السؤال


ملخص السؤال:
سيدة متزوجة مِن رجلٍ لا تحبه ولا تطيقه؛ لأنه بارد معها، وتحب رجلاً آخر لأنه يشعرها بأنها امرأة بعكس زوجها، لكن المشكلة أنَّ رِزْقه من الحرام، وتسأل: هل أطلب الطلاق لأتجنب الزنا؟ أو أبقى مع زوجي الذي يعتبرني مجرد قطعة أثاث في المنزل؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة مِن رجلٍ لا أحبُّه ولا أُطيقه منذ عامين؛ لأنه باردٌ جدًّا، ولأني ما زلتُ أحبُّ حبيبي السابق الذي يريد أن يرجعني إليه؛ لكنني رافضة لأن مصدر رزقه حرام!


للأسف كنتُ أخطأتُ وزنيتُ، ثم تبتُ، ثم عدتُ وزنيتُ... وهكذا، أريد حبيبي السابق؛ لأنه يُشعرني بأني امرأة، ويحبني ولا يتركني هكذا، عكس زوجي الذي حاولتُ معه كثيرًا، لكن ليس بيننا تفاهُم، ونعيش معًا جسدًا بلا رُوح!


وأنا معه أشعر أني أذْبُل، وحياتي تنهار؛ فهل أطلب الطلاق من زوجي وأتزوج الرجل الذي رزقُه حرام، لأتجنَّب الزنا؟

أو أبقى مع زوجي الذي يعتبرني مجرد قطعة أثاث في المنزل؟


الجواب


بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان


سلامٌ عليك، أما بعد:
فلستِ مُضْطرةً إلى الاختيار بين رجلين؛ أحدهما كسبُه من الحرام، والآخر لا تُحبينه ولا تطيقينه؛ فالرجالُ فوق الأرض أكثر مِن مجموع عمرك وعمر زوجك وعمر حبيبك!


يجب أن تعلمي - أختي الكريمة - أنك امرأة مُخَيَّرة، وكلّ ما تجدينه في حياتك هو باختيارك ورضاك، ولَسوف تحاسَبين عليه، فباختيارك تزوجتِ مِن رجل لا تُحبينه، وباختيارك زنَيْت مع غيره!


والأصلُ في حكمة الزواج إحصان الفرْج، وإعفاف النفس، فإن كان الزواجُ نفسه داعيًا للزنا والفجور والخيانة، فطلاقُك هو مفتاحُ تحرُّرك من عبودية الحرام، والعيش في الحرام، والتنقُّل بين الحرام!


يقول البروفيسور طارق الحبيب: "قد لا تُوَفَّق في زواج مميَّز؛ لكنك لستَ معذورًا إذا فشلتَ في تحقيق طلاق آمن"، لكن لا تَطْلبي الطلاق من زوجك على أمل الزواج بحبيبك، بل اطلُبيه حفظًا لدينك وعرضك!


ثم إذا رغبتِ في الزواج من هذا الذي تَصفينَه بالحبيب، فعليك أولاً أن تتحمَّلي قرار طلاقك من زوجك، والنتائج المترتِّبة على هذا الطلاق، خاصة وأنه لا توجد أية ضمانات مِن قِبَل حبيبك بالوفاء بوعده بالزواج بك، فإذا تقدَّم لخطبتك فاشترطي عليه التكسُّب بالحلال، ولا تسألي كيف؟ فكلُّ ما يحتاجه هو النية بكسب الحلال، وسوف يُوَفِّقه الله إلى ذلك إن شاء الله تعالى، وردِّدي في دعائك: "اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبِفَضْلك عمن سواك".


والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب


http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz4NQUlMsAy