مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم رب العالمين ولي المومنين عليه نتوكل وبه نستعين والصلاة والسلام على سيد الأنام الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى ءاله وصحابته الكرام ...
أما بعد فإن جوهر الدين وسره هو الإيمان ، الذي تهب نسماته على الإنسان فتمنحه السكينة والاطمئنان ، وتفتح بصيرته وبصره ، فإذا هو يرى ما لا يرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"اتقوا فراسة المونم فإنه ينظر بنور الله "
و لا يخفى ما لهذه الثمرة من نتائج عظيمة وأثر بعيد في بناء الحضارة ونهضة الأمة ، لأنها تعطي الإنسان صانع الحضارة الثقة في جهاده النبيل حين يعمل مرتبطا بالله مستمدا منه كل عون وتوفيق
في هذا السياق يأتي هذا الموضوع الذي جعل محوره الذي يدور عليه الآيات الثانية والثالثة والرابعة من سورة الأنفال ، لما تضمنته من سمات فضلاء المومنين وصفات كمال الإيمان معتمدا في ذلك على مختلف التفاسير من شتى المذاهب والمشارب الإسلامية المعتبرة ، وما فتح الله به من توفيق وسداد في إبراز ما تحتويه من معان وأسرار