تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 19 من 45 الأولىالأولى ... 91011121314151617181920212223242526272829 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 361 إلى 380 من 900

الموضوع: من عيون الشعر.

  1. #361
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    أَريقُكِ أَم ماءُ الغَمامَةِ أَم خَمرُ " " بِفِيَّ بَرودٌ وَهوَ في كَبِدي جَمرُ

    أَذا الغُصنُ أَم ذا الدِعصِ أَم أَنتِ فِتنَةٌ " " وَذَيّا الَّذي قَبَّلتُهُ البَرقُ أَم ثَغرُ

    رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي " " فَقُلنَ نَرى شَمسًا وَما طَلَعَ الفَجرُ

    رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها " " سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَدًا حُمرُ

    تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها " " فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ
    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  2. #362
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    أبو الطَّيِّب.. مرَّة أخرى:


    بِغَيرِكَ راعِياً عَبِثَ الذِئابُ وَغَيرَكَ صارِمًا ثَلَمَ الضِرابُ
    وَما تَرَكوكَ مَعصِيَةً وَلَكِن • • يُعافُ الوِردُ وَالمَوتُ الشَرابُ
    وكَيفَ يَتِمُّ بَأسُـــكَ في أُناسٍ • • تُصيبُهُمُ فَيُؤلِمُكَ المُصابُ
    تَرَفَّــــق أَيُّها المَولى عَلَيهِم • • فَإِنَّ الرِّفـــــقَ بِالجاني عِتابُ!
    وَإِنَّهُمُ عَبيدُكَ حَيثُ كانـوا • • إِذا تَدعو لِحــادِثَةٍ أَجابوا
    وَأَنتَ حَياتُهُم غَضِبَت عَلَيهِم • • وَهَجرُ حَياتِهِم لَهُمُ عِقابُ!
    كَذا فَليَسرِ مَن طَلَبَ الأَعادي • • وَمِثلَ سُراكَ فَليَكُنِ الطِلابُ

  3. #363
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    _
    ذُقِ المـلامةَ مَحْقُوقًا فَما ظَلَمَتْ_ _ كَأْسُ النَّدامَةِ إِنْ جُرِّعْتَها غُصَصـا
    قَدْ أَمْكَنَتْكَ فَما بادَرْتَ فُرْصَتَها_ _ مَنْ شاوَرَ العَجْزَ لم يَسْتَنهض الْفُرَصا
    إِنَّ اللَّبيبَ إذا ما عَـنَّ مَطْلَبُـهُ_ _ أهْوى إليه ولم يَنْظُـرْ به الرُّخَصـا

  4. #364

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    قال عنترة:

    حصاني كـان دلّال المنـايا .. فخاض غمارها وشرى وباعا
    وسيفي كان في الهيجا طبيبا .. يداوي رأس من يشكو الصداعا
    ولو أرسلت رمحي مع جبان .. لـكان بهـيبـتي يلقى السباعا
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  5. #365
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    وفي مثل أبيات البحتري الجميلة نظم أحمد شوقي، ولعلِّي أثبت سينيَّته الرائعة بعدُ إن شاء الله.
    _
    قال أحمد شوقي:
    -اختِلافُ النَّهارِ وَاللَّيلِ يُنسي اُذكُرا لِيَ الصِّبا وَأَيّامَ أُنسي
    وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
    عَصَفَت كَالصِّبا اللَّعوبِ، وَمَرَّت سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ
    كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ رَقَّ، وَالعَهدُ في اللَّيالي تُقَسِّي
    أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَّو حُ، حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
    كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلَّا في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
    نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ بِهِما في الدُّموعِ سيري وَأَرسي
    يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ
    عَقَلَت لُـجَّةُ الأُمورِ عُقولًا طالت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ
    غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ أو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ
    فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهارًا ويسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ
    ومواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ
    دُوَلٌ كَالـرِجالِ مُرتَهَنـاتٌ بقِيامٍ مِنَ الجُــدودِ وَتَعـــسِ
    وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ
    سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ
    حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ
    أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ أمويٌّ وفي المَغارِبِ كُرسي؟
    سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ
    ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سوى هاتيـ ـكَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ
    رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طرفي وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي
    أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ
    في دِيارٍ مِنَ الخَـلائِفِ دَرسٍ وَمَنارٍ مِنَ الطَّــوائِفِ طَمسِ
    وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو نِ خُضرٍ وَفي ذرا الكَرمِ طُلسِ
    رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ
    وَإِذا الــدَّارُ ما بِها مِن أَنــيسٍ وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِـــسِّ
    رُبَّ بانٍ لِهـــــادِمٍ وَجَــــــموعٍ لِمُشِتٍّ وَمُحسِـــنٍ لِـمُخِــــسِّ
    حَسبُهُم هذه الطُّلولُ عِظاتٍ مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ
    وإذا فاتَكَ التفاتٌ إِلى الما ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَّأسِّي
    _

  6. #366
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    _
    أبوالطِّيِّب.. أيضًا:
    وَلَولا أَنَّني في غَيرِ نَومٍ لَكُنتُ أَظُنُّني مِنّي خَيالا
    كَذا الدُّنيا على مَن كانَ قَبلي صُرُوفٌ لَم يُدِمنَ عَلَيهِ حالا
    أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا
    أَلِفتُ تَرَحُّلي وجَعَلتُ أرضي قُتودي وَالغُرَيرِيَّ الجُلالا
    فَما حاوَلتُ في أَرضٍ مُقاماً ولا أَزْمَعتُ عن أرضٍ زوالا
    عَلى قَلَقٍ كأنَّ الرِّيحَ تَحتي أُوَجِّهُها جَنوباً أَو شَمالا
    أَرى المُتَشاعِرينَ غَرُّوا بِذَمِّي ومَن ذا يَحمَدُ الدَّاءَ العُضَالا!
    وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مريضٍ يَجِد مُرّاً به الماءَ الزُّلالا!
    _

  7. #367
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: من عيون الشعر.


    أجارك يا أسد الفراديس مكرم" "فتسكن نفسي أم مهان فمسلم

    ورائي وقدامي عداة كثيرة" "أحاذر من لص ومنك ومنهم

    فهل لك في حلفي على ما أريده" "فإني بأسباب المعيشة أعلم

    إذن لأتاك الخير من كل وجهة" "وأثريت مما تغنمين وأغنم
    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  8. #368
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: من عيون الشعر.


    أَظَبيَةَ الوَحشِ لَولا ظَبيَةُ الأَنَسِ " " لَما غَدَوتُ بِجَدٍّ في الهَوى تَعِسِ

    وَلا سَقَيتُ الثَرى وَالمُزنُ مُخلِفَةٌ " " دَمعًا يُنَشِّفُهُ مِن لَوعَةٍ نَفَسي

    وَلا وَقَفتُ بِجِسمٍ مُسيَ ثالِثَةٍ " " ذي أَرسُمٍ دُرُسٍ في الأَرسُمِ الدُرُسِ

    صَريعَ مُقلَتِها سَآلَ دِمنَتِها " " قَتيلَ تَكسيرِ ذاكِ الجَفنِ وَاللَعَسِ

    خَريدَةٌ لَو رَأَتها الشَمسُ ما طَلَعَت " " وَلَو رَآها قَضيبُ البانِ لَم يَمِسِ

    ما ضاقَ قَبلَكِ خَلخالٌ عَلى رَشَأٍ " " وَلا سَمِعتُ بِديباجٍ عَلى كَنَسِ

    إِن تَرمِني نَكَباتُ الدَهرِ عَن كَثَبٍ " " تَرمِ امرَأً غَيرَ رِعديدٍ وَلا نَكِسِ
    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  9. #369
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    _
    وفي بعض أحوال النُّفوس كأنَّها تَرَى خلفَ سِتْر الغيب ما تتوقَّعُ
    أقولُ لوجهٍ حال بعد بياضِهِ وإسفارِهِ واللَّونُ أسود أسْفَعُ
    ألا أيُّها الوجه الذي غاضَ ماؤُهُ وقد كان فيه مرَّةً يتريَّعُ
    ذقِ الهوْنَ والذُّلَّ الطَّويلَ عقوبةً كذا كلُّ وجهٍ لا يعفُّ ويقْنَعُ
    _
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  10. #370
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    ... قول المتنبي:
    جُودُ الرِّجال مِن الأيدي وجُودُهمُ --- من اللسان.. فلا كانوا ولا الجُودُ
    يفسد هذا المعنى -أويقيِّد مطلقه- قول أبي الطَّيِّب نفسِه:
    لا خيلَ عندك تُهْدِيها ولا مالُ فلْيُسْعِف النُّطقُ إنْ لم تسعِف الحالُ
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  11. #371
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك، لستُ ناقدًا .. ولكن لم يظهر لي سرقة هذا المعنى من الوأواء، إذ غاية ما يربط بينهما تشبيه الدمع باللُّؤلؤ، وبس، وهذا القدر لا يرتقي كونه أخذًا. والله أعلم.
    قال عبدالقاهر الجرجاني في الوساطة بين المتنبي وخصومه: "وهذا بابٌ يحتاج الى إنعام الفِكر، وشدّةِ البحث، وحسن النظر، والتحرّز من الإقدام قبل التبيّن، والحكم إلا بعد الثقة. وقد يغمُض حتى يخفى، وقد يذهب منه الواضح الجلي على من لم يكن مرتاضاً بالصناعة، متدرّبا بالنقد؛ وقد تحمِل العصبيةُ فيه العالِمَ على دفع العِيان، وجحْدِ المشاهدة، فلا يزيد على التعرّض للفضيحة، والاشتهار بالجَوْر والتحامل!
    ادعاء السرقة في شعر البحتري وأبي نواس وأبي تمام
    ومتى طالعتَ ما أخرجه أحمد بن أبي طاهر وأحمد بن عمار من سرقات أبي تمام، وتتبّعه بِشْر بن يحيى على البُحتري، ومهلهل بن يموت على أبي نواس عرف قُبح آثار الهَوى، وازداد الإنصاف في عينك حسناً. زعم مهلهل أن قول أبي نواس:
    إليك أبا العبّاس من بين من مشى ... عليها امتطينا الحضرَميّ المُلَسَّنا
    مأخوذ من قول كثيّر:
    لهم أزُرٌ حُمرُ الحواشي يَطَوْنَها ... بأقْدامهم في الحضرميّ الملسَّنِ
    والحضرمي الملسّن أشهر عند العرب من أن يُفتَقر فيه الى قول كثير أو غيره، وإنما هو صنف من نِعالهم كان مستحسناً عندهم، فما في ذِكر أبي نواس له من السرقة المعروفة شيء، ثم لو ذكر بعض شعرائنا اليماني المخصّر والكنانيّ المُطبّق، ثم وجدنا في شعر غيره، أكنّا نقول: إنه مأخوذ منه؟ أو كنا نعدّه سرقة؟ وليس بين البيتين اتّصال ولا تناسب إلا في هذه اللفظة؛ لأن كثيراً مدح قوماً فوصفهم بالمَرح والنعمة والخُيَلاء، وذكر سُبوغَ أزُرِهم، وأنهم يطئونها بنعالهم الحضْرمية المُلسّنة هَواناً بها، وقصد أبو نواس معنًى آخر فذكر أنه قصَد ممدوحه ماشياً وامتطى نعله الحضرمية الملسّنة؛ فما أرى بينها غيرَ ما ذكرت. وزعم أن قول أبي نواس:
    نعزّي أميرَ المؤمنين محمداً ... على خير ميْتٍ غيّبته المقابرُ
    وإنّ أميرَ المؤمنين محمداً ... لَرابِطُ جأش للخُطوب وصابرُ
    من قول موسى شهَوات:
    بكتِ المنابرُ يوم مات وإنما ... أبكى المنابرَ فقدُ فارسهنّه
    لما علاهنّ الوليدُ خليفةً ... قلن: ابنُه ونظيرُه فسكنّه
    وهذا أعجبُ من الأول؛ لأنهما لم يتشابها في لفظ ولا معنى، وأكثر ما فيها أن كل واحد منهما عزّى خليفة عن أبيه ومدَحه، فإن كان هذا سرقة فالكلامُ كله سرقة".
    وقال ابن رشيق: "وقال الجرجاني وهو أصح مذهباً، وأكثر تحقيقاً من كثير ممن نظر في هذا الشأن : ولست تعد من جهابذة الكلام، ولا من نقاد الشعر، حتى تميز بين أصنافه وأقسامه، وتحيط علماً برتبه ومنازله، فتفصل بين السرق والغصب وبين الإغارة والاختلاس، وتعرف الإلمام من الملاحظة، وتفرق بين المشترك الذي لا يجوز ادعاء السرقة فيه والمبتذل الذي ليس واحد أحق به من الآخر، وبين المختص الذي حازه المبتدي فملكه واجتباه السابق فاقتطعه".
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  12. #372
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    ... قول المتنبي:
    جُودُ الرِّجال مِن الأيدي وجُودُهمُ --- من اللسان.. فلا كانوا ولا الجُودُ
    ويقاربه قول أبي الطَّيِّب نفسِه:
    أَذَا الجودِ أَعطِ الناسِ ما أَنتَ مالِك وَلا تُعطِيَنَّ الناسَ ما أَنا قائِلُ
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  13. #373
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    يا صبر أيوب

    للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد








    (من مأثور حكاياتنا الشعبية، أن مخرزاً نسي تحت الحمولة على ظهر جمل..)


    قالوا وظلَّ.. ولم تشعر به الإبلُ

    يمشي، وحاديهِ يحدو.. وهو يحتملُ..

    ومخرزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ

    حتى أناخ َ ببابِ الدار إذ وصلوا

    وعندما أبصروا فيضَ الدما جَفلوا

    صبرَ العراق صبورٌ أنت يا جملُ!

    وصبرَ كل العراقيين يا جملُ

    صبرَ العراق وفي جَنبيهِ مِخرزهُ

    يغوصُ حتى شغاف القلب ينسملُ

    ما هدموا.. ما استفزوا من مَحارمهِ

    ما أجرموا.. ما أبادوا فيه.. ما قتلوا

    وطوقـُهم حولهُ.. يمشي مكابرةً

    ومخرزُ الطوق في أحشائه يَغـِلُ

    وصوتُ حاديه يحدوهُ على مَضضٍ

    وجُرحُهُ هو أيضاً نازِفٌ خضلُ

    يا صبر أيوب.. حتى صبرُه يصلُ

    إلى حُدودٍ، وهذا الصبرُ لا يصلُ!

    يا صبر أيوب، لا ثوبٌ فنخلعُهُ

    إن ضاق عنا.. ولا دارٌ فننتقلُ

    لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه

    يا صبر أيوب، أنا فيه نكتملُ

    وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها

    فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ؟!

    أم أنهم أزمعوا ألا يُظلّلنا

    في أرضنا نحن لا سفحٌ، ولا جبلُ

    إلا بيارق أمريكا وجحفلـُها

    وهل لحرٍ على أمثالها قَبـَلُ؟

    واضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها

    تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!

    كانوا ثلاثين جيشاً، حولهم مددٌ

    من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهلُ

    جميعهم حول أرضٍ حجمُ أصغرهِم

    إلا مروءتُها.. تندى لها المُقلُ!

    وكان ما كان يا أيوبُ.. ما فعلتْ

    مسعورة ً في ديار الناس ما فعلوا

    ما خربت يد أقسى المجرمين يداً

    ما خرّبت واستباحت هذه الدولُ

    هذي التي المثل العليا على فمها

    وعند كل امتحان تبصقُ المُثُلُ!

    يا صبر أيوب، ماذا أنت فاعلهُ

    إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟

    ولا حياءٌ، ولا ماءٌ، ولا سِمةٌ

    في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكِلُ

    أبعد هذا الذي قد خلفوه لنا

    هذا الفناءُ.. وهذا الشاخصُ الجـَلـَلُ

    هذا الخرابُ.. وهذا الضيقُ.. لقمتُنا

    صارت زُعافاً، وحتى ماؤنا وشِلُ

    هل بعده غير أن نبري أظافرنا

    بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَلُ؟!

    يا صبر أيوب.. إنا معشرٌ صُبًُرُ

    نُغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزلُ

    لكننا حين يُستعدى على دمنا

    وحين تُقطعُ عن أطفالنا السبلُ

    نضجُّ، لا حي إلا اللهَ يعلمُ ما

    قد يفعل الغيض فينا حين يشتعلُ!

    يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يا وطناً

    تبقى بمرآهُ عينُ اللهِ تكتحلُ

    لم تُشرق الشمسُ إلا من مشارقه

    ولم تَغِب عنه إلا وهي تبتهلُ

    يا أجملَ الأرضِ.. يا من في شواطئه

    تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ

    يا حافظاً لمسار الأرضِ دورته

    وآمراً كفةَ الميزان تعتدلُ

    مُذ كوّرت شعشعت فيها مسلّته

    ودار دولابه، والأحرُفُ الرسلُ

    حملن للكون مسرى أبجديّته

    وعنه كل الذين استكبروا نقلوا!

    يا سيدي.. أنت من يلوون شِعفتَه

    ويخسأون، فلا والله، لن يصلوا

    يضاعفون أسانا قدر ما قدِروا

    وصبرُنا، والأسى، كل له أجلُ

    والعالمُ اليومُ، هذا فوق خيبته

    غافٍ، وهذا إلى أطماعه عَجِلُ

    لكنهم، ما تمادوا في دنائتهم

    وما لهم جوقةُ الأقزامِ تمتثل

    لن يجرحوا منكِ يا بغداد أنمُلةً

    ما دام ثديُك رضاعوه ما نَذلوا!

    بغدادُ.. أهلُك رغم الجُرحِ، صبرهمو

    صبرُ الكريم، وإن جاعوا، وإن ثـَكِلوا

    قد يأكلون لفرط الجوع أنفسهم

    لكنهم من قدور الغير ما أكلوا!

    شكراً لكل الذين استبدلوا دمنا

    بلقمة الخبز.. شكراً للذي بذلوا

    شكراً لإحسانهم.. شكراً لنخوتهم

    شكراً لما تعبوا.. شكراً لما انشغلوا

    شكراً لهم أنهم بالزاد ما بَخَلوا

    لو كان للزاد أكّالون يا جملُ!

    لكن أهلي العراقيين مغلقةٌ

    أفواههم بدماهم فرط ما خُذِلوا

    دماً يمجّون إمّا استنطقوا، ودماً

    إذ يسكتون، بجوف الروح، ينهملُ!

    يا سيدي.. أين أنت الآن؟ خذ بيدي

    إني إلى صبرك الجبارِ أبتهلُ

    يا أيهذا العراقي الخصيبُ دما

    وما يزال يلالي ملأه الأملُ

    قل لي، ومعذرةً، من أي مبهمةٍ

    أعصابُك الصمُ قُدت أيها الرجلُ؟!

    ما زلت تؤمن أن الأرض دائرةٌ

    وأن فيها كراماً بعدُ ما رحلوا

    لقد نظرت إلى الدنيا، وكان دمي

    يجري.. وبغدادُ ملءَ العين تشتعلُ

    ما كان إلا دمي يجري.. وأكبرُ ما

    سمعتُهُ صيحة ً باسمي.. وما وصلوا!

    وأنت يا سيدي ما زلت تومئ لي

    أن الطريق بهذا الجبِّ يتصلُ

    إذن فباسمك أنت الآن أسألُهم

    إلى متى هذه الأرحام تقتتل؟

    إلى متى تترعُ الأثداء في وطني

    قيحاً من الأهل للأطفال ينتقلُ؟

    إلى متى يا بني عمي؟.. وثابتةٌ

    هذي الديارُ.. وما عن أهلها بَدَلُ؟

    بلى... لقد وجد الأعرابُ منتـَسَباً

    وملةً ملةً في دينها دخلوا!

    وقايضوا أصلهم.. واستبدلوا دمهم

    وسُوّي الأمر.. لا عتبٌ، ولا زعلُ!

    الحمد لله.. نحن الآن في شُغـُلٍ

    وعندهم وبني أخوالهم شُغـُلُ!

    أنا لنسأل هل كانت مصادفةً

    أن أشرعت بين بيتي أهلنا الأسَـلُ؟

    أم أن بيتاً تناهى في خيانته

    لحدِّ أن صار حتى الخوفُ يفتعلُ؟

    وها هو الآن يستعدي شريكته

    بألفِ عذرٍ بلمح العين ترتجلُ!

    أما هنا يا بني عمي، فقد تعبت

    مما تحن إلى أعشاشها الحَـجَـلُ!

    لقد غدا كُلُ صوت في منازلنا

    يبكي إذا لم يجد أهلاً لهم يصلُ!

    يا أيها العالم المسعورُ.. ألفُ دمٍ

    وألفُ طفل ٍ لنا في اليوم ينجدل

    وأنت تُحكِمُ طوقَ الموت مبتهجاً

    من حول أعناقهم.. والموت منذهلُ!

    أليس فيك أبٌ؟.. أمّ ٌ يصيح بها

    رضيعُها؟؟ طفلةٌ تبكي؟ أخٌ وجِلُ؟

    يصيح رعباً، فينزو من توجّعه

    هذا الضميرُ الذي أزرى به الشلل؟

    يا أيها العالم المسعورُ.. نحن هنا

    بجُرحنا، وعلى اسم الله نحتفل

    لكي نعيد لهذي الأرض بهجَتها

    وأمنَها بعدما ألوى به هُبلُ!

    وأنت يا مرفأ الأوجاع أجمعها

    ومعقلَ الصبر حين الصبرُ يُعتقلُ

    لأنك القلب مما نحن، والمُقـَلُ

    لأن بغيرك لا زهوٌ، ولا أمل

    لأنهم ما رأوا إلاّك مسبعة

    على الطريق إلينا حيثما دخلوا!

    لأنك الفارع العملاقُ يا رجلُ

    لأن أصدق قول فيك: يا رجلُ!

    يقودني ألفُ حب.. لا مناسبةٌ

    ولا احتفالٌ.. فهذي كلها عللُ!

    لكي أناجيك يا أعلى شوامخها

    ولن أرددَ ما قالوا، وما سألوا

    لكن سأستغفر التاريخَ إن جرحت

    أوجاعُـنا فيه جرحاً ليس يندمل

    وسوف أطوي لمن يأتون صفحته

    هذي، لينشرها مستنفرٌ بطلُ

    إذا تلاها تلاها غيرَ ناقصة

    حرفاً... وإذ ذاك يبدو وجهك الجـَذِلُ!

    يا سيدي؟؟ يا عراقَ الأرض.. يا وطني

    وكلما قلتُها تغرورقُ المقل!

    حتى أغصّّ بصوتي، ثم تطلقه

    هذي الأبوة في عينيك والنـُبـُلُ!

    يا منجمَ العمر.. يا بدئي وخاتمتي

    وخيرُ ما في أني فيك أكتهلُ!

    أقول: ها شيبُ رأسي.. هل تكرمُني

    فأنتهي وهو في شطيك منسدلُ؟!

    ويغتدي كلّ شعري فيك أجنحة

    مرفرفاتٍ على الأنهار تغتسلُ!

    وتغتدي أحرفي فوق النخيل لها

    صوتُ الحمائم إن دمع ٌ، وإن غـَزََلُ

    وحين أغفو... وهذي الأرض تغمرُني

    بطينها... وعظامي كلُها بلل

    ستورق الأرضُ من فوقي، وأسمعُها

    لها غناءٌ على أشجارها ثملُ

    يصيح بي: أيها الغافي هنا أبداً

    إن العراق معافى أيها الجملُ!
    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  14. #374
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    ماأشبه الحال لبعض أهل هذا الزمان وكأن الحطيئة هجاهم منذ دهر

    أزمعت يأساً مبيناً من نوالكم « • » ولا يرى طاردًا للحر كالياسي

    دع المكارم لا ترحل لبغيتها « • » واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

    من يفعل الخير لا يعدم جوازيه « • » لا يذهب العرف بين الله والناس


    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  15. #375
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    أيضًا.. المتنبِّي:

    لِساني بِنُطقي صامِتٌ عَنهُ عادِلُ وَقَلبي بِصَمْتي ضاحِكٌ مِنهُ هازِلُ
    وأتْعـبُ مَن نـاداكَ مَنْ لا تُجيْـبُهُ وأَغيَظُ مَنْ عـاداكَ مَنْ لا تُشاكِلُ
    ومـا التِّيـهُ طِبِّـي فيهِـمُ غَـيرَ أَنَّـني بَغيـضٌ إلَيَّ الـجاهِـلُ المُتَعاقِـلُ
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  16. #376
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: من عيون الشعر.



    تَتَعَجَّـبُ الأَيّـامُ كَيـفَ أَطاعَـهُ== قَدَرٌ وَفازَ مَنيحُـهُ فـي المَيسِـرِ

    وَعد كَما خَـدَعَ الجَهـامُ وَبَرقُـهُ == كَذِب وَعارِضُ مُزنِهِ لَـم يُمطَـرِ

    عَـدَّ الزَّمـانُ لِئامَـهُ فَاِستَوقَفَـت == تِلكَ الخِلالُ عَلَيهِ عَقـدَ الخِنصَـرِ
    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  17. #377
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: من عيون الشعر.



    أَما في هَذِهِ الدُنيا كَريمُ" "تَزولُ بِهِ عَنِ القَلبِ الهُمومُ
    أَما في هَذِهِ الدُنيا مَكانٌ" "يُسَرُّ بِأَهلِهِ الجارُ المُقيمُ
    تَشابَهَتِ البَهائِمُ وَالعِبِدّى" "عَلَينا وَالمَوالي وَالصَميمُ
    وَما أَدري أَذا داءٌ حَديثٌ" "أَصابَ الناسَ أَم داءٌ قَديمُ
    أُخِذتُ بِمَدحِهِ فَرَأَيتُ لَهوًا" "مَقالي لِلأُحيمِقِ يا حَليمُ
    وَلَمّا أَن هَجَوتُ رَأَيتُ عِيًّا" "مَقالي لِاِبنِ آوى يا لَئيمُ
    فَهَل مِن عاذِرٍ في ذا وَفي ذا" "فَمَدفوعٌ إِلى السَقَمِ السَقيمُ
    إِذا أَتَتِ الإِساءَةُ مِن لَئيمٍ" "وَلَم أُلُمِ المُسيءَ فَمَن أَلومُ
    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  18. #378
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    _
    لكُلِّ بليةٍ في الناس وقْعٌ على حَسَب المراتِبِ والمزايا
    وما مثل البليَّة في كريمٍ تعمُّ لهـول وقْعَتِها البـلايا
    _
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  19. #379
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    ذُقِ المـلامةَ مَحْقُوقًا فَما ظَلَمَتْ_ _ كَأْسُ النَّدامَةِ إِنْ جُرِّعْتَها غُصَصـا

    قَدْ أَمْكَنَتْكَ فَما بادَرْتَ فُرْصَتَها_ _ مَنْ شاوَرَ العَجْزَ لم يَسْتَنهض الْفُرَصا

    إِنَّ اللَّبيبَ إذا ما عَـنَّ مَطْلَبُـهُ_ _ أهْوى إليه ولم يَنْظُـرْ به الرُّخَصـا
    وقريب منه قول الشاعر:

    دَبَبْتَ لِلْمَجْدِ، والسَّاعُونَ قَدْ بَلَغُوا --- جَهْدَ النُّفُوسِ وألْقَوْا دُونَهُ الأُزُرَا

    فَكَابَدُوا الـمَجْدَ حتَّى مَلَّ أكْثَرُهُمْ --- وَعانَقَ الـمَجْدَ مَنْ أوْفى وَمَنْ صَبَرَا

    لاَ تَحْسَبِ الـمَجْدَ تَمْرًا أنْتَ آكِلُهُ --- لَنْ تَبْلُغَ الـمَجْدَ حتَّى تَلْعَقَ الصَّبِرَا

    والأبيات من الحماسة، وكثيرًا ما كان يتمثّل بها في كلامه. كان يقرأ البيت الأوّل بحركية إيقاعية مذهلة، فترى عيانًا مشهد الذي يدبُّ إلى المجد دبيب المدَّعي، ومشهد السالك الجاد المجتهد. وكان عندما يقرأ "وألقوا دونه الأُزُرَا" يشير بيديه إلى قميصه، حتى يظن الحاضر أنّه سيخلعه! وكأنّما كان يرى نفسه هو المعنِي بذلك الكلام، فيتذكَّر أنّ طريق المجد طويل وشاقّ، يحتاج دومًا إلى جهد إضافي...
    رحمه الله!
    وكان يستحضر أبيات الحماسة بسهولة خارقة. وظنّي أنه كان يحفظ جُلّها، إن لم يكن يحفظها كلَّها...

  20. #380
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: من عيون الشعر.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    يفسد هذا المعنى -أويقيِّد مطلقه- قول أبي الطَّيِّب نفسِه:
    لا خيلَ عندك تُهْدِيها ولا مالُ فلْيُسْعِف النُّطقُ إنْ لم تسعِف الحالُ
    بل يؤكِّده، حفظك الله!
    أبو الطيِّب في هذا البيت يخاطب نفسَه، لا أبا شجاع، ويعتذر عن عجزه عن مكافأة ممدوحه من جنس هباته. وقرينة هذا قوله في البيت التالي:
    واجْزِ الأَميرَ الذي نُعْماهُ فاجِئةٌ --- بِغَيْر قولٍ.. ونُعمَى النَّاس أقْوالُ
    وقد كافأه فاتِك بهدية قيمتها: ألف دينار. فإذا بلغك أنّ في زماننا مَن يمنح ما يوازي قيمة تلك الهدية لمن يمدحه بالقصيد، دُلَّني مأجورًا عليه، ولك منِّي أن "أبلغ جهد النفس"، وأن "ألقي الإزار" لأحبِّر فيه ما يقارب قصيدة المتنبي. والقرب نِسبي... هات لنا صنوا لسيف الدولة، يأتك نظير شعر أبي الطيِّب.
    ولك منّي أيضًا أن نقتسم الجائز مناصفةً!
    وقصيدة أبي الطيِّب جميلة، لولا قوله فيها:
    كَفاتِك، ودخولُ الكاف منقصةٌ --- كالشَّمس قلتُ.. وما للشمس أمثالُ
    فهو بيت في غاية التكلُّف، مع أنّ معناه مطروق مبتذل...
    وأفسدها أيضًا "التنبال" وبعض "الأطيفال"...
    ولو كان الشريف الرضيّ حيًّا، لمنحني الألف دينار دون أن أكلّف نفسي عناء مدحه...
    رزقنا الله رضاه، وكفانا عمّن سواه.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •