تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تخريج حديث ( الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر من شريها وقع على أمه وعمته وخالته )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي تخريج حديث ( الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر من شريها وقع على أمه وعمته وخالته )

    حديث: "الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته".
    قلت : حسنه الألباني (
    في الصحيحة 1853 ) بشاهديه عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص .
    قلت : الشاهد الأول : عبد الله بن عباس .
    * أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق عبد الله بن لهيعة . وقال :
    3134 - حَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَمْرُ أُمُّ الْفَوَاحِشِ، وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ، مَنْ شَرِبَهَا وَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَخَالَتِهِ وَعَمَّتِهِ»
    **وتابعه الدارقطني في السنن . وقال :
    4612 - حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ قَرِينٍ , نا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ , نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ , نا ابْنُ لَهِيعَةَ , نا أَبُو صَخْرٍ , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْخَمْرُ أُمُّ الْفَوَاحِشِ وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ , مَنْ شَرِبَهَا وَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَعَمَّتِهِ وَخَالَتِهِ»
    قلت : قال الطبراني : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ إِلَّا عَبْدُ الْكَرِيمِ .
    قلت: قال الهيثمي في مجمع الزوائد : فيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف .
    قلت : قال العراقي في تخريج الأحياء : إسناده ضعيف .
    قلت : قال ابن رجب في ذم الخمر : إسناده ضعيف .
    وقلت فيه : عبد الكريم أبي أمية : ضعيف
    وفيه : عبد الله بن لهيعة : ضعيف
    وفيه : أبو صخر حميد بن زياد بن أبي المخارق مختلف فيه سقط من إسناد الطبراني واثبته الدارقطني .
    وفيه : بكر بن سهل مختلف فيه قال الذهبي في الميزان : ( حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال. قال النسائي: ضعيف ) . اهـ وقال ابن حجر في لسان الميزان ( قال مسلمة بن قاسم : تكلم الناس فيه ووضعوه من أجل حديث ... )
    خلاصة الحكم : إسناده ضعيف والله أعلم .
    3- وأخرجه الطبراني في الكبير من طريق رشدين بن سعد . وقال :
    11372 -11498- حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْباعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْخَمْرُ أُمُّ الْفَوَاحِشِ وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ مَنْ شَرِبَهَا وَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَخَالَتِهِ وَعَمَّتِهِ»
    قلت : فيه رشدين بن سعد : ضعيف
    وفيه : عبد الكريم أبي أمية : ضعيف
    وفيه : قلت فيه عبد الله بن لهيعة : ضعيف .
    وفيه : أبو صخر : وهو حميد بن زياد بن أبي المخارق : مختلف فيه .
    وفيه : يحيى بن بكير : مختلف فيه .
    خلاصة الحكم : إسناده ضعيف والله أعلم .
    ===========================
    قلت الشاهد الثاني : عبد الله بن عمرو بن العاص .
    * أخرجه عبد الله بن وهب في الموطأ وغيره من طريقه . وقال :
    67- أخبرني حميد بن زياد أبو صخر؛ أن رجلاً حدثه عن عمارة بن حزم؛ أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص - وهو في الحجر بمكة، وسئل عن الخمر فقال: والله إن عظيماً عند الله الشيخ مثلي -وأخذ بلحيته- يكذب في هذا المقام على نبي الله صلى الله عليه وسلم، جاءني رجل وأنا في هذا المقام، فسألني عن الخمر، فقلت: ما سمعت فيها شيئاً ولا خبرها. ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، اذهب وسله وارجع إلي فأخبرني ما قال لك. قال: فنظرت إليه حتى قعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلي فقال لي: سألته عن الخمر، فقال: ((هي أكبر الكبائر، وأم الفواحش، من شرب الخمر ترك الصلاة، ووقع على أمه وخالته وعمته)) .
    قلت فيه : مبهم .
    وفيه : حميد بن زياد : مختلف فيه .
    خلاصة الحكم : إسناده ضعيف . والله أعلم .
    ** وأخرجه الطبراني في الكبير عن طريق عبد الله بن لهيعة وقال :
    14737 - حدثنا عبدُ الملكِ بن يحيى بن بُكيرٍ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن أبي صخرٍ ، عن عَتّابِ بن عامرٍ، قال: كنتُ عندَ عبدِالله بن عمرٍو في الحِجرِ بمكةَ، فسُئل عن الخمرِ؟ فقال: سألني رجلٌ فقلتُ: هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاذهبْ فاسألْهُ، ثم ارجعْ فأَخبرْني، فسأله ثم رجع، فأخبرني أنه سأله فقال: «هِيَ أَكْبَرُ الكَبَائِرِ، وَأُمُّ الفَوَاحِشِ، وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ تَرَكَ الصَّلاَةَ وَوَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَعَمَّتِهِ وَخَالَتِهِ» .
    قلت : قال الهيثمي في مجمع الزوائد : ( عتاب بن عامر لم أعرفه وابن لهيعة حديثه حسن وفيه ضعف ) اهـ
    وقلت فيه : عبد الله بن لهيعة : ضعيف .
    وفيه : أبو صخر حميد بن زياد بن أبي المخارق : مختلف فيه .
    وفيه : عتاب بن عامر : مجهول .
    وفيه : يحيى بن بكير : مختلف فيه .
    وفيه : عبد الملك بن يحيى بن بكير : مجهول
    وقلت : ربما لم يسمعه أبو صخر من عتاب بن عامر وأسقط رجلا .
    خلاصة الحكم : إسناده ضعيف جدا . والله أعلم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    الكلام على حديث ( الخمر أم الفواحش و أكبر الكبائر )


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :


    قال الطبراني في الكبير 3134 : حدثنا بكر قال نا عبد الله بن يوسف قال نا بن لهيعة عن عبد الكريم ابي أمية عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
    الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر من شربها وقع على أمه وخالته وعمته

    عبد الكريم متروك والشواهد ليس فيها ( أكبر الكبائر ) ، وهو معلول بالوقف على ضعفه

    قال سعيد بن منصور في سننه 824: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ :
    أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ شُرْبُ الْخَمْرِ.
    وهذا موقوف ، ولم يذكر أم الفواحش ولا الوقوع على الأم والخالة

    وقال في الأوسط 3667 : حدثنا شباب بن صالح قال نا محمد بن حرب النشائي قال نا محمد بن ربيعة الكلابي عن الحكم بن عبد الرحمن بن ابي نعم البجلي عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه و :
    سلم الخمر أم الخبائث فمن شربها لم تقبل منه صلاته اربعين يوما فان مات وهي في بطنه مات

    الوليد مدني وتلميذه كوفي فهذه مظنة انقطاع ولم يقل ( أكبر الكبائر ) ، ولم يذكر الوقوف على الأم والخالة ، والحكم صدوق سيء الحفظ

    وقد روي هذا الخبر من طرق موقوفاً على عبد الله بن عمرو وليس فيه ( أم الخبائث )

    قال ابن أبي شيبة في المصنف 24565: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ شَارِبِ الْخَمْرِ ؟
    فَقَالَ : لاَ تُقْبَلُ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً.

    وقال أيضاً 24564: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، قَالَ : أُرْسَلِنَا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو نَسْأَلُهُ عَنْ أَيِّ الْكَبَائِرِ أَكْبَرُ ؟ فَقَالَ : الْخَمْرُ ، فَأَعَدْنَا إِلَيْهِ الرَّسُولَ ، فَقَالَ : الْخَمْرُ ، إِنَّهُ مَنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ سَبْعًا ، فَإِنْ سَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَإِنْ مَاتَ فِيهَا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.

    وقال سعيد بن منصور في سننه 814: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَزَلْ مُشْرِكًا يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ ، فَإِنْ سَكِرَ مِنْهَا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَإِنْ مَاتَ فِيهِنَّ مَاتَ كَافِرًا.

    وقال النسائي في الكبرى 5159 : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ يَزِيدَ، وَأَخْبَرَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
    مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَجَعَلَهَا فِي بَطْنِهِ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلَاةٌ سَبْعًا، إِنْ مَاتَ فِيهِنَّ مَاتَ كَافِرًا، فَإِنْ أَذَهَبَتْ عَقْلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفَرَائِضِ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا
    يزيد ضعيف وقد خولف فروي الخبر موقوفاً

    قال الخلال في السنة 1277 : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
    مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ مُصْبِحًا، ظِلَّ مُشْرِكًا، وَإِنْ سَكِرَ مِنْهَا لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فِيهَا، مَاتَ كَافِرًا.
    فهذه تدل على نكارة لفظة أم الخبائث

    وقال الدارقطني في سننه في كتاب الأشربة 4 : ثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ثنا أبو حاتم الرازي نا أبو صالح كاتب الليث حدثني بن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخمر أم الخبائث
    وابن لهيعة ضعيف وقد تقدم أن ابن لهيعة روى هذا الخبر من غير هذا الوجه فيكون اضطرب فيه

    قال الطبراني في الكبير 14737 : حدثنا عبدُ الملكِ بن يحيى بن بُكيرٍ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن أبي صخرٍ ، عن عَتّابِ بن عامرٍ، قال:
    كنتُ عندَ عبدِالله بن عمرٍو في الحِجرِ بمكةَ، فسُئل عن الخمرِ؟ فقال سألني رجلٌ فقلتُ: هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاذهبْ فاسألْهُ، ثم ارجعْ فأَخبرْني، فسأله ثم رجع، فأخبرني أنه سأله فقال: «هِيَ أَكْبَرُ الكَبَائِرِ، وَأُمُّ الفَوَاحِشِ، وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ تَرَكَ الصَّلاَةَ وَوَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَعَمَّتِهِ وَخَالَتِهِ!!» .
    وقد روى هذا الخبر ابن وهب عن ابن لهيعة موقوفاً

    قال ابن وهب في جامعه 81-[78] حدثني ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة؛ أن رجلاً سأل عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص عن أكبر الكبائر.
    فقال: شرب الخمر، ثم قص عليه عبد الله بن عمرو خبر فتى من بني إسرائيل كان من أعبد الناس، ثم ذكر نحو حديث ابن شهاب هذا.

    وهذا أصح ، على ضعفها كلها لضعف ابن لهيعة

    وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 5197 : أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ رَجُلا حَدَّثَهُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ بِمَكَّةَ، وَسُئِلَ عَنِ الْخَمْرِ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ شَيْخٌ مِثْلِي يَكْذِبُ فِي هَذَا الْمَقَامِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ فَسَأَلَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَمْرِ فَقَالَ: هِيَ أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ وَأُمُّ الْفَوَاحِشِ، مَنْ شَرَبَ الْخَمْرَ تَرَكَ الصَّلاةَ وَوَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَخَالَتِهِ وَعَمَّتِهِ
    هذا فيه مبهم ، وهو موقوف

    وقال ابن حبان في صحيحه 5348 : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بَزِيعٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ خَطِيبًا، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اجْتَنِبُوا أُمَّ الْخَبَائِثِ وذكر قصة
    وهذا معلول بالوقف

    قال النسائي في سننه 5682 : أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ قَالَ فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا قَالَ زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْسَ فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلَّا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ .
    5683 : أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدُ وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ قَالَ فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ وَالْإِيمَانُ أَبَدًا إِلَّا يُوشِكَ أَحَدُهُمَا أَنْ يُخْرِجَ صَاحِبَهُ
    فرواية يونس وابن المبارك له موقوفاً يدل على صواب الوقف وهذا ما رجحه البيهقي في الشعب

    وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/186) :
    " "هذا الحديث قد أسنده عمر بن سعيد بن سريج عن الزهري كما ذكرنا وقد وقفه يونس ومعمر وشعيب وغيرهم عن الزهري قال الدارقطني والموقوف هو الصواب قال وقد روى عن الحسن بن عمارة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم فيه الحسن في موضعين في رفعه وفي روايته إياه عن سعيد والذي قبله أصح"

    قال ابن وهب في جامعه 83-[80] أخبرني الحارث بن نبهان، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: لقد قرأت في ثلاث كتب أن الخمر محرمة، في التوراة والإنجيل وفي الفرقان، وإنها في التوراة أم الخبائث.
    الحارث متروك وهذا موقوف

    والخلاصة أن قوله ( الخمر أم الخبائث ) لا يصح مرفوعاً وإنما صح من قول عثمان .
    وكذلك قوله في الخمر ( أكبر الكبائر ) لا يصح مرفوعاً إنما هو من قول ابن عباس .
    وأما لفظة ( أم الفواحش ) فمنكرة، وأما ذكر الأم والخالة والعمة فلا يصح أيضاً

    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    عبدالله بن فهد الخليفي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    نصراني يسأل عن سبب التحريم القطعي للخمر في الإسلام
    مرحباً .... أنا مسيحي ...
    عندما نسأل عن سبب تحريم الخمر في الإسلام يقال لنا إنه يذهب بالعقل . ولكن تناول كأس صغيرة واحدة منه كل بضعة أشهر لن يكون لها أي مفعول ضار , بل يقول بعض العلماء إن القليل منه مفيد للقلب . فلم هذا التحريم القطعي لتناول ولو حتى قطرة ؟ فالإنسان يملك العقل ليعرف كيف يسيطر على أفعاله ويتوقف عن الشرب قبل أن يسكر ولماذا اشترط الإسلام على المسلمين الابتعاد عن الخمر ولحم الخنزير ليصلح دينهم ولم يكتف بتبيان مضارهما وترك الخيار للناس ؟.
    تم النشر بتاريخ: 2003-12-31
    الحمد لله

    أولاً :

    نرحّب بك في موقعنا باحثاً عن الحقيقة سائلاً عنها ، ونسأل الله تعالى أن تكون إجابتنا وافية ، ويظهر لك بعد قراءتها وتأملها بإنصاف وتجرّد حكمة هذه الشريعة الإسلامية وكمالها ، مما يجعلك تراجع نفسك وتبحث عن الحق وتتبعه .

    ثانياً :

    مما تقرر في شريعتنا الإسلامية أنها إنما جاءت لتحصيل المصالح وتكثيرها ، ودرء المفاسد وتقليلها ، فما كان نافعاً أو غلب نفعه كان حلالاً ، وما كان ضاراً أو غلب ضرره كان حراما ، والخمر من القسم الثاني بلا نزاع . قال الله تعالى : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) البقرة/219 ، وأضرار الخمر ومفاسدها مما تواتر علمها عند القاصي والداني ، والعالم والجاهل ، فمن أضرار الخمر ما ذكره الله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) المائدة/90-91

    ففي هاتين الآيتين أكد الله تعالى تحريم الخمر تأكيداً بليغاً إذ قرنها بالأنصاب والأزلام وهما من مظاهر الشرك الذي كان منتشراً في الجزيرة العربية قبل الإسلام وجعلها من عمل الشيطان ، وإنما عمله الفحشاء والمنكر، وأمر باجتنابها ، وجعله سبيلا للفلاح ، وذكر من أضرارها الدينية : الصدُّ عن الواجبات والفضائل الشرعية من ذكر الله والصلاة .

    وقد اشتملت الخمر على أضرار كثيرة استحقت بها أن يقول عنها نبينا – صلى الله عليه وسلم - : " الخمر أم الخبائث " ( حديث حسن ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة : 1854 )

    وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الخمر أم الفواحش ، و أكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته " ( حديث حسن بشواهده قاله الألباني في السلسلة الصحيحة : 1853 )

    وهذا من أدلة صدق نبيّنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلقد وقع ما أخبر به ، ألم يأتك نبأ ذلك الشاب الذي رجع بيته سكران فوقع على أمه بعدما أخذ السكِّين وهددها بقتل نفسه إن لم تفعل فأخذتها الشفقة وأجابته ، فلما أفاق ودرى بما وقع قتل نفسه .

    فانظر بماذا انتهى أمره بعد شرب الخمر ، زنىً بأمه وقتلٌ لنفسه ! نسأل الله العافية .

    بل ذكرت دائرة المعارف البريطانية أن معظم حالات الاعتداء الجنسي على المحارم مثل الأخت أو الأم والبنت وقعت تحت تأثير الخمور .

    وأما قول من قال : إن تناول القليل من الخمر مفيد للقلب ، فيُقال فيه :

    أولاًً : أثبتت البحوث الحديثة أن ما قيل عن فائدة الخمر للقلب ، وتوسيعها للشرايين ، ليس إلا خطأً كبيراً ، فإن الخمر لا توسع الشرايين التاجية المغذية للقلب كما كان موهوماً من قبل ، وإنما توسع الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد ، في حين أنها تضيق الشرايين التاجية ، وذلك بترسيب الدهنيات والكوليسترول في جوفها ، وبذلك تساعد على جلطات القلب والذبحة الصدرية ، وخاصة مع التدخين ، الذي يُساعد على انقباض الشرايين وتضييق مجراها .

    وللخمور تأثير على عضلة القلب ذاتها ، حيث تصيبها بالتسمم والاعتلال الوظيفي ، خاصة بعد تناول البيرة الحاوية على الكوبالت ، كما يصاب القلب بالالتهاب نتيجة استنزاف ( ف ب 1 ) أثناء حرق الكحول .

    ثانياً : إن هذه الفائدة والمنفعة الموهومة للقلب ، يمكن الحصول عليها من غير الخمر التي زاد إثمها وضررها على خيرها ومنفعتها .

    ثالثاً : قد قيل ـ أيضاً ـ إن ما يُذكر من منفعة الخمر للقلب ، إنما سببها الفواكه والمواد التي اشتقت منها الخمر ، مثل العنب والتفاح وغيرها ، وعلى هذا يمكن الحصول على هذه المنافع من هذه الأغذية في صورتها التي أحلها الله من غير تخمير لها .

    رابعاً : موازنة تلك الفائدة للقلب ـ إن صح أنها كذلك ـ بالمفاسد العظيمة المدمرة لصحة الإنسان ، والتي يمكن الوقوف عليها بمراجعة أي مرجع طبِّي يتحدث عن إدمان الكحول ، وآثاره المدمِّرة على الإنسان .

    انظر مثلاً : " الإدمان الكحولي " : د.نبيل صبحي الطويل ، طبعة : مؤسسة الرسالة ، بيروت . " أبحاث وأعمال المؤتمر العالمي الثالث والرابع عن الطب الإسلامي " . طبعة : الكويت 1405 هـ، 1407 هـ .

    ولما كان بعض الناس قديماً ـ كبعضهم حديثاً ـ يظن أن في الخمر منفعة جاء طارق بن سويد الجعفي ـ من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يسأله عن الخمر ، فنهاه ، فقال : أصنعها للدواء . فقال : إنه ليس بدواء ، ولكنه داء . رواه مسلم ، وهذا من دلائل صدقه ونبوته ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ

    وأما قولك : إن الإنسان يملك العقل ليعرف كيف يسيطر على أفعاله ويتوقف عن الشرب قبل أن يسكر ، فهذا قول من لم ينتبه إلى طرق الشيطان اللعين ، في إبعاد الناس عن رب العالمين ، ثم هو أيضاً قول من لا يعرف ـ أو ربما يتجاهل ـ كيف تبدأ علاقة شارب الخمر بالخمر حتى يصير السِِكِّير سِكِّيراً والمدمن مدمناً .

    فأما الشيطان فإنه يتدرج بالعبد من القليل إلى الكثير . ومن الصغير إلى الكبير ، ومن المعصية إلى الكفر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً خطوة خطوة ، ونقلة نقلة ، وإلى ذلك يشير قول رب العالمين في سورة النور : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/21 وإلى ذلك المعنى يشير الشاعر بقوله :

    نظرة فابتسامة ، فسلام فكلام فموعد فلقاء

    وهذا وإن كان ظاهراً يعرفه كل من يفهم النفوس ومداخل الشيطان إليها فإنه أظهر ما يكون في الخمر وشاربها .

    ففي المثل الشرقي : " في البدء يأخذ الإنسان كأساً من الخمر ، ...، ثم تأخذ الكأس الأولى ..كأساً ثانية .. ثم تأخذ كأس الخمر الإنسان "

    تبدأ القصة بنصيحة من طبيب أو صديق بكأس من الخمر يفتح الشهية للأكل ، ويساعد على الشعور بالارتخاء ، أو تبدأ بمشاركة الأصدقاء في حفل اجتماعي تدار فيه كؤوس الخمر أو كجزء من الطعام المقدم ، أو ...أو ... أو

    ثم رويداً رويداً ، تتوثق الروابط العضوية والنفسية بالخمر حتى تصبح جزءاً من حياة الإنسان ، بل حتى يصبح السِكِّير عبداً لسُكره وخمرته . يطلبها طلب المريض للدواء ، كما قال الشاعر :

    وكأس شربت على لذّة وكأس تداويت منها بها

    لقد وجد في الكأس الأولى منفعة ـ بلا سُكر ـ وراحةً ونشوة ، بلا هذيان ، فالثانية مثلها ، وهو اليوم مشتاق إلى كأس الأمس ، ومع تعود الجسم على تقبل هذه السموم الكحولية ، يحتاج مرة بعد مرة إلى زيادة جرعة الخمر حتى يجد الراحة والنشوة التي وجدها في الكأس الأولى ، ثم يصبح السكير أكثر انتظاماً في تعاطي الكحول ، وأكثر نهماً في تجرعه ، فلذلك كله كان الضمان الوحيد ضد الإدمان الكحولي هو عدم تعاطي الكحول بالمرة .

    ومن أجل ذلك كانت حكمة الشرع الإسلامي في تحريم قليل الخمر وكثيره ، فالقليل هو أول الكثير ، والقليل مع القليل كثير :

    لا تحقرّن صغيرة إن الجبال من الحصا

    وأما قولك لماذا اشترط الإسلام على المسلمين الابتعاد عن الخمر ولحم الخنزير ليصلح دينهم ، ولم يكتف ببيان مضارهما وترك الخيار للناس ؟!

    فهو سؤال يحمل مغالطة كبيرة للنفس ، وإلا فمن المعلوم أن عقول الناس وعلومهم ليست على حد سواء في إدراك المنافع والمضار ، ثم إن قواهم وإرادتهم ليست ـ أيضاً ـ على حد سواء في إلزام النفس باختيار النافع وترك الضار ، فلا يمكن أن ينضبط سلوك الفرد والمجتمع إذا ترك الأمر إلى اختيار كل إنسان .

    ولو ترك الأمر إلى الاختيار فإن ضرر تعاطي الخمور وآثارها المدمرة لا يقتصر على متعاطيها وحده ، حتى يُترك له الأمر يختار في خاصة نفسه ما يشاء ، وإنما يصل ضررها إلى كل أفراد مجتمعه ، فالأمراض الناجمة عن الإدمان إساءة وإضعاف للمجتمع كله ، الذي هو عبارة عن مجموعة من الأفراد ونقصان إنتاجية المدمن بسبب مرضه ، ضرر على غيره ، والميزانية المستهلكة في علاجه ضرر أيضاً على غيره ، ناهيك عن الجرائم الناتجة عن الإدمان ، جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن جرائم العنف في 30 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا ، إن 86% من جرائم القتل و 50% من جرائم الاغتصاب ، تمت تحت تأثير الخمور .

    والإحصائيات حول ذلك في مختلف دول العالم كثيرة وشهيرة .

    وأما حوادث السير والطرق فهي أشهر من ذلك ، ففي عام 1965ـ مثلاً ـ كانت وفيات حوادث الطرق في الولايات المتحدة 49000 وفاة ، و1.800.000 إصابة بعاهات دائمة ، وقدر المسئولون في الصحة العامة آنذاك أن نصف هذه الوفيات كان سببها الكحول ، وكانت الخسارة على هذه الحوادث في ذلك العام ( 8900) مليون دولار .

    وفي تشيكي بأمريكا الجنوبية كان 70% من حوادث السير سنة 1966م بسبب السُّكر ، وفي باريس وجد أن 10إلى 15 % من مجموع الحوادث ، كان سببها الكحول .

    ثم يعترض على السائل أيضاً ويقال :

    لماذا لا نبيّن للناس مساوئ السرقة ونترك لهم الخيار ، دون إلزام أو عقاب ، وهكذا القتل ، والرشوة ، لماذا ، ولماذا ، ولماذا ...؟ حتى يصير المجتمع إلى همجية جامحة ، وشريعة الغاب أو الحيوانات .

    ثم إن هذا السؤال نفسه يعود إلى جميع النظم والقوانين التي يسير عليها الناس في حياتهم .

    إن أساس التفلت من دين الله تعالى ـ المنزل من السماء ، والخروج عما شرعه لعباده ، هو هذه الفكرة ، فكرة أن يُترك الإنسان من غير تكليف بأمر ينفذه ، أو نهي يتركه ، مع أن الالتزام بالأمر والنهي ، والحلال والحرام ، هو العبودية لله في أبسط معانيها ، وهو خالص حق الخالق ، بما أنه خالق ، وأول واجب على المخلوق ، بما أنه مخلوق ، قال رب العالمين : ( أَيَحْسَبُ الأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ) القيامة/36 ، يعني : أيظنّ الإنسان أن يتركه ربه من غير تكليف ، وأمر ونهي ، ثم نتيجة ـ لذلك ـ يهمل في قبره ، فلا بعث ولا حشر ولا حساب فأين إذن العبودية لرب العالمين ، إذا لم يكن هناك أمر ونهي وثواب وعقاب ، فبم ندخل الجنة إذن ؟!.

    الإسلام سؤال وجواب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •