لو قال : باب التكبير والتسبيح والتهليل عند التعجب ، لكان أولى .
لو قال : باب التكبير والتسبيح والتهليل عند التعجب ، لكان أولى .
لو قال أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى :
باب التكبير والتسبيح والتهليل عند التعجب ، بدلا من قوله : باب التكبير والتسبيح عند التعجب ، لكان أولى ، لأن الحديث الذي ذكره ورد فيه التهليل من رواية أخرى في صحيحه :
عن أم سلَمة رضي الله عنها قالت : استيقظَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ فزِعاً فقالَ :
" سبحانَ الله ! وفي رواية : وهو يقول: لا إِله إلا الله : ماذا أنْزلَ الله الليلةَ من الْفِتَنِ ؟....... الحديث .
هذا ما توصلت إليه بعد مناقشات طويلة مع المشايخ الفضلاء وطلاب العلم الكرام في بعض المجموعات العلمية على الواتس أب .
وإني معترف بالخطأ والزلل على من خلقه الله من عجل .
صباحكم جميل .
وبداية السؤال كان كما يلي :
مسألة للمذاكرة ، وهي مهمة :
قال البخاري :
باب التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ
لماذا لم يقل :
باب التهليل والتَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ
لأنه إذا جمعنا طرق متن الحديث في البخاري نجد التهليل :
عن أم سلَمة قالت: استيقظَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلةٍ [فزِعاً ٨/ ٩٠] فقالَ:
" سبحانَ الله! (وفي رواية: وهو يقول: لا إِله إلا الله ٧/ ٤٧)، ماذا أنْزلَ [الله] الليلةَ من الْفِتَنِ؟ وماذا فُتحَ من الخزائنِ؟ أَيْقظُوا (وفي روايةِ: من يُوقِظُ) صواحبَ الحُجَرِ [يريد أزواجهُ حتى يُصلِّينَ ٧/ ١٢٣]؟ فرُبَّ (وفي روَايةٍ: يا رُبَّ) كاسيةٍ في الدُّنيا عاريةٌ في الآخرةِ".
وقد ذكر بعض الأحاديث أيضا الخاصة بالتكبير والتسبيح ، فهل فاته ذكر التهليل ؟ وقد ورد في الحديث .
قال النووي رحمه الله في الأذكار :
باب جواز التعجب بلفظ التسبيح والتهليل ونحوهما .
بارك الله فيكم
لم يقل البخاري (باب التهليل ..) واقتصر على التسبيح لأن اللفظ الصحيح في هذه الرواية ليس فيه الا التسبيح
أما التهليل فهو خطأ وشذود من أحد شيوخ البخاري , تفرد بذلك عن معمر وخالف اثنين من كبار أصحابه هما
ابن عيينة وعبد الله بن المبارك
وأيضا ذكر التسبيح وعدم ذكر التهليل هو ثابت عن جميع الرواة الذين شاركوا معمرا وهم أربعة حفاظ ثقات أثبات (عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد وشعيب وابن أبي عتيق )
ورواية البخاري هكذا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتْنَةِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ، كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ القِيَامَةِ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: «وَكَانَتْ هِنْدٌ لَهَا أَزْرَارٌ فِي كُمَّيْهَا بَيْنَ أَصَابِعِهَا»))
و هشام ثقة و أيضا تلميذه عبد الله بن محمد شيخ البخاري -المسندي - قال فيه المزي
(قال أبو حاتم : صدوق .) انتهى
ووثقه أيضا ابن حيان , ولم يخرج له الا البخاري والترمذي
ولم يخرج له عن هشام بن يوسف الا البخاري
فهذا يدل على أنهما ليس من كبار الحفاظ الأثبات , لذلك وقع هذا الوهم من أحدهما
والحديث أخرجه البخاري قبل ذلك فقال
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَمْرٍو، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، ..)
فهذه رواية ابن عيينة عن معمر
وتابع فيها معمر عن الزهري كل من عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد وهما امامان ثقتان ثبتان وهما تابعيان
ورواه أيضا الامام مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد هذا عن الزهري , لكن أرسله عن الزهري وبلفظ البخاري
ثم أعاده البخاري في باب آخر بلفظ التسبيح عن عبد الله عن معمر فقال
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ... فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتْنَةِ،..))
فهذه متابعة عبد الله بن مبارك ل سفيان عن معمر
وفي المرة الثالثة كتب البخاري الحديث بلفظ التهليل بالسند المذكور سابقا
وأعاده في المرة الرابعة وفيه متابعة شعيب لمعمر على لفظ التسبيح , وهذا هو الباب الذي ترجم فيه للتعجب
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، ..)
ثم أعاده أخيرا بنفس اللفظ متابعة محمد بن أبي عتيق لمعمر وغيره
وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ... فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ..))
وقد عرف من صنيع البخاري أن لا يعيد المتن الا بتغيير الاسناد , لذلك فهو يتفنن في اخراج الحديث بهذه الطرق المختلفة
فان قيل لماذا أخرج البخاري اذا رواية التهليل مع أن في متنها مخالفة لسائر الرواة ؟
فالجواب أن ذلك لسببين
الأول هو مغايرة الاسناد كما سبق , فقد أخرجه أولا عن سفيان عن معمر
ثم ثانيا عن عبد الله عن معمر
ثم ثالثا عن هشام عن معمر , فماكان ليعيد أحد الاسنادين السابقين من طريق معمر , ولما لم يبق له في سعة حفظه الا هشام هذا , أخرجه من طريقه وان كانت فيه هذه المخالفة في المتن لكن الرواية الصحيحة المتفق عليها قد علمت مما سبق فاكتفى بها عن هاته
والسبب الثاني وهو متعلق بالمتن فان فيه زيادة من كلام الزهري , لا توجد في كل الروايات , و هي تخدم ترجمته
قال (ابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَجَوَّزُ مِنَ اللِّبَاسِ وَالبُسْطِ)
فأورد الحديث الأول ثم هذا الحديث عن الزهري وذكر فيه هذا القول له
قَالَ الزُّهْرِيُّ: «وَكَانَتْ هِنْدٌ لَهَا أَزْرَارٌ فِي كُمَّيْهَا بَيْنَ أَصَابِعِهَا»
, فالأكمام واسعة فيمكن أن تنكشف اليد لذلك كانت هند تزرر كميها , وهذا حتى لا تدخل في الوعيد الذي جاء في الحديث الذي روته
(رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )
فهي تلبس كمين طويلين فكانت تغطي يديها حتى لا تبدو عارية
والله اعلم
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، وشكرا لك .
كيف تحكم على الرواية بالشذوذ ، والإمام البخاري رواها في صحيحه ولم يعلق عليها ؟؟؟
وفيك بارك الله
لأن راويها خالف جماعة كثيرة من الحفاظ الأثبات الأفذاذ و قد فصلتهم لك تفصيلا
فكيف يغفل كل هؤلاء عن هذا اللفظ (لا اله الا الله ) ويروون مكانه (سبحان الله ) ؟
فاما أن تحكم عليهم بالخطأ لأنهم استبدلوا عبارة بعبارة أخرى , واما أن تحكم على هشام بالخطأ لأن القصة واحدة لم تتعدد
ومثل هذا الصنيع من البخاري كثير , وكذلك هو صنيع تلميذه الامام مسلم في صحيحه
ولا أكثر عليك بالأمثلة لكن أذكر لك مثالا واحدا , و اخترته لك أيضا باسناد مقارب لهذا الحديث أي عن ابن شهاب الزهري
وهو الحديث الطويل الذي رواه معمر عن الزهري في كتاب التعبير , وفيه أن النبي عليه السلام أراد الانتحار من رؤوس الجبال , وهم بذلك مرارا ومنعه جبريل
(..حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا....))
والحديث رواه البخاري قبل ذلك من عدة طرق , عن عقيل ويونس عن ابن شهاب وليس فيه هذه الحكاية المنكرة
وتفرد معمر عن الزهري بهذه الزيادة المنكرة , ويحتمل أن الخطأ من عند عبد الرزاق الصنعاني
والكلام على هذا الحديث يحتاج الى مصنف
وللفائدة فان حديث أم سلمة السابق لم يخرجه مسلم لأن هند التي روت عن أم سلمة ليست من شرطه , ولأجل أنه لم يروي عنها الا الزهري
وهل أحد من أهل العلم قال انها غير شاذة ؟
وهل أحد من أهل العلم وحتى من غير أهل العلم سابقا ولاحقا قد أشار ولو اشارة خفية أو بعيدة الى هذا الاستدراك على البخاري ؟
وأعيد لك ما قلته سابقا
ليس كل حديث في البخاري أو مسلم هو صحيح محتج به
وقد مثلت بالمثال السابق من رواية معمر عن الزهري وهو شاذ منكر بذلك اللفظ مع أنه في البخاري
فماهو جوابك على وجوده في صحيحه ؟
فجوابك على ذلك سيكون جوابي على استشكالك
و حديث أم سلمة رواه أربعة من كبار الحفاظ عن الزهري بلفظ (سبحان الله ) وهم
(عمرو بن دينار- ويحيى بن سعيد -وشعيب- ومحمد ابن أبي عتيق )
واثنان منهما تابعيان من أقران الزهري , وهما جبلان في الحفظ
والثالت هو شعيب بن أبي حمزة , قال فيه ( ابن معين : من أثبت الناس فى الزهرى)
فشعيب لا يقارن به أحد في الزهري فكيف اذا وافقه هؤلاء الثلاثة الأثبات على هذا اللفظ
الذي خالفهم فيه معمر وحده , وتفرد بهاته العبارة من دونهم فقال (لا اله الا الله ) بدل (سبحان الله )
مع أن معمر من أثبت الناس في الزهري , فكيف اذا يخالف هؤلاء الأربعة ؟ لا بد أن يكون الخطأ من غيره لا منه .
فاذا عرفنا أن معمر قد روى عنه الحديث ثلاثة من أصحابه
عبد الله بن المبارك و سفيان بن عيينة و هشام بن يوسف
واتفق الامامان الكبيران عبد الله وسفيان على روايته مثل ما رواه الأربعة السابقون أي بلفظ (سبحان الله )
وتفرد عنهم هشام , فقال (لا اله الا الله )
و هشام هذا قال فيه المزي ( قال الحسين بن الحسن الرازى : سألت يحيى بن معين عنه ، فقال : لم يكن به بأس )
ووثقه أبو حاتم والعجلي
فهو لا يساوي واحدا من الاثنين الذين خالفهما فكيف اذا اجتمعا
والراوي عنه هو
عبد الله بن محمد قال فيه أبو حاتم(صدوق) ووثقه ابن حبان ,
ولم يخرج أحد من الستة الا البخاري حديثا بهذا السند (عبد الله بن محمد عن هشام )
والبخاري أخرجه للسبب المبين قبل هذا , وكثيرا ما يفعل ذلك , يخرج الحديث بلفظ مختلف في المتابعات
وان شئتم أن أزيدنكم من الأمثلة التي تبين هذا فلكم ذلك ان أردتم
وتأملوا في هذا القول
لو قال أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى :
باب التكبير والتسبيح والتهليل عند التعجب ، بدلا من قوله : باب التكبير والتسبيح عند التعجب ، لكان أولىلم ولن يفوته , ولما بينت لكم ذلكفهل فاته ذكر التهليل ؟ وقد ورد في الحديث
صرتم تقولون من سبقك الى ذلك
عن أي مخالفة تتحدث ؟
يا أخي تكلم كلاما في الاسناد أو في متن الحديث
ودعك من الأقدام والمخالفات والزلات
بينت لك أن البخاري لا يترجم الا بما صح عنده من ألفاظ الحديث
فان كان عندك كلام ينقض هذا فعجل باخراجه ولا تكتمه
وبين لي موضع زلل قدمي حتى أتجنبه ,
وأنا أنتظر منك كلاما في الرجال والأسانيد والمتون ...
لو أمعنت النظر في سؤالي لعلمت أني أتكلم عن المتن والإسناد، فقولي وهل هناك مخالفة أي بين التسبيح والتهليل عند التعجب لذا سرت إلى القول بالشذوذ.
وما هو الشذوذ إلا مخالفة الثقة لما هو أوثق منه على الصحيح من تعريف الشذوذ، فهنا مخالفة يعني النظر في المتن، لمن هو أوثق يعني الإسناد.
لو كان لفظ التهليل صحيحا عنده , لترجم به في باب التسبيح والتكبير عند التعجب كما ذكر أخونا صاحب الموضوع
فتكون الترجمة هكذا (باب التسبيح والتهليل )
فلما ترك التهليل دل على أن النبي عليه السلام لم يقله , ولو قاله لما أغفله البخاري
ولذلك لم يخرج أحد من أهل الحديث , هذا الحديث بهذا اللفظ الفرد الا البخاري
لكن أخرجه اسحاق بن راهويه عن عبد الرزاق عن معمر , بلفظ التهليل , لكنه مخالف لهشام فقد ذكر التهليل مرتين
و اسحاق هو شيخ البخاري
وهل تكلمت في العقائد والأحكام
سبحان الله العظيم
كتب أحدهم موهما البخاري
فكتبت ردا بينت فيه وهم كل من وهم البخاري
فتأتي الآن وتقول لي هل عندك سلف في دفع من وهم البخاري ؟
هذا الحديث هو حكاية لقصة واحدة وقعت مرة واحدة في الوجود ( اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ:.))لو أمعنت النظر في سؤالي لعلمت أني أتكلم عن المتن والإسناد، فقولي وهل هناك مخالفة أي بين التسبيح والتهليل عند التعجب لذا سرت إلى القول بالشذوذ.
وما هو الشذوذ إلا مخالفة الثقة لما هو أوثق منه على الصحيح من تعريف الشذوذ، فهنا مخالفة يعني النظر في المتن، لمن هو أوثق يعني الإسناد.
فهو قد استيقظ , وقال كلاما معينا
فاذا قال أربعة من الرواة أن أول كلمة قالها هي (سبحان الله )
ولم يقل في رواية الأربعة (لا اله الا الله )
ويأتي راو خامس ويقول أول كلمة قالها هي ( لا اله الا الله ) وليس في لفظه أنه قال (سبحان الله )
والنبي عليه السلام لا بد أنه قد قال أحد اللفظين السابقين فلم يأت في رواية أنه جمع بينهما
فأيهما تختار ؟
فأجب , وتذكر قبل الاجابة أن الراوي الخامس (معمر ) قد روى عنه اثنان مثل ما روى الأربعة الآخرون خلافا لما تفرد (وتأمل جيدا في لفظ تفرد ) عنه الرواي الثالث
معلوم أن فقه البخاري في تراجمه التي حيرت العلماء، وتراجمه لا تتطابق مع ما يذكره تحتها في كثير من الأحيان لذا ألف علماء كتب في تراجم البخاري، وكثيرًا ما نجد الشراح يبحثون عن وجه المناسبة بين الترجمة وما أورده البخاري من أدلة، فلا يلزم البخاري في ترجمته ذكر كل الألفاظ التي شملتها الأدلة التي ينص عليها تحت الترجمة، والسؤال: هل الإمام البخاري - رحمه الله - تعالى يورد الأدلة كلها تحت ترجمة واحدة على أنها مُترجم لها أو مترجم بها؟
وتأمل هذا المثال: باب: من قال: إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الزخرف: 72] وقال عدد من أهل العلم في قوله تعالى: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]: عن قول لا إله إلا الله، وقال: ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾ [الصافات: 61].
حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم ابن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور".
قال الحافظ في الفتح: (1/ 77): (مطابقة الآيات والحديث لما ترجم له بالاستدلال بالمجموع على المجموع لأن كل واحد منها دال بمفرده على بعض الدعوى).
ومثال على المطابقة الجزئية وهي التي تكون الترجمة فيها مطابقة للمترجم مطابقة ناقصة فليس كل ما دل عليه المترجم واردًا في الترجمة بل إن الترجمة دالة على جزء من المترجم فقط.
مثال ذلك: ما جاء في الصحيح قال البخاري رحمه الله:
باب: "من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان":
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار))[59].
قال العيني في عمدة القاري: (1/ 167): (مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة لأن الحديث مشتمل على ثلاثة أشياء وفيما مضى بوبه على جزء منه وههنا بوب على جزء آخر).
نعم , فهذا حلال جائز لم يحرمه أحد من العلماء
والكلام الذي تكلمته ولم يعجبك هو قولي أن هشام خالف أربعة من كبار الحفاظ الأثبات , فقال قولا اجتمعوا كلهم على عدم حكايته
وهذا التفرد , لم أخترعه أنا من عند نفسي , ولا أخرجته من كيسي
ولكن البخاري هو الذي رواه ولم يروه أحد غيره بمثله
والبخاري حين روى هذا الحديث بهذه الزيادة المنكرة انما ترجم له هكذا
(بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَجَوَّزُ مِنَ اللِّبَاسِ وَالبُسْطِ ))
فالحديث متعلق باللباس واللفظ الذي فه ذكر للباس , هو (كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة )
وهذا القدر من الحديث متفق عليه موجود في كل طرق الحديث , وهو موجود في رواية هشام , اضافة الى وجود عبارة الزهري التي لا توجد في الروايات الأخرى ولها تعلق باللباس
هذا هو صنيع البخاري في تراجمه
فيأتي اليوم من يقول لو أن البخاري فعل كذا وكذا ..لكان ...
مع أن هذا القول لم يخطر على بال أحد من شراح البخاري , مع كثرة استدراكهم عليه في وضع التراجم وفي التبويب لا سيما الكرماني
ولكنه لم يفطن الى هذا الذي فطنتم له أنتم