ميسون الإرياني


بقلم د فالح الكيلاني

هي شاعرة يمانية معاصرة ومترجمة وصحفية ولدت في مدينة (صنعاء ) في الرابع والعشرين من تشرين الثاني ( نوفمبر ) من عام \ 1987

اكملت دراستها الاولية الابتدائبة والثانوية والجامعية في مدينة (صنعاء ) فدرست الأدب الإنجليزي في جامعة صنعاء. وحصلت على شهادة ( البكالوريوس) عام \ 2005

بعد تخرجها اشتغلت محررة في صحيفة (الثقافية )، ومحررة للصفحة الثقافية في صحيفة ( اليمن الجديد)، محررة في صحيفة ( الديمقراطية )، وتعمل حاليا مدير تحرير صحيفة ( رصيف الثقافية ) ومحررة في ملحق ألوان في صحيفة الجمهورية.

احبت الادب العربي والشعر منذ صباها وكتبت بعض قصائدها في دراستها الثانوية واكتملت شاعريتها في المرحلة الجامعية ومما زاد في نضوج شاعريتها المبكرة اطلاعها على الادب الانكليزي بحكم دراستها للغة الانكليزية وفي احدى قصائدها تقول :
1

ما العيب في أن نكون حطبا للحياة في لعبة البرد
أو مراكبا لدخان اللهفة
أن نتوه سكارى
شحاذين على مرجان الطريق
أن نحب أنفسنا
و نحزم الخرافات قريبا من ليالينا..
أن نلعب برفق بمراجيح الروح
و رؤى الموتى
قد يكون للأرض فرصة للربح
للموت.. والصيد
للنوم على كف المد
بعيدا عن الحرب
بعيدا عن الوحدة


2
كانت جدتي عندما تغني
تخبئ صوتها في علبة البخور
مشتعلا
لجداول الورد القادمة
غارقة في مراة الإنتظار
لحبيبها السريع
في الركض
للنجمة الهائمة بين عينيه
ليتها أنجبت الحب
خفيه عن الزمن
وذرفت أصابعها على قلبه البض
لأضاء صدرها
بمصباحين
للشجن
والنشوة
بينما ينغلق صندوق الشمس
وتنصت الأهلة

حازت شاعرتنا الفتية ميسون الارياني على جائزة رئيس الجمهورية للشعراء الشباب لحصولها على المركز الاول في الشعرمن جامعة صنعاء للاعوام 2007 و2009 و2010

وحازت على الجائزة الاولى في الشعر من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء

وحازت على لقب شاعر من تجمع شعراء بلا حدود عام \2006 و2007 وكذلك عام \ 2010
وحازت جائزة الدكتورعبد العزيز المقالح للإبداع الأدبي سنة \2013
تقول في قصيدتها :
أُخرِجُ جناحا
لم أعد أريد شيئا
الحياة مملة.
كلما أردت الدخول للعالم
رفعت فراشة ساقيّ
أخذت وردة
وقلمتها عليهما.
توقفت عن المشي أيها الكوكب الأحمر السيء
أقدامي متورمتان.
كل يوم، حين أكتب قصيدة
أسمع دويا عاليا ونحيبا.
وجنتان بنفسجيتان
وقلمٌ أحمر.
قيل لي إن الفتيات الفقيرات يحببن البنفسج
ولا يملكن الحظ والمكياج.
أشعل الأصوات بولاعة جارنا المسروقة
أخرج من ظهورهن جناحا.
كلما أردت الدخول إليك
أكتشف ثقبا في أصبعي.
حاولت إخفاء بشاعته ببذرة
لكنك تكتشف ذلك.
تسقيني بالماء
قلت إن شجرة أيامي ستنجو
وستخرج من بين أحلامها العصافير والنبيذ.
الحياة خربة أيتها الروح،
مليئة بالحزن،
بمقاه أفسد جوها جنود كسالى،
قلوب في تجاعيد


اصدرت عدة دواوين شعرية منها مايلي :

1- سأثقب بالعاشقين السماء (ديوانها الاول )
2- ( مــد د ) يوانها الثاني
3- كتاب (نماذج شعرية من الأدب النسوي الأمريكي المعاصر)
4- نصوص شعرية ضمن كتاب (بوسع قلبي_ قصائد وقصص قصيرة جدا من العالم العربي)
5- نصوص شعرية ضمن موسوعة قلائد الذهب لنماذج من الأدب العربي المعاصر
6 - كثير من القصائد التي نشرتها في الصحف والمجلات المحلية والعربية والاجنبية
7- قامت بترجمة كثير من القصائد الى العربية


يتميز سطرها الشعري بديباجة جميلة ونسق مميز فنحن ونطالع قصيدها نشعر اننا أمام صوت شعري جديد ومع مبدعة تسجل حضورا يعكس نقاء الإنسان وصفاء القصيدة في رحلتها الجديدة. ولتكون صوتا مختلفا، وشاعرة تتالق في صعودها نحو سماوات الشعر بسرعة البرق فهي تمثل اسم شاعر ة رائعة ومتمكنة في الكتابة الشعرية النسوية العربية ذات نتاج ادبي طيب من حيث النوع والكم، وربما نميل الى الاحتكام إلى الوعي النوعي بوضع المرأة الثقافي من جهة، وبدور الشعر في تمثيل ذلك الوعي وإظهاره فنيا وادبيا ولغوية .
نلاحظها تبدع فتقول :

لا بد أن نصغي للعنكبوت حين يؤثث موكب السر
في صندوق الساعة
كان مختبئا ..
لا شك أيضا
أن القطار الذي وزع الموت
كان سريعا
منزويا في حشائش العتمة

هذا العالم الضرير
مثخن
بأحلام ترابية,
بأطفال ينقشهم البؤس
بعناد عباد الشمس
حين يقطف عالمه
بعناية النهر
تزهر قامته
وتهوي ثماره في رأفة المد
لا أحد يذكر
طحالب الموتى
الماثلة كصنوبرة
ليست وحدها
المبعثرة كذاكرة ساعٍ عجوز
ليست وحدها
تعكر جذوة الملح
برطوبتها
بأكواخ مهجورة ينهشها الصرير
بشيوخ وجوههم ملمومة في باقة أنيقة
يمضون لياليهم في زينة الشهامة
ليس محتملا أن يحتاج الورد لمن يزخرف بعده رفعة الكون
أو ينال حصتنا من عزلة الحياة.


واختم بحثي بهذه السطور الشعرية لشاعرتنا ميسون الارياني :

أحبُ اسمي على شفتيكَ

يرقص نبضها المرخى على جسدي

يقولون بأني نبضة حبلى

ألا قسماً بأوجاع النبيين الذين تمزقوا غسقاً

بأني نصف نافلة

ونصفي

عاشقٌ زنديق

أي مواسم الأحراش تصليني غروب الشمع

في سجيل؟

ضريرٌ نهري المفقوء بالتكفير

ضريرٌ نهر أوزاري- كما يدعون أشواقي إلى الصحراء -

بأي كرامةٍ كُفِّرْتُ غَيرَ بأِنني الصحراء !

كفٌّ تدرأ الأغلالَ

أخرى في جبين الشمسِ

تحضنُ قُبلتي المغزولة الأسفار

توصلها إلى شفتيك عاشقةً

تذوب تميمة بالباب

قبل الباب

بين الجوعِ والميقات

قلب صبية مصلوبة الألوان

تَجترحُ الخطايا من حكايا العشق في أحلام نرجستي

ومن نبضي على شفتيك
امير البيـــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز

****************************** ********