار مقتوا أنفسهم في معاصي الله التي ركبوها, فنودوا: إن مقت الله إياكم حين دعاكم إلى الإسلام أشد من مقتكم أنفسكم اليوم حين دخلتم النار.

    تفسير الطبري


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •