محمود الورَّاق:
أظهرُوا للناسِ نُسكًا وعلى المنقوشِ دارُوا
وله صامــُوا وصلُّـوا وله حـجُّـوا وزارُوا
وله قامُــوا وقـالـــوا وله حلُّــوا وسـارُوا
لو غـدا فوق الثُرَيَّــا ولهم ريشٌ لطــارُوا
محمود الورَّاق:
أظهرُوا للناسِ نُسكًا وعلى المنقوشِ دارُوا
وله صامــُوا وصلُّـوا وله حـجُّـوا وزارُوا
وله قامُــوا وقـالـــوا وله حلُّــوا وسـارُوا
لو غـدا فوق الثُرَيَّــا ولهم ريشٌ لطــارُوا
ظلمتُ نفسي ولم أعمل بموجبها * * * وما علمــــــتُ بأنَّ الغيَّ يُتْلِفُني
يُقضَى على المــــــــرء في أيَّام مِحْنَتِه * * * حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسنِ
انتقاءات مباركة
مختارات شعرية جد لطيفة
واصل بارك الله فيك
تزيد من نكهتنا لما في تراثنا من جواهر ودرر
احب التنزه في حدائق الأدب والمواعظ والقصص
ذخيرة فيها خير كثير ولو نحسن استعمالها في الدعوة التمنية البشرية ستضيف الكثير والكثير وتؤسس لغد أفضل
يقول الشاعر على محمود طه في استنهاض ههم العرب \
اخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجها د وحق الفدا
اتركهم يغصبون العروبة
مجد الابوة والسؤدد ا
وليسوا بغير صليل السيوف
يجيبون صوتا لنا او صدى
فجرد حسامك من غمده
فليس له بعد ان يغمد ا
اخي ايها العربي الابي
اري اليوم موعدنا لا غدا
اخي اقبل الشرق في امة
ترد الضلال وتحي الهد ى
اخي ان في القدس اختا لنا
اعد لها الذابحون المدى
صبرنا على غدرهم قادرين
وكنا لهم قدرا مرصدا
أَلَا قُلْ لمن كان لي حاسدًا أتدري على مَن أسأت الأدبْ؟!
أسَــــأتَ على اللهِ في فِعــله لأنَّــك لم تــرض لي ما وهــــب!
فجــــازاك عنِّي بـأنْ زادني وسَـــدَّ عليك وُجُـــوه الطَّلـب
* أبوالطَّيِّب:الحزنُ يُقلِقُ والتجمُّلُ يردعُ * * * والدمعُ بينهما عَصِيٌّ طَيِّعُ
يتنازعان دُموعَ عينِ مُسَهَّدٍ * * * هذا يجيءُ بِها وهذا يرجعُ
تصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ * * * عمَّا مضى فيها وما يُتَوَقَّعُ!
ولِمَن يُغالِطُ في الحقائقِ نفسَهُ * * * ويسومُها طلبَ المُحالِ فَتَطمَعُ!
أين الذي الهَرَمانِ مِن بُنيانِهِ * * * ما قومُهُ؟ ما يومُهُ؟ ما المصرَعُ؟!
تتخلَّفُ الآثارُ عن أصحابها * * * حينًا ويُدرِكُها الفناءُ فتتبَعُ
ولقد أراك وما تُلِمُّ مُلِمَّةٌ * * * إلَّا نَفاها عنك قلبٌ أصمَعُ
ما زلت تدفَعُ كُلَّ أمرٍ فادحٍ * * * حتى أتى الأمرُ الذي لا يُدفَعُ
فظللت تنظرُ لا رِماحُكَ شُرَّعٌ * * * فيما عراكَ ولا سيوفكَ قُطَّعُ!
وصَلَت إليكَ يَدٌ سواءٌ عندها الـ * * * ـبازي الأُشَيْهِبُ والغرابُ الأبْقَعُ!
ابن الخيَّاط:
إذا لم يكُنْ من حادثِ الدَّهْرِ مَوْئِلُ_•••_ولم يُغْنِ عنك الحزنُ فالصَّبْرُ أجملُ
وأهْوَنُ ما لاقيتَ ما عزَّ دَفْعُهُ_•••_وقد يَصْعُبُ الأمرُ الأشدُّ فيسهُلُ
وما هذه الدُّنيا بدار إقامةٍ_•••_فيحزنَ فيها القاطِنُ المترحِّلُ
هي الدَّارُ إلَّا أنَّها كمفازةٍ_•••_أناخَ بها رَكْبٌ وركبٌ تحمَّلُوا
لنا ولها في كلِّ يَوْمٍ عَجَائِبٌ_•••_يحارُ لها لُبُّ اللَّبيبِ ويذهَلُ
يطولُ مدَى الأفكارِ في كُنْهِ أمرِها_•••_فَيَنْكُصُ عَنْ غَايَاتِه المتوغِّلُ
وإنَّا لَمِن مرِّ الجديدَيْنِ في وغىً_•••_إذا فرَّ منها جَحْفَلٌ كَرَّ جَحْفَلُ
تجرِّدُ نَصْلًا والخلائقُ مفصِلٌ_•••_وتُنْبِضُ سهمًا والبريَّةُ مَقْتَلُ
فلا نحن يومًا نستطيع دِفَاعَهَا_•••_ولا خطبها عنَّا يَعِفُّ فيُجْمِلُ
ولا خلفنا منها مفرٌّ لهاربٍ_•••_فكيف لِمَن رامَ النَّجاةَ التَّحَيُّلُ
فَوَا عَجَبًا مِنْ حَازِمٍ مُتَيَقِّنٍ_•••_بأنْ سوف يَرْدَى كيف يَلْهُو ويغفُلُ؟
كفى حَزَنًا أنْ يُوقِنَ الحيُّ أنَّه_•••_بسيفِ الرَّدى لا بدَّ أنْ سوفَ يُقْتَلُ
يقول معن بن أوس:
لعمرك ما أهويتُ كفّى لريبة ... ولا حملتْنى نحو فاحشة رجلى
ولا قادنى سمعى ولا بصرى لها ... ولا دلّنى رأيى عليها ولا عقلى
وأعلم أنّى لم تصبنى مصيبة ... من الدّهر إلّا قد أصابت فتى قبلى
ولست بماشٍ ما حيبتُ لمنكر ... من الأمر لا يمشى إلى مثله مثلى
ولا مؤثرا نفسى على ذى قرابة ... وأوثر ضيفى- ما أقام- على أهلى
الإمام الشافعي:
أمتُّ مطامِعِي فأَرَحتُ نفسي * * * لأنَّ النَّفس ما طمِعَتْ تهونُ
وأحيَيْتُ القُنوعَ وكان مَيْتًا * * * وفي إحيائه عِرْضِي مَصُونُ
إذا طَمَعٌ أحلَّ بقلب عبدٍ * * * عَلَتْهُ مذلَّةٌ وعَلَاه هونُ
الشريف المرتضى:لكَ اللهُ قلبًا ما أقلَّ اكتراثَهُ *** بما يتفادى من تحمّلهِ الصَّبرُ
تَمرُّ العطايا لا تكشِّف ناجذِي *** وتأتي الرَّزايا وهْيَ من جَزَعِي صِفْرُ
أعفُّ وأسبابُ المطامعِ جمَّةٌ *** وأعلم والألبابُ يخدعها المَكْرُ
لِكلِّ زمانٍ خُطَّةٌ من مذاهبي *** وأشقى الوَرَى من لا يصرِّفه الدَّهرُ!
ولم أرَ إلَّا مَن يهِي عند شدَّةٍ *** ويأخذ من وافِي تجلُّدهِ الضُّرُّ
صَمَتُّ ولم أصمتْ وفي القول فضلةٌ *** وقلتُ فلم يأنس بمنطِقيَ الهُجْرُ
وإنِّي قليلُ الرَّيثِ فيما يُريبُني *** لذاك رِكابي ليس يحظى بها مِصْرُ
عدِمتُ المنى ما أكدرَ العيشَ عندها *** ولولا المُنى ما استنجد السَّفَرَ السَّفْرُ
ومَن عَمَرتْ دارُ المنى من همومهِ *** تَمادى وربْعُ المجد من مثله قَفْرُ
وما كَلَفِي بالعمرِ أَهوى وفورَه *** وعند الفناء يستوي النَّزْرُ والدَّثْرُ
وداء الورى حبُّ الحياة وشدَّ ما *** تفاقم خطبُ الدَّاء ما كان لا يبرُو
فيا ليتني قصَّرتُ طولَ تجاربي *** فلا عيش إلَّا عيشُ مَنْ ما له خُبرُ
وأشهدُ لو طالتْ يدُ الحزمِ في الوَرَى *** لما درَّ للدُّنيا على أهلها دَرُّ
أبوالعتاهية:ستُخلَق جِدَّةٌ وتجُود حالُ وعند الحق تختبر الرجالُ
وللدنيا ودائعُ في قلوب بها جَرَت القطيعة والوِصَالُ
تَخَوَّفُ ما لعلَّكَ لا تراه وترْجُو ما لعلك لا تنالُ!
وقد طلع الهِلالُ لهَدْم عُمْري وأَفْرَحُ كُلَّما طَلع الهِلالُ!
ومن قصائد الشاعر ابراهيم اليازجي هذه البائية الرائعة
تَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا أيُّهَا العَـرَبُ
فقد طَمَى الخَطْبُ حَتَّى غَاصَتِ الرُّكَبُ
فِيمَ التَّعَلُّـلُ بِالآمَـال تَخْدَعُـكُم
وَأَنْتُـمُ بَيْنَ رَاحَاتِ القََنَـا سُلـبُ
اللهُ أَكْبَـرُ مَا هَـذَا المَنَـامُ فَقَـدْ
شَكَاكُمُ المَهْدُ وَاشْتَاقَتْـكُ مُ التُّـرَبُ
كَمْ تُظْلَمُونَ وَلَسْتُمْ تَشْتَكُونَ وَكَمْ
تُسْتَغْضَبُونَ فَلا يَبْدُو لَكُمْ غَضَـبُ
أَلِفْتُمُ الْهَوْنَ حَتَّى صَارَ عِنْدَكُمُ طَبْعَاً
وَبَعْـضُ طِبَـاعِ الْمَرْءِ مُكْتَسَـبُ
وَفَارَقَتْكُمْ لِطُولِ الذُّلِّ نَخْوَتُـكُمْ
فَلَيْسَ يُؤْلِمُكُمْ خَسْفٌ وَلا عَطَـبُ
لِلّهِ صَبْـرُكُمُ لَـوْ أَنَّ صَبْرَكُـمُ
فِي مُلْتَقَى الْخَيْلِ حِينَ الْخَيْلُ تَضْطَرِبُ
كَمْ بَيْنَ صَبْرٍ غَدَا لِلـذُّلِّ مُجْتَلِبَـاً
وَبَيْنَ صَبْـرٍ غَدَا لِلعِـزِّ يَجْتَلِـبُ
فَشَمِّـرُوا وَانْهَضُوا لِلأَمْـرِ وَابْتَدِرُوا
مِنْ دَهْرِكُمْ فُرْصَةً ضَنَّتْ بِهَا الحِقَـبُ
لا تَبْتَغُوا بِالْمُنَى فَـوْزَاً لأَنْفُسِـكُمْ
لا يُصْدَقُ الفَوْزُ مَا لَمْ يُصْدَقُ الطَّلَبُ
خَلُّوا التَّعَصُّبَ عَنْكُمْ وَاسْتَوُوا عُصَبَاً
عَلَى الوِئَـامِ وَدَفْعِ الظُّلْمِ تَعْتَصِبُ
لأَنْتُمُ الفِئَـةَُ الكُثْـرَى وَكَمْ فِئَـةٍ
قَلِيلَـةٍ تَمَّ إِذْ ضَمَّتْ لَهَا الغَلَـبُ
هَذَا الذِي قَد رَمَى بِالضَّعْفِ قُوَّتَـكُمْ
وَغَادَرَ الشَّمْلَ مِنْكُمْ وَهْوَ مُنْشَعِـبُ
وَسَلَّـطَ الجَوْرَ فِي أَقْطَارِكُمْ فَغَدَتْ
وَأَرْضُهَا دُونَ أَقْطَـارِ الْمَلا خِـرَبُ
وَحُكِّـمَ العِلْـجُ فِيكُمْ مَعْ مَهَانَتِـهِ
يَقْتَـادُكُمْ لِهَـوَاهُ حَيْـثُ يَنْقَلِـبُ
مِنْ كُلِّ وَغْدٍ زَنِيمٍ مَا لَـهُ نَسَـبٌ
يُدْرَى، وَلَيْسَ لَـهُ دِيـنٌ وَلا أَدَبُ
وَكُلِّ ذِي خَنَثٍ فِي الفَحْشِ مُنْغَمِسٍ
يَزْدَادُ بِالْحَـكِّ فِي وَجْعَائِـهِ الجَرَبُ
سِلاحُهُمْ فِي وُجُوهِ الخَصْمِ مَكْرُهُمُ
وَخَيْرُ جُنْدهُمُ التَّدْلِيـسُ وَالْكَـذِبُ
لا يَسْتَقِيـم لَهُمْ عَهْـدٌ إِذَا عَقَـدُوا
وَلا يَصِـحَّ لَهُمْ وَعْدٌ إِذَا ضَرَبُوا
إِذَا طَلَبْـتَ إِلَى وُدٍّ لَهُـمْ سَبَبَـاً
فَمَا إِلَى وُدِّهِمْ غَيْر الْخُنَـى سَبَبُ
وَالْحَقُّ وَالبُطْـلُ فِي مِيزَانِهِمْ شُـرَعٌ
فَلا يَمِيل سِوَى مَا مَيَّـلَ الذَّهَبُ
أَعْنَاقُـكُمْ لَهُـمْ رِقٌّ وَمَالُكُـمُ
بَيْنَ الدُّمَـى وَالطِّـلا وَالنَّرْدِ مُنْتَهَبُ
بَاتَتْ سِمَانُ نِعَـاجٍ بَيْنَ أَذْرُعِـكُمْ
وَبَاتَ غَيْرُكُـمُ لِلدَرِّ يَحْتَلِـبُ
فَصَاحِبُ الأَرْضِ مِنْكُمْ ضِمْنَ ضَيْعَتِهِ
مُسْتَخْـدَمٌ وَرَبِيبُ الدَّارِ مُغْتَـرِبُ
وَمَا دِمَاؤُكُمُ أَغْلَى إِذَا سُفِكَـتْ
مِنْ مَاءِ وَجْهٍ لَهُمْ فِي الفَحْشِ يَنْسَكِبُ
وَلَيْسَ أَعْرَاضُكُمْ أَغْلَى إِذَا انْتُهِكَتْ
مِنْ عرْضِ مَمْلُوكِهِمْ بِالفِلْسِ يُجْتَلَبُ
بِاللهِ يَا قَوْمَنَـا هُبُّـوا لِشَأْنِـكُمُ
فَكَمْ تُنَادِيكُمُ الأَشْعَـارُ وَالْخُطَـبُ
أَلَسْتُمُ مَنْ سَطَوا في الأَرْضِ وَافْتَتَحُوا
شَرْقَـاً وَغَرْبَـاً وَعَـزّوا أَيْنَمَا ذَهَبُوا
وَمَنْ أَذّلُّوا الْمُلُوكَ الصِّيدَ فَارْتَعَـدَتْ
وَزَلْـزَلَ الأَرْضَ مِمَّا تَحْتَهَا الرَّهَـبُ
وَمَنْ بَنوا لِصُـرُوحِ العِـزِّ أَعْمِـدَةً
تَهْوِي الصَّوَاعِـقُ عَنْها وَهْيَ تَنْقَلِـبُ
فَمَا لَكُم وَيْحَكُم أَصْبَحْتُـمُ هَمَلاً
وَوَجْـهُ عِزِّكُمُ بِالْهَـوْنِ مُنْتَقِـبُ
لا دَوْلَـةٌ لَكُمُ يَشْتَـدُّ أَزْرَكُـمُ
بِهَا، وَلا نَاصِرٌ لِلْخَطِـبِ يُنْتَـدَبُ
وَلَيْسَ مِنْ حُرْمَـةٍ أَوْ رَحْمَةٍ لَكُمُ
تَحْنُـو عَلَيْكُم إِذَا عَضَّتْـكُمْ النُّـوَبُ
أَقْدَاركُم في عُيُـونِ التُّـرْكِ نَازِلَـةٌ
وَحَقُّـكُم بَيْنَ أَيْدِي التُّرْكِ مُغتَصَبُ
فَلَيْسَ يُدْرَى لَكُمْ شَأْنٌ وَلا شَـرَفٌ
وَلا وُجُـودٌ وَلا اسْـمٌ وَلا لَقَـبُ
فَيَا لِقَوْمِي وَمَا قَوْمِـي سِوَى عَرَب
وَلَنْ يُضَيَّـعَ فِيْهُم ذَلِكَ النَّسَـبُ
هبْ أَنَّـهُ لَيْسَ فِيكُم أَهْلُ مَنْزِلَـةٍ
يُقَلَّـد الأَمْـرَ أَوْ تُعْطَى لَهُ الرُّتَبُ
وَلَيْسَ فِيكُمْ أَخُو حَـزْمٍ وَمَخْبَـرَةٍ
لِلْعَقْـدِ وَالْحَـلِّ في الأَحْكَامِ يُنْتَخَبُ
وَلَيْسَ فِيكُمْ أَخُو عِلْـمٍ يُحَكَّـمُ في
فَصْلِ القَضَاءِ وَمِنْكُـمْ جَاءَتِ الكُتُبُ
وَلَيْسَ فِيكُمْ فِيكُم دَمٌ يَهْتَاجُهُ أَنَـفٌ
يَوْمَـاً فَيَدْفَـعَ هَذَا العَـارَ إذْ يَثِبُ
فَاسْمِعُوني صَلِيـلَ البِيـضِ بَارِقَـةً
في النَّقْـعِ إِنِّي إلِى رَنَّاتِـهَا طَـرِبُ
وَأَسْمِعُونِي صَـدَى البَارُودِ مُنْطَلِقَـاً
يُدَوِّي بِـهِ كُلُّ قَـاعٍ حِينَ يَصْطَخِبُ
لَمْ يَبْقَ عِنْدَكُـمُ شَيءٌ يُضَـنُّ بِـهِ
غَيرَ النُّفُـوسِ عَلَيْهَا الذُّلُّ يَنْسَحِـبُ
فَبَادِرُوا الْمَوْتَ وَاسْتَغْنُوا بِرَاحَتِـهِ
عَنْ عَيْشِ مَنْ مَاتَ مَوْتَاً مُلْـؤُهُ تَعَبُ
صَبْرَاً هَيَا أُمَّـةَ التُـرْكِ التِي ظَلَمَتْ
دَهْـرَاً فَعَمَّا قَليِـلٍ تُرْفَـعُ الحُجُـبُ
لنَطْلُبـنّ بِحَـدِّ السَّيْـفِ مَأْرَبَنَـا
فَلَـنْ يَخِيـبَ لَنَـا فِي جَنْبِـهِ أَرَبُ
وَنَتْرُكَـنَّ عُلُوجَ التُّـرْكِ تَنْـدُبُ مَا
قَـدْ قَدَّمَتـْهُ أَيَادِيهَـا وَتَنْتَحِـبُ
وَمَنْ يَعِـشْ يَرَ وَالأَيَّـامُ مُقْبِلَـة
يَلُـوحُ لِلْمَـرْءِ فِي أَحْدَاثِهَا العَجَبُ
* * *
---------------------------------------------------
أبوالقيس بن رفاعة:وذي ضَغنٍ كَفَفْتُ النَّفْس عنه * * * وكنتُ على مساءَتِه مُقِيتُ
وسيفي صارِمٌ لا عَيبَ فيه * * * ويمنعني من الرَّهقِ النَّبيتُ
وكم محنةٍ كابدتُها وبليةٍ *** إلى أن أتانا الله بالفتح والنَّصرِ
صَبَرتُ لها حتى انقضى وقتها الذي *** به أُقِّتت في سابق العِلم والذكرِ
وما جَزَع الإنسان في حالة البَلا *** سوى تعبٍ في الحال يذهبُ بالأجرِ!
إذا ما ابتلاك اللهُ فالصبر حقُّه *** عليك وإن أولاك فالحق في الشُّكرِ
ومن عَرَف الدُّنيا تحقَّق أنَّها *** بلا مريةٍ مستوطن البُؤسِ والشَّرِّ
فلا بد للإنسان طول حياته *** وما دام فيها من ملازمة الصَّبرِ
فطُوبَى لعبدٍ قد تجافى نعيمها *** وآثر دارًا خيرها أبدًا يجري
هي الجنة الخلد التي طاب نزلها *** لقوم أطاعوا اللَه في السِّر والجهرِ
محمود البارودي:ومَن عرفَ الدُّنْيَا رأى ما يسرُّهُ *** مِن العيشِ هَمًّا يتركُ الشَّهْدَ عَلْقَمَا
وأيُّ نعيمٍ في حياةٍ وَرَاءَهَا *** مصائِبُ لو حلَّت بِنَجمٍ لأظْلَمَا
إذا كان عُقْبَى كُلِّ حيٍّ مَنِيَّةٌ *** فسِيَّان مَن حلَّ الوِهادَ ومَن سَمَا
ومِن عَجَبٍ أنَّا نرى الحقَّ جَهْرةً *** ونَلْهُو كأنَّا لا نُحاذِرُ مَنْدَمَا
يَوَدُّ الفتى في كُلِّ يومٍ لُبانةً *** فإن نالها أنْحَى لأُخرى وصَمَّمَا
طَمَاعَةُ نفسٍ تُورِدُ المرءَ مَشْرَعًا *** مِن البؤسِ لا يَعْدُوهُ أو يَتَحَطَّمَا
أرى كُلَّ حيٍّ غافلًا عن مصيرهِ *** ولو رام عِرفان الحقيقةِ لانْتَمَى
إذا زاد عُمْرُ المرءِ قلَّ نصيبُهُ *** مِن العيشِ والنُّقصانُ آفةُ مَن نَمَا
وكَيْفَ يَصُونُ الدَّهْرُ مُهْجَةَ عَاقِلٍ *** وقد أهلك الحيَّيْنِ عادًا وجُرْهُمَا
وإنِّي لأدري أنَّ عاقبة الأَسَى *** وإنْ طال لا يُرْوِي غَليلًا تَضَرَّما
تخميس إمام اليمن سابقاً يحيى حميد الدين لقصيدة اراك عصي الدمعأراك عصي الدمع شيمتك الصبرُ *** مهاباً تحامتك النوائبُ والدهرُ
سمت بك أخلاقٌ فما قيل بعدها *** أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُبلى أنا مشتاق وعندي لوعة *** ولكن لأمرٍ دونه الأنجمُ الزهـرُ
أريد العلى لا أبتغي الدهر دونها *** ولكن مثلي لا يذاعُ لــه سرُإذا الليل أضواني بسطت يد الهوى *** لدك دياجي الخطب كي يطلع الفجرُ
وفزتُ بما أهواه قسراً ولم أقل *** وأذللت دمعاً من خلائقه الكبـرُتكاد تضيء النار بين جوانحي *** إذا صـدني عـمـا سـعيتُ له أمرُ
فأبصرُ في الظلماء أمري بنورها *** إذا هي أذكتها الصبابة والفكرُمعللتي بالوصل والموت دونه *** لكي الويل سيّان التواصل والهجرُ
سأشفي غليل النفس من كل مفخرٍ *** إذا بت ظمآناً فلا نزل القطرُبدوت وأهلي حاضرون، لأنني *** رأيت هنات القوم مصدرها المصرُ
وشرفت نفسي بالبداوةِ ، إنني *** أرى أن داراً لست من أهلها قفـرُوحاربت أهلي في هواك،وإنهم *** هم القوم لا يخفى لهم أبداً ذكرُ
وما كنت أقلوهم وكيف وإنهم *** وإياي، لولا حبك، المـاء والخمـرُفإن يك ماقال الوشاة ولم يكن *** فلا ذنب إلا من ذوائبك الخترُ
وإن زعموا صدق الذي قد تقولوا *** فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُوفيتُ وفي بعض الوفاء مذلةً *** و كل امرء يوفي العهود هو الحرُ
ولست بمشتاق ولاذا صبابةٍ *** لإنسانة في الحي شيمتها الغدرُوقور وريعان الصبا يستفزها *** يخامرها منه المخيلة و الكبرُ
تصد ملالاً ثم تذكر عهدها *** فتأرن احيانا كما يأرن المهرُتسائلني من أنت؟ و هي عليمةٌ *** وماتختفي شمس النهار ولا البدرُ
وماجهلت إسمي ولكن تجاهلت *** وهل بفتى مثلي على حاله نكرُفقلت كما شاءت وشاء لها الهوى *** رويدك إني ليس ينكرني العصرُ
فتىً قال للعلياء لما سمى بها *** قتيلك، قالت : أيهم فهم كثرُفقلت لها لو شئت لم تتعنتي *** فما راعني منك التعنت و الهجرُ
وماكان احلى لو تركت إساءتي *** ولم تسألي عني وعندك بي خُبرُوماكان للأحزان لولاك مسلك *** إليّ وحزني أن يفوز بك الغمرُ
ولولاك ماكان الغرام بنافذٍ *** إلى القلب لكن الهوى للبلى جسرُوأيقنتُ أن لاعز بعدي لعاشقٍ *** وكل كلامٍ في الغرامِ هو الهجرُ
وماضرني عتب الحبيب و صده *** وأن يدي مما علقت به صفرفقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا *** فقلت نعم لولا التجلد و الصبرُ
فقالت وما للدهر أضناك صرفه *** فقلت معاذ الله بل انت الا الدهرُوقلبت أمري لا أرى لي راحة *** أسر بها إلا المثقفة السمرُ
وذكر العلا تسبي فؤادي و إنه *** إذا البين أنساني ألح بي الهجرُفعدت الي حكم الزمان و حكمها *** وفي مهجتي مما اكابده جمرُ
قضى بيننا ظلما علي فأصبحت *** لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُتجفل حيناً ثم تدنو كأنما *** يساورها مني المهابة و الذعرُ
وعادت تحييني بلطفٍ كأنها *** تنادي طلاً بالواد أعجزه الخضرُوإني لنزال لكل مخوفة *** بها للفتى في كل ناحية ذكرُ
وأبرز في ميدان كل كريهة *** كثير الى نزالها النظر الشزرُوإني لجرارٌ لكل كتيبةٍ *** مؤيدة ما إن يضيع لها وترُ
سلاح بنيها الموت في حومة الوغي *** معودة ان لا يخلَّ بها النصرُفأظمأ حتى ترتوي البيضُ و القنا *** وتغشى نواصي الخيل أرديةٌ حمرُ
واحكم في اعناقهم ضرب مخزم *** واسغب حتى يشبع الذئب والنسرُولا اصبح الحي الخلوف بغارة *** ولو كان لي فيه من المغنم الوفرُ
ولم استجز قتل البريء وسيلة *** ولا الجيش مالم تأته قبلي النذرُفيارب دار لم تخفني منيعة *** تقاصر عنها الطرف وانبهر الفكرُ
تقلب عنها الدهر لما أتيتها *** طلعنا عليها بالردى ، أنا والفجرُوحيٍّ رددت الخيل حتى ملكته *** نكوصا على الأعقاب قد هاجها الذعرُ
وشاك بها بعد التقدم جاءني *** هزيماً وردتني البراقع و الخمرُوساحبة الأذيال نحوي لقيتها *** وفي نفسها مما ألم بها أمرُ
تخال المنايا قد أناخت بساحها *** فلم يلقها جافي اللقاء ولا غرُوهبت لها ماحازه الجيش كله *** لأني امروءٌ لم تسبه البيض والصفرُ
فجئت وقد اجرى السرور مدامعا *** ورحت ولم تكشف لأبياتها سترُولا راح يطغيني بأثوابه الغنى *** فكيف وما ابقى يعزُ بِه الحصرُ
ولا بخلت نفسي بمالٍ جمعته ***ولا بات يثنيني عن الكرم الفقرُوماحاجتي بالمال ابغي وفوره *** فليس لهذا المال في نظري قدرُ
فإني امروءٌ بالمال للعرض اتقي *** اذا لم يفر عرضي فلا وفر الوفرُأسرت وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى *** فما حط من شأني ولا عابني عذرُوماكنت عند النائبات بمحجمٍ *** ولا فرسي مهر ولا ربه غمرُولكن إذا حَمَّ القضاء على امرىء *** فلا حيلة تجزي هناك ولا حذرُ
ومن تك رسل الموت تطلب موته *** فليس له برٌ يقيه ولا بحرُفقال اصيحابي الفرار أو الردى *** فتنجو كفافا او يخلدك الذكرُ
أمامك فاختر منهما ما تحبه *** فقلت هما أمران أحلاهما مرُولكنني امضي لما لا يعيبني *** اذا كان بعض القوم يحلو له الفرُ
ولست بقوّال اذا الموت قد دنا *** وحسبك من أمرين خيرهما الأسرُولا خير في دفع الردى بمذلةٍ *** فلا عز إلا لمن له في الوغى كرُ
ولم استجرد دفع المنايا بهفوة *** كما ردها يوما بسوءته عمرويمنون ان خلوا ثيابي وانما *** ثناهم إباء الحر ، و الطعنة البكرُ
وفروا حيارى اذ رأوني مصمماً *** على ثياب من دمائهم حمرُوقائم سيفي منهم اندق نصله *** غداة عراه من تجمعهم مكرُ
وما عدت إلا والمنايا تنوشهم *** واعقاب رمح فيهم حطم الصدرُسيذكرني قومي إذا جَدّ جدهمُ *** وداهمهم خطبٌ واعوزهم أمرُ
وتعلم أني بدرُ كلِ دجنةٍ *** وفي الليلة الظلماءِ يفتقدُ البدرُولو سد غيري ماسددت اكتفوا به *** على أن غيري لايسدُ به ثغرُ
ورب فتىً لا يعرف الناس قدره *** وماكان يغلو التبر ولو نفع الصفرُوانا أُناسٌ لاتوسط بيننا *** ملوك على التحقيق صبابة غرُ
فسل عن عُلانا الدهرَ يخبرك أننا *** لنا الصدر دون العالمين أو القبرُتهون علينا في المعالي نفوسنا *** إذا ظن بالأموال في بذلها الغمرُ
فمن رام كسب المال جاد بنفسهِ *** ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهرُأعزُ بني الدنيا وأعلا ذوي العلا *** لنا الطي في ظهر البسيطة والنشرُ
وأعظم من في الأرض ملكاً وبسطة *** وأكرم من فوق التراب ولا فخرُ
لأبي بشر البَنْدَنِيجِيّ :
إذا وَلِىَ ابنُ عيسى وابنُ موسى ** فما أَمْرُ الأنامِ بمُسْتَقِيمِ
فديوانُ الضِّياعِ بفَتْحِ ضادٍ! ** وديوانُ الخَراجِ بغَيْرِ جِيمِِ
عَلِقا بحفظي من بعض الكتب، لعله يتيمة الدهر.
فكان من المقادير أن رجلين وَلِيا عملين مهمَّين في يوم واحد، وحضرتُ من الغد مجلساً لأحد الأعيان، وما كانوا راضين عن الرجلين، فأنشدت هذين البيتين، فكاد الجميع يستلقون من الضحك، واستملاهما بعضهم لكتابتهما!
الله المستعان.. الهجو باب واسع.__________________المعرِّي:تَلَفُ البصائرِ والزَّمانُ مُفجّعٌ أدْهى وأفجعُ من تَوى الأبصارِ
بلغَ الفَتى هَرَمًا فظنَّ زمانهُ هَرِمًا وذمَّ تقادُمَ الأعصارِ
والحِلمُ أفضلُ ناصرٍ تدعونهُ فالزَمْهُ يَكفِكَ قِلَّةَ الآصارِ
وتفكُّرُ الإنسان يثني غَربَهُ ويَرُدُّ جامِحَهُ إلى الإقصارِ
* ابن الرُّومي:أسْدى إليك القومُ معـ * * * ـروفًا فلم تحسن ثوابَهْ
وغدوتَ بَهَّاتَ الجَبيـ * * * ـنِ وأنت لم تمسحْ ترابَهْ
ترميهِمُ بالإفك مُطَّـ * * * ـرِحًا سَداهُمْ واحتسابَهْ
أصبِحْ تبيَّنْ مَنْ رَمَيْـ * * * ـتَ وتنجلي عنك الضَّبابَهْ
سَتَذُمُّ ما اكتَسَبَتْ يدا * * * ك إذا لقيتَ غدًا عقابَهْ!
وتُقـرُّ أنَّك جاهــــــلٌ * * * لم تأتِ من أمرٍ صَوابَهْ!
من باتَ يحتطِبُ الأفـا * * * عِـيَ لَيلَهُ ذَمَّ احتطـابَهْ
ابن حمديس:
لســــانُ الفتى عبـدٌ له في سكـوته *** ومَوْلىً عليه جائـــرٌ إنْ تكَلَّما
فلا تُطْلقنْه واجعل الصَّمتَ قيدَهُ *** وصيِّرْ إذا قيَّدتهُ سجنَهُ الفَمَا