تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 69

الموضوع: هل يمقت الله عز وجل و يغضب على المعذور ؟

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا )

    قال أبو جعفر الطبري في تفسيره : يعني بقوله جل ثناؤه " وكنتم على شفا حفرة من النار "، وكنّتم، يا معشر المؤمنين، من الأوس والخزرج، على حرف حُفرةٍ من النار. وإنما ذلك مثَلٌ لكفرهم الذي كانوا عليه قبل أن يهديهم الله للإسلام. يقول تعالى ذكره: وكنتم على طرَف جهنم بكفركم الذي كنتم عليه قبل أن يُنعم الله عليكم بالإسلام، فتصيروا بائتلافكم عليه إخوانًا، ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا على ذلك من كفركم، فتكونوا من الخالدين فيها، فأنقذكم الله منها بالإيمان الذي هداكم له.

    ثم قال /
    وبنحو الذي قلنا في ذلك من التأويل، قال أهل التأويل.
    *ذكر من قال ذلك:
    7591- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته "، كان هذا الحيّ من العرب أذلَّ الناس ذُلا وأشقاهُ عيشًا، وأبْيَنَه ضلالة، وأعراهُ جلودًا، وأجوعَه بطونًا، مَكْعُومين على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم، لا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه. مَنْ عاش منهم عاش شقيًّا، ومن مات رُدِّي في النار، يؤكلون ولا يأكلون، والله ما نعلم قبيلا يومئذ من حاضر الأرض، كانوا فيها أصغر حظًّا، وأدق فيها شأنًّا منهم، حتى جاء الله عز وجل بالإسلام، فورَّثكم به الكتاب، وأحل لكم به دار الجهاد، ووضع لكم به من الرزق، (67) وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا نِعمَه، فإن ربكم منعِمٌ يحب الشاكرين، وإن أهل الشكر في مزيد الله، فتعالى ربنا وتبارك.
    7592- حدثني المثني قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قوله: " وكنتم على شفا حفرة من النار "، يقول: كنتم على الكفر بالله، =" فأنقذكم منها "، من ذلك، وهداكم إلى الإسلام.
    7593- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها "، بمحمد صلى الله عليه وسلم يقول: كنتم على طرَف النار، من مات منكم أوبِقَ في النار، فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة.

    البغوي /
    ( وكنتم ) يا معشر الأوس والخزرج ( على شفا حفرة من النار ) أي على طرف حفرة مثل شفا البئر معناه : كنتم على طرف حفرة من النار ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا على كفركم

    القرطبي /

    قوله تعالى : واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها أمر تعالى بتذكر نعمه ، وأعظمها الإسلام واتباع نبيه محمد عليه السلام ; فإن به زالت العداوة والفرقة وكانت المحبة والألفة . و
    المراد الأوس والخزرج ; والآية تعم .





  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    هذه الآيات البينات ديل على خطأ كل من حكم على عباد الله بالنار , ولم يأتهم أي انذار ولا اعذار

    وقد سبق تقرير أن القرآن كله يدل على هذه المسلمة التي لم يستسلم لها الذين أوجبوا على الله أن يعذب من لم يرسل اليه النذير ولا البشير
    واليك الآيات التي استدللت بها لتتبين أنها تقرر هذه المسلمة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    ( إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب )

    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة

    القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)
    يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ينادون في النار يوم القيامة إذا دخلوها, فمقتوا بدخولهموها أنفسهم حين عاينوا ما أعدّ الله لهم فيها من أنواع العذاب, فيقال لهم: لمقت الله إياكم أيها القوم في الدنيا, إذ تدعون فيها للإيمان بالله فتكفرون,


    فالشرط الذي هدم كل شيء هو
    (إذ تدعون الى لإيمان)
    فلا بد من وجود دعوة ليستحقوا المقت بعد رفضها والاعراض عنها
    والدعوة لا تكون الا بوجود الداعي
    ولا يشك من بقي في رأسه أدنى ذرة من عقل أن من لم تبلغه الدعوة ليس مخاطبا بقوله عزوجل (اذ تدعون )
    والعجب من هذه المسلمة كيف لم يظهر أمرها لكل ذي عينين ؟
    وكل كلام المفسرين الذي نقله الطبري يصب في هذا المعنى مثل
    عن قتادة, قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) يقول: لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الإيمان في الدنيا, فتركوه, وأبوا أن يقبلوا
    حين عرض عليه الايمان في الدنيا
    فالايمان عرض عليهم فأعرضوا عنه فاستحقوا المقت والعقاب والعذاب
    ومن لم يعرض عليه ايمان ولا اسلام , فهل يكون مصيره كالذي سبق ؟
    كل يجيب في خاصة نفسه
    وكذلك آية آل عمران الأخرى فانها تدل بأصرح عبارة على تلك المسلمة التي لا لبس ولا شية فيها
    وأكتفي بتفسير السدي كمثال على ذلك
    عن السدي: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها "، بمحمد صلى الله عليه وسلم يقول: كنتم على طرَف النار، من مات منكم أوبِقَ في النار،فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة.
    لو تأملت الآية حق التأمل لوجدت الخطاب فيها متوجها الى من يسمعه وقت نزوله
    ومن مات قبل البعثة لن يمكنه سماعه كما هو معلوم من الواقع والعقل بالضرورة
    وهؤلاء الصحابة وغيرهم لم ينقذهم الله تعالى من الحفرة الا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم
    فالأمر متعلق بالبعثة لا قبلها
    قال الله تعالى (كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا)
    فان كان هذا في سيد ولد آدم فكيف في بقية أولاده ؟
    وتأمل معي هذا المثال ليتضح المقال ويرتفع الى الأبد الاشكال
    أحوان توأمان , نشآ في جاهلية جهلاء لا يعرفان ربا ولا دينا ولا ايمانا ولا كتابا
    وتوفي أحدهما و أدرك الثاني زمن النبوة فآمن بالله واليوم الآخر ومات على ذلك
    فاذا وقف الاثنان أما الرحمن , هل ترى أن الله سيعذب الأول ويدخله جهنم لأنه مات مشركا ولم يؤمن كما آمن أخوه ؟
    لا مناص أن هذا الرجل سيقول
    لو تركتني يارب حتى أدركت رسولك لآمنت كما آمن أخي
    وسيقول
    ألم تقل يارب وقولك الحق ولا مبدل لكلامتك
    ( {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل})
    فانه لم يأتني رسول منك يا رحمن ولم أعرف نذيرا ينذرني لقاء يومي هذا
    فهل تعذبني بلا حجة ؟
    وليجب كل في نفسه سرا .
    وقال البغوي في تفسير الآية السابقة
    قَوْلُهُ تَعَالَى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} فَيَقُولُوا: مَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا وَمَا أَنْزَلْتَ إِلَيْنَا كِتَابًا،
    وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُ الْخَلْقَ قَبْلَ بَعْثِهِ الرَّسُولَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا")) انتهى
    وهذا لا يحتاج الى بيان لولا كثرة الخصام

    وأختم بهذه الآية الدامغة , وما أكثر مثيلاتها في القرآن ؟
    وفيها خطاب لأهل النار بعد أن دخلوها
    (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ))
    فالناس يوم القيامة فريقان
    فريق في الجنة وهم من ثقلت موازينه
    وفريق في السعير ممن خفت موازينه
    وهؤلاء المخاطبون بقوله عزوجل (ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون ؟)
    فهل كانت الآيات تتلى على أهل الفترة ؟؟؟
    أجيبوا

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    قتادة /
    كان هذا الحيّ من العرب أذلَّ الناس ذُلا وأشقاهُ عيشًا، وأبْيَنَه ضلالة، وأعراهُ جلودًا، وأجوعَه بطونًا، مَكْعُومين على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم، لا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه. مَنْ عاش منهم عاش شقيًّا، ومن مات رُدِّي في النار،
    السدي /
    كنتم على طرَف النار، من مات منكم أوبِقَ في النار، فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة

    اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل

    فهمنا قولك اخي الكريم تشترط مباشرة الداعي للمدعوا كي تكون الحجة قائمة
    و هذا لم يقله احد الا انت
    و يكفي في الحكم عليه بالبطلان ان الحجة تسقط و تبطل بموت النبي ؟

    اثبات العذاب الاخروي يستلزم ان الحجة قائمة على المعذب -
    ( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
    انقذهم بمبعث النبي و لولا ذلك لما منعهم من النار الا الموت
    و انت تقول لا يزالون سالمين من النار قبل مبعث النبي لانهم اهل اعذار
    و يلزم من قولك ان النبي لو لم يبعث لما دخلوا النار لاجل شركهم و كفرهم لانهم معذورين
    و الله عز وجل يقول

    ( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
    و انت تقول لم يكونوا على شفا حفرة من النار لانهم معذورين فلو ماتوا لما دخلوا النار . و لو لم يبعث النبي لما دخلوا النار





  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    و انت تقول لا يزالون سالمين من النار قبل مبعث النبي لانهم اهل اعذار
    لم تقولني ما لم أقل ؟
    ( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
    و انت تقول لم يكونوا على شفا حفرة من النار لانهم معذورين فلو ماتوا لما دخلوا النار . و لو لم يبعث النبي لما دخلوا النار

    أنى لك هذا ؟
    لم يكونوا على شفا حفرة من النار لأنهم لم يكونوا موجودين حين خاطب الله تعالى الصحابة بهذا الخطاب
    أعد قراءة الآية بتجرد وبتمعن دون تعنت ستكتشف قبح ما كتبت .
    وأهل الأعذار بين حالهم النبي عليه السلام في الحديث الذي نقله ستة من أصحابه ممن أنقذهم الله من النار
    وكبر عليك أنت ومن شابهك التصديق به
    وقد أخبرك من لا ينطق على الهوى أن كل من لم تبلغه الدعوة سيمتحن في عرصات القيامة بالطريقة التي وصفها في الحديث والتي لا تعلم الا بخبر يقين من نبي كريم
    وقد نقلت لك من بداية سؤالك كلام شيخ الاسلام الذي كبر عليك قبوله وسهل عليك رده كما هي عوائدك
    وكتبت لك من كلامه ما يبين أن من حكم على أهل الفترات ومن لم تبلغه دعوة الرسل بالنار والعذاب هم
    القدرية و المعتزلة والعقلانيون ,وكذا الجبرية المتعنتون الذين جعلوا العقل وحده كافيا وهاديا الى طريق الحق مستغنى به عن دعوة الرسل كما فعل الأولون
    أو الذين جعلوا المشيئة المطلقة وحدها كفيلة بادخالهم النار
    وهذا في مقابلة الأشاعرة الذين حكموا بالجنة لكل من لم تبلغه الدعوة ومنعوا من اطلاق اسم الشرك على المشرك الذي لم تبلغه الدعوة
    وقد رأيتك تضطرب وتتأرجح بين المذهبين
    ففي الأول قد أعلنت أنهم مرحومون منعمون
    ###
    وقد علمت مذهب السلف الحق الوسط فيما كتبته سابقا ان كنت قد قرأته
    وأعيد لك طرفا من كلام شيخ الاسلام ان كنت تعترف به أصلا

    قال
    (( أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» .
    فَأَخْبَرَ أَنَّهُ مَقَتَهُمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ الْبَقَايَا، وَالْمَقْتُ هُوَ الْبُغْضُ بَلْ أَشَدُّ الْبُغْضِ وَمَعَ هَذَا فَقَدَ أَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَقَالَ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} وَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُقْتَضِيَ لِعَذَابِهِمْ قَائِمٌ، وَلَكِنَّ شَرْطَ الْعَذَابِ هُوَ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ وَلِهَذَا قَالَ {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ»
    )

    وهذه العبارات المختصرات الجامعات فيها الكلام المقنع والمذهب الرادع و فيه الجواب الكافي والرد الشافي , لسؤالك الذي ألقيته هنا
    ثم قال مقالة بين فيها أحد المذهبين الذين تتأرجح بينهما


    (مَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُسِيئِينَ وَلَا مُرْتَكِبِينَ لِقَبِيحٍ حَتَّى جَاءَ السَّمْعُ.
    وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.
    قَالَ - تَعَالَى -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}))
    سبحان الله
    وكأنه يخاطبك


  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    طيب
    كنتم على شفا حفرة من النار
    ( كنتم ) الخطاب لمن ؟
    و من الذي كان على شفا حفرة من النار

    ارجوك الاجابة فقط لا تشتت الموضوع

    ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )


  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    طيب
    كنتم على شفا حفرة من النار
    ( كنتم ) الخطاب لمن ؟
    و من الذي كان على شفا حفرة من النار

    ارجوك الاجابة فقط لا تشتت الموضوع

    ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )
    أذكرك بموضوعك الأول وسؤالك الذي ابتدأته ثم شتته الآن
    واني أعلم أنك قد أوتيت جدلا , وحبا جما للقيل والقال
    وأنت ألقيت سؤالك البريء هنا
    وقد تمت الاجابة عنه من شيخ الاسلام ,
    وقد بين لك المعصوم مصير أهل الفترة ان كنت لكلامه من المصدقين
    ومذهبنا أهل السنة والجماعة خلافا لأهل البدع أنا لا نحكم لهم بجنة ولا نار حتى يمتحنوا في عرصات القيامة
    كما أخبر من لا ينطق عن الهوى
    وأنا أؤمن بما أخبر و أباهل على صدقه كل البشر
    وأقسم بالله العظيم أن من خالف هذا الحديث العظيم لهو أكذب الكاذبين
    وان لم يكن هو كذلك فأنا صاحب ذلك
    ولن أعود الى الجدال العقيم


  7. #47

    افتراضي

    حياكم الله إخواني الكرام! وأخص بالذكر منهم أخي أحمد القلي وأبا محمد المأربي، أما بعد:
    مسألة استحقاق المشرك للخلود في النار يوم القيامة قبل قيام الحجة الرسالية عليه مسألة خلافية بين السلف نقل ذلك عنهم غير واحد من أهل العلم وإن كان المترجح هو عدم استحقاقهم للعذاب حتى ترسل إليهم الرسل فيكذبوهم.
    والله أعلم

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    مرحبا بك أخي الكريم محمد
    نعم هو المذهب المرجح , وهو الأليق بصفات الله تعالى , العدل وحب الاعذار
    قال شيخ الاسلام
    ( فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُقْتَضِيَ لِعَذَابِهِمْ قَائِمٌ، وَلَكِنَّ شَرْطَ الْعَذَابِ هُوَ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ وَلِهَذَا قَالَ {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ»)

    ثم بين أن من أوجب عليهم العذاب هم القدرية , المتحاكمون الى العقل أو المحبرة المتحاكمون الى مشيئة الله النافذة
    قال
    (مَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُسِيئِينَ وَلَا مُرْتَكِبِينَ لِقَبِيحٍ حَتَّى جَاءَ السَّمْعُ.
    وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.
    قَالَ - تَعَالَى -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}))اه

    وعلى فرض أن هؤلاء المشركين محاسبون قبل الرسالة بمقتضى العقل أو بما ركب فيهم من الفطرة
    فكيف لهم أن يهتدوا الى طريق عبادة الله , والكيفية التي يعبدونه بها ؟
    وكيف لهم أن يهتدوا بعقولهم الى الايمان باليوم الآخر ؟
    وبأن الله سيحاسبهم , وأن الجنة هي دار من أحسن عملا , والنار هي مثوى من أساء ولم يعبد الله ؟
    وعلى فرض أنهم عرفوا وجوب هاته العبادة , فكيف يعبدونه وما هي أوصاف هذا الرب ؟
    وماذا يحب وماذا يكره ؟
    ولذلك بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون لهم حجة على الله بعدهم
    وكيف نقبل في ميزان العدل , أن رجلا عاش حتى لقي النبي عليه السلام أو سمع به فآمن وصدق
    ورجل مثله مات قبل ذلك ولم يدرك ولم يؤمن
    فهل ظلمه ربه حين أماته قبل ذلك ؟
    وهل أحب الآخر فتركه يعيش ليؤمن ؟
    ألم يعش أبو جهل وأمثاله ممن هو شر منه حتى حقت عليهم كلمة العذاب ؟
    هل ترون أن الله كان معذبا أبا جهل أو أبا لهب دون أن يسمعه آياته ويرى رسوله حتى يقاتله ؟
    (ان الله لا يظلم مثقال ذرة ) , (وما ربك بظلام للعبيد)
    هل من هاته صفته يظلم كل هؤلاء خلال تلك القرون الستة فيتركهم دون نذير ولا بشير , ثم يوم القيامة يدخلهم النار مع فرعون الذي بعث اليه رسولين كريمين معهما تسع آيات بينات ؟؟
    هل هم شر من فرعون أم أن فرعون خير منهم أم أن الله لم يقسط اليهم ؟



  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و يكفي في الحكم عليه بالبطلان ان الحجة تسقط و تبطل بموت النبي ؟

    اثبات العذاب الاخروي يستلزم ان الحجة قائمة على المعذب -
    ( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
    انقذهم بمبعث النبي و لولا ذلك لما منعهم من النار الا الموت
    و انت تقول لا يزالون سالمين من النار قبل مبعث النبي لانهم اهل اعذار
    و يلزم من قولك ان النبي لو لم يبعث لما دخلوا النار لاجل شركهم و كفرهم لانهم معذورين
    و الله عز وجل يقول

    ( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
    قولك اخى الكريم و يكفي في الحكم عليه بالبطلان ان الحجة تسقط و تبطل بموت النبي ؟------الاجابة
    قال الزجاج : يجوز أن يكون هذا الخطاب لأصحاب محمد خاصة ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    كان فيهم وهم يشاهدونه
    . ويجوز أن يكون هذا الخطاب
    لجميع الأمة ; لأن آثاره وعلاماته والقرآن الذي أوتي فينا مكان النبي
    - صلى الله عليه وسلم -
    فينا وإن لم نشاهده
    .
    وقال قتادة
    : في هذه الآية علمان بينان : كتاب الله ونبي الله ;
    فأما نبي الله فقد مضى
    ،
    وأما كتاب الله فقد أبقاه بين أظهرهم
    رحمة منه ونعمة ; فيه حلاله وحرامه ، وطاعته ومعصيته . وكيف في موضع نصب ، وفتحت الفاء عند الخليل وسيبويه لالتقاء الساكنين ، واختير لها الفتح لأن ما قبل الفاء ياء فثقل أن يجمعوا بين ياء وكسرة .---------------------------- ثانيا- انظر اخى الكريم الطيبونى الى الاية التى قبلها يزول الاشكال فيما هى الحجة فى العذاب-يقول جل وعلا-
    وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ
    وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101)

    قوله تعالى : وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم
    قاله تعالى على جهة التعجب ، أي وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله يعني القرآن .
    وفيكم رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - . قال ابن عباس : كان بين الأوس والخزرج قتال وشر في الجاهلية ، فذكروا ما كان بينهم فثار بعضهم على بعض بالسيوف ; فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فذهب إليهم ; فنزلت هذه الآية وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله - إلى قوله تعالى : فأنقذكم منها ويدخل في هذه الآية من لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن ما فيهم من سنته يقوم مقام رؤيته .------------------------ اما قولك-و يلزم من قولك ان النبي لو لم يبعث لما دخلوا النار لاجل شركهم و كفرهم لانهم معذورين
    و الله عز وجل يقول
    ( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها ) -هذه الاية فى الاوس والخزرج بعد مبعث النبى صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى
    وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ -------------------------اما قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى -
    { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } يقول ابن القيم رحمه الله --------------وهو مبني على أربعة أصول أحدها أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً }وقال تعالى :{ رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل }- وذكر آيات ثم قال : وقال تعالى : { وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين } والظالم من عرف ما جاء به الرسول أو تمكن من معرفته ثم خالفه وأعرض عنه وأما من لم يكن عنده من الرسول أصلاً ولا تمكن من معرفته بوجه وعجز عن ذلك فكيف يقال أنه ظالم .
    الأصل الثاني : أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادته لها ولموجبها الثاني : العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عليه حتى تقوم حجته بالرسل .ويقول ايضا قبل هذا الكلام-أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملةوالتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة------------------------------------------------------------------------ ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله----أهل الفترة ليس في القرآن ما يدل على أنهم ناجون أو هالكون، إنما قال الله جل وعلا: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا[2]، فالله جل وعلا من كمال عدله لا يعذب أحدا إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه الدعوة فليس بمعذب حتى تقام عليه الحجة، وقد أخبر سبحانه أنه لا يعذبهم إلا بعد إقامة الحجة، والحجة قد تقوم عليهم يوم القيامة، كما جاءت السنة بأن أهل الفترات يمتحنون ذلك اليوم، فمن أجاب وامتثل نجا ومن عصى دخل النار، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أبي وأباك في النار)) لما سأله رجل عن أبيه قال: ((إن أباك في النار)) فلما رأى ما في وجهه من التغير قال:((إن أبي وأباك في النار)) خرجه مسلم في صحيحه.
    وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليتسلى به ويعلم أن الحكم ليس خاصا بأبيه، ولعل هذين بلغتهما الحجة؛ أعني أبا الرجل وأبا النبي صلى الله عليه وسلم، فلهذا قال النبي عليه السلام: ((إن أبي وأباك في النار))، قالهما عن علم عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لا ينطق عن الهوى، قال الله سبحانه وتعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى[3]، فلعل عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم قد قامت عليه الحجة لما قال في حقه النبي ما قال، عليه الصلاة والسلام، وكان علم ذلك مما عرفته قريش من دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإنها كانت على ملة إبراهيم حتى أحدث ما أحدث عمرو بن لحي الخزاعي حين تولى مكة وسرى في الناس ما أحدثه عمرو المذكور من بث الأصنام والدعوة إلى عبادتها من دون الله، فلعل عبد الله قد بلغه ما يدل على أن هذا باطل وهو ما سارت عليه قريش من عبادة الأصنام فتابعهم في باطلة، فلهذا قامت عليه الحجة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار؛ لأنه أول من سيب السوائب، وغير دين إبراهيم))، ومن هذا ما جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له فاستأذن أن يزورها فأذن له أخرجه مسلم في صحيحه.
    فلعله بلغها ما تقوم به الحجة عليها من بطلان دين قريش كما بلغ زوجها عبد الله، فلهذا نُهي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لها، ويمكن أن يقال: إن أهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة في الدنيا فلا يدعى لهم ولا يستغفر لهم؛ لأنهم يعملون أعمال الكفرة فيعاملون معاملتهم وأمرهم إلى الله فيالآخرة.


  10. #50

    افتراضي

    هاهنا مسائل:
    المسألة الأولى:
    التذكير ببطلان جميع الأحاديث المروية في امتحان أهل الفترة والمولود:
    1
    - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه باطل منكر اختلف في رفعه وقفه، والمرفوع أنكر لتفرد فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي المجمع على ضعفه ([1]).
    2
    - حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه باطل منكر تفرّد به متروك الحديث رمي بالكذب فهو من رواية: عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل([2]).
    قال الطبراني:
    «لم يرو هذا الحديث عن يونس بن ميسرة إلا عمرو بن واقد ولا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد»
    وقال أبو نعيم:
    «لا يعرف هذا الحديث مسندا متصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي إدريس عن معاذ إلا من حديث يونس بن ميسرة، تفرّد به عمرو بن واقد»
    وابن واقد هذا متروك الحديث عند أهل الحديث ورمي بالكذب.
    قال البخاري: منكر الحديث.

    3- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
    منكر باطل مسلسل بالعلل وهي ضعف ليث بن أبي سليم، واضطرابه في الأحاديث، ثم ضعف عبد الوارث ونكارته حديثه، والمخالفة في الإسناد والمتن فقد روي عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سألت ربي اللاهين من ذرية البشر ألّا يعذّبهم فأعطانيهم"([3]).
    عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن الزهري عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" سألت الله اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم"([4])
    عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن محمد بن المنكدر عن أنس عن رسول الله:" سألت ربي اللاهين من ذريّة البشر فوهبهم"([5])
    عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطفال المشركين خدم أهل الجنة([6]).
    يزيد الرقاشي، وعلي بن زيد بن جدعان، ورواية مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث، وهي مخالفة في المتن والإسناد، فلا يصح من هذا الوجه.
    ومن قوّاه فقد أخطأ لأن هذا لا يصلح للتقوية لما علم من أن الشاذ والمنكر في أحد قسميه لا يصلح للاعتبار.
    محمد بن إسحاق عن مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المولود في الجنة والموءودة في الجنة» وذكر ثالثا فذهب عني([7]).
    ابن إسحاق لم يصرح بالتحديث، ومختار لم يذكر فيه البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات.
    4- حديث ثوبان رضي الله عنه.
    حديث منكر باطل بطريقيه، الأولى:عن ريحان بن سعيد الناجي عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان. وهذه ترجمة منكرة عند المحدثين. قال ابن حبان في الثقات: «يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد بن منصور». وقال العجلي: «ريحان الذي يحدّث عن عباد منكر الحديث».
    وقال البرديجي: «فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير». وهذه ترجمة حديثنا كما تراه
    وعباد بن منصور صدوق في نفسه لكنه مدلّس تغيّر بآخرة وقد عنعن الإسناد.
    وفي الطريق الثانية كذاب يضع الأحاديث وهو إسحاق بن إدريس عن أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان.
    قال البزار بعد ذكر الحديث: «وهذا الحديث عن ثوبان لا نحفظه إلا من هذا الطريق الذي ذكرناه، ولا نعلم رواه عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان إلا عباد بن منصور ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد.
    ولا نعلم حدّث بحديث أبان إلا إسحاق بن إدريس وهو غريب عن أيوب وعن يحيى بن أبي كثير.
    وهذا الحديث فمتنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معروف إلا من هذا الوجه».
    فهذا الحديث من الأباطيل المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قال يحيى بن معين: إسحاق بن إدريس كذاب. بصرى ليس بشيء يضع الأحاديث.
    وقال البخاري: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري تركه الناس.
    وقال أيضا: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري كذاب.
    وقال الدارقطني: منكر الحديث.
    وقال ابن حبان: «كان يسرق الحديث وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب».
    والظاهر: أن هذا من سرقاته.
    بقي حديث الأسود بن سريع وأبي هريرة وهما في الحقيقة حديث واحد
    5- حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه مرفوعا:" أربعة يحتجون يوم القيامة، رجل أصمّ، ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة... " الحديث([8]).
    مداره على معاذ بن هشام، واختلف على أوجه:
    الأول: إسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني: عن معاذ عن أبيه عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع رضي الله عنه.... الحديث، وفيه: «فو الذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما»
    إسناد ضعيف منقطع قال الذهبي رحمه الله: «قتادة لم يلق الأحنف، ولا سمع منه»
    ([9]).
    الثاني: خالفهما محمد بن المثنى البصري عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع([10]).
    وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه فالحسن البصري لم يسمع من الأسود شيئا.
    قال الإمام يحيى بن معين رحمه الله:
    «الحسن لم يسمع من الأسود شيئا»([11])
    وسئل الإمام ابن المديني رحمه الله عن حديث الأسود بن سريع:
    «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأكثروا القتل؟ ققال: إسناده منقطع، رواية الحسن عن الأسود بن سريع، والحسن عندنا لم يسمع من الأسود...»([12]).
    وقال الآجري:
    «سألت أبا داود عن الحسن: سمع من الأسود بن سريع؟ قال: لا،... ما أرى الحسن سمع من الأسود بن سريع»([13]).
    وقال الإمام البزار رحمه الله: يقول (الحسن):
    حدثنا متأولا، كذلك قال: حدثنا الأسود بن سريع والأسود قدم يوم الجمل فلم يره ولكن معناه حدّث أهل البصرة([14]).
    وقال الإمام ابن قانع:
    «لم يدرك الحسن عتبة بن غزوان، ولم يدرك الحسن أيضا الأسود بن سريع»([15]).
    وقال الحافظ ابن مندة رحمه الله في ترجمة الأسود بن سريع:
    «روى عنه الحسن، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، ولا يصحّ سماعهما منه»([16]) .
    وقال الإمام أحمد بن حنبل:
    «الأسود بن سريع ما أدري سمع منه الحسن»([17]).
    وإثبات بعض المتأخرين لسماعه وهم الطحاوي وابن حبان والحاكم وأبو نعيم والضياء المقدسي غير مقبول.
    ولا ريب أن رواية إسحاق وابن المديني أرجح من رواية ابن المثنى لكن الآفة من شيخهم: معاذ بن هشام.
    الثالث: خالفهم عبد الله بن عمر عن معاذ بن هشام فقال فيه: عن قتادة عن الأسود بن سريع([18])
    قتادة أحد المشهورين بالتدليس ولم يلق الأحنف ولا سمع منه شيئا فكيف بسماعه من الأسود بن سريع رضي الله عنه؟.
    الرابع: علي بن المديني وابن المثنى وإسحاق قالوا: عن معاذ عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة([19])
    ألا ترى اضطراب معاذ بن هشام في الإسناد قال:
    1- عن أبيه عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع .
    2- عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع.
    3- عن أبيه عن قتادة عن الأسود بن سريع..
    4- عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة. وسيأتي
    واختلف على قتادة بن دعامة فقيل:
    عن قتادة عن أبي هريرة قوله: «إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى النسم الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخَ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا ثم أرسل رسولا أن ادخلوا النار فيقولون: كيف ولم يأتنا رسولٌ! وأيم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ثم يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبلُ. قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾([20]).
    ورواه معمر بن راشد عن همام بن منبّه عن أبي هريرة موقوفا
    ([21]).
    ورواه معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا
    ([22]) قال: ثلاثة يمتحنون يوم القيامة، المعتوه، والذي هلك في الفترة والأصم. فذكر الحديث([23]).
    ومن الغريب جعل هذا الاضطراب من معاذ بن هشام في حديث الأسود وأبي هريرة يقوّي بعضه بعضا !!
    والصواب: أن هذا مما يقدح في الرواية فكيف انقلب الداء دواء!!
    فمدار الإسناد على معاذ، وتفرّد أمثاله بمثل هذا الحديث عن الدستوائي مع كثرة تلامذته، ثم الاضطراب في الإسناد مما يسقط المرويّ.

    نعم، معاذ بن هشام ثقة عدل إلا أن في حفظه شيئا، فتفرّده بمثل هذه الأحاديث مع الاضطراب الإسنادي، وتكلّم بعض الحفاظ على مفاريده عن هشام الدستوائي مما يقدح في الخبر!

    قال يحيى بن معين:
    «صدوق وليس بحجة» وفي رواية: «ليس بذاك القويّ»

    وقيل ليحيى بن معين:
    «أيما أحب إليك في قتادة سعيد أو هشام؟ فقال: سعيد ثقة ثبت، وهشام ثقة.
    وأما ابنه معاذ بن هشام فلم يكن بالثقة، إنما رغب فيه أصحاب الحديث للإسناد.
    وليس عند الثقات الذين حدّثوا عن هشام هذه الأحاديث، وزعموا أن حديث هشام عشرة آلاف».

    وقيل لأبي داود: «معاذ بن هشام عندك حجة؟ قال: أكره أن أقول شيئا كان يحيى لا يرضاه».

    وقال ابن عدي:
    «لمعاذ عن أبيه عن قتادة حديث كثير، وله عن غير أبيه أحاديث صالحة وهو ربما يغلط في الشيء بعد الشيء وأرجو أنه صدوق».

    وقال الحافظ ابن حجر في التقريب:
    «صدوق ربما وهم».

    وبهذا يظهر دقة نقد الحافظ ابن عبد البر لأحاديث الباب ونقله عن المحدثين حين قال:
    «وجملة القول في أحاديث هذا الباب كلّها ما ذكرتُ منها وما لم أذكر أنها من أحاديث الشيوخ، وفيها علل، وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر، مع أنه قد عارضها ما هو أقوى مجيئا منها والله الموفق للصواب»([24]).

    ونقل هذا النقد عن ابن عبد البر:
    1- الحافظ أبو العباس العزفي السبتي في "منهاج الرسوخ (2/ 819).
    2- والقاضي المحدثّ أبو طالب الطرطوشي في تحرير المقال (2/ 669) ثم قال:"
    انتهى كلام أبي عمر، وفيه مقنع"
    3- وأبو عبد الله القرطبي في التفسير وأقرّه .


    6- حديث أبي هريرة رضي الله عنه

    وله طرق:
    الطريق الأولى: عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة. قال الإمام البزار:
    «وهذا الكلام قد روي عن غير أبي هريرة رضي الله عنه ولا نعلمه يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد».
    ومثل هذا النفي من أمثال البزار يقدح في الطرق الغريبة للحديث.
    وعلى أيٍّ؛ فهذا إسناد ضعيف منكر؛ الحسن وقتادة مدلسان ولم يصرّحا بالتحديث.

    الطريق الثانية: عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي رافع عن أبي هريرة به.

    إسناد ضعيف منكر لتفرّد علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، وله عجائب ومناكير وكان يدلس كان يأخذ عن كل ضرب ثم يسقطهم، ثمّ هو رفّاع للموقوفات، وحديث حماد بن سلمة عن غير ثابت فيه نظر.

    الثالثة: عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ثلاثة يمتحنون يوم القيامة: المعتوه والذي هلك في الفترة والأصم فذكر الحديث.
    وهي رواية موقوفة أقوى من حيث الإسناد من المرفوع
    وقال ابن عبد البر رحمه الله:
    «وهي كلها أسانيد ليس بالقوية ولا يقوم بها حجة وقد ذكرناها بأسانيدها في التمهيد.
    وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب لأن الآخرة دار جزاء وليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يخلوا أمر من مات في الفترة من أن يموت كافرا أو غير كافر إذا لم يكفر بكتاب الله ولا رسول، فإن كان قد مات كافرا جاحدا فإن الله قد حرّ الجنة على الكافرين، فكيف يمتحنون؟
    وإن كان معذورا بأن لم يأته نذير ولا أرسل إيه رسول فكيف يؤمر أن يقتحم النار وهي أشد العذاب، والطفل ومن لا يعقل أحرى بأن لا يمتحن بذلك.
    وإنما أدخل العلماء في الباب النظر؛ لأنه لم يصح عندهم فيه الأثر»
    ([27]).

    المسألة الثانية: لم يرد في حديث الأسود بن سريع و أبي هريرة (وهما حديث واحد اضطرب فيه معاذ بن هشام) ذكر امتحان المولود إطلاقا فأين الأحاديث الكثيرة في امتحان أطفال المسلمين والمشركين؟؟؟؟؟؟ ؟

    المسألة الثالثة: لو سلّمنا ثبوت حديث في امتحان الرجل الفتري كما في (ورجل في فترة) فهو مطلق لا عموم له لأنه يصدق بحصول جزئي من مدلوله، وهو في هذا المقام من خلا عن الشرك والتوحيد، وقد سبق الكلام في أنه ليس في المسألة (إعذار المشرك في الجاهلية) دليل واحد خاص، ولا عام لفظي!

    المسألة الرابعة: الإنصاف حلّة الأشراف بارك الله فيكم!
    ذكرنا أكثر من عشرين دليلا من الأدلة الخاصة في تعذيب مشركي الجاهلية من الكتاب والسنة والإجماع.
    وأما الأدلة العامة في عذاب المشرك في كلّ زمان ومكان فهي أكثر من أن تحصر في الكتاب والسنة والإجماع الصحيح.
    فأعطونا بارك الله فيكم دليلا واحدا في عذر المشرك في الجاهلية مع مراعاة شروط الدليل النقلي عند العلماء.

    هذا في بيان نكارة أحاديث الامتحان وبطلانها روايةً ، وسأذكر إن شاء الله نكارتها درايةً ومخالفتها لأصول الشريعة

    وأشكر الأخ الفاضل أبو سيرين الوهراني، فلقد سرّني كثيرا رؤيته بعد طول غياب!


    ([1]) أخرجه البزار والطبري في التفسير (16/238) والبغوي في الجعديات (2126) وابن عبد البر في التمهيد (18/127) العلل ومعرفة الرجال (1/198) شرح علل الترمذي (2/690).

    ([2]) أخرجه الطبراني في الكبير (20/83) وفي الأوسط (8/57) وفي مسند الشاميين (3/257) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (379) وابن عدي في الضعفاء (5/118) وأبو نعيم في الحلية (5/127) وابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (2/923) وقال: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إسناده عمرو بن واقد قال ابن مسهر: ليس بشيء. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك».
    وقال الذهبي في تلخيص العلل (1034): «عمرو بن واقد متروك»

    ([3]) رواه أبو يعلى في المسند (4101- 4102) وابن عدي في الكامل (5/1800) والطبراني في الأوسط (2996) وابن الجوزي في العلل (1545) وقال: هذا حديث لا يثبت ويزيد لا يعول عليه، وقد روي عن الحسن مرسلا"

    ([4]) رواه أبو يعلى (3570)

    ([5]) رواه أبو يعلى في المسند (3636)

    ([6]) رواه البزار (2170 -2171 كشف الأستار)

    ([7]) رواه البزار في المسند (7595) عقب الطريق الأولى.

    ([8]) أخرجه الإمام إسحاق بن راهويه في مسند أبي هريرة (41) عن معاذ بن هشام به. ومن طريقه ابن حبان (7357) والطبراني في الكبير (844) وأبو نعيم في الصحابة (911). وتابع إسحاق على هذا الإسناد: علي بن المديني عن معاذ بن هشام به. أخرجه أحمد (4/24) والبيهقي في الاعتقاد ص202 وفي القضاء والقدر (644) وعبد الغني المقدسي في ذكر النار(78).

    ([9]) تذكرة الحفاظ (3/100)

    ([10]) أخرجه البزار (9597) ومن طريقه الذهبي في التذكرة (3/1100) ولم يذكر عن الحسن

    ([11]) التاريخ لابن معين (4094، 4599).

    ([12]) العلل لابن المديني (63)

    ([13]) سؤلات الآجري لأبي داود (380)

    ([14]) نصب الراية للزيلعي (1/90) ملخصا.

    ([15]) معجم الصحابة (1227)

    ([16]) معرفة الصحابة لابن مندة (ص185) وأسد الغابة لابن الأثير (1/53)

    ([17]) مسائل أبي داود (322)

    ([18]) أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/255)

    ([19]) أحمد في المسند (4/24) والبزار (9598) وإسحاق بن راهويه (42)

    ([20]) أخرجه الطبري (15/54) من طريق محمد بن ثور عن معمر عن قتادة به

    ([21]) أخرجها الطبري في التفسير (14/527)

    ([22]) أخرجه عبد الرزاق في التفسير (1/374) عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا.

    ([23]) أخرجه ابن نصر المروزي في الرد على ابن قتيبة (أحكام أهل الذمة لابن القيم 2/1141).

    ([24]) التمهيد (8/191) ضمن الموسوعة

    ([25]) أخرجه أسد بن موسى في الزهد (97) وابن أبي عاصم في السنة(413) وإسحاق في المسند (42) وأحمد (4/24) والبزار وابن نصر المروزي في الرد على ابن قتيبة (أحكام أهل الذمة 2/1140-1142) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/555) والبيهقي في الاعتقاد (ص203) وفي القضاء والقدر (645) وعبد الغني المقدسي في ذكر النار (ص87)

    ([26]) التمهيد (8/191) ضمن الموسوعة

    ([27]) الاستذكار (8/403-404).

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة
    هاهنا مسائل:
    المسألة الأولى:
    التذكير ببطلان جميع الأحاديث المروية في امتحان أهل الفترة والمولود:
    1

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29580
    أطفال المشركين " دراسة حديثية تحليلية ".
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    لقد فتحت بابا يعييك غلقه و اقتحمت على عي يما يغرقك موجه
    واني أراك متبعا لمذهب المعتزلة , فان تبرأت منهم لن تسلم أن تكون من العقلانيين
    الله تعالى يقول (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا )
    والعبد الجهول الظلوم يقول (بل تعذب يارب عبيدك وان لم ترسل اليهم نبيا ولا رسولا )
    وأبدأ بكلام أحد أئمة المعتزلة الذي سبقك الى مذهبك هذا , وبعدها تأتي أقوال أئمة الدين التي تنسف رأيك وتهدمه وتقبره
    وقد سبق في كلام شيخ الاسلام , أن من حكم على من لم تبلغه الدعوة بالتعذيب هم المعتزلة القدرية , اكتفاء واستغناء بالعقل عن ورود السمع
    قال الزمخشري المعتزلي العقلاني
    (إن أدلة التوحيد والمعرفة منصوبة قبل إرسال الرسل،
    وبذلك تقوم الحجة
    فنظن أن ذلك جار على سنن الصحة، إذ المعرفة باتفاق، والتوحيد بإجماع، إنما طريقه العقل لا النقل الذي يلبس عليه أن النظر في أدلة التوحيد هو فعل المكلف ليس بالحكم الشرعي، بل الحكم وجوب النظر، والمعرفة متلقاة من العقل المحض، والوجوب متلقى من النقل الصرف، وبه تقوم الحجة، وعليه يرتب الجزاء. واللَّه سبحانه ولى التوفيق والمعونة.)

    وقال في رد الاحتجاج بال’ية (لئلا يكون للناس على حجة بعد الرسل)
    ( فإن قلت: كيف يكون للناس على اللَّه حجة قبل الرسل ، وهم محجوجون بما نصبه اللَّه من الأدلة التي النظر فيها موصل إلى المعرفة، والرسل في أنفسهم لم يتوصلوا إلى المعرفة إلا بالنظر في تلك الأدلة، ولا عرف أنهم رسل اللَّه إلا بالنظر فيها؟ قلت: الرسل منبهون عن الغفلة، وباعثون على النظر، كما ترى علماء أهل العدل والتوحيد مع تبليغ ما حملوه من تفصيل أمور الدين وبيان أحوال التكليف وتعليم الشرائع، فكان إرسالهم إزاحة للعلة وتتميما لإلزام الحجة) انتهى
    فلم تبعث الرسل الا للتنبيه وازاحة العلة واتمام الحجة المعلومة مسبقا بالمحجة حسب قول المعتزلة
    وبعد أن عرفت سلفك في مذهبك , فاقرأ الآن كلام السلف الأخيار في تفسير الآية التي لا يردها الا عقلاني
    قال الطبري
    وَقَوْلُهُ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي قَوْمٍ إِلَّا بَعْدَ الْإِعْذَارِ إِلَيْهِمْ بِالرُّسُلِ، وَإِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِالْآيَاتِ الَّتِي تَقْطَعُ عُذْرَهُمْ. كَمَا:
    حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ يُعَذِّبُ أَحَدًا حَتَّى يَسْبِقَ إِلَيْهِ مِنَ اللَّهِ خَبَرًا، أَوْ يَأْتِيَهُ مِنَ اللَّهِ بَيِّنَةٌ، وَلَيْسَ مُعَذِّبًا أَحَدًا إِلَّا بِذَنَبِهِ
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةَ، جَمَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَسَمَ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْفَتْرَةِ وَالْمَعْتُوهُ وَالْأَصَمُّ وَالْأَبْكَمُ، وَالشُّيُوخُ الَّذِينَ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَقَدْ خَرَفُوا، ثُمَّ أَرْسَلَ رَسُولًا، أَنِ ادْخُلُوا النَّارَ، فَيَقُولُونَ: كَيْفَ وَلَمْ يَأْتِنَا رَسُولٌ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا، ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ، فَيُطِيعُهُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُطِيعَهُ قَبْلُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}

    حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ.)) انتهى

    وهذا الاسناد الثاني يلجم كل متخرص بلا علم ولا فهم في علل الحديث
    وهو اسناد صحيح الى أبي هريرة , و لا يمكن أن يتكلم في أمر سيحدث يوم القيامة الا اذا سمعه من نبيه كما صحت بذلك الأخبار المرفوعة عنه اليه
    وسيأتي تفصيلها مع قطع لسان كل متخرص متخوض فيما ليس له به علم

    وقال الواحدي (وهذه الآية تدل على أن الواجبات إنما تجب بالشرع لا بالعقل، ولا يجب شيء على أحد قبل بعث الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.)

    قال الامام البغوي
    (قَوْلُهُ تَعَالَى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ، فَيَقُولُوا: مَا أرسلت إلينا رسولا ولا أَنْزَلْتَ إِلَيْنَا كِتَابًا، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يعذب الخلق قبل بعثة الرسل قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)
    وقال
    ((وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا، إِقَامَةً لِلْحُجَّةِ وَقَطْعًا لِلْعُذْرِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَا وَجَبَ وَجَبَ بِالسَّمْعِ لَا بِالْعَقْلِ))
    وقال ابن الجوزي في زاد المسير (فصل:
    قال القاضي أبو يعلى: في هذا دليل على أن معرفة الله لا تجب عقلا، وإِنما تجب بالشرع، وهو بعثة الرسل، وأنه لو مات الإِنسان قبل ذلك، لم يقطع عليه بالنار)

    وقال ابن كثير
    (كَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا} إِخْبَارٌ عَنْ عَدْلِهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ بِإِرْسَالِ الرَّسُولِ إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى ...)

    ثم قال (إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُدْخِلُ أَحَدًا النَّارَ إِلَّا بَعْدَ إِرْسَالِ الرَّسُولِ إِلَيْهِ، وَمِنْ ثَمَّ طَعَنَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فِي اللَّفْظَةِ الَّتِي جَاءَتْ..)) انتهى
    واعذرني أيها الحافظ , فكل هاته الآيات وغيرها من الأحاديث لم تقنع العقلانيين ولم يرفعوا اليها رأسا بل لووا عنها رؤوسهم
    وقالوا في كل مرة , ائتونا بآية على صحة ما قرره القرآن والسنة في ما لا يحصى من المواضع
    ولو تتبعت أئمة المفسرين , والفقهاء المحدثين فلن تجد لهم الا هذا القول الذي يناقض مذهبك
    أما كلامك في الأسانيد فلو سكت عنه لكان خيرا لك وأستر
    ولن تجد اماما في الحديث عارفا بأحوال الرجال قد ضعفها كما زعمت , بل أغلبهم ان لم يكونوا كلهم قد صححوا بعضها و ما كان منها ضعيفا فهو يتقوى بالصحيح والحسن منها
    وكان الأولى أن تبدأ بحديث أبي هريرة الصحيح الذي لم يضعفه الا ضعيف , وكذا ابن سريع الذي سارعت في تضعيفه بأتفه حجة , ولم يسبقك الى ذلك انسي
    وبعد ذلك تكون الأحاديث الأخرى مؤازرة لها متالعة لا على سبيل الاستقلال
    وقد ذكرت لك مرارا وتكرارا من صحح الأحاديث , ولن تبلغ أنت ولا أضعاف مضاعفة من مثلك آخرهم منزلة في الحديث
    وأكتفي بكلام بعض الحفاظ ليكون التفصيل لاحقا حتى لا أتعبك
    وقد قال الحافظ ابن كثير ردا على الحافظ ابن عبد البر الذي طعن في تلك الأحاديث بحجة يردها النقل والعقل
    (وَالْجَوَابُ عَمَّا قَالَ: أَنَّ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ مِنْهَا مَا هُوَ صَحِيحٌ،
    كَمَا قَدْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْعُلَمَاءِ،
    وَمِنْهَا مَا هُوَ حَسَنٌ،
    وَمِنْهَا مَا هُوَ ضَعِيفٌ يَقْوَى بِالصَّحِيحِ وَالْحَسَنِ. وَإِذَا كَانَتْ أَحَادِيثُ الْبَابِ الْوَاحِدِ مُتَعَاضِدَةً عَلَى هَذَا النَّمَطِ، أَفَادَتِ الْحُجَّةَ عِنْدَ النَّاظِرِ فِيهَا،) انتهى

    هكذا يتكلم الحفاظ في الأسانيد
    ثم قال (وَهَذَا الْقَوْلُ يَجْمَعُ بَيْنَ الْأَدِلَّةِ كُلِّهَا، وَقَدْ صَرَّحَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الْمُتَقَدِّمَة ُ الْمُتَعَاضِدَة ُ الشَّاهِدُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي حَكَاهُ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَهُوَ الَّذِي نَصَرَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ فِي "كِتَابِ الِاعْتِقَادِ" وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنْ مُحَقِّقِي الْعُلَمَاءِ وَالْحُفَّاظِ النُّقَّادِ.)

    وهو يقصد امتحان أطفال المشركين
    وهذا عين ما قاله الحافظ العسقلاني مصححا ومؤيدا
    قال الحافظ
    (وَقَدْ صَحَّتْ مَسْأَلَةُ الِامْتِحَانِ فِي حَقِّ الْمَجْنُونِ وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ وَحَكَى الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الِاعْتِقَادِ أَنَّهُ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ))

    وقال شيخ الاسلام
    (وهذا القول منقول عن غير واحد من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم.
    وقد روي به آثار متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم حسان يصدق بعضها بعضاً،
    وهو الذي حكاه الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث،)

    والحافظ ابن القيم متابعا ومقرارا
    (فَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ:
    أَحَدُهَا: أَنَّ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ قَدْ تَضَافَرَتْ، وَكَثُرَتْ بِحَيْثُ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا،
    وَقَدْ صَحَّحَ الْحُفَّاظُ بَعْضَهَا كَمَا صَحَّحَ الْبَيْهَقِيُّ وَعَبْدُ الْحَقِّ وَغَيْرُهُمَا حَدِيثَ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ.
    وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، )
    (أَنَّهُمْ يُمْتَحَنُونَ فِي الْآخِرَةِ.
    وَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَسُولًا، وَإِلَى كُلِّ مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الدَّعْوَةُ: فَمَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ.
    وَعَلَى هَذَا، فَيَكُونُ بَعْضُهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَبَعْضُهُمْ فِي النَّارِ.
    وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ: حَكَاهُ الْأَشْعَرِيُّ عَنْهُمْ فِي كِتَابِ " الْإِبَانَةِ " الَّذِي اتَّفَقَ أَصْحَابُهُ عَلَى أَنَّهُ تَأْلِيفُهُ،)
    فماذا بعد قول هؤلاء الا .. ؟

  13. #53

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    لقد فتحت بابا يعييك غلقه و اقتحمت على عي يما يغرقك موجهواني أراك متبعا لمذهب المعتزلة , فان تبرأت منهم لن تسلم أن تكون من العقلانيين
    بارك الله فيك لا تذهب بعيدا وخلّ التهم والتخرّصات!
    فنحن بحمد الله على السنة، وهذا نقاش علميّ، والمرجوّ من الخائض فيه النزاهة الشجاعة الأدبية في البحث!

    الله تعالى يقول (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا )
    والعبد الجهول الظلوم يقول (بل تعذب يا رب عبيدك وان لم ترسل اليهم نبيا ولا رسولا)


    ### وإلا فأين المستجدّ من البحث والإفادة؟
    ألم أبيّن لك أكثر من مرّة أني أقول: بالقول الموجب - الذي هو في الجدل الأصولي - : تسليم الدليل مع بقاء النزاع في المسألة.
    لا بأس بتذكيرك في كلّ مشاركة حتى تستوعبه فأقول:
    كل مشرك عابدٍ غير الله في أي زمان ومكان فهو كافر بعد بعث الرسول!
    فلما لم تقدر على اعتراض لجأت إلى حيلة أخرى، وهي تصنيف الخصم في المعتزلة أو العقلانيين من طرف خفي!

    أخي الفاضل: لا ينفع في هذا إلا التحقيق العلمي النزيه، والجواب المحقّق الدقيق.
    والكلام في المشرك في طرفين:
    الطرف الأول:
    حكمه في الدنيا وهو أنه كافر مشرك قبل بعثة محمد عليه السلام وبعدها، فإنه إن لم يكن معاندا فهو كافر جاهل....
    والكفر أعمّ من التكذيب والعناد عند أهل السنة والجماعة.


    الطرف الثاني:
    حكمه في الآخرة وهو أنه من أهل النار معذّب بشركه وكفره ليس إلا.
    وللأسف لم تأت إلى الآن مع كثرة كلامك بدليل واحد لا من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس، بل ولا قول إمام سنيّ يدل على أن المشرك العابد لغير الله غير معذّب في الآخرة بشركه وكفره!
    أقصى ما رأينا في كلامك إطلاقات أو عمومات هنا وهناك معارضة بأقوى منها في الثبوت أو في الدلالة!!
    اختصر المسافة بينك وبين المعتزلي أو العقلاني المأربي!!
    بدليل واحد صريح في محلّ النزاع وهو عدم تعذيب المشرك الكافر بكفره وشركه.

    [
    أما كلامك في الأسانيد فلو سكت عنه لكان خيرا لك وأستر ولن تجد اماما في الحديث عارفا بأحوال الرجال قد ضعفها كما زعمت , بل أغلبهم ان لم يكونوا كلهم قد صححوا بعضها و ما كان منها ضعيفا فهو يتقوى بالصحيح والحسن منها وكان الأولى أن تبدأ بحديث أبي هريرة الصحيح الذي لم يضعفه الا ضعيف , وكذا ابن سريع الذي سارعت في تضعيفه بأتفه حجة , ولم يسبقك الى ذلك انسي وبعد ذلك تكون الأحاديث الأخرى مؤازرة لها متالعة لا على سبيل الاستقلال وقد ذكرت لك مرارا وتكرارا من صحح الأحاديث , ولن تبلغ أنت ولا أضعاف مضاعفة من مثلك آخرهم منزلة في الحديثوأكتفي بكلام بعض الحفاظ ليكون التفصيل لاحقا حتى لا أتعبك....]

    بلطف الإرهاب الفكري لا يستفزّ أخاك المأربي!
    بل العكس صحيح فلم أر قبل هؤلاء المتأخرين من حسّن حديثا واحدا منها فضلا عن التصحيح، وأقدم من رأيته البيهقي في تصحيح إسناد واحد!
    وما ذنبي إن ذكرت في أسانيد أحاديثك ما ذكره علماء الحديث؟ وهي في الحقيقة تفصيل لما أجمله العلماء من علل الأحاديث في نقل الحافظ ابن عبد البر رحمه الله:
    (
    وهي كلها أسانيد ليس بالقوية ولا يقوم بها حجة وقد ذكرناها بأسانيدها في التمهيد. وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب... وإنما أدخل العلماء في الباب النظر؛ لأنه لم يصح عندهم فيه الأثر)الاستذكار (8/403-404).
    وقال الإمام ابن بطال (449هـ) رحمه الله:(وأما من قال: إنهم يمتحنون في الآخرة، فهو قول لا يصح لأن الآثار الواردة بذلك ضعيفة لا تقوم بها حجة...) شرح صحيح البخاري (3/374).

    وكلام هؤلاء المتأخرين كابن القيم وابن كثير وابن الوزير فهو في الظاهر أخذٌ لكلام ابن تيمية رحمهم الله وهو مخالف لواقع الأسانيد كما سبق تفصيله.
    أما كلام ابن حجر فهو كذلك مخالف لواقع الأحاديث، وقد يكون تقليدا لابن القيم فإنه كثير المطالعة لكتبه وكتب شيخه ولهذا لم يوافقه مخرّج ومحقق أحاديث الفتح أعني صاحب (أنيس الساري في تخريج وتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري) حيث ذكر علّة كلّ الأحاديث التي ذكرها فراجع ذلك منه إن شئت(5215).

    [...وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ
    : حَكَاهُ الْأَشْعَرِيُّ عَنْهُمْ فِي كِتَابِ" الْإِبَانَةِ " الَّذِي اتَّفَقَ أَصْحَابُهُ عَلَى أَنَّهُ تَأْلِيفُهُ،)
    فماذا بعد قول هؤلاء الا .. ؟]


    أقول: هذه عثرة من إمام إن أراد أن الأشعري حكاه في المشركين العاقلين البالغين!
    كيف وقد سبق بيان حقيقة ما حكاه الأشعري في كتابيه وأنه في الأطفال؟

    وَلْينقل الأشعري ما شاء في الأطفال! مع أنه أخطأ في العزو كما سيأتي بيانه، فإن النزاع في العاقلين المشركين الكفرة.

    أما أنتَ فلماذا لا تتشجّع فتنقل لنا: إجماع أهل السنة في عذر المشركين في الآخرة، ونجاتهم من عذاب الله لعدم الرسالة!

    وبعد هذا كلّه فقد أشرتُ سابقا: أن الأشعري أخطأ في مسألة الأطفال
    وإليك بيان ذلك باختصار:

    - ابن القيم نقل عن الصحابي الجليل سلمان رضي الله عنه أنهم خدم أهل الجنة، ولم يحك خلافه عن صحابي آخر! فمن هم أهل السنة القائلين بامتحان الأطفال حتي يكون فيهم الناج، والمعذّب في الجحيم؟؟

    - أخطأ الأشعري في العزو ولأمرٍّ ما قلّده ابن تيمية وتلاميذه كابن القيم وابن كثير في آخرين، وسبق في الأحاديث الأربعة المنكرات أن
    (المولود) من جملة من يمتحن فيدخل بعضهم النار، وبعضهم الجنة جراء الامتحان!

    وهذا خلاف مذهب أهل السنة وإجماعهم على أن أطفال المسلمين في الجنة،
    وقد دخلوا في عموم (المولود) في الأحاديث المنكرة.

    قال الإمام جعفر بن محمد النسائي رحمه الله:
    «سمعت أبا عبد الله يسأل عن أطفال المسلمين؟ فقال:
    ليس فيه خلاف أنهم في الجنة...
    وأحد يشكّ أنهم في الجنة؟... هو يرجى لأبويه كيف يشكّ فيه.
    إنما اختلفوا في أطفال المشركين»

    فهل ترى إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله يجهل إجماع أهل السنة والجماعة في امتحان الأطفال، حين نقل الإجماع في أولاد المسلمين، والخلاف في أطفال المشركين؟
    وهل تراه يعتبر خلاف المعتزلة والعقلانيين لو كان أهل السنة والجماعة أجمعوا على الامتحان المزعوم؟

    أخطـأ الأشعري في ذلك لعدم خبرته وقلّة معرفته وقلّده آخرون في تلك النسبة الباطلة وأنت منهم والله المستعان!!


    وقال الإمام إسحاق بن راهويه: «أما أولاد المسلمين فإنهم من أهل الجنة»([1]).

    - وقال أبو اليسر البزدوي (493هـ)رحمه الله: «قال عامة أهل السنة والجماعة: أطفال المسلمين يكونون في الجنة، فإنه روي في أطفال المسلمين أحاديث كثيرة بكثرتها صارت في معنى التواتر. منها: قوله عليه السلام: إن السقط ليظل منبطحا على باب الجنة فيقول: لا أدخل الجنة حتى يدخل أبواي.
    وقد روي عن أبي حنيفة أنه كان يتوقف في أطفال المسلمين والمشركين جميعا وكان ذلك منه حال شبابه، لأنه لم تبلغه هذه الأخبار، ثم بلغته فرجع عن ذلك، فإن الأخبار في هذا الباب كثيرة.
    وأما أطفال المشركين اختلفوا فيها. بعضهم قالوا: خدم أهل الجنة. وبعضهم قالوا: هم أصحاب الأعراف.
    وبعضهم قالوا: يخرج عنق من جهنم يوم القيامة فيؤمرون بالدخول فيها فمن دخل فيها يدخل الجنة ومن لم يدخل فيها يدخل النار، ويروى عن النبي عليه السلام حديثا هكذا، وروي عن محمد (بن الحسن) أنه قال: اعرف أن الله تعالى لا يعذّب أحدا من غير ذنب. فهذا منه إشارة إلى أن أطفال المشركين لا يدخلون النار.
    وخروج عنق من النار، والأمر بالدخول فيها، يخالف مذهب أهل السنة؛ فإن دار الآخرة ليست بدار ابتلاء، وهذا الحديث يدل على أنها دار الابتلاء.
    وكذا فيه القول بتخليد صاحب الكبيرة في النار.
    وبعضهم قالوا: إن من آمن مهم يوم أخذ الميثاق عن اعتقاد يدخل الجنة، ومن آمن منهم من غير اعتقاد يدخل النار، لأن أولاد المسلمين الذين ماتوا في حال طفولتهم عُلم أنهم قالوا: بلى عن اعتقاد يوم أخذ الميثاق حيث ورد فيهم أحاديث كثيرة أنهم من أهل الجنة.
    أما أطفال المشركين فلم يرد فيهم أحاديث مشهورة حتى نعلم أنهم آمنوا عن اعتقاد يوم أخذ الميثاق أو عن غير اعتقاد فيكون أمرهم موكولا إلى الله تعالى»([2]).

    - وقال أبو المعين النسفي (508هـ) رحمه الله:
    «قال أهل السنة والجماعة: أطفال المشركين خدم أهل الجنة.
    وقالت المعتزلة: حكمهم كحكم آبائهم يخلّدون في النار»
    ثمّ ذكر اختلاف أبي حنيفة وتلميذه محمد بن الحسن([3]).

    ألا ترى هذا الإمام عزا إلى أهل السنة والجماعة: أنهم خدم أهل الجنة وهو المرويّ عن بعض الصحابة رضي الله عنهم حتى في نقل ابن القيم رحمه الله.

    - ونقل ابن حزم أيضا رحمه الله عن جمهور العلماء: أن الأطفال جميعا في الجنة فقال:
    « اختلف الناس في حكم من مات من أطفال المسلمين والمشركين ذكورهم وإناثهم.
    فقالت الأزارقة من الخوارج: أما أطفال المشركين ففي النار.
    وذهبت طائفة: إلى أنه يوقد لهم يوم القيامة نار ويؤمرون باقتحامها فمن دخلها منهم دخل الجنة ومن لم يدخلها منهم أدخل النار.
    وذهب آخرون إلى الوقوف فيهم.
    وذهب جمهور الناس إلى أنهم في الجنة. وبه نقول
    »([4]).

    وهل يكون أهل السنة والجماعة إلا من جمهور الناس القائلين بهذا المذهب؟

    خلاصة القول:

    - أحاديثك في امتحان أهل الشرك والكفر ونجاة بعضهم جرّاء الامتحان: ما بين جريح وعقير وطريح فلا تقوم بها حجّة! مع ضعف دلالتها على ذلك. أعاذ الله أهل السنة والجماعة من شرّها.

    - حكاية الأشعري في الأطفال باطلة ليست بشيء، ومع بطلانها فهي في محلّ خاصٍ غير محلّ النزاع.

    - بعد سقوط جميع مزاعمك فهذه مختارة من أدلة القرآن العامّة على قولنا بالتعذيب وعدم الإعذار، مع أنه سبق أدلة خاصة كثيرة من القرآن والسنة على قولنا:
    قال تعالى:«وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذاباً أليما»
    ومنها قوله: «إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»
    وقوله: «إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين»
    وقوله: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء»
    وقوله: «ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق»
    وقوله: «إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار».

    وظاهر جميع الآيات العموم؛ لأنها لم تخصص كافراً دون كافر، بل ظاهرها شمل جميع الكفار.

    - يؤيّد عموم الآيات خصوص الآيات والأحاديث الأخرى فتعاضدت وصارت قاطعة للنزاع رافعة للخلاف على الإنصاف!

    - حكم المشرك معلوم في الشرع في الدنيا وفي الآخرة فأين نجاة المشرك الكافر من عذاب الله؟؟

    ([1]) أهل الملل والردة والزنادقة من كتاب الجامع للخلال (1/66-68)

    ([2]) أصول الدين للبزدوي (ص229 مسألة 91).

    ([3]) بحر الكلام (ص168).

    ([4]) الفصل في الملل والأهواء (3/132).


  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    ###
    أخطأ الأشعري في العزو ولأمرٍّ ما قلّده ابن تيمية وتلاميذه كابن القيم وابن كثير في آخرين،
    في كل مرة تكتب فيها , تخرج فيها أضغانك تجاه شيخ الاسلام
    يامسكين , هل تدري عمن تتكلم ؟
    ألم أقل لك أنك فتحت أبوابا وليس بابا يعييك غلقها , وارتقيت جبالا شامخة يرديك ويسقطك علوها
    وهلا كشفت لنا هذا الأمر الذي جعل شيخ الاسلام يقلد فيه الأشعري ؟
    ألم يعلم المعتزلة والخوارج والروافض وكل الطوائف المبتدعة أن أعدى عدوهم هو شيخ الاسلام
    ولا يوجد انسان , جاهل أو عالم الا وهو موقن أن لا أحد أعلم بمذاهب المسلمين وحتى بمذاهب الكفار من شيخ الاسلام
    أفيأتي أحد في آخر الزمان لا يكتب حرفا واحدا الا بالنسخ واللصق فيتهم هؤلاء الأئمة بأنهم مقلدون ؟؟
    ولو اتهمتهم يا مسكين أنهم قلدوا الامام أحمد لكان ما افتريته غير مقبول عندهم , فكيف يقلدوا الأشعري الذي عرف انحرافه في أصول الدين , وجهله الكبير بعلم الحديث ومعرفة السنة
    وفي المناظرة الكبرى أمام قضاة الأشاعرة من أصحاب المذاهب الثلاثة التي دامت يومين أمام السلطان , حين طلب من شيخ الاسلام أن تكون العقيدة التي يناظر حولها هي عقيدة الامام أحمد فضا للنزاع مع المذاهب الثلاثة الأخرى , رفض شيخ الاسلام وانتفض وقال ما الامام أحمد الا تابع لمن سلف في هذه العقيدة
    وقد افحم الخصوم الذين أحضروا معهم كبير المتكلمين الصفي الهندي , وألزمهم الحجة ورجعوا جميعهم الى مذهب السنة الحق, وقال أنظركم عدة سنين , فمن وجد حرفا واحدا في العقيدة الواسطية يخالف مذهب السلف فاني راجع عنه الى مذهبهم
    وقال في عزة الحق , لا يناظرني أحد حول مذهبه الا وأنا أعلم بمذهبه منه
    وحكى المناظرة في كلام طويل , ولو قرأته وحتى لو لم تقرأه لعلمت قدر نفسك التي حدثثك عن هذا الجبل
    وأنى للحصاة الحقيرة أن تطاول الجبل الأشم ؟؟

    وهل البزدوي والنسفي هم أعلم بكلام السلف من ابن القيم وابن كثير ؟

    ولم أجد من عباراتك مثل تفاهة هذا التهافت الذي كتبته متجرء على حديث النبي عليه السلام
    خلاصة القول:
    - أحاديثك في امتحان أهل الشرك والكفر ونجاة بعضهم جرّاء الامتحان: ما بين جريح وعقير وطريح فلا تقوم بها حجّة!
    # والأحاديث صحيحة , وسأبين لك ذلك لاحقا باذن الله ##
    وكلامك هذا لم بتجرأ عليه الا مفتون , أهكذا تتحدث عن حديث النبي عليه الصلاة والسلام ؟؟
    ليست هي أحاديثي يا مسكين , ومتى رأيتني أسندتها في كتبي ؟؟
    الأحاديث صححها من علمت ومن جهلت من الأئمة
    وأضيف لك آخر , احتججت به على باطلك ههنا , وهو ابن حزم الأندلسي , وسيأتيك كلامه لاحقا في تصحيحها
    والأحاديث لم يضعفها أحد الا ابن عبد البر , وهو تكلم عنها جملة دون تفصيل لأسانيدها كما هي عادته
    وانما ردها لأجل متنها الذي ظنه مخالفا لما تقرر عنده من امتناع التكليف في دار الحساب
    وقد رد عليه ابن القيم وابن كثير وسيأتيك الرد لاحقا واني أعلم أنك قد قرأته من قبل على كره ثم أعرضت عنه
    أما ابن بطال الأندلس فانه قد فاتك أنه ينقل من عند ابن عبد البر -معاصره- بل أحيانا تجد العبارات الطويلة ينقلها من عنده ويقلده
    أما الذين اتهتهم زورا وظلما وبهتانا وعدوانا أنهم يقلدون , فانها كلمة ستسأل عنها يوم الحساب
    وبدل أن تشتغل بمصير من لم تبلغه الدعوة يوم القيامة , اشتغل بنفسك وأعد السؤال لما خطته يمينك هنا
    قال الله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
    والعبد الجهول الظلوم المفتون يقول لك يارب , بل تعذب من لم تبعث اليه رسولا ؟؟

  15. #55

    افتراضي

    ###
    (2)- يلتزم المسكين ببطلان أحاديثك المنكرة وهي في الحقيقة خمسة أحاديث، وهو رأي العلماء الذين نقل عنهم الحافظ ابن عبد البرّ وهو قوله، وقول الحافظ العزفي، والمحدث عقيل بن عطية الطرطوشي وذكر أنها أحاديث باطلة مخالفة لقاعدة الشريعة، وقول الإمام ابن بطال شارح البخاري، وأبي عبد الله القرطبي في التذكرة وغيرها..
    على أنه لم يرد في حديث أبي هريرة وابن سريع ذكر الأطفال إطلاقا وهما أقوى الأحاديث الضعاف ولهذا لم يذكرهما ابن عبد البر وابن حزم في مسألة الأطفال.
    ومن صحّح هذه الأحاديث فهو مقابل بمن ضعّفه، وفي الترجيح بينهما تحكّم القواعد العلمية، وقد بان أن الرجحان مع من ضعّفها والله المستعان.
    فدع التسويف الطويل المملّ وات بالبرهان على صحّتها فهذا الفرس والميدان!

    (3)- لو سلّمنا تنزلا على صحّة بعضها فما لك في ذلك متعلّق لأن عموم (المولود) يشمل أطفال المسلمين والمشركين، وهو محلّ احتجاج من احتجّ بها، وجمهور علماء المسلمين على أن أطفال المسلمين في الجنة، ولا خلاف في ذلك عند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل وهذا مما يشهد ببطلانها أيضا.
    ومن وجهٍ آخر: لم يأت في حديث واحد منها بيان حال الهالك في الفترة هل كان مشركا أو موحّدا أو خاليا من الأمرين اللهم إلا في رواية هي من أوهي المنكرات.
    سؤال أخير:
    بماذا يثبت مذهب السلف ##


  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    أبدأ من حيث انتهيت ساخرا مستهزء متهكما في نشوة العزة قائلا
    سؤال أخير:
    بماذا يثبت مذهب السلف
    يا شيخ الإسلام القلي، افتونا مأجورين
    ###
    هل عرفت الآن موقفك من شيخ الاسلام الحقيقي ؟؟
    ##
    يرى ابن تيمية... لمّا لم يجد هذه النسبة إلا عند الأشعري قلّده في ذلك
    والعجب الثاني تحرفك عن أصل الموضوع -وهم من لم تبلغهم الدعوة - و تحويله الى الخلاف في أطفال المشركين , ثم اتهامك لأئمة الاسلام أنهم لم يعرفوا مذاهب أهل الاسلام ولم يفعلوا شيئا الا أن قلدوا الأشعري , وهم والأشعرية لا يلتقيان ولا يجتمعان الا اذا اجتمع الليل والنهار في ذات المكان
    وهي نسبة باطلة لأمور سبق بيانها:
    - نفي الإمام أحمد رحمه الله للخلاف في أن أطفال المسلمين في الجنة وإثبات الخلاف في أطفال المشركين.
    و هل نفى الأئمة هذا الخلاف ؟ ومن الذي نسب خلاف ذلك اليهم ؟
    قد فصل القول فيهم المحقق المدقق ابن القيم في أحكام الذمة , الى عشرة مذاهب
    وذكر أدلة كل مذهب والقائلين به , بما لم يسبقه أحد ممن تقدم ولا ممن تأخر , ثم رجح القول الحق الذي أزهق كل متحذلق
    وكل ما تنسخه أنت هنا أو غيرك هناك فهو من عنده ومن تفصيله
    وتأمل ما قاله فانك والله لن تجده عند غيره , ثم لتدرك بعده عن أي شخص تتحدث وفي أي يم ألقت نفسك ؟ و هو المذهب السادس في أنهم خدم أهل الجنة
    ([فَصْلٌ]
    الْمَذْهَبُ السَّادِسُ:
    أَنَّهُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَمَالِيكُهُم ْ مَعَهُمْ بِمَنْزِلَةِ أَرِقَّائِهِمْ، وَمَمَالِيكِهِم ْ فِي الدُّنْيَا:
    وَهَذَا مَذْهَبُ سَلْمَانَ، وَاحْتَجَّ هَؤُلَاءِ بِمَا رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِئُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ
    [الْمَدَنِيِّ] ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «سَأَلْتُ رَبِّي اللَّاهِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ أَلَّا يُعَذِّبَهُمْ، فَأَعْطَانِيهِم ْ، فَهُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ» " يَعْنِي الصِّبْيَانَ.
    قَالَ الدَّارَقُطْنِي ُّ: وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ.
    فَهَذَانَ طَرِيقَانِ، وَلَهُ طَرِيقٌ ثَالِثٌ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ....)) انتهى كلامه
    ثم ذكر طريقا رابعا عن أنس وتكلم قليلا في أسانيدها
    وهو مذهب سلمان , وان عندك اسم ثان , فات به ان كنت من الصادقين ولن تجده الى يوم الدين
    أما بقية الصحابة فمذهبهم في أهل الفترة فهو المذهب الذي كبر عليك تصديقه
    قال ابن القيم في الرد المفصل على كلام ابن عبد البر

    (الْوَجْهُ السَّادِسُ: أَنَّهُ قَدْ صَحَّ - بِذَلِكَ - الْقَوْلِ بِهَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُمْ إِلَّا هَذَا الْقَوْلُ.
    وَالْقَوْلُ بِأَنَّهُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ صَحَّ عَنْ سَلْمَانَ، وَفِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ قَدْ تَقَدَّمَ، وَأَحَادِيثُ الِامْتِحَانِ أَكْثَرُ وَأَصَحُّ وَأَشْهَرُ.)انته
    فان صح عنهم غير هذا القول فأخرجه ان كنت لقوله من المنكرين ؟؟

    - أطفال المشركين من أهل الجنة وهو مذهب سلمان الفارسي، وأبي عبد الله البخاري وعزاه أبو المعين النسفي إلى أهل السنة والجماعة، وأبو محمد ابن حزم إلى جمهور الناس
    هذا برهان منك على تخبطك وبيان عدم معرفة بأقوال السلف لاعراضك عمن يعرف حقيقة كلامهم وتشبثك بمن جهل وعادى مذهبهم
    ثم تعترف بعد ذلك أن ابن القيم مجرد مقلد للأشعري ؟
    سلمان يا فهمان مذهبه أنهم خدم لأهل الجنة وليسوا من أهل الجنة وهذا هو مذهب سلمان الفارسي كما سبق النقل عمن يعرف عن أي شيء يتحدث , وهو الصحابي الوحيد الذي نقل عنه ذلك , وقد ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن القيم قبل أن تظهر أنت الى الوجود , وهذا تفصيل بعض تلك المذاهب , مما لن تعثر عليه في غير كتبه
    قال (الْمَذْهَبُ الثَّانِي: أَنَّهُمْ فِي النَّارِ.
    وَهَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُتَكَلِّمِي نَ، وَأَهْلِ التَّفْسِيرِ، وَأَحَدِ الْوَجْهَيْنِ لِأَصْحَابِ أَحْمَدَ، وَحَكَاهُ الْقَاضِي نَصًّا عَنْ أَحْمَدَ، وَغَلَّطَهُ شَيْخُنَا كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ) انتهى
    وقد بين شيخ الاسلام غلط أبي يعلى في كونه منصوص الامام أحمد , ولا يشك عاقل أنه لا يوجد انسي ولا جني أعلم بمذهب أحمد وأصحابه من شيخ الاسلام وان كره الحاقدون والحاسدون ,
    وان حذف هذا الكلام من هذه السطور فهو محفور في الصخور .
    ولعل هذا يردع كل متخرص أن ينسب الى الامام أحمد ما لم يقله ولم يخطر على باله .
    ثم قال ,
    (الْمَذْهَبُ الثَّالِثُ: أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ:
    وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّم ِينَ، وَالصُّوفِيَّةِ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِ.
    وَاحْتَجَّ هَؤُلَاءِ بِمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ...)) انتهى

    فهذا هو مذهب من يقول أنهم من أهل الجنة و هو مذهب ابن حزم لمن جهله , ثم ذكر الحديث وفصل أدلتهم ومالهم وما عليهم ,وحديث سمرة قوي في الاستدلال في هذا الباب , ولكن ليست مسألتنا أطفال المشركين كما أوهم من توهم , ولها تفصيلها ومكانها

    وآن الآن أوان ابطال الباطل ودفع كل صائل متطاول



    يلتزم المسكين ببطلان أحاديثك المنكرة وهي في الحقيقة خمسة أحاديث، وهو رأي العلماء الذين نقل عنهم الحافظ ابن عبد البرّ وهو قوله،
    أنظرك من الساعة الى يوم قيام الساعة أن تأتيني يأسماء هؤلاء الذين قال عنهم ابن عبد البر أنهم ضعفوا تلك الأحاديث وكيف ضعفوها ؟
    ثم أيها المسكين , من حدثك أن الحافظ ابن عبد البر قد ضعفها ؟
    هل قرأته في تمهيده أو في الاستذكار أم قلدت فيه من ليس له الا جمع القيل والقال ؟
    و لم تمسكت بكلامه الأخير , وأعرضت عن كلامه الأول ؟
    هل تريد أن تفعل معه كما فعلت مع ابن القيم حين حذفت من كلامه ما لا يرضي نفسك وينقطع عند قراءته نفسك ؟؟
    و هذا كلامه الذي طرت به فرحا ,
    قال ابن عبد البر (((وَجُمْلَةُ الْقَوْلِ فِي أَحَادِيثِ هَذَا الْبَابِ كُلِّهَا مَا ذَكَرْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَذْكُرْ أَنَّهَا مِنْ أَحَادِيثِ الشُّيُوخِ وَفِيهَا عِلَلٌ وَلَيْسَتْ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ وَهُوَ أَصْلٌ عَظِيمٌ وَالْقَطَعُ فِيهِ بِمِثْلِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ ضَعْفٌ فِي الْعِلْمِ وَالنَّظَرِ مَعَ أَنَّهُ عَارَضَهَا مَا هُوَ أَقْوَى مِنْهَا))

    وقال في الاستذكار (
    وَهِيَ كُلُّهَا أَسَانِيدُ لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ وَلَا يَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا بِأَسَانِيدِهَا فِي التَّمْهِيدِ
    وَأَهْلُ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ لِأَنَّ الْآخِرَةَ دَارُ جَزَاءٍ وَلَيْسَتْ دَارَ عَمَلٍ وَلَا ابْتِلَاءٍ وَكَيْفَ يُكَلَّفُونَ دُخُولَ النَّارِ )

    فقد أنكر متنها أهل العلم -ولم يسم منهم أحدا - لأن الآخرة دار جزاء وقد رد تعليله هذا أهل العلم , وبينوا له ولمن قلده أن الآخرة قد يقع فيها التكليف , وانما ينقطع بدخول الدارين وليس أدل على ذلك من الدعوة الى السجود يوم يكشف عن ساق
    وفي ذلك أحاديث أخرى صحيحة تثبت ما أنكره المنكرون
    أما قوله أنه تكلم عن أسانيدها في التمهيد , فكلامه فيه لن يعجب المنكرين هنا وسيصدمهم ويسيصعقهم
    فهو رحمه الله لم يتكلم الا في رواية أبي سعيد وأنس ومعاذ
    وتكلم بكلام مجمل غير مفصل
    ولكنه صحح رواية أبي هريرة وابن سريع وثوبان والتي ليس فيها ذكر الأطفال

    ((قَالَ أَبُو عُمَرَ
    رَوَى هَذَا الْمَعْنَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيثِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وأبي هريرة وثوبان بأسانيد صحية مِنْ أَسَانِيدِ الشُّيُوخِ
    إِلَّا مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا لَمْ يَرْفَعْهُ بِمِثْلِ مَعْنَى مَا ذَكَرْنَا سَوَاءً وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ذِكْرُ الْمَوْلُودِ وَإِنَّمَا فِيهَا ذِكْرُ أَرْبَعَةٍ كُلُّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُدْلِي بِحُجَّتِهِ رَجُلٌ أَصَمُّ أَبْكَمُ وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ وَرَجُلٌ هَرِمٌ فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ فِيهَا ذِكْرُ الْمَوْلُودِ لَمْ نَذْكُرْهَا فِي هَذَا الْبَابِ)) انتهى

    فهو يرى أن رواية أبي هريرة الموقوفة قد تعل المرفوعة وهذا ليس بشيء
    ففي الموطأ الذي شرحه عدة روايات يوقفها جماعة عن مالك ويرفعها غيره ثم يرجح هو ذاته المرفوع وان كان الرافع دون مالك في الحفظ وعلى ذلك أمثلة ليس هذا مقام تتبعها
    وهي ذات العلة التي أعل بها رواية أبي سعيد وليست بعلة قادحة عنده وعند المحققين غيره كما عرف من صنيعهم وصنيعه
    ولم يذكر علة غيرها , الا أنها من رواية الشيوخ ولم يروها الفقهاء وربما يقصد الامام مالك والشافعي ,وهذا مجرد حكايته تغني عن تكلف رده مع أنه رواها أئمة مثل أحمد وابن المديني
    فلم يبق لمضعف مستخف بهذه الأحاديث أي متمسك باستهزائه ,ولا أي تعلق بمشاققته لما ثبت فيها
    وقد ذكرت سابقا من صححها وما أكثرهم , فيطلعنا المستهزؤون على من ضعفها ان وجدوا ؟
    ويضاف الى من صححها في هذا العصر , الألباني
    واني على يقين أنك تعلم ذلك وتخفي في نفسك ما لا تحب أن أبديه
    وصححها ابن باز والأمين الشنقيطي وهو مذهبهم في أهل الفترة وانتصر له غاية الانتصار في أضواء البيان
    وكذلك هو مذهب العثيمين , وكفى بهؤلاء الكبار أسوة وقدوة- رحمهم الله تعالى- لمن أراد أن يتبع أو ابتغى وراءهم الهدى

    واقرأ الآن بقية العلل العليلة التي تعللت بها في الصد عن هذه الأحاديث بعد الاستهزاء بها

    وابن مرزوق صدوق صالح في نفسه لكنه يخطئ كثيرا لاسيما في حديث عطية العوفي. قال ابن حبان: «منكر الحديث جدا كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة فاشتبه أمره...»
    وعطية بن سعد العوفي: مدلِّس مجمع على ضعفه.
    اتق الله في الرجل و زن أقوالك بالقسطاس المستقيم و انقل من التعديل مثل ما نقلت من التجريح
    ففي التهذيب
    (قال المثنى بن معاذ بن معاذ العنبرى ، عن أبيه : سألت سفيان الثورى عنه فقال :
    ثقة .

    و قال الحسن بن على الحلوانى ، عن الشافعى : سمعت ابن عيينة يقول : فضيل بن
    مرزوق ثقة .

    و قال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : لا أعلم إلا خيرا .
    و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ثقة .
    و قال عبد الخالق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح الحديث ))
    فقد وثقه السفيانان وأحمد ويحيى , فمن لم يقنع بقول هؤلاء فلينظر عمن يأخذ دينه ؟
    أما عطية فلم يقل أحد أنه حجة , لكن لم يتركوا حديثه بالكلية فهو ممن يكتب حديثه
    ((و قال أبو أحمد بن عدى : و قد روى عنه جماعة من الثقات ، و لعطية عن أبى سعيد
    أحاديث عدد ، و عن غير أبى سعيد ، و هو مع ضعفه يكتب حديثه)) انتهى
    فهو مقبول في المتابعات والاستشهاد كما هو الحال هنا
    وروايته عن أبي سعيد لا يحنج بها على الاستقلال انما هي متابعة لما صح عن أبي هريرة وابن سريع , فيزيدهم بروايته قوة الى قوتهم .
    ويقال في حديث أنس ما قيل في حديث أبي سعيد , فهو صالح للاستشهاد لما صح عن غيره
    واجتهادك في تجريح عبد الوارث شيخ الليث لن يغني عن باطلك شيئا , فقد وثقه ابن حبان
    واياك أن تقول عنه أنه يوثق المجاهيل كما هي عادة من أراد الطعن في ابن حبان ؟
    فقد احتججت بكلامه في تجريح ابن مرزوق فكيف تطرح كلامه عنا في توثيق عبد الوارث ؟؟
    وأعلم أنك مجرد مقلد في نقل هذه الأخبار , لكن لا أحد ممن تقلده ضعف هذا الحديث
    ولم يتفرد ابن حبان , فهذا الامام أبو حاتم يقول فيه شيخ
    (قال في " الجرح والتعديل " (3 / 1 / 74) : " روى عن أنس، روى عنه يحيى بن عبد الله الجابر وجابر الجعفي
    وقطري الخشاب وأبو هاشم وسلمة بن رجاء قال أبي: هو شيخ ".
    وذكره ابن حبان في " الثقات "))
    أما الهيثمي فعده عبد الوارث بن سعيد لذلك قال انه من رجال الشيخين , لذلك وثقه
    حديث ثوبان
    قال ابن كثير
    (ثُمَّ قَالَ الْبَزَّارُ: وَمَتْنُ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَيُّوبَ إِلَّا عَبَّادٌ، وَلَا عَنْ عَبَّادٍ إِلَّا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ .
    قُلْتُ: وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ثِقَاتِهِ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ : لَا بَأْسَ بِهِ، وَلَمْ يَرْضَهُ أَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ.) انتهى
    فهو صالح للاستشهاد والمتابعة
    وبضاف الى ما قاله ابن كثير توثيق الدارقطني
    (قال البرقاني: سمعت الدَّارَقُطْنِي ّ يقول ريحان بن سعيد، بصري يحتج به)
    ولم يتفرد به عباد عن أيوب كما قال البزار
    فقد تابعه يحيى بن أبي كثير عند الحاكم في حديث طويل , ويحيى ثقة ثبت
    قال الحاكم فَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، أَنَّ ثَوْبَانَ حَدَّثَهُ،..)

    وأبان تفرد ابن حبان بتوثيقه
    وقال الحاكم بعد روايته هو على شرطهما
    وقد ذكر البزار اسناده دون متنه الطويل
    وقال (ولاَ نَعْلَمُ حَدَّثَ بِحَدِيثِ أَبَان إلاَّ إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، وهُو غَرِيبٌ عَنْ أَيُّوبَ، وعَن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَهَذَا الْحَدِيثُ فَمَتْنُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم غَيْرُ مَعْرُوفٍ إلاَّ من هذا الوجه.)
    وهو يقصد الحديث الطويل
    ولم يتفرد أبان عن أيوب كما زعم البزار فقد تابعه الثقفي لكن باسناد مرسل
    رواه ابن المبارك في الزهد
    أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: يُؤْتَى بِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُونَ أَوْثَانَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ: مَاذَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ ...))
    وهذا الحديث وحده يكاد يكون صحيحا فكيف اذا انضم اليه الروايات الخمسة المتعاضدة والمتوافقة


    حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه باطل منكر تفرّد به متروك الحديث رمي بالكذب فهو من رواية: عمرو بن واقد
    عمرو بن واقد
    (و قال أبو أحمد بن عدى : و هو ممن يكتب حديثه مع ضعفه .)
    ومع ذلك فانه يستأنس به , فقد كفينا الصحة من غيره
    ولازلت أباهل على صحة هذه الأحاديث , وقد باهلت بذلك سابقا في المشاركات المحذوفة ولن أزول عن ذلك
    ان زالت الجبال الرواسي

  17. #57

    افتراضي

    من قال بالتعذيب الأخروي لمن لم تبلغه الرسالة احتج بآية الميثاق وهي أجود ما يحتج به في هذه المسألة لمن قال بهذا القول
    لكنه معارض بحكاية مصير أهل النار وتوبيخهم على وقوعهم في الكفر بأنهم كذبوا الرسل فكان تكذيبهم لهم وبما جاؤوا به من دعوة إلى التوحيد سببا للخلود في النار قال الله تعالى:" سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير" ولم يقل:" ألم يؤخذ منكم الميثاق"! والأمثلة كثيرة في هذا المعنى!
    فلو قام الإخوة بسبر لآيات الوعيد ودخول أهل الشرك نارا تلظى وتوبيخهم على تكذيبهم لحجة الله على خلقه
    ف(الميثاق أو الرسل) فسيكون ذلك فيصلا في المسألة بإذن الله
    أماالقول بأن آياتالعذاب للمشركين باقية على عمومها ولا مخصص لها يتعارض مع كون المكره مستثنى منها فدخلها التخصيص من هذه الحيثية ولا مانع من تخصيصها بأدلة أخرى وإخراج أفراد آخرين من عمومها! والله أعلم
    قلت ما قلت في عجالة من أمري وأطلب من أخي الفاضل أحمد أن يتلطف في عبارته مع أخينا أبي محمد حتى ننتفع أكثر بعلمكما

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سيرين الوهراني مشاهدة المشاركة
    ولا مانع من تخصيصها بأدلة أخرى وإخراج أفراد آخرين من عمومها! والله أعلم
    نعم اخى أبو سيرين الوهراني يمكن تخصيصها بأدلة اخرى سواء فى العذر وعدمه من هذه الادلة على سبيل المثال عجز الطالب المريد للهدى وعجز المعرض-يقول ابن القيم رحمه الله-
    وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضاً
    أحدهما
    مريد للهدى مؤثر له محب غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه
    حكم أرباب الفترات
    ومن لم تبلغه الدعوة
    الثاني
    معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه
    فالأول
    يقول
    يا رب لو أعلم لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي
    والثاني
    راضٍ بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته
    وكلاهما عاجز
    وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق
    فالأول
    كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزاً وجهلاً
    والثاني
    كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه
    ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض .------------------------------------------------------------------------فقول ابن القيم رحمه الله
    والثاني
    كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه------ فالعاجز المعرض الذى لا يحدث نفسه بغير ما هو عليه-- لم يلحقه الامام ابن القيم بأرباب الفترات ولكن قال ابن القيم رحمه الله
    وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق--- ويقول ايضا
    الأصل الثاني : أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادته لها ولموجبها الثاني : العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم
    قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عليه حتى تقوم حجته بالرسل .
    ------ يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله-قال الشيخ فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع فإنه لم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه وإرادته له فهذا الصنف هو المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين رحمهم الله ----------اما النوع الثانى الذى هو
    راضٍبما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته ---هذا لا يجب ان يلحق بأرباب الفترات حتى مع حال عجزه-------
    والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وعباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب -وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر -----------------------------------وتفطن أيضاً فيما قال الشيخ عبداللطيف فيما نقله عن ابن القيم أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ([1])ولا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله

    (1) قال الشيخ عبد اللطيف في أثناء رده على العراقي :( لم يفقه هذا لغلظ فهمه وعدم علمه بل هو يعتقد أن كلام أهل العلم وتقييدهم بقيام الحجة وبلوغ الدعوة ينفي أسم الشرك والفجور ونحو ذلك من الأفعال والأقوال التي سماها الشارع بتلك الأسماء – إلى أن قال- وهذه من الأعاجيب التي يضحك منها اللبيب فعدم قيام الحجة لا يغير الأسماء الشرعية بل يسمى ما سماه الشارع كفرا أو شركا أو فسقا باسمه الشرعي ولا ينفيه عنه وأن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة ولم تبلغه الدعوة ) منهاج التأسيس: ص ( 315 – 316 ).

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سيرين الوهراني مشاهدة المشاركة
    من قال بالتعذيب الأخروي لمن لم تبلغه الرسالة احتج بآية الميثاق وهي أجود ما يحتج به في هذه المسألة لمن قال بهذا القول
    جزاك الله خيرا اخى أبو سيرين الوهراني-- آية الميثاقوإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ( 172 )أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون----الميثاق هنا هو الفطرة علىقول المحققين من اهل العلم- والميثاق حجة فى بطلان الشرك لقولهم- أفتهلكنا بما فعل المبطلون- يقول ابن كثير رحمه الله- فالجواب : أن المكذبين من المشركين يكذبون بجميع ما جاءتهم به الرسل من هذا وغيره . وهذا جعل حجة مستقلة عليهم ، فدل على أنه الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد ; ولهذا قال : ( أن يقولوا ) أي : لئلا يقولوا يوم القيامة : ( إنا كنا عن هذا ) أي : [ عن ] التوحيد ( غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا ) الآية .
    -- فهو حجة فى بطلان الشرك ولكن ليس بحجةفى التعذيب على الصحيح والراجح من اقوال اهل العلم يقول الشيخ صالح ال الشيخ؛وقول المحققين من علمائنا في هذا الميثاق أنّه هو الفطرة هو دليل وحدانية الله جل وعلا في الأنفس وفي الآفاق، فكل مولود يولد على الفطرة، وهذه الفطرة هي توحيد الله جل وعلا، أن كل مولود ولد على الفطرة، والله جل وعلا أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك؛ نعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشرك، من جهة الاستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك.----أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة.--------------
    . فإذن صار عندنا أشياء متعلقة بالظاهر، وأخرى بالباطن، الباطن يتبعه بعض أحكام الدنيا كالاقتتال ونحو ذلك بعد إقامة الحجة والباطن يتبعه الأحكام الأخروية لقوله جل وعلا {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}[الإسراء:15]، لهذا أجمع أهل العلم على أن أهل الفَتْرة كفار مشركون لا يوصفون بإسلام ولا يقال عنهم إنهم ليسوا بكفار وليسوا بمشركين؛ بل هم كفار مشركون لأنه قام بهم الكفر والشرك--- وحالهم يوم القيامة من جهة التعذيب هذا على التفصيل المعروف عندكم في أهل الفترة والتحقيق فيه أن الله جل وعلا يبعث لهم رسولا في عرصات القيامة فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.--------

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    وأطلب من أخي الفاضل أحمد أن يتلطف في عبارته مع أخينا أبي محمد حتى ننتفع أكثر بعلمكما
    بارك الله فيك , أرجو أن لا أكون قد تجاوزت الحد في التعبير , وكثرة ما وقع من حذف من المشرف انما هو اجتهاد منه حين ظن أن كلامي فيه اساءة
    فلما كتبت عن المعتزلة والعقلانيين لم أقصد الا بيان مذهبهم في أنهم يقرون أن العقل وحده كافيا للوصول الى التوحيد دون الحاجة الى الرسل
    قال الزمخشري ((إن أدلة التوحيد والمعرفة منصوبة قبل إرسال الرسل،
    وبذلك تقوم الحجة
    فنظن أن ذلك جار على سنن الصحة، إذ المعرفة باتفاق، والتوحيد بإجماع، إنما طريقه العقل لا النقل )
    فمن لم يصل الى التوحيد عندهم بعقله فهو معذب قبل ارسال الرسل
    وكنت أقصد أن من قال بهذا القول فهو قائل يمذهب المعتزلة ولم يقع في كلامي قط أنه معتزلي أو عقلاني
    وقد ذكرت تفسير الأئمة كلهم خلافا للمعتزلة في قوله عزوجل (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
    وليس هذا خاصا بأهل الفترة بل يشمل من جاء بعد الرسالة ولم تبلغه الدعوة أو لم يبلغه شيء منها
    قال شيخ الاسلام

    : "فمعلوم أن الحجة تقوم بالقرآن على من بلغه كقوله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} ، فمن بلغه بعض القرآن دون بعض قامت عليه الحجة بما بلغه من القرآن دون ما لم يبلغه،
    فكيف فيمن لم يبلغه جميع نصوص الكتاب فهذا من باب أولى" ))
    والقرآن كله من أوله الى آخره يقرر هذه الحقيقة المطلقة
    وما جاء في آيات الوعيد من اطلاق الكفر فهو مقيد بالآيات الأخرى التي فيها الكفر بالآيات والتكذيب بالرسل , وهي لا تحصى عددا في الكتاب
    وههنا استدلال خفي قد غفل عنه الموجبون لتعذيب العبيد بلا اقامة للحجة عليهم واقحامهم النيران دون علم مسبق منهم بوجودها ولا بوجود الحساب والعقاب
    ذلك , أن أي أحد سيأتيني بآية فيها دخول المشرك الى النار
    فسأقول له , من أين علمت هذه الآية التي عرفت بها مصير هذا الكافر أو المشرك ؟؟
    فحتما يجيب , هذا كلام الله تعالى الذي بلغنا عن طريق رسله
    وبجوابه هذا فقد أقام الحجة على نفسه ,
    فلو لم يأت هذا الرسول ولم يبعث لما عرف هو مصير من كذب الرسل
    ولا عرف مصير من صدق الرسل , ولا عرف معنى الرسالة ولا عرف معنى الايمان ولا عرف ربا ولا نبيا ولا ايمانا ولا اليوم الآخر
    قال الله تعالى لنبيه (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا)
    ان كان كان هو عليه الصلاة والسلام لم يكن يدري ما الايمان ولا الكتاب الا بعد أن أوحي اليه هذا الكتاب
    فكيف بأتباعه ؟
    فكيف بمن لم يبلغه شيء من هذا الكتاب ولا هذه الدعوة
    ؟؟
    وحين أرسل معاذا الى اليمن الى أهل الكتاب الذين كانوا بقرؤون الكتاب ويعلمون ما الحساب ويعرفون النبي والكتاب كما يعرفون أبناءهم
    قال له (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ، تؤخذ من أغنيائِهِم وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ،)
    حين أقرأ هذا الحديث المتفق عليه لا ينقضي عجبي ممن حكم على أهل الجاهلية الأميين الذين لم يعرفوا شيئا بأنهم مخلدون في النار وأنهم ملزمون باتباع ملة ابراهيم
    وهم يسمعون النبي عليه السلام يقول لمن أتتهم الرسل تترى بعد ابراهيم عليهم الصلاة والسلام هذا الكلام ؟
    فهل كان أهل الكتاب سيعذبون حتى لو لم يبعث اليهم معاذ ويخبرهم بالشهادة ؟
    مع أنهم قد جاءهم مالا يحصى من الرسل بعد ابراهيم عليه السلام
    وهل كانوا سيحاسبون على اقامة الصلاة لو لم يخبرهم ويعلمهم أحكامها وأركانها ؟
    بل الأعجب من كل هذا قوله عزوجل مخاطبا اليهود
    ( يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ
    عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ
    أَنْ تَقُولُوا مَا جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
    وكأن من يجادل هنا ويخاصم لم يقرأ في حياته هذه الآية التي فيها تفصيل كل شيء وبيان وهدى لأولي النهى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •