تحرير عقيدة الإمام ابن الجوزي من مصنفاته المطبوعة والمخطوطة

الشيخ احمد بن مسفر العتيبي


شاع وذاع عند طلبة العلم أنَّ ابن الجوزي(ت : 597هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ وقع في زلّات عقدية طفحت بها بعض مصنفاته . ولا ريب أن أبا الفرج ظل ردحاً من الزمن يدعو إلى توحيد الله تعالى وتحقيق مراتب الدين وإقامة دعائم الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فهذه الأعمال الجليلة التي أفنى ابن الجوزي عمره في العمل بها ولها ؛ تجعل المحقق في معتقد ابن الجوزي يٍحسن الظن به وبمنهجه ، لأنه لم يكن من دعاة البدعة ولا من رؤوس الضلال . (1) .


وهذه ورقات حرّرتُها في عقيدة ابن الجوزي – عفا الله عنه – القصد منها : استخراج سبب الزلل في معتقده والوقوف على المعالم المهمة التي كانت سببا في انحرافه وتنكُّبه لمنهج أهل السنة والجماعة . وهي مُستلّة بتمامها من كتابي : مرويات ابن الجوزي في صيد الخاطر ، وقد أفردتُها هنا لأهميتها .


والمتأمِّل لسيرة ابن الجوزي يلحظ أنه وقع في بعض المنافرات بسبب حِدتَّه وتعصُّبه وعدم تسليمه لآراء مخالفيه ، فكثر منتقدوه ، وعظم اللَّوم عليه من الحنابلة ــ أفراد مذهبه ــ وغيرهم من الطوائف والفرق المتعِّددة . وبسبب هذا الاتجاه العقدي عند ابن الجوزي ؛ ظل خصومه ينتقدون مسلكه العلمي والأدبي ويرقمون له النصائح والمواعظ كما في رسالة الشيخ إسحاق العلثي (ت:634هـ) التي أوردها ابن رجب في ” ذيل طبقات الحنابلة ” وهذا نصُّها :


أولا : رسالة العلثي لابن الجوزي :
” من عُبَيْد الله ” إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي ” (2) ، إلى عبد الرحمن بن الجوزي ، حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح ، ووفقنا وإياه لا تباع السلف الصالح ، وبصَّرنا بالسنة السنية ، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية ، وأعاذنا من الابتداع في الشريعة المحمدية . فلا حاجة إلى ذلك . فقد تركنا على بيضاء نقية ، وأكمل الله لنا الدين ، وأغنانا عن آراء المتنطعين ، ففي كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – مقنع لكل من رغب أو رهب ، ورزقنا الله الاعتقاد السليم ، ولا حرمنا التوفيق ، فإذا حُرمه العبد لم ينفع التعليم ، وعرفنا أقدار نفوسنا ، وهدانا الصراط المستقيم .

.
.

لمتابعة قراءة المقال بكامله اليك الرابط


ahmad-mosfer.com/191