روى الامام البخاري في صحيحه هذا الحديث
وَحَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ العَوَّامِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ العَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»))
وطبعا لا يشك أحد من المسلمين أن هذا الحديث صحيح لأنه في البخاري , وأيضا هو عند مسلم قريبا منه
هذا كلام صحيح
لكن شيخه عباد بن يعقوب الأسدي رافضي وكان داعية
فكيف يكون حديث هذا الرافضي صحيحا ؟
وكيف استجاز البخاري امام السنة اخراج حديثه في كتابه وكان يشتم عثمانا رضي الله عنه وأرضاه ؟
قال الذهبي
(قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ، ثِقَةٌ.وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا الثِّقَةُ فِي رِوَايَتِهِ، المُتَّهَمُ فِي دِيْنِهِ، عَبَّادُ بنُ يَعْقُوْبَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: فِيْهِ غُلُوٌّ فِي التَّشَيُّعِ.
وَرَوَى: عَبْدَانُ عَنْ ثِقَةٍ، أَنَّ عَبَّاداً كَانَ يَشْتِمُ السَّلَفَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى مَنَاكِيْرَ فِي الفَضَائِلِ وَالمَثَالِبِ.
وَرَوَى: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَبِيْبِيُّ، عَنْ صَالِحٍ جَزَرَةَ، قَالَ:
كَانَ عَبَّادٌ يَشْتِمُ عُثْمَان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: اللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُدْخِلَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ الجَنَّة، قَاتَلاَ عَلِيّاً بَعْدَ أَنْ بَايَعَاهُ.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي صَلاَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ، حُشِرَ مَعَهُم...)
ثم قال بعد أن حكى قصة عنه في اعداده لسيف ليقاتل به مع المهدي
قال (وَمَا أَدْرِي كَيْفَ تَسَمَّحُوا فِي الأَخْذِ عَمَّنْ هَذَا حَالُهُ؟ وَإِنَّمَا وَثِقُوا بِصِدْقِهِ.)) انتهى
نعم هو صدوق في الرواية متهم في الدين
والبخاري لم يخرج له الا هذا الحديث
وأخرجه له مقرونا بسند شعبة قبله
والحديث الصحيح السليم من رواية شعبة وأيضا مالك بن مغول قد رواه البخاري في مواضع من كتابه قبل هذا الموضع
رواه هكذا (قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي))
فهذا اللفظ الصحيح المتفق عليه يختلف عن اللفظ الآخر في
أولا
عباد الرافضي قال (الصلاة لوقتها ) و غيره من الحفاظ الأثبات قالوا (الصلاة على وقتها )
وثانيا
عباد الرافضي قال ( وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
وغيره قال ( قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
فحذف سؤال عبد الله (ثم أي ؟) في الموضعين ,
وحذف حرف الترتيب (ثم ) بين الصلاة وبر الوالدين , وأبدله بحرف الواو الدال على مطلق الجمع والذي يوهم المساواة في الفضل بين الصلاة وبر الوالدين
وثالثا
في رواية الجماعة قول عبد الله (فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي)
ولم يذكرها الرافضي
فهل بعد كل هذه المخالفات للثقات , وبعد توضح حال هذا الراوي
هل الحديث صحيح ؟
ولم أخرجه البخاري يا ترى ؟
وهل كل لفظ أخرجه هو صحيح عنده ؟
أخرجه لأنه ترجم به فقال (بَابُ وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاَةَ عَمَلًا،))
وفي هذا المتن لفظ (أي الأعمال أفضل ) فذكر الصلاة , يعني أنه سمى الصلاة عملا .
فهذا القدر الذي يحتاجه البخاري من الترجمة موجود في لفظ هذا الحديث من هذا الطريق
لكنه سبق قبله السند الصحيح المعتمد عليه حتى يبين أنه لا يعتمد على رواية هذا الراوي ولولا أنه شارك الحفاظ في هذا القدر المترجم له ما أخرج حديثه
ولم يخرج له في كتابه الا في هذا الموضوع الواحد الفرد
وأيضا من عادته أنه لا يعيد الاسناد اذا أعاد لفظ الحديث في موضع آخر
فلما استنفذ ما عنده من أسانيد قبل هذا الموضع , و لم يجد في ذاكرته التي لا حدود لها الا هذا الاسناد أخرج به الحديث
وبذلك استوى على عرش الحديث
ولن يستطيع أحد ادراكه وان سعى السعي الحثيث