سـ45: ما دلالة صيغ الأداء وما معني كل منها؟
لأداء الحديث صيغ كثيرة عند المحدثين، منها: حدثنا، وأخبرنا، وأنبأنا، وقال، وسمعت، وعن، وأن، ومن هذه الصيغ ما يدل على السماع من الشيخ، ومنها ما يدل على القراءة على الشيخ، ومنها ما يدل على الرواية بالإجازة، ومنها ما لا يدل على السماع كصيغة عن وأن، فإن كانت من مدلس لم تقبل، وإن كانت من غيره وأمكن اللقاء قبلت.
قال الخطيب: ما يسمع من لفظ المحدث، الراوي له بالخيار فيه بين (سمعت – حدثنا -أخبرنا – أنبأنا) إلا أن أرفع هذه العبارات(سمعت)، وليس يكاد أحد يقول (سمعت) ف أحاديث الإجازة، والمكاتبة، والتدليس.
هذا ومن العلماء من لم يفرق بين هذه الألفاظ، كالإمام البخاري حيث قال في صحيحه: باب قول المحدِّث (حدَّثنا)، و(أخبرنا)، و(أنبأنا). وقال لنا الحميدي: كان عند ابن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعتُ واحدًا.أ.هـ
ومنهم من فرق بينها: كابن دقيق العيد:
وقال ابن دقيق العيد في كتابه الاقتراح في فن الاصطلاح: " التمييز بين ألفاظ الأداء في المصطلح:
ما قيل فيه: حدثنا، فهو ما سمع من لفظ الشيخ، واصطلحوا أن يقال ذلك فيما حدث به الشيخ جماعة هو فيهم، وأن يقال: حدثني فيما حدث به الراوي وحده، وإن جاز في هذا من حيث اللغة أن يقول: حدثنا.
وأما أخبرنا، فهو: لفظ صالح لما حدث به الشيخ، ولما قرئ عليه فأقر به، فلفظ الإخبار أعم من لفظ التحديث، فكل تحديث إخبار، ولا ينعكس.
وأما أنبأنا، فالمتقدمون يطلقونها بمعنى أخبرنا أو حدثنا، والمتأخرون يطلقونها على الإجازة، وهو بعيد عن الوضع اللغوي، إلا أن يوضع اصطلاحًا.
وأما العبارة عن الإجازة: فمن الناس من يطلق فيها أخبرنا، وهو قوم من المغاربة، ومنهم من يقول: أخبرنا إجازة، ويشترط البيان".
اما الحديث المؤنأن مثل الحديث المعنعن، لكن بدل كلمة (عن) يأتي بكلمة (أن)، والحديث المؤنأن له حكم الحديث المعنعن.