نحن لا نقول بأن الله لا يقدر على أن يخلق في الأزل بل نقول إن الله لم يرد أن يخلق في الأزل لأن رسوله أخبرنا بذلك ولأن السلف نقلوا لنا ذلك ولم ينقل لنا عن أحد من السلف غير ذلك .
ثم إنك تتجاهل كلام السلف وتنقل كلام الخلف ومعلوم أن قول السلف أسلم وأحكم لأنهم أعلم منا وخير منا ، وقد قال الإمام أحمد : "لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " والسلف لم يردوا علي قول الجهمية بأن للحوادث أولا ولكن ردوا عليهم في قولهم أن الله كان معطلا ، بل احتجوا عليهم بأن للحوادث أولا وقد رأيت أنهم قالوا : فعال سيفعل وخالق سيخلق ورزاق سيرزق .
وأريدك أن تجيب على هذين السؤالين :
1 - هل أخطأ السلف عندما قالوا بأن الله كان ولا شيء معه واحتجوا بهذا علي الجهمية .
2 - إذا كان القول بعدم تسلسل الحوادث في الأزل تعطيلا للخالق ، فإن العرش ليس بقديم اتفاقا لأنه حتى عندكم لا حوادث قديمة بعينها بل جنس الحوادث هو القديم ، فهل كان الله معطلا عن الاستواء على العرش في الأزل ، وكذلك هل كان معطلا عن النزول إلي السماء الدنيا في الأزل وبعد القيامة وتبديل السماوات والأرض هل سيكون معطلا عن هذه الصفة في الأبد ، وكذلك بعث الخلق هل كان معطلا عنه في الأزل وهل سيكون بعد بعثهم معطلا عنه في الأبد وكذلك المجيء يوم القيامة هل كان معطلا عنه في الأزل وهل سيكون بعده معطلا عنه في الأبد .