قطوف من اﻵﻻم (49):
نهج البﻻغة موضوع؟!
كتب يسألني: (هل ما يقوله أهل السنة من أن كتاب (نهج البﻻغة) لﻹمام علي موضوع، وضعه الشريف الرضي الرافضي؟!)
أقول ومن الله تعالى العون:
صحيح الشرعيون من أهل السنة يقولون:
إن في نهج البﻻغة أفكارا وأقواﻻ منسوبة لﻹمام علي، نحن روينا في كتبنا بأسانيد صحيحة ما يخالفها وهذا دليل على أنه ليس من أقوال علي.
وعداب يقول:
نحن نعتذر لأكثر اﻷحاديث المروية عن الرسول صلوات الله وسﻻمه عليه بأن ليس على أكثرها بﻻغة؛ أن أكثر رواتها عن الصحابة هم من الموالي غير العرب، أو العوام من الناس، الذين يعبرون بألفاظهم عن المعنى الراقي الذي سمعوه، وﻻ يقول أحد إن العامة بلغاء.
أما نهج البﻻغة فنعده الكتاب العربي اﻷرقى فكرا وبيانا وصناعة أدبية.
فإذا جعلناه من وضع الشريف الرضي وصناعته الكﻻمية والبيانية؛ فيتوجب علينا أن نجعل الشريف الرضي هو المفكر اﻷعظم والخطيب اﻷفوه والسياسي الكبير واﻷديب البالغ أعلى وأرقى درجات الفصاحة والبيان.
لكن أهل السنة ﻻ يضعون الشريف الرضي في هذه المنزلة السامقة وﻻ يضعه الشيعة فيها أيضا.
وهذا يعني أحد أمرين فقط:
إما أن هذا الكتاب ليس للشريف الرضي، وإنما هو لعلي بن أبي طالب، وﻷجله فقط يجب أن يوضع تاجا على رؤوس اﻷمة جمعاء بعد الرسول.
أو أن الكتاب للشريف الرضي وأهل السنة والشيعة له ظالمون للرضي.
وحقيقة اﻷمر أن أقوال علماء أهل السنة؛ أفلحت في صد جماهير اﻷمة عن اﻹفادة من هذا المنهل الثر الفريد، وهذا هو والله النصب اﻷكبر بعينه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
والحمد لله على كل حال.
د. عذاب الحمش
ما رأيكم بهذا المقال ؟