تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 61 إلى 69 من 69

الموضوع: هل يمقت الله عز وجل و يغضب على المعذور ؟

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    نفع الله بكم جميعا .
    في الحديث الذي خرجه مسلم في صحيحه : عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله ، أين أبي ؟ قال : "في النار " فلما قفى دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار" .
    وأخرج أيضا : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي ".


    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" 2 / 291 - 298 ، باختصار .
    " وَهُنَا أَصْلٌ لَا بُدَّ مِنْ بَيَانِهِ ، وَهُوَ : أَنَّهُ قَدْ دَلَّتِ النُّصُوصُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ إِلَّا مَنْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولًا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ :
    قَالَ - تَعَالَى -: { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 13 - 15] ... وَقَالَ: { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُ مْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [الزمر: 71] وَقَالَ - تَعَالَى -: { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُ مْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأنعام: 130] وَقَالَ - تَعَالَى -: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } [القصص: 59] ...
    وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ : فَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحُجَّةَ إِنَّمَا تَقُومُ بِالْقُرْآنِ عَلَى مَنْ بَلَغَهُ ، كَقَوْلِهِ: { لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام: 19] .
    فَمَنْ بَلَغَهُ بَعْضُ الْقُرْآنِ دُونَ بَعْضٍ : قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ بِمَا بَلَغَهُ ، دُونَ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ .
    فَإِذَا اشْتَبَهَ مَعْنَى بَعْضِ الْآيَاتِ ، وَتَنَازَعَ النَّاسُ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ : وَجَبَ رَدُّ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
    فَإِذَا اجْتَهَدَ النَّاسُ فِي فَهْمِ مَا أَرَادَهُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : فَالْمُصِيبُ لَهُ أَجْرَانِ ، وَالْمُخْطِئُ لَهُ أَجْرٌ .
    فَلَا يُمْنَعُ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا ؛ فَمَنْ لَمْ يَبْلُغْهُ جَمِيعُ نُصُوصِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا : لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ إِلَّا بِمَا بَلَغَهُ ، وَمَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ مَعْنَاهُ مِنْهُ ، فَاجْتَهَدَ فِي مَعْرِفَتِهِ : فَإِنْ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِنْ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ، وَخَطَؤه مَحْطُوطٌ عَنْهُ .
    فَأَمَّا مَنْ تَعَمَّدَ تَحْرِيفَ الْكِتَابِ ، لَفْظِهِ أَوْ مَعْنَاهُ ، وَعَرَفَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ، فَعَانَدَهُ : فَهَذَا مُسْتَحِقٌّ لِلْعِقَابِ .
    وَكَذَلِكَ مَنْ فَرَّطَ فِي طَلَبِ الْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ ، مُتَّبِعًا لِهَوَاهُ ، مُشْتَغِلًا عَنْ ذَلِكَ بِدُنْيَاهُ .
    وَعَلَى هَذَا :
    فَإِذَا كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْكِتَابِ قَدْ حَرَّفُوا بَعْضَ الْكِتَابِ ، وَفِيهِمْ آخَرُونَ لَمْ يَعْلَمُوا ذَلِكَ ، فَهُمْ مُجْتَهِدُونَ فِي اتِّبَاعِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ : لَمْ يَجِبْ أَنْ يُجْعَلَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْمُسْتَوْجِبِ ينَ لِلْوَعِيدِ .
    وَإِذَا جَازَ أَنْ يَكُونَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ جَمِيعَ مَا جَاءَ بِهِ الْمَسِيحُ ، بَلْ خَفِيَ عَلَيْهِ بَعْضُ مَا جَاءَ بِهِ ، أَوْ بَعْضُ مَعَانِيهِ ، فَاجْتَهَدَ : لَمْ يُعَاقَبْ عَلَى مَا لَمْ يَبْلُغْهُ ، وَقَدْ تُحْمَلُ أَخْبَارُ الْيَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ تُبَّعٍ ، وَالَّذِينَ كَانُوا يَنْتَظِرُونَ الْإِيمَانَ بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، كَابْنِ التَّيِّهَانِ وَغَيْرِهِ ، عَلَى هَذَا ؛ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُكَذِّبِينَ لِلْمَسِيحِ تَكْذِيبَ غَيْرِهِمْ مِنَ الْيَهُودِ .
    وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ : هَلْ يُمْكِنُ مَعَ الِاجْتِهَادِ وَاسْتِفْرَاغِ الْوُسْعِ ، أَنْ لَا يُبَيَّنَ لِلنَّاظِرِ الْمُسْتَدِلِّ صِدْقُ الرَّسُولِ ، أَمْ لَا ؟
    وَإِذَا لَمْ يتبينْ لَهُ ذَلِكَ : هَلْ يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ أَمْ لَا ؟ .
    وَتَنَازَعَ بَعْضُ النَّاسِ فِي الْمُقَلِّدِ مِنْهُمْ أَيْضًا .
    وَالْكَلَامُ فِي مَقَامَيْنِ:
    الْمَقَامُ الْأَوَّلُ: فِي بَيَانِ خَطَأِ الْمُخَالِفِ لِلْحَقِّ وَضَلَالِهِ ؛ وَهَذَا مِمَّا يُعْلَمُ بِطُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ ، عَقْلِيَّةٍ وَسَمْعِيَّةٍ ، وَقَدْ يُعْرَفُ الْخَطَأُ فِي أَقْوَالٍ كَثِيرَةٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ الْمُخَالِفِينَ لِلْحَقِّ ، وَغَيْرِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، بِأَنْوَاعٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنَ الدَّلَائِلِ.
    وَالْمَقَامُ الثَّانِي: الْكَلَامُ فِي كُفْرِهِمْ وَاسْتِحْقَاقِه ِمُ الْوَعِيدَ فِي الْآخِرَةِ.
    فَهَذَا فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ لِلنَّاسِ ، مِنْ أَصْحَابِ الْأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ ، مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ ، لَهُمُ الْأَقْوَالُ الثَّلَاثَةُ :
    قِيلَ: إنَّهُ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ ، وَإِنْ لَمْ يُرْسَلْ إِلَيْهِ رَسُولٌ ، لِقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ بِالْعَقْلِ . وَهَذَا قَوْلُ كَثِيرٍ مِمَّنْ يَقُولُ بِالْحُكْمِ الْعَقْلِيِّ ، مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْفِقْهِ ، مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمْ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي الْخَطَّابِ.
    وَقِيلَ: لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ بِالْعَقْلِ ؛ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يُعَذَّبَ مَنْ لَمْ يَقُمْ عَلَيْهِ حُجَّةٌ ، لَا بِالشَّرْعِ وَلَا بِالْعَقْلِ . وَهَذَا قَوْلُ مَنْ يُجَوِّزُ تَعْذِيبَ أَطْفَالِ الْكُفَّارِ وَمَجَانِينِهِم ْ . وَهَذَا قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ ، كَالْجَهْمِ وَأَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَأَصْحَابِهِ وَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَابْنِ عَقِيلٍ وَغَيْرِهِمْ.
    وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: وَعَلَيْهِ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ : أنَّهُ لَا يُعَذَّبُ إِلَّا مَنْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ ، وَلَا يُعَذَّبُ إِلَّا مَنْ خَالَفَ الرُّسُلَ ; كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ؛ قَالَ - تَعَالَى - لِإِبْلِيسَ - : {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 85] .
    وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ ؛ فَنَحْنُ فِيمَا نُنَاظِرُ فِيهِ أَهْلَ الْكِتَابِ: مُتَقَدِّمِيهِم ْ وَمُتَأَخِّرِيه ِمْ :
    تَارَةً نَتَكَلَّمُ فِي الْمَقَامِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ بَيَانُ مُخَالَفَتِهِمْ لِلْحَقِّ ، وَجَهْلِهِمْ وَضَلَالِهِمْ ، فَهَذَا تَنْبِيهٌ لِجَمِيعِ الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّة ِ .
    وَتَارَةً نُبَيِّنُ كُفْرَهُمُ الَّذِي يَسْتَحِقُّونَ بِهِ الْعَذَابَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَهَذَا أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؛ لَا يُتَكَلَّمُ فِيهِ إِلَّا بِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ .
    كَمَا أَنَّا أَيْضًا لَا نَشْهَدُ بِالْإِيمَانِ وَالْجَنَّةِ ، إِلَّا لِمَنْ شَهِدَتْ لَهُ الرُّسُلُ .
    وَمَنْ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فِي الدُّنْيَا بِالرِّسَالَةِ ، كَالْأَطْفَالِ وَالْمَجَانِينِ وَأَهْلِ الْفَتَرَاتِ : فَهَؤُلَاءِ فِيهِمْ أَقْوَالٌ ؛ أَظْهَرُهَا مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ : أَنَّهُمْ يُمْتَحَنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ مَنْ يَأْمُرُهُمْ بِطَاعَتِهِ، فَإِنْ أَطَاعُوهُ اسْتَحَقُّوا الثَّوَابَ ، وَإِنْ عَصَوْهُ اسْتَحَقُّوا الْعِقَابَ."اهــ

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
    في الحديث الذي خرجه مسلم في صحيحه : عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله ، أين أبي ؟ قال : "في النار " فلما قفى دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار" .
    وأخرج أيضا : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي ".
    قد سبق الجواب على من احتج بمثل هذه النصوص الخاصة في تعذيب من لم تبلغه الدعوة
    فأولا , هي حوادث أعيان ليس لها عموم , والعموم يستفاد من الألفاظ الدالة عليه المعلومة في كلام العرب
    وليس في هذه الأخبار الا حكاية عن أشخاص مخصوصين سيصيبهم العذاب
    وثانيا
    أن هؤلاء الأشخاص داخلون في عموم أحاديث الامتحان يوم القيامة , وأنهم سيمتحنون كما يمتحن كل من لم تبلغه الدعوة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان وما ذلك على الله بعزيز
    فقد يعلم النبي عليه الصلاة والسلام مصير بعض الناس , لذلك كان يبشر بعض أصحابه بالجنة وهم أحياء كما يخبر عن فلان أنه من أهل النار أو رآه يتعذب في النار
    و هذا المسلك في الجمع مقدم على الترجيح بين الأخبار التي ظاهرها التعارض

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    في تعذيب من لم تبلغه الدعوة
    من لم تبلغه الدعوة لا يعذب بنص القرآن !
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان
    أين الدليل الواضح الصريح على هذا من الكتاب أو السنة الصحيحة ؟!

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    من لم تبلغه الدعوة لا يعذب بنص القرآن !
    لا تقتطع جزء من العبارة فيتحول المعنى الى معنى مغلوط غير مقصود و هذا كمن يقرأ (فويل للمصلين )
    ثم يتوقف
    فلم أقل من قبل ولا من بعد ان من لم تبلغه الدعوة سيعذب و كل هذا النزاع مع الأخ المأربي لأبين له أن الله لا يعذب أحدا بعد اقامة الحجة
    فهذه العبارة المقتطعة
    المشاركة الأصلية كتبت بواطة أحمد القلي
    في تعذيب من لم تبلغه الدعوة
    لم أكتبها ابتداء ولا تفهم الا في سياقها والكلام المقدم عليها وهو الآتي
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي
    قد سبق الجواب على من احتج بمثل هذه النصوص الخاصة في تعذيب من لم تبلغه الدعوة
    فلما كتبت أنت تلك الأحاديث , ذكرتك أن المأربي قد سبق الى ايرادها محتجا بها أن الله تعالى يعذب لم تقم عليه الحجة من أهل الفترة
    وقد سبق الرد عليه -و ان لم يقنع به-في أن هذه الأحاديث انما جاءت في قضايا أعيان مخصوصين , ولا يعمم الحكم المستفاد من حادثة عين
    فمن استدل بها هو من قال بتعذيب من لم تبلغه الدعوة , وهذا واضح بين مكتوب مكشوف في كل مشاركة كتبت من قبل
    أين الدليل الواضح الصريح على هذا من الكتاب أو السنة الصحيحة ؟!
    يمكن أن يقلب عليك السؤال فيقال
    أين الدليل الواضح الصريح من الكتاب والسنة والاجماع والقياس على هذا الذي نفيته أنت ؟!؟
    فالذي أثبته أنا لا يحتاج الى دليل الا معرفة أن الله تعالى قد ينبئ نبيه -صلى الله عليه وسلم - بما شاء من أمور الغيب قبل أن تحدث
    والا كيف عرف أن فلانا من أهل الجنة وأن فلانا من الشهداء وأن فلانا يدخلها بغير حساب ؟
    ولكن مادمت أنك قد طالبت بالدليل فهاكه
    في الحديث المشهور في صلاة الكسوف لما عرضت عليه الجنة والنار في عرض الحائط كان مما قاله
    (ورَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمْ أَنْظُر مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ. . . .))
    وهو يرى ما لا نرى , فقد كان أصحابه يصلون خلفه ولم يروا شيئا ولم يشعروا الا بحركة يده وبتكعكعه
    وليس معنى (رأيت ) علمت ,كما أولها من أول , بل رأى ذلك رأي العين ونظرة الحق المبين
    بدليل قوله ( وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ , مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ) ,
    فهذا المنظر الأفظع لم يره الا في ذلك اليوم
    و كاد ان يأخذ عنقودا بيده ليأكل منه الصحابة ومن بعدهم الى يوم الدين , وهذا المعنى لا يبق معه أي تعلق لمتأول حيث قال ( إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا.))

    ويزيد الأمر وضوحا بينا صريحا رواية مسلم , ففيها تبيان كل شيء
    (وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا، رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، وَرَأَيْتُ أَبَا ثُمَامَةَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ..))
    فقد رآه يجرأمعاءه في النار , فهو لم يخبر مجرد خبر أنه في النار كما قال عن أبيه (أبي وأباك في النار)
    بل رآه ورأى المرأة ورأى أشياء لا ندركها ولا نملك معها الا التسليم له فيما أخبر صلى الله عليه وسلم







  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    لقد قلتَ :
    لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان


    يا أخي - وفقك الله - طلبت منك دليلا خاصا على ما ذكرتَ ، وإذا بك تأتي بنصوص عامة أو في غير محل النزاع !!
    وأنا لا أنازعك في أصل المسألة بل أنازعك في بعض أجزائها في الاستدلال كهذه .

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب
    لأن الآخرة دار جزاء وليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين،

    أليس هذا بتكليف يوم القيامة :
    ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)

    وقد ثبت في الأخبار الصحاح أن المؤمن يسجد لله يوم القيامة ، وأن المنافق لا يستطيع السجود ، وتكون ظهور المنافقين مثل صياصي البقر ، أليس هذا بتكليف في عرصات القيامة ؟!

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وأما بالنسبة لأبي النبي صلى الله عليه وسلم فإنه من ‏أهل الفترة، ولأهل العلم فيهم أقوال: ‏
    ‏1- قال بعضهم هم في النار، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ‏ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48). ‏
    ‏ 2- وقال آخرون: هم معذورون، لقوله تعالى: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ ‏فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ‏‏(الاسراء:15). ‏
    ‏ 3- وقال آخرون إنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن جابوا فهم في الجنة وإن لم يجيبوا فهم ‏في النار، لحديث الأسود بن سريع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أربعة يوم ‏القيامة…وذكر منهم رجلاً مات في فترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ ‏مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها ‏لكانت عليهم برداً وسلاماً" رواه أحمد. وهذا القول الأخير هو الأقرب، لأن فيه جمعاً بين ‏الأدلة.
    وأما أبو النبي صلى الله عليه وسلم فإن الحديث السابق يدل على أنه في النار مع أنه ‏من أهل الفترة، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأن الله علم أنه ممن لا يجيب. قال ابن كثير ‏رحمه الله في البداية والنهاية: (وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ‏ينافي الحديث الوارد عنه من عدة طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم ‏يمتحنون في العرصات يوم القيامة، كما بسطناه سنداً ومتناً في تفسيرنا عند قوله تعالى : ‏‏( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا ) [ الإسراء: 15]. فيكون منهم من يجيب ومنهم من ‏لا يجيب، فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة). اهـ.‏
    وقيل لأنه - ومن معه - بلغهم بقايا من دين إبراهيم عليه السلام فلا يعذرون وقيل المراد بالأب عمه أبو طالب والعرب تطلق الأب على العم
    والله أعلم
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=10467

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    لقد قلتَ :
    لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان


    يا أخي - وفقك الله - طلبت منك دليلا خاصا على ما ذكرتَ ، وإذا بك تأتي بنصوص عامة أو في غير محل النزاع !!
    وأنا لا أنازعك في أصل المسألة بل أنازعك في بعض أجزائها في الاستدلال كهذه .
    سيحان الله وهل هذا يحتاج الى دليل الا اذا احتاجت الشمس الى دليل ؟
    أعيد لك العبارة التي لا تحتاج الى بيان الا اذا طلب البيان على أن النبي عليه السلام يوحى اليه بأمور غيبية لم تحدث بعد
    [الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان)
    هو قد علم بمصيرهم بأنهم في النار قبل وقوع الامتحان يوم القيامة
    أي أنهم سيمتحنون كسائر الناس ممن لم تبلغهم الدعوة , والله يعلم مسبقا أنهم لن يجيبوا داعيه في ذلك الامتحان
    فأخبر نبيه بهذا المصير قبل أن يصيروا اليه , فتكلم النبي عليه السلام عن علم الله فيه وفي أمثاله ممن أخبر أنهم في النار
    فهل هذا يحتاج الى بيان أو برهان ؟
    ولذلك ضربت لك تلك الأمثال ممن أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن مصيرهم قبل المصير اليه
    بل والأكثر من ذلك أنه رآهم في النار يعذبون
    والأعجب من كل ذلك أنك كنبت بخط يديك مثل هذا المعنى حين نقلته عن الحافظ ابن كثير فتأمل
    وأما أبو النبي صلى الله عليه وسلم فإن الحديث السابق يدل على أنه في النار مع أنه ‏من أهل الفترة، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأن الله علم أنه ممن لا يجيب. قال ابن كثير ‏رحمه الله في البداية والنهاية: (وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ‏ينافي الحديث الوارد عنه من عدة طرق متعددة أن أهل الفترة ..... فيكون منهم من يجيب ومنهم من ‏لا يجيب، فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة). اهـ
    فكيف عرف النبي عليه الصلاة والسلام أنهم من جملة من لا يجيب ؟
    أما القول الآخر المحكي بعد هذا فقد سبق بيان ضعفه فيما سبق من المشاركات
    وأيضا قولك هذا
    أليس هذا بتكليف يوم القيامة :
    ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)

    وقد ثبت في الأخبار الصحاح أن المؤمن يسجد لله يوم القيامة ، وأن المنافق لا يستطيع السجود ، وتكون ظهور المنافقين مثل صياصي البقر ، أليس هذا بتكليف في عرصات القيامة ؟!
    فقد سبق الرد على المأربي في الاحتجاج بهذا الأصل لابطال ما دلت عليه أحاديث أهل الفترة
    وهو قد تلقفه من عند ابن عبد البر , وقد رد عليه ابن القيم -وتابعه ابن كثير - ردا مفصلا وذكر النصوص في اثيات ما نفاه ابن عبد البر وأولها آية السجود و غيرها مما احتج به على وقوع التكليف الذي لا ينقطع الا بدخول الدارين كما سبق مرارا ذكره

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ؟؟!!
    نقلت لك كلام ابن كثير لأعلمك أن المسألة فيها خلاف بدليل أني نقلت لك القول الثاني ، وما تضعفه أنت يقويه غيرك وهم من أهل العلم.
    قال شيخنا ابن باز رحمه الله :
    أهل الفترة ليس في القرآن ما يدل على أنهم ناجون أو هالكون, وإنما قال الله-جل وعلا-: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً, فالله- جل وعلا- من كمال عدله لا يعذب أحداً إلا بعد بعث الرسول, فمن لم تبلغه الدعوة فليس بمعذب حتى تقام عليه الحجة وأخبر-سبحانه-أنه لا يعذبهم إلا بعد إقامة الحجة, والحجة قد تقوم عليهم حتى يوم القيامة كما جاء في السنة, لما تقام الحجة على أهل الفترات ويمتحنون يوم القيامة, ومن أجاب وامتثل نجا, ومن عصى دخل النار, والنبي - صلى الله عليه وسلم-قال: (إن أبي وأباك في النار) لما سأله عن أبيه قال: (إن أباك في النار ، فلما رأى ما في وجهه من التغير قال: إني أبي وأباك في النار) حتى يتسلى بذلك وأنه ليس خاصاً بأبيه, ولعل هذين بلغتهما الحجة, لعل أبا الرجل وأبا النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغتهما الحجة, النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: (إن أبي وأباك في النار) إنما قاله عن علم-عليه الصلاة والسلام- وهو لا ينطق عن الهوى قال الله-سبحانه-: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى, وإنما قال ذلك عن علم عن الله-عز وجل- فلولا أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قامت عليه الحجة لما قال في حقه النبي ما قال- عليه الصلاة والسلام-, فلعله بلغه ما يوجب عليه الحجة كدين إبراهيم- عليه الصلاة والسلام-, فإنهم كانوا على ملة إبراهيم حتى أحدث ما أحدث عمر بن لحي الخزاعي, وسرى في الناس ما أحدثه عمر من بث الأصنام ودعوتها من دون الله, فلعل عبد الله كان قد بلغه ما يدل على أن هذا باطل, وما عليه قريش من عبادة الأصنام باطل فتابعهم فلهذا قامت عليه الحجة, وهكذا ما جاء في الحديث أنه-صلى الله عليه وسلم - استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له فاستأذن أن يزورها فأذن له فهو لم يؤذن له أن يستغفر لأمه ومن هذا الباب لعله أنه بلغها ما يقيم عليها الحجة, أو لأن هذا جاهلية يعاملون معاملة الكفرة في أحكام الدنيا, فلا يدعى لهم, ولا يستغفر لهم؛ لأنهم في ظاهرهم الكفر ظاهرهم مع الكفرة, فيعاملون معاملة الكفرة وأمرهم إلى الله في الآخرة, فالذي لم تقم عليه الحجة في الدنيا لا يعذب حتى يمتحن يوم القيامة؛ لأن الله-سبحانه-قال: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً, فإذا علم أن أناساً كانوا في فترة لم تبلغهم دعوة نبي فإنهم يمتحنون يوم القيامة, فإن أجابوا صاروا إلى الجنة, وإن عصوا صاروا إلى النار, وهكذا الشيخ الهرم الذي ما بلغته الدعوة, والمجانين الذين ما بلغتهم الدعوة وأشباههم, والأطفال يمتحنون أطفال الكفار على الصحيح؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عنهم قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين), فأولاد الكفار يمتحنون يوم القيامة كأهل الفترة, فإن أجابوا جواباً صحيحاً نجوا وإلا صاروا مع الهالكين, فليس بحمد لله في حق أبوي النبي ليس في ذلك إشكال على من عرف السنة وقاعدة الشرع. بارك الله فيكم
    http://www.binbaz.org.sa/noor/1525

    وبهذا تكون المسألة قد بان أمرها من الأدلة وأقوال أهل العلم لدي الفريقين ، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •